|
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... (Re: الوليد محمد الامين)
|
.
أنتمي الي زمن غابر كتب فيه الناس الخطابات بخط يدهم واستعملوا رطوبة ألسنتهم للصق طابع البريد . كانت الخطابات وقتها تبدأ بالأخ
الكريم فلان ، أو الوالد العزيز علان وهكذا ، ثم " نحن بخير والحمد لله ولا ينقصنا سوي عدم رؤياكم الغالية" ، ورغم الخطأ البائن في "عدم
رؤياكم " الا ان تلك العبارة دخلت في صلب أدبيات خطابات المستعربين السودانيين لسنوات طوال ، مثلها مثل تلك العبارة الشائعة وقتها "
أما ان دار محور سؤالكم عننا فاننا ... الخ " . كان للخطابات وقتها رونقها الخاص بها بل أكاد أجزم أنها كانت لها رائحتها الخاصة
كذلك ! و كان من مواضيع الكومبوسيشن الاساسية في الاسبوتنق لامتحانات الشهادة السودانية وقتها موضوع كتابة الخطاب بالانجليزية . ومر
علينا نحن اولاد المغتربين في سبعينات وثمانينات القرن الماضي زمن تصورنا فيه انه لا سبيل لاستمرار الحياة دون مصلحة البريد والبرق
فتأمل . غير ذلك كان من الف با تا ثاء عشق المراهقين ايامها الجوابات الغرامية – كذا بالاسم ، وكانت تلك الخطابات في كثير من الأحيان
نسخا متكررة لذات الخطاب مع بعض التغيير الطفيف ، وظني أن أمل وتهاني ورحاب لو تبادلن تلك الخطابات أو استعرضنها سوية لاكتشفن دون
كثير عناء خيبة جيلنا وربما الأجيال اللاحقة له من مستعربي السودان في بذل الكلام المنمق ! والحقيقة انني لم أرسل في حياتي خطابا
غراميا واحدا وان كنت كتبت الكثير منه مسميا ذلك بالمذكرات مرة وبالخواطر مرة أخري . ادخل الرعب في قلبي من تلك المسألة خطاب كان قد
أرسله أحدهم الي السيدة أمينة السعيد في مجلة اخر ساعة أو اكتوبر المصريتان ، لست أذكر الآن علي وجه التحديد - ايييييه ، الحمدلله الذي
اذهب عنا وهم الثقافة المصرية - ، أقول أرسل ذلك الأحدهم يشتكي للمحررة من أنه كتب خطابا لحبيبته يبثها الغرام فاذا بها تشهر به
وتعرضه لصديقاتها فرحة به او لسبب اخر في نفس يعقوبها مما اضطر صاحبنا للتفكير في ترك قريته – وكانت بصعيد مصر – أو لعله تركها لست
أدري . لست اذكر الان كيف كان رد المحررة ولم أهتم لذلك انما كان رعب تلك الفكرة كافيا لطرد هكذا أفكار عن سنوات مراهقتي وان استبدلت
ذلك بفطير الشعر . وعلي ذكر هذه السيرة – سيرة الخطابات الغرامية أعني - فقد احتفي واحد من جيلنا بذلك النوع من المراسيل ايما
احتفاء : " سلام الله يغشاك وعين الله ترعاك "...ثم "ولو فرقتنا الليالي سيجمعنا الصباح.. ... ولم تغيب عن تفكيري.." الخ من أحاديث
البساطة والمودة السودانية الخالصة ، والذين لم يطلعوا أو يمروا علي رائعة أبكر ادم اسماعيل " الطريق الي المدن المستحيلة " (1)
ضيعوا علي أنفسهم أشياء أكثر خطرا من رائحة جوابات العاشقين .
.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:21 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:29 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:34 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:39 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:48 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:53 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-06-10, 11:52 AM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | سلمى الشيخ سلامة | 08-06-10, 01:56 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | Abdalla Gaafar | 08-06-10, 02:06 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | khatab | 08-06-10, 11:48 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-09-10, 11:06 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-12-10, 09:52 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-12-10, 10:07 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | خدر | 08-12-10, 10:48 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-12-10, 10:58 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-12-10, 11:56 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | سلمى الشيخ سلامة | 08-13-10, 00:34 AM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-13-10, 10:01 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 09-26-10, 10:08 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | خضر حسين خليل | 09-27-10, 08:26 AM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 09-29-10, 10:04 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | حاتم علي | 09-29-10, 10:28 PM |
|
|
|