وآخير رقد جثمان البطل (عوض هجانه) جوار قريبه البطل (علي عبد اللطيف)

Quote: الشهيد عوض هجانة يدفن اخيرا ؛ بجوار جده على عبد اللطيف بعد ثماني ايام من مقتله بطريقة مؤسفة ؛ اخيرا يتمكن اللاجئيون السودانيون بالقاهرة من مواراة جثمانه الثرى . وكان جثمان اللاجئ السوداني عوض سليمان هجانة قد قضى تلك الايام بمستشفى السنابل بعد مقتله في 16 اكتوبر الماضي على يد مواطن مصري قرب مخفر للبوليس بالقاهرة . وتاخر عرضه للطبيب الشرعي . و في عصر 24 اكتوبر الجاري ودعه رفاقه بمدافن مدينة نصر بالقاهرة . في حشد كبير من لاجئ السودان بالقاهرة ؛ رافقته اسفهم على خسارته ؛ وودعته حزنهم العميق على رحيله . فضلت عائلته ان يدفن بجوار جده النوبي الكبير الثائر على عبد اللطيف بالقاهرة . ومات عبد اللطيف بطريقة ماسوية في عام 1948 ف بمستشفى العباسية بالقاهرة بعد حكم ابدي عليه بالسجن فوق حكم سابق صدر من الادارة الاستعمارية عليه لثورته عليها في عام 1924 فيما عرف بثورة (اللواء الابيض ).ومثل ثورة الراحل على عبد اللطيف باكورة النضال الوطني السوداني ضد الوجود الانجلو- مصري. وجعل من عبد اللطيف ورفاقه الضباط الاحرار -الزنج المنبتين قبليا - فخر الامم السودانية. تارخت اجراءت دفن اللاجئ عوض هجانة خلال الايام المنصرمة بسبب الاهمال من قبل السلطات المختصة وتجاهل من الادارة المعنية بالمفوضية السامية لشئون للاجئين ؛على حد قول اصدقائه . وجاء التباطؤ في استكمال الخطوات اللازمة لدفنه تباعا ما حدث من تباطؤ في اسعافه ساعة الحادث ؛ وكان الاهمال سبب غير مباشر في موته. كانت صحفية الاهرام اليومية قد نشرت ملخصا مغلوطا في يوم 20 اكتوبر عن حادثة الراحل هجانة ؛ واشارت التحليلات الى ان النشر كان متعمدا بهدف تمليك الراي العام وقائع ليست صحيحة بقصد عمره (85 سنة) ؛ وسبب مقتله ( شجار مع فاكهاني بسبب اسعار الفاكهة ) كما وردت في الصحيفة ؛ ويشار الى ان الصحافة تلقى معلوماتها تلك من النيابة العامة. والنيابة التي باشرت التحقيق في مقتل الرجل من اليوم الثالث لمصرعه لم تكون معنية بالالتزام بالخطوات القانونية في تكليف محامي اتهام كما يقول اصدقاء الراحل بامتعاض. وكذالك لم يكن من اليسير تفسير تواجد محامي الدفاع في غرفة النيابة اثناء لحظة الاستماع الى اقوال الشهود من الفتيات كما يقولون . وبالرغم من اعتراف الجاني بارتكابه للجرم الا انه وبحسب التجارب يخشى ان تكون قضية الرجل الضحية مثل مثيلاتها من قضايا عديدة لضحايا لاجئين سابقين لقوا حتفهم بطرق مماثلا منذ احداث ميدان المهندسين الدامي قبل خمس سنين. وكانت الرابطة العالمية لشعب النوبة في مصر بعد اصدارها بيان نعت فيه عضوها البارز عكفت على عقد سلسلة اجتماعات مطولة لمناقشة الحادث و جوانب من اسباب التاخير في اجراءاته ؛ والجوانب القانونية التي اشار البعض الى انها احوال متعمدة ؛ وكثفت نشاطها حتى تمكنت من تجاوز عتبة تسليم الجثمان بعد ثماني ايام . و كما يقول المقربون ان مطالبة مؤسسات اللاجئين السودانيين بالقاهرة للمفوضية السامية لشئون اللاجئين بايجاد حل نهائي لوضع اسرة السيد عوض هجانه :زوجته وطفليه سيكون ضمن مشروع الاجراءات التالية الضرورية . وعوض سليمان هجانة بشارة عجبنا الذي رحل عن عمر ناهز 47 عاما ؛ قدم صورة غاية في الاشراق عبرت بصدق عن التزام حقيقي بقضايا شعبه النوبة ؛ ملات حياته عطاء ثرا يدفعه للواجب ايمان عميق بقضية شعوب السودان في الهامش . وكان التزامه انعكاس لثورية ورثها عن ابائه . وقسم الرصد الصحفي يتقصى ليجده الحفيد الثالث للسلطان عجبنا عجبنا بن أروجا بن سبا، السلطان الثالث عشر لمنطقة الأما (النيمانغ) احد بطون النوبة في موطنها الجبلية الطبيعي ؛ وقد قاتل الملك عجبنا بن اورجا الاحتلال الانجلو-مصري ببسالة بين عام 1908-1917 ف.واصلت ابنته السيدة مندي القتال من بعده . وسجلت الابنة وابيها تاريخ ناصعا عن نضالات شعوب السودان ضد الوجود الاجنبي . يرحل عوض هجانة في زمن صعب ؛ ومرحلة غاية في الحرج للشعوب غرب السودان في كردفان ودارفور تاركا ارثا نضاليا من خلال مشاركاته الفاعلة وانشطته وحماسه للعمل في جبهة كردفان للاستقلال ؛ ومنظمة جبال النوبة للتنمية ؛ والرابطة العالمية لشعب النوبة ؛ ونشاطا تضامني كبير لشعب جنوب السودان ودارفور بالقاهرة ؛ وعضويته بالمنتدى العالمي للشعوب الاصيلة ؛ وتاركا عهدا عريضا الى رفاقه و جيله في اكمال المسيرة . ورحل عوض هجانة اثناء اداءه واجبه كمسئول اجتماعي للرابطة العالمية كما يقول مسئولي الرابطة؛ واعلنت المنظمات النوبية عنه وسمته صباح دفنه شهيدا . مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 25 اكتوبر 2010ف