|
|
 Re: الامام أحمد المهدي: الحزب الشيوعي بقيادة عبدالخالق محجوب لم يضرب الجزيرة أبا (Re: عبدالوهاب همت)
|
الاستاذ مهدي ابراهيم محمد في افادته حول وقائع احداث الجزيرة أبا
أجرى الحوار..عبدالوهاب همت [email protected]
شاهد عيان يروي تفاصيل مقتل الإمام الهادي (7):
لو كنا نعلم أن الامام الهادي سيغادر الجزيرة أبا لما خرجنا منها مطلقاً
نحن ساهمنا في ادخال السلاح ونعرف طرق الخروج ونحن الأقدر على توفير سبل حمايته
الهجوم على ربك كانت فكرته تخفيف الهجوم على الجزيرة أبا
اتخذ قرار خروج الإمام بعد أن غادرنا نحن ومحمد صالح عمر
الجزيرة أبا كانت ممتلئة بقيادات الأنصار الذين أتوا إليها من كل أنحاء السودان
حلقت طائرة وألقت بأوراق كثيفة كانت عبارة عن بيانات انذار فحواها أن الطائرات ستضرب الجزيرة أبا هاجمنا مدينة ربك وكان الإمام الشهيد الهادي المهدي قد بدأ رحلته في الخروج من السودان متجهاً إلى أثيوبيا هكذا علمت بنبأ مقتل محمد صالح عمر.. ضمن سلسلة حواراتها عن مقتل الشهيد الامام المهدي ورفاقه ولكشف بعض الجوانب التي مازالت خافية والتي طواها النسيان لأسباب مختلفه تواصل (أجراس الحريه) في هذا الموضوع المهم، وقد جلست إلى الأستاذ مهدي إبراهيم محمد مستشار رئيس الجمهورية وأحد قادة الحركة العسكرية والتي شاركت مع الأنصار في أحداث الجزيرة أبا في مارس. ورغم ارتباطاته الكثيرة إلا أنه أعاد الاتصال الهاتفي معي لأكثر من مرة وقد أفسح لي الرجل بعضاً من وقته وكان لزاماً عليّ أن أقدم له الشكر الذي يستحقه لأن البعض لم يلتزم حتى بالمواعيد المتفق عليها دعك عن أن يتصل مرة أخرى. أجرى الحوار/ عبدالوهاب همت wahimmat_(at)_yahoo.com ** من هم الذين قرروا خروج الإمام المهدي من الجزيرة أبا وفي أي يوم حدث ذلك؟ - نحن لم نكن موجودين عندما قرر الشهيد الإمام الهادي عبدالرحمن المهدي ومجموعته الخروج من الجزيرة أبا كان ذلك يوم الأحد 30 مارس 1970بالليل والإمام كان موجوداً ولو كنا نعلم أنه سيغادر الجزيرة أبا لما خرجنا منها مطلقاً، ونحن ساهمنا في ادخال السلاح وأتينا من المعسكرات الخارجية ونعرف طرق الخروج ونحن الأقدر على توفير سبل حمايته. ** ما هي فكرة الهجوم على ربك وكيف أتت؟ - الهجوم على ربك كانت فكرته تخفيف الهجوم على الجزيرة أبا وشغل المجموعات العسكرية المتمركزة في ربك لتحاول حماية نفسها بدلاً من أن تصوب أسلحتها ليلاً نهار تجاه الجزيرة أبا وتصعب على الناس اتخاذ القرار في جو هادئ، ويبدو أنهم اتخذوا قرار خروج الإمام بعد أن غادرنا نحن ومحمد صالح عمر، وهناك أناس من أمثال خالد محمد إبراهيم وهو من الشخصيات الأنصارية المعروفة ورئيس شئون الأنصار وكان على مقربة من الإمام وهو من الناس المؤثرين وبعض كبار رجالات الأنصار وكل السكرتارية أظنها كانت موجودة والجزيرة أبا كانت ممتلئة بقيادات الأنصار الذين أتوا إليها من كل أنحاء السودان. ** كيف خرجتم من الجزيرة أبا إلى ربك؟ - نحن خرجنا يوم الأحد بالليل حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً والجيش كان قد بدأ زحفه نحو الجزيرة أبا منذ يوم الخميس وقد تصدى لهم الأنصار، لكن الجيش عاد مرة أخرى عصر يوم الجمعة وبدأوا في الضرب والناس كانوا ينفذون بعد صلاة الجمعة وبدأوا واستمر الضرب يومي الجمعة والسبت. وفي يوم الأحد في تمام العاشرة حلقت طائرة وألقت بأوراق كثيفة كانت عبارة عن بيانات انذار فحواها أن الطائرات ستضرب الجزيرة أبا ليقضوا على ما تبقى في يومي الجمعة والسبت، وبدأت المدفعية تضرب الجزيرة أبا من الناحية الغربية أي من اتجاه قرية الطويلة ومن المنطقة الشرقية من جهة عسلاية وجاءت طائرة أيضاً وضربت، وفي يوم الأحد ازدادت كثافة الضرب والجو كان متوتراً جداً حيث كانت هناك أعداد كبيرة جداً من الجرحى والشهداء، في هذا الاثناء جاءتنا فكرة الخروج ومهاجمة ربك، وهناك أنصار كانوا قد أتوا من ربك نفسها وأعلنوا استعدادهم الكامل للمشاركة معنا في الهجوم على الجيش رغم أن أعداد الجيش كانت كبيرة, ونحن عندما بدأنا التحرك ووصلنا إلى خلاء الجزيرة أبا قضينا الفترة حتى صباح الأثنين وأرسلنا عربة ذهبت نهاراً إلى ربك لتأتينا بالمعلومات عن مواقع الجيش والأسلحة ومداخله ومخارجه وقد حضروا عصراً وأعطونا المعلومات اللازمة ونحن كنا قد تحركنا في تمام الواحدة صباحاً تجاه مدينه ربك والتي وصلناها فيما بين الثالثة أو الرابعة صباحاً. وفي يوم الثلاثاء صباحاً هاجمنا مدينة ربك وكان الإمام الشهيد الهادي المهدي قد بدأ رحلته في الخروج من السودان متجهاً إلى أثيوبيا. ** كم كان عدد الذين تحركوا معكم من الجزيرة أبا إلى ربك؟ - كنا أنا ومحمد صالح عمر وحوالي 59 أنصارياً ومحمد صالح عمر كان هو قائد المجموعة. **هل كان الشهيد محمد صالح عمر هو من قام بضرب محلج الأقطان في ربك؟ - لا هو لم يضرب المحلج ومن قام بضرب المحلج انصاري اسمه عبد الرسول وكان الغرض هو حرق المحلج لادخال الرعب خاصة وأن هناك أعداداً كبيرة من الجيش الحكومي كانت تتحرك ما بين محلج الأقطان ومعصرة الزيوت وكان الغرض هو خلق حالة من الرعب واحداث ربكة حتى تفقد القوات المسلحة المبادرة وتتزعزع ثقة البعض ليغادروا أماكنهم ويتركوا سلاحهم لأن المجموعة التي تقاتل كانت محدودة والطريقة الوحيدة كانت هي المباغتة واحداث الربكة وبالتالي فإن حرق المحلج والنيران التي ستشب بلا شك ستخلق رعباً في أوساط الجيش، وأذكر أننا كنا قد تأخرنا في الهجوم لأننا والشهيد محمد صالح عمر حاولنا قطع التيار الكهربائي وذلك لأن المنطقة كانت مضاءة اضاءة قوية ولكي نتمكن من قطع التيار الكهربائي كان لزاماً علينا أن نفجر أحد الأبراج الكهربائية الكبيرة خارج المدينة, والذين رافقونا تحركوا أمامنا ونحن تأخرنا وكان لابد أن يهاجموا مباشرة بعد انقطاع التيار الكهربائي وإلا سينكشف الأمر, ولكن المجموعة التي كان فيها محمد صالح عمر وشخصي ومرافقون آخرون والآخرون كانوا لا يعرفون الطريقة التي يمكن أن يقطعوا بها التيار الكهربائي، وأذكر أنه عند دخولنا إلى مدينه ربك بعد أن تمكنا من قطع التيار الكهربائي كان الضرب عشوائياً واستمر طول الليل حتى الصباح وهذه كانت أحداث كبيرة. **أين ومتى علمت بنبأ مقتل محمد صالح عمر.. وكيف حدثت وقائع ذلك؟ - انا لا أعرف كيف حدثت اصابته القاتلة لأننا عندما دخلنا إلى ربك لم يكن في مقدور أي شخص أن يرى الشخص الآخر وقد كان هناك اطلاق نار كثيف وأعداد كبيرة من الجيش، والذي أذكره أنه كان قد حضر أحد الأشخاص ووصف إلينا بأن هناك شخصاً من بين المتوفين لايشبههم وقال أنه قصير القامه ومتين وشعره ناعم ويلبس نظارات ويشبه البني عامر. **ألم يقل لكم أن الشخص ملتحٍ ومشلخ؟ - عندما أتينا من اثيوبيا كان الشهيد محمد صالح عمر قد حلق ذقنه حتى يغير شكله والوصف الذي ذكره ذلك الشخص كان واضحاً بالنسبه لي أن المعني هو الشهيد محمد صالح عمر. الجو في تلك اللحظات كان فيه نقاء شديد والناس زاهدون عن أي مطلب أو أي شئ في الدنيا ومشغولون بهذه القضية والهاجس الأكبر كان تحرير البلاد من الحكم الشيوعي وخلق استقرار وديمقراطية فيها ولتدخل البلاد في مرحلة جديدة وقد كانت الهمم عالية، وأنا عندما كان ذلك الشخص يسترسل في الوصف لم يعتريني أي شك بأن محمد صالح عمر قد استشهد. ** من المحرر.. أسرة الشهيد محمد صالح عمر وهو ابن عمة والدتي كانت تصلهم معلومات متضاربة حول أن محمد صالح عمر شوهد في عدة دول وأنه حي يرزق وفي أثيوبيا تحديداً وأنتم بحكم أنكم آخر من رأه هل سمعتم بأية رواية أخرى؟ لم تأت أية معلومة أو رواية عن محمد صالح عمر سوى الرواية التي رويتها أنا وكل الجماعة في تلك اللحظات لم يكونوا يعرفون محمد صالح عمر. **هل تذكر آخر اللحظات مع محمد صالح عمر؟ - الذي أذكره وما زال راسخاً في عقلي ومن ضمن ما قال ( من يقاتل اليوم يقاتل مقبلاً غير مدبر يبتغي وجه الله لا مكان له إلا في الجنة) وقد كانت خطبته جهادية مؤثرة وعظيمة وشاحذة للهمم. **هل تستطيع تحديد رقم بأعداد الجيش الحكومي والذي كان يرابط في مدينة ربك وأنواع عتادهم الحربي؟ - حوالي 3 أو 4 آلاف عسكري على أقل تقدير وعندهم من البندقية والرشاش والمدفع مروراً بالدبابة والطائرة لأن الجيش كان يعلم أن الناس في الجزيرة أبا في قمة الاستعداد والجيش كان يتم تغييره كل مرة حتى لا يتعبوا ويتم توجيههم وعندما يأتي الهجوم عليهم كانوا يصدونه بكل تلك القوى التي ذكرتها لك وكانوا يضربون في كل الاتجاهات ومتى ما صادفتك قذيفة كانت كافية لكي أن تنتهي منك. **هل كان تسليحكم بشكل جيد؟ لا . **إذاً لماذا خرجتم من الجزيرة أبا؟ - خرجنا من الجزيرة أبا لأننا شعرنا بأنها محاصرة حصاراً ويجب علينا أن نفعل شيئاً وبسرعة وقد خرجنا لشحذ الهمم القتالية ومقاومة الحكم الشيوعي من قبل أبناء السودان وكانت مجموعتنا صغيرة وكان الغرض من خروجنا هو القيام بعمل استشهادي ليخلص الجزيرة أبا من الوضع الذي كانت فيه في تلك اللحظات على أن يحسن باقي الناس التصرف. **متى فقدتم الاتصال مع الإمام الهادي؟ - قبل خروجنا كان الشهيد محمد صالح عمر قد ذهب إلى الإمام الهادي في وقت صلاة العشاء وعاد منه وبعد ذلك لم نتمكن من الاتصال بالإمام الهادي ومجموعته خاصة بعد خروجنا من الجزيرة أبا ومقابلة الامام الهادي كانت في غاية الصعوبة لأن أعداد الناس الموجودين داخل الجزيرة أبا كانت كبيرة جداً وهناك وفود كانت تأتي إلى الجزيرة أبا من كل أنحاء السودان ولم يكن في مقدور الإمام الهادي مضيعة الكثير من الوقت مع الناس وهو محاصر داخل الجزيرة أبا.
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
عبدالوهاب همت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست