سوف يأتي الزمان الذي نعرف أكثر عن " النوبة " ، ولغتهم التي بقيت هي ولغة الشرق عصية على الذوبان في غيرها والاندثار . قسّمت مصر ذات الحدود السياسية " النوبة" بينها وبين السودان السياسي . وكانت مصر تُصر ألا يكون بينها وبين السودان حدود " طمعاً " ، ولولا أن كانت حركة (1952م ) في مصر لما تمكن السودان من الاستقلال بيسر عن مصر . كان الراحل " النوبي ": حمزة علاء الدين من أبناء النوبة ، وهويته مقسمة بين مصر وبين السودان . وهو قد أحب السودان كثيراً ، وقضى وقتاً ليس بالقصير في السودان . استمعنا له في أيام الحفلات الأكاديمية ذات الجانب الترفيهي ، وكذلك استمعنا له في جلسات استماع رقيقة الحاشية في المجالس البريئة الخاصة التي كانت في السبعينات تُعنى بجماليات العزف . عندما كنا نسأله عن سر إبداعه ، كان يقول أنه كان يجلس وحده والعود يتمرن في غرفة مظلمة ليلاً ، ويبدأ العزف . ويجلس يراقب الأصوات ، في خبوها وبطئها وإسراعها ، وفي الخفق والعفق وتقصير أطوال الأوتار ، وفي حركات الأصابع وهي تُجري التقسيمات حين يتعمق العازف في أنصاف " التون " وأرباعه والتماس الائتلافات التي تُناسب السلالم الموسيقية . من هنا تنبهنا للمقارنة بينه وبين الأستاذ / محمد الأمين ،وقد أنجز الأخير نقلة رائعة في فن العزف على آلة العود . وتمكن من إعادة الرونق للآلة كما كان ماضيها يلامس الحيوات الخاصة التي تتداخل وأحاسيس العازف من شجن وحُزن وفرح ....، بل و مختلف المشاعر الإنسانية ، وأن يكون عزفها ليس من قبيل التوسل لبدء مقدمات الأغاني ، بل آلة أحاسيس يتعين الانتباه لها والوقوف عندها، ومدرسة لها مثل المكانة التي كانت عليها أيام إسحاق الموصلي ، و إبراهيم بن المهدي وغيرهم من عازفي آلة العود في بواكير الحكم العباسي في بغداد منذ أكثر من ألف عام .
بين صعود نجم الأستاذ : حمزة علاء الدين ، وانطلاق شهرته في اليابان وأمريكا ، ومشاركاته في الحفلات الخاصة ، وتدريس آلة العود في الدور الأكاديمية ، و جلبه لعازفي العود نادٍ خاص ومدرسة خاصة ، وبين تمكن الأستاذ / محمد الأمين عندنا من الجلوس مثله لتجويد العزف على آلة العود ، حين بدأ يتدرب على العزف منذ أيامه الأولى وإتقانه إياه ، حتى تمكن في مرحلة من مراحل العزف أن يستبدل الأوتار البلاستيكية بأوتار آلة " الجيتار " .
وهنا نستمع للأستاذ / محمد الأمين وهو يقوم بمعالجة القطعة الموسيقية التي ألفها الموسيقار " برعي أحمد دفع الله " ويضفي عليها إضافاته الخاصة ، فقد كان صديقنا الصدوق الأستاذ / صلاح حسن أحمد ، أيام كان في السودان ، وكان يعزف لنا معزوفة الأستاذ / برعي أحمد دفع الله بطريقة ، ثم يعزفها لنا بطريقة عزف الأستاذ / محمد الأمين ، وكنا في أيامنا تلك نتحسس غرائب الاختلاف وما كنا نُدرك تخوم الموسيقى وغرائبها :
اخي حسين لطالما رد ابو اللمين عن اتهامه بالكسل في التلحين وكان لي معه قصة رويتها في بوست عن
ابو امنه حامد فلك اياها:
من المواقف الطريفة والتي كنت طرفاً فيها وحكاها الفنان محمد الأمين في لقاء له بالتلفزيون دون ان يذكر أي أسماء. انه في احدي الجلسات قرأ لنا ابو آمنه احدي قصائده الجديدة عن ابوروف والتي تقول: ما بتوصف الشال من اصيل ام در نجيع وجناتو والشفق الطري لون خدودو وضرجا طهر مشاعري وحججا واصبحت حبات سبحه ضارعه تبكي في كف التقي صلي الجمال عاد وانبهر في دموع نجوم في عيون قمر نرتاح علي خدو البيقولوا مخبي فيه الزهر اسرار نضرتو لون القمح دهب السبائك لونو او قول نكهتو نرتاح علي خدو البيقولوا مخبي فيه الزهر اسرار الكلام العمرو ما رد السلام والاقعد الدنيا واقام وفي الغربه لمن نذكروا بنقول كلام حنيه شوق جرحا ندي ونتذكر الجرح الندي ام در اصيل..ام در مغارب فوق ضفاف النيل علي الشط الجميل لما السكون يسكب جلالو علي البلد تبقي البلد احد احد لما الشمس تتعب وينعس في عيونا الارتحال وطن الشعر شمبات والنخيل تزداد جمال تصبح قوافي الريده في حضن السواقي برتقال او برتكان ما اصلو يا وطن الجمال البرتقال فيك ... برتكان ...!!! بعد سماعي للقصيدة اعلاه أحسست بأنها مفصلة علي الفنان أبو الأمين فسألته عن ذلك فقال انه أعطاها للفنان المرحوم هاشم ميرغني فقلت له : - والله القصيدة دي بتشبه أبو اللمين فقال لي: " عشان لمن يغنيها يقولوا كلمات المرحوم أبو آمنه حامد؟". حكيت هذه القصة لصديقي د. وجدي كامل الذي نقلها مباشرة لأبو اللمين واذكر حينها انه اندهش من ذلك وقال أن اغنيته "بهجه" التي مطلعها " جانا الخبر شايلو النسيم" قام بتلحينها في اربعة ايام.
10-25-2009, 05:12 PM
إبراهيم عبد الحليم
إبراهيم عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 3563
جبت سيرة فنان جد نادر هو حمزة علاء الدين للمعلومية فقط معانا هنا فى ألمانيا فرقة موسيقية متخصصة فى مقطوعات الأستاذ حمزة وانتجت له عدة أسطوانات cd يتحدث عنه الناس بانبهار شديد فمن من الشباب فى السودان الان يعرفون هذا الفنان الخارق والنوبة شعب فنان بمعنى الكلمة إبراهيم
10-25-2009, 05:19 PM
إبراهيم عبد الحليم
إبراهيم عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 3563
Quote: " عشان لمن يغنيها يقولوا كلمات المرحوم أبو آمنه حامد؟". حكيت هذه القصة لصديقي د. وجدي كامل الذي نقلها مباشرة لأبو اللمين واذكر حينها انه اندهش من ذلك وقال أن اغنيته "بهجه" التي مطلعها " جانا الخبر شايلو النسيم" قام بتلحينها في اربعة ايام.
أخى طارق
أغنية شال النوار حكى لنا محمد الامين بنفسه بانه قد لحنها بعد ثوانى من قرأتها من قبل أسحاق الحلنقى
إبراهيم عبد الحليم
10-26-2009, 06:32 AM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
وكتبنا عن الشاعر : ( الأستاذ / هاشم صديق ) عندما جاء لزيارتنا : شاعر أغنية الأستاذ / محمد الأمين : حُروف اسمِكْ جمال الفال وراحة البال وهجعة زول بعد تِرحَال شُفنَا دُنيَتنَا الجَميلَة بأزهارا ونَخيلا
نعم كما صدح الشاعر في أغنية لأطفالنا : شُفنَا دُنيَتنَا الجَميلَة بأعيُننا رأيناها مساء الخميس 22/12/2005 م في دار السودانيين بأبو ظبي رأينا بأعيُننا هذه النخلة الباسقة الرائعة : ـ هاشم صديق ـ من سَعَف الجريد تَلَّب علينا البَلَح وحَلَب السُكَّر في أوجاعنا جلس فارعاً بطول الوطن الذي جمَّل لنا مرآه . نعم شُفنَا دُنيَتنَا الجَميلَة وأصدق من يقول عنا إحدى قصائده : ** تقطع نفس خيل القصائد تَشده أجراس المَعابِد تَوَهتني ... جَننتني جَننت حرف الكلام وبرضو أدتني السلام . . . . . . . . حاجة في شرف المداين وفي غرف كل السفاين جوَّة في عُمق المَناجِم .. والعيون حاجة زي ما تكون مُحلّق في العواصِف فجأة .. تهبُط في السكون ـــــــ من الشِعر قرأ . وعن المسرح تحدث . وقرأ لنا القصائد المُمَسرّحَة ، وشَدَهنَا في الوطن الكبير ، ودَخْلنا أعشاش التَعَابّة ، و مَسَحت قلوبنا الدمعة في عيون الغلابة .
كانت ليلة الخميس 22/12/2005 م عيداً تمدد بين إعلان الاستقلال من البرلمان وقُبيل فرحتنا به بعد خمسين عاماً ، لَثمنا أوراق الوطن الكبير التي تحُف بثمرة وطنية يانعة هاشم صديق أيها المعدن النبيل يُجملك صولجان حرفَك وترفعك الكلمة الصادِحة بالحق أنرت لنا دار السودانيين بأبوظبي
شكراً جزيلاً لكْ عبدالله الشقليني
** تُرى متى نسمعها عندما يتبسم الحق ؟ *
12-14-2009, 09:05 AM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
السيوف ألحاظك تشهرا للفؤاد المن بدرى انهرا اخفى ريدتك مرة و اجهرا نار غرامك ربّك يقهرا يا بدور القلعة و جوهرا **** صيدة غيرك ايه الجسّرا تستلم افكارنا و تأثرا حال محاسنك مين الفسّرا يا الثريا الفوق اهل الثرى يا بدور القلعة و جوهرا ***** الصدير اعطافك فتّرا النهيد باع فينا و اشترى الشعر اقدامك ستّرا رقيصيبو قلوبنا البعترا يا بدور القلعة و جوهرا ***** عالى صدرك لخصرك برا فيه جوز رمان جلى البرا الخطيبة و ردفك منبرا يا بدور القلعة و جوهرا ***** جلسة يا ابو الحاج اتذكّرا و رنّة الصفّارة اتفكّرا وهبة بى مزيقتو اتحكرا كم طرب افكارنا و اسكرا يا بدور القلعة و جوهرا ***** العيون النوركن بجهرا غير جمالكن مين السهرا يا بدور القلعة و جوهرا
صالح عبد لسيد أبو صلاح ابن حي المسالمة كان له مع كل قصيدة قصة ومناسبة ومنها أغنية (بدور القلعة) والقلعة أحد أحياء مدينة أم درمان العريقة الذي يزدان بحسانه في مناسبات الأفراح حيث كانت الحفلات التي يحييها المطربون ويرافقهم فيها الشعراء كثيرا ما تتحول إلي مناطق إلهام للشعراء حيث يحرك جمال الفتيات في الشعراء زخات الإلهام وعجلة الإبداع . وحى القلعه الشهير فى ام درمان تغزل فيه الام درمانيون زمنا طويلا ..باغنيات ما زالت باقيه يترنم بها جيل اليوم مثلما تغنوا لحى الاسبتاليه والمسالمه والمورده وابوروف وبيت المال تخليدا لسكان هذه الاحياء البشوشين الطيبين .. والشاعر ابو صلاح كتب اغنيه بدور القلعه فى احدى المناسبات بهذا الحى العريق ..حيث ان حفلات الزواج فى تلك الايام كانت الفتيات فيها يجلسن على السباته (البساط ) وليس على الكراسى كأيامنا هذه فى اتجاه معاكس للفنان والضيوف وكان فنان الحفل فى تلك الليله هو فنان الحقيبه المعروف والمشهور كرومه .. وكان الشاعر ابوصلاح من بين الحضور ..وكان كداب الشعراء فى مثل تلك المناسبات ان يقف منزويا فى ركن قصى حتى تتاح له فرصة مراقبة كل الحفل ومشاهدة الحسان وحتى يتمكن من وصف ما يشاهده ويعكس ذلك عبر قصيده تكتب فى اجمل حسان الحفل .. وبينما الفنان كرومه يقدم فاصله الغنائى فى الحفل قال العريس لاحدى الحسناوات ان الشاعر ابو صلاح موجود فى الحفل ..ولربما تكونى محظوظه فيكتب فيك قصيده يصف فيها جمالك .. واشار لها العريس فى اتجاه الشاعر ابوصلاح ... ويبدو ان الحسناء لم يعجبها حال شاعرنا ابو صلاح اى الشكل العام .. فعلم من العريس ان الحسناء لم يعجبها شكله .. وعلى وجه الخصوص شكل عينيه وكان الشاعر ابو صلاح لها بالمرصاد فاخذ يخاطبها فى صمت شارحاً لها حال عيونه فقال :
العيون النوركن بجهرا غير جمالكن مين السهرا يا بدور القلعه وجوهرا
هذا كان مطلع القصيدة عن عيونه فكان لابد ان يتجه الى عيون الحسناء ويرى جمالهن ويصف نظراتها بطعنات السيوف فى قلبه فقال :
السيوف ألحاظك تشهرا للفؤاد المن بدرى انهرا اخفى ريدتك مرة و اجهرا نار غرامك ربّك يقهرا يا بدور القلعة و جوهرا
ثم اخذ الشاعر يصف فى مظهر الفتاة الذى بهره بالرغم عن ما قالته عنه وعن عيونه الحوصاء فرد علي الاساءة بأجمل الاوصاف فقال :
الصدير اعطافك فتّرا النهيد باع فينا و اشترى الشعر اقدامك ستّرا رقيصيبو قلوبنا البعترا يا بدور القلعة و جوهرا ***** عالى صدرك لخصرك برا فيه جوز رمان جلى البرا الخطيبة و ردفك منبرا يا بدور القلعة و جوهرا
وختم القصيدة يقول بأن هذه الجلسة ستكون ذكرى خالدة فى نفسه والابداع الذى قام به العازفون فقال :
جلسة يا ابو الحاج اتذكّرا و رنّة الصفّارة اتفكّرا وهبة بى مزيقتو اتحكرا كم طرب افكارنا و اسكرا يا بدور القلعة و جوهرا
10-26-2009, 01:48 PM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
من طيف ملامح ياتو شئ إنت الجمال أداك خواصه وكل شي كل زول يشوفك ينتشي وتلاقي فرح الدنيا كله على وشيه
****** يا أسمى آيات الكمال والرقة والذوق والفهم يا مكمن السحر الحلال والضحكة والحس والنغم يا فكرة تجتاح الخيال تملاه بالخير والعشم يا نشوة الفرح المحال تعرف قلوبنا معاه همّ
******* يا نرجسة يا روعة الليل البهيج نام في العيون الناعسة يا ضحكة الشوق المهيب نكتم مشاعره ونحبسها يا كلمة بين شفتين حنان للمولى خشية بنهمسها يرعاكي من شر العيون يحفظ محاسنك ويحرسها
10-27-2009, 01:27 PM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
