هل من الممكن تحقيق سلام فى السودان؟
حسنين: لاسلام بالسودان إلا بتنحية المؤتمر الوطني من السلطة
الباشا: الأزمة السودانية متشابكة ولايمكن حلها بالتجزئة
شاكر: العدل والمساواة يمكن أن تعود الى الدوحة إذا تم (إصلاح المنبر)
دنيفر : عبد الله الشيخ
على هامش أعمال ورشة (معاً من على طريق السلام) التى ينظمها معهد السلام المستدام بالولايات المتحدة الامريكية فى منتجع (جبال الجليد) بولاية كلورادو ،، طرحت ( أجراس الحرية ) السؤال على بعض المشاركين فى أعمال الورشة ،، السؤال هو : كيف يمكن تحقيق السلام فى السودان؟ فى الاجابة على هذا السؤال يقول الاستاذ عبد الجليل الباشا ، الامين العام لحزب الامة الاصلاح والتجديد ، والذى يشارك فى اعمال الورشة أن السلام المستدام مصطلح يحتاج الى تعريف، ويضيف: السلام المستدام هو الذى يتجاوز وقف الحرب ويخاطب جذور المشكلة بمعالجة المخاوف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للافراد و الجماعات ، هذه المعالجة لبث الاطمئنان لدى كل الاطراف .. السلام بهذا المعنى لا يمكن ان يتحقق إلا باعادة هيكلة الدولة السودانية بشكل قومى يجعل كل مواطن يتمتع بحقوقه الدستورية بعد تحقق العدالة فى تقسيم السلطة والثروة بين كل اقاليم السودان.
ويقول الباشا : ان ما يحدث فى السودان الآن هو نتاج لمشكلة الحكم ، إذ هناك إشكاليات مترابطة لا يمكن حلها بالتجزئة أو فى إطار ثنائى لان موضوع السلام فى السودان يحتاج الى رؤية وحل قومى يخاطب كل القضايا ويجمع كل أهل السودان من اجل الحفاظ على الكيان السودانى .. وبسؤالنا للباشا عما إذا كان من الممكن تحقيق إجماع وطنى وفق رؤية جديدة تخاطب كافة القضايا السودانية الشائكة يقول: يمكن أن يحدث هذا إذا تخلى المؤتمر الوطنى عن جنوحه الحزبى و ركز على المصلحة الوطنية وتخلى عن سياسة الاحتكار والاقصاء ، وإذا لم يتخذ المؤتمر الوطنى خطوات حقيقية فى هذا الاتجاه فانه حتماً سيتخلى عن سياساته هذه تحت ضغط الجماهير ..
شاكر عبد الرسول، أمين الاعلام لحركة العدل والمساواة بالولايات المتحدة ومساعد تدريس بجامعة لويسفيل بكنتاكى يقول مجيباً على سؤال إمكانية تحقق السلام فى السودان ان قضية السلام فى السودان تتخذ مسارات مختلفة فى الوقت الحالى ، ويبدو أن تحقيق السلام فى السودان مؤجلاً الى ما بعد الاستفتاء ، فاذا اختار أهل الجنوب الوحدة ففى هذه الحالة فان على الفصائل المسلحة والقوى الوطنية فى الشمال والجنوب الاتفاق على مبادئ محددة ووضع ميثاق جديد لحكم السودان ، أما اذا اختار اهل الجنوب الانفصال فان على قوى الشمال تقديم اجابة عن كيف يحكم الشمال ، وما هو مستقبل العلاقة مع الجنوب ، وكيف يمكن بناء سودان بدولتين ..أما بالنسبة لدارفور فان من الممكن التوصل الى حل للازمة لو توفرت إرادة سياسية لدى المؤتمر الوطنى ،، يمكن ان يتحقق السلام حتى فى هذا الوقت القصير المتبقي ..
ــ ماهو موقف حركة العدل والمساواة من المشاركة فى مفاوضات السلام والتى تدور فى الدوحة وفى اماكن أخرى؟.. يجيب الاستاذ شاكر على هذا السؤال على النحو التالى: ( لو كان المؤتمر الوطنى جاداً فى الوصول الى اتفاق فقد وصلنا معه الى اتفاق إطاري فى الدوحة ، لكن المؤتمر الوطنى اتخذ اتفاق الدوحة كخطوة تكتيكية ، بينما كان السلام بالنسبة لنا خياراً استراتيجياً ..) ويضيف شاكر : النظام الآن يتجه الى تجميد ملف دارفور وخلط الاوراق فى ما يسمى بالسلام من الداخل ،، انتظاراً لنائج استفتاء حق تقرير المصير بجنوب السودان ..
ــ هل يعنى ذلك انقطاع العشم فى حدوث اتفاق ؟.. يجيب شاكر: (فرصة تحقيق السلام موجودة اذا نفذ المؤتمر الوطنى مطالبنا التى عرضناها عليهم فى الدوحة ، فى هذه الحالة يمكننا الرجوع الى الدوحة لأننا جمدنا مشاركتنا فى المفاوضات ،، لكن يجب أن يكون واضحاً أننا لن نساوم ،،ولابد من أن تأخذ العدالة مجراها فى دارفور ، لأن محاكمة مرتكبى الجرائم فى دارفور لا علاقة له بالحوار السياسي أو التفاوضي ..
ابرز الحاضرين فى ورشة البحث عن سبل للسلام بالسودان هو الاستاذ على محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي .. الاستاذ حسنين يرى بعبارات قاطعة أن السلام لا يمكن أن يتحقق فى السودان مع وجود المؤتمر الوطنى فى السلطة ، مؤكداً أن سياسات الحزب الحاكم الاقصائية وبقهره للآخرين ، و بالفساد الذي يرتكبه ، وبتبديده للمال العام ومحاولاته شراء الافراد و القوى ، وبخروقاته للمواثيق التى التزم بها ، وبخروجه على بنود كثيرة فى اتفاق السلام الشامل ، واتفاق ابوجا ،القاهرة .. إلخ .. فى ظل هذا الوضع لايمكن تحقيق سلام فى السودان..
ويضيف الاستاذ حسنين : واضح لكل متدبر أن بقاءهم فى السلطة هو مصدر كل الحروب والمواجهات فى السودان، وقد آن للمؤتمر الوطنى أن يتنحى طوعاً ، أو تنتزعه عن السلطة ( الارادة الوطنية الغلابة ) .. هذا هو الطريق الذى يمكن عبره المحافظة على وحدة السودان ..
ــ كيف تقرأ الساحة الآن ، هل من الممكن توفر هذه (الارادة الوطنية الغلابة) ؟ يجيب الاستاذ حسنين بأن الحركة الشعبية ليست لها خصومة مع الشمال ، فهناك اتفاقية السلام الشامل ،، صراع الحركة هو صراع مع المؤتمر الوطنى، وهذا الصراع يصطف فيه الشعب الشعب السودانى كله، بالتالى فان تنحية المؤتمر الوطنى عن السلطة يعيد الحسابات فى جنوب السودان ةيكون دافعاً لتحقيق الوحدة رغم أننا جميعاً نتحرك فى الوقت الضائع ..، أما توفر الارادة الوطنية الغلابة ،، صحيح أ، هناك خطأ لدى القوى الحزبية فى تحديد الموقف المبدئى فى مواجهة النظام ،، كثير من قادة الاحزاب يقف فى منطقة رمادية تعطى النظام فرصة البقاء فى السلطة ،، هذه مواقف متذبذبة ومتأرجحة ومترددة ،،تقول أمراً وتهرول نحو رئيس النظام وتسعى فى وقت الملمات الى دعم سياساته وسلطانه ..
ــ هل من الممكن الوصول اى سلام بالسودان؟.. يجيب حسنين بأن الواقع لا يشي بتحقيق سلام ،، ويضيف: لن يجري استفتاء نزيه لأن السلطة تتربص به بتفجير الاوضاع فى الجنوب ووضع العراقيل رم النصوص الآمرة فى اتفاق السلام ، ورغم الضغط الدولي .. هذا قد يدفع أهل الجنوب الى إعلان الانفصال من داخل البرلمان ، الامر الذى يخالف إتفاق السلام ،، عندها سيتخذ المؤتمر الوطنى هذه الخطوة ذريعة للاستيلاء على آبار النفط بجنوب السودان ، وهذا ـ بالضرورة ـ سيشعل نار الحرب ،، وهذه الحر ب لن يكون مسرحها أرض الجنوب ، بل كل أرض السودان ..
http://www.sudanjem.com/2009/archives/34987/ar/#more-34987
مكي ابراهيم مكي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست