|
Re: رسالتي إلى الحمير (Re: عماد البليك)
|
حكايات سودانية
كليلة ودمنة السوداني وحمرنة الحمار كتبها: محمد عبدالله الريح
قال دبشليم: يا بيدبا.. قص علي قصة الرجل تتكالب عليه الخطوب فلا يأبه لها ولا تلين قناته.قال بيدبا: بلغة أهل العصر يا مولاي أقص عليك نبأ حمار الشيخ في العقبة. قال دبشليم: ذلك الذي وقف في العقبة ورفض التحرك؟قال بيدبا: لا بل ذلك الذي رفض أن يهنق. في ظاهرة لا مثيل لها رفض الحمار أن ينهق. رفض ان يقوم بالفعل العادي الذي يقوم به أي حمار عادي. مرت ثلاثة أيام منذ أن نهق الحمار نهقته الأخيرة. وباءت كل المحاولات بالفشل لإعادة النهيق للحمار. ولكن ما أهمية ذلك بالنسبة لصاحب الحمار؟ صاحب الحمار يقول إن الحمار يعرف بنهيقه مثل اصحاب اللواري الذين كانوا في يوم من الأيام يربطون (بواري) من شاكلة (إنتي كلك زينة). وكان صاحب اللوري عندما يأتي من بعيد (يضرب البوري) فيعرف الجميع أن لوري فلان دخل البلد. والآن فإن اهل الحي سيظنون أنه ربما باع حماره بسبب الحاجة ولذلك هم لا يسمعون شهيقه. ومن ناحية أخرى فعندما امتنع الحمار عن النهيق إتهمه صاحبه بأنه ربما يريد أن ينتحل شخصية حيوان آخر لا يهنق. ولذلك قرر ألا يترك ذلك الفعل (الدحاشي) يمر دون عقاب. فقرر أن يجعله عبرة لكل أمة الحمير.. فحفر حفرة عميقة وجر الحمار حتى يهدده إن لم يهنق (زي الناس آسف زي الحمير) فسيلقي به في تلك الحفرة. ولكن الحمار لم يأبه بذلك التهديد بل ظل صامتاً وصامداً على موقفه. واخيراً قرر صاحبه أن يلقي به في الحفرة ويرتاح منه إذ لا خير في حمار لا يهنق. بل وقرر أن يهيل عليه التراب ويدفنه. سقط الحمار في الحفرة صامتاً ولم تبدر منه أية بادرة نهيق. وظل صاحبه وإبنه وجيرانه ينقلون التراب ويلقونه على الحمار. ولكن الحمار كان عندما يهيلون عليه التراب كان ينتفض وينفض التراب عن جسمه. وكان التراب يسقط تحته فيقفز عليه.. واستمر الناس يهيلون التراب على الحمار وكان الحمار كل مرة ينتفض وينفض التراب عن جسمه ويقفز عليه وكان غضب صاحب الحمار يزداد كلما شعر أن كل التراب الذي ردموه فوق الحمار لم يفلح في تغطيته أو إخفائه عن الوجود.. وآخر أكوام من التراب نفضها الحمار قفز فوقها جعلته يصل إلى السطح ويمشي بعيداً غير آبه بصياح الناس ######طهم. وظل متمسكاً بموقفه ومصراً ألا يهنق. وهكذا ترى يا مولاي أن الرجل الحصيف يجب ألا يأبه لأكوام القذارة تلقى عليه لأنه إن احسن إزالتها عن جسده وقف عليها بينما يموت الآخرون من غيظهم.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 04:32 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 04:38 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 04:39 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 04:45 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 04:52 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 04:55 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 04:56 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:04 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:06 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:15 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:19 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:30 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:32 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:35 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:49 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:53 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 05:55 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 06:00 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 06:06 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 06:10 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 06:15 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 06:25 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 06:30 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | عماد البليك | 12-19-10, 06:31 AM |
Re: رسالتي إلى الحمير | osama elkhawad | 12-20-10, 06:08 AM |
|
|
|