خير جليس في الزمان كتاب... كتب الكترونية (للتحميل) من مكتبتي الالكترونية

Quote: القاهرة: عايدة عبد العزيز صدرت في القاهرة الطبعة العربية لكتاب «السودان اهوال الحرب وطموحات السلام. قصة بلدين» للدكتور منصور خالد، وذلك بعد ان صدرت منذ ايام الطبعة الانجليزية الاولى للكتاب عن دار تراث بلندن. ويأتي هذا الكتاب الذي تجاوزت صفحاته الالف ليكمل دائرة الجدل حول مستقبل السودان الذي تحدث عنه المؤلف عبر كتبه السابقة ومنها «النخبة السودانية وادمان الفشل» ومن جنوب السودان في المخيلة العربية ـ الصورة الزائفة والقمع التاريخي. عبر فصول الكتاب العشرة يسترجع د.خالد المؤلف تاريخ المشكلة السودانية وصلة ذلك بالعرق تارة بالدين تارة محاولا الخروج من محاولات بعض الاجانب الذين يختزلون كل المأساة السودانية في جانب واحد وهو الجانب العرقي فقط «العرب ضد غير العرب» والديني «المسلم ضد غير المسلم» رغم ان الفروقات العرقية والدينية قد ساهمت بنصيب وافر في تعميق الأزمة ودعمت تفاقمها، الا انها بمفردها لا تعين ،كما يقول المؤلف، على تفسير الالغاز المحيطة بدهاليز السياسة السودانية، ويرى ان الحرب الاهلية التي بدأت بتمرد جنوبي عام 1955، سادت جنبا الى جنب مع موجات من العنف وإراقة الدماء. وبقدوم جعفر نميري للسلطة في السودان عام 1969، قامت حكومته بجهود سلمية اثمرت اتفاق أديس ابابا عام 1972 وتوقفت الحرب حتى انقلب نميري عام 1983 على الاتفاقية ومنذ ذلك الوقت شهدت البلاد حربا لم تشهدها في أي وقت مضى. أما نظام الجبهة الاسلامية القومية، التي حكمت السودان ابتداء من 89، فقد غلف الصراع بغلاف ديني زائف ليصب زيتا جديدا على نار تشتعل بطاقة دفع عمرها نصف قرن. وهكذا فان أنظمة الحكم المتعاقبة في الخرطوم، عمقت واطالت زمن الحرب، إضافة الى إن الصراع المدمر على السلطة بين القوى السياسية الحاكمة في الشمال قد لعب دورا هاما في إذكاء نار الحرب التي لم تكن قضية إيقافها تمثل أولوية قصوى في اجندة الحاكمين وهناك، حسب المؤلف ،عوامل اخرى اضافية ساهمت في تحويل الحرب الى ظاهرة تغذي نفسها بنفسها، فبعض المحاربين أخذ يجني من الحرب ما أغراه بالحرص على استمرار الصراع وتغذيته، وهو ما انشأ «تحالفا غير مقدس بين الجنود والتجار في بعض مناطق «جبال النوبة» مثلا». ومع الحرب ازدهرت تجارة تهريب العاج والذهب والاحجار شبه الكريمة ثم التجارة بالاسلحة بين المليشيات القبلية ووفر كل هذا صراعا شرسا على الموارد الطبيعية. وبعد ان يستعرض الكاتب خريطة الصراع الحالية وتحليل توجهات القوى المحركة للعناصر المتداخله سياسيا واقتصاديا وانسانيا، يصل المؤلف الى استنتاج ان انهاء هذه الحرب الضروس ليست الأسلوب الأوحد الذي يضمن سلاما دائما، «فالسلام رهين بالعدل الشامل والعدل الشامل رهين بالمساواة الكاملة والتخلي عن ايدلوجيات الهيمنة السياسية والاستعلاء العرقي والكف الى الابد عن ثقافة العنف». * «أهوال الحرب وطموحات السلام.. قصة بلدين» * المؤلف: الدكتور منصور خالد