الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (الجزء الثاني)

Quote: بثور على وجه الخرطـــوم وصوت لوم للمعنيين بالأمر (الخرطوم عاصمة نظيفة) شعار ترفعه ولاية الخرطوم ، ورغم أنه يعتبر غاية حضارية يحرص عليها الجميع ، وغاية أمنية صحية يتمناها الناس للعيش في كنف الطمأنية ، لكن هناك صور في الواقع تهزم مثل هذه الشعارات وتفرغها من مضمونها ، بل تحول الشعار الجميل الى الى شعار أجوف من كل مضمون ، يهزم التطلع أولا ويفرّغ المضامين من محتواها ، ، نعم يصبح الشعار مكسوفا من الواقع المزري الذي يتهكم على الشعار الكبير الذي نراه بهيا على صدر لوحات أنيقة في أماكن كثيرة ، تزين ملامح الخرطوم ، وحتى لا يكون حديثنا مجرد كلمات جوفاء وإتهامات بكماء ، تعالوا بنا لنرى واقع الحال في موقع هو في خاصرة العاصمة الحضارية ، وفي ركن قصي من أركانها البهية ، حيث ركنها الشمالي المتمدد على بسطة مدينة الخرطوم بحري وفي حي من يعتبر من أرقى أحياءها بل يعتبر من الأحياء النموذجية في الولاية وأحد معابر قلبها النابض. الحي هو حي الشعبية.. وتحديدا سوق الشعبية شمال الذي يخدم الحي بشقيه جنوبه وشماله ، حيث تحول هذا السوق مع التمدد السكاني والعمراني الى إمتدادات داخليه لتلبي حاجة الناس لكن التمدد جاء على محمل من العشوائية والإرتجال ، فتحول السوق الى ركامات من الأوساخ حتى أضحى يضاهي أعتى مكبات القمامة ، حيث يفتقر السوق الى أدني درجات الصحة البيئية والحضارية ، فاصبح يقضي معظم مرتادي السوق وعماله والزبائن حاجتهم في العراء ، وعلى مرأى ومشهد من الناس ، إضافة الى تمدد المحال العشوائية (الرواكيب) التي أخذت تملأ ساحات السوق حتى أضحى هذا السوق مكتظا بما حوى ، لتتحول البيئة فيه الى بيئة غير صحية ، ومرتعا للحشرات والناموس والذباب خاصة مع إنتشار مرابط الحيوانات فيه ( كالحمير والأحصنة ) مع تراكم برك المياه إبان مواسم المطر مما يشكل بؤرا للأمراض .. حيث يفتقر السوق الى البيئة الإنسانية في أدنى درجاها ونحن ننشد صورة مثالية للخرطوم .. وليصبح السوق الذي يجاور المركز الصحي ومدارس البنين والبنات واحدا من أسوأ الأمكنة صحيا وبيئيا في الحي .. علاوة على أن الباعة الذين يعملون في السوق وينامون في العراء ليلا يشكلون تهديدا أمنيا حقيقيا للمنطقة، ليتحول السوق الى ملاذ آمن للكثيرين الذين ينامون فيه ليلا ، مما يجعل السوق ذاته بيئة تحتضن كل شارد ووارد بل أصبح السوق مهيئا لإستقبال كل صنوف البشر دون أي سيطرة أمنية تجنب السكان آثار ذلك . ربما يكون الإتهام مصوبا نحن محلية بحري في المقام الأول ، بإعتبار أن السوق في دائره إختصاصها المكاني ، لكنه في كل المقامات مصوب نحو ولاية الخرطوم ذلك أن هذا الحي يعتبر في قلب المثلث الإستراتيجي الذي ينحصر بين جسر النيل الأزرق ( القديم ) وجسر شمبات مما يجعل المنطقة منطقة في صميم شريان العاصمة النابض .. بل من المفترض أن تكون هذه المنطقة من أرقى الأمكنة بيئيا وبالتالي يصبح مثل هذا الوضع وضعا غير مقبول . فأين المسؤولين المحليين ؟ بل أين اللجنة الشعبية التي قد تكون قد أدمنت هذا المشهد ؟؟ بل أين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية مراقبة هذه الأوضاع ( صحيا وبيئيا وأمنيا ) ؟؟ وعلى عاتق من تقع المسؤولية المباشرة ؟؟ نحن نطالب المسؤولين بإعادة صياغة السوق من جديد ، ليكون سوقا نموذجيا لهذا الحي النموذجي .. بل نرجو إدراجه في حطة الولاية العمرانية ن ليعاد تأهيله من جديد وفق أسس جديدة تراعي التمدد العمراني والسكاني ، ليشكل إضافة حقيقة ، وأن لايكون خصما عليها . صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو) من سكان الحي