برنامج اغانى واغانى فى دورتة الخامسة على النيل الازرق وعلى المنبر

Quote: وتستطرد موجهةً حديثها إليه : (مهما الوشاة خدعوك من الوصال منعوك) أنا سأظل كما كنت ولن يتخلص حبك من قلبي ، و (كيف) يكون (الخلاص وأنا قلبي فيك داب خلاص ؟ ) .................................................. . .. دارت هذه الزكريات في خاطري وتذكرت أن سبب الخلاف بينهما كان بسبب أن بعض الوافدين من خرج القرية ( شالوا الكلام وزادوه حبة ) و (كان قصدهم يحصل فراق ) فلم يسرهم أن يروا هذه العلاقة الفريدة بين (الحرازوالمطر) تذكرت كل ذلك وأنا أقرأ رسالة ( أحمد ) فقد ( هيّـج الذكرى) . ثم عاد يسأل عن ( بنت بابل) التي كانت تسكن بجوارنا ( في الروض المقابل ) ويبلغ تحياته للجميع .. قررت أن أرسل رسالة أخيرة إلي (أحمد ) فكتبت إليه أقول ( يا أحمد ) .. ( بلادك حلوة أرجع ليها ) .. ولازم تعود وترجع .. يا (أحمد) .. ( تعال لأهلك الطيبين) .. يا (أحمد) .. ( حليلك لما كنت زمان بترسم للفرح ألوان ) .. ولكن .. ( الغربة طالت يا مسيكين ) ويبدو أنك قد نسيت أحبايك ، و ( بقيت بحَّـار قديم تايه .. كلامك كلو كنا وكان ) .. وأستطرد فأقول : ( حقو طبعك) يا ( أحمد) ( يوم عشانا تغيرو ) ، والبيسال عن أخبارك ( مافي داعي تحيرو ) ، وأخبرته بأن (الحراز والمطر) إتصالحوا ، وعادت المياه لمجاريها . وختمت رسالتي فأشرت إلي ما ذكره لي في رسالته فقلت : لاحظت إنك قلت (عطشان) للبلد و (جلستنا الكانت عصرية ) .. وليس لدي ما أقوله لك سوي ( يا عطشان والبحر جمبك ) ، ويا ( أحمد ) أنا أحمل لك في دواخلي ( شلال عواطف ) و رغماً عن أننا ( ما اتعودنا ننسي ) إلا أن ( الرسايل ) لا تعبَّـر عن هذا الشعور ، وفي تقديري أنه لا يمكن أن تكون ( الرسايل ) هي طريق التواصل بيننا أو من خلالها ( نحكي ونعيد الزكريات ) وأظنك فهمت قصدي .. كانت هذه آخر عباراتي في الرسالة ، ولم أراسله بعدها ، كما لم تصلني منه بعدها رسالة . ( مرت الأيام ) بسرعة رغماً عن ( نار البعد والغربة ) التي يقاسيها ( أحمد) وكنت قد ظننت أن الزمن سيمر ببطء في مثل هذه الظروف ، ( لكنو مر سريع ) وخيَّـب ظني .. وحتماً ( سوف يأتي ربيع إن تقضَّـي ربيع ) .. ( وتمرُّ الفصول ) .. رغماً عن أنني أصبحت أعيش في عزلة ووحدة لزمن ٍ طويل ، إلي أن قررت أن أعود لسابق أيامي ، ففعلت ، وأصبحت أخرج مع الأصدقاء فنقضي الأمسيات الجميلة علي ( شاطي النهر ) ، ونستمتع بالجلوس خلف (البحيرة ) ، وكان أكثر ما يقلب أحزاني ( صوت القمري الحنين) الذي يذكرني بأيامي الجميلة مع (أحمد) . عدت في ذلك اليوم وأنا أجتر ذكرياتي الجميلة ، ولم تكد تمض ِ لحظات حتي غفوت ، لبضع دقائق .. عند ذلك وأنا ما ( بين اليقظة والأحلام) سمعت صوت ( زغرودة تطلع ت بعيد) ولم تكن غريبة علي ، فهو صوت زغرودة خالتنا ( فاطمة السمحة) أم ( أحمد ) .. فنهضت راكضاً حتي وصلت إلي باب منزلهم ، فدخلت دون أن يؤذن لي بالدخول - هذه المرة – وكانت دهشتي وفرحتي وسعادتي وغبطتي .. لقد عاد ( أحمد ) !! أخذته بالأحضان وكلانا لايصدق الواقع ! - ( من بدري ليه ما قلت لي ) إنك جاي ؟ = ما داير أتعبك معاي .. - ( عشان عارفني بستناك ) في المحطة أبيت تقول يعني ؟ عموماً حمد لله ع السلامة .. = عرفت إنو الفيضان كان مهدد بلدنا لكن (أولاد الأهالي) قاموا بالواجب .. - أيوا الناس كلها إتلمت (وترسوا البحر بالطواري) والحمد لله البلد بخير . = بالله أخبار ( ناس آمنة ) شنو ؟ لذت بالصمت للحظات .. أفكر في إجابة دبلوماسية .. - ( يا مساخة الحلة يوم ناس آمنة فاتوا ) ... = فاتوا ؟؟ فاتوا وييين ؟ - ناس آمنة هجروا البلد بعدك بشوية .. ........ عم المكان صمت طويل ، إلي أن حضر (تائه الخصل) فقطع علينا صمتنا بصوته الجهور وضحكاته المجلجلة ، وهو يداعب ( أحمد) .. - أهلاااااااً بـ ( سيد البلد) ..وأهلاً بالغايب ومرحب بالـ......... و نقنقنقنق نقنقنق نقنقنق نقنقنقششش شششش ـ..... وإستمر في حديثه الكثير المتسارع وعباراته الضاحكة فتختلط بعض الحروف مع بعضها البعض ، حتي لا تكاد تميز معانيها ، وتخال أنها كلمات جديدة في قاموس العربية ... بقينا هكذا حتي بدت الوفود تتقاطر علي منزل أسرة (أحمد) ، وأسرة (ناس ليلي) .. وعاشت القرية أياماً سعيدة ، بعودة أحمد .. والجلسات التي بدأت تعود من جديد كنا كانت في سابق عهدها . و ( يوم كنا في جلستنا ديك ) في ( الشاطي الجميل ) جلس كل شباب القرية في مجموعة واحدة علي (رمل الجروف) .. فذاك ( الأرباب أخوي) ، وذاك (تايه الخصل) وأيضاً ( الفنجري) و(أحمد) و(أولاد الفرسان) و(ناس ليلي) و(مريا) و(أميرة ) و (ناس لبني وعلوية ) و حضرت كل القماري والطيور إبتداء ً من (طير الرهو) و(الطير الذي كان طائر في مهب الريح ) و(الطيور التي كانت عند الصباح تفرد جناحاتهاوتطير ) و(الطير الطاير) و (الطير الغريب الذي سافر عشية ) و( الطير الذي وجوج في أمل ) و (القمري الذي كان في الأغصان) و(القمري الذي عشعش وما قوقن جنياتو) و (القمري الذي كان فوق نخل الفريق) و(القمري ذي الصوت الحنين) .