القطر.... القطر ... !!

Quote: يقول موظف كبير بالهيئة فضل حجب اسمه ان قطاع النقل في السودان ظل لسنوات عديدة يعتمد على النقل عن طريق السكة حديد باعتباره الناقل الاجدى في قطاع النقل وكان يمكن ان يظل في موقع الريادة لولا تدخل عوامل عديدة ادت الى انهياره خاصة السياسات الخاطئة والمقصودة لتدمير البنية التحتية لهذا القطاع وكانت بداية الكارثة في عهد مايو بعد ان تعاظم نفوذ نقابات عمل السكة الحديد واصبحت رقما لا يستهان به لذا قام نميرى بحل النقابة ونقل الادارة العامة من عطبرة إلى الخرطوم بقرار جمهورى اصدر في العام 1981 ومنح القرار صلاحيات واسعة لمدراء الاقاليم. * واقع السكة الحديد : يقول المسؤول واقع غير مشجع حيث ان الاداء وصل إلى ادنى مستوياته منذ دخول السكة حديد مجال النقل في السودان وذلك لعدة اسباب منها تقادم وتهالك الواربورات وما تشهده الهيئة من نقص حاد في الاسبيرات وفقدان العمالة المدربة والمؤهلة لصيانة وقيادة الهيئة جراء سياسات التشريد والفصل العشوائي في العام 1991م اي بعد عامين من قيام حكومة الانقاذ حيث تم تشريد 4 الف من عمال السكة حديد بجرة قلم بقرار من نائب الوالى انذاك محمد الحسن الامين فكانت كارثة حلت بالسكة حديد والعاملين فيها وكان الهدف افراغ السكة حديد من كوادرها المؤهلة والاستعانة بكوادر كل مؤهلاتها انتماؤها السياسي للانقاذ. * الامكانات والاداء الفعلى : يقول محدثى انه من حيث سعة الخطوط وحالتها الفنية الراهنة بما في ذلك السرعات المقررة والاحمال المحورية تستطيع السكة الحديد نقل ما لا يقل عن 4.5 مليون طن وكانت اقصى درجة وصلت اليها نقليات الهيئة هي 3.2 مليون طنا في العام وذلك قبل 35 عاما اي في العام 71/1972 حدث ذلك بعد ان توفرت للسكة حديد امكانيات ضخمة من القوة الساحبة والناقلة تمثلت في شراء 45 وابور سفرى جديد و43 وابور مناورة خلال الفترة 1968-1975م وشراء 1002 عربة بضاعة جديدة من مختلف الانواع اضافة إلى تغيير القضيب بالخط الرئيسي بورتسودان الخرطوم من قضيب زنة 37.5 كيلو جرام متر الى قضيب اثقل زنة 45 كليو جرام متر وكما اسلفنا فان السكة حديد ولاسباب سياسية بحته تعرضت للاهمال المتعمد في مايو الى ان يتدني انجازها في عام 1991م إلى 424.047 طن فقط. * القوة الناقلة : القوة الناقلة تتمثل في عربات البضاعة وفناطيس الزيوت وتمتلك الهيئة حاليا اسطولا متهالكا حيث ان العربات جميعها تعمل بكفاءة فنية متدنية (بواجى غير متوازنة تحد من السرعة) كما ان تجاوز العمر الافتراضى يؤثر في متطلبات السلامة وحمولة بسيطة لا تتجاوز في المتوسط 30 طن لا تمكن من الاستفادة من اقتصاديات الحجم الكبير التي تشكل احد الميزات التفضيلية الرئيسية للسكك الحديدية والقوة الساحبة من وابورات تجاوز معظمها العمر الافتراضى المحدد بنحو 20 عاما كما يلاحظ في جملة عهدة الوابورات بالهيئة وابور جديد دخل الخدمة اذ ان الستة وابورات الامريكية التي تم شراؤها في العام 1995م اصبحت 4 وابورات منها اصبحت خردة حاليا لعدم توفر الاسبيرات جراء الحظر الامريكي على السودان والوابورات الهندية التي جلبت في العام 2004م جميعها كانت مستعملة معمرة ويضيف محدثي ان الوابورات المتعطلة اغلبها امريكية او امريكية المنشأ لذا اضطرت الهيئة بعد ان تفاقمت مشكلة الوابورات في العام 1999م لتأجير وابورات من جنوب افريقيا بدأت بعشر وابورات ووصلت إلى 18 وابور وهذا الاجراء افرز العديد من السلبيات منها. - تقوم الهيئة بدفع ايجار للوابور الواحد بواقع 600 دولار لليوم الواحد اي ما يعادل 2.942.000 دولار سنويا وشكل هذا الالتزام عبئا ماليا كبيرا على موارد الهيئة. - تدنت كفاءة هذه الوابورات بسبب عدم انسياب قطع الغيار وعدم التجاوب الذي اظهرته الشركة المؤجرة وايضا بعد المسافة وطول فترة الشحن. * البنية التحتية : يقول محدثى ان الخطوط تشكل اساس البنى التحتية بالسكك الحديدية وقد ظلت هذه الخطوط لعشرات السنين بدون اعادة تأهيل ونتج عن ذلك تعدد الحوادث ووضع الاحتراسات وتدني السرعة في بعضها الى