|
|
 Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (Re: أمير قناوي)
|
خواطر
حول
الحبّ
والإيمان
والغناء
والقرآن!
نحو زمانٍ فنِّيٍّ مبدعٍ مرتبط بتحريك كامل قوى الإبداع الإنسانيِّ!
عزيزي القارئ،
هذه هي الحلقة الثالثة والأخيرة من هذه السلسلة، يسرُّني أن تجيء في إطار احتفال بوست الشعبية بالصفحة المئة، آملاً أن تكون لائقةً بكلّ المعاني النّبيلة التي يًثيرها هذا الاحتفاء الذي يجيء كذلك متزامناً مع عيد الأضحي المبارك، وفي كلّ ذلك إعلاء لكلّ قيم الترابط والتّفاعل الإنسانيّ الذي كانت الشعبيّة بؤرةً عميقةً من بؤره، وأنموذجاً للوحدة الوطنية مرشّحاً للاحتذاء، خاصّةً كما يُقال "في هذا المنعطف التاريخيّ الحاد" الذي تمرّ به بلادنا العزيزة! فنحنُ في الشعبيّة لا نكتفي بالصمت والحسرة، بل نطرح أنموذجاً واقعيّاً للتطبيق!
عموماً، هذه هي الحلقة الثالثة والأخيرة، من خواطري حول الحبّ والإيمان والغناء والقرآن، فمرحباً:
كنز الفطرة المدفون:
Quote: عزيزي القارئ
إنَّ المعاني التي نجدُها عند سماع الأغنيات الجميلة, والإحساس المتجدِّد بالحياة الذي يغمرنا لحظتها, إنَّما يكمن سرُّهُ في أنَّ عمليّة الإبداع الفني، سواءٌ من ناحية الأداء أو التّلقِّي, إنّما هي في الحقيقة عمليةُ تنقيب في تربة القلب عن سبائك المعنى وكنوز العاطفة, وأزعم أنّ ذلك المنجم الذي نكتشفُه في تلك اللحظات عبرَ اللّمسات الفنّيّة المبدعة، ما هو إلا رصيدُ الإيمان المكنون في نفس الإنسان، نغرفُ من معينه في تلك اللحظات نشوةً ولذّةً، فنندمج مع الكون الواسع المُتّجه إلى ربِّه طوعاً أو كرهاً!
ولكن من المؤسف أنّنا سرعان ما نغادر تلك اللحظات الجميلة من التّوحد والانسجام؛ ونعيش حياتنا الواقعيّة، ونحن أبعد ما نكون عن تلك القيم والمعاني!
وهذا ما يدفعنا هنا إلى أن نُسجل ملحوظة واقعية، وهي أنّ الرؤية الغنائية تتّسم بعجزٍ طبيعيّ مزمن، يتمثّل في طاقتها التّأثيريّة المحدودة على نفس الإنسان، فتأثيرها أقرب ما يكون إلى حالة النّشوة النّاتجة من تناول مادة كحولية.
وقد يقول المولعون بالسّماع: نحن لا نريد أكثر من ذلك!
ولنا أن نفكر ونتطلع مع الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد "نحو زمانٍ فنيٍّ مبدع مرتبط بتحريكٍ كاملٍ ومتكامل لجميع قُوى الإبداع الإنسانيّ"، ونسعى لكي لا تكون لحظاتُ الألفة مع النفس والشّفافيّة لحظاتٍ عابرة في حياتنا، بل واقعاً مجسداً، وطابعاً مميّزاً للسلوك الإنساني!
إذن، أكبر مشكلة يواجهها المُتذوّق، هي مشكلةُ استدامة تلك اللحظات من الصّفاء والصدق والشّفافيّة التي نشعُر بها عند سماع النّغمات الجميلة، حتى لا تكون تلك النشوةُ وذلك الارتقاءُ لحظات عابرةٍ، تعقبها الحسرة!
فالإبداع الحقيقيّ لا بدّ أن يكون له تأثيره في الرُّقيِّ بحياة الإنسان والسّموّ بمشاعره! ويكاد أن يكون هذا الحكم مُسلّماً، بل بناءً عليه نلحظُ أنّ الكثيرين يخلعون على فئة المغنّين والمطربين ألقاب الأستاذية والرّيادة، ويزعمون لهم أنَّهم ارتَقوا بالوجدان السُّودانيّ، بل ونلحظ أنّ كثيراً من الفنّانين يشعرون بأنهم أصحاب رسالة إنسانيّة كبيرة يؤدّونها من خلال غنائهم الجميل!
إنّنا على أيِّ حالٍ، نعلم جيّداً بناءً على عمليّات التنقيب والحفر التي قام بها مختلف المبدعين والمغنّين أن هناك كنزٌاً مدفونٌاً في طوايا عوالمنا الداخليّة، فكيف يتسنّى لنا استخراجُهُ حتى يكونَ ذلك الشُّعورُ واقعاً مُجسَّداً في حياتنا, وليس مجرد لحظاتٍ عابرةً من النَّشوة والالتذاذ؟
بعبارةٍ أخرى: ما هي أعلى مراتب التَّذوُّق والسَّماع ؟
إنَّ المتذوِّق الحقيقيَّ سيجدُ نفسَه أنّه يتجاوز نفسَهُ باستمرار, ويكتشفُ في كل مرَّة معاني جديدةً, لم تكن تخطر له أول وهلة, وهكذا دواليك إلى أن يبلغ مرتبة إبداعٍ كليٍّ تصبح فيه كلُّ ذرة من ذرات وجوده وعياً وفكراً وسلوكاً، تدور في فلكٍ إنسانيٍّ رحبٍ، في ظلال القيم الرفيعة!
من السهل على الإنسان، بل ممّا قد يُرضي بعض شهواته: أن يتفاعل مع الإبداع الفنيّ بمختلف صنوفه، تفاعلاً مجانيّاً، بدون أدنى مسؤولية، ولكن المحكّ الحقيقيّ للإنسانية المبدعة هو في تحقيق هذه القيم التي يغني بها الناس جميعاً على صعيد الفعل والممارسة, وليس فقط في لحظات السَّماع وحدها.
فما هي تلك الدَّرجة التي يُمكن أن تُعتبر بحقٍّ قمَّةَ الإبداع الفنِّيِّ والجماليِّ التي يُمكن لأيِّ بشرٍ أن يبلُغَها على الإطلاق؟ |
أسمى مراتب التذوق:Quote: إنها بكلِّ بساطة: الدَّرجة التي تجد فيها نفسك قادراً على تذوُّق النَّغمات الجميلة، والموسيقى العميقة، والمعاني الكبيرة، التي يتضمَّنها القرآن الكريم تذوُّقاً يرقى بوعيك وسلوكك وحياتك.
فالقرآن باعتباره أصواتاً منسجمةً يتضمَّن موسيقى حقيقيَّةً, بل إنَّ من الأغراض الأساسيَّة للقرآن الكريم أن يُشبع في الإنسان تلك الحاجة الفطريَّة لسماع الأنغام الجميلة.
والجيلُ القرآنيُّ الفريد، جيل الصّحابة -رضوان الله عليهم- إنّما بلغ تلك المرتبة العالية من الرّفعة والسُّمو حينما سمت أذواقُهم ورهفت مشاعرُهم, فما عادوا يَطربون لشيءٍ أعظمَ من طربهم للقرآن, فصار القرآن غذاء أرواحهم، ... كيف لا وهم قد سمعوا الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُوجِّهُ إلى أهمِّيَّة التَّغنِّي بالقرآن وتحسين الصَّوت به عند التّلاوة, وسمعوه يقول لأبي موسى الأشعريِّ -رضي الله عنه-: "لقد أوتيتَ مزماراً من مزامير آل داود" كما سمعوه يقول: "من لم يتغنَّ بالقرآن فليس منَّا". وليس معنى ذلك أنهم لم يكونوا يسمعون غير القرآن، ولكن معناه أنّ أذواقهم قد سمت إلى تلك المرتبة العالية من التذوق!
بل يُمكننا أن نقول: إنّ مسألة الالتزام بالقيم الشرعية، هي في الواقع مسألةٌ ارتقاء في الذَّوق, ويبدو أنَّ هذا هو ما يقصدُه البعض عند تنبيهِهِ لأمرٍ شرعيًّ ليلتزمَه فيقول: "ربنا يهدينا", كأنَّه يقول: "في الحقيقة: لم أبلغ هذه المرتبة من التَّذوُّق!
