|
Re: مقاس نعلىّ مليون ميل مربع (Re: Ishraga Mustafa)
|
تلك الاقدام تعرف مواسم الرعد وبيانات المطر, تلك الارض تعرف خطواتهم, غناوي النساء وهن يشدن قشرة الجفاف ويفتحن مثلى طيقان الانتظار لهجعة الغريب فى محراب النحلة, نسوة حفاة يعرفن وشوشة الكتان ولوزات القطن, يطرب لغناويهن (دعت الخريف), لن يهل لارض لا يستجيب جسدها للبائعين الجدد! فمن يشذب ارض الجزيرة الخضراء سوى اهلها؟ أين ستفرح خطاويهم ووقع اقدامهم ولا ارض ولا زرع ولا ضرع. هى الاقدام التى تعرف مقاس نعلىّ,, هى خطاوى الكتابة حين تكون وقودا وذادا للناس تعبت اقدامى من التسكع المضنى مع قمر, انها فرسة لا تمل الركض, ناقة قلبها لا تمل الحنين, اسمع نتح اقدامها, هدير شقوقها تحدثنى عن فعالية اللون وانفعالها بالشاشاى والواظا ولوحة حدثتنى كثيرا عنها, لها خطوات تائهة تقلقها كلما هجست للنوم, تصحى فيها الحمى والقلق وتبدأ ترسم, تبدأ نحتها, تنحت بالشمع, بالصلصال, تخربش على جسدى وتصنع لجنونها بالجسد تمثالا لن تعرضه للبيع قالت لى وشمعات روحها تضئنىء وتفتح دروبها لعصر النهضة والباروك, تهدم جسدى وتعيد نحته دائرى الابعاد وحاسة لمسها مومياء لحضارة غرقت فى مياه السد على بعد خطوة من اكمال المنحوتة, خطوة اكاد المس ايقاعها ولكنها تفر كموجه جزعة تفرّ كنشوة ظلت تحرق روحها قبل ان اكمل محراب غربتك ياعيسى, هى ذاتها التى فرت ليلتها... فاكر ياحبيبى؟سألتنى قمرى وهل انسى حين تكونيين حبلى بالشوق والنداء والشهوة؟ تخمشين فى دمى ضجيجه وتشذبين حدائق ربكتى, انا امارس هروبى اللعين. كانت معبأة بالعطش ويارود الهوية الانثوية, قمر تتفجر شهواتها كلها فى لحظة واحدة, شهوة الرسم النحت الكتابة, حفلة زار روحها وجسدها لبوة متمردة لا تستكين الا حين تاخذ حصتها من عجنة الصلصال على يدى انها ذاتها ياالمبروك, نهنهت حبيبتى قمر, هى ذات سمكة الماء , ذات الايقاع الذى ينقصنى, لكنك كنت اسرع ولم تنتظر مردوم وشاشاى البلل. منذ ذلك اليوم وانا ابحث عن وقع هذه الخطوة , ستظل منحوتتى الاخيرة بلا نهاية طالما سمكة الماء ترواغنى كلما روداتنى نفسى فى صيد عشوشة شهوتك, اطلقها فمكانها الفضاء ولا تحبسها فى سجن جسدك ولكنّا فعلناها يا قمر ورقصتى حتى فاح الزنجبيل بجسدك وبان الطريق وشركنا للفضاء, قلت لها واعرف انها دوما عطشى تلك تختلف ياعيسى, تلك فرصة لافشال الانقلابات بثورة شغوفة بخطاوى الناس فى دروب بعيدة لا يطالها سوى الطير ويمامات قلبك فى الفلوات البعيدة, تغنى لها كما تخفق اجنحتها بالصلاة الى رب رحيم دروب تتقاطع مع سنار الهوية وحبيبتى قمر تحلم ان املأ معها (الفراغ العريض). لا يهم الصين ان تسأل جاد الرب, سماعين وبت الضعين عن كيف تبنى الجسور بين دوائر سطا عليها الشيطان منذ ميلادها قبل خمسة الف عاما من امنيات مروى. لايهم الصين ان كان اصحاب الامر فى نومتهم يهنأون بالغياب والتغييب العظيم لدروب مشوها ويعرف حنينها اقدامهم. لىّ اقدام الفلاحين فى جودة لىّ قدمى بت الضعين, لىّ حنين خطواتها قبل المذبحة الشهيرة, لىّ اقدام تآمر عليها البرد والشرطة فى ميدان مصطفى محمود, لم يكن الجلاد ارحم, الجلاد الكبير فى (البلاد الكبيرة). هى ذات الاقدام التى فى مقابلها تطبع بيروت وتقرأ الخرطوم اعلانات عن توظيف عمال للنظافة فى المطعم اللبنانى الذى حلّ محل مبنى تاريخى فى شارع ينتظر ان تكتمل منحوتتى الأخيرة
|
|
|
|
|
|