مشتاق ليك مشتاق ليك يا جميل يا رائع و لاحلام الزمن الضائع منى و عامل فينى مواجع
******************* مشتاق ليك و معاى يوماتى مالى على فى الدنيا حياتى عائش جوة فؤادى معزة زى ما اكون غرقان فى ذاتى شادد عصب الحس السادس وراجى رياح العودة و اهاتى نرجع لايامنا الحلوة و الافراح بيك تملأ حياتى ********** على صهوة خيل الدفأ و الألفة اجيك بشوقا ليك ما كفا يجينى معاك الفرح اللون ليل الود بالحب و العرفة و عطر فى وجدانى مشاعر بصدق احساس ما بعرف الكلفة اصلك انت سنينى الجاية ياريت غناى فى ريدتك اوفى
10-28-2009, 07:22 AM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
مشتاقة تشوفك عينينا دايما فى بالنا و ما نسينا ما انت جمالك سابينا ******* يا زهرة نضيرة و فواحة و عبيرها معطر انفاسنا شلناك فى عيونا و وجدانا و هواك فى قلوبنا و احساسنا صناها عهودك و ما نسينا و اخلصنا فى حبك و اوفينا ما انت جمالك سابينا ******* ايام و سنين نحن فى ذكراك تابعنا خطاك سافرنا معاك لدنيا جميلة و مخضرة عطرنا شذاك يا غنوة جميله بتشجينا يا واحة وريفة تضمينا ما انت جمالك سابينا
10-28-2009, 10:34 AM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
يا نديمى دعك من عثرات قولى واترع الكاس تناجى الكون مثلى تظننى ابيد العمر لهوا لا.. لا اذ انا جسم به البركان يغلى سوف ياتى باسم الثغر يلوح بالامانى طي عينيه بريق وغموض ومعاني يحمل الروح الي يزرع العطف نديا يسكب الاهات همسا فى ثنايا اذنيا وبها احيا وانسى ما ضنانى
******************** حينما يبدو حبيبى فوق افق القلب يحبو حوله هالات نور بها الاضواء تخبو واغاريد الامانى فى حنايايا تشب مثل سريان الحقيقة فى مشاعرنا العميقة مثل حلم الدهر ياتيك سريعا فى دقيقة عندها أنسى كياني لا تسلنى طى عينيه بريق و غموض و معانى
********************* عهده بالحب ايام ستكثر وتطول ويح قلبى منك يا بدرى اذا حان الافول قبل ان نحصد زرعا ماؤه قد كان دمعا وتباريحا وشوقا وصدودا وامل انما قلبى عنيد لا يبالى لا يمل ينظم الحب اغانى لا تسلنى طى عينيه بريق و غموض و معانى
10-28-2009, 03:52 PM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
************************* يا عُيوناً كالغناء العَذب في دفء العَشية يا عُيوناً مثل صُبح العيد في الدار الحفيه كانت الفرحة في قُربك أعراساً من الضوء وكان الشعرُ طفلاً غَسقيا فتَبنَاهُ المُغني وحَباهُ من بريق النَغَم الوَهاج كالبلور زِياً ورعَى الأزهارَ في كلتا يَدَيه ثُم ضَاع الطفلُ يا رَباهُ من بينَ يَدَيا فَتَلَهَفتُ عليه ومضَى الزَورَقُ بالملاح جيلا كان كالإعصَارُ والبحرُ عَتيا هكذا دارت بنا الأيامُ يا طائرَ أحلامي الزَغاليل ويا طَلق المُحَيا
10-29-2009, 07:39 AM
naeem ali
naeem ali
تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 6577
الشُكر مُجدداً للأكرم: الأخ الفاضل : حسين محي الدين ، وعلى أضيافه الكرام وضيفاته الفضليات ، فقد أنعقد الملف في زمانه وفي مكانه . ويستحق الأستاذ : محمد الأمين وغيره من الذين أبدعوا في فن الغناء والموسيقى ، وشعراء الأغنية ، من الذين أثروا وجداننا أن بفتح لكل ملفاً ، ونكرمهم بما نستطيع .
ليستمر هذا الملف ، ويتعين أن يكون عالياً ، كما أراده المشاركون والمشاركات ، ويليق بفخامة الأستاذ / محمد الأمين
سارحة مالِك يا حبيبة ساهية و أفكارك بعيدة بقرأ في عيونك حياتي وإنت مشغولة بجريدة
***************** بتقري في إيه كلّميني ياسلام مهتمه عامله يعنى لازم تقرى هسع مقالْ بحاله، وقصّه كاملةْ كم شهور مرّت علينا وبينا بعد و فرقه شامله العيون رويانه تبكي والقلوب مشتاقة امله ***************** أي حاجة تمر بخاطركْ قصة أو أخبار جديدةْ عندي ليك خبر أهمْ جايبو بي أشواق شديدةْ أسمعي وطاوعيني مرّة أيوة، ما تخليك عنيدهْ عايز أقول لكْ ليه أقول لكْ ما بقولكْ مش مخير ساعة مرت ساعة واكتر والوقت روّح تأخر زى عنادك عايز اعاند لكن يظهر ما حا اقدر امرى لله كنت عايز اقول بحبك يا وحيدة بقرأ في عيونك حياتي وعاملة مشغولة بجريدة
11-01-2009, 02:11 PM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
Quote: سلام يا فنان استمعت لسوف يأتي اول مرة في العام 97 اذا لم تخني الذاكرة، وهي عمل متكامل.. حبذا لو حدثتنا عن اغنية طائر الأحلام
حسين معليش للغياب حقيقة لم اسمع طائر الأحلام الا مرة واحدة خلينا اخلص ليك من موضوع سوف ياتي لغاية ما نصل الي ماذا قال عنها الموسيقار الامريكي واعدك بالاستماع الي طائر الأحلام واجيك بانطباع وتحليل خفيف مودتي
جانا الخبر شايلو النسيم فى الليل يوشوش فى الخمائل هش الزهر بكت الورود وسالت مشاعر الناس جداول
**************** رجع البلد بعد السنين المره يادوب العيون سهرن هجد ياحليلو مارجع البلد وعيونا ما سهرن هجد
*************** فى عيونه فاض شوق انهتن لحبه للناس للوطن ماغيرت ريدته السنين ومابدل احساسو الزمن شفنا المشاعر الحلوه فى ساحاتنا بى الامال مشن ياحليلو مارجع البلد وعيونا ما سهرن هجد
************** انت ما نسمه فى الهجير انت ما راحة ضمير انت ما بهجة مشاعر انت ما رحلة عبير انت ماياكا الحنين انت ماياكا الامير كيف نسيبك تمشى تانى وانت نورت البلد العذاب فارق طريقنا والعيون سهرن هجد
لما شُفتِك ليلِى ضَّو وبَقَّ نور ونرجس الجنه المفرهد رفّ بى جِنحَات عطور
*************** وغنَّى فارسِك خَتَّ صورتِك فى الإطار فى الليالى نَجِم يِلالى ونسمه فى وهج النهار وقال فى وَصفِك لما بنتى أحلى مِنِّك . برضُه إنتِى وما فى غيرِك زول معانا حتى كان يا سمحه غِبتى
*************** ومَرّه جَالَن الف خَاطِر بى عيون عقلى المسَاهر فجأه عينيكِ الحبيبه قالو سارح وين مِسَافِر؟ عِشتَ قولِن شيل وصَفقَه وقُلت بس يا ريتنى ابقى همسه فى حُلم الأميره أو سَبَايب فى الضفيرة أو عِقيد فى تِبرِ جيدها أو قليب فى راحة ايدها يا زمان أسمعنى واكتب: البَرِيدها وريدها سِيدى وريدِى سِيدَها الزمان لوحتى بالغ ما أظِن فى زول يعيدها.
***************** يا حَلاتِك مره همسه .. ومره نَسمَه ومره هَلّت نَجْمه غابت ومره صَحْوَة غمزه نامت ومره ضحكه تَرَضِّى شوقنا ومره كلمه تضِّوى فوقنا ولمّا نسرح فيكِ قَادلَه زى ملايكه علينا نازله بَس نغنى: يا حلاتكُم يا أهَلنَا يا مصابيحنا ونجومنا الضّاويَه فى واحات زَمَنَّا
11-10-2009, 03:37 PM
saif basheer
saif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426
كنت قد كتبت هذه السطور من قبل في بوست للأخ ابراهيم عبدالحليم (لعشاق العود):
الموسيقار محمد الأمين والعود:
لعله من نافلة القول إن الاستاذ محمد الأمين يمتلك عبقرية متفردة في العزف على العود،
وفي رأيي أنَّ عبقريته لا تتجلَّى في التكنيك وحده، الذي يُمَيِّز أعمال الأستاذ كما هو معروف، بل في الكريتيفيتي (المقدرة على الإبداع) في العزف. ففي أعمال مثل مقدمة العود في (كلام زعل) تلاحظ أنك تستمع إلى لحنين في آن واحد؛ أحدهما علني وآخر خافت فالعلني عبارة عن ميلودي اللحن، والآخر عبارة عن خلفية تحيط بهذا الميلودي.
كذلك تلاحظ "توليفاته" مؤخراً في عمل (أكتوبر) الذي قدمه بمناسبة عيد الاستقلال قبل 3 أعوام عندما طُلِب من اتحاد الفنانين المشاركة (لدي تسجيل "خاص" لهذا العمل وضعته في بوست "أكتوبر 1985 - الميدان الشرقي جامعة الخرطوم") حين قام بدمج البيوت الأخيرة من "أكتوبر" (فجر الغنا المأمول مستني جياتنا .. وطناً عظيم الشأن عمدانو هاماتنا) وألصق بها مقطعاً واحداً من نشيد "شهر عشرة حبابو عشرة" وهو مقطع (مبدأ الحرية أول.. لا بيحور لا بيؤوّل والنظام سكة حياتنا مهما وقت السكة طوَّل).. ويتخلل الأداء خلفية مليودية عزة في هواك، وكأنما قام الأستاذ بإضافة المزيد من التمجيد لأكتوبر المجيد.....
قمة الإبداع..
تلاحظ نفس التكنيك في منتصف أغنية "مراكب" في المقطع المبتديء: بتخيلك والذي يصور يوم زفاف وعرس ورقيص عروس وو.. الخ، فوضع الأستاذ خلفية أغنية "المهيرة عقد الجلاد" في اللحن معطياً بذلك أبعاداً أخرى للحن أغنية مراكب الأصلي.
أتصور أننا محظوظون بهذه العبقرية الموسيقية الفذة.
سيف بشير
11-11-2009, 03:07 PM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
Quote: تلاحظ نفس التكنيك في منتصف أغنية "مراكب" في المقطع المبتديء: بتخيلك والذي يصور يوم زفاف وعرس ورقيص عروس وو.. الخ، فوضع الأستاذ خلفية أغنية "المهيرة عقد الجلاد" في اللحن معطياً بذلك أبعاداً أخرى للحن أغنية مراكب الأصلي.
لطالما توقفت عند هذا اللحن تلك الكلمات المتنقاة بعناية وذاك الحس النبيل النبيل الذي يلامس الفؤاد
سلمت يداك أستاذ سيف
11-10-2009, 04:05 PM
Abu Mariam
Abu Mariam
تاريخ التسجيل: 08-15-2002
مجموع المشاركات: 748
I wrote these lines on Almosely's post, in July 2009
العزيز يوسف
سلام وامنيات بكل الخير
كما اوردت، الملحمة عمل متكامل من جميع النواحي... واعتقد انك أجدر من يقوم بالكتابة عنها وعن عبقرية الباشكاتب؛
محمد الامين يمثل لدي المبدع المتكامل والذي وصفه الاستاذ صلاح شعيب بأنه أكثر سوداني متقن لحرفته مخلص لها ولهذا لدينا كل هذا الإبداع منقطع النظير...
في احد زياراته مؤخراً للندن سأله الصديق أزهري بعض الاسئلة، وفي رده تطرق إلى الكيفية التي يضع بها الألحان، بعد أن علقت له قائلاً أن المستمع لأعمالك تدخله ألحانك في حالة "توحد عضوي" - إن جاز التعبير - ما بين اللحن والكلمات، وهذا هو سر الإلهام...
ذكر الباشكاتب أنه يبدأ بحفظ النص... ويتركه "محفوظاً" لا يدري إلى متى... وتأتي لحظة ما يقرر فيها اللحن الذي يناسب النص المحفوظ، ويقوم باختيار المقام المناسب له ثم يضع القالب اللحني... ويتركه أيضاً لمدة أو فترة لا يحددها... ويظل هكذا إلى أن يكتمل العمل... تأتي بعد ذلك مهمة التوزيع الموسيقي ..الخ.. قال الباشكاتب أن ذلك هو النمط الذي تم تلحين معظم أعماله به، باستثناء أغنية "غربة وشوق" والتي تم تلحينها بصورة أكدت عبقرية الباشكاتب وإن لم تخلو من طرافة ممتعة: حكى لنا الباشكاتب أنه عند عودته من لندن في الستينيات، احتفل به عدد من الأصدقاْء من بينهم ابوعركي البخيت والذي إدى اغنية "ذكر لنا كلماتها ولكن للأسف لا أذكرها"... فطلب منه الباشكاتب أن يغنيها للمرة الثانية، ففعل ابوعركي، ولم يكتف الباشكاتب فطلب سماع الاغنية للمرة الثالثة وايضاً استجاب ابوعركي.. في تلك اللحظة احس الباشكاتب بأن الكلمات التي يغنيها ابوعركي كأنما وضِعت له شخصياً، فأحس وكأنه بأن عليه أن يقدم شيئاً، فأخذ آلة العود ولم يدر إلاّ وهو يردد المقطع الأول "جيناكم يا حبايبنا.. بعدغربة وشوق نغالب فيه ويغالبنا" لحناً وكلاماً!! فكانت تلك المرة الاولى التي "يقول" فيها شعراً لأنه لم يكتبه بل كان المقطع وليد اللحظة... كرر المقطع مرتين أو ثلاث.. وفي نهاية الجلسة رجع إلى بيته، ولكن قبل التوجه إلى النوم قام بتدوين المقطع ووضع الورقة والقلم على الطاولة قرب سريره.. ونام. صباح اليوم التالي، صحا على صوت طرق بالباب، وفتح وكان الزائر الشاعر اسحق الحلنقي الذي أتي ليهنيه بسلامة الوصول فاستقبله واستأذنه في أن يأخذ "دش سريع"... واثناء الانتظار لمح الحلنقي الورقة وبها بداية غربة وشوق فما كان منه إلاّ أن أخذها وأخذ نفس القلم وأكمل القصيدة إلى آخرها.... وتكتمل الروعة بالمشهد التالي، عند عودة الباشكاتب ليكمل مراسم استقبال الحلنقي وجد القصيدة مكتملة، فما كان منه هو بدوره إلاّ أن أخذ آلة العود وأكمل اللحن كاملاً ... ونتج عنه عمل متكامل من أروع وأجمل أعمال الموسيقار الاسطورة ولمّا تستغرق فترة انجازه بضع ساعات...
