|
|
 Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع (Re: Hussein Mallasi)
|
عن السوداني
عدد رقم: 291 2006-08-27
علي خلفية أزمة المحروقات..كيف يصنع القرار داخل مؤسسات الحكم؟!
مشهد اول :
معركة كلامية حادة بين موظف و( كمساري ) قبالة المجلس الوطني بام درمان حيث تمر كل او غالبية عربات النقل العابرة بين الخرطوم الي ام ام درمان او العكس ، المواجهة التي حالت الجودية دون استخدام الايدي فيها كانت بسبب زيادة تعريفة المواصلات من 300 جنيه الي 400 جنيه ، وهو امر لم يتقبله الموظف الذي تبدو عليه آثار المعاناه الملقاة علي كاهله ، فيما يصر الكمساري على قانونية تصرفه بتحصيل ال( 400) جنيه ،الى أن هاجم الموظف ، راكب يجلس فى المقعد الخلفى قائلا: ( عينك في الفيل وتطعن في ضلو ) ، لتتحول المواجهة الي جدل من هو الفيل ؟ وهو السؤال الذى استغرقنى وانا اغادرالحافلة دالفا الي داخل المجلس الوطني من هو الفيل ومن هو الظل ؟
مشهد ثانٍ:
كان الجميع ، بمن فيهم عمال الصيانة داخل ردهات البرلمان ، في انتظار ماسيسفر عنه الاجتماع المرتقب بين وزير المالية الزبير محمد الحسن ولجنة شؤون المجلس بالبرلمان( تتكون هذه اللجنة من رؤساء اللجان بالمجلس بالاضافة الي رئيسه) وسبب الاجتماع كان هو مساءلة اللجنة للوزير حول قرارات وزارته الاخيرة ، والتي قضت بزيادة اسعار المحروقات ومناقشة دستوريتها ، على خلفية وصف العديد من النواب الغاضبين قرار المالية بأنه غير دستوري ، لأنه يخالف قوانين الاعتماد الموضوعة في ميزانية العام التي اجازها البرلمان نهاية ديسمبر الماضي، بل ان بعض البرلمانيين اكدوا ان الوزير طعنهم من الخلف مستغلا ذهاب الاعضاء فى اجازة.
بعد زهاء الساعتين من الاجتماع المغلق قال احمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس ، ان اللجنة قررت احالة الامر برمته الي اللجنة الاقتصادية بالمجلس ، واضاف بكلمات حذرة ان الوزير قدم دفوعاته معتبراً قراره دستورياً ، مما يوحي ان رئيس المجلس قد اقتنع بدستورية القرارات، وأن ماتقوم به الصحافة هذه الايام ماهو الا محض حملة شعواء ضد الوزير، والوزير نفسه بدا معزولاً ووحيداً وهو يواجه سياط الغضب الشعبي والمعارض في بادية الامر، لكنه يبدو انه متماسك الآن بعدما وجد سنداً قوياً من حزب المؤتمر الوطني الذي ينتمي اليه بعد اجتماعه الطارئ امس، والذي شهدته قيادات الحزب بمن فيهم الرئيس البشير ونائبه علي عثمان ، فهو_اي الوزير_ مايزال مصراً علي ان قراراته شرعية ، لانه لم يقم بزيادة شئ في الميزانية ، وانما كل مافعله هو اعادة تسعير المواد البترولية وهي سلعة حسب الزبير مملوكة للدولة ، ولها الحق في التصرف فيها متي ماأرادت ذلك ، وبالتالي فان وزارة المالية هي التي اتخذت القرار بعد موافقة مجلس الوزراء ، ولم يحتاج القرار الي مرسوم رئاسي كما جرت العادة.
وقد عقدت هيئة احزاب التجمع بالسلطة التنفيذية مؤتمراً صحفياً ، اكدت فيه ان وزراءها بمجلس الوزراء لاعلم لهم بهذه القرارات ، وان ماقاله وزير المالية ليس صحيحا وطالبوه بتقديم استقالته.
ويبقي السؤال الذى يطرح نفسه بشدة من الذي يصنع القرار داخل الحكومة في ظل الارباك؟
صناعة واتخاذ القرار:
نظرياً، يقول الخبير عمر احمد سليمان مؤلف كتاب (القرار السياسي في السودان) ان هنالك فرقاً جوهرياً بين مفهوم صناعة القرار، واتخاذ القرار، فالاول يتم خارج اطار المؤسسات الرسمية ، والثاني تقوم به المؤسسات الرسمية ، ولكن بعد ان يعطيها صانعو القرار خيارات محددة ، وبالتالي يكون القرار متخذاً خارج المؤسسات الرسمية.
الملاحظة الجديرة بالاهتمام ، أن معظم هذه القرارات الحكومية تبدو خرقاء ،وتفتقد لابسط مقومات العقل والمنطق ، والادهي من ذلك انها تخرج في توقيتات غير مناسبة على الاطلاق ، فقرار زيادة المحروقات البترولية جاء مع الزيادة العالمية لاسعار النفط ، وعليه فان الجميع كانوا يتوقعون ان يعود ذلك بالفائدة المباشرة للمواطن في معيشته اليومية ، وكذا الحال ينطبق على زيادة اسعار سلعة حيوية كالسكر حيث صدر القرارقبل ايام من شهر رمضان المعظم! وهي ليست المرة الاولي التي يصدر فيها قرار يجد رفضاً شعبياً من كافة قطاعات المجتمع ، فالذاكرة الشعبية مازالت تتذكر قرار البكور، قبل سنوات خلت،الذى هو من بنات افكار مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية السابق الدكتور عصام الصديق ، وبالرغم من اعتراض الشعب عليه ، الا ان الحكومة اصرت على تطبيقه بدواعي دفع عجلة الانتاج.
يقول الكاتب الصحافي عبد اللطيف البوني في حديث سابق لي معه ان مؤسسات صنع القرار في اية دولة في العالم ، يجب ان تكون معروفة مثل رئاسة الجمهورية أو الوزارات المعنية ، وتكون لديها آليات ووسائل لقياس مدى نجاح اتخاذ قرار ما ، الذى يكون رهناً بمدى قبول الناس له ليكون فعالاً ومقبولاً لديهم .
وبنظرة خاطفة الى الشارع نجد أن قرار وزارة المالية الاخير لايجد أدني درجة من القبول ، وربما لهذا السبب اجتهد وزير المالية في شرح مبرراته لنواب البرلمان وقادة الصحف ووسائل الاعلام ، ليساعدوه على شرح اسباب اتخاذ القراروهي مهمة مستحيلة بكل تأكيد.
مجلس الوزراء:
ثمة امر مربك مابين تأكيدات وزير المالية ، بأن مجلس الوزراء قد اعطاه الضوء الاخضر لاعلان القرارات ، وبين تأكيدات علي السيد القيادي في احزاب التجمع في البرلمان ، بأن وزراءهم في مجلس الوزراء ليس لهم علم بهذا الامر، فاما ان يكون الوزير صادقاً ، وأن وزراء التجمع قد غابوا عن ذاك الاجتماع ، أو أن الوزير غير صادق في افاداته ، وفي كلتا الحالتين يجدر بنا ان نعرف كيف يتخذ القرار داخل المجلس الموقر؟ في ظل وجود اتهامات متعاظمة بان هنالك قوى مسيطرة تفرض قراراتها من خارج قاعة الاجتماعات.
الوزير بديوان الحكم الاتحادى عبد الباسط سبدرات الذي تنقل في عدة وزارات في عهد الانقاذ أكد لي ان القرارات تخرج من مجلس الوزراء بعد توصية ومداولات حقيقية من أحد القطاعات من داخله والتشاور التام في الموضوع المطروح ، وبعد اجازتها تذهب الي رئاسة الجمهورية ، وتخرج في صيغة مرسوم جمهوري، غير ان مكي علي بلايل احد الوزراء الذين غادروا الوزارة بعد أن مكث فيها وقتاً ليس بالقصير ، يؤكد ان الامر لايمضي في المجلس بنفس السلاسة التي تحدث بها زميله السابق سبدرات، ويقول ان مجلس الوزراء لايعمل وفق مؤسسية خاصة في القضايا الكبيرة والحاسمة! ويضيف أن المجلس كان يكتفي بالمعرفة فقط ويتم تنويره بعد اتخاذ القرار!والاخطر من ذلك ان بلايل الذي كان يتحدث بشئ من الحماس اكد ان هنالك شخصيات نافذة داخل المجلس هي التي تقود القرارات وتتخذها ولكنه لم يشأ ان يسمي تلك الشخصيات.
ويعضد البوني الحديث الذي ذهب اليه بلايل عندما يقول ان المؤسسات الظاهرة للعيان لاتصنع القرار ، وإنما هنالك دوائر قوية يصنع من داخلها القرار خاصة فيما يتعلق بالقضايا الكبرى.
كتب: المحرر السياسي
أخبار مرتبطة:
على خلفية زيادة اسعار المحروقات: تقرير وكالة الطاقة الدولية يكشف الحقائق..السياسيون والخبراء ينتقدون القرار ويتساءلون: أين تذهب عائدات البترول؟!! - تقرير: عادل كرار
رجوع
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | فتحي البحيري | 08-28-06, 09:28 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | Hussein Mallasi | 08-28-06, 09:39 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | فتحي البحيري | 08-28-06, 09:59 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | Hussein Mallasi | 08-28-06, 10:02 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | فتحي البحيري | 08-28-06, 10:06 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | Hussein Mallasi | 08-28-06, 10:09 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | فتحي البحيري | 08-28-06, 10:17 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | فتحي البحيري | 08-28-06, 10:32 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | omar ali | 08-28-06, 10:32 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | Hussein Mallasi | 08-28-06, 10:36 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | omar ali | 08-28-06, 10:45 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | Hussein Mallasi | 08-28-06, 10:50 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | فتحي البحيري | 08-28-06, 02:36 PM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | Hussein Mallasi | 08-28-06, 02:41 PM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | فتحي البحيري | 08-30-06, 08:09 AM |
| Re: قريبون من النظام يخططون لقتل نافع | Hussein Mallasi | 08-30-06, 08:23 AM |
|
| |
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست