نهاية الطاغية محمد طاهر ايلا

Quote: بين بورتسودان مدينة الجمال وتوترات الأرياف!! الكاتب الطيب مصطفى الأحد, 21 نوفمبر 2010 06:52 دُهشت والحق أقول وأنا أزور مدينة بورتسودان ــ ثغر السودان الباسم ــ بعد غياب امتد لسنوات فوجدت عجباً ولا أبالغ إن قلت إنها صارت تنافس الخرطوم من حيث فخامة البنية التحتية والجمال والبهاء.. شوارع واسعة ومسفلتة وإضاءة شاملة تغطي وبكثافة جميع شوارعها بعد أن نزل سد مروي برداً وسلاماً عليها فغمرها بفيضٍ من أنواره وكورنيش رائع ربما يتفوق على كورنيش النيل وثورة عمرانية لا تخطئها العين ولا يملك المرء إلا أن يشدّ على يد واليها الهمام محمد طاهر إيلا الذي حوّل مدينة بورتسودان إلى تُحفة رائعة من الجمال. صحيح أن هناك بعض المنغِّصات أهمها مشكلة المياه التي ظلت تؤرِّقها وتؤرِّق ولاية البحر الأحمر لزمانٍ طويل مما أثّر ولا يزال على حياة الناس وقلَّل من الخضرة التي إن توفرت فإن بورتسودان ستكون دُرَّة مدن السودان بلا منازع، وبالرغم من علمي بأن هناك مجهوداً اتحادياً يُبذل لحل هذه المشكلة المزمنة إلا أن الأمر يستحق جهداً مضاعفاً للتعجيل بحلها ذلك أن بورتسودان مدينة قومية وليست ولائية ويكفي أنها ــ مع بعض امتداداتها ــ تمثل الميناء البحري الوحيد للسودان. على أن ما أحزنني خلال زيارتي القصيرة أن هناك بعض التوترات القبلية التي ينبغي أن تُحظى باهتمام الوالي إيلا ذلك أن موقع بورتسودان وولاية البحر الأحمر وأهميتها الإستراتيجية تحتِّم على حكومتها وعلى المركز أن يولياها اهتماماً خاصاً فمن شأن هذه التوترات القبلية أن تجعلها عرضة للاستغلال من بعض أصحاب الأجندة السياسية سواء من دول الجوار حيث التداخل القبلي أو بعض الناقمين الذين يمكن أن يُحيلوا ــ مع الأجندة الدولية والإقليمية ــ الشرر المتطاير إلى نيران ملتهبة وما دارفور عنا ببعيد، فهلاّ تحرك القائمون بالأمر قبل اشتعال الحريق الذي يحرص كثيرون على إضرامه؟! أثق في أن بمقدور الأخ إيلا احتواء هذه التوترات فهو الحاكم الذي ينبغي أن يتّسع صدره للجميع ويسع حلمه الموافق والمخالف وبقليل من التنازلات والترضيات يستطيع الرجل كبح جماح كثير من الشرور التي أراها تومض من تحت الرماد، وليت الرجل يجمع حوله زعماء القبائل في مجالس استشارية أو مناصب تزيل الاحتقانات التي شهدتُها خلال الندوة التي أقامها منبر السلام العادل في مدينة بورتسودان، وقد قابلت عدداً من زعماء القبائل الناقمين الذين لمست فيهم حكمةً ورغبةً في كبْح جماح الغليان الذي رأيتُه يتعالى في شكل هتافات واحتفاء ببعض الزعامات القبلية التي شهدت الندوة خاصة من قبيلتي الأمرأر والبني عامر اللتين تشكوان من التجاهل وعدم الاهتمام من جانب السلطات الولائية، وليت الوالي إيلا يُدني إليه كلاً من السيد علي محمود والسيد حامد محمد علي فباسترضائهما تنتهي كثيرٌ من العواصف والتوترات وتُغمد سيوفٌ ظلت مُشرعة في انتظار من يُعملها ضد الوطن. أقول إن هناك شكوى من عدم التوازن في التنمية خاصةً في بعض المناطق خارج مدينة بورتسودان، وهناك تذمُّر من مشكلات جمّة تعاني منها منطقة طوكر التي أرجو أن يوليها الأخ إيلا مع المدن الأخرى اهتماماً خاصاً. هذا قليلٌ من كثير ربما أعود اليه كتابةً أو حديثاً مباشراً مع (الدفعة) إيلا ولكن تقريب الزعامات القبلية من شأنه أن يُسهم في إطفاء كثيرٍ من الحرائق التي أخذت تشتعل. نسيتُ مسألة مهمة وهي أنني تحسرت وقلت في نفسي وأنا أزور بورتسودان: حرام أن يسافر الناس والعرسان للسياحة والمتعة إلى الخارج ويتركوا عروس السودان التي تستطيع أن تنافس بقوة خلال فصل الشتاء، وليت وزارة السياحة أو ولاية البحر الأحمر تنتج فيلماً أو إعلاناً مصوَّراً عن المدينة يُبث في القنوات التلفزيونية السودانية للتعريف بما كنتُ أجهله إلى أن رأيته رأي العين، وليت القائمين بالأمر يشجعون السياحة الداخلية بإعلانات في الصحف المحلية فقد رأينا كيف تتبارى الدول وتعرض بضاعتها السياحية في القنوات الفضائية الشهيرة، وحبذا لو أُقيمت رحلات سياحية داخلية منظمة على غرار ما يفعله العالم تشمل رحلات بحرية وزيارات للشُّعب المرجانية، ويكفي دليلاً على صحة ما أقول أن هناك رحلات منتظمة من أوربا إلى بورتسودان مباشرة فهل يُعقل أن يزور الأوربيون بورتسودان والمناطق السياحية حولها ويفضِّلوها على مدن العالم الأخرى المكتنزة بكل ما لذّ وطاب إذا لم يكن في بورتسودان ما يُغري بالسياحة والاستمتاع؟! إنني لعلى يقين أن هذا سيكون مصدر دخل جيِّد لولاية البحر الأحمر مع الفوائد السياسية والاجتماعية الأخرى.

(عدل بواسطة ادم شحوتاي on 11-27-2010, 01:06 PM)