الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم جيل الضياع أهلنا الطيبين المحترمين لا أدرى بماذا ابدأ قد يكون من الصعب جداً أن تقتل التفاؤل الذي يحيط بك من حولك، ولكن ما شدني للكتابة حديث أخونا اللطيف ود عبد اللطيف واعرف انه حيث لحسنا على بذل المزيد والمزيد ولكن أحببت أن أقول له انه ليس هنالك تكاسل ولم تكن رابطتنا ربطة (عنق)، ولكن ياصديقي إما قد بلغ منا الكبر أو الاحتمال الثاني والذي أؤيده هو استسلامنا. نعم يا صديقي اعترف بذلك فزمان عندما فكرنا بالرابطة كنا لا نملك في هذه الدنيا سوى أواصر الصداقة التي تربط بيننا ( رابطة الإخوة) وبعدها عندما التحقنا بالجامعة ونحن في عنفوان الشباب فكرنا في ( رابطة الشعبية ) ولكن إذا كنا نتحدث عن جيلنا فنحن الجيل الذي ضاع في المنتصف لا لحق الجيل الذي قبلنا ولا عاش مع الجيل الجديد. فلا اذكر من جيلنا أننا كنا مشاكسين ويمكن أن تجد المقارنة في كل حي من أحياء الشعبية فقد جئنا في الزمن الصعب لذلك كنا نكافح بأنفسنا في كل شئ، فحتى أنواع الترفيه لم نكن ذو علاقة وثيقة بها. صدقني ياود عبد اللطيف إننا لو جلسنا نكتب لكم عما يجيش في خواطرنا لفاضت أعينكم من الدموع فنحن نتشبث بالحياة بشتى الطرق ونقول بأن يوم غد أجمل من الآن ولكن نعلم يقينا بأن ما كتب قد كتب وأننا سنظل في ساقية جحا ( والساقية لسه مدورة) ولا أدرى هل نرمي اللوم عليكم إخوتنا الكبار أم على أسرنا أم على أنفسنا أم على الواقع المرير. ولكي يكون من السهل لديكم إجراء مقارنة بسيطة جداً عن جيلنا انه في عهد مباريات كرة القدم فانتم آخر جيل متعنا بالكرة فحتى جيلنا هذا ساعد في انتهاء رابطة الكرة وحتى اليوم لو عاوز تستمع بالكرة ستجد ذلك لدى جيلكم وواصل في المقارنة في شتى ضروب الحياة ستجدنا إما إننا قتلنا ( بفتح القاف) ذاك العهد أو إننا قتلنا ( بضم القاف) بواسطة الظروف. هل تصدق يا صديقي أنني في بعض الأحيان أقول بأنني احلم أو أن مجموعة منا كانت أفضل من الآخرين ونجحت واعرف أن هذه مشيئة الله وليس باستطاعتنا سوى القبول بها ولكن والله نحن لا مكان لنا في خارطة الواقع ولذلك ستجد أن مقاومتنا ضعيفة، قد نجيد العمل أكثر من الحديث وسببه انه لا يوجد لنا ماض بذكرياته المثيرة بل هو روتين جيل كامل لم يحدث به التغيير الكبير ، فنحن الجيل الذي شهد في مراحل الصبا انتفاضة ابريل ولم نكن نعى في ذاك الوقت كل المعاني لهذه الانتفاضة ومن ثم عندما بدأنا نفهم الواقع من حولنا جاءت ...................وظل الحال كما هو عليه حتى اليوم فكيف ستجد عندنا أدوات التغيير ونحن في كل شي نعيش في روتين. نأسف لكمية الإحباط الكبيرة في هذه الرسالة. ولكم العتبى حتى ترضوا. ودمتم ودامت الشعبية نبراساً ومثالاً للجميع