الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (الجزء الثاني)

Quote: ما أكرمهنّ إلا كريم ( صلاح شكوكو ) في حمى التنافس السجال والحشد الرياضي و( تكبير الكيمان ) أطلت ظاهرة قديمة جديدة برأسها على مدارج ملاعبنا ، وهي ظاهرة التواجد النسوي في إستاداتنا .. والغرض من ذلك في آخر المطاف هو التحشيد وتحقيق أقصى قدر من المؤازرة .. لكن أي مؤازرة تلك التي يمكن أن تسيء للمرأة ؟؟ رغم تقديرنا لهن .. فهنّ شقائق الرجال وهنّ أخواتنا بل أمهاتنا .. بل إنهنّ الحاضنات الحقيقيات للنشء .. لكن أغلب من يرتاد منهن إستاداتنا هن فتيات ، والفتيات في مثل هذه البواطن يتعرضن لشتى ألوان التجريح وخدش الحياء .. لأن الملاعب يكثر فيها التفلت والصياح والهرج والمرج الى جانب الغضب والسب واللعن .. واقل القليل فيها هو الخروج عن الطور واللياقة والأدب . لذا كان الأحوط أن نكرمهنّ ولا ندع أخواتنا يتعرضنّ لهذه المواقف التي لا تشرفنا في المقام الأول ، ولا تشرفهنّ في كل المقامات .. وليتهنّ يجلسن في أماكن مخصصة لهن .. بدلا من هذا التدافع والتلاصق والتراص الذي في أدني حالاته يكون غير محمود للمراة والفتاة .. فكيف بنا نقوم بتجيشهن بهذه الصورة ، وبهذه الأعداد الكبيرة ونحشرهن حشرا بين الرجال حيث الملامسة والملاسنة والتلاصق وكثير من الكلمات الشاردة ؟؟ وبهذه الصورة التي لا يرضاها ذو مرؤة وكرامة .. فما لا نرتضيه لأخواتنا في بيوتنا يجب أن لا نرتضيه للغير . أما الرسوم في الوجوه والألوان والأصباغ والرقصات فحدث ولا حرج . صحيح أن هذه الظاهرة تسربت إلينا خلسة من باب البث الفضائي حيث تنقل لنا الفضائيات والفضائحيات صورا لبعض الملاعب ، وفيها الفتيات وهن في حالات من الصياح والهياج والإنفعال والرقص الذي يطرب البعض منا .. ومن هذه البواطن تسرب إلينا القبول ثم الدعوة لهن للمشاركة تحت شعار : ( مفيش حد أحسن من حد ) وكأنه تسابق نحو الحضارة الزائفة .. وكأن الحضارة تعني ظهور الفتيات وهن يلوحن ويرقصن أمام الكاميرات وحولهنّ أطواق من الرجال . هذا كلة إذا إعتبرنا أن المبارة كانت عادية ولم يكن بها شيء من المدافعة والشغب المصطنع والحقيقيي .. لكن إن حدث ذلك ( وهذا أمر وارد لا نستطيع تجنبه ) إذن ما مصير هذا الرهط من الشابات ؟؟ فهل سنسمع حينها تكبيرا وتهليلا ؟؟ أم صياحا ونواحا وإغماءات بالجملة .. ثم تتكشف المخازي .. وتتطاير البالونات في الهواء الطلق .. وتشرئب الأعناق .. ويصبح ( حاميها حراميها ) ؟؟ . حتى لو خصصنا لهنّ حيزا خاصا فإن ذلك لن يعصمهنّ من سماع الكلمات الخادشة والجارحة ، تلك العابرة للمساطب والقارات .. علاوة على السب اللا أخلاقي الذي يميز ميادين الكرة ، والذي يشكل ديدن الكثيرين فيها .. علاوة إلى أن هذه الملاعب تستقبل فئات مختلفة من الجماهير التي تأتي للمشاهدة والتنفيس عن المغالبات .. وعند المشاهدة لا تراعي التفاصيل الذي يحتويها المكان ولن ترعوي عن قول أو فعل أو بيان .. وهذه الفئة لا تحلو لها المشاهدة دون صياح ######ط وإزدراء ، وبالفاظ نابية ، لن يقبل أحد منا أن تعانق أذنيه هذه الكلمات ، ناهيك أن تسمعها إمرأة أو فتاة تتمتع بقدر من الإحترام لذاتها ، وقد أمرنا بإكرامهنّ ( إنما النساء شقائق الرجال ، ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم ) . أما العقل الجمعي الذي يميز هذه الملاعب ، فهو عقل جلب على التحدي الصوتي والجأر بالشكوى والكيل بكل المكاييل .. الى جانب حشد الشتائم للحكام والمدربين واللاعبين والخصوم .. علاة على أن معظم المشجعين يأتون للتنفيس عن مكبوتاتهم اليومية ... ويدفعون مالا في سبيل ذلك ... ويحسبون أنهم أحرار في أسلوب تعاطيهم ، وفي تشجيعهم ، وهؤلاء لا يخرسهم قول ولا يراعون حرمة ولا عيب . وفيهم الشاب المتهور وذو الشبية الذي نسى الوقار .. وفي أحسن الحالات يمكن أن تسمع منهم عبارة ( ما الذي أتى بهنّ الى هنا ) ؟؟ . ما الضير إن وقرن في بيوتهن في كنف الطمانينة .. وشاهدن المباريات من صحن الدار مشاهدة أو سماعا .. وناقشن فيها بسترة .. لأن نقاشهن ذاته يدعو للعجب العجاب ولا يستوى مع طبيعتهن حيث أنهن في أحسن الاحوال يتحدثن في العموميات والشخوص ( عدا القلة ) .. وإلمامهن وإن أمعنّ في الغوص يكون في النتائج والمحصلات النهائية ويعجبهن الرقص والصياح والهتاف والمسيرات الراكبة والراجلة .. فأجلسوهن خير مجلس في البيوت .. ففي ذلك إكرام لهنّ ولكم . مخدوع من ظن أن إرتيادهنّ هذه الدور يعني الحضارة .. وموهوم من ظن ذلك يزيد معرفة أو يجلب قوة أو يعطيهن فضلا ، بل أن هذا الأمر يأخذ منهنّ أكثر مما يعطي لهنّ .. بل أن هذه المكاتفة في هذه المواضع تقدح في مرؤة الرجل نفسه قبل الفتاة .. فهو لن يستطيع تقديم أي عون لهن حين البأس ، ليس لأنه سيقول في دواخله ( ما الذي أتى بهن الى هنا ) ؟؟ بل لأن تقديم العون ذاته فيه مظنة .. ويكفى ما حدث يوم لقاء الجزائر ومصر بأم درمان ، يوم تعرت وجوه الرجال من الشوارب وإختلط الحابل بالنابل ، وكان الخزي سيد الموقف . هي دعوة مخلصة لك أختي الكريمة بأن لا ترتادي الملاعب والمصاعب .. صونا لك وصونا لأسرتك .. وصونا لنا جميعا ، حتى تكوني في مكامن الستر الجميل .. وذلك من باب الخوف عليك من مظان السوء والتجريح .. بل لأنك جوهرة غالية مكانها الستر الآمن . حتى صلاتك في البيت كانت هي الأفضل ، فما باك بما هو دونها .  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) ..  التحية لهنّ وهنّ شقائق .. الرجال مسوارت بالعفاف . .......... ملء السنابل تنحنى بتواضع ... الفارغات رؤوسهن شوامخ ......... صلاح محمد عبد الدائم / شكوكو [email protected]