الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناضهة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-25-2010, 10:07 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناضهة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2)

    عمر الطيب الدُّوش شاعر الدهشة والفضاء الرحب ، فالقصيدة عنده فضاء مسرحي فسيح يعرض فيه كل حياة المجتمع بكل تفاصيلها الدقيقة . القصيدة عند عمر الطيب الدُّوش تأخذ المنحى العام المغلف بالإطار الخاص ، ودوماً تجد الدُّوش يصحب ذلك الخليط من العام ، والخاص بفيض من مشاعر إنسان مسكون بالطبيعة وجمالها مرهف الإحساس وصادق البوح به .
    الساقية ، وبناديها ، والحزن القديم ، وغيرها من الأشعار التي التصقت بوجدان المتلقي السوداني نلحظ أنها واحة من الأشجان والمناظر الطبيعية ، وفيض من الشوق وهم بالإنسان ومشاكله .
    هنا في هذه القصيدة ( سعاد ) يصل الدُّوش إلى ذروة الامتزاج بما يدور حوله من حياة الناس وتفاصيل حياتهم ، وممارستهم للحياة بيد أن الأمر هذه المرة يحاول فيه الدُّوش الأخذ بزمام المبادرة شوقاً وحياةً وموقفاً .
    قصيدة ( سعاد ) مقسَّمة إلى قسمين : الأول : قسم خاص ، والثاني : قسم عام .
    غير أننا نرى أن ( سعاد ) هي محور هذه القصيدة في شقيها الخاص ، والعام .
    فعند بدايتها هي سعاد التي نعرف أنثى فحسب ، ولكنها تتطور مع هم القصيدة العام لتصل إلى مرحلة أن تكون هي الوطن بكل مآسيه في القسم الثاني من القصيدة ( العام ).
    يبتدر الدُّوش القصيدة : ( دقت الدلوكة ) وهنا نلمح المؤثر الصوتي الذي يعد المسرح لعرض قادم برع الدُّوش في تصويره بحنكة وخبرة ودارية مسرحي مقتدر ، وبإحساس إنسان مسكون بتفاصيل حياة المجتمع ، ورغم استنكاره ( الفرح ) لأن الأمر الواقع لا يبشر بذلك وفق واقع حياة الناس الذين يعانون الأمرين من فساد الحكم والحاكم ، فهذا الأمر الواقع لا يؤهل الناس لممارسة الفرح ، ورغم ذلك يقول : ( أهو ناس تعرس وتنبسط ) .
    في القرية السودانية مجرد سماع صوت الدلوكة كافٍ لأن تكون رقعة من الدعوة قد وصلت إليك ، فهاهو بطلنا يعد نفسه في راكوبته بحزم ( التكة ) يقول الدُّوش : ( تككت بالحنقوقة) والتكة رباط السروال الطويل وهي غير اللستك خيط طويل مصنوع من نفس قماش السروال ، والحنقوقة هي قطعة من السعف قوية جداً تستعمل لإدخال التكة في مجراها داخل السروال ، و لكي يظهر بطلنا في غاية أناقته يقول : ( سويتلو رقعات في الوسط ) وهي حتماً بلون مختلف وجذاب ، وهنا الأمر وصفاً لبطنا الذي سيشهد النزال ( البطان ) وبعد أن أستعد جمالياً في مظهره يبدأ بطلنا التحرك نحو مصدر الدلوكة ( الحفلة ) وتأكيداً على شوقه لألمٍ ينتظره هناك ها هو ممسكاً بقميصه على أسنانه دلالة على السرعة ليقول : ( في خشمي عضيت القميص ) وفي خضم سعيه للوصول يصف لنا حاله : اجري وأزبد شوق وأنط ) وهنا لا بد من أن تقرأ المقطع هكذا : ( اجري .. وأزبد شوق .. وأنط ) فروعة التعبير هنا في ( أزبد شوق ).
    يواصل الدُّوش الوصف الدقيق لبطله وحاله ، ويؤكد أن الأمر لا يحتاج أن تقدم لك الدعوة لكي تصل بل يقول : ( لامِن دخلت الحفلة فجيت الخلوق ) لم يقل ( وصلت الحفلة ) بل قال ( دخلت الحفلة) لأنه لم يكن ينتظر أن يرحب به أحد ،فالأمر بالنسبة له حق أصيل ؛ فرح للجميع ببساطة وطيبة قلب وبعد الدخول إلى ساحة المعركة ( البطان ) ركز أي ثبت بطلنا من أجل ( البت سعاد ) وهنا لابد من أن نقف على هذين التعبيرين :
    أولاً : ( أصلي عارف جنها في زولاً بيركز وينستر ) وزولاً جاءت هكذا نكرة ، فالأمر ليس موجهاً لبطنا وهذه دلالة على أن الأنثى في مجتمع بطله تعجب دوماً بالرجل الذي ( يركز وينستر) .
    ثانياً : لأن الدُّوش شاعر ، ويعرف كيف يستدرك ما تلحظه فطنة القارئ ، فلو وقف الدُّوش عند العبارة السابقة لكانت سعاد معجبة بكل من يركز وينستر أيما إنسان ولانهار بناء القصيدة . ليرجع الدُّوش ويؤكد أنها أي سعاد رغم إعجابها بمن يركز إلا أنها تكن لبطلنا شعوراً خاصاً دفع الدُّوش للبوح به عندما يقول : ( لكني عارف إنها لو كل زول في الحلة بالسترة انجلد ياني الأذاها وجنها ) .
    وتأتي بعد ذلك معرفة أحساس خاص مكنون في الدواخل لابد أن نقف عنده طويلاً حينما يقول : ( برضي عارف أظنها ديمة في صرة وشيها يلفحني شوق نافر لبد ) أنظر إلى : ( عارف / اظنها ) تلحظ أنه يقين متبوع بظن ، ولكن لماذا هذا التضاد ؟!! فشاعرنا يدرك تماماً بأن ( البت سعاد ) تكن له من المشاعر الكثير ، ولكنها وتقديراً لسطوة العرف الاجتماعي لا تواتيها الفرصة دوماً على البوح بما تحمل من مشاعر دفيقة إلا نادراً ، وعليه يكون ( أظنها ) جاءت مناسبة لحالة التردد والتستر التي تكتنف ( البت سعاد ) لذا قال الدوّش ( يلفحني شوق نافر لبد ) ولاحظ أيضاً التضاد في ( نافر ولبد ) والدهشة أنهما صادرين من إنسان واحد في لحظة واحدة بدافع إظهار الإعجاب بالمحبوب ( نفر ) الشوق من الدواخل ساعياً له ، وإمعاناً في احترام عرف القبيلة ( لبد ) هذا الشوق في الدواخل .
    اختزل الدّوش في كلمة ( دِيمة ) أشياء لم يجد عنترة بن شداد من بد لإظهارها إلاّ أن يمطرنا ببوابل من الأبيات في معلقته تصف لنا حاله في الحرب وكيف يقود المعركة ويشهد النزال ؛ بيد أن الدوّش اختصر كل ذلك في كلمة ( ديمة ) والتي تعني أنه يدوام على حضور حلقات ( البطلان ) والتي بها يظهر الفرسان فيها شجاعتهم ، وتجن الحسناوات بمن ( يركز وينستر ) .
    قف معي في التعبير (في صرة وشيها ) هنا يرسم الدوّش الخط الدرامي لقصيدته ، ويكشف عن التضاريس النفسية لشخصية تضاريس ( البت سعاد ) عندما يقع السوط على ظهر ( الحبيب ) يتبعه ( صرة في الوجه ) أراد منها الدّوش أن يقول : إن هذه الأنثى ليست ( سادية ) تحب عذاب الآخرين ، ولكنه العرف ( والعرف في الحكم له اعتباره لذا عليه الحكم قد يُدار ) ، وأراد منها أيضاً إظهار ( أنوثة البت سعاد ) بامتعاضها من تقريع السياط ولكنها لا تريد أن تخرج من إطار القبيلة وعرفها ، فلم تجد شيئاً تجمع به بين الاثنين إلا ( صرة الوجه هذه ) .
    ووسط كل هذا المشهد لم يكن أمام ( بطلنا ) إلاّ أن يركز وينستر مما حداه للقول : ( وركزت للحرقة المشت فوق الضلوع تحت الجلد ) فهنا أمر البطان حقيقة وألم ليس محض تسلية واتفاق مسبق بين المتبارين على التمثيل وصورية المعركة .
    ركز بطلنا وهو بكامل وعيه وإدراكه ليأتي من بعد ذلك ليصف لنا حاله مع الخمر ـ كحال شعراء العصر الجاهلي ـ الذين كانوا يذكرون الخمر ويتغنون به . فبعد ثبوتٍ أمام بنات القبيلة نال به بطلنا إعجاب ( البت سعاد ) خرج بطلنا حاملاً ( خمره ) إلى خارج حدود البلد . ( طبيت قزازتي مرقت عند طرف البلد ) ، وربما ساق الدّوش هذا المنحى لذكر الخمر حتى لا يوصف ( أنه عندما ركز ) ربما كان تحت تأثير تناول الخمر لذا جعل حمله لخمره بعد أن قرعت السياط ظهره بألسنتها الملتهبة ، ولما سرت النشوة الخمرية فيه ( وسكرت جد ) قرر الرجوع للبلد ( القرية ) ، ها هو بطلنا يسير بخطى المنتشي راجعاً ، فإذا بالبت سعاد تواتيها الفرصة في لحظة نادرة فنادت عليه ( وأنا جاي راجع منتهي لاقتني هي ) وتطلب محادثته ( قالت لي تعال ) . هنا يصف الدّوش تضاريس حالته النفسية والجسدية عندما سمع صوتها تناديه ، فانظر للتصوير البديع في ( كبرت كراعي من الفرح نص في الأرض نص في النعال ) وهذه حال تلازم حالة سماعك لخبر سار أو لهفة لملاقاة حبيب غائب ، فلا تتنبه لحالك حتى يفوتك أحياناً أن تنسى لبس نعالك أو تلبسه على مضض ، ولكن الدوّش ذهب أبعد من ذلك إذ جعل من فرحة مناداتها له أن تصير رجله أكبر من حذائه فرحاً وتلهفاً لرؤية (البت سعاد) والحديث معها . مما حدا الشوق في دواخله أن يمتزج بالزعل ( والزعل هنا موقف عام فيه الاستهجان من الواقع المرير ) ( اتلخبط الشوق بالزعل ) والزعل ربما لضياع الكلام حينما وجد نفسه وجهاً لوجه مع البت سعاد ( اتحاورو الخوف والكلام ) أي التردد في البوح بما يكنه من مشاعر ربما كانت في عرف الرجل السوداني ضرباً من التنازل عن الكبرياء ساعة البوح بما يحس تجاه نصفه الآخر ، ولكن رغم ذلك تشجّع بطلنا الذي أشار إليه الدوّش ب( علي ود سكينة) واعترف أمامها بأنها سبب ضياعه بما يكنه لها من مشاعر جياشة محبوسة بفعل مؤامرة العرف الاجتماعي ، وقليل الفرص التي تضن عليهما باللقاء . ليصل بطلنا إلى نقطة إنها قدره ليس غير . ( وأنا بت بلاك منعول هواي إن كنت أرضى أعرسها ) .
    وبعد أن أرسى بطلنا دعائم حبه بكذا كلمات ذكرناها أعلاه . غازل الدوّش على لسان بطله البت سعاد بأروع ما سمعتُ من الوصف الدقيق والشفيف والمقابلة ما بين لحظة رؤيتها من بعيد ، وما بين رؤيتها ملء العين وهي أمامه واصفاً حاله في الموقفين وجعلهما بين طرفي نقيض ، بين الموت والبعث من جديد يشبه الدوّش البت سعاد وهي تظهر له من بعيد ( بالسحابة ) وهي بلا شك بشرى خير ، ولكن الدوّش جعل إطلالتها بفعل المضارع ( تطلي ) ، ورقصها للدعاش بفعل الماضي ( رقصت ) ( وأنا يا سعاد وكتين تطلي سحابة رقصت للدعاش ) رغم أن السحاب سابق في التكوين عن الدعاش ، والدعاش نفسه من عطاءات هذا السحاب ، ولكن الدوّش وعند قصد خصص للسابق الفعل المضارع إمعاناً في الحضور واستمراره لأنه هنا البت سعاد فالإطلالة تخصه ولا يريد لها أن تزول ، وليكن نصيب الدعاش رقصها له لذا جعله مختصراً وماضياً . فها هي إطلالة البت سعاد مستمرة ، وبطلنا لا يتحمل هذا الموقف ، ولكنه يقوي أخيراً على الذهاب لملاقتها فاقداً للحياة ولا يملك إلاّ أن يقيم مأتمه على نفسه ( بفرش على روحي وأجيك زولاً هلك تعبان وطاش ) . وهو في غمرة هذا الغياب عن الوعي ( كميت ) تتواتيه الفرصة ليرى البت سعاد ، فانظر لروعة المقابلة التي يجسد فيها الدوّش مقدرة فائقة على الوصف الدقيق والتصوير البديع والبلاغة العالية حينما يجعل من رؤيتها ( شوفتها ) كمن دبت فيه الحياة من جديد هكذا صورها الدوّش بهذا الوصف الرائع : ( وأنا يا سعاد وكين أشوفك ببقى زول فرشولو فرش الموت وعاش ) فهو هنا كالذي زرفت عليه الدموع وأعد له ( البرش ) إيذاناً بنهاية حياته ، ولكن أستدرك من كان بحضرته أنه ما زال على قيد الحياة .
    الفرصة سنحت لهما ( بطلنا والبت سعاد ) لهذا اللقاء ليأخذ فيه بطلنا زمام المبادرة وينزف ما في قلبه تجاه البت سعاد ، ولكن ما زالت سطوة العرف الاجتماعي وتقاليد القبيلة تأبيان هذا جهراً رغم الرغبة فيه من بطلينا ولو في السر ، وظن الجميع أن البت سعاد ستعمل على شكر بطلنا على رائع القول وجميل البوح ، ولكنها تفاجئنا بقولها ( بطل كلام الجرسة أجض يا ولد ) .
    يختتم الدوّش هذا الهم الخاص بهروبه من واقعه ومعاقرة الخمر في طقوس يدركها هو ويعرف تفاصيلها ، ولكن رغم ذلك يكون واقعاً تحت تأثير الألم ( الخاص والعام ) كأنه أصبح حكراً عليه ، ويستسلم بطلنا لنوم متوتر محموم ، ولكنه يحلم كأنه وسط كثير من الخلق ، وكأنما نبي الله الخضر يحمله من هذا الزحام ( وحلمت وسط الزحمة زي شايلني نبي الله الخضر ) ، وهذه دلالات العودة وسلوك الطريق المستقيم بالذهاب بعيداً في رحلة المد الصوفي معترفاً بعمق هذه الممارسة الصوفية في حياة المجتمع السوداني .
    وهو في غمرة هذا النوم ومضاجعة الأحلام يصحو بطلنا بفعل فاعل ليبدأ الدوّش في مناقشة الهم العام وربطه ما بين طلة البت سعاد ، ووصول المسؤول الكبير للبلد ،وهذا ما سنتعرف عليه في المقال القادم بإذن الله ...

                  

12-25-2010, 10:13 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناهضة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2) (Re: عروة علي موسى)

    [center]دقّت الدلوكة
    قلنا الدنيا ما زالت بخير
    أهو ناس تعرس و تنبسط
    تكّكتَ في الراكوبة بالحنقوقة سروالي الطويل
    سويتلو رقعات في الوسط
    في خشمي عضيت القميص
    اجري و ازبّد شوق و انُط
    لامِنْ دخلت الحفلة فجّيتْ الخلوق
    و ركزت
    شان البت سعاد
    أصلي عارف جنها في زولا بيركز و ينستر
    لكني عارف إنها
    لو كل زول في الحلة بالسُترة انجلد ياني الاذاها و جنها
    برضي عارف اظنها
    ديمة في صَرة وشيها
    يلفحني شوق نافر لبد
    و ركزت للحُرقة المشت فوق الضلوع
    تحت الجلد
    طبّيت قزازتي مرقت عِنْ طرف البلد
    و سكرت جد
    و انا جاي راجع منتهي
    لاقتني هي
    قات لي " تعال "
    كبرت كراعي من الفرح
    نص في الارض نص في النعال
    اتلخبط الشوق بالزعل
    اتحاورو الخوف و الكلام
    هَيْ يا سعاد
    علي ود سكينة الكِلْتِي في خشمو الرماد
    علي ود سكينة المات أسى
    و أنا بت بلاك منعول هواي إن كنت ارضى اعرّسها
    و انا يا سعاد
    وكتين تطلي سحابة رقصت للدعاش
    بفرش علي روحي و اجيك
    زولا هلك تعبان و طاش
    و انا يا سعاد
    وكتين أشوفك ببقي زول
    فرشولو فرش الموت و عاش
    قالت سعاد:
    ( بطل كلام الجرسة انجض يا ولد)
    طبّيت قزازتي مرقت عِنْ طرف البلد
    و سِكرت جد
    اذّنت في الشوق و السلم
    و سرحت بالناس و الغنم
    وركعت للعرقي البكر
    و رقدت في الالم الحِكِر
    و حلمت زي شايلني وسط الزحمة نبي الله الخضر
                  

12-25-2010, 10:13 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناهضة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2) (Re: عروة علي موسى)

    [center]دقّت الدلوكة
    قلنا الدنيا ما زالت بخير
    أهو ناس تعرس و تنبسط
    تكّكتَ في الراكوبة بالحنقوقة سروالي الطويل
    سويتلو رقعات في الوسط
    في خشمي عضيت القميص
    اجري و ازبّد شوق و انُط
    لامِنْ دخلت الحفلة فجّيتْ الخلوق
    و ركزت
    شان البت سعاد
    أصلي عارف جنها في زولا بيركز و ينستر
    لكني عارف إنها
    لو كل زول في الحلة بالسُترة انجلد ياني الاذاها و جنها
    برضي عارف اظنها
    ديمة في صَرة وشيها
    يلفحني شوق نافر لبد
    و ركزت للحُرقة المشت فوق الضلوع
    تحت الجلد
    طبّيت قزازتي مرقت عِنْ طرف البلد
    و سكرت جد
    و انا جاي راجع منتهي
    لاقتني هي
    قات لي " تعال "
    كبرت كراعي من الفرح
    نص في الارض نص في النعال
    اتلخبط الشوق بالزعل
    اتحاورو الخوف و الكلام
    هَيْ يا سعاد
    علي ود سكينة الكِلْتِي في خشمو الرماد
    علي ود سكينة المات أسى
    و أنا بت بلاك منعول هواي إن كنت ارضى اعرّسها
    و انا يا سعاد
    وكتين تطلي سحابة رقصت للدعاش
    بفرش علي روحي و اجيك
    زولا هلك تعبان و طاش
    و انا يا سعاد
    وكتين أشوفك ببقي زول
    فرشولو فرش الموت و عاش
    قالت سعاد:
    ( بطل كلام الجرسة انجض يا ولد)
    طبّيت قزازتي مرقت عِنْ طرف البلد
    و سِكرت جد
    اذّنت في الشوق و السلم
    و سرحت بالناس و الغنم
    وركعت للعرقي البكر
    و رقدت في الالم الحِكِر
    و حلمت زي شايلني وسط الزحمة نبي الله الخضر
                  

12-25-2010, 10:19 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناهضة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2) (Re: عروة علي موسى)

    الجزء الثاني

    هنا في هذا القسم من القصيدة يناقش الدوّش فساد الحاكم ، وبطانته . ودور البطانة في الترسيخ للأنظمة الشمولية بمحاولة جمع الناس لتأييدها فرضاً بالقوة والإرهاب ، ويتبنى الدوّش صورة للصراع بين الإنسان الثائر ، وبين الحاكم الجائر، بين الإنسان المقهور والمطالب لحريته ووجوده ولقمة عيشه ، وبين المتسلطين على الرقاب المانعين للنهوض والكرامة، والعيش الكريم ، إنهّ صراع بين عالمين : عالم المسعبِدين وعالم المستعبَدين .
    ورمز الدوّش لأداة الحاكم بالعمدة ـ المُعيَّن من قبل النظام ـ الذي يحاول لفت نظر القائمين على الحكم بأنه من المخلصِين وأن الشعب كله ولاءٌ لهم مما جعلهم ذلك يتمادون ، وفي غيهم بعدم الاعتراف بالآخر وإقصائهم له سادرون . لذا يطلب العمدة لإظهار براعته ـ المدفوعة الأجر ـ في جمع الحشود وإعطاء الشرعية يقول : ( لازم تقيفوا صفوف صفوف .. وتهيجوا الخلا بالكفوف .. وتقولوا عاش .. يحيا البطل ) .
    يتخذ الدوّش منهج السيمولوجية ـ علم الرموز والإشارات ـ في هذا القسم من القصيدة حيث أن ( رولان بارت ) يرى بأن السيمولوجية : ( هي ذلك العمل الذي يصفي اللسان، ويطهر اللسانيات، وينقي الخطأ- مما يعلق به أي- الرغبات والمخاوف والإغراءات والعواطف والإحتجاجات والإعتذارات والإعتداءات والنغمات، وكل ما تنطوي عليه اللغة الحية ) . وفي اتباع نهج السيمولوجية ابتعاد عن السلطة وقيودها .
    بطلنا هو الضمير الحي في هذه الأمة ( وهم كثر ) لم يعجبه الحال ، وأخذته عزة النفس وعدم الرغبة في التطبيل . حيث يقوم الدوّش بتصوير حال بطلنا كأنه يريد الانقضاض على هذا العمدة المأجور بسكينه المصاحبة لضراعه ( وضراعي زي داير يجن ) وأخذه الغضب من تصرفات العمدة الرعناء وغير الرشيدة ليقول بطلنا وبكل قوة وحزم وتحدي صريح ورفض للخنوع والركوع : ( قُت ليهو يا عمدة .. مسؤول كبير في الحلة غير الله انعدم ) وبطلنا هنا لسان حاله كأنما يقول : كلنا سواسية وكلنا واحد ولا كبير إلا الله .
    وبعد ذلك يعدد الدوّش في رسالة ناقدة وواضحة المعالم تأففه من فساد الحاكم والبطانة التابعة له . رسالة نابعة من ضمير الشعب الحي ، ووعيه بعدم جدوى هذا التزلف والمدارة وموضحاً فيها احتياجات الناس البسطاء والتي غفل عنها الحاكم مما جعلهم ـ أصحاب الضمير الحي ـ يأنفون من كذا أنظمة لا تبالي بالمحكومين بل همها الوحيد أن تكون قابعة على كرسي الحكم ، ولو كانت النتيجة انقراض كل من يحكمون فلن يبالوا !
    وما جنى الناس من هذا نظام مثل هذا سوى الخوف والإرهاب والكبت و كل هذا أصبح من المتلازمات المصاحبة للناس في صبحهم ومسائهم .. ليجسد الدوّش تلك الرسالة في قوله
    ( ما شفنا زول سكّت جهال
    ما شفنا زول رضع بهم
    ما شفنا زول لطخ تيابو
    و جانا من طرف البلد
    ما شفنا زول لملم رمم
    لا صحينا عاجبنا الصباح
    و لا نمنا عاجبنا العشم
    و الحلة من كل الجهات محروسة
    بالخوف و الوهم(
    يواصل الدوّش التمرد ويجهر بالقول الحق ، وهو لا يخاف في الحق لومة لائم مع علمه بما ينتظره من حُرَّاس أنظمة مثل هذه رامزاً لهم الدوّش ( بالكلاب ) ، وفي مخاطبة العمدة تكون الرسالة موجهة للحاكم الطاغية الذي قلب نواميس الحياة ، فها هو ( الموت مباح ) و ( الحب نطاح ) و ( الصدق من جنس الزنا ) لبشاعته في نظر مثل هذه الأنظمة ، ( العافية مولودة سفاح ) ، والرغبة في الحياة والاستمتاع بها مهيضة الجناح ( والرغبة مكسورة جناح) وحتى الأحلام تتوه ، والوعد لا محل له ، فهاهي الأم يحيط بها الأسى خوفاً على فلذات كبدها ، وكذا المحل ـ الحلة ـ تتبرم من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان !!
    ( و مضينا من زمنا قديم – يا عمدة – مرسوم انتحار
    الموت مباح
    و الحب نطاح
    و الصدق من جنس الزنا
    و العافية مولودة سفاح
    و الرغبة مكسورة جناح
    و الحلم و الوعد النبيل
    و الطفلة و الأم ، النخيل
    الرنة في الوتر الاصيل
    تلقاها في قاموس نكاح
    يا يمة واح.. يا حلة واح )
    وفي غمرة هذا ( التمرد ) من واقع الحال يجسد الدوّش من سعاد رمزاً للوطن ، فيعمد على مخاطبتها ومناجاتها ليخفف ما به من آلام ، وعلّه يسلي نفسه ويخرج بها من هذا الضيق والملل ..
    انظر إلى الخطاب الدافئ في : ( يا سعاد تعالي ولمي من كل البيوت عدة السفر الطويل ) خطاب مليء بالحسرة والرغبة في الخلاص والتحرر والخروج ، والتغرب .. ورغم أن الأمر في هذا القسم يدور حول هم عام إلا أن هذا لم يمنع الدوّش من أن يتداعى شفيفاً بأروع التصاوير الشعرية في لغة بسطية وهادفة ( زخرفي الفجر النهار ) وهنا دلالة على اختلاط الحابل بالنابل وعدم اتضاح الرؤى وتداخلها مع بعضها البعض ( وشخبطي الضحى والأصيل .. المغرب الفجر النجوم ) تأكيداً لما سبق من سوء الأحوال واختلاطها وصعوبة التميز بين الأشياء في ظل أنظمة مثل هذه ..
    ولما كان الأمر أصبح هكذا لا يمكن فيه الحضور والحياة الحقة لازَم الدوّش قدرٌ من اليأس من زوال هذا الوضع لذا نجده يطلب من سعاد ( الوطن ) أن ترمي ما ذكرنا أعلاه في البحر بعد ربطها في صرة ( في صرة وأرميها البحر ) ليطولَ شكنُا ونجد التبرير من أن انقلاب الأمور في الحياة هو ما جعلنا نكون في هذه الحال . ( خلينا فوق الشك نعوم )
