موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-18-2010, 00:08 AM

طه إبراهيم عبد الله

تاريخ التسجيل: 07-24-2010
مجموع المشاركات: 1225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: طه إبراهيم عبد الله)

    Quote: تفكيك العالم العربي!

    تعتبر منهجية التفكيك إحدى أحدث المنهجيات السائدة حاليا في ساحة الفلسفة والعلوم الإنسانية. وكان رائدها الأول هيدغر قبل جاك دريدا. بل ويمكن القول بأن أستاذها الأكبر هو نيتشه، على الرغم من أنه لم يستخدم هذا المصطلح بالذات. ولكنه كان يقول بأنه لا يستطيع أن يتفلسف إلا وبيده مطرقة لتكسير الأصنام، وكل ما يجله البشر ويعظمونه لمجرد أنه قديم راسخ موروث. ويمكن أن نعود بها إلى ديكارت، الذي كان يقول بما معناه: لكي نبني بيتا جديدا قويا متينا ينبغي أن نهدم البيت القديم المتداعي، على الرغم من أنه عزيز علينا جدا، لأنه بيت الذكريات والآباء والأجداد، ولكن في لحظة من اللحظات لا بد مما ليس منه بد، لن أعود إلى الوراء أكثر من ذلك لكي أخلع على مصطلح التفكيك مشروعية فلسفية. فهذه الأسماء الكبرى تكفي. وبالتالي فانسوا ولو للحظة الإيحاءات السلبية المحيطة بكلمة تفكيك. فالكلمة ذات رصيد ولها مستقبل. يضاف إلى ذلك أن فيها شحنة هائلة من التنفس والحرية. فعندما تطبق علينا التراكمات وتتكاثر لا بد من التفكيك. وهذه هي حالة العرب والمسلمين حاليا. وبالتالي فالتفكيك سوف يفرض نفسه علينا في المرحلة القادمة بصفته مصطلحا استراتيجيا لا يمكن تحاشيه بأي شكل، إذا ما أردنا أن نفهم ما يجري الآن في العالم العربي، وما سيجري في السنوات وربما العقود المقبلة. فالواقع العربي نفسه ينهار ويتفكك من كل النواحي. وبالتالي فأنت لا تستطيع أن تفهم حركة التاريخ الجارية حاليا إلا إذا استخدمت منهجية تفكيكية تكون على مستوى التفكيك الحاصل على أرض الواقع. إنها لمأساة حقيقية أن يكون الواقع العربي أكثر تقدما من حركة الفكر العربي، وأن يكون هذا الفكر مضطرا في كل مرة لأن يلهث وراء الواقع بدلا من أن يسبقه، أو يتقدمه ويشق له الطريق. الألمان كان عندهم مفكرون أفذاذ لا ينتظرون حتى ينهار الواقع الألماني لكي يدلوهم على الطريق. كانوا يستبقون على الانهيارات ويضيئون الظلمات. أقول ذلك وأنا أفكر بشخصيات من نوع كانط، فيخته، هيغل، الخ. في الماضي أو هابرماس في الحاضر. وقل الأمر ذاته عن الفرنسيين والإنكليز وسواهم من الأمم الكبرى، ما عدا العرب. فهل عقمت أرض العرب بالفكر والمفكرين يا ترى؟ ألا يوجد شخص واحد يرى إلى أبعد من أنفه؟ اعذروني للمبالغة من أجل توضيح الصورة. ما يحصل في السودان الآن وما حصل في العراق بالأمس وما سيحصل في كل مكان، ألا يستدعي منا خطابا مسؤولا أبعد وأعمق من الخطاب الصحفي السريع؟ أقول ذلك على الرغم من تفاؤلي بمسيرة العراق بعد أن دفع الثمن الباهظ، ويتهيأ الآن لكي يضمد جراحاته. ولكن المسألة لم تنته بعد، والمصارحة لم تكتمل فصولا بعد. ما الذي يحصل بالضبط حاليا؟ ليس فقط إدانة هذا الرئيس أو ذاك، وإنما انهيار أيديولوجي، وفكر عتيق بأسره. الأيديولوجيا العربية القومجية الأصولية، أيديولوجيا الفضائيات الغوغائية، تنهار أمام أعيننا أيها السادة ولا أحد يرى أو يسمع! لا أحد يستنتج الدروس والعبر. البيت القديم يتهاوى على رؤوسنا وكذلك السقوف والجدران والمثقفون العرب، إلا من رحم ربك، لا يزالون متعلقين بالشعارات البائدة والأصنام! كلما رقعنا مشكلة انفتقت أمامنا مشكلات حتى لم نعد نعرف أين نرقع ولا كيف. أصلا الواقع العربي لم يعد قابلا للترقيع، وإنما تلزمه عملية جراحية في العمق: آخر الدواء الكي كما تقول العرب. وهي عملية قد تستغرق عشرات السنين هذا إذا لم يمت المريض تحتها: أي نحن بالذات. فهناك شعوب انقرضت على مدار التاريخ، لم لا؟ بالطبع لا أعتقد أن العرب سينقرضون في المطلق. ولكن بصيغتهم الحالية هم مرشحون للانقراض حتما: إن يشأ يذهب بكم ويأت بخلق جديد. العالم العربي سيجيء كأحلى وأبهى ما يكون، ولكن بعد تفكيك انغلاقاته المزمنة المتحجرة حتى آخر ذرة، حتى آخر قطرة، حتى آخر حجرة. حركة التاريخ أصبحت الآن واضحة للقاصي والداني. حتى الأعمى يراها، ما عدا ما يدعى بالمثقفين العرب! اللهم إني استثنيت كوكبة مشرقة من مثقفين ومثقفات جريئات لامعات.