لعمري أنها عبقرية العبقريات..
ورغم أن البوست كان عن الملحمة، إلاّ أنني أرى أن الباشكاتب نفسه ملحمة..
---
سيف بشير
11-15-2009, 10:50 AM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
انتى مهما تغيبى عنى اصلو مابتفوتى منى عايشه فيا و ساكنه جواى فى خواطرى فى مشاعرى فى تسابيحى وغناى زى فرح ماليهو اخر وشوق سنين لزول مسافر راجى الزمن فى يوم يجيبو لديارو ولحبيبو والفريق يفرح يغنى انتى مهما تغيبى عنى اصلو مابتفوتى منى ******************** فى عيونك شايله اكوان من براءة ومن محنه وعزه تشرب من معزه ومن تراثنا ومن اصلنا و وعد غرقان فى نداهو وزحمة اطفال جوه جنه وزول بيحلم بالعديله وفرحة الريد الطويله ناس تجيهو تغنى ليهو ناس تبارك وناس تهنئ انتى مهما تغيبى عنى اصلو مابتفوتى منى ******************* وتبقى ياحلم الاماسى شمعه ضاويه فى كل دار وزهره فى كل المواسم كل يوم بزيد نضار تهفو ليك الامنيات وتزهو بيك الامسيات وبيك تفرح وليك تغنى انتى مهما تغيبى عنى
11-27-2009, 09:59 AM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
لست ادري لماذا احس ان اعظم اعمال الاستاذ محمد الامين موسيقيا هي (لما شفتك) للشاعر هاشم صديق
اللحن الذي يبدا فخيما رزينا يتصاعد بقوة الي نهايته الملحمية متطابقا ومعبرا عن نفس القصيدة والمقاطع لاتنفصل عن بعضها بل هي في نمو منطقي سلس وجميل اعتقد ان الاغنية من المظلومات عند الاستاذ ماذا ترى استاذنا موصلي؟
التحية لهذا المبدع الكبير
11-28-2009, 06:11 PM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
Quote: حظى هذا الفنان بموسوعة جماهيرية فاقت في ارقامها ما خطط له الفنان نفسه في مشواره الغنائي، وآخر «خبطاته» الفنية، البشرى التي أطلقهاأخيراً بأن مفاجأة سارة تنتظر جمهوره العريض.. إنه العبقري الفنان محمد الأمين.. ------------------------------------------------------------- النشأة ولد الطفل محمد الأمين حمد النيل الازيرق في اربعينيات القرن الماضي في بلدة «ود النعيم» بودمدني، وينتمي لأسرة ذات أصول عركية لها نزعات صوفية، وكغالب أبناء جيله تلقى جزءاً من تعليمه في الخلاوي، خصوصاً وانه ينتمي لأسرة صوفية. وبدأ (ابو اللمين) حياته الفنية في ودمدني أواخر الخمسينيات، في عصر شهد بزوغ نجم عدد كبير من أنداده في مجال الفنون، كثنائي الجزيرة، وأبو عركي البخيت، والشاعر فضل الله محمد، والفنان محمد مسكين، اضافة لعدد آخر من المبدعين، وذلك في المدنية التي شهدت من قبل نجومية الخير عثمان، والكاشف، وعلي المساح، وبدر التهامي صاحب الكمان المشهور. وفي أوائل الستينيات، تم تكوين رابطة فنية بالجزيرة تُعنى بفنون المنطقة وابداعها من شعر وأغنيات وألحان، وشجعت الرابطة أولئك الشباب أن يكون لهم ابداعهم الخاص، وبموجب ذلك قدم الشاعر فضل الله محمد عدداً من النصوص الشعرية للفنان محمد الأمين، وحينها كانت الاذاعة السودانية تقدم برنامجاً يسمى «رسائل المديريات» يهتم بابداعات الولايات، وظهر (ابو اللمين) من خلال هذا البرنامج الاذاعي ومنه انطلق إلى الامام، وكانت محطاته الابداعية الأولى بدت في تعاونه مع بعض الفرق الفنية التي تتبع للقوات النظامية كفرقة «بوليس السودان».
مميزات يتميز محمد الأمين بتجويده لأعماله الفنية، والصبر الابداعي تجاه هذه الأعمال، حتى ان استدعى الأمر إبقاءه لأغنيته لعشرات السنين في ذهنه وبعيدة عن المستمعين، وخير مثال لذلك أغنية «زاد الشجون» التي لحنها في العام 8691 ولم يقدمها للجمهور إلا في أوائل الثمانينات -حوالي 41 عاماً- وهذا مؤشر على عدم استعجاله و«كلفتته» للألحان. ومنذ ذلك الحين خرجت ابداعاته ناضجة ومكتملة الجوانب، وحتى الآن هناك العديد من الأعمال الفنية التي لم يقدمها إلا على استحياء، رغم مضي عشرات السنين على تلحينها، مع تباين أسباب ذلك لديه، ونرى ذلك في أغنيات مثل «مسيحية»، و«سوف يأتي»، و«نرجسة»، و«طائر الأحلام»، ومع أن ابو اللمين يحب الاستدامة في تجويد الألحان، إلا أن البعض ينتقده في ذلك بحجة أن مرور السنوات ربما يؤثر على أوتاره الصوتية، فيما يشير البعض الآخر إلى أن ذلك يعد ضرباً من التردد الذي ربما يعيق انتشار اغنياته جماهيرياً. وملاحظة أخرى على ما امتاز به (ابو اللمين) على ابناء جيله، هو أنه لم يقصر تعاونه مع شاعر واحد او اثنين (وردي واسماعيل حسن)، (عثمان حسين وبازرعة)، (الشفيع وود القرشي.. الخ)، بل عمد إلى تنويع نصوصه الشعرية المغناة، وكان معظمهم من فطاحلة الشعراء مثل فضل الله محمد، وهاشم صديق، واسحق الحلنقي، ومحمد جبارة، وغيرهم، هذا التنوع مكّنه من التفرد في نسق ألحانه وأغنياته وعدم تشابهها.
الملحمة شكلت الأغنية الوطنية «الملحمة» التي تم تسجيلها في العام 8691م نقطة تحول مهمة في مسيرة (ابو اللمين) الفنية، وربما هي الأغنية التي «دشنته» مغنياً قومياً على مستوى الوطن، حيث تطابق وتماهى اللحن مع مضامين ومعاني كلمات «الملحمة» وهي السانحة التي عبرت عن ألحانه الشعورية الثورية لسودان (46) وأضحت ملهماً لفترات ما بعد الستينيات.. وإلى الآن. ولم تكن الملحمة هي الابداع الوحيد لمحمد الأمين في مدح ثورة أكتوبر، بل قدم أعمالاً فنية ذات منحى سياسي نجحت الأنظمة المتعاقبة في التعتيم عليها، ولم تكن هذه الأغنيات الوطنية أقل جودة من «الملحمة» مثل (اكتوبر واحد وعشرين)، و(شهر عشرة حبابو عشرة)، و(الحذر واليقظة والاستعداد)، والعديد من الأغنيات والأناشيد رفيعة المستوى. ومع هذا الفيض من الأغنيات الوطنية، نجد أن (ابو اللمين) بصرامته الفنية وشخصيته القوية لم يدخل في مواجهات صريحة مع الأنظمة المتعاقبة كرصيفه الفنان محمد وردي، أو الفنان مصطفى سيد أحمد، إلا أنه لم يغنِ لها البتة، ممارساً بذلك ما يشبه المقاومة السلبية لها، ومرد ذلك قناعته المتجذرة بأهمية الحقوق العامة والحريات الأساسية.
تفرد وفي مسيرته الفنية خاض (ابو اللمين) في مفاهيم جديدة لبعض نصوصه الغنائية ربما لم يسبقه عليها أحد، فقد تغنى بـ (مسيحية) طارقاً الموضوع من زاوية فكرية ودينية صريحة، وتغنى أيضاً للجريدة، ولم نعثر على نص غنائي سابق أو لاحق وردت فيه كلمة جريدة. و(ابو اللمين) كموسيقار واعٍ، عمد إلى التنوع الذكي في مجمل ألحانه، لدرجة أنه يستحيل أن تجد له لحنين متشابهين، بل أدخل جُملاً لحنية او غنائية لا يتوقع وجودها في الأغنيات الحديثة مثل «كوبليه» من الدوبيت في أغنية «زورق الألحان»، وايقاع «الرق» في مستهل أغنية «حلم الأماسي»، وتغنى بأغنية خليجية كاملة، حتى أن أداءه لبعض الألحان وأغنيات الحقيبة كان فيه متفرداً بروحه ونفسه الموسيقى حتى لتخالها احدى أغنياته الخاصة، وتمثل ذلك في أغنية «ودمدني» للعملاق خليل فرح، وأغنية «بدور القلعة» لابو صلاح. ونذكر أنه في اليوم الثاني لعيد الفطر المبارك قدم أبو اللمين أغنية جديدة حينما استضافه التلفزيون حملت اسم «يا زول يا رائع» للشاعر صلاح حاج سعيد، والجديد في لحن هذه الأغنية وجود ما يشبه «السكتة الموسيقية» أثناء الأداء، حيث تتوقف الفرقة الموسيقية عن ارسال جملها الموسيقية بالكامل، حتى يظن المستمع أن هذه الوقفة هي جزء اساسي من اللحن العام للأغنية، مما أضفى عليها تميزاً وتفرداً.
إذن.. أضحى (ود اللمين) رقماً لا يمكن تجاوزه في خارطة الغناء السوداني، وبدأت قبل فترة من الآن مهرجانات تكريمه تنطلق بين العاصمة وود مدني، لكن بسبب سفره لتلقي العلاج في الخارج انقطع مهرجان التكريم، ونأمل الآن أن يسعى الجميع لاخراج هذا المهرجان بالشكل الذي يليق بـ (ود اللمين)، فهو قيثارة ثمينة تصدح بكل جميل وأنيق، وعلينا أن نكرمه لما له علينا من عطايا قاربت للخمسين عاماً عبر أغنياته التي مازالت حاضرة في وجداننا إلى الآن..
02-09-2010, 02:14 PM
حسين محي الدين
حسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852
منذ بروز الموسيقار محمد الأمين في العام 1962م عبر الإذاعة السودانية من خلال برنامج (مع الأقاليم) للإعلامي الراحل حسن محمد علي تعاهد ان يكون من حملة لواء التحديث والتجديد في الفكر الموسيقي بالسودان، فتبدت جديته وحرصه من خلال سعيه لتأسيس لون أدائي ولحني متفرد ومتجاوز، مع سعي مماثل في تلك الفترة لتقديم الجديد على مستوى الأشعار أيضاً بتقديم اغنية (طائشة الضفائر) للشاعر نزار قباني والتي قد يكون تقديمها في البدايات بعضاً من المغامرة، ليسير الفنان في صعوده رغم المتاريس وأشواك الطريق التي اعترضت مسيره الغض.
ولد الفنان محمد الأمين حمد النيل الطاهر الإزيرق فى 20 فبراير 1945م ، ومنذ صغره وهو بعد لم يتجاوز الرابعة من العمر كان يدندن بصوته ويلحن بل عندما يطلب شيئاً وهو فى هذه السن الطفولية، كان يطلبه بشكل لحن ومنذ نشأته كان متعلقاً بالفن والموسيقي وفي تحركات طفولته ما بين أهله ودار أبيه وأعمامه في ود مدني تارة وفي (ود النعيم) إحدى ضواحي ود مدني حيث الجذور، ومنذ صباه كان يهوى العزف على آلة (المزمار)، وفي نهاية الخمسينات من القرن الماضى بدأ محمد الأمين بتعلم آلة العود، ويرجع الفضل في ذلك الى الاستاذ السر محمد فضل الذي درس محمد الأمين كيفية العزف على العود، وكان أيضاً مدرسه فى المرحلة الابتدائية بمدرسة الشرقية الأولية.
بدأ محمد الامين بالتمرين المتواصل ولساعات طويلة فيما يتعلمه من استاذه السر محمد فضل، وفي هذه الفترة انتبه محمد الأمين الى اهمية دراسة علم الموسيقى وزيادة معرفته وموهبته، وبكل جدية بدأ دراسة النوتة الموسيقية والقواعد على يد الأستاذ محمد آدم المنصوري والذي كان ضمن فرقة موسيقى بوليس النيل الأزرق، ومن هنا كانت البداية الصحيحة والمستندة على العلم وبدأ بزيادة عدد ساعات التمرين وتطبيق القواعد الموسيقية في كيفية استخراج السلالم الموسيقية ومعرفة الانتقالات السليمة ما بين سلم وآخر ولساعات طويلة ينسى فيها زمن الوجبات.
اتجاه محمد الأمين الى العلم الموسيقي واهتمامه بآلة العود ومحاولة تطبيق السلالم عليها والتمرين المتواصل بالإضافة الى موهبته الفطرية واستماعه الكثير للموسيقى العربية وخاصة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، زاد من ثقافته وزادت موهبته وأصبح من أكثر العازفين براعة فى استنطاق آلة العود، هذه المهارة العزفية انتجت ألحاناً ظلت راسخة فى وجدان الشعب السوداني. وباختلاف منابع الاستيحاء والالهام والمعرفة ظلت مدينة ود مدني منجماً للمبدعين، فأجواؤها تتجه نحو الابداع، وملهمة وباعثة للجمال، لذا كانت الحتمية ظهور كل تلك الأسماء التي تحتشد وتلتصق بالذاكرة.. السني.. الصوفية ونارها وإيقاعها الحار وتلك القباب الخضر وجوها النفسي الباعث للسكينة. ولعل ريادية المدينة اقتصادياً واجتماعياً وإبداعياً بحسب الباحث عمر حسن غلام الله لكونها من اقدم اربع مدن في السودان ويرجع تاريخها الي نهاية النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي في عهد( مملكة الفونج (السلطنة الزرقاء 1508م ـ 1820م) حيث نشأت مدينة ود مدني في عام 1489م عندما حل الفقيه محمد الأمين ابن الفقيه مدني الذي أقام بذات بالمكان الذي توجد فيه قبته الآن والمعروفة بقبة السني. وحسب غلام الله أنه وبقيام مشروع الجزيرة في عام 1925م، أصبحت مدني مصدر جذب إقتصادي وثقافي فتداعت المجموعات السكانية من كافة أقاليم السودان بسبب حاجة المشروع إلى السواعد التي تزرع.
