الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (الجزء الثالث)

Quote: يا أخوانا أنا اسف , في الحقيقة أنا القفلت ( البلف ) !! وائل محمد سعيد يوم الثلاثاء الماضي (10/5/2011) , خرج اهلنا الطيبون في (بري أبو حشيش) للمطالبة برجوع المياه التي انقطعت عن الحي (و في الحقيقة عدة احياء اخري ) لعدة أيام . المهندس خالد حسن إبراهيم (مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم) خرج علي الناس بالتصريح الاتي : جهة سياسية منظمة تقف وراء شح المياه، وذلك بقفل بلوفة الشبكة ! في الحقيقة , جر هذا التصريح (العجيب) علي الرجل , الكثير من الاستهزاء و التندر (مع إنها وجهة نظر برضو). الان , و بعد حوالي (16 – 17) سنة , أحب ان أعترف أنا, و بكامل قواي العقلية , و بحالتي القانونية و المعتبرة (مافي واحد يسألني معتبرة يعني شنو !), انني (أنا القفلت البلف) المكان : مدرسة الصبابي المتوسطة , بحري , في يوم من أيام العام 1994 أو 1995 تقريبا بصفتنا اخر دفعة درست بالسلم التعليمي 3-3-6 , كنا طلبة في هذه المدرسة العظيمة. كانت المدرسة نادرا ما تكون خارج نطاق المدارس الثلاث الأولي في امتحانات الشهادة المتوسطة انذاك . عندما جلسنا للامتحانات كان 3 من اوائل الشهادة من المدرسة ,علي رأسهم الطالب الأول علي الشهادة , اياس المامون حسن محجوب (حاليا المهندس بشركة زين للاتصالات) . كان أهم ما يميز المدرسة (بعد المستوي الأكاديمي ), هو الانضباط العالي المطلوب من طلبتها (يعني من الاخر كده كل الناس دي كانت بتتجلد كل يوم و لا عزاء لي واحد جا ما مردف !). الأحداث الجسام , تحتاج دائما لردة فعل كبيرة . في المدرسة كان يعني ذلك , أن من يرتكب جرما (كبيرا), كان يلقي جزاءا خاصا , يسمى (الطابور الخاص). فعلي غير الوقت المعتاد للطابور, و في أثناء الحصص , كنا نسمع (الجرس), متبوعا بإعلان (طابور خاص). هذا يعني أن أحد الطلبة (حايتبشتن ) لفداحة جرم ما. مازال مطبوعا بذهني صورة أخينا , الباشمهندس المدني (غ. ش) , يوم أن خرج الجميع ملبين نداء الطابور الخاص ! وقف الاستاذ (علي) - و هو بالمناسبة الفتوة يعني – في منتصف الطابور, و بجانبه الطالب غ. ش , الذي بدا شارد النظرات , و علي محياه علامات الرعب الشديد. بدأ صوت الاستاذ يجلجل , و هو يحكي عن الطالب الذي كان يلعب أثناء تأدية صلاة الظهر (الزامي علي المدرسة كلها تصليها جماعة). كان فيما يبدو أن غ.ش ايضا يصرف الناس عن صلاتهم, و تم القبض عليه (بالثابتة). في النهاية اعلن الاستاذ علي , و بصورة درامية أنه س (يرجم) غ. ش , الذي بدأ في فعل تصرفات و اصدار اصوات, تقطعت لها نياط القلوب و زرفت لها الأعين , و يمكن تخيل ما حدث بعدها (المشاهد لا تصلح للأطفال و ذوي القلوب الرقيقة !). كانت هذه (العملية الكبيرة) تتم دائما بـمساعدة (أربعة عتاولة) من (ناس الكنبة الورا), ب (شد) الطالب الضحية. الغريب حقا , أن هؤلاء (العتاولة) كانت عادة تصيبهم حالة غريبة من النشوة أثناء عملية (الرجم), فعادة هذه الوظيفة تكون أهم سبب لشهرتهم في المدرسة , و نوع من الحقد (الطبقي) علي (ناس الكنبة القدام). كان انقطاع المياه (و للغرابة) , أحد نعم الله علي الناس ! لأنه كان يعني ببساطة (إنو الناس حا تشتت بيوتا بدري). ثم كان ذلك اليوم. كنت بجانب الباب الشرقي للمدرسة (الباب ده بالمناسبة فاتح علي مدرسة دايات , لوووول). بجانب هذا الباب , توجد ماسورة (حقيقية و ليست ستيفن وارقو) , ملحقة بـ (البلف الرئيسي للمدرسة). حاولت ان استعمل )ماسورة الدايات) هذه , كانت )الموية قاطعة). وحدها ( الشلاقة الكتلت اشراقة ) – و بالمناسبة اشراقة دي منو ؟