    من جنوب السودان إلى شماله، ومن دارفور الجريحة المفجوعة غربا إلى المركز والوسط، ما يموت ليس فقط البشر، الذين لم نعد نستطيع أن نرى حتى وجوههم على شاشات التلفزيون والفضائيات، وإنما هو أيديولوجيا بأسرها تتساقط. إنها أيديولوجيا عنصرية وطائفية، بالعربي الفصيح، ولم تعد صالحة لهذا العصر، ولا مقبولة من الجماعة الدولية المتحضرة. الجنجاويد الأشرار ينبغي أن يحاكموا ويحاسبوا على ما اقترفت أيديهم من جرائم وعمليات اغتصاب. ما يحاكم ليس فقط سيدهم عمر البشير، ولا صدام حسين من قبل، ولا القاعدة وبن لادن، ولا متعصبي إيران وسواها، ما يحاكم، ما سيتفكك وينهار عاجلا أو آجلا، هو بنية عتيقة قديمة رثة عمرها ألف سنة على الأقل. وهذا النظام العتيق بحاجة إلى تفكيك في العمق. الإمبراطورية العثمانية مع كل نظام الملّة الخاص بها تحتضر الآن مرة أخرى، وهذه المرة عن جد. كل الهويات المكبوتة المقموعة من الأمازيغ في المغرب الكبير إلى الأكراد في المشرق الكبير، ومن السنة في إيران إلى الشيعة في العالم العربي، إلى المسيحيين العرب تستيقظ الآن. هذا دون أن أنسى الإباضيين في الجزائر وأماكن أخرى. هذا دون أن أنسى الإحيائيين والمسيحيين في جنوب السودان الخ، كل شيء يتفجر أمام أعيننا، تحت أقدامنا، كالقنابل الموقوتة. كل ما ظنناه ميتا مطموسا منسيا ممنوعا حتى ذكر اسمه ينبثق الآن. وهذا ليس من صنع الاستعمار أيها السادة، هذا جزء من أحشائنا، من تاريخنا، من تراثنا الكبير. تراثنا كتراث بقية الأمم، ليس فقط الوجه وإنما القفا، ليس فقط السلطة وإنما المعارضة، ليس فقط المركز وإنما الهوامش والأطراف. وقد آن الأوان لكي نأخذ هذه الهوامش على محمل الجد، لكي نعاملها كبشر لا كحشرات أو أقليات كما يقولون احتقارا. فهذه الهوامش سواء في دارفور أم غير دارفور ما عادت مستعدة لأن تظل مسحوقة، مداسة، مهانة في إنسانيتها إلى الأبد. هذا ما يحصل الآن في السودان وغير السودان. إنها حركة تاريخية عميقة جارفة لن تتوقف حتى تصل إلى نهاياتها. إنها حركة العصور الحديثة. ومع ذلك فماذا نلاحظ؟ لا أحد مستعد أن يغير منهجيته أو فكره أو عقليته! لا أحد يريد أن يوسع عقله ولو قليلا لكي يستوعب الآخر ويقبل به. النخب العربية المسيطرة تاريخيا لا تزال ترفض منطق العصر والمساواة بين البشر. فكان أن جاءنا هذا القاضي الأرجنتيني أوكامبو لكي يضربنا على رأسنا بالعصا، وينبهنا إلى أن العالم تغير. صح النوم! النظام العربي القديم المضاد لحقوق الإنسان وفلسفة العصور الحديثة لم يعد صالحا للاستمرار. سوف يتفكك وينهار.

