المخرجية السينمائية...مروي زين...نجمة برزت علي الفضاء الخارجي...

Quote: مروة زين العابدين: قصة أصغر سودانية تخرجت من معهد السينما بالقاهرة 14 / 12 / 2009 06:28:00 القاهرة: طاهر محمد علي قال لها شاهين قبل رحيله: (ستصلين في النهاية لما تريدينه) أنجزت فيلماً روائياً سودانياً لحسن الجز ولي.. وكانت شاهداً بكاميرتها علي أحداث اللاجئين السودانيين * البدايات مع عشق السينما بدأت مروة زين العابدين عشقها للسينما منذ الصغر، سيما الأفلام المصرية القديمة (الأبيض والأسود)، وتأثرت بشكل كبير بأفلام المخرج يوسف شاهين، وتمنت أن تكون مثله بعد أن أطلعت علي سيرته الذاتية، تقول مروة في ذلك :السينما لها سحر يختلف عن كل الفنون وهي الوعاء الذي يجمع الفنون الإبداعية سواء كان مسرحاً أو تشكيلاً أو غناءً أو أدباً.. *سودانية لم تر وطنها لمروة سيناريو غريب، فهي الإبنة الوحيدة لأبوين سودانيين قادهما القدر لمفارقة السودان منذ عشرات الأعوام، فالوالد زين العابدين سيد احمد فضل من شمال السودان وتحديداً ًمن منطقة دنقلا (أرقو ـ وأرتقاشا) ترك السودان باكراً ليدرس بدار العلوم بالقاهرة، ومن ثم عمل موجهاً تربوياً لتسوقه الأقدار للعمل في العديد من الدول العربية، فطافت مروة مع والديها كل الأقطار العربية فدرست المراحل الابتدائية والثانوية في السعودية، والمرحلة الجامعية بمصر (جامعة القاهرة ـ هندسة كيميائية) درست ثلاثة سنوات فقط ولم تكمل بقية الدراسة بعد أن جذبها المسرح والسينما وأثناء الدراسة حازت علي جائزة أحسن ممثل للعبها ثلاثة ادوار في مسرحية (الممثل) التي صاغ نصها طلاب الجامعة وهي تتحدث عن ديكتاتورية السلطة والإسقاطات التي تمت علي ديكتاتورية المخرج علي الممثلين، وأثناء ذلك لم تترك مروة ولعها الشديد بالمسرح والسينما فشاركت في عدة ورش للسيناريو والإخراج.. لتترك الجامعة نهائياً في اتجاه الدراسة بأكاديمية الفنون ـ المعهد العالي للسينما تخصص إخراج سينمائي وتلفزيوني حتى وفقت في إحراز نتيجة طيبة أهلتها للخروج إلى الساحة السينمائية في مصر.. مروة لم تر السودان رغم أنها طافت كل البلدان العربية، لكنها تعتز بالجنسية السودانية وتتابع كل صغيرة وكبيرة عنه من خلال التلفاز والأصدقاء والأقارب من العائلة، وتطالع الكتب التي تتناول تاريخ بلدها منذ الاحتلال الإنجليزي حتي حرب جنوب السودان، وتعرف الشخصيات السياسية التي مرت علي السودان منذ الرئيس الأسبق جعفر نميري، والرئيس عمر البشير، والسيد الصادق المهدي، ود. حسن الترابي، وغيرهم. * أدب الطيب صالح عند مروة تعتبر مروة أنها أكثر التصاقاً بالأديب الراحل الطيب صالح الذي أسرها من خلال رواياته (موسم الهجرة الي الشمال)، و(عرس الزين) وغيرها من روايات. وتعتبر أن الطيب أكثر الناس صدقاً وهو يتناول البيئة السودانية في رواياته بإبهار، كما تحدث عن الحرية السياسية والاجتماعية في السودان، والمراحل المنفتحة والخانقة التي مرّ بها الوطن في وقت من الأوقات. * رائحة إمراة ومن ضمن قراءتها، رواية للأستاذ حسن الجزولي بعنوان (رائحة امرأة)، لتحولها إلي فيلم روائي بعنوان (سلمي) صورت مشاهده في لبنان، وكانت بطلته صديقتها (نجوي حرب).. تقول مروة عن الفيلم: أسميته سلمي لأنني أحب هذا الاسم، وهو يحكي عن قصة فتاة سودانية مراهقة أدمنت الكوكايين وتعاني من الوحدة والاغتراب، تدخل في علاقة عاطفية فتفشل لتقرر الانتحار، وتشير مروة أن القصة نالت اهتمامها لأن فيها بعضاً من ذاتها فهي تعاني من مسألة الهجرة والاغتراب، وتضيف: لم استطع تصوير المشاهد في السودان لعدم توفر الإمكانات التي ساعدني فيها أصدقائي في لبنان.. ولم يتجاوز الفيلم مدة العشرة دقائق لأنها كنت تمرُّ بظروف صحية. * الموسيقي والغناء السوداني وأنا اقلب مع مروة دفترها قفزت للإشارة إلي أن الموسيقي والغناء السوداني يجذبانها بشئ من الحنين للسودان أيضاً وأكثر الفنانين الذين استمعت إليهم الفنان شرحبيل أحمد، ومحمد وري من خلال مناسبات الأفراح التي يحييها في القاهرة، إضافة إلي محمد الأمين الذي تابعت حفلاته هذه المرة وهو يشارك في مهرجان الأوبرا. * المنتمي واللا منتمي أشجان الحنين قادت مروة للتوقف برهة لتقول لي: هل تصدق ياأستاذ أنني منذ ميلادي يتنازعني أمر الهوية بين السودان ودول أخري، إحساس المنتمي واللامنتمي.. لكنني بطبيعة الحال يجذبني السودان وطناً وأناساً وهوية، واتمني أن أوفق في العودة الى بلدي طال الزمان أم قصر لعمل سينما سودانية تعبر عن وطني، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لتقديم ذلك، وأنا علي يقين أن للسينما السودانية تاريخ ضارب فمن غير المعقول أن تسجل غيابها عن الساحة العربية خاصة وانني من المتابعين لمعظم المهرجانات التي تشارك فيها جميع الدول إلاّ السودان.. وحاولت العثور علي ملمح سوداني واحد عن السينما السودانية لكن خاب ظني في ماعدا أفلام تسجيلية أذكر منها (صائد التماسيح).. * الدراسة بمعهد السينما مروة تخرجت من قسم الإخراج السينمائي، والتليفزيوني، وأثناء دراستها أخرجت إلي جانب فيلمها الروائي (سلمي)، أفلام أخري مثل الفيلم التسجيلي (بلاد غريبة ) الذي يحكى عن أزمة المواصلات في القاهرة، والجيزة في مايو 2005م.. وفيلم تسجيلي عن أحداث المهندسين المتعلقة باعتصام اللاجئين السودانيين بعنوان (النيل الأسود) في ديسمبر 2005، كما عملت مساعد مخرج تحت التمرين في أفلام سينمائية عديدة أبرزها: فيلم (عندليب الدقي) الذي لعب بطولته النجم محمد هنيدى، تحت إشراف المخرج المنفذ فاضل الجارحي، إخراج وائل إحسان يونيو 2007م، كما قامت بالعمل كموديل في إعلان تجاري لصالح شركة (كنار) للاتصالات السودانية للفضائية السودانية في ديسمبر 2006م، وعملت كمساعد مخرج تحت التمرين في أعمال مثل : فيلم (خيانة مشروعة) من إخراج خالد يوسف، وفيلم (بحر النيل) إخراج : عمرو دردير، وفيلم (جاي في السريع) من إخراج جمال قاسم، كما عملت كمساعد مخرج في قناة النيل الثقافية في برنامج (أوراق ثقافية) إخراج علاء عزام، إضافة الي عملها كمساعد مخرج في أفلام وثائقية، وروائية قصيرة منها الفيلم الوثائقي (ضوء من الشرق) عن مدير التصوير د. رمسيس مرزوق، والفيلم الوثائقي (السابع من سبتمبر) وهو فيلم عن الانتخابات المصرية، وبروفة البحر ( فيلم روائي قصير) كمشروع تخرج للمعهد العالي للسينما.. قامت بدراسة الفنون السينمائية عن طريق ورش فنية عام 2003 مع العديد من الأسماء ففي مجال الإخراج عملت مع يسري نصر الله، خالد الحجر، اسامة فوزي.. وفي كتابة السيناريو عملت مع تامر حبيب، ناصر عبد الرحمن،علاء عزام، عزة شلبي، وفي التمثيل مع أحمد كمال، وكارولين خليل.. * النيل الأسود ومأساة السودانيين لكن أبرز محطات مروة أثناء دراستها للسيناريو والإخراج فيلم (النيل الأسود) الذي يحكي عن مأساة السودانيين اللاجئين بالقاهرة، وما تبعها من أحداث حيث تقول مروة حول قصة هذا الفيلم: رأيت أنني كسودانية لابد أن أساهم بالكاميرا في عكس هذه المأساة باعتبار أن هؤلاء مواطنون سودانيون، ومن أجزء عزيزة من وطني يصرخون في مصر، فاتجهت إلي تجمع السودانيين المعتصمين، وبدأت التعرف علي أوضاعهم، فوجدت أن السمة الغالبة هي كلمة سوداني دون تمييز بين شمالي أو جنوبي أو غيره، ووجدت أن الوحدة والهم المشترك هو الغالب وجمعتهم المعاناة، حيث لا فرق بين شمالي وجنوبي، رغم ان التشكيك قد لحق بسودانيتي لكنني اعتبرت أن الهوية لا تعني اللغة أو اللهجة، أو لبس الثوب السوداني، واستطعت تصوير الأوضاع وعكس المشكلة من خلال الكاميرا، رغم رفض منظمة اللاجئين الحديث، لكنني أكملت السيناريو بوثائق وصور كونت في مجملها الفيلم، وتم عرضه في ندوة بالجامعة الأمريكية حضرها العديد من السودانيين والطلاب الغربيين، وأنا الآن بصدد إعادة ما أنتجته بشكل محترف للمشاركة به في بعض مهرجانات الأفلام الوثائقية.. وحول أخر مشروعاتها تشير مروة إلي إنتاج فيلمها الروائي الثاني الذي يحمل عنوان (الوطن السابع).. * نصيحة شاهين وبدر خان بقي لمروة في ختام حوارها معنا القول بأنها تستمع دائماً للنقد والنصائح التي توجه لها حيث تحمل نصائح غالية من أستاذها الدكتور علي بدر خان تتمثل في أن وظيفة المخرج هي التعبير والتأثير علي المشاهد، مع الابتعاد عن فرض الآراء الغريبة علي الجمهور والسعي بقدر الإمكان بالتواصل معه، وثاني النصائح من المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين الذي تنبأ لها بمستقبل جيد لكنه نصحها بأن: (صوري وأخرجي ماتحسين به، وألا توقفك الآراء و ما يقال عنك، طالما كنت صادقة ستصلين في النهاية لما تريدينه).

http://alraed-sd.com/portal/permalink/18263.html?print&&&&&output_type=txt