وبرأيي أن تفرد فناني مدني يعود الى أنها من اوائل المدن بالسودان التي عرفت التنفيذ الموسيقي منذ اوائل ثلاثينات القرن الماضي، وذلك بقيام فرقة موسيقية أسسها عشرة عازفين هم بدر التهامي مصطفى، علي الحوري، عثمان بابكر، عبد المنعم عثمان خليفة في آلة الكمان، ومحمود محمد جادين (آلة الاورغ) وعبدو أحمد البوشى في آلة الأكورديون والأورغن ومحمد بابكر رجب في الفلوت وإسماعيل أبو السباع ( كلارنيت) والعازف الطيب عبد الله الكارب(عود).
لذا أنتجت المدينة الكثير من الفنانين والموسيقيين ابتداء من ابراهيم الكاشف والشبلى ، عمر أحمد، وقدمت في بداية الخمسينات رمضان حسن والخير عثمان، وعند مطلع الستينات ظهر محمد الأمين وأبو عركي البخيت للتدليل على عظمة المدينة.
يقول الموسيقي أ. د عباس سليمان السباعي: في عام 1962م ذهب محمد الأمين للخرطوم مشاركاً ضمن فرقة مديرية النيل الأزرق بود مدني في مسابقات فنون المديريات التسع المعروفة آنذاك بمناسبة افتتاح المسرح القومي بأم درمان، وبعد الانتهاء من المهرجان قرر محمد الأمين الاستقرار بالخرطوم وظل يمارس نشاطه مع فرقة الإذاعة، فظهرت أغنية ( وحياة ابتسامتك) للشاعر فضل الله محمد التي استخدم فيها آلة العود (صولو) في إحدى الكوبليهات، فانتبه الناس الى موهبة وبراعة عزفية يتسم بها الفنان، بالإضافة الى موهبته فى التلحين والأداء، ويزيد السباعي: لم يمكث محمد الأمين طويلاً بالخرطوم، فقرر الرجوع الى مدينة ود مدنى، هذه العودة كانت بمثابة التزود وقياس التجربة، والعودة من جديد بشكل أقوى، ويكشف أن الفنان عانى أثناء تواجده بالخرطوم ولاقى الكثير من المضايقات والمعاكسات- لم يسمها - حاله حال أى فنان ناشئ وهو على العتبات الأولى من الطريق.
تميزت تجربة الفنان ببعد رسالي ونضالي وثوري وهو ما أكسبها عافيتها، ومميزها عن كثير من التجارب الغنائية التي دارت جلها في فلك شكوى ونجوى الحبيب وغنج المحبوبة، ليغيب الوطن والناس عن تجاربهم وسط سطوة الخصل المسدلة وأزقة الحب الضيقة وتعسيلة المحبوبة ودلالها وأجندتها الغرائزية.
فبمثلما كانت ثورة اكتوبر بتفجرها فى العام 1964م انطلاقة للشارع السودانى، فإنها بكل تأكيد بمثابة (انطلاقة) وصرخة مبلاد للمبتدئ حينها محمد الأمين، ففي الاحتفال الذي أقيم بمدني بمناسبة ثورة اكتوبر، وبحضور الفنان محمد وردي وعدد كبير من المسئولين بإذاعة ام درمان، قدم ابو اللمين نشيد (أكتوبر 21) للشاعر الصحفي فضل الله محمد الطالب -حينها- بجامعة الخرطوم، وصاحب الفنان محمد وردي بالعزف على العود في نشيد أصبح الصبح، هذا النشيد ساهم بشكل بارز في إنطلاقة محمد الأمين وشجعه على العودة مجددًا الى الخرطوم وتسجيل النشيد، لتفتح الإذاعة أبوابها للفنان لتسجيل كل أعماله الوطنية والعاطفية.
في الذكرى الثانية لثورة اكتوبر قدم محمد الأمين نشيد (الانطلاقه) من كلمات الشاعر فضل الله محمد:
وفي عام 1966 جدد محمد الأمين وطنيته وانتماءه الى الوطن النيل، بتقديم نشيد قصة ثورة أو (الملحمة) للشاعر هاشم صديق، وفق لحن متعدد الكوبليهات ومتنوع من ناحية اللحن والأداء والإيقاع، وشارك في أدائها عدد من المطربين على رأسهم الراحل خليل اسماعيل، عثمان مصطفى، أم بلينة السنوسي، بهاء الدين (أب شله).
وباعتقاد الموسيقي الفاتح حسين أن العمل يعتبر من أكبر وأقوى الأعمال الوطنية التي قدمت في السودان، وقال إنه يمكن تقديمه فى شكل عمل أوبرالي مصاحب بالتمثيل والأداء، بعد براعته في تلحينه وتجسيده من حيث التسلسل النغمي اللحني والربط ما بين الكوبليهات والانتقال من سلم الى آخر.
تلك الفترة وما رافقها من قلق سياسي كبير بالسودان وأفريقيا وشعوب العالم الحر، خلفت حركات تحرير وثورات وأثمرت أغنيات وطنية واعية.. وكانت هذه الأغنيات تعبيرًا عن موقف مبدئي رافض وإيمان بقيم التحرر والعدالة والديمقراطية، ولم تكن عنواناً لفردية جامحة، ولا واجهة لآيدولوجيا محددة، لذا جرت عليه هذه الأغنيات الكثير من العنت والاعتقالات والاضطهاد وأدخلته في مواجهات عصية مع العصبة المايوية..
وبرغم ذلك واصل محمد الأمين ابداعه بارتباط صميم بوطنه بظهوره بعدد من الأناشيد الوطنية والثورية ارتبطت بنضالات قومية مما قاد لاعتقاله وزميله الفنان محمد وردي فى العام 1971م عقب اندلاع الثورة التصحيحية التي قادها الرائد هاشم العطا ليزجا في المعتقل إبان قبضة الأمن المايوي المنحل، ومن هذه الأعمال نشيد (المبادئ) لفضل الله محمد:
مبدأ الحرية أول
لن يحور..لن يوأل
والنظام سكة حياتنا
مهما درب السكة طول
الى ذلك قدم( السودان الوطن الواحد، تحية اكتوبر ومساجينك) لشاعر الشعب محجوب شريف:
مساجينك.. مساجينك نغرد في زنازينك..
عصافيرا مجرحة بي سكاكينك..
نغني ونحن في أسرك..
وترجف انت قصرك..
ولما تهب عواصفنا..
ما حيلة قوانينك !!!
(الأزيرق) فنان مجدد أعاد اكتشاف إرثنا النغمي بإعادة تحميل الفكرة اللحنية الشعبية بخصب جمالي جديد وتوظيفها في بعض أغنياته (الدوبيت في صولو الخواض ) في أغنية (زورق الألحان) لفضل الله محمد مع توظيف الفكرة اللحنية لأغنية (المهيرة عقد الجلاد) في أغنية (مراكب شوق) للراحل محمد حسن دكتور باستدعاء هذه الألحان المنسية وإعادة إنتاجها من جديد.
يرى الموسيقي د. الفاتح حسين أن نشأة محمد الأمين في السودان المصغر- ولاية الجزيرة - وتأثره بفنون تلك المنطقة التي جمعت كل أهل السودان وهم محملون بثقافاتهم الغنائية والصوفية المتنوعة، هذه النشأة والتأثر أصبحا يمثلان جوهراً أصيلاً قيماً ودينمو محركاً في شكل تأليف معظم الألحان التي قدمها محمد الأمين، فنجد محمد الأمين الذي ظهر بقوة في شكل ألحانه الوطنية والإيقاعات التي تبث الحماس في الروح والمتفاعلة مع وجدان المواطن السوداني، نجده أيضاً يدخل بعض الأنماط الغنائية الشعبية المنتشرة في السودان مثل أغاني الحماسة، و المناحة، والدوبيت، بل عندما يتناول أغاني من المراحل الفنية السابقة كان يدخل عليها عنصر الإبداع الموسيقي في شكل الموسيقى المصاحبة وإدخال اللزمات الموسيقية، وكان هذا واضحاً في أغنية الحقيبة (بدور القلعة) التي وضع كلماتها الشاعر الراحل صالح عبد السيد(أبو صلاح) هذه الأغنية قدمها محمد الأمين وهو في بداية حياته الفنية فى نهاية الخمسينات وبداية الستينات واشتهر بها فى مدينة ود مدني، كما قدم أغنية (جاني طيفو طايف) ( من قليبو الجافي) ( عازة الفراق بي طال).
ويتابع حسين: فى مجال أغاني الحماسة قام بوضع اللحن لأغنية (عيال أبجويلى).. موضحاً أن محمد الأمين قام بحفظ بعض من أبيات قصيدة في مدح الأسرة بمساعدة إحدى جداته ووضع عليها اللحن المعروف على إيقاع العرضة الحماسي المميز لمنطقة البطانة.
وأشار الفاتح لتجربة اخرى استلهمها الفنان من الموروث الشعبي، ووصفها بأشهر أغانيه المناحية وهي أغنية (غرَّارة العبوس)، التي ظلت تؤدى في لحن دائري وبسيط، فاستلهم محمد الأمين هذه الفكرة البسيطة وطورها موسيقياً وأدائياً وقدمها لجمهوره وأصبحت من أشهر أغانيه المناحية.
ونبه الفاتح حسين إلى أن الموسيقار محمد الأمين يعد أنموذجاً للفنان الذي تغذى بتراثه واستلهم منه ألحانه، وذلك بإدخاله فن الدوبيت في بعض مؤلفاته الغنائية، مستدلاً بأغنية (جديات العسين):
اريل شام شروق شراكي ما نشابك ..
شام نفسك متل مسك العشاري الشابك
ويقول إن محمد الامين أدخل عليها مجموعة من اشعار الدوبيت وبألحانه البسيطة والمتنوعة، ولم ينس حسين أغنية (زورق الألحان) للشاعر فضل الله محمد التي شهدت حوارًا مابين آلة الكمان الصولو، ومحمد الأمين في الكوبليه الأخير للأغنية، حيث تبدأ آلة الكمان وكأنها تؤدى لحناً من ألحان الدوبيت البسيطة ، ويليها محمد الامين بالدوبيت الذى ادخل عليه بعض الأبيات الشعرية من كلمات الشاعر محمد علي جبارة، يبدأ الدوبيت بمطلع (ست البنات يا اغلى من عيني) والمنتشر فى اداء الدوبيت فاستلهم منه محمد الامين فكرته فى الكوبليه الاخير من اغنية (زورق الالحان) وتابع الفاتح: الفنان لم يبتعد ايضاً عن تراثه ، بل استفاد من الأفكار اللحنية البسيطة التى تؤديها النساء وخاصة (الحبوبات) فى بيوت الافراح ، حينما استفاد من اغنية (العديل والزين) الشعبية والتى يعرفها كل السودانيين. واصفاً الفنان بالعبقري بعد استفادته مجددًا من فن الدوبيت فى اغنية (حروف اسمك) للشاعر هاشم صديق، وذلك فى شكل التأليف خاصة لدى استخدامه لكل نغمات السلم السبعة، وذلك بإدخال الدرجة الرابعة والسابعة، متابعاً ( نظرًا للعبقرية أعلاه تقبلت الأذن السودانية هذا التحديث دون نفور رغم انها تعودت على سماع الخمس نغمات) .
شارك الفنان محمد الأمين في الكثير من المهرجانات الغنائية داخل وخارج السودان وقدم العديد من الحفلات فى الدول العربية والأوربية والولايات المتحدة الامريكية ، وأهم المهرجانات هي المهرجان الثقافي الأول بالجزائر، مهرجان الشباب العالمي بموسكو ، المهرجان الفني الموسيقي بهولندا الى جانب عدة مهرجانات بألمانيا.
تعتبر اغنية ( يا معاين من الشباك) الموقعة على سلم (دو الصغير)، غير المألوف للموسيقيين فى ذاك الزمان طفرة في شكل الألحان السودانية الخماسية المنتشرة والمألوفة بالنسبة للموسيقيين، فأتى لحن الأغنية على ايقاع رباعي سريع محافظاً على خماسيته وروح التحديث التي ينشدها.
لماذا رفض الموسيقار محمد الأمين الدخول مباشرة لحضور تكريم البكري والنعمان ؟؟
بقلم الزبير سعيد
أكد الفنان محمد الأمين انه ليس مبدعا في مكانته الفنية وتجربته الإبداعية , بل أكد للجميع بأنه كبير في فهمه وتعامله ورؤيته للأشياء أيضا وذلك عندما حضر إلى صالة ( أمسيتي ) لحضور تكريم ميرغني البكري وزميله النعمان علي الله وكانت فعاليات التكريم قد بدأت ولحظة وصول الموسيقار محمد الأمين لموقع التكريم كان احد الفنانين الشباب على المسرح يؤدي وصلته الغنائية ورغم إصرار الذين استقبلوا الموسيقار محمد الأمين ومطالبتهم له بالدخول مباشرة إلا أنه اعتذر ورفض أن يدخل قبل أن يكمل ذلك الشاب الأغنية التي كان يؤديها في تلك اللحظة وبرر الموسيقار محمد الأمين عدم الدخول مباشرة لمسرح الحدث بأنه لايريد أن يفسد على ذلك الفنان وصلته الغنائية لان الناس كانوا في حالة انفعال وتجاوب معه وإذا دخل هو في تلك اللحظة فأنهم سيتحولون إليه وهو ماحدث بالفعل عندما دخل الموسيقار محمد الأمين إلى صالة الحفل بعد أن أكمل الفنان الشاب أداء الأغنية فضجت القاعة بالتصفيق والهتافات التي تنوعت في الترحيب بالفنان الموسيقار محمد الأمين الذي قدم في تلك الأمسية درسا مجانيا في آداب التعامل وضرورة احترام الفنان لنفسه ولغيره من الفنانين حتى ولو كان شابا مازال يتلمس خطأه في بداية الطريق . لقد أكد الموسيقار محمد الأمين بان الفنان الحقيقي يكون فنانا في كل شئ وليس في الأداء الإبداعي فقط ,, نأمل أن يستوعب كل فنان شاب هذا الدرس الكبير ليعرفوا بأن أمثال الموسيقار محمد الأمين لم يصلوا على ماوصلوا إليه لمجرد أنهم يمتلكون الموهبة والقدرات الإبداعية وإنما لأنهم يتعاملون مع الفن بمسئولية ومهنية وأخلاق واحترام نابع من قناعاتهم بان الفنان مؤهلا للقيام بها وحتى يؤدي الفنان رسالته على أكمل وجه فلابد أن يكون في مستوى ووعي وثقافة فناننا الكبير الموسيقار محمد الأمين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة