كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2010, 11:22 PM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها


    كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها

    -----------------------------------
    نقلا عن صحيفة المصرى اليوم
    ١/٩/٢٠١٠صفحة ١٨د. يوسف زيدان يكتب: تاريخنا المطوىّ (٦-٧) .. مصر والنوبة


    البردية النادرة (الخطيرة) التى نتوقف عندها اليوم، تتعلق بناحية النوبة، جنوبى مصر، وتكشف أموراً مهمة لا بد لنا قبل الخوض فيها، أن نُلقى بعض الضوء على المسألة النوبية:
    لم يفتح المسلمون النوبة، ولا استطاعوا غزوها، فظلت زمناً طويلاً بعيدةً عن إطار دولة الإسلام. وقُدامى المؤرخين، المسلمين، يعلِّلون هذا التأخير فى دخول النوبة، بأن النوبَ (النوبيين) كانوا مهرةً فى التصويب بالسهام من فوق النخل، حتى إنهم كانوا يصيبون بالنشاب (السهام) العيونَ والأحداق! ولذلك أطلق المسلمون الأوائل على النوب، اسم: رُماة الحدق.
    ويحكى لنا «ابن عبدالحكم» فى كتابه (فتوح مصر وأخبارها) وهو الكتاب الذى يعد من أوائل المصادر التاريخية التى أرَّخت لدخول المسلمين هذه البلاد.. يحكى أن الخليفة عثمان بن عفان، جعل أخاه فى الرضاعة «عبد الله بن سعد بن أبى سرح» والياً على مصر، وخلع عنها «عمرو بن العاص» الذى فتحها. وقد استكمل الوالى الجديد الفتوحات التى بدأها عمرو، وانتصر على أسطول الروم فى الموقعة المسماة «ذات الصوارى» لكثرة صوارى السفن التى اشتركت فيها. ثم أراد التوسُّع بدولة الإسلام، جنوباً، وهو ما يرويه ابن عبدالحكم، على النحو التالى:
    ثم غزا عبدالله بن سعد الأساود، وهم النوبة، سنة إحدى وثلاثين هجرية (٦٥٢ ميلادية) قال يزيد بن حبيب: كان عبدالله عامل (والى) عثمان على مصر، فقاتلته النوبة، قال ابن لهيعة: اقتتلوا قتالاً شديداً، وأصيبت يومئذٍ عينُ معاوية بن حُديج، وأبى شمر بن أبرهة، وحَيْويل بن ناشرة. فيومئذ سُمُّوا رماة الحدق، فهادنهم عبدالله بن سعد، إذ لم يطقهم.
    ■ ■ ■
    وعندى هنا رأى آخر، وقد أكون مخطئاً، يفسِّر عدم دخول المسلمين النوبة، حتى القرن (الرابع) الهجرى.. إذ إن قصة «رماة الحدق» هذه، حتى إن صحَّت، فهى لا تفسِّر التأخر الطويل فى فتح هذه الناحية. فالمسلمون الأوائل واجهوا فى فتوحاتهم الأولى ما هو أشد أثراً من السهام المصوَّبة على الأعين! فقد واجهوا «فيلة» الفرس فى العراق، و«جحافل» الروم فى الشام، والأساطيل البحرية التى لم يكن عندهم خبرة بقتالها.. وغير ذلك من المعضلات التى ابتكروا لها حلولاً، يضيق المقام هنا عن عرضها، لكنهم فى نهاية الأمر تغلَّبوا عليها وغلبوا أولئك وهؤلاء، ونزعوا سلطانهم عن البلاد. فلم يكن عصياً عليهم، أن يجدوا حلاً للسهام، وهم الذين طالما استعملوا القوس والنشاب، وتفنَّنوا فى مواجهة رماة الروم عند حصار دمشق.. فالمسألة ليست مهارة (رماة الحدق) فى التصويب من فوق النخل!
    والرأى عندى، أن نواحى النوبة لم تكن مطروقةً من العرب، قبل الإسلام، بشكل جيد. مثلما كان الحال فى العراق والشام ومصر، ففى هذه البلاد، كان مئات الآلاف من العرب يستقرون، أو يأتون بقوافل التجارة، أو يندمجون مع الطبقة الحاكمة حتى صار البعض منهم، وهم العرب، حكاماً.. ومن الأمثلة الكثيرة على ذلك، أن الحاكم الرومى لبادية الشام عند ظهور الإسلام، كان «فروة بن عمرو الجذامى» وحاكم الروم على دمشق، وهو الذى سلَّمها للفاتح «خالد بن الوليد» كان اسمه: منصور.
    لكن النوبة لم تكن مقراً للعرب، ولا مستقراً مؤقتاً لقوافلهم، لأنها بلادٌ قاحلة (رغم مرور النيل بها) لا تزرع القمح ولا تنتج ما يمكن أن يجذب العرب للتجارة أو للإقامة.. ولأننى أعتقد أن مئات الآلاف الذين استقروا بمصر من قبل «الفتح» بزمان طويل، وكانوا من العرب «الأنباط» وغير الأنباط، كان لهم دورٌ رئيسى فى فتح البلاد، وقد أبالغ وأقول إنه دورٌ أهمُّ من ذلك الذى قام به جيش عمرو بن العاص! فإننى أعتقد أن خلوَّ النوبة من العرب هو السبب الأول فى عجز المسلمين عن فتحها.. ولتكن بعد ذلك أسبابٌ أخرى، مثل قصة «رماة الحدق» أو ما قيل عن أن «ملك» النوبة كان رجلاً قوياً.. فمهما تكن قوته أو قوة خلفائه، فإنها لا تدوم مئات السنين فى ناحية قاحلة، يقوم اقتصادها على تجارة العبيد المجلوبين من جوف أفريقيا، أو الهاربين من ظروفها الصعبة المهدِّدة فى ذاك الزمان لحياة الأفراد، مثلما هو الحال اليوم.. (مثال: حرب الإبادة ببين قبيلتىْ الهوتو والتوتسى فى رواندا).
    ■ ■ ■
    ولا يفوتنا، قبل الدخول إلى نص البردية، تلك العبارة القصيرة التى وردت فى النص السابق من كتاب (فتوح مصر) حيث ورد قوله «قاتلته النوبة..» مما يعنى أن الذى ابتدأ الأمر لم يكن جيشاً إسلامياً بادر الزحف إلى هناك، مثلما هو الحال فى بقية الفتوح الكبرى، وإنما كان الأمر مجرد رَدٍّ على تهديد للصعيد، الذى استقر فيه الفتح العربى من غير أن تدخله الجيوش الإسلامية الكبيرة.. وما كان هناك داعٍ لدخولها إلى هناك! لأن بلاد الصعيد كان فيها من العرب، المسيحيين وغير المسيحيين، أعدادٌ كبيرة. وقد ذكر المؤرخون اليونانيون القدماء، أن «قفط» وهى من كبريات المدن بالصعيد، كان ستون بالمائة من أهلها فى القرن الخامس الميلادى، من العرب.
    ومن هنا، نفهم السبب فى أن الوالى «عبدالله بن سعد» هادن النوبة ولم يُطقهم، وصالحهم على هدنة أورد المؤرخون (ابن عبدالحكم، وغيره) بنودَها، كالتالى: لا يغزو «النوبيون» المسلمين، ولا يغزوهم المسلمون. ويؤدون فى كل سنة عدداً من العبيد (ما بين ثلاثمائة وأربعمائة) الذين كانوا يُسمّون آنذاك «البَقَط» وفى المقابل، يؤدى لهم المسلمون كلَّ سنة القمح والعدس .. وقد ذكر ابن عبدالحكم، أن (برديةً) كانت محفوظة فى الفسطاط، قرأها البعض قبل أن تنخرق- بحسب تعبيره- وحفظ منها التالى:
    «إنا عاهدناكم وعاقدناكم، على أن تُوَفُّونا فى كل سنة، ثلاثمائة رأس وستين رأساً (من العبيد) وتدخلون بلادنا (مصر) مجتازين غير مُقيمين، وكذلك ندخل بلادكم. على أنكم إن قتلتم من المسلمين قتيلاً، فقد برئتْ منكم الهُدنةُ. وإذا آويتم للمسلمين عبداً (هارباً) فقد برئتْ منكم الهُدنة. وعليكم ردُّ أُبَّاق المسلمين (الهاربين) ومن لجأ إليكم من أهل الذمة.
    ■ ■ ■
    والبردية التى سنقرأ نصَّها بعد قليل، تتعلق بالمسألة النوبية. وهى ترجع إلى منتصف القرن الثانى الهجرى، لأن كاتبها (أو بالأحرى: مُرسلها إلى النوبة) هو الوالى «العباسى» على «مصر» موسى بن كعب.. الذى تولَّى منصبه فى الفترة من سنة ١٤١ إلى سنة ١٤٣ هجرية (٧٥٨- ٧٦٠ ميلادية) وكانت النوبة آنذاك مستقلة عن دولة الإسلام، وكان أهلها قد صاروا مسيحيين. ويظهر لنا من النص التالى، الذى نشره د. سعيد مغاورى فى كتابه (البرديات العربية فى مصر الإسلامية) أن النوبة كانت لا تزال على حالها الأول، من (مناكفة) المسلمين.. نقرأ:
    «بسم الله .. من موسى بن كعب، إلى صاحب نوبة: سلام على أولياء الله وأهل طاعته، وأحمد الله الذى لا إله إلا هو. أما بعد، فقد عَرَفتَ الذى صولحتم عليه، والذى جعلتم على أنفسكم من الوفاء به، فأحرزتم بذلك دماءكم وأموالكم إن أنتم وفيتم به، والله تعالى يقول فى كتابه (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم..).
    وقد وفينا لكم بالذى جعلنا لكم من الكفِّ عن دمائكم وأموالكم، وعَرَفْتَ أمْنكم فى بلادنا، وسكونكم حيث أحببتم منها، وباختلاف (انتقال) تُجَّاركم إلينا، لا يصل إليهم منا ظلمٌ، ولا غُشم .. وأنتم فيما بيننا وبينكم على غير ذلك، لا تؤدون إلينا ما عليكم من البقط الذى صولحتم عليه، ولا تردون من أَبَق (هرب) إليكم من أرقَّائنا، ولا يأمن فيكم تُجَّارنا، ولا تعجِّلون تسريح (عودة) رسلنا.
