ويكيلكس ( Wikileaks ) .. هل هي تمثيلية سيئة الاخراج .. رديئة السيناريو ؟ ...

Quote: فى عصر السماوات المفتوحة امام تطور تقانة الاتصالات والمعلومات لم تعد هناك اسرار طى الكتمان وليس بمقدور الافراد او الحكومات مهما بلغت من قوة ان تشكل سياجاً يحمى اسرارها، وتثير الوثائق التى ينشرها موقع ويكيليكس على الانترنت جدلاً كثيفاً، وغض الطرف عن صحتها فان اثرها كان بالغاً لدرجة ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون وصفت نشرها بالجريمة الخطرة ، وتثير (250) الف وثيقة دبلوماسية امريكية قام الموقع بكشفها، استياء في الاوساط الرسمية في العالم. وجاءت ردود الافعال على محتوى الوثائق الامريكية على نحو يعكس قوة تأثيرها على السياسة الدولية وامكانية ان تحدث تداعياتها تغييرًا فى مسار العلاقات الدولية الملتبسة، حيث قال الناطق باسم البيت الابيض الامريكى روبرت غيبس ان ويكيليكس والذين ينشرون هذه المعلومات (مجرمون)، معتبرًا ان هذه التسريبات تشكل انتهاكات خطرة للقانون وتهديداً خطيراً للذين يقودون ويساعدون سياستنا الخارجية. واثارت الوثائق التى نشرها الموقع غضب الدبلوماسية الامريكية وشركاءها من الاوربيين حيث رأت فرنسا فى عملية نشر الوثائق بأنها متعمدة وغيرمسؤولة بينما قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني انه يخشى 11سبتمبر للدبلوماسية العالمية، ويتفق مراقبون مع الوزير الايطالى فى ان تداعيات نشر هذه الاسرار قد تحدث زلزالاً فى الدبلوماسية العالمية اشبه باحداث سبتمبر. واكد وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان «هذه الحماقات» لن تؤثر على العلاقات الاميركية الالمانية بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان لندن ستواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. وثير هذه الوثائق جدلاً كبيراً ليس حول محتواها فقط بل حول الهدف من نشرها ومن المستفيد من نبش هذه الاسرار وفى هذا التوقيت بالذات ، وخصوصا تلك المعلومات المتعلقة بتحريض بعض الدول العربية الولايات المتحدة لوقف البرنامج النووى الايرانى وكان البعض يتوقع ان تحدث نشر مثل هذه الاسرار شرخاً جديداً فى جدار العلاقات الايرانية العربية ولكن الرئيس الايراني محمود احمدي قلل من اهمية تلك الوثائق وقال انها تندرج فى اطار حرب معلومات ضد طهران، تديرها الولايات المتحدة، وقالت افغانستان ايضا ان علاقاتها مع واشنطن لن تتضرر على الرغم من الوثائق التي وصفت الرئيس حميد كرزاي بأنه «ضعيف.» التسريبات لهذه الاسرار وكشفها للعالم بهذه الطريقة ربما اوقعت ادارة الرئيس اوباما فى أخطاء الادارة السابقة من خلال التضييق على حرية التعبير حيث يدور حديث فى اروقة السياسية الامريكية باتباع مسارين حاسمين فى التعامل مع ازمة نشر الوثائق وهما الملاحقات القضائية ومنع تسريبات جديدة والاخير ربما قاد ادارة اوباما الى اجراءات متشددة كالتى اقدمت عليها ادارة بوش بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر والتى وصلت الى حد التنصت على المكالمات الهاتفية. ويرى مراقبون ان الوثائق التى كشف عنها موقع ويكيليكس من شأنها ان تقود الى أزمة دبلوماسية عالمية، بسبب الأوصاف والنعوت التي أطلقها الدبلوماسيون الأمريكيون على العديد من قادة وزعماء العالم، حيث نشر الموقع كل ما كان يقال خلف الأبواب الموصدة. وكان الموقع قد احدث ارتباكا دبلوماسيا للولايات المتحدة عندما نشر فى يوليو الماضى وثائق حول أفغانستان واتبعها باخرى حول العراق في أكتوبر التي ركزت على التجاوزات التي تقوم بها الفصائل المتنازعة في العراق، ولكنها كانت اقل بكثير من الوثائق الأخيرة، التي حصلت عليها (5) من كبار الصحف العالمية هي - الغارديان- و- نيويورك تايمز- الأمريكية و- لوموند- الفرنسية و- الباييس- الاسبانية و- در شيبغل- الألمانية، ألقت الضوء بفجاجة على خلفيات الدبلوماسية الأمريكية ووضعت الولايات المتحدة في موقف حرج. وتهتم العديد من وسائل الاعلام بمصير مؤسس موقع ويكيليكس بعد ان هددت العديد من الجهات باللجوء الى القضاء، وصرح مسؤولون في كانبيرا، بأنه من الممكن توجيه الاتهامات إلى جوليان اسانج مؤسس الموقع إذا عاد لبلاده استراليا، وأنه لن يحصل على ملاذ آمن في البلاد . وقال المحامي العام روبرت ماكليلاند إنه لن يقدم ملاذاً آمناً للمواطن الأسترالي أسانج . وأضاف ماكليلاند «من وجهة نظر استراليا فنحن نعتقد أنه من المحتمل أن هناك عدداً من القوانين الجنائية يمكن أن يكون قد تم انتهاكها وأضاف أن الشرطة الاتحادية الأسترالية تدرس ذلك الآن ولم يذكر ماكليلاند أن الحكومة تفكر في إلغاء جواز سفر أسانح. ودعا نائب جمهوري أمريكي وزارة الخارجية إلى اعتبار موقع ويكيليكس - منظمة إرهابية أجنبية- وطالب مع أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس بمحاكمة مؤسسها . وقال النائب الجمهوري بيتر كينغ، العضو البارز في لجنة الأمن في لجنة النواب، إنه بعث رسالة إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لاعتبار ويكيليكس - منظمة إرهابية أجنبية - ووصف السيناتور جو ليبرمان رئيس لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ، نشر الوثائق بأنه - هجوم على الأمن القومي للولايات المتحدة- ، مشيراً إلى أن من يقف وراء التسريبات ستكون - يداه ملطختين بالدماء- وطالب بمحاكمته . وحثت السيناتورة الديمقراطية كلير ماك كاسكيل الإدارة الأمريكية على ملاحقة مسربي الوثائق - بقوة القانون.