|
دكتاتوريّة سلاح الحياة -- مأمون التلب
|
.
دكتاتوريّة سلاح الحياة مأمون التلب
مُقدِّمات:
(وتيْفَرَة هو عبدٌ عَسكريّ، من فِرَقِ الفرسان التابعة لشيوخ الهَمَجِ الوزراء. ومن المرجَّح أن استرقاقه تمّ خلال إحدى حصارات (رجب) لجبال النوبة إبَّان حملته على كردفان، لأنه بَلَغَ سنّ النضج في عهد ناصر وإدريس. ويمكننا أن نُقارب، خياليّاً، ذكريات (تيْفَرَة) عن طفولته مع ذكريات (دوقالوا دوقندان أري)، وهو أحد صبيان النوبة من الجيل التالي، والذي، مِثلَهُ مِثْلَ تيْفَرَة، استُرِقَّ وأُخِذ من موطنه كولدٍ صغير. وبالنسبة لدقالوا، كشاب في منفاه البعيد، عاشت ذكرى موطنه في ذهنه كعالمٍ مُصَغَّرٍ من المناظر والأشكال النائية والمنمنمة؛ ملوكٌ صغارٌ يلبسون الجواهر ويجلسون على ظهور الخيل، منحدرات من اللون اللازوردي من النبات الغض تحت الشمس الصافية، ووابلٌ رماديٌّ لا نهائيٌّ من الأمطار تُفَصِّلها بروقٌ في موسم الخريف، وطقوسٌ مهيبةٌ تؤديها الكاهنات اللائي يتحدثن باسم ثعبان الأصلة المخفيّ، وتحصينات جُهمَةٍ من الحجر مقامةٌ بين ثنايا قمم التلال، وغابات عذراء فيها فواكه غريبة وحيوانات تتكلم، وكلّ ذلك موشحٌ بضوءٍ عجيبٍ يَحرِسُ الممر القائم بين الذكريات والأحلام)
عصر البطولة في سنار – جاي سبُولدينق / ترجمة: د. أحمد المعتصم الشيخ
(عندما أفكِّر في الأساطير الكثيرة التي تعجّ بها الحياة، أجد أن هناك واحدة حملت أذى شديداً للجميع وهي أسطورة الأوطان وأعني هنا؛ لماذا يتوجب عليّ أن أنظر إلى نفسي كأرجنتينيّ وليس تشيلياً مثلاً أو شخصاً من الأرغواي؟، ليست لديّ أية فكرة عن الإجابة. كل هذه الأساطير التي أقحمناها في حياتنا، والتي لم تُخلق إلا لخدمة الكراهية والحقد والحرب والعداوة؛ إنها بالغة الضرر فعلاً. لكنني أعتقد أنه، وعلى المدى الطويل، ستتلاشى أسطورة الحكومات والأوطان، سنتحول إلى، حسناً..كوزموبوليتانيين).
خورخي لويس بورخيس – ترجمة نجلاء عثمان التوم
_______________________________
|
|
|
|
|
|