وينبغي التّنبيه بالطبع، إلى أنّنا هنا قد نجد خللاً من نوعٍ آخر، يتمثّل في المدّعين وصلاً بـ: (ليلى القرآن)، وليلى لا تُقرُّ لهم بذاك، أعني أولئك الرافعين راية الالتزام بالدين والقرآن، بينما التزامهم في الحقيقة كالتزام أولئك بالقيم الجميلة، يتغنّون بها مجرد تغنٍّ، ويرفعون شعاراتها، ولكن لا تسألهم عن دائرة التطبيق، وإلا اعتُبرتَ (معارضاً). |
طيّب، الغناءُ حلالٌ أم حرام؟| Quote: والآن أظنُّك عزيزي القارئ، قد عرفتَ الجوابَ عن السُّؤال الذي كنتَ تنتظر منِّي بفارغ الصَّبر أن أطرحَه عبر حلقات هذه السلسلة وهو: هل الغناء حلال أم حرام؟ وكما رأيت فإنَّ هذا السُّؤالَ في عهد النُّبوَّة لم يُطرح بهذه الصُّورة, وإنما بدأ المُربِّي البصير بتقرير الإيمان في القلوب أولاً, فأُتيح للذَّوق والشُّعور أن يرتقيا, بحيث صار المُتلقِّي لا يَجدُ متعةً تفوق المتعة التي يلقاها من تلاوته للقرآن, أو قل من تَغنِّيهِ بالقرآن, إضافةً إلى أن التَّالي للقرآن فوق ذلك -بحسب درجة صدقه- يُقرِّر في نفسه قيماً ومعاني راسخة, تُؤسِّس في قلبه رصيداً زاخراً من الطَّاقة الحيويَّة التي تدفعُه إلى العمل والجدِّ والمثابرة, وهو بذلك يتجاوز السَّيِّئات والمثالب التي تنجم عن سماع الأغاني الهابطة خاصّةً. |
المواجهة الحاسمة:
Quote: ولئن كان هناك من غموض لدى بعض الناس في موقف الإسلام من الغناء والموسيقى, فإنَّ الأمر بناءً على هذا التصور يبدو واضحاً, ولا يُثير أدنى إشكال, وعندئذ يجدُ المسلم نفسَهُ يواجه نفسَهُ هذه المواجهة الحاسمة:
أيكونُ خاشعاً منتبهاً متأملاً مستمتعاً: عندما يَسمعُ القرآنَ أم عندما يسمع الغناء؟
سؤالٌ واضح, يُحيل الأمر برُمَّته إلى قضيَّة داخليَّة عميقة, يُواجه فيها المسلمُ نفسَه بشجاعةٍ, من أجل الارتقاء بها والتطور، مستفيداً من ذلك الرصيد الحيِّ من المشاعر والقيم المستقرَّة في ضميره.
وعندئذٍ، فحريٌّ بمن وجد نفسه عند سماع الغناء, ولم يجدْها عند سماع القرآن, أن يقفَ مع نفسه وقفةً جادَّة, يجتهدُ من خلالها في أن يعمل على تأسيس مساحاتٍ في القلب لتذوُّق كلام الرَّحمن, مساحاتٍ يعملُ على أن يُوسِّعَهَا شيئاً فشيئأ حتى يحتلَّ القرآنُ من قلبه المكانةَ التي تليقُ به.
ومِمَّا يُعينُ المرءَ على الاجتهاد في هذا السَّبيلِ، معرفتُه ببعض الآثار السَّلبيَّة التي تنتج من الولع بسماع الأغاني, وأقف معك الآن عزيزي القارئ عند أخطر هذه الآثار: ألا وهو: |
إفراغُ الطَّاقة الشُّعوريَّة الخيِّرة:
Quote: الطَّاقة الشُّعوريَّة الفطريَّة الخيِّرة, هي التي تدفع الإنسان إلى أداء كلِّ عملٍ منتجٍ يعود عليه بالنفع أو على أسرته أو على أقاربه وذوي رحمه أو على مجتمعه عموماً.
إنَّ الولع بسماع الغناء إذ يجعلك تعيش في عالم من الخيالات والأوهام, كما هو حالُ كثيرٍ من (المبدعين) في سائر ضروب النَّشاط الفنِّي, أنَّهم يَسبَحون في عالمٍ من صُنع خيالهم, لا يَملُّون فيه من العزف على أوتار الحبِّ والعاطفة وكلِّ القيم الجميلة, والمنطقيُّ والواجب حينئذ أن يجتهدوا في الالتزام بها وتحقيقها في واقعهم, وهم -إلا ما رحم الله- لا يفعلون ذلك؟ إذ لا يجدون رصيدَهم الرُّوحيَّ الفعليَّ كافياً لذلك, فقد صرَّفوه في لحظة السَّماع!.
ولنذكر في هذا السياق قول الله تعالى: (والشُّعراء يتَّبعُهُم الغاوون) علماً بأنَّ الشعراء آنذاك كانوا هم الذين يقومون بدور المحترف للممارسة الفنية, فمن أين أتتهم الغواية؟ يأتينا الجواب: ((ألم ترَ أنَّهم في كلِّ وادٍ يَهيمون وأنَّهم يقولون ما لا يفعلون)) فهذه الآية تُشيرُ بصراحة للآفة الخطيرة التي يُمكن أن يتعرَّضَ لها المُحترفون للفنِّ والغناء، وكذلك المولعون بسماعه: أنَّهم يتحوَّلون إلى مجرَّد مُغنِّين لتلك المعاني والقيم الجميلة, دون أن يلتزموا بها, بل قد يتَّبعون سبل الغواية والإضلال, والسَّبب في ذلك أنَّ المداومة على سماع الأغاني والولعَ بها يمتصُّ من إرادة الإنسان وعزيمته خُلاصَتها, حتَّى يُصبحَ ولا عزيمةَ له تدفعُه إلى فعل الخير, فقد أفرغ خلاصتها حين سماعِه لتلك الأغاني, حيث تراه عندها خاشعاً مُخبتاً متأمِّلاً, متبتِّلاً في محراب الفنِّ والفنَّانين,..... الأمرُ الذي يوحي إليك بأنَّه مُستغرِقٌ في هذا السَّماع, مُتيحا لكلمات الأغنية أن تتسرَّبَ بمعانيها إلى أعماق روحه, ولسوفَ يُعاودُ سماعَها مرةً بعد أخرى, فتصبحَ لحظاتُ السَّماع هذه في حدِّ ذاتها إنجازاً كبيراً, ...
وممَّا هو مشهورٌ عن الوسط الفنِّيِّ في كلِّ البلدان: أنَّه بعيدٌ كلَّ البعد عن مسألة الالتزام الخُلُقيِّ, وعندئذٍ لك أن تتخيَّلَ التناقض الذي يعيشه الفنَّانون والمُغنُّون ما بين القيم التي يتغنَّون بها, والواقع السَّلبيَّ الذي يعيشونه, وهذا هو التَّفسير المنطقيُّ لظاهرة المبالغة في الاهتمام بالمظهر والأناقة عند الفنانين, إلى درجة أنَّ الرِّجال منهم قد يَستخدمون مستحضرات التَّجميل ومساحيقه, فما الذي يدفعهم إلى هذا؟
إنَّه دافعٌ نفسيٌّ عميقٌ، يدفعُهم إلى تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه من القيم الجميلة, ولكن على صعيد المظهر الخارجيِّ فقط.
إذا كان هذا حال الفنانين (القدوات) فإنَّ المتلقِّين والسَّامعين سيصبح كلُّ همِّهم متابعة أخبارهم وأخبارهنَّ, ولكن لا يَطوف بخاطر الواحد منهم مطلقا أن يرقِّيَ سلوكه وأسلوبه في الحياة, مثلما إذا كان هذا الشخص من المهتمِّين برياضة كرة القدم, يتابعُ أخبارها ويتلهَّفُ لمشاهدة مبارياتها, ويحفظ أسماء اللاعبين والفرق العالمية, ولكن لا يُفكر يوما في أن يعمل على إعطاء جسده هو حقَّهُ من الرِّياضة والتَّدريب,.........
ما السبب؟ لقد أفرغ كلَّ طاقته الخيِّرة في سماع الأغاني, وحقق كل أهدافه في لحظات سماعها, وهو كذلك عضو ملتزم يُمارس نشاطه من خلال أحد فروع "حزب البهجة", أي الشُّلَّة التي ينتمي إليها وتُشاركه وتُتيح له فرصة التَّعبير عن اهتماماته هذه الكبيرة, فيجد آذاناً صاغية لآرائه وأفكاره المُثيرة, يطرحُها بكلِّ براءة ولا يخطر بباله السُّؤال: ولكن أنا مسلم, فما هو رأي الإسلام في هذا؟ بل ولا يُتيح لضميره المقموع فرصة التَّعبير, ومن ورائه القنواتُ الفضائيَّة تقفُ من خلفه وتشدُّ من أزره.
وهذا هو الأمر الذي دفع الصَّحابيَّ الجليل عبد الله بن مسعود إلى أن يُسجِّل ملاحظته الواقعيَّة عن تأثير الغناء في نفوس المغنِّين والسَّامعين، حيث يقول: "الغناءُ يُنبت النِّفاقَ في القلب, كما يُنبتُ الماءُ البقلَ."، وينبغي التّنبيه إلى أنّ موضع الذّمّ هنا ليس هو أصل الطرب للغناء، ولكن تلك الحالة من الإدمان التي يصبح السماع فيها بحدّ ذاته هدفاً! والتي يحصل فيها الانفصال بين الوعي والعاطفة |
درجات سلّم الإبداع:
Quote: بناءً على ما تقرّر عبر حلقات هذه السلسلة، يمكنني تحديدً هذه الدرجات المتسلسلة لسلم الإبداع الفنّي تذوُّقاً وأداءً، كما يلي:
الدرجة السّفلى: سماع الأغنيات عموماً والطرب لها.
ثمَّ، سماع الأغنيات الجميلة ذات الكلمات المعبّرة، والتجاوب معها.
ثمّ، سماع القرآن الكريم، والعيش في إطار معانيه وقيمه.
ونستطيع في هذا السّياق أن نقرّر أنّ الميل الفطريَّّ إلى سماع الغناء وتذوقه، دليل على قابليّة الارتقاء لمرتبة تذوق القرآن!
وبالمقابل فإن الشخصيّة التي لم تجد النغمات الجميلة إلى نفسها سبيلاً، فإنّ صاحبها في الغالب بعيد عن بلوغ مرتبة تذوق القرآن! بل إذا أتيح لمثل هذا النموذج أن يركب مركب الالتزام بالدين، فسوف يكون مشروعاً ناجحاً لإرهابيٍّ متطرّف !
وفي هذا السّياق الفنّي المبدع، لا مجال للاستنكار على ما يدور في وجدان الآخرين، ولكن عبر التفاعل السلوكي والأخلاقي والاجتماعيّ، يُتاح للجميع أن يرتقي تذوّقهم نحو أعلى درجات التّذوق. |
مفرق الطريق:Quote: وهنا ننتبه إلى مسألة أساسيَّة، تتعلَّق بموقف الإسلام من الإبداع الفنِّيِّ عموماً:
- إنَّه لا يُريد أن يكون هذا الإبداعُ حرفةً تمتهنها إحدى فئات المجتمع, ولكن يُريده أن يكون ديدنَ كلِّ النَّاس, أولاً ,
- وثانياً: لا يريده قاصراً على الغناء أو بعض الممارسات الفنية، ولكن يُريدُه روحاً تسري في كلِّ سلوك الإنسان, في مظهره وخُلقه ومعاملته.
- وثالثاً: لا يُريد أن يقف الأمرُ عند حدود التَّغنِّي والطرب والسَّماع للمعاني الجميلة, ولكن يُريد التزاماً بها وسعياً إلى تجسيدها في عالم الواقع.
إنّ النُّصوص الشّرعيّة، وإن كانت تحثُّ على التَّرويح عن القلوب "ساعةً وساعةً"، لكنَّها لا تجعل منه عملاً مقصوداً لذاته، بل من أجل تنشيط النّفس الإنسانية على بذل مزيدٍ من الاجتهاد في ساحات العمل الاجتماعي, ولنفس السَّبب فإنَّ احترافَ الغناءِ وجعلَه وسيلةً لكسب المعاش ممَّا يتنافى مع روح الدِّين الإسلاميِّ. |
وقبل الختام، دَعني أُعرِّج على البدء، حيثُ دعوتُك عزيزي القارئ، إلى رحلةٍ استكشافيّة، لعوالمنا الداخلية، نسبرُ أغوارها من خلال مِسبار "الغناء السُّودانيِّ" في فترةٍ تاريخيةٍ معيّنة، ولعلك انتابك الغموضُ في المسلك الّذي سلكتُه في تسجيل هذه الخواطر، بيدَ أنّي أؤكد لك: أني في كلِّ ما كتبته كنتُ أميناً مع نفسي، فكان الانتقال الّذي يلحظه القارئ من حال الحفاوة بالغناء، إلى حال نقده، مع كلِّ احترامي للمولعين بالغناء أداءً أو تلقّياً وسماعاً، وتقديري لتجاربهم، فأنا واثقٌ من أنّ شرارة الإبداع ذاتُ طبيعةٍ واحدةٍ، إذا اتّقدت فهي لا شك قائدةٌ صاحبها بإذن الله إلى طريق الخير والنّور، ما لم تعتور طريقه عقبةٌ كؤود، تنحرف به عن مسار الإبداع الحقيقيّ!
وبعدُ، عزيزي القارئ، هذه تجربتي، فما رأيُك؟
صلاح عبَّاس فقير : ج: 0568117816
[email protected]
(عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 11-30-2009, 08:29 PM)
(عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 11-30-2009, 09:13 PM)
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-11-07, 05:04 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | SAMIR IBRAHIM | 04-11-07, 05:07 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Munir | 04-11-07, 05:34 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | على محمد على بشير | 04-11-07, 06:38 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | الحاج حمد الحاج | 04-23-08, 06:19 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | الحاج حمد الحاج | 05-29-08, 06:20 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-11-07, 09:38 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-12-07, 06:39 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | على محمد على بشير | 04-12-07, 07:31 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-12-07, 08:11 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-12-07, 11:12 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | garjah | 04-12-07, 04:40 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Munir | 04-12-07, 07:21 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | garjah | 04-13-07, 03:46 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | الحاج حمد الحاج | 05-01-08, 07:14 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-12-07, 07:11 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-12-07, 07:34 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-12-07, 09:12 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-13-07, 04:11 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Mohamed Abdelmotalib Hassan | 04-13-07, 09:42 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | الحاج حمد الحاج | 05-16-08, 06:07 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | طارق جبريل | 04-13-07, 11:16 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-13-07, 11:42 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | على محمد على بشير | 04-13-07, 04:25 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil A. Salih | 04-13-07, 10:29 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-13-07, 10:56 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-14-07, 03:23 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-14-07, 06:33 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-14-07, 08:28 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil A. Salih | 04-14-07, 01:14 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-14-07, 02:00 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-14-07, 11:20 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-15-07, 06:17 AM |
 Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | lana mahdi | 04-15-07, 06:49 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-15-07, 07:29 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | lana mahdi | 04-15-07, 07:14 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-16-07, 09:39 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | amir elsharief | 04-15-07, 07:28 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-15-07, 09:38 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-15-07, 10:43 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | شادية الطيب | 04-15-07, 10:57 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-15-07, 11:17 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-15-07, 06:05 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-15-07, 06:39 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-15-07, 06:46 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-16-07, 06:24 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-16-07, 08:11 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-16-07, 08:35 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-16-07, 09:46 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-16-07, 10:21 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-16-07, 10:27 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-16-07, 10:29 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-16-07, 10:34 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-16-07, 01:59 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-16-07, 05:36 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-16-07, 02:11 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-16-07, 03:12 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-17-07, 11:15 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-18-07, 06:33 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-18-07, 03:51 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-18-07, 04:06 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-18-07, 06:27 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-18-07, 11:52 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-19-07, 06:22 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-19-07, 06:38 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-19-07, 07:16 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-19-07, 07:24 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-19-07, 07:39 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Ashraf el-Halabi | 04-19-07, 07:32 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Kamal Karrar | 04-19-07, 07:45 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-19-07, 08:07 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | حسن طه محمد | 04-19-07, 02:50 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil A. Salih | 04-19-07, 04:39 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-19-07, 08:11 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-21-07, 06:58 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-21-07, 07:16 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-21-07, 08:28 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-21-07, 10:10 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-21-07, 02:46 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-22-07, 06:54 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | حسن طه محمد | 04-22-07, 10:15 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-22-07, 10:46 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-22-07, 02:18 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-23-07, 07:20 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-23-07, 07:53 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-23-07, 09:54 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-23-07, 02:06 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | بكري اسماعيل | 04-23-07, 02:30 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-23-07, 03:30 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | عزالدين محمد عثمان | 04-23-07, 03:19 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | Adil Osman | 04-23-07, 07:38 PM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | حسن طه محمد | 04-24-07, 06:58 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | الحارث سرالختم عبد الله | 04-25-07, 05:36 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-25-07, 06:32 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-25-07, 06:49 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | سيد محمد احمد سيدنا | 04-25-07, 07:16 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-25-07, 07:50 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-25-07, 08:22 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | بكري اسماعيل | 04-25-07, 10:22 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | hajhamad | 04-25-07, 11:23 AM |
| Re: الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري | حسن طه محمد | 04-25-07, 03:35 PM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست