المواجهة الثقافية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 08:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فتحي علي حامد علي البحيري(فتحي البحيري)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2005, 03:10 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المواجهة الثقافية (Re: فتحي البحيري)

    عن المجلة السودانية
    http://www.sudanjournal.com/Reports/intrv017.html


    صديق المجتيى وزير الدولة بالثقافة فى حوار شفاف
    مشروع الـخرطوم عاصمة للثقافة صاحبته إخفاقات ...كثير من الفعاليات التي تعقد لا يحضرها اهلها
    ليست هناك لجان مقدسة.. والدولة لم تقص أحداً
    أجراه : طاهر محمد علي طاهر

    أثير لغط كثيف حول الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، ولم ينجل الامر بعد، والمتابع لما يدور في اروقة الفعاليات يلحظ ضموراً واضحاً، خاصة من قبل الجمهور.. ومشاركة المثقفين السودانيين.. ولا يجد الامر احساساً لدى المواطن في غياب الاعلام الذي يتابع الحدث لحظة بلحظة، حملنا تساؤلاتنا الى الأستاذ صديق المجتبى وزير الدولة بوزارة الثقافة وطرحناها على طاولته للتعرف على ما يدور في المشروع، والإخفاق الذي صاحب البدايات هل هو في التخطيط، ام في التنفيذ ؟

    * بداية استاذ صديق المجتبى نتعرف على الأهداف التي يرمي اليها مشروع العاصمة الثقافية.. ودوركم في تحقيق هذه الاهداف؟
    ـ أنا كنت احد المبشرين بمشروع العاصمة الثقافية، ومقرراً للجنة العليا الثقافية برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية، ووضعت اللجنة العليا عدداً من موجهات العمل، واهداف استراتيجية تهدف الى تحقيق تنمية ثقافية، وحراك ثقافي، وتأهيل للبنى التحتية، وإحداث نوع من التوافق والترابط بين المثقفين السودانيين في ظروف يشهد فيها السودان تحولات كبرى.

    * ولكن الاخفاقات لازمت الفعالية منذ بدايتها فهل يعود الامر الى التخطيط أم الى التنفيذ؟
    ـ مشكلة المشروع بعد انطلاقته كانت في التنفيذ وليس في التخطيط الذي كان جيداً، وصاحب التنفيذ بعض الاخفاقات تمثلت في تنظيم الفعاليات، وتشتيت الأعمال في مختلف أنحاء المدينة، وعدم وجود فعالية كبرى مركزية يجتمع فيها الفنانون، والأدباء، والشعراء، اضافة الى عدم اشتراك مجاميع المثقفين السودانيين في المشروع، ليس بإقصاء من الدولة، لان الدولة لا تقصي احداً، ولان اللجان التي كانت تعمل في المشروع لم تحسن الاتصال بكثير من المثقفين السودانيين، واصحاب الشأن. الذين يقومون بالتنفيذ الآن هم مجموعة من الكوادر غير المدرَّبة على العمل الثقافي، ويجدر بنا ان نذكر هنا ان وزارة الثقافة بخبرتها الطويلة في اعداد مثل هذه الفعاليات غير مشاركة بصورة مباشرة إلا ببعض الافراد، ولذلك لا يوجد عدد من اصحاب الخبرة الذين كنا قد اقترحنا مشاركتهم بداية.. ربما هناك ظروف جعلتهم يبتعدون عن العمل.. لا ادري ولكن هناك ملابسات كثيرة جداً قد حدثت، والامر متروك لآليات المراجعة والتقويم، والمحاسبة في اجتماعات اللجنة العليا، واللجان الفرعية..
    والدولة لم تقصد ان يتقوقع او يختزل المشروع في لجنة او اشخاص بعينهم، فقد كان توجيه اجتماع اللجنة العليا والنائب الأول لرئيس الجمهورية ان تشترك كل ألوان الطيف الثقافي في مشروع العاصمة الثقافية، وان يكون المشروع مناسبة لالتفاف المثقفين حول قضية قومية لتحقيق ونشر ثقافة السلام، وتوحيد الجبهة الثقافية السودانية الوطنية.. كما تحدث عن البعد الافريقي في مشاركة العاصمة الثقافية، وضرورة الاهتمام بالابداع، ومظاهر التنوع الثقافي في الابداع، والمحور الفكري..
    كانت الآمال عريضة، والاهداف اكبر، لكن ما حالف التنفيذ من اخفاقات حال دون ذلك.. ايضاً لابد من القول إن كثيراً من المثقفين الذين يتحدثون من الرصيف عن العاصمة الثقافية ان هذا المشروع هو مشروعهم، وحق لهم ان يغضبوا، ويشعروا بالمرارة، لكن لابد من عدم الاستسلام للاحباط، واليأس، فيمكن ان نعمل معاً للتصحيح، ولدينا احد عشر شهراً متبقياً، وانادي كل مثقف بصفتي الرسمية، وصفتي الشخصية كواحد من اهل القبيلة الثقافية للعمل على طرح رؤاهم حول تصحيح امر العاصمة الثقافية، فليس هناك لجان مقدسة، واشخاص مقدسون، وليس هناك من يعمل فوق إرادة المثقفين، فالدولة تحمي حقوقهم، ومكتسباتهم، ولعلنا بصدد تقويم المشروع في اللجنة العليا تقويماً عادلاً، فهناك بعض النجاحات التي حدثت لكنها ليست بقدر الطموح، بجانب الاخفاقات التي حدثت، وربما نجد لها بعض الاسباب لتلافيها ومعالجتها، وليطمئن الاخوة المثقفون من ان الامر سيسير كما يريدون له ان يكون.

