شمائل النور ... كاتبة عمود ولدت بأسنانها

Quote: بهدلة الفول السوداني العرب بشكل عام ينظرون للسودانيين على أساس انهم عرب درجة ثالثة أو لا عرب وذلك لاننا نتحدث العربية ونعتنق الدين الإسلامي ونملك بشرة سمراء والحقيقة انه لا رابط بيننا سوى اللغة والدين الإسلامي،ولا أريد الخوض في تفاصيل عرقية لن تنتهي. اما بخصوص المصريين،فقد شهدت السينما المصرية نماذج كثيرة من السخرية على الشعب السوداني والواقع لا أسباب عدائية بيننا حتى يسخرون منّا بهذه الطريقة غير المحترمة ولأن السينما المصرية تُدار بعقول سينمائية فارغة من الفكرة إلا الرقص والحشيش حتى باتت الشاشات الصغيرة تدمن رائحة الحشيش،لذلك لن نتوقع منها غير الكوميديا الرخيصة القائمة على الفراغ. السخرية وصلت مرحلة الترويج لها وذلك عبر الإعلان التجاري المشاهد جداً والذي يبث على القنوات المصرية،إعلان الفول السوداني، والحقيقة لم أكن مجتهدة في المعنى الذي يُمكن أن يفهم من مضمون الرسالة التي يحملها إعلان الفول السوداني للمشاهد السوداني، إلا انه ما لفت إنتباهي ان هناك عدد من المنتديات الإلكترونية السودانية شهدت إحتجاجاً من قبل أعضائها وغالبيتهم اتفقوا على أن الإعلان ينم عن سخرية مبطنة يحملها الإعلان التجاري. فتقريباً كل من شاهد أي مسلسل في رمضان على عدد من القنوات المصرية إن لم تكن كلها بالتأكيد مر عليه إعلان الفول السوداني الذي يزعم الفراعنة انهم طوروه في شكل منتج جديد حمل إسم (شيبس ديلاليت) الإعلان التجاري ربما يكون طيب في ظاهره لكنه يحمل في باطنه إحساس غير طيب، يقول نص الإعلان (طول عمرو مذلول،لانه بقالو مية سنة ماطورش نفسو،نحن قلنا لحد هنا كفاية،الفول السوداني مش ح يتبهدل تاني) وفي نهاية الإعلان وبعد استعراض نكهات المنتج المُطور تأتيك عبارة قوية تقول(نكهات ح تغير معنى السوداني)،وليس السخرية في نص الإعلان فقط،لكن الملاحظ ان قاريء النص المصاحب للصورة ينفخ في الإعلان من روحه فيأتيك الصوت بطريقة أكثر إزعاجاً ويؤكد لك إحساسك بعدم الإرتياح تجاه هذا الإعلان. إن كان الفراعنة لا يقصدون من وراء هذا الإعلان التجاري نية سيئة،وهذا إحتمال بعيد لما نشاهده في افلامهم، فيجب مراعاة ما يُمكن أن يفهم من خلال نص الإعلان ومن خلال صوت قاريء نص الإعلان،ولا أعتقد ان الفراعنة أغبياء لهذه الدرجة،لانهم سبق وان تعمدوا السخرية والنماذج كثيرة ومتوفرة في مكتبات السينما المصرية. والواضح ان هناك إجتهاد ملموس جداً في صناعة هذا الإعلان حتى يخرج بصورة أكثر جاذبية،والواقع انهم يجتهدون في السخرية من السودانيين،يجب وضع حد لهذه الإهانة التي تستخدمها السينما المصرية مادة كوميدية مبتذلة ويجب رد الإعتبار لكل سوداني شاهد هذا الإعلان وأزعجه،ولو اننا لن نتوقع منهم سوى السخرية التي يقابلها الشعب السوداني بطيبة قلب أقرب للسذاجة،الفراعنة يزعمون انهم أفضل الشعوب في المنطقة.لكنهم بعيدون كل البعد عن الأفضلية.