    وأنت تعرف أن أهل الأديان كلها، والملل الذين لا يعرفون رباً ولا يؤمنون ببعثٍ ولا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً، لا يهجمون تاجراً، ولا يحبسون رسولاً. وأنت تُظهر لأهل مِلَّتك الإيمان بالذى خلق السماوات والأرض، وما بينهما، وتؤمن بعيسى بن مريم وبكتابه (الإنجيل).. وعملكم فيما بيننا، مخالفٌ لما تُظهر، فقد أتاكم تاجر من تجار بلدنا (مصر) يقال له سعد، فحبستموه.. وبعث إليكم رجلٌ من أهل أسوان، يقال له محمد بن زيد، تاجراً له فى تجارة، فاحتبستموه وما كان معه من المال.. وبعث إليكم سالم بن سليمان، عاملى على أسوان، رسولاً له منذ تسعة أشهر، ورسولاً منذ أربعة أشهر، فحبستموهما معاً عندكم.
    وقد ذُكر لى أن عليكم بَقَطَ سنين، لم تؤدوه. وما بعثتم به من البَقَط، لا خير فيه. بين أعور أو أعرج أو كبير ضعيف أو صبى صغير.. فانظرْ فيما كتبتُ إليك به، وعجِّلْ البعثة (الإرسال) إلينا بما بقى عليكم من البَقَط، للسنين التى قبلكم. ولا تبعث بما لا خير فيه، وابعثْ إلينا بالتاجر محمد بن زيد، وبما كان معه من المال، إلا أن يكون قد قُتل، فتبعث بألف دينار، ديَّته، وبما كان معه من مال. وابعثْ إلينا سعد التاجر الذى قِبلكم (عندكم) ولا تؤخِّر من ذلك شيئاً، إن كنتم تحبون أن نَفى لكم بعهودنا، ونكون على ما كنا عليه من الاستقامة لكم، وعجِّل ذلك ولا تؤخِّره.. كتب (الرسالة) ميمون (كاتب الديوان) يوم الأحد، لاثنتىْ عشرة ليلة بقيتْ من شهر رجب، سنة إحدى وأربعين ومائة».
    ■ ■ ■
    ويلفت النظر فى الرسالة السابقة، ما ورد فيها من إشارة إلى (سالم بن سليمان، العامل على أسوان) وهو ما يؤكد أن المسلمين كانت لهم سلطة سياسية على ما يقع جنوب النوبة.. وهو ما يقودنا إلى النظر فى الحدود الجغرافية، والتاريخية، لما أسماه العرب والمسلمون: بلاد النوبة.
    وفى زمن الحكم الشيعى (الفاطمى) لمصر، دخلت النوبةُ فى الإسلام رويداً، فعاشت الألف سنة الماضية ضمن النسيج المصرى (العربى/ الإسلامى) مع احتفاظها بكثير من السمات الثقافية الفرعية التى طالما ميَّزت أهل النوبة.. وقبل (الهوجة) التى نشهدها مؤخراً، قامت فى السبعينيات (هوجة) مماثلة تتعلق بالمسألة النوبية! فقد حاول البعض، من خارج مصر وداخلها، استثمار الحنين النوبى إلى الأرض التى تم تهجير النوبيين منها بسبب بناء السد العالى.. وظهرت دعوات مفاجئة تنادى بالاستقلال الثقافى للنوبة، وضرورة الاهتمام باللغات النوبية (وليس اللغة النوبية الواحدة!) وأهمية الأدب النوبى.. إلخ .. إلخ. لكن عقلاء المثقفين المصريين المعاصرين، من ذوى الأصول النوبية، انتبهوا إلى (الشرِّ) الكامن خلف هذه الدعوات (الدعاوى) فصرفوا جهدهم لمقاومتها، حتى انصرفت بسلام.. وأرجو الله أن تنصرف بقية (الهوجات) بسلام مماثل.

    جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة المصرى اليوم

    تعليقى:
    ننقل المقال أعلاه من صحيفة المصرى اليوم الإليكترونية الواسعة الإنتشار لأهميته ..فقد حاول كاتبه تزييف حقائق تاريخية كعادة الكثير من كتاب مصر من العروبيين وحاول قدر استطاعته الضعيفة ان يقلل من أهمية النوبة ومقاومتهم للعزاة من العرب والمسلمين فى وقت بدأت فيه حقائق التاريخ تطفو بقوة الى السطح وصار عدد من المؤرخين الأجانب والمصريين يعترفون بأن النوبة هى أصل الحضارة المصرية وأن فراعنة مصر من الفرعون الأول مينا موحد القطرين كوشى نوبى اسود... وللتقليل من شأن النوبة يقول هذا الكاتب ان سبب عدم غزو العرب للنوبة هو فقر بلاد "الأساود" وليس لأنهم "رماة حدق" وهو يحاول ان يلغى حقيقة ذكرها آباؤه من المؤرخين العرب.. وشعرائهم:
    لم تر عينى مثل يوم دنقلة * والنبل ترمى والخيول مجفلة
    وما ذكره مؤرخ مصرى بأن الدماء الفرعونية دماء نوبية يسنده العلم وستؤكد دراسات علم الجينات (دى إن إى DNA) هذه الحقيقة التى خبأها المصريون والأوربيون قرونا طوال.. والنوبة التى يقول عنها هذا الكاتب ذو المؤهل الضعيف ان العرب تجاهلوها لفقرها لم يقرأ عن المؤرخين العرب الذين زاروا مملكة علوة النوبية وعاصمتها سوبا التى كانت تسرج بالمصابيح كل ليلة وبها أعناب ونخل وكروم ... غريب أمر هذا الكاتب الذى يسيئ لنفسه ولدرجته العلمية التى لا نعرف من اين يحملها.. لم يشر الى ان إتفاقية البقط كانت تشمل فيما تشمل "العبيد" وسن الفيل وريش النعام وغيره من النوبة للعرب والمسلمين مقابل الحبوب و"الخمور" وخلافها من العرب والمسلمين فى مصر للنوبة.
    ولى عودة بمزيد من التعليق

    --------------------------------------------------------------------------------

    الجزء الأخير من المقال للكاتب المصرى يوسف زيدان ويواصل فيه عربدته باسم التاريخ ويعمل تمزيقا فى النوبة وتاريخها... اليكم المقال:
    ٨/٩/٢٠١٠صفحة ١٨
    د. يوسف زيدان يكتب: تاريخنا المطوى (٧-٧).. إغواءُ التَّشَظِّى

    كان من المفترض أن تأتى هذه المقالة الخاتمة للسباعية، بعنوان (رفع الالتباس، بشواهد من رسائل الناس)، حيث نويتُ أن أستعرض فيها بعض البرديات التى احتوت على رسائل «عادية جداً» تبادلها المصريون فى القرون الأولى التى تلت الفتح العربى/ الإسلامى لمصر، باعتبارها شواهد حية تؤكد، بعيداً عن النصوص التاريخية (الرسمية) ما يمكن أن نسميه «تلقائية» وطبيعة الحياة الاجتماعية بين الناس آنذاك، مسلمين ومسيحيين، رجالاً ونساءً، بسطاء وأغنياء..
    ففى هذه الرسائل التى يصل عدد الباقى منها إلى عشرات الآلاف نرى بوضوحٍ أن إيقاع الحياة اليومية وتفاعلات الوقائع الصغيرة الفعلية، كانت تختلف عما يتوهمه بعضُنا اليوم من «ويلات» لقيها «أصحابُ البلد» على يد «البدو الغزاة» وهى الصورة الخيالية التى ملأ بها البعضُ مؤخراً رؤوس البعض، وشاعت على الملأ.. مع أنها محضُ تهاويل وخرافات، ينفخ فى رمادها أصحابُ المصالح الدنيوية الحالية، الزاعمون بأنهم الناطقون باسم الإله فى الأرض.
    وفى هذه (الرسائل) التى نُشر بعضها مؤخراً، ولا يزال الجزء الأكبر منها غير منشور، يظهر كمٌّ كبيرٌ من «المودة» التى جمعت بين أشخاصٍ كثيرين، متنوعين. فهذا عربىٌّ مسلمٌ يستأجر بيتاً من مصرىٍّ مسيحى.. وهذه سيدة عربية مسلمة، عجوز، تراسل ناظر مزرعتها المسيحىّ، فتكلمه كأنه واحد من أفراد أسرتها.. وهؤلاء شهود مسلمون ومسيحيون على عقود أُبرمت بين مسيحيين ومسلمين.
    وبالطبع، فإن هذه الرسائل المتبادلة بين أناس عاديين، لا يمكن الزعم بأنها مصطنعة. كما لا يمكن الشك فى كونها تلقائية وطبيعية، لأنها وصلت أصلاً إلينا بطريق الصدفة البحتة، من فترات زمنية متفاوتة دامت خلال القرون الهجرية الأولى من حياة مصر العربية الإسلامية.. مصر الحالية، التى لا تزال تجمع بين النسيج الدينى والعرقى، فى مزيج عام يصعب معه الفصل بين ما هو إسلامى ومسيحى، وافد وموروث، مستحدث وقديم. اللهم إلا إذا نظرنا بعيون أصحاب النوايا والأحلام، الذين يشيعون فى عقول الناس الأوهام.
    لكننى وجدتُ الأمر يقتضى الاكتفاء بالإشارات السابقة، وتوجيه الأنظار إلى تلك الرسائل، فحسب، نظراً إلى أهمية الموضوع الذى نطرحه اليوم.. ومفاده، ما يلى:
    فى مقالة الأسبوع الماضى (مصر والنوبة) عرضتُ لما ظننته ملمحاً من ملامح الحياة المصرية المتعلقة بالصلة بين عموم مصر، ومنطقة النوبة التى استعصت أولَ الأمر على الفاتحين المسلمين، فتأخر بالتالى دخول (النوب) إلى الإسلام قروناً.. فإذا بسيلٍ عارمٍ من الانتقادات والتعليقات على المقالة، يتوالى على الموقع الإلكترونى لجريدة «المصرى اليوم»، ومواقع كثيرة على الإنترنت تسمى (المواقع النوبية) وما كنتُ من قبل، أعرف أنها بهذه الكثرة، وهذه العصبية، حتى إن بعضها تتصدره شعارات طنانة، من مثل: النوبة أولاً وأخيراً.. النوبة قبل أى شىء.. نوبيون للأبد.. إلخ.