    * واحدة من الأسباب الرئيسية في ضمور المشروع هو الاعلام الذي يروج، ويتعاطى ايجابياًَ مع الحدث؟ لكن اعلام العاصمة الثقافية كان سبباً في الاشكالات ما رأيك؟
    ـ نعم الاعلام كان واحداً من المشكلات لاسيما عدم وجود توجيه لحملة اعلامية جيدة، وعدم وجود اصداء في القنوات الفضائية العربية وعدم وجود اعلام داخل الجمهور الثقافي، فكثير من الفعاليات التي تعقد لا يحضرها اهلها، مثلاً أهل القصة في السودان لا يحضرون فعاليتهم، كما لا توجد دعوات نوعية، وربما هناك نوع من الإحجام من بعض المبدعين لاسباب خاصة بهم، وتعلم ان المبدع السوداني اذا لم يجد الاهتمام، ويدعى مباشرة لا يأتي للمشاركة، وهنالك كثير من الخبراء الثقافيين كان يجب ان تستوعبهم ورش العمل، واللجان التحضيرية.

    * عادة ما تسبق الأعمال الكبيرة مؤتمرات تحضيرية.. لكن الملاحظ ان مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة لم يسبقه مثل هذا المؤتمر؟
    ـ بداية المشروع كنت قد طرحت فكرة مؤتمر تحضيري للعاصمة الثقافية يحتوي على «12» ورشة عمل في مختلف مجالات الثقافة والفنون لتوفير رصيد من الأعمال والأفكار التي تظل زاداً للمهرجان طوال العام، وكان يمكن ان يغني ذلك عن أعمال جاهزة لتقديمها، ومما هو ظاهر جيداً ان المسرحيات التي تقدم هي مسرحيات قديمة، مثل مسرحية «الاسد والجوهرة» لها ثلاثون عاماً، وكذا مسرحية «مدير ليوم واحد»، وكثير من الانتاج الادبي والثقافي الطازج لم يجد حظه من النشر، إلا ما نشر من كتب ثقافية نشرتها الأمانة العامة، فيها بعض الانتاج الجديد من المؤلفات السودانية الجديدة، وبعضها اعيد نشره حقيقة وكان ضرورياً ان يعاد، لكن الأعمال القديمة أُجترت من جديد لتقدم في العاصمة الثقافية دليل على ان هناك مشكلة!!
    المشكلة ليست في عدم وجود الانتاج لكنها في عدم اكتشاف الانتاج نفسه.. واعلم أن هناك موسم مسرحي ضخم جداًَ نظمته ولاية الخرطوم بالتعاون مع المسرح القومي احتوى على «70» مسرحية متنافسة خرجت منها «10» مسرحيات.. أين ذهبت هذه المسرحيات؟ والفعاليات التي قدمت؟ كما أن هناك مادة دسمة، وضخمة قدمت في مهرجان الاندية الثقافية الرياضية الذي نظمته ولاية الخرطوم، ولم يتم التوثيق لهذه الاعمال لتقدم وتبرز في العاصمة الثقافية.