- دعتني لاعتقاد أن المشكلة من (البلف). فحاولت فتحه (في الحقيقة قمت بقفله في النهاية). و انصرفت (ببساطة كده !). كان ذلك في (فسحة الفطور). ثم سرعان ما انعدمت المياه من المدرسة, فقررت المدرسة (البيوت). في تلك الاثناء , اكتشف أحد الطلبة (عادة بكون في المدرسة واحد مشهور بالاكتشافات العظيمة دي !),اكتشف أن (أحد ما ) , قام بقفل البلف , و عادة هذا الطالب (بتم جميلو و بكلم أقرب استاذ). توصل الاساتذة لإستنتاج مفاده (أن هنالك مؤامرة صاغها أحد أو مجموعة من الطلاب , بقفل البلف عمدا حتي يقطعوا اليوم الدراسي مبكرا مع عدم استبعاد مشاركة اطراف خارجية في المؤامرة !), و هو بالمناسبة (استنتاج منطقي برضو زي بتاع مدير الموية ده ! ). و بينما الطلاب سعيدين ( سعيدين دي حال منصوب بالياء حسب ما أذكر) و في طريقهم للخروج , اذ رن (الجرس) فجأة , متبوعا بعبارة (طابور خاص !!!) وقف الجميع (منشدهين و ممحنين). كل الاساتذة حضروا (يعني مؤتمر صحفي لشرح ابعاد المؤامرة). ثم بكل (طيبة) , و تماما كما طلب مولانا المرغني (زماااان) من الحكومة تسليم الحكم , بعبارته الشهيرة وقتها (سلم تسلم), طالب الاساتذة الطالب أو المجموعة المتأمرة بـ (تسليم نفسها فورا و بدون قيد أو شرط !). كان هذا في الحقيقة طلبا سخيفا , اذ أن (الغبار الذي حجب الرؤية يوم رجم اخينا غ. ش ) كان كفيلا بطرد أي فكرة (غبية) بالاستسلام و (رمي السلاح). في العادة , و كما في مدارس (الأولاد) , يبدأ بعد ذلك الترغيب (الزول السوي الحاجة دي مفروض يكون شجاع , و لو اعترف انحنا ما بنسوي ليه حاجة !). ثم المحفزات الذكورية (الزول ده ما يكون راجل و يجي طالع ! , و هذه بالمناسبة وسيلة فعالة مع بعض الاغبياء), و حيث انني أعتقد انني لست غبيا , فلم تنطل علي هذه الحيل. في مدارس )الأولاد) كذلك, تنتهى هذه الأحداث عادة بفرض (هيبة المدرسة ) بتطبيق قانون (الشر يعم و الخير يخص). هذا يعني ان الاساتذة ينقسمون الي مجموعات, كل مجوعة تتولي مسؤلية فصل معين (و كان هذا سهلا جدا في المتوسط , حيث أن هنالك 3 فصول فقط ) , و كل الناس (الغادي و الرايح) بعد ذلك (يجي يتفرج)! , كل الطلبة حالهم تماما كمن يدخلوا قسم الشرطة شاكين و مشكيين (كلهم بتكفتوا أول شي قبل البلاغ !) اجد نفسي اليوم , مدينا لكل طلبة مدرسة الصبابي المتوسطة في ذلك الوقت بالاعتذار (ما عدا طبعا الناس الكانت غايبة اليوم داك) بهذا الإعتراف (المرفوع باليمين علي حد تعبيرأحد زملائي في كلية الطب جامعة الخرطوم) , متقدما بخالص الأسف عن أي ضرر (جسدي أو معنوي) قد يكون لحق بهم. و من قبلهم , اتقدم بالاعتذار الخالص للمهندس خالد حسن إبراهيم , مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم , علي ما لحق به من السخرية و الاستهزاء (جهلا و باطلا) , و اقول له : (يا باشمهندس حقك علي, كلامك صاح , أنا القفلت البلف , بس و الله أنا ما شعبي ولا شيوعي !!). وائل محمد سعيد , طوكيو