    والدوّش لازال يصب جام غضبه على ( العمدة ) باعتبار أنه من مهَّد للحاكم الظالم ، وبدلاً من أن يفيض النيل الذي استودعته ( البت سعاد ) الوصية التي رمتها في جوفه ليعم الخير الوفير ، وربما كانت دلالة فضيان البحر ، أو النيل هي الثورة والحركة للتغيير ، ولكن بدلاً من كل هذا فاض العمدة كثيراً ، وتخلق لعمدٍ كُثر ، وهذه دلالة على كثرة الذين يطبلون لمثل هذه الأنظمة رعاية لمصالحهم الذاتية . ( والعمدة فاض مليون عمد .. والعمدة فيل .. جبلاً تقيل .. لبوة وأسد .. حسنة وغصب .. جمعة وأحد ) .
    لا يزال بطلنا يمارس هواية الخروج من القرية كلما أحس بأنه يريد أن يزيل ما به من هم . لكن هذه المرة كان الخروج من أجل التزود باليقين والقدرة على المجابهة ، ومقاومة الظلم المتمثل في البوق الذي يزعق من أجل استمرار الظلم ( العمدة ) ( وأنا جاي راجع أجهحهو لاقاني هو ) ولكنه أي العمدة كان قد عقد العزم على إسكات صوت الحق وضمير المقاومة وهو جُلَ ما قاله بطلنا مما ذكرنا أعلاه منتقداً ومعنفاً وداعياً للانعتاق والتحرر . ( و سايق العساكر و الكلاب.. رامي بين عيني و عينو كلِب ..و تكشيرة و حُراب ) .
    هنا يخلق الدوّش حالة من حالات التناقض البلاغي البهيج ما بين طلة البت سعاد في القسم الأول ، وما بين هجوم العمدة بكلابه عليه ، فيعمد إلى قلب الصورة عندما نادته البت سعاد ( قالت لي تعال ) ( كبرت كراعي من الفرح ) وعندما هجم عليه العمدة ( ضاقت نعالي من الزعل ) وهنا دلالة على المقاومة ومحاولة عدم الانصياع لأمرِ أخذِه بالقوة ، هذا الشيء لك أن تلحظه عندما يكون الإنسان مجبراً على فعل شيء ، وهو لا يرغب فيه فتراه متسمِّراً في الأرض متشبثاً بحذائه والذي يحس به بأنه قد ضاق من كثرة الجذب والدفع ، وحتى التراب الذي تحت قدميه ضاق ذرعاً من هذا التصرف الهمجي للعمدة (من تحتها اتململ تراب) .
    وعند إطلالة البت سعاد هناك كانت هي السحابة التي رقصت للدعاش وهي التي اعطت البعث لبطلنا من جديد حينما رآها عين اليقين ، ولكن ها هي الصورة تتغير تماماً فبعد ذلك الدعاش وبشارات العطاء ها هو المَحَل يلفه من كل حدب وصوب ، وتتباعد الأشياء حتى الحلة نأت ، الدنيا أصبحت بالنسبة له كسراب زائف كل هذا من فعل رؤيته للعمدة ومن خلفه تتبعه الكلاب . ( الغيم سكب ضُلو ومشي.. و الدنيا غيما سراب سراب ..و الحلة زي بلدا بعيد ) .
    كل شيء في نظر بطلنا في تلك اللحظة ازداد بعداً إلاّ خلاصه ( البت سعاد ) ها هي قريبة منه ليرى في يديها كل البلد ( زي بت لعاب ) فيصف الدوّش هذا بقوله : ( زوّد بعاد و قرّب سعاد ..اتجمعت كل البيوت في راحتا ..زي بت لعاب ) بيد أن الحلة / الوطن يصورها شاعرنا تصرخ وتولول من هول الصدمة رافضةً لهذا الهوان والتعدي على حرية البشر ، ووسط هذا الموقف المشحون وبطلنا في قمة غضبه يحاول المقاومة وكل المشاهد أعلاه دارت في ذهنه في تلك اللحظات ، وعند اشتداد الغضب تتغير ملامح الوجه حتى تضيق العين وتتوه الرؤية قبل الهمس بها . ( مجنونة تصرخ في الزوال.. ممزوجة في الدم و اللعاب ..عيني ضاقت نظرتها.. و الجوف يطقطق بالكلام ..)
    أُخذ بطلنا عنوة لإخماد صوت الحق والتحريض المتمثل فيه . هُجِم عليه بدون أي مقدمات ولا سابق إنذار ، ولا مراعاة لظرف وجوده وزمانه (قبال يقولوا لي سلام اتلموا حولي بلا نظام) .
    والنقد هنا للكل ( من شارك في القبض عليه ) هم العُمد الذين فاضوا عمداً كثر رامزاً لهم بالشال والعمة مبيناً أنهم ( غمة ) كأن الدّوش يعايش معنا ما نراه الآن ( شال و عمة .. توب و غُمّة .. فاس و طورية و حزام ) .
    وإمعاناُ في سوء المعاملة وسيء التصرف معه بسلبهم إنسانيته يقول الدوّش ساخراً منهم : (شالوني بي كل احترام .. و رموني في قعر السجن) .
    غير أن الدوّش ينتصر لهذا الشعب ويؤكد على جميل موقفه ، وعدم انطلاء دعوة العمدة وخديعته لهم بالوقوف من أجل الحاكم والتصفيق له ، ذلك بالبشارة التي جاء بها ( ود خدوم ) ناقلاً كيف أن الناس قد قالت لا في وجه العمدة الذي قال نعم ، وكيف أن العمدة بهت وصار ( همبولاً ) على حد وصف شاعرنا له (حصلني قبل اليوم يتم ..جارنا المدرس ود خدوم.. قال ليّا.. لا زولاَ هتف ..و لا كف مشت بتلاقي كف .. و العمدة زي همبول وقف) .
    ختم الدوّش هذا الهم العام بالدعوة للجهر بالحق ، وعدم الركون لمن يريد أن يسلبَ حقك وحريتك ، وفي خضم سعيه وراء هذه الرسالة لا تغيب ( البت سعاد / الوطن ) فللبت سعاد شوق ونغم يغني ، وللوطن يحمل هماً استوطن في داخله حتى صار ذاك الهم دابة وجدت مرتعها من العلف المتمثل في دواخل بطلنا وشاعرنا الدوّش الشاعر المتفرد حقاً ليقول : ( يا صمتُ أف.. يا دنيا تف.. و انا يا سعاد للشوق نغم ..للهم علف ) .
    لك الرحمة والمغفرة أيها الشاعر الجليل ، وكل هذا إخلاصاً ووفاءً لرجل قدم كل هذا الفيض من الإبداع الجميل الذي لا يختلف عليه ذوقان .
    وأخيراً أجد نفسي كقارئ لا أقول إلا ما أرى من خلال النص ، ولا أحاول بأي من الأحوال أصبغ عليه ما أحمل من فكرة ، ولكن هو نقل وبكل أمانة لما يمكن أن يحتمل النص من مدلولات أحاول فك شفرة رموزها وفق ما أرى ، و بالطبع ستكون هذه نظرة شخصية خاصة قد يراها البعضُ صواباً ويراها آخرون غير ذلك . ليكون في النهاية الأمل ، وخلال هذه المحاولات المتواضعة أن أرى من يحاورني قد شكّل رأيه حول النص ، وحول محاولة قراءتي ، وهما بلا شك محل تقديري واحترامي .
                  

12-25-2010, 10:23 AM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناهضة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2) (Re: عروة علي موسى)

    [center]صحاني صوت العمدة قال
    ( مسئول كبير زاير البلد
    قبال يهل قبال يصل
    لازم تقيفوا صفوف صفوف
    و تهيجوا الخلا بالكفوف
    و تقولوا عاش .. يحيا البطل )
    صلحت طاقيتي الحرير
    و ضراعي زي داير يجن
    و الجوف يطقطق بالكلام
    و رميتو من حلقي الوصل
    قت ليهو يا عمدة اختشي، مسئول كبير في الحلة غير الله انعدم
    ما شفنا زول سكّت جهال
    ما شفنا زول رضع بهم
    ما شفنا زول لطخ تيابو
    و جانا من طرف البلد
    ما شفنا زول لملم رمم
    لا صحينا عاجبنا الصباح
    و لا نمنا عاجبنا العشم
    و الحلة من كل الجهات محروسة
    بالخوف و الوهم
    و مضينا من زمنا قديم – يا عمدة – مرسوم انتحار
    الموت مباح
    و الحب نطاح
    و الصدق من جنس الزنا
    و العافية مولودة سفاح
    و الرغبة مكسورة جناح
    و الحلم و الوعد النبيل
    و الطفلة و الأم ، النخيل
    الرنة في الوتر الاصيل
    تلقاها في قاموس نكاح
    يا يمة واح.. يا حلة واح
    يا سعاد تعالي و لمّي من كل البيوت
    عدة السفر الطويل
    زخرفي الفجر النهار
    شخبطي الضحي و الاصيل
    المغرب
    الفجر
    النجوم
    في صرة و ارميها البحر
    خلّينا فوق الشك نعوم
    و العمدة فاض
    و العمدة صار مليون عُمَد
    و العمدة فيل
    جبلا تقيل
    لبوة و أسد
    حَسنة و غصِب
    جمعة و أحد
    بقّيت قزازتي
    مرَقتَ عِنْ طرف البلد
    ووترت جد
    و انا جاي راجع اجهجهو
    لاقاني هو
    سايق العساكر و الكلاب
    رامي بين عيني و عينو
    كلِب و تكشيرة و حُراب
    ضاقت نعالي من الزعل
    من تحتها اتململ تراب
    الغيم سكب ضُلو ومشي
    و الدنيا غيما سراب سراب
    و الحلة زي بلدا بعيد
    زوّد بعاد و قرّب سعاد
    اتجمعت كل البيوت في راحتا
    زي بت لعاب
    مجنونة تصرخ في الزوال
    ممزوجة في الدم و اللعاب
    عيني ضاقت نظرتها
    و الجوف يطقطق بالكلام
    قبال يقولوا لي سلام اتلموا حولي بلا نظام
    شال و عمة
    توب و غُمّة
    فاس و طورية و حزام
    شالوني بي كل احترام
    و رموني في قعر السجن
    حصلني قبل اليوم يتم
    جارنا المدرس ود خدوم
    قال ليّا
    لا زولاَ هتف
    و لا كف مشت بتلاقي كف
    و العمدة زي همبول وقف
    يا صمتُ أف
    يا دنيا تف
    و انا يا سعاد للشوق نغم
    للهم علف
    ( عمر الطيب الدوش )[/center
    ]
                  

12-25-2010, 11:23 AM

Souad Taj-Elsir
<aSouad Taj-Elsir
تاريخ التسجيل: 05-30-2007
مجموع المشاركات: 3100

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناهضة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2) (Re: عروة علي موسى)

    Quote: يواصل الدوّش التمرد ويجهر بالقول الحق ، وهو لا يخاف في الحق لومة لائم مع علمه بما ينتظره من حُرَّاس أنظمة مثل هذه رامزاً لهم الدوّش ( بالكلاب ) ، وفي مخاطبة العمدة تكون الرسالة موجهة للحاكم الطاغية الذي قلب نواميس الحياة ، فها هو ( الموت مباح ) و ( الحب نطاح ) و ( الصدق من جنس الزنا ) لبشاعته في نظر مثل هذه الأنظمة ، ( العافية مولودة سفاح ) ، والرغبة في الحياة والاستمتاع بها مهيضة الجناح ( والرغبة مكسورة جناح) وحتى الأحلام تتوه ، والوعد لا محل له ، فهاهي الأم يحيط بها الأسى خوفاً على فلذات كبدها ، وكذا المحل ـ الحلة ـ تتبرم من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان !!


    Quote: وفي غمرة هذا ( التمرد ) من واقع الحال يجسد الدوّش من سعاد رمزاً للوطن ، فيعمد على مخاطبتها ومناجاتها ليخفف ما به من آلام ، وعلّه يسلي نفسه ويخرج بها من هذا الضيق والملل ..
    انظر إلى الخطاب الدافئ في : ( يا سعاد تعالي ولمي من كل البيوت عدة السفر الطويل ) خطاب مليء بالحسرة والرغبة في الخلاص والتحرر والخروج ، والتغرب .. ورغم أن الأمر في هذا القسم يدور حول هم عام إلا أن هذا لم يمنع الدوّش من أن يتداعى شفيفاً بأروع التصاوير الشعرية في لغة بسطية وهادفة ( زخرفي الفجر النهار ) وهنا دلالة على اختلاط الحابل بالنابل وعدم اتضاح الرؤى وتداخلها مع بعضها البعض ( وشخبطي الضحى والأصيل .. المغرب الفجر النجوم ) تأكيداً لما سبق من سوء الأحوال واختلاطها وصعوبة التميز بين الأشياء في ظل أنظمة مثل هذه ..


    Quote: والدوّش لازال يصب جام غضبه على ( العمدة ) باعتبار أنه من مهَّد للحاكم الظالم ، وبدلاً من أن يفيض النيل الذي استودعته ( البت سعاد ) الوصية التي رمتها في جوفه ليعم الخير الوفير ، وربما كانت دلالة فضيان البحر ، أو النيل هي الثورة والحركة للتغيير ، ولكن بدلاً من كل هذا فاض العمدة كثيراً ، وتخلق لعمدٍ كُثر ، وهذه دلالة على كثرة الذين يطبلون لمثل هذه الأنظمة رعاية لمصالحهم الذاتية . ( والعمدة فاض مليون عمد .. والعمدة فيل .. جبلاً تقيل .. لبوة وأسد .. حسنة وغصب .. جمعة وأحد ) .
    لا يزال بطلنا يمارس هواية الخروج من القرية كلما أحس بأنه يريد أن يزيل ما به من هم . لكن هذه المرة كان الخروج من أجل التزود باليقين والقدرة على المجابهة ، ومقاومة الظلم المتمثل في البوق الذي يزعق من أجل استمرار الظلم ( العمدة ) ( وأنا جاي راجع أجهحهو لاقاني هو ) ولكنه أي العمدة كان قد عقد العزم على إسكات صوت الحق وضمير المقاومة وهو جُلَ ما قاله بطلنا مما ذكرنا أعلاه منتقداً ومعنفاً وداعياً للانعتاق والتحرر . ( و سايق العساكر و الكلاب.. رامي بين عيني و عينو كلِب ..و تكشيرة و حُراب ) .

    هنا يخلق الدوّش حالة من حالات التناقض البلاغي البهيج ما بين طلة البت سعاد في القسم الأول ، وما بين هجوم العمدة بكلابه عليه ، فيعمد إلى قلب الصورة عندما نادته البت سعاد ( قالت لي تعال ) ( كبرت كراعي من الفرح ) وعندما هجم عليه العمدة ( ضاقت نعالي من الزعل ) وهنا دلالة على المقاومة ومحاولة عدم الانصياع لأمرِ أخذِه بالقوة ، هذا الشيء لك أن تلحظه عندما يكون الإنسان مجبراً على فعل شيء ، وهو لا يرغب فيه فتراه متسمِّراً في الأرض متشبثاً بحذائه والذي يحس به بأنه قد ضاق من كثرة الجذب والدفع ، وحتى التراب الذي تحت قدميه ضاق ذرعاً من هذا التصرف الهمجي للعمدة (من تحتها اتململ تراب) .
    وعند إطلالة البت سعاد هناك كانت هي السحابة التي رقصت للدعاش وهي التي اعطت البعث لبطلنا من جديد حينما رآها عين اليقين ، ولكن ها هي الصورة تتغير تماماً فبعد ذلك الدعاش وبشارات العطاء ها هو المَحَل يلفه من كل حدب وصوب ، وتتباعد الأشياء حتى الحلة نأت ، الدنيا أصبحت بالنسبة له كسراب زائف كل هذا من فعل رؤيته للعمدة ومن خلفه تتبعه الكلاب . ( الغيم سكب ضُلو ومشي.. و الدنيا غيما سراب سراب ..و الحلة زي بلدا بعيد ) .

    Quote: وإمعاناُ في سوء المعاملة وسيء التصرف معه بسلبهم إنسانيته يقول الدوّش ساخراً منهم : (شالوني بي كل احترام .. و رموني في قعر السجن) .

    غير أن الدوّش ينتصر لهذا الشعب ويؤكد على جميل موقفه ، وعدم انطلاء دعوة العمدة وخديعته لهم بالوقوف من أجل الحاكم والتصفيق له ، ذلك بالبشارة التي جاء بها ( ود خدوم ) ناقلاً كيف أن الناس قد قالت لا في وجه العمدة الذي قال نعم ، وكيف أن العمدة بهت وصار ( همبولاً ) على حد وصف شاعرنا له (حصلني قبل اليوم يتم ..جارنا المدرس ود خدوم.. قال ليّا.. لا زولاَ هتف ..و لا كف مشت بتلاقي كف .. و العمدة زي همبول وقف) .

    ختم الدوّش هذا الهم العام بالدعوة للجهر بالحق ، وعدم الركون لمن يريد أن يسلبَ حقك وحريتك ، وفي خضم سعيه وراء هذه الرسالة لا تغيب ( البت سعاد / الوطن ) فللبت سعاد شوق ونغم يغني ، وللوطن يحمل هماً استوطن في داخله حتى صار ذاك الهم دابة وجدت مرتعها من العلف المتمثل في دواخل بطلنا وشاعرنا الدوّش الشاعر المتفرد حقاً ليقول : ( يا صمتُ أف.. يا دنيا تف.. و انا يا سعاد للشوق نغم ..للهم علف ) .


    Quote: لك الرحمة والمغفرة أيها الشاعر الجليل ، وكل هذا إخلاصاً ووفاءً لرجل قدم كل هذا الفيض من الإبداع الجميل الذي لا يختلف عليه ذوقان.

    ---
    الأستاذ عروة علي موسى،
    يا سلام على هذا الإبداع والتحليل الرفيع لرائعة الدوش
    ورمزية الوطن الجريح في رؤاه (للبت سعاد/الوطن)،
    ما أروع التوقيت، وما أحوجنا لقراءة هذه النظرة الثاقبة
    والغوص في أعماق هذا الإبداع أكثر من أي وقتٍ مضى.
    أتمنى أن يسعفني الوقت للعودة لاحقاً بالتعليق
    على هذه الصورة الجمالية البديعة.
    لك الشكر والتقدير على بث بعض الأمل
    في غمرة وخضم هذا الحُزن الذي ظللنا نعيش
    لردحٍ من الزمان، خاصةً هذه الأيام الكئيبة.

    سعاد تاج السر

    ---
    صحاني صوت العمدة قال
    ( مسئول كبير زاير البلد
    قبال يهل قبال يصل
    لازم تقيفوا صفوف صفوف
    و تهيجوا الخلا بالكفوف
    و تقولوا عاش .. يحيا البطل )
    صلحت طاقيتي الحرير
    و ضراعي زي داير يجن
    و الجوف يطقطق بالكلام
    و رميتو من حلقي الوصل
    قت ليهو يا عمدة اختشي، مسئول كبير في الحلة غير الله انعدم
    ما شفنا زول سكّت جهال
    ما شفنا زول رضع بهم
    ما شفنا زول لطخ تيابو
    و جانا من طرف البلد
    ما شفنا زول لملم رمم
    لا صحينا عاجبنا الصباح
    و لا نمنا عاجبنا العشم
    و الحلة من كل الجهات محروسة
    بالخوف و الوهم
    و مضينا من زمنا قديم – يا عمدة – مرسوم انتحار
    الموت مباح
    و الحب نطاح
    و الصدق من جنس الزنا
    و العافية مولودة سفاح
    و الرغبة مكسورة جناح
    و الحلم و الوعد النبيل
    و الطفلة و الأم ، النخيل
    الرنة في الوتر الاصيل
    تلقاها في قاموس نكاح
    يا يمة واح.. يا حلة واح
    يا سعاد تعالي و لمّي من كل البيوت
    عدة السفر الطويل
    زخرفي الفجر النهار
    شخبطي الضحي و الاصيل
    المغرب
    الفجر
    النجوم
    في صرة و ارميها البحر
    خلّينا فوق الشك نعوم
    و العمدة فاض
    و العمدة صار مليون عُمَد
    و العمدة فيل
    جبلا تقيل
    لبوة و أسد
    حَسنة و غصِب
    جمعة و أحد
    بقّيت قزازتي
    مرَقتَ عِنْ طرف البلد
    ووترت جد
    و انا جاي راجع اجهجهو
    لاقاني هو
    سايق العساكر و الكلاب
    رامي بين عيني و عينو
    كلِب و تكشيرة و حُراب
    ضاقت نعالي من الزعل
    من تحتها اتململ تراب
    الغيم سكب ضُلو ومشي
    و الدنيا غيما سراب سراب
    و الحلة زي بلدا بعيد
    زوّد بعاد و قرّب سعاد
    اتجمعت كل البيوت في راحتا
    زي بت لعاب
    مجنونة تصرخ في الزوال
    ممزوجة في الدم و اللعاب
    عيني ضاقت نظرتها
    و الجوف يطقطق بالكلام
    قبال يقولوا لي سلام اتلموا حولي بلا نظام
    شال و عمة
    توب و غُمّة
    فاس و طورية و حزام
    شالوني بي كل احترام
    و رموني في قعر السجن
    حصلني قبل اليوم يتم
    جارنا المدرس ود خدوم
    قال ليّا
    لا زولاَ هتف
    و لا كف مشت بتلاقي كف
    و العمدة زي همبول وقف
    يا صمتُ أف
    يا دنيا تف
    و انا يا سعاد للشوق نغم
    للهم علف
    ( عمر الطيب الدوش )
                  

12-25-2010, 05:20 PM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناهضة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2) (Re: Souad Taj-Elsir)

    الدكتورة سعاد تاج السر
    سلام ومحبة
    إنه والله من دواعي فخري وسعادتي أن تكوني أول الداخلين إلى هذه الباحة من ( الهم العام ) والتي فيها يرسم الدُّوش ـ وبكل خبرة المسرحي الواعي ما يدور في مجتمعه ـ حال الأوطان عندما يتولى الأمر نفرٌ من المارقين على ناموس الطبيعة الذين سوَّلت لهم أنفسهم السطو بليل على نظامنا الحر الديمقراطي ، وذلك عندما أوحى إليهم عرَّابهم الأكبر بأن أمر وجودهم حاكمين في ظل نظام ديمقراطي لا يمكن أن يحدث لأن هذا الشعب يعرف ( العدو من الصديق ) فكان أن جاء ( من دقن الترابي ومن أباريق تدلق الدم في المواعين والكبابي ) ما نعايشه اليوم من مسخٍ أوصلنا لما نحن فيه!!!
    الدّوش عانى الكثير من ويلات الأنظمة الشمولية ، ورأى بأم عينه ما تحمله الشعب في السنوات العجاف لنظام نميري ، فكان أن جاء تعبيره على قدر ما اعتمل نفسه ساعة ولادة هذا النص صدقاً وقصداً على النقد والتعنيف ودعوة الناس لأخذ العبرة والتراص والدفاع بقوة عن مكتسبات الشعوب والتأكيد على قول (لا ) في وجه من ( قالوا نعم ) ليكون المجد للإنسان صانع الثورات ومفجرها ، وإن طال الزمن ...

    عروة ،،،
                  

12-25-2010, 05:20 PM

عروة علي موسى

تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدُّوش .. والبت سعاد .. ومناهضة الأنظمة الشمولية ... ( 1ـ 2) (Re: Souad Taj-Elsir)

    الدكتورة سعاد تاج السر
    سلام ومحبة
    إنه والله من دواعي فخري وسعادتي أن تكوني أول الداخلين إلى هذه الباحة من ( الهم العام ) والتي فيها يرسم الدُّوش ـ وبكل خبرة المسرحي الواعي ما يدور في مجتمعه ـ حال الأوطان عندما يتولى الأمر نفرٌ من المارقين على ناموس الطبيعة الذين سوَّلت لهم أنفسهم السطو بليل على نظامنا الحر الديمقراطي ، وذلك عندما أوحى إليهم عرَّابهم الأكبر بأن أمر وجودهم حاكمين في ظل نظام ديمقراطي لا يمكن أن يحدث لأن هذا الشعب يعرف ( العدو من الصديق ) فكان أن جاء ( من دقن الترابي ومن أباريق تدلق الدم في المواعين والكبابي ) ما نعايشه اليوم من مسخٍ أوصلنا لما نحن فيه!!!
    الدّوش عانى الكثير من ويلات الأنظمة الشمولية ، ورأى بأم عينه ما تحمله الشعب في السنوات العجاف لنظام نميري ، فكان أن جاء تعبيره على قدر ما اعتمل نفسه ساعة ولادة هذا النص صدقاً وقصداً على النقد والتعنيف ودعوة الناس لأخذ العبرة والتراص والدفاع بقوة عن مكتسبات الشعوب والتأكيد على قول (لا ) في وجه من ( قالوا نعم ) ليكون المجد للإنسان صانع الثورات ومفجرها ، وإن طال الزمن ...

    عروة ،،،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de