|
Re: صباح الخير ايها العالم اللذيذ جداً . (Re: shaheen shaheen)
|
سلامات فى المرة الاولى لى فى هذا الشارع , مررت بجواره دون سلام , يجلس تحت ظل شجرة (النيم) رغم اننا فى الصباح الباكر والشمس الشريرة مازالت رحيمة بخلق الله فى المرة الثانية القيت عليه تحية سريعة - السلام عليكم . لم يرد , او ربما لم ينتبه بعدها صرت امر بجواره دون اهتمام , يجلس نفس الجلسة فى نفس الموقع , سيجارة بين أصابع يده اليمنى , و(منشة) بلاستيكية حمراء لقتل ذباب وهمى فى يده اليسرى قلت هو من أرباب المعاشات , قذف به قطار الخدمة المدنية فى المحطة الاخيرة ولم يدرى ما يفعل بعدها هو من اعاد المياه الى مجاريها فى ذات يوم , رفع راسه بطريقة درامية ونظر لى - كيفك يا شاب ؟ .. ربنا يساعد . أبتسمت لهذه البادرة الطيبة - ربنا يخليك .. كيف الصحة ؟ . - تمام . قالها فى يأس اصبحت التحية من الطقوس الروتينية فى طريقى للعمل - السلام عليكم . - صباح النور . كان يُحب ان يرد على التحية بطريقة مختلفة - صباح الخير يا حاج . - وعليكم السلام يا ابنى .. ربنا يقويك . المرة الوحيدة التى صافحته فيها باليد , كانت بعد أجازة عيد الفطر - كل سنة وانتا طيب يا حاج , ربنا يحقق الامانى . أكتشفت عندها ان هناك رعشة خفيفة فى يده , وصعوبة بالغة للنهوض من الكرسى الخشبى الصغير , أثار (جلطة) خفيفة تعافى منها ابحث عنه بنظرى لو غاب يوم عن مجلسه المعتاد فى طريقى - السلام عليكم وين أمبارح ؟ . - صباح النور .. مشاغل الدنيا والزهج من الروتين . وجدت ذات مرة شابة بديعة تقف امامه وتتحدث معه بعنف بالغ - قلتا ليك الكلام ده مليون مرة , انتا الظاهر عليك بقيت مخرف , يلا قوم خش جوه . عرفت دون صعوبة انها ابنته , الشبه كان كبير , نفس اللون والفم والانف , القيت عليه التحية المعتادة , لم يرد نظر لى فى خجل , ونظرت لى الشابة بغضب غير مفهوم فى اليوم التالى وجدت خيمة عزاء كبيرة , سيارات , وزحام من الناس .. غيرت طريقى للشارع الموازى , فى الايام التالية بعد أنتهاء العزاء كنت ابحث عنه بعيونى .. أسبوع كامل دون ان يظهر وذات مرة وجدت الشابة الغاضبة تقف امام الباب ترتدى ملابس حداد سوداء وهى تنادى على طفل صغير شبه عارى - السلام عليكم . اُريد السؤال عنه نظرت لى بحقد , واغلقت الباب , نظرت لشجرة (النيم) فى حزن ومضيت فى حال سبيلى .
..... شاهين
|
|
|
|
|
|