اقل من 15 كلم / الساعة علما بان خطوط السكة الحديد مشيدة على جسور ترابية وغير مبلطة وقضبانها غير ملحومة كل هذا ادي إلى الوضع المتردى لامكانيات الهيئة المتاحة إلى تردى كفاءة ادائها والذي اصبح كالاتي : * تعمل السكة الحديد حاليا باقل من 27% من طاقاتها الكامنة حيث ان اجمالى الطن المنقول خلال العام 2004م لم يتعد 1.3 مليون طن ان الطاقة الكامنة للسكة الحديد تبلغ 4.5 مليون طن وقد اثر هذا الوضع في القدرة المالية للهيئة ادى إلى عدم تمكنها من الايفاء حتى بمصروفاتها التشغيلية اذ ان ما يتحقق من نقليات يقل بنسبة 45% عن نقطة التعادل التي قدرت بنحو 2.2 مليون طن في العام لكنها لم تتجاوز فعليا 1.3 مليون طن وتأتي مؤشرات تدني الاداء والكفاءة الانتاجية في الاتي : * ارتفاع دوره العربات إلى اكثر من 22 يوم بالمقارنة مع المعيار القياسى والمحدد بنحو 12 يوم لمسافة نقل وسطية تقدر بنحو 900 كلم. * ارتفاع زمن السير على الخط الرئيسي بورتسودان الخرطوم من 29 ساعة إلى اكثر من 40 ساعة. * تصاعد معدلات الحوادث حتى بلغت خلال العام 2004م 445 حادثة على الخط الطولى وكذلك اعطال الوابورات التي بلغت خلال نفس العام 5339 عطل بمعدل كل 440 وابور / كلم. * اخطرت الهيئة بسبب الشح الكبير في الوابورات ان ايقاف سفريات بعض قطارات الركاب وتخفيض تواتر السائر منها ومثال ذلك قطار سيوبر عطبرة – بورتسودان والذي اصبح يسير كل شهر بدلا عن ثلاث مرات في الاسبوع والاداء التشغيلي للهيئة في الفترة من الثمانينيات إلى يومنا هذا يشرحه الجدولان رقم (4) ورقم (5) حيث يؤكدان تهالك البنية التحتية للهيئة وهذا اثر بدوره على انتاجية الهيئة وامام هذا الوضع المتهالك للسكة حديد عقد مؤتمر لانقاذ الهيئة وذلك في الفترة من 3-5 اغسطس 1991م تحت شعار (السكة الحديد تسترد مكانتها كناقل قومي بالاعتماد على الذات) وتلخصت اهداف المؤتمرات القاعدية والمؤتمر العام على ما يلي : * تأكيد دور السكة الحديد كناقل قومي واثرها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. * رفع الطاقة الانتاجية بالاعتماد على الذات. * تقصير الظل الادارى والاشرافى. * تأهيل وتطوير القوى العاملة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. * تأكيد دور الحركة النقابية في دفع عجلة الانتاج. * الارتقاء بالمستوي المعيشي والاجتماعي للعاملين ونوقشت اوراق العمل المقدمة وهي : * تدهور السكة الحديد .. اسبابه وتاريخه. * الاعتماد على الذات اساس النهوض بالسكة الحديد. * السكة الحديد المشاكل والحلول. * لا مركزية السكة الحديد ما لها وما عليها. * دور التدريب في انقاذ السكة الحديد. * الخدمات الاجتماعية ودورها في حياة العاملين وخرج المؤتمر بتوصيات تلخصت في: * تأكيدا لدور السكة الحديد المتعاظم في الاقتصاد السوداني تلتزم الدولة بان تتيح قسطا من مواردها الحرة للسكة الحديد مع مراعاة السماح لها بحرية الحركة والتصرف فيما لها من موارد حرة كسبتها نتيجة حركتها. * تعتبر السكة الحديد الناقل القومي الاول في السودان لذا يجب على الدولة اعطاؤها الاولوية في عمليات نقل صادراتها ووارداتها. * تعتبر السكة الحديد هيئة مستغلة تعمل على اسس تجارية في تعاملها مع القطاعين العام والخاص. * تخصيص الدولة جزءا من برتوكولاتها التجارية الثنائية لمقابلة احتياجات السكة الحديد. * يسمح للسكة الحديد وفي حرية كاملة استغلال امكانياتها وممتلكاتها والعمل على تطويرها وتنميتها. * تقوم الدولة باعفاء كل ديونها على السكة الحديد مساهمة منها في وقف التدهور وبدء الانطلاق. * تلتزم هيئة السكة الحديد بان تقوم بكل عمليات النقل الاستراتيجي للدولة بالرغم من تقيدها بخطة النقل التي تضعها حسب امكانياتها المتاحة ولكن الواقع يقول انه لا توجد توصية من التوصيات قد ترجمت إلى الواقع بل كانت مجرد شعارات طرحت في مؤتمر صرف عليه ما صرف وظلت الهيئة على حالها بل ازدادت تدهورا منذ العام 1991م إلى يومنا هذا حيث تشير تقارير الاداء السنوى 2003-2004م إلى وضع السكة الحالى المتدني.