    وقد ذكرتنى هذه (الشعارات) بسلسلة مقالات نشرتها فى جريدة الأهرام بأواسط التسعينيات، عن طبيعة المعرفة فى عصر المعلومات المقبل (الذى كان آنذاك يُقبل!) وأشرت فيها إلى «المخيالية» التى تمتاز بها شبكة الإنترنت.. بمعنى أن بإمكان عدد محدود من الشباب الذين صاروا اليوم معروفين بصفة (الناشطين) إيهام الناس بأن ما ينشطون له هو أمرٌ هائل ومهول! مع أنه لا يعدو كونه نوعاً من لعب الصغار.. غير أن لعب الصغار، بالنار، قد يؤدى إلى حرائق واسعة الانتشار. ومثال ذلك ما نراه اليوم من المواقع المفجعة التى تحمل عناوين كبيرة على سبيل التهويل: منظمة أقباط المهجر، الأقباط الأحرار، أقباط الولايات المتحدة الأمريكية، أقباط أستراليا.. إلخ،
    وهى بطبيعة الحال محض أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وبالإمكان معارضتها بمواقع شبيهة، مضادة، يقوم بها بعض المتحمسين من الشباب «الآخرين» ويجعلونها بعنوان: منظمة مسلمى المهجر، المسلمون الأحرار، مسلمو الولايات المتحدة الأمريكية، مسلمو أستراليا.. إلخ. ولا شك فى أن عدد هؤلاء يزيد أضعافاً عن عدد أولئك، غير أن هذا «النضال» الإلكترونى البائس من شأنه الانتقال إلى أرض الواقع، وقد يصير مع استدامته فعلياً وواقعياً. فيصير الحماسُ المحدودُ ناراً غير محدودة الانتشار، ويغدو لعب العيال مصيدةً للكبار والصغار، وينقلب الأمر من دائرة الأحلام والتوهمات إلى ميادين الصراع الذى هو أصلاً بلا داعٍ.. لكنه يأتى من استسلام الشاعرين بالظلم، لإغواء التشظِّى! ظناً منهم أن هذا (التشظى) يؤكد ذواتهم.
    وبالطبع، فإننى لا أنادى هنا بمواجهة (وقمع) مثل هذه المواقع الإلكترونية، وما تعبر عنه من نزعات انفصامية، لأن كل قمعٍ عنف، والعنف لا يولِّد إلا العنف والحسرة والندم بعد فوات الأوان. وإنما أنادى وأدعو إلى التبصُّر فى المصائر، وإدراك أن الصغير (المخيالى) سوف يظل صغيراً ما دمنا نعرف حجمه ولا ننساق وراء صورة وهمية، فنعتقد مع دوامها أنها حقيقة فعلية.. وانطلاقاً من ذلك ندرك، مثلاً، أن «الحياة الفعلية للناس فى مصر» طالما عرفت وقائع محدودة، كتلك التى تقوم اليوم بسببها القيامات.. فلطالما أحبَّ فتيانٌ مسيحيون فتياتٍ مسلمات، وكثيراً ما حدث العكس، ولطالما تزوج المسلمُ بالمسيحية فى مصر، وتزوَّجت المسلمة مسيحياً فى سوريا.. فلا الإسلام تأثر بذلك، ولا المسيحية انطوت، ولا كان الأمر باعثاً على المناداة بالانفصام والتجوهر حول ما يظنه هؤلاء أنه (الذات).
    وفى التعليقات النوبية، الهائجة، على المقالة السابقة. ينعى علىَّ بعضهم أننى وصفتُ الدعوة (الدعوى) النوبية بالانفصال عن مصر بأنها كانت «هوجة» نحمد الله أنها انتهت. فإذا بالمعلِّقين، قليلى التبصُّر، يهتاجون مهلِّلين بأن النوبة كانت دوماً مستقلة، ولسوف تبقى للأبد! وبالطبع، فسوف تبقى الثقافة النوبية، للأبد، جزءاً مميزاً من المركَّب الثقافى المصرى العام.. ولسوف يبقى ذوو الأصول النوبية، دوماً، مميزين بسمرتهم الناصعة وقلوبهم الطيبة.
    ولسوف نسعد دوماً بأغنيات محمد منير (الملقَّب بالملك) وبأهازيج الأفراح النوبية. ولسوف تبقى فى المدن المصرية، الأندية النوبية، التى كنتُ فى صغرى أتردَّد مع الصحب الصغار (المسلمين والمسيحيين) على واحد منها، هو الكائن بآخر شارع «إيزيس» بالإسكندرية، وهناك كنا نقضى أحلى الأوقات فى لعب تنس الطاولة. أو ذلك «النادى النوبى» فى منطقة محطة الرمل، حيث حصلتُ فى شبابى المبكر منه على أول شهادة تكريم كمثقف سكندرى (!).
    لكن ذلك كله سيبقى داخل إطار الثقافة المصرية المعاصرة، لا خارجها، ليس باعتباره تمرُّداً أو خروجاً عليها.. وسيبقى المبدعون من الأدباء والشعراء ذوى الأصول النوبية، يكتبون صفحاتهم باللغة العربية (لا النوبية) ويتفاعلون مع زملائهم وأقاربهم وقرائهم داخل بوتقة واحدة هى الثقافة المصرية المعاصرة، بكل ما فيها من مباهج ومآسٍ.
    والمعلِّقون الزاعقون بأنهم (الممثلون للنوبة) اليوم، يهوِّلون و«يمخرقون» على الناس عبر صفحات الإنترنت، بأن: «اللغة النوبية يدرسها اليوم خمسون ألف شخص، النوبيون هم حقاً رماة الحدق الأبطال، معاهدة (البقط) بين النوبة وحكام المسلمين هى أنموذج للقهر لأنها كانت تلزم النوبة بتقديم أبنائها عبيداً للمسلمين، لم تكن النوبة يوماً قاحلة مجدبة وإنما كانت دوماً أرض الذهب، إن تهجير النوبة من منازلها عام ١٩٦٤ سيظل للأبد وصمةً فى جبين هذا البلد، إن البدو الرعاة (العرب) قضوا على حضارة النوبة العظيمة».. هذه هى أهم أقوالهم، ولعلهم يسمحون لى بمناقشتها بحسب ما أراه صواباً، وقد أكون فى واقع الأمر مخطئاً:
    فأما كلامهم عن «اللغة النوبية» فإن الذى أعرفه أنها ليست (لغة) واحدة، بل لغات عدة. فما التى يتعلمها «الخمسون ألفاً» من بين تلك اللغات؟ وإذا كانت لغة (أو لغات) النوبة، غير مدوَّنة، ولم تكن يوماً لغة مكتوبة ذات نصوص، فما المعنى من دراستها؟ اللهم إلا إن كان ذلك على سبيل الحفاظ على التنوع الثقافى المصرى المعاصر.. علماً بأن المفردات النوبية التى نعرفها هى مفردات لطيفة يحبها المصريون جميعاً، وفيها شعريةٌ بديعة نلمحها فى الأغنيات ذات الأصل النوبى، كتلك الأغنية التى يصل عدد سطورها (فيما يقال) إلى ثلاثة آلاف بيت، منها قولهم فى وصف البنت الجميلة، إنها: زقطت بالحليب ما بيَّتتْ له عكارة.
    وأما صفة «رماة الحدق» فقد أطلقها المسلمون الأوائل على «النوب» وعلى غيرهم، وفى تاريخ الفتوحات الإسلامية، نرى الوصف ذاته وقد أطلق على البعض من أهل الشام، الذين هم فى الأصل عرب كانوا ينتمون قبل الإسلام إلى الروم، ويدينون بالمسيحية المسماة فى المصادر الإسلامية المبكرة: النصرانية.. فهذه الصفة غير منكورة، على النوب أو غيرهم، وكل ما فى الأمر أننى لا أراها سبباً كافياً لتأخر دخول النوبة فى نطاق الدولة المصرية العربية الإسلامية. ومن التعليقات الطريفة فى هذا الصدد ما كتبه أحد الغاضبين منى، قائلاً ما معناه: إن النوبة كانت دائماً أرض الخير، ولم يكن ينقصنا إلا الشاى والملابس!
    وأما معاهدة «البَقَط» فهذا اسمٌ مستحدث للمعاهدة التى تمت بعدما استعصى فتح النوبة على المسلمين، أو انصرفوا عن فتحها لقلة مواردها. وهى بحسب المصطلح الإسلامى القديم (عهد صلح) أو (هدنة) يلتزم المسلمون بمقتضاه بتقديم القمح الذى كان آنذاك يسمى (الطعام) فى مقابل تقديم النوبة للعبيد.. وقد كانت النوبة بوابة تطل على أفريقيا التى يأتى منها، آنذاك، العبيد طوعاً وكراهية. كهاربين من أهوال بلادهم، أو مجلوبين على يد التجار. وقد أشرت فى المقالة السابقة إلى أن (أسوان) كانت فى بداية القرن الثانى الهجرى بيد المسلمين، ولهم حاكم (عامل) هناك.
    وقد أشار نص البردية إلى أن المسلمين كانوا يؤدون التزاماتهم وفقاً للاتفاقية المبرمة، بينما حكام النوبة يماطلون فى أداء ما عليهم.. وما علينا اليوم من ذلك كله، فتلك أمةٌ قد خلت، ولا يصح الاستدلال الآن بمثل هذه الوقائع القديمة. فالمصريون النوبيون منذ مئات السنين هم جزء من المصريين، يقاتلون معهم ويدافعون عن البلاد. ولا يختلفون عنهم إلا بما يدخل فى إطار التنوع الثقافى المصرى، الجامع بين أهل الريف والحضر، البدو وسكان المدن، المسلمين واليعاقبة (الأقباط الأرثوذكس) والملكانيين (الروم الأرثوذكس) والكاثوليك (أتباع بابا روما) والبروتستانت (الإنجيليين) وكثيرين لا يعلم عقائدهم إلا الله، لكنهم جميعاً مصريون من دون شك.
    وأما ظنهم أن النوبة أرض الذهب، فلأن المصريين القدماء كانوا يستخرجونه من هناك.. فهذا مردود عليه بأن مناجم الذهب، ومواضع البلدان لم تكن محدَّدة بدقة فى الكتابات القديمة. وإلا، فأين ذَهَبَ هذا الذهب؟ ولماذا لم يبادل به المسلمون القمح المقدم منهم للنوب؟ ومعروف أن الذهب يشترى العبيد وغير العبيد.. فلا داعى من بعد ذلك، أن نُعيد على مسامع الناس التهاويل، لإحياء أحلام هى فى واقع الأمر أوهام معاصرة، قائمة على توهمات قديمة.
    وأما تهجير أهل النوبة من قُراهم عام ١٩٦٤ فقد كان بالفعل لحظة درامية ذات طابعٍ إنسانى حزين. فمن المحزن، والدرامى، أن ينتقل الناسُ من قراهم وبيوتهم التى نشأوا فيها. ولا شك فى أنه موضوع ثرىٌّ لنصوص أدبية، ذات خصوصية شعرية. لكنه ليس بحال من الأحوال سبباً مقبولاً للزعم بأنها «كارثة» أو «وصمة» أو «جريمة» أو غير ذلك، لأن هذا التهجير الذى لم يكن منه مهرب، جاء بسبب السد العالى الذى لولاه لجاعت البلاد وعطشت، بمن فيها من المصريين جميعاً، نوبيين وغير نوبيين. فهى خطوة لم تأت بدافع القهر والاستبداد، وإنما تمَّت تحت الاضطرار.. والذى أعرفه أن (الحكومة) آنذاك أوجدت قرى بديلة بالقرب من التى سوف تغمرها المياه، غير أن المهجرين هجروا (الإقليم النوبى) بأسره، وعاشوا فى المدن المصرية الكبيرة، وصاروا من أهلها.
    وأخيراً، ففى سياق هذه الأحلام (المصرية) التى صارت مؤخراً أوهاماً، وبخصوص هذا الزعم القائل بأن الرعاة البدو (العرب المسلمين) قضوا على حضارة النوبة!! فما ذاك إلا تهاويم الغافلين المتأثرين بأوهام الآخرين الذين يردِّدون مثل هذا الكلام، ولكن فيما يخصهم هم وأظن أنهم معروفون، فلا داعى لتسميتهم متناسين أو جاهلين بأن العرب كانوا يعيشون بمصر من قبل الفتح الإسلامى بعشرات السنين، وكانت أعدادهم تصل إلى عشرات (وربما مئات) الآلاف.. فضلاً عن أننا لم نعرف للنوبة يوماً حضارةً مستقلة عن الحضارة المصرية فى أطوارها المتعاقبة.. وأن العرب كانت لهم من قبل الإسلام حضارة كبرى بالشام والعراق.. وأن مجىء عمرو بن العاص كان بمنـزلة (إعلان الولاية) الإسلامية على مصر! وإلا، فدعونا نتأمل الحقيقة التالية:
    كان عدد القتلى من المسلمين، خلال العامين اللذين تم فيهما فتح مصر (رسمياً) على يد عمرو بن العاص، هو واحداً وعشرين رجلاً.. أى عدد الذين قد يلقون حتفهم اليوم، فى حادث ميكروباص.
    وبعد.. فإننى أرجو (الجماعات) التى يتألف منها النسيج المصرى العام أن تهدأ قليلاً ولا تستجيب، تحت وطأة الاضطراب الحكومى الحالى، إلى كل ناعق وزاعق ومتاجر بالأحلام ونزعات التشظّى، التى هى فى حقيقة أمرها (أوهام).. فهذا البلد أبقى من حكامه، ومن حالميه الواهمين. وأعتقد أنه من المناسب أن تكون (السباعية) القادمة، بعنوان: أوهام المصريين! ولنختتم هذه السباعية بالحكمة الإلهية التى تقول للجماعات الإنسانية المتحضرة، محذرةً من هذه النـزعات:
    «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
    .
    جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة المصرى اليوم

    التعليق:
    مثله مثل غيره من كتاب مصر (الإسلاموعروبيين) يصر على ان النوبة جزء من مصر وينسى او يتناسى ان الجزء الأكبر من النوبة يقع داخل السودان وتمتد بلاد النوبة من جنوب مصر حتى جنوب الخرطوم الحالية وتمتلئ بالآثار النوبية ومن بينها اكثر من عشرين هرما فى منطقة مروى واكتشاف تماثيل لفراعين سود فى منطقة كرمة مؤخرا وتنتشر الآثار النوبية فى مختلف متاحف العالم من وارسو الى برلين ومرورا باللوفر والمتحف البريطانى ووصولا الى المتاحف الأمريكية والكندية.. فى عصر المعلومات اصبح من المستحيل حجب ضوء الشمس بالغربال فقد انتبه علماء ومؤرخون الى حقيقة ان فراعنة مصر كانوا كوشيين سودا وجاء عليهم غزاة من الرومان والهكسوس والأغاريق والطمياح وذابوا فى فراعنة مصر السود ... إن الناظر الى تمثال اول الفراعين مينا موحد القطرين وتماثيل رمسيس واخناتون وتوت عنخ آمون وغيرهم يتأكد من سحناتهم الكوشية والنوبية وستكشف فحوصات ال DNA هذه الحقائق مثلما ذكر احد المؤرخين المصريين مؤخرا بأن فراعنة مصر اصولهم ودماؤهم نوبية وستسقط دعاوى مثل هذا المؤرخ المهرج واستاذه المزور الأكبر زاهى حواس امام الحقائق العلمية التى لا تعرف المجاملة والترقيع والتزييف...
    أما حديث المؤرخ الدعى يوسف زيدان عن عدم وجود الذهب فى بلاد النوبة فانه يواصل فى تزييفه لحقائق التاريخ واسم النوبة مشتق من "نب" الذهب وان المتاحف العالمية تحوى الكثير من المصوغات الذهبية النوبية بل أن محمد على باشا الذى فتح مصر مثله مثل عمر بن العاص دون مقاومة قد أتى الى بلاد النوبة بحثا عن الذهب والرجال "العبيد" وأحرق المك نمر جيش ابنه اسماعيل باشا فى مذبحة أشبه بمذبحة القلعة للمماليك على يد الأيوبيين... التاريخ لا يمكن تزويره بمقال او مقالين وفى عصر ثورة المعلومات نقول للمؤرخ الهزيل ان ذلك دونه خرط القتاد... اما حديثه عن اللغة النوبية فاننا نقول له ان اللغة النوبية بشقيها (المحسى والدنقلاوى) او الفديكا والمتوكى واصلهما واحد فقد بدأ النوبيون فى تعلمها بعد ان غيبت قسرا بواسطة العروبيين والإسلامويين المتطرفين... ألم يعد اليهود اللغة العبرية الى الحياة بعد ان ماتت ونسيت لأكثر من الف عام؟ ان اللغة النوبية ستعود بنفس الطريقة وبقوة بفضل ثورة المعلومات ولن يستطيع امثال هذا المؤرخ الواهم الوقوف امام هذا التيار الجارف الذى لا يدخل ضمن تخصصه الضعيف إذ لم نسمع بمؤرخ يتحدث عن اللغويات!!
    وللحديث بقية..
                  

العنوان الكاتب Date
كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-13-10, 11:22 PM
  Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها عمار محمد حامد11-14-10, 00:29 AM
    Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-14-10, 00:59 AM
      Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها أحمد ابن عوف11-14-10, 06:32 AM
        Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-14-10, 07:17 AM
        Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها شمس الدين ساتى11-14-10, 07:19 AM
          Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حسين نوباتيا11-14-10, 09:48 AM
            Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها أحمد ابن عوف11-14-10, 09:59 AM
              Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها أحمد ابن عوف11-14-10, 10:08 AM
                Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها أحمد ابن عوف11-14-10, 10:19 AM
                Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Waeil Elsayid Awad11-14-10, 10:42 AM
              Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها الفاتح شلبي11-14-10, 10:28 AM
                Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حسين نوباتيا11-14-10, 07:11 PM
                  Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-14-10, 07:34 PM
                    Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-14-10, 07:40 PM
                      Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-14-10, 07:58 PM
                        Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-15-10, 05:02 AM
                          Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Zomrawi Alweli11-15-10, 11:16 AM
                            Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-15-10, 08:56 PM
                              Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mohamed Elgadi11-16-10, 04:59 AM
                                Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 05:50 AM
                                  Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 06:05 AM
                                    Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 06:15 AM
                                      Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 06:23 AM
                                        Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 06:35 AM
                                          Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حسين نوباتيا11-16-10, 08:35 AM
                                            Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 09:02 AM
                                              Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها نايف محمد حامد11-16-10, 09:21 AM
                                                Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها nabielo11-16-10, 09:54 AM
                                                  Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها nabielo11-16-10, 10:26 AM
                                                    Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 10:43 AM
                                                      Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها nabielo11-16-10, 11:26 AM
                                              Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حسين نوباتيا11-16-10, 10:55 AM
                                                Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 11:09 AM
                                                Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حسين نوباتيا11-16-10, 11:19 AM
                                                  Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-16-10, 11:25 AM
                                                    Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حسين نوباتيا11-16-10, 11:49 AM
                                                      Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها nabielo11-16-10, 11:55 AM
                                                        Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها نايف محمد حامد11-16-10, 02:55 PM
                                                          Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-16-10, 07:19 PM
                                                            Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها nabielo11-16-10, 11:13 PM
                                                              Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها Mannan11-17-10, 11:22 AM
                                                                Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حمور زيادة11-17-10, 01:03 PM
                                                                  Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها حامد محمد حامد11-17-10, 05:21 PM
                                                                  Re: كاتب مصرى يسيئ للنوبة ويحرف تاريخها محمد قرشي عباس11-17-10, 05:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de