    * ولكن أستاذ المجتبى.. ما هي مسؤولياتكم كوزارة للثقافة يقع عليها عبء ومسؤولية الاخفاق الذي حدث؟
    ـ اعتقد انني لست مسؤولاً في الخصوص، وانما مسؤولاً في العموم من خلال اختصاصي كمقرر للجنة العليا، وليس مختصاً اختصاصاً مباشراً في الامانة العامة، وهذه الأمانة تقوم بأعمالها وفق ما حددته من صلاحيات في عملها، وهناك صلاحيات اللجنة العليا، وهي التي تحاسب، وتراجع هذه الأعمال.. ولكن في كل ذلك لا أبرئ نفسي من الاخطاء، ولا انفي مسؤوليتي فكلنا في هذا الخطأ سواء..
    وايضاً احمّل كثيراً من المثقفين مسؤولية الإحجام والابتعاد لاسباب خاصة، وقد تكون هناك مندوحات لكثير منهم لإحجامهم، ولكن لابد من ان يفتحوا قلوبهم للمشروع باعتباره مشروعاً قومياً.
    لا نريد ان تكون هناك مزايدات سياسية في المشروع وهناك من يفرح لفشله لأسباب سياسية ربما تكون عائدة الى خلافه مع النظام او الحكومة، لكنني أقولها مرة ومرات: تعالوا معاً نقدم ثقافتنا للعرب الذين يجب ألا نبرز خلافاتنا الداخلية لهم، وليس هناك خلافات كما اعتقد، وانا شخصياً اشترك في عدد من الفعاليات، وبها اخوة نختلف معهم في الرأي واقولها بصدق ان الدولة التي تصالحت ووقعت اتفاقية السلام الجريئة والقوية هي التي فتحت الباب لكل اهل السودان، فعاد من عاد، وشارك من كان معرضاً، واعتقد ان الاطمئنان يأتي من النهج الجديد لهذه الاتفاقية، ولابد ان يبعث الامر الطمأنينة في كثير من المثقفين، بان الدولة قد فتحت باباً لكل الناس ليشاركوا، واتفاقية السلام يجب ان تكون مدخلاً جيداً لكثير من المثقفين والمبدعين.. مشروع العاصمة الثقافية ليس مشروعاً حكومياً، وقد قصد من تكوين الامانة ان تكون الوزارة راعية ومشرفة، واريد ان انوه الى ان وزارة الثقافة ليست مشاركة في المهرجان بصورة مباشرة، وانما هناك خبراء واشخاص يعملون في تنفيذ المشروع.. رغم ان هناك رصيداً كبيراً في وزارة الثقافة من خبراء ومؤسسات مثل المجلس القومي للثقافة والفنون، والفرقة القومية للموسيقى التي لا ترى لها مشاركة ولديها ثماني فرق، اضافة الى ادارة للنشر لديها مجموعة من الكتب التي سوف تطبع وتنشر، وكلها معطيات موجودة في الوزارة لابد ان ننوه لها، وبعضها يقوم بتنفيذ اعماله تضامناً مع بعض الجهات، وبعضها ربما عُهد به الى مشروع العاصمة الثقافية.
    الشئ الآخر هنالك تأخر شديد في البنيات الاساسية رغم اننا اردنا الاطمئنان على بنيات اساسية حقيقية يمكن ان يقام عليها مشروع العاصمة الثقافية السودانية. واعتقد ان الامانة العامة ليست راضية من عملها ايضاً لانها تسعى لتقويم اعمالها، وتطويرها، والسعي لعمل جيد، وتستفيد من آراء الآخرين، وليس هناك من له بصيرة ونظر يقول إن ليس هناك قصور في العاصمة الثقافية، هناك قصور يجب الحديث عنه ويجب مواجهته.. اذ انه ليس مشكلة سياسية بقدر ما هو عمل ثقافي وتنفيذي وهناك جهات موكل لها التنفيذ يجب محاسبتها وتقويم عملها، حتى يسير العمل نحو وضع احسن، وسنعمل على فتح الباب واسعاً، ونعمل على المواجهة والمكاشفة المباشرة، والشفافية بيننا وبين أهل الشأن الثقافي.
    وهذه مناسبة لأُعبر شخصياً عن اعتذاري لكثير من أساتذتي الأجلاء الذين لم يجدوا حظهم من المشاركة واقدم العذر لعدد من المثقفين الذين لم تصلهم الدعوات في اماكنهم للمشاركة في المشروع الذي يرون فيه بارقة أمل، وبداية عمل وانطلاقة ثقافية جديدة، وألا تصيبهم خيبة الأمل، ولا يدركهم القنوط من هذا المشروع.. وان يهبوا ويعملوا معنا، فالعمل هو عمل قومي..
    اقول كلماتي هذه لانني واحد من اهل القبيلة الثقافية، ولا اتحدث بلساني كمسؤول يحاول ان يلمِّع او يجيِّر المواقف، ويجمِّل الواجهات ليقول للناس اننا بخير، والعمل جيد، فالعمل ليس بخير ويحتاج الى تقويم ومجهود كبير للاصلاح، وادعو كل المثقفين للحضور والتفاكر مباشرة، وليس هناك باب موصد امامهم، وابوابنا مفتوحة، وحيثما كنت واية دعوة ستوجه الىَّ سآتي للحديث والنقاش حول هذا المشروع لان العمل قومي والمشروع لا يكتمل تنفيذه الا من خلال التضافر والتعاون بين الاخوة المثقفين والمبدعين والكتاب السودانيين.

    * وماذا عن الاختلاف حول اتحاد الكتاب وتكوينه.. ويلاحظ انك لم تكن حضوراً للمؤتمر الذي تم عقده بهذا الشأن؟
    ـ كانت نظرتي ان ادعو الى مؤتمر عام للكتاب والأدباء السودانيين وليس لقيام اتحاد.. ما جرى هو قرار المؤسسة ان تكون هناك دعوة للأدباء والكتاب، وهذه نية طيبة لان يجتمع الأدباء والكتاب ليشكلوا اتحادهم للمشاركة في فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية.
    أنا لم أحضر اجتماع اتحاد الكتاب والادباء السودانيين نسبة لانني لا اريد ان اشكل حضوراً رسمياً في فعالية شعبية نسبة لان نظرتي دائماً الا تتدخل الدولة في تكوين الاتحادات، ومنظمات المجتمع المدني، انما تساعد في توفير المناخ، وفي خياراتها الديمقراطية، وهذا ليس من شأننا واختصاصنا في ان تقوم بهذا العمل..
    كانت الفكرة التي كنت بصددها ان نقيم المؤتمر الأول للأدباء والكتاب السودانيين، وهذا المؤتمر يتداعى اليه كل الأدباء والكتاب بمختلف مشاربهم لا ليناقشوا قضية تكوين الاتحاد فقط وانما قضايا حيوية تهم الساحة الثقافية، ومستقبل الثقافة والتنمية في السودان، على ان يعقد هذا المؤتمر سنوياً لتقويم التجارب وضمان الاستمرار... والاتحاد ليس جمعية عمومية ذات طابع فئوي وانما مؤتمر تقدم فيه اوراق عمل حول دور المثقفين والكتاب في المرحلة الحالية، ودورهم في مواجهة التحديات العالمية، والاقليمية والمحلية.. ولابد ان نضع على طاولة الحوار علاقة المثقف والسلطة، فاذا كان هناك واقع تصادمي فلابد من معالجة ذلك الوضع في المرحلة القادمة لتكوين جبهة ثقافية قومية، ولابد من طرح اوراق علمية واقعية وايجاد خيوط للحوار والتفاهم لمصلحة الوطن.. اضافة الى كثير من القضايا الاخرى كقضية تمويل مؤسسات المجتمع المدني، وقضايا النشر، وحماية المهن الثقافية وحماية الحقوق للأدباء والكتاب، ورعاية مصالحهم وهناك ايضاً محاولة لتدريب الرواد الذين يقودون الاتحادات والمنظمات الطوعية السودانية، وعمل كبير يتجاوز الاطروحة الضيقة في تكوين اتحادات والسلام، وانما تناقش القضايا الجذرية الاصيلة والقضايا التي تحول دون مشاركة عدد من الكتاب ونناقش القضية الاساسية في الفوبيا من السلطة والتخوف منها ونناقش رؤية الحرية والتعبير والنشر وغيرها على مائدة الحوار وفي الضوء وهذا ليس مخفياً على احد.
    وكما قلت بعد الاتفاقية التي حدثت وبعض الذي حدث عالمياً في السودان لابد ان يكون كل شئ مكشوف في الضوء والباب مفتوح لكل انسان ليقدم رؤيته، وليس هناك حجر على أحد، وليس هناك اقصاء فاذا اقصيت احداً اقتطعت جزءاً وقذفت به بعيداً، وهذا لا يخدم قضية الثقافة وقضية المستقبل الثقافي في السودان.

    * هل هذا الاتحاد وبعد تكوينه بتلك الصورة يجُب ما قبله من اتحادات؟
    ـ لقد كفل الدستور لكل مجموعة ان تنشئ كياناً ثقافياً وفقاً للقوانين واللوائح التي تقرها الدولة ويتواضع عليها الشعب.. فلذلك انا اعتقد ان هنالك اتحادات يجب الاعتراف بها وهي مسجلة قانوناً وليس لاحد الحق في تقويض ارادة جمعياتها العمومية او إلغاء دساتيرها مثل اتحاد الأدباء السودانيين الذي اغتصبت داره في عهد الديمقراطية، واتحاد الكتاب السودانيين الذي اغلقت داره ايضاً، وجمد نشاطه فلابد لنا ان نعيد الامور الى نصابها لإزالة التشتت والتشظي الذي يحدث في الساحة الثقافية السودانية ولكن الهدف من انشاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين برئاسة المرحوم بروفيسور عبد الله الطيب، وكنت اميناً عاماً له، كان الهدف منه ان يمثل مظلة قومية لكل الاتحادات والروابط الثقافية السودانية مع احتفاظ كل كيان ثقافي اياً كان اسمه بخصوصيته وبطعمه ولونه الثقافي.
    نحن لا نقصد مصادرة فكرة او تيار لحساب احد او مجموعة ما، فالسودان وطن للجميع وهو يسعنا، فلذلك ادعو هذه الاتحادات التي تحس بالظلم ان تطرح كل مشكلات الماضي ورواسبه لأننا في زمن اصبحت فيه الوحدة واجبة.. ومن هنا اوجه الدعوة لهم جميعاً للبروز في الساحة الثقافية ومباشرة أعمالهم تحت مظلة القانون والدستور.

    * هل ترى ان إثارة امر الهوية الثقافية ما بين ثقافة افريقية واخرى عربية اثراً سلباً على مشاركة بعض الجهات؟ ام انها دعوة مردودة؟
    ـ المشروع صادف اياماً يحدث فيها لغط سياسي كبير وسؤال الهوية ليس سؤالاً سياسياً، وانما هو سؤال ثقافي، والذي يولد سؤال الهوية هو العمل الثقافي وليس السياسي، والذي يولد السؤال الحضاري هو العمل المعرفي والثقافي ايضاً، وليس السياسيون والنقابيون او غيرهم من المفكرين الذين يتحدثون عن مصالحهم الايدولوجية او السياسية.. نحن نطرح المسألة بشكل اوسع وكبير وبمفهوم أشمل.
    أولاً: لا أرى ضرورة أو مناسبة حقيقية للحديث عن هل نحن عرب أم أفارقة...
    أنظر الى اهل السودان والى تركيبتهم الثقافية هنالك مفهوم عن السودان يرمز الى تصاهر ثقافي عربي افريقي.. وحتى المكوِّن العربي الذي يكون السحنة السودانية هو مكون عربي - افريقي، لان هناك عروبة افريقية في تكوين اهل السودان وليس عروبة آسيوية، ولان المعطى الموجود في السودان مسنود بوجود عربي يشكل «8،78%» من سكان العالم العربي الموجودين في افريقيا.. وكتلة تشكل «33%» من سكان القارة الافريقية تتحدث باللغة العربية.. ويشكل حضوراً ثقافياً وحضارياً ومعرضاً لاهل السودان في تماذج وملحمة حضارية عريقة جداً تضرب جذورها لآلاف السنين في السودان الذي يتحدث عن اقصاء العروبة من افريقيا، هذا ضرب من الخيال والسفسطة والجدل غير العلمي، الذي يدعو الى اقصاء الافريقية من عروبة اهل السودان ايضاً بنفس القدر حديث غير صحيح وغير علمي، اعتقد ان افريقيا هي المكان، وتوجد به ثقافة عربية افريقية، وهنالك ثقافات غير ناطقة بالعربية، ناطقة بلغات اخرى.. اذا اردت ان تحدد مفهوماً محدداً للثقافة الافريقية فإنك تجد عدداً من الثقافات المختلفة في افريقيا، واذا أردت ان تتحدث عن وجود اللغات واللهجات الافريقية تجد ان هناك تجانساً وتزاوجاً بين هذه اللغات.

    * كيف تفسر الدعوة لوجود عواصم افريقية.. ولماذا في هذا الوقت تحديداً؟
    ـ مشروع العواصم الافريقية هو مشروع تتبناه وزارة الثقافة السودانية وأعلنه السيد رئيس الجمهورية في كلمته الافتتاحية لفعاليات العاصمة الثقافية، وهذا يدلل على انه ليس هناك ضدية بين العروبة والافريقية، وهذه الضدية امر غير موجود الا في اذهان اصحاب المصلحة، لكن مشروع العواصم الثقافية الافريقية سيكون مناسبة لمزيد من التضامن بين البعدين العربي والافريقي على الصعيدين الاقليمي والعالمي، وهناك كثير جداً من العواصم العربية ستصبح عواصم افريقية، وكثير من العواصم الاسلامية في افريقيا ستصبح عواصم افريقية. وهناك قواسم مشتركة سيتم اكتشافها من خلال ذلك المشروع الذي يشكل مدخلاً لرؤية جديدة، ونحن نريد ان نطرح رؤية جديدة لمستقبل الثقافة في القارة الافريقية لاسيما وان القارة السمراء تأكلها نيران الحروب الاهلية والجهل والمرض والفقر، فلابد من تصميم مشروع يهدف الى ربط التنمية بالثقافة، وهذا مهم جداً لأن المكونات الثقافية تشكل عنصراً اساسياً في تكوين الشخصية الافريقية، وهذا يتجلى في أن القبائل الافريقية تعتمد الرقص والطبول والطقوس في التعبير عن كثير من مناسباتها الاجتماعية والثقافية، ونجد ان معظم المشكلات السياسية في دارفور أو في الشرق او الجنوب ذات جذور ثقافية مثل مشكلة النهب المسلح او ظاهرة الجنجويد وما الى ذلك.. ويمكن التعامل معها بمضادات حيوية ثقافية..
    ولذلك بادرت الخرطوم بطرح مشروع العواصم الثقافية الافريقية ليكون مجالاً للتعارف الثقافي بين سكان ودول القارة، وكذلك مناسبة للتعاون الوثيق بين مثقفيها لمواجهة مشكلات الفقر، والمرض، والحروب، وفوق ذلك كله مواجهة المخططات العالمية التي تهدف الى تفتيت القارة، ونهب ثرواتها.


    للاتصال بالمجلة السودانية

    أرسل ايميل الى العنوان [email protected]
                  

العنوان الكاتب Date
المواجهة الثقافية فتحي البحيري06-22-05, 00:40 AM
  Re: المواجهة الثقافية شمهروش06-22-05, 00:48 AM
  Re: المواجهة الثقافية فتحي البحيري06-22-05, 00:48 AM
    Re: المواجهة الثقافية فتحي البحيري06-22-05, 01:09 AM
      Re: المواجهة الثقافية فتحي البحيري06-22-05, 01:22 AM
        Re: المواجهة الثقافية فتحي البحيري06-23-05, 03:10 AM
          Re: المواجهة الثقافية فتحي البحيري06-23-05, 04:31 AM
  Re: المواجهة الثقافية فتحي البحيري06-25-05, 08:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de