    ولكن بعد أن يتفكك كل شيء، بعد أن تحصل المصارحة الكبرى بين كل فئات المجتمع، بعد أن نقبل بالمساواة والمواطنية الحقة بين جميع مكونات الأمة، بعد أن تتنفس احتقانات التاريخ العربي المكبوت، بعدئذ وبعدئذ فقط سوف تبتدئ المرحلة المعاكسة: مرحلة التركيب والبناء والتوحيد. وعندئذ سيكون البناء قويا متينا راسخا لأنه جاء على قواعد صحيحة وأساسات راسخة. عندئذ سوف يبتدئ التاريخ الجديد للعرب.

    الرئيس عمر البشير يدين التدخل الغربي، ويعتبره بمثابة الاستعمار الجديد، ومعه الحق جزئيا فقط. وأنا ضد إهانة كرامته كرئيس دولة عربي وبهذا الشكل الفج. وأتمنى أن يجدوا حلا وسطا معقولا لهذه القصة، وأن تحمي العناية الإلهية السودان العظيم. ولكن سيادته نسي شيئا أساسيا: هو أننا نعيش في عصر العولمة الكونية، التي تفرض نفسها كدين جديد على العالم كله وليس فقط علينا. وينبغي أن نجد صيغة للتصالح معها، لا أن ننتهك قوانينها بشكل صارخ على رؤوس الأشهاد. ولم تعد هناك قضايا داخلية وقضايا خارجية كما يقول الفيلسوف الألماني هابرماس. وإنما كل شيء أصبح قضايا داخلية في هذا العالم، الذي تحول إلى قرية كبيرة واحدة. ويحق للجماعة الدولية المتحضرة أن تتدخل في شؤوننا إذا ما اعتدى أحد الديكتاتوريين على شعبه أو على فئة مهمشة ومحتقرة من شعبه، وأعمل بها تقتيلا وتهجيرا واغتصابا. ثلاثمائة ألف قتيل وأكثر من مليونين ونصف مهجر من منزله ودياره! بالطبع كنا نتمنى لو أن هذه العدالة طبقت في كل مكان، وبالأخص في فلسطين وليس فقط في السودان، لكي تكون ذات مصداقية أكبر. فقادة إسرائيل بحاجة إلى محاكمة أيضا على ما ارتكبوه من جرائم في غزة. ولكن يبقى صحيحا أن العالم تغير، وأن الشعار المطروح الآن هو التالي: واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلد ما يتوقف عندما تصبح حياة شعبه في خطر. وهذا هو الوضع في دارفور، التي قد تتحول إلى دارفورات على مد النظر من مشرق العالم العربي إلى مغربه.
                  

العنوان الكاتب Date
موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! خالد فهمي09-15-10, 07:01 PM
  Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! خالد فهمي09-15-10, 07:07 PM
  Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! سامى عبد الوهاب مكى09-15-10, 07:10 PM
    Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! خالد فهمي09-16-10, 06:44 PM
  Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! طه جعفر09-15-10, 07:32 PM
    Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! طه جعفر09-15-10, 09:00 PM
    Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! خالد فهمي09-16-10, 07:10 PM
      Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! خالد فهمي09-17-10, 07:29 PM
        Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! طه إبراهيم عبد الله09-18-10, 00:06 AM
          Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! طه إبراهيم عبد الله09-18-10, 00:08 AM
    Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! خالد فهمي09-18-10, 05:39 PM
      Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! خالد فهمي09-22-10, 05:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de