|
Re: فاروق الأول ملك مصر والسودان. د. يوسف نور عوض. (Re: محمود الدقم)
|
ولا شك أن من أهم الأمور التي يجب أن يتوقف عندها المؤرخون موقفه من قضية فلسطين، ذلك أن الملك فاروق كان من أهم المهتمين بتخليص فلسطين من أيدي العصابات الصهيونية وأرسل في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين جيشا قوامه مئة وستة وثلاثين ألف جندي وقد حذر من أنه سيتعرض إلي خيانة من بعض حكام العرب، وخاصة ملك الأردن الذي قيل إنه كان يطمح في ضم الضفة الغربية إلي شرق الأردن ولكنه لم يستمع إلي هذه التحذيرات وقال إن مشاركة ملك الأردن في الحرب سيجعله يؤمن بالمبادئ التي انطلقت منها، ولكن الملك فاروق أدرك من خلال الأسلحة الفاسدة وحصار الفالوجة أنه كان يتعرض إلي مؤامرة كبيرة ومع ذلك لم يتراجع، وقد حاول خصومه وحتي الضباط الأحرار في ما بعد أن يعزو حصار الفالوجة إلي أسلحة فاسدة احضرها هو علي الرغم من أنه قال إنه كان ضحية كغيره وليس هناك ما يؤكد عدم صدقية ما ذهب إليه. وكان الملك إلي جانب ذلك من أكثر المؤمنين بوحدة وادي النيل وذلك شأن جده وأعمامه لإيمانه بالمصير الواحد الذي يربط مصر والسودان وهو مصير لم تهتم به ثورة يوليو التي تخلت عن السودان جريا وراء إرسال العمالة إلي دول النفط العربية، دون أن تقدر أن تفكك السودان الذي بدت معالمه الآن سيكون تأثيره علي مصر اكبر من تأثيره علي السودان. وعلي الرغم من هذا التاريخ الحافل والوطنية العالية فإن أسرة الملك فاروق عاشت حياة الفقر من بعده ولم تجد منصفا يرفع صوته لإحقاق العدل لملك أحب وطنه وبادله الوطن حبا بجفاء، ولكن التاريخ يستيقظ الآن ليذكر الناس بحرية مصر وديمقراطيتها في عهد الملكية حين كان القانون هو سيد الموقف وكان الباشاوات هم الذين يبدأون المشاريع التي يعيش عليها الفقراء ولا يهربون أموالهم لتخرج من دورة البلاد الاقتصادية. لترتفع الأصوات إنصافا لهذا الملك الذي أحب بلاده وليقدم الإنصاف لأعضاء أسرته من بعده.[/B]
|
|
|
|
|
|