|
ضرب الحبيب
|
ضرب الحبيب ليس كأكل الزبيب ... ولو كان بدافع الحب المكان : بلاتوه تصوير فليم سينمائي يجمع عددا من نجوم التمثيل المشهد : لحظة دخول البطلة الغرفة التي يوجد فيها الحبيب الذي كان رآها تجلس فى مقهى مع رجل لا يعرفه السيناريو: البطلة: حبيبي وحشتني البطل: وحشتك ؟ البطلة : طبعا وحشتني لأني أحبك بجنون (وتقترب منه بدلال لكنه يباغتها بصفعة قوية على خدها) البطل : وبحنون كما ن يا فاجرة ؟ البطلة : (وقد تناثر شعرها الطويل على خدها ) حبيبي ماذا حدث ؟ البطل : (يباغتها بصفعة أخرى على الخد الأخر لينتشر شعرها الجميل على كل وجهها ) وقبل أن ترد البطلة بالجملة التالية في السيناريو (أكيد شفتني مع محسن أرجوك دعني اشرح لك ..) يتدخل المخرج صارخا (ستوووب) فقد ساحت المسكرا على وجه البطلة وتم استدعاء الماكيير للاستعانة بمسكرا شفافة حتى تنهمر الدموع غير ملونه . وأعيد المشهد مرارا بناء على أوامر المخرج حتى تبدو الصفعة حقيقة ومؤثرة فتارة يحفز البطل بقوله (فين مشاعر رجولتك المجروحة ؟ حبيبتك مع رجل غريب) وتارة أخرى يؤثر على البطلة (أريد أن أرى وجه امرأة عاشقة وحبيبها على وشك أن يهجرها وهى مظلومة ويحاول البطل جاهدا أن يتخيل انه رأى زوجته تجلس مع رجل غريب حتى تكاد تنفجر عروق وجهه غيظا وغضبا ، وتمعن البطلة في رسم أحاسيس العاشقة المظلومة الملتاعة خشية هجر حبيبها لها . ولكن أحدا لم يفكر لحظة في إن مشاعر الرجولة ما كانت لتنجرح هذا الجرح الغائر لمجرد أن المحبوبة تحتسى القهوة مع رجل قد يكون أخا أو زميلا أو حتى صديقا أو إن أحاسيس المرأة المحبة كان لها أن تثور وتنفجر ليس خوفا على فقدان الحبيب ولكن غضبا من تفاهته وسطحيته وفهمه القاصر للرجولة وان مؤلف القصة وكاتب السيناريو ما كان ينبغي أن يحملا الموقف أكثر مما يحتمل ويمعنا في تغذية مفهوم الرجولة بمزيد من المفاهيم الخاطئة وان المخرج كان عليه أن يتنبه إلى إن ما يقدمه على الشاشة تأصيل لمفاهيم اجتماعية خاطئة وتأكيد إن ضرب المرأة بدافع جرح مشاعر الرجولة مقبول وان تقبل المرأة للصفعة دليل على حبها وتمسكها بالضارب المعذور لان رجولته مخدوشة وان المشهد الذي لن يستغرق سوى دقيقة أو اثنتين سيؤثر في تنشئة عقول على مدى عقود مقبلة . وعلى رغم عشرات التقارير والدراسات التي تصدر عن جمعيات حقوقية ومراكز أكاديمية ترصد ما تحتويه الأعمال الدرامية العربية من كم هائل من العنف الموجه ضد المرأة ، يجد متابع المشهد الدرامي مزيدا من العنف . وهذا العنف ليس فقط في صورة عنف منزلي واستلاب حقوق وجرائم شرف وضرب مبرح فحسب بل أيضا من خلال تبرير الاعتداء البدني على النساء بذريعة الحب والعواطف الجياشة . وتبرر عبارات تدغدغ المشاعر مثل ((لم أشعر بنفسي حين رأيتك معه ) أو (لا أطيق أن ينظر لك أحد غيري ) أو (أنا ممكن أعمل اى حاجة لو تركتيني ) وغيرها من كلمات العشق ظاهريا والعنف ضمنيا .
|
|
|
|
|
|