الكبير كبير

Quote: حَيَّوا معي مصر الشعب.. مصر ياأخت بلادي ياشقيقة.. مصر الكبيرة.. فالكبير كبير.. وتذكروا كيف اتخذت مصر قراراً كبيراً عندما رفضت الاذاعان للاعتراضات الفرنسية على دعوة مصر للرئيس عمر حسن احمد البشير للمشاركة في القمة الأفريقية الفرنسية التي كانت من المزمع انعقادها بشرم الشيخ واعتذرت مصر عن استضافة القمة انتصاراً لارادتها الحرة وحفاظاً على دورها الريادي في المنطقة واحتراماً للعلاقات الأزلية بين شعبي وادي النيل فأنتقلت القمة الى مدينة نيس الفرنسية ولم تأبه مصر الكبيرة (لفوات الكسب) السياسي والاقتصادي المتوقع من تلك القمة لأنها إنما كانت تصدر عن مواقف مبدئية لامساومة فيها بالغاً ما بلغت الضغوط أو الاغراءات ولأن.. الكبير كبير فإن مصر لم تمتن علينا بقرارها ذلك الشجاع واعتبرته من أبجديات السيادة المصرية على أراضيها تستقبل عليها من تشاء وتمنعها ممن تشاء.. وهذا ومصر الكبيرة لا تملأ الدنيا ضجيجاً وعجيحاً بمحاربة الاستكبار والاستعلاء والاستعمار كما يفعل القذافي ويقول ما لا يفعل!!. وكم كان بيان رئاسة الجمهورية مهذباً وحيياً.. فلم يسم الأشياء بأسمائها فسهام البيان الرئاسي كان ينبغي أن توجه إلى القيادة الليبية التي خضعت وأذعنت وأنبطحت للإرادة الاستعمارية الأوروبية التي طالما حدثنا القذافي عن وجوب محاربتها وتمريغ انفها بالتراب واجبارها على دفع ثمن جرائمها الاستعماريه التي يندي لها الجبين.. من تجارة الرقيق إلى نهب الثروات إلى إثارة القلاقل والفتن والحروب الأهلية إلى نشر الأوبئة الفتاكة إلى إختبار أسلحة الدمار الشامل.. إلى سوء معاملة المهاجرين الأفارقة في الحقبة الاستعمارية وما بعدها وحتي زمان الناس هذا.. ولو استطاع البيان الرئاسي (المهذب جداً) أن يقول للأعور أعور إذن لما أكتفى بالانسحاب من المؤتمر الأفريقي الأوروبي الذي تستضيفه ليبيا ولا تملك حق حجب اسم السودان عنه ولا تحديد مستوى المشاركة فية لأن السودان دولة أفريقية كاملة العضوية في الاتحاد الأفريقي.. والذي لا تزيد ليبيا فيه عن كونها عضواً مثلها في ذلك مثل السودان.. ربما كان على البيان ذو العين البصيرة واليد القصيرة.. أن يصوب سهام نقده من حيث جاءته الإهانة أو الاستهانة وأقصد القيادة الليبية غير الرشيدة إذ لم يكن بإمكان الملازم أول معمر محمد أبو منيار الذي أغتصب عرش الملك السنوسي عام 1969م وهو في سن الخامسة والعشرين أن يبقى لأكثر من أربعين عاماً في الحكم لولا أنه يخدم بعلم (أو بغير علم) أجندة الماسونية العالمية وأجهزة الموساد الاسرائيلية والسي أي أيه الأمريكية.. رغم مظاهر محاربة الاستعمار وشعارات التحرير.. صحيح أنه أغلق القاعدتين الأمريكية والبريطانية لكنه بالمقابل منح أمريكا أرضاً على ساحل البحر الابيض المتوسط مساحتها ثلاثة عشر كيلو متر مربع لتقيم عليها سفارة ومطار وميناء ليس بعيداً عن العاصمة طرابلس.. ولن نتحدث عن مليارات الدولارات من أموال الشعب الليبي التي ذهبت إلى الخزائن الأمريكية والأوروبية ثمناً لتهور القيادة الليبية وأعمالها الصبيانية والتي اعترفت بها القيادة الليبية ضمناً عندما دفعت تلك الأموال المهولة باسم مؤسسة القذافي الخيرية الي يقودها سيف الإسلام وإخوانه حنيعبل وعائشة وغيرهما من أنجال معمر فمن أين لهم بتلك الثروة ولم يكن محمد أبو منيار القذافي سوى مرمطون في بار يملكة يهودي!! ولم يكن معمر سوى ضابط صغير!!. إن كلمة حق في وجه (سلطان جائر) تدخل قائلها الجنة أن قُتل دونها.. وكم أزهقت أيادي المخابرات الليبية من أرواح لمجرد أنهم فتحوا أفواهم بكلمة وما مقتل الإذاعي ذائع الصيت مصطفي رمضان من البي بي سي في شوارع لندن عنا ببعيد واختفاء الإمام الصدر ومنصور الكيخيا.. وما قصف الطائرة الليبية للإذاعة السودانية بأم درمان بأمر يمكن نسيانه بالتقادم.. وإن لم تفلح الطائرة الليبية في تحقيق غرضها لضعف معلوماتهم الاستخباراتية فقد كانت إذاعة المعارضة الليبية بقيادة محمد المقريف تنطلق من سوبا وليس أم درمان !! إنها سياسة تكميم الأفواه واستباحة دماء المعارضين.. أما أزمة دارفور بدءً من الفيلق الإسلامي الذي كونه معمر وزوده بلأسلحة والذخائر التي حملتها أكثر من أربعمائة شاحنة عسكرية في عهد الصادق المهدي وشكلت مخزوناً إستراتيجياً وتشويناً عسكرياً للحركات المسلحة بعد ذلك مع الاستمرار في الدعم اللوجستي وفتح معسكرات التدريب في الأراضي الليبية وتأمين خطوط الإمداد واستعواض خسائر المتمردين وإخلاء جرحاهم وإيواء قياداتهم وكل ماهو معلوم بالضرورة لأجهزة الأمن والأستخبارات في بلادنا.. ولكن ولكن ولكن!!. حكومتي تعرف الكثير ولا تتحدث.. فهي تعرف (من أعاد) لخليل قوته بعدما دمرتها قواتنا الباسلة تدميراً كاملاً.. وتعرف خبايا اللعبة الخبيثة في عدم سماح الجارة تشاد لخليل بالعودة لأراضيها وإعادته بطائرته لطرابلس حيث يقيم عزيزاً مكرماً تحت رعاية المخابرات الليبية تحركة أصابع موسى كوسا وأحمد قذاف الدم ويسهر على راحته نوري المسماري (المختفي الآن ) مدير المراسم الليبية والذي فقد إبنه العقيد فيصل في ظروف غامضة.. ولن أمني نفسي بحياة طويلة فالموت محتم وإن طال الأجل.. ولن تفيدنا ألبان النياق الحمر العصافيرية.. ولا الحسان المجندات.. ولا الدولارات ولا البلح فإن أجل الله إذا جاء لا يؤخر وإن كنا في بروج مشيدة أو(خيام) منصوبة ونمارق مصفوفه وزرابي مبثوثة. إنها غضبة في سبيل الله لا أحمل حكومتي ردة فعلها.. ولا أطلب حماية أحد خشية العقيد (القعود). وفي حديث أبي رجاء (لا يكون الرجل مُتَّقياً حتي يكون أذل من قعود كل من أتى عليه أرغاه) أي قهره وأذله لأن البصير إنما يرغو عن ذل واستكانة. ـــــــــــ أبو أبوه ...