البطل (ديجانقو) يدفغ بعجلة للكتابة عن الجبهة الوطنية العريضة... أهو جزء من التفعيل؟

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم تعقيب على مقال الاستاذ : مصطفى عبدالعزيز البطل بعنوان : حسنين والميرغنى والجبهة العريضة لاسقاط النظام المنشور بسودانيز اونلاين بتاريخ 3 نوفمبر 2010 نقلاً عن صحيفة الأحداث ومثلما اراد لها الاستاذ مصطفى البطل ان يبتدر بعنونة موقفه حسب المقال بفاتحة معلقة عنترة بن شداد حين قال : هل غادَرَ الشُّعراء من مُتَردَّم أم هَلْ عرفْـتَ الـدار بعـد توهــم ؟ مع مراعاة التصريف البديع فى الاسماء لتتناسب ومقتضى المقال – مثلما اراد الاستاذ البطل ذلك - فاننا نبتدر بفاتحة معلقة امرىءِ القيس : قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرى الوطنِ ومنزلٍ بسِقط اللِّوى بين الخرطوم فنمولى ليس من الحصافة فى شىء ولا من جدير الاحترام ان نتناول موقف وخاصة فيما يهم الوطن على أساس هش من الافتراضات والاقاويل والاحاديث التى لا تمت للواقع بصلة ، ولا يكفى زخرف القول وبديع النظم فى مقالات سياسية لتصرفنا عن الموقف الصحيح وعن جادة السبيل فى تناول الشأن الوطنى وخصوصاً تناول شأن وعاء وطنى جاد ومأمول به خير البلاد والعباد مثل الجبهة الوطنية العريضة ، ولست انوى بأى حال من الأحوال ان اتقول على حق اى سودانى فى تناول او المشاركة برأيه سلباً أو ايجاباً فى اى شأن وطنى وخصوصاً حول الجبهة الوطنية العريضة على اعتبار انها جبهة تهتم بتحقيق التفاف حقيقى ثورى صدامى من اجل الوطن وضد نظام الانقاذ واذياله الذين يدورون فى فلكه بوعى منهم او بدون وعى . وطالما أن فلسفة الجبهة الوطنية العريضة التى يمكن لكل صاحب لب ان يتبينها من خلال بيانها ورسائل مؤسسها الاستاذ على محمود حسنين وما يتبع ذلك من خلال ما تم انجازه بتلاقح افكار كثيرة لمناضلين ومثقفين واكاديمين وطنيين التقوا فى مؤتمر الجبهة الوطنية العريضة من خارج وداخل السودان – طالما ان فلسفة الجبهة الوطنية – تقوم على اساس اسقاط النظام عبر كل الوسائل الوطنية المتاحة فانها لا محالة لا تستطيع ذلك الا من خلال وعى وطنى وشعبى حقيقى نأمل الا يستغله البعض من المحسوبين على الوطنية فى محاولة لتفريغه من محتواه لان الجبهة بالتأكيد تملك من الكوادر من هم قادرون على ايقاف اى محاولات رخيصة لتشويه صورة هذا الجهد الوطنى السامى والخالص لوجه الوطن حتى وان اختلف معه البعض ، وانا لا اتحدث هنا عن الاستاذ صاحب المقال محور التعقيب على وجه الخصوص وانما اتحدث على وجه العموم لمحاولات مرصودة ومعروف اهدافها ودوافعها لدى اغلب من يعرف جهالة وطرق ووسائل اذيال الطغى والجبروت الانقاذى . وبالعودة الى المقال محور التعقيب فانى لا استغرب ولا استنكر للاستاذ البطل موقفه هذا فهذا من ابسط حقوقه ولكنى استعجب كيف له ان يتناول شأن الجبهة الوطنية بمثل هذه السطحية فى تحليله لمجموعة من المواقف والشعارات التى تخص الجبهة الوطنية العريضة ، ولا أدرى هل أراد الاستاذ البطل ان يفرغ هذه النقاط التى تناولها من محتواها وبالتالى يخدم الخط الساعى لضرب ووأد هذا العمل بما يصب فى مصلحة نظام البغى والبطش والضلال الانقاذى وذلك عبر تحريف وتزييف المعانى والمواقف وتجييرها لمصلحة بدائل تبدو ذات ضرر ببدن الجبهة الوطنية العريضة أم أن الاستاذ البطل حقيقة وكما جاء فى صدر مقالته يستغلق عليه بعض المواقف وتستعصى على قدراته فى التأويل والتحليل وهو كما يقول بعظمة لسانه يكره ان يخوض فى الدلاء من غير يقين ، ويملأ الدنيا سؤالاً وجواباً بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير . وطالما ان الاستاذ البطل قد اعترف بان من التطورات التى استعصت على فهمه واستغلقت على قدراته هو اعلان قيام الجبهة الوطنية العريضة – طالما انه فى موقف غير ملم بكافة جوانب هذا الاعلان – فكيف له ان يفترض ان هذا الموقف ليس الا فرقعة اعلامية مدوية ملأت الدنيا فى المهاجر ولا وجود لها على ارض الواقع بداخل السودان . هل يفترض الاستاذ البطل بانه عالم ببواطن الغيب وهو يراهن فى مقالته عن عدم وجود الجبهة بالداخل وانما هى مجرد عمل خارجى لا يمت للواقع بالداخل بصلة ام انه يتحدث حديث العارف والعالم بغيب هذا الامر . من اين يستلب الاستاذ البطل مفاهيم ومواقف اهل الداخل ويتحدث عن ان الجبهة الوطنية والمهمشين والمسحوقين لا يعلمون بامر الجبهة ولم تصلهم دعوتها وهو يفترض ضمناً عدم استجابتهم لهذه الدعوة والمشاركة فى نشاط الجبهة الوطنية .. اليس من الخطل ان نحكم على عمل لا ندرك مدى انتشاره من عدمه ولا ندرك ماهية طبيعة المنتمين اليه ولا ندرك ماهى اولوياته وطريقة ادارة القرار السياسى والعمل الشعبى داخله بعد .. اليس من التحامل بمكان ان نراهن على عدم امكانية مشاركة جماهير الشعب فيه ونحن لم نرى بعد ولم نعلم للجبهة اى موقف حقيقى منذ نشأتها التى لم تتجاوز نصف الشهر بعد .. اذا تساءلت عزيزى القارىء او تأمل كل صاحب عقل حالة السكون التى اعقبت مؤتمر الجبهة الوطنية العريضة فانك لا محالة ستصل الى احد افتراضين مفادهما ان الجبهة الوطنية اولاً كانت فعلاً مجرد فرقعة اعلامية مدوية ومحاولة يائسة ومثيرة للسخرية كما يحاول الترويج لها اعلام النظام الانقاذى او ثانياً انها فعلاً جهد انسانى مقدر وتعمل بتأنى وتؤدة للاستفادة من اخطاء العمل الجبهوى المعارض تاريخياً بالسودان وهى بالتالى الان تعمل على تنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمرها وذلك بتأنى وحكمة وبعيداً عن الاضواء الاعلامية وبعيداً عن العمل الهتافى فهى تعمل بجدية وسرية وحرص . وحين تفرغ من الوصول لهذين الاحتمالين فلا بد لك من ان تميل لاحدهما قليلاً ولكنك مؤكد ستبقى على امكانية ان يكون الاحتمال الآخر هو الصحيح . اذاً لماذا قفز الاستاذ البطل مسايراً خط النظام الاعلامى فى العمل الدعائى المضاد للجبهة الوطنية العريضة وما هو فحوى اصراره الذى يصل لحدود اليقين كما يحاول ايهام القارىء بأن الجبهة لا تتواجد الا بالمهجر وليس بالداخل ؟!!.. من ايه له تأكيد هذه المعلومة وماهى مصادر معلوماته من الداخل والخارج على حد سواء ؟!!.. ثم لا أدرى هل هى جزء من مداد هذ اليراع ام انها املاءات لدوائر بعينها تلكم السلبية والانهزامية التى تنضح ريحها من خلال تخوف الاستاذ البطل من أن نشوء هذا الجسم المعارض قد يؤدى الى طى وتقليص هوامش الحريات ويقود الى انتصار التشدد والمتشددين داخل النظام على حساب معسكر العقل والاعتدال فيسود جو من القمع والاستبداد ونشر لآليته الامنية فيتضرر منها اهل الداخل ويكاد يوهم الرأى العام ويحذره بتغليف اجوف ان وجود الجبهة العريضة قد يعيد القبضة الامنية وكأنها قد ارتخت او انهم قد الغوا القوانين المقيدة للحريات او انهم قد اغلقوا بيوت الاشباح او ان النظام اصبح من الاعتدال والتعقل بمكان يسمح للبطل ولنا وللجميع بمزاولة حياتنا وحقوقنا بمنأى عن العزل والتنكيل وكأن البلاد الآن ترفل فى نعيم الطمأنينة والاستقرار .. ان الحقوق فى التعبير والتنظيم والتظاهر والعيش الكريم ليس هبةً توهب وانما هى حق طبيعى واصيل لكل انسان ان تم تغييبه واستلابه وانتهاكه يجب ان يقتلع لا ان نساوم عليه بتكميم الافواه وايقاف العقول محلك سر وتدجين المواقف الوطنية لمصلحة هذا المدعو هامش حريات والذى لا يتواجد الا فى المخيلة المريضة لمن يودون ان يتم تدجين الوعى الوطنى للشعب السودانى لمصلحة استمرارية واستدامة نظام الفساد والجريمة المنظمة .. هذا الحديث لا يصب الا فى خانة التخذيل لنضالات شعبنا من اجل استمرارية مسلسل تفتيت وتجزئة البلاد على ايدة سفاحى النظام الحاكم .. هذا الموقف الباهت لا يصب باى حال من الاحوال الا فى مصلحة تجار الحرب الذين يبيدون شعب السودان فى دارفور والذين يتركون الناس لتموت جوعاً فى الشرق ولتموت بالامراض السرطانية فى الشمالية ... اين هامش الحريات من الترحيل القسرى للمواطنين فى امرى وكجبار وشتيت .. اين هامش الحريات من الابادة لقرى بكاملها فى دارفور العزيزة .. اين هامش الحريات من تأجيج نار الفتنة القبلية بين المسيرية والدينكا فى ابيى .. اين هامش الحريات وما زال ابناء الوطن يتم اغتيالهم وتصفيتهم جسدياً ومعنوياً وفى داخل العاصمة المثلثة .. اين هذا الهامش وكل المقالات والكتابات عن الجبهة الوطنية يتم حذفها قبل صدور الصحف بفعل الرقيب الامنى .. ام ان الهامش موجود فقط لسماحهم بنشر مقالك الأصفر هذا ، ولا غرابة فى ذلك فمن خلال محتواه الباهت يمكننا ان نستبين السبب .. ثم لماذا هذه المحاولة الرخيصة لاستدراج المفاهيم لرفض العمل العسكرى .. اليس من حق من يتم ضربه بالسلاح ومن يتم مقابلة احتياجاته الخدمية بحملات عسكرية للتأديب ، اليس من حقه حمل السلاح ايضاً للدفاع عن نفسه وارضه واهله ومكتسباته على الرغم من قلتها .. ولماذا الادانة المثيرة للرثاء من خلال الادعاء الذى يرقى لحالة اتهام ان الحركات الدارفورية المسلحة والتى تناضل من اجل حقوق اهل دارفور هى حركات اجيرة وكانه يريد الصاق تهمة الارتزاق بها لتصبح جماعات مرتزقة بدلاً عن حركات لديها حقوق ومطالب عادلة ومشروعة .. وماهى الغضاضة فى فكرة ان يتحالف او يأتلف الوطنيين من بعضهم من اجل تحقيق مصالح واهداف وطنية مشتركة .. وحتى يكون واضحاً للجميع لقد جاءت لحظة الحقيقة فى السياسة السودانية وعبر الجبهة الوطنية العريضة لدى اعلانها بانها مفتوحة لكل صاحب ضمير وطنى حى اياً كان لونه او دينه او عرقه او خلفيته الثقافية للدخول والاسهام مع الاخرين فى ازالة واسقاط النظام والسعى من اجل احلال بديل وطنى حقيقى عبر دولة مدنية ديمقراطية تعددية وان الوسائل لانجاز ذلك تعتبر خيارات مفتوحة .. واذا اراد النظام وأد هذا الجهد وتكميم الافواه عبر البندقية والعمل الامنى والعسكرى فحينها من حقنا أن ندافع عن ثورتنا الوطنية ونضالات شعبنا وبالسلاح وبالبندقية ايضاً ... ان كان للحركات الدارفورية مواقف تتضامن مع هذه الاهداف المعلن عنها فمن حقها ان تساهم فى هذا الجهد الوطنى ، اما الايحاء بانها اعادة انتاج لنفس تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى فطب خاطراً ان كنت مشفقاً بأن الجبهة تختلف جملة وتفصيلاً عن التجمع من حيث الكادر ومن حيث الاهداف ومن حيث وسائل وادوات العمل فيا سيدى لا الجبهة الوطنية مثلما كان التجمع ولا مناضلى ومسلحى دارفور هم مثل الحركة الشعبية اللهم الا اذا استعصمت بالقشور والظاهرى من المواقف واغلقت عن عقلك البحث فى بواطن وجوهر الموقف والاعمال وحينذاك فلتهنأ الجبهة الوطنية بطول سلامة وبنجاح مسعاها اذا كان من يقارعونها ويناصبونها العداء هم بمثل هذه الغوغائية السياسية فى المفاهيم والمواقف على حدٍ سواء .. وانه لمن غرائب الاموار واكثرها سذاجة ان تحاول تلوين وتزييف حقائق مواقف الجبهة بمثل هذه المحاولات التى تفتقد للموهبة حتى وانت تدعو والبينة عليك بأن الجبهة الوطنية قد توجهت بمطالب للنظام الانقاذى المامول اسقاطه ، فهل استغلق عقلك كما اسلفت انت بنفسك ام انها محاولة يائسة وخجولة تلك التى ادعيت فيها بأن الجبهة الوطنية وعبر الاستاذ على محمود حسنين قد توجهت بقسم من مطالبها للنظام وتساءلت كيف يمكن للجلاد ان يتقدم بطلب للمحكوم عليه بالاعدام .. ولعلك لا تعلم او انك تريد ان لا يعلم الاخرون بان هذه ليست مطالب وانما هى أهداف لا حياد عنها تسعى الجبهة الوطنية العريضة لانفاذها على ارض الواقع وهى بالتالى ليست عشرين مطلباً بل هى أهداف الجبهة الوطنية العريضة التى حملتها فكرة انشاء وبناء الجبهة الوطنية العريضة ، وليست الجبهة الوطنية العريضة بجلاد يا استاذى الفاضل فما هى الا اداة نضالية من ادوات الشعب السودانى الذى هو الجلاد الحقيقى لكل مغتصب اثيم ، والجبهة بهذا الفهم تسعى بكافة امكانياتها من أجل استنهاض قدرة التغيير الكامنة وتبحث بكافة السبل والوسائل عن تفجير ثورة هذا الشعب لينهض من ثباته .. وعليه فلا مناص لمن يريدون تزييف الحقائق بمثل هذه المحاولات الممجوجة – لا مناص لهم – من أن يبدأوا فى مسح مساحيق تجميلهم الزائفة ليظهروا للناس وجههم الكالح ولتتمايز الصفوف ليدرك الشعب من هم ابناءه ومن هم الانتهازيون الجدد .. المسمى الوظيفى للسيد على محمود حسنين كنائب لرئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى لا علاقة له من قريب او من بعيد بانتماءه للجبهة الوطنية العريضة ففى رسالته التى وجهها للشعب السودانى قبل انعقاد المؤتمر ولدى بواكير اعلانه عن فكرة الجبهة الوطنية العريضة فقد قالها صراحة بانى ادعوكم بصفتى على محمود حسنين المواطن السودانى .. وقد اعلنتها الجبهة الوطنية العريضة بأن كل انسان سودانى صاحب موقف وطنى متفق ومتوائم مع اهداف ومبادىء الجبهة الوطنية العريضة بامكانه الانتماء لها ومن ينتمى لحزب او كيان آخر فان له الاحتفاظ بانتماءه ولكنه يشارك بالجبهة الوطنية العريضة بصفته الشخصية وهنا يكمن مربط الفرس لكل صاحب عقل يتفكر وليس عقل مستغلق ... ولا اجد انه من النباهة ان تزج بصفة الاستاذ على محمود حسنين فى هذا المقام الا وفق افتراض انه هو الجبهة الوطنية العريضة ، ان الجبهة الوطنية العريضة ونحن كمتابعين وناشطين سياسيين يشرفنا ان يقود مسيرتنا سياسى وقانونى حصيف وثابت المواقف والمبادىء مثل الاستاذ على محمود حسنين ولكن تاكد بأن من يعملون للوطن جميعهم يقودون النضال وفقاً لمواقعهم الوظيفية وفى استقلالية تامة وبالتالى فان للجبهة قيادات عاملة لم ولن تعرفوا وتدركوا كنه هذا الأمر الا حين النزال وحينها فان الكل هم على محمود وحسنين ، وحينها فان على محمود حسنين هو فرد يأتمر بأمر المجموع وليس العكس .. الم اقل لك سابقاً بأنك لا تنظر لبواطن وجوهر الامور وانما تهتم بالقشور ... اما موقف السيد محمد عثمان الميرغنى فليس منوطاً بى الحديث عنه فهو من المعروف غير مشارك لا هو ولا الحزب الاتحادى الديمقراطى بهذه الجبهة الوطنية العريضة وبالتالى فان لنا معهم علاقة التواصل من اجل الوطن شأنهم شأن جميع الاحزاب ولكننا نؤكد بأنه لا أحد يستطيع امتطاء جواد الجبهة الوطنية العريضة لتحقيق مصالحه سواء الشخصية او الحزبية الا وفق ما يهدف الى خدمة مصالح الوطن والمواطن ووفق ما تسمح به اوعية الجبهة الوطنية العريضة .. وهذه نقطة اعتقد بأن الأشقاء الاتحاديون هم الاولى بالدفاع عن قائدهم فيها ... ولنا عودة وائل عبدالخالق مالك المملكة العربية السعودية – الرياض 3/11/2010