كمال الجزولي (المحامي) : يلزم الحكومة أن تعي أن مشروع الجزيرة .. هو أحد (خطوط الشعب الحمراء)!!

Quote: مشروع الجزيرة‏!‏ ما أشبه الليلة بالبارحة‏!..‏ ففي منتصف السبعينيات من القرن العشرين ظهر ما سمي وقتها بالتكامل الاقتصادي بين مصر والسودان‏. وكان من أهم مشروعاته زراعة ملايين الأفدنة في السودان الشقيق‏(50‏ مليون فدان صالحة للزراعة كل ثروة السودان ولكنها غير مستغلة بالكامل‏)‏ وذلك بأيدي وسواعد الفلاحين المصريين‏..‏ إلا أن أصحاب المطامع في بلادنا العربية قد أوعزوا للرئيس جعفر نميري بأن الرئيس أنور السادات يخطط لاحتلال السودان عن طريق جحافل الفلاحين المصريين بتوطينهم هناك‏..‏ فمات المشروع وهو مازال في المهد‏!‏ إلا أن الخبر الجيد الذي نشرته الأهرام والذي دعاني لتذكر هذا الموضوع فهو أن وزيري الزراعة في مصر والسودان قد وقعا اتفاقا بين حكومة البلدين لزراعة مليون فدان في مشروع الجزيرة في السودان بالقمح والذرة وبنجر السكر‏,‏ وذلك بنظام الزراعة التعاقدية لمصلحة هيئات وشركات عامة وخاصة بمصر‏.‏ ويضيف الخبر أن وزير الزراعة السوداني يبشر بتوافر ضمانات النجاح من مرافق وطاقة و عمالة مدربة ونظام مصرفي وقانوني صارم‏,‏ وذلك علي أساس قيام الجانب السوداني بعمليات الزراعة بالكامل وتوريد المحاصيل للجهات المصرية بالمواصفات والشروط والكميات والأسعار المتفق عليها‏,‏ علي أن يلتزم الجانب المصري بتوفير وتوريد مستلزمات إنتاج المحاصيل المطلوب زراعتها وبكميات كافية من تقاوي‏,‏ وأسمدة ومبيدات وميكنة بمدة لا تزيد علي أسبوعين قبل موسم الزراعة وفي نفس الخبر جاء أيضا ـ وهذا هو المهم ـ أنه قد تم الانتهاء من وضع جميع الأطر القانونية اللازمة لتفعيل هذا الاتفاق عقب اجتماع اللجنة المشتركة العليا‏(‏ المصرية ـ السودانية‏)‏ برئاسة د‏.‏أحمد نظيف في شهر أكتوبر المقبل‏.‏ وأنا متأكد من نجاح هذا الاتفاق‏,‏ حيث إن جميع الأمور واضحة ومحددة‏,‏ واستفادة الطرفين مؤكدة‏..‏ وإذا تحدثنا عن الاستفادة المتوقعة للجانب المصري فيكفي أنه لن يجعلنا عرضة لتقلبات أسعار الحبوب والظروف الطارئة مثل حرائق حقول القمح الروسي وتقليل الفجوة بين إنتاجنا واستهلاكنا في هذه السلع الاستراتيجية وتحجيم أسعار اللحوم والدواجن بزراعة كميات كبيرة من الذرة كعلف حيواني‏,‏ وذلك كله بخلاف تشغيل عمالة سودانية وأيضا مصرية في حدود‏3‏ ملايين فرد‏.‏وفي شهر رمضان المعظم‏..‏ نبتهل إلي الله ـ العلي القدير ـ أن يكلل هذا الاتفاق بالنجاح وندعوه أن يكون البذرة الأولي للسوق العربية المشتركة‏!‏ محاسب ـ كمال أبوالخير مستشار ضريبي