ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 07:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2010, 04:45 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. (Re: هشام الطيب)

    الطِباعة والنّشر في السُودان.. واقعٌ متأزم ومستقبلٌ مجهول

    تقرير: هشام الطيب

    ما أن تقع عيناك على كتاب طُبع في السودان، إلا وتجد أنّه رديءٌ في الصُنع، والأوراق المستخدمة فيه تكاد تفقد قيمتها الورقيّة، فكثيرٌ منها نجده قد تشبّع من الاصفرار والقدم، ثم إن ألوانه باهتة جداً، أو يكاد يكون بلا ألوان حتى، وستفاجأ عندما تعرف أن سعره باهظاً للغايّة، حينها ستعيد نظرك إلى الكتاب وتقول في نفسك: لابّد أنه قيّم من الداخل، ستشرع بعدها في تقليبه، ورقةً.. ورقة، بصورة بطيئة، ستكتشف أنه متخمٌ من الداخل بالعديد من أخطاء التنسيق والنحو ورداءة الحبر المستخدم فيها، بعدها ستحرص على أن تُنزل الكتاب من يديك لتضعه في مكانه برفق؛ خشيّة أن يتمزق على يديك عن غير قصد، أو عن قصد؛ بسبب انزعاجك وصدمتك فيه.
    مشاكل ومعوقات عديدة تواجه حركة طباعة ونشر الكتاب في السودان، فالذي يقرأ كتاباً سودنيُ الصُنع، لن يجد جودة به على الإطلاق، لكنه في المقابل سيجد ارتفاعاً بالغاً في سعره، ارتفاع السعر هنا؛ فسَّره الأستاذ راشد مصطفى بخيت، نائب الأمين لإتحاد الكتّاب السودانيين، على أنه نتج من ارتفاع أسعار مُدخلات الطباعة، المتمثلة في غلاء الورق (الخامات)، وبقيّة التكاليف المعروفة، كما عزى راشد والكثير من المهتمين بهذا الشأن إرجاعها للدولة، التي يَرون أنها تعمّدت رفعها؛ نسبةً لمخاوف عديدة تحسّها إذا ما اهتمت بالطباعة والنشر، لكن بذلك ووفق ما يَرى أولئك المهتمين فإن الدولة هي التي أدّت إلى هذا التدهوّر الكبير في قطاع إنتاج الكُتب، ذلك فضلاً عن ما أشار إليه "فرانك ميرمييه" الباحث الفرنسي المتخصّص في أوضاع النشر في الشرق الأوسط، حول التأخر الكبير في حركة النشر في دوّل من بينها السُودان، إذ يعزي ذلك التأخر لأسباب تاريخيّة كأساس؛ تَرجع لتأخر دخول المطابع لبلدان أفريقيا والشرق الأوسط على وجه التحديد، الشيء الذي جعلها عرضةً للتطور البطيء، إضافةً إلى عدم اهتمام الدولة بهذا الشأن، على هذا الحديث نجد أن السودان قد تأخرت فيه دخول حركة الطباعة، ولا يُعرف بالضبط- حتى الآن- تاريخ دخول أوّل مطبعة إلى السودان، لكنّ ما عُرف هو أنها سُخِّرت لإنجاز الأعمال الحكوميّة فقط، وقد دخلت تلك المطبعة الى السودان في الوقت الذي كانت فيه مطابع الأوربيون ودوّل العالم الأوّل- كما يسميها البعض- تُنتج آلاف الكُتب والنشرات الأدبية والسياسية.
    وعلى حسب حديث "ميرميه" فإن التأخير الكبير في حركة دخول المطابع إلى بلدان مثل السودان ساهم حينها بصورة كبيرة في عدم ترسيخ القراءة كسلوك ثقافي يومي في أوساط مجتمعات تلك البلدان، فقد كانت المطابع في تلك الدوّل وقتها بوقاً لهتافاتها، حيث كانت الدولة تسخّر المطابع لطباعة أوراقها التي تخدم مصالحها فقط؛ الشيء الذي صنع بدوره حاجزا كبيراً بين الكتاب والقارئ، ففي السودان لا يُخفى على أحد أن هنالك اضمحلال وركود شديد في حركة النشر والطباعة؛ وإضافة لحديث "ميرميه" يرى البعض أن التأخر هو نتاج للظروف الاقتصادية التي تحيط بعمليّة إنتاج الكتاب ونشره؛ تلك التكاليف التي توصف بالخياليّة، والتي تسببت في إرجاع ترتيب القيمة المعنويّة للكتاب بالنسبة للقاريء من أولوية إلى غير مهم بالنسبة له؛ كما أن في مثل هذه الظروف بلا شك سيضطر كثير من القراء للعزوف عن القراءة، وستكون بينهم وبين الكتابة والنشر هوَّة عميقة.
    ومن بين تلك المعوقات أيضاً ما تطرّق له "ميرميه"، في محاضرته عن أوضاع النشر التي أقيمت قبل وقت من الآن بالمركز الفرنسي بسوريا والتي قال فيها: (وجود نسبة عالية من الأميّة تتفشى في بلد مثل السودان، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة أن نسبة الأميّة قد ارتفعت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة الشيء الذي عمل على تدني الإهتمام بالكتاب في تلك الدوّل)، كما يعزي "ميرميه" عدم ارتقاء حركة النشر في بلدان مثل السودان لاختلاف درجة ممارسة اللغة العربية في عملية النقل الثقافي والمعرفي، وخاصة في دوّل تتعدد فيها اللغات كالسودان.
    وبعيداً عن حديث "ميرميه" الذي يُدخلنا في الصراع الثقافي اللغوي في السودان الذي أفضى إلي فرض اللغة العربيّة عبر مؤسسات الدولة، فإن هنالك معيقات وقيُود ملموسة أخرى تواجه حركة نشر وطباعة الكُتب في السودان، كان من أبرزها تلك الضرائب والرسوم الكبيرة التي يدفعها الناشر للدولة.
    الأستاذ نور الهدى محمّد، مدير دار عزّة للنشر أبدى إمتعاضاً شديداً من المعاملة التي يتلقونها من الدولة إذ يقول في حوار أجرته معه إحدى الصحف السودانيّة وتم نشره في موقع sudanray :(الدولة لا تقدم لنا أي شئ والأفضل أن تبتعد منا؛ فهي تضع قيوداً علينا) ويواصل موضحاً: (مثلاً رقم الإيداع لأي مؤلف ندفع عليه رسوم وفي العالم كله يكون هذا الأمر مجاناً) ويمضي قائلاً:( حتى رقم الـ "ISBN" أيضاً ندفع عليه مالاً ونحن ننظر إلي هذا الأمر على أنه رقابة ليس إلا، وهنالك جمارك وضريبة مضحكة جداً وهي رسوم جودَّة) واستغرب نور الهُدى من كم الرسوم الهائل الذي تأخذها الدولة منهم كناشرين، وتساءل قائلاً:( لا أدري ماذا يقصدون بـ"رسوم الجودة؟ "ولا أدري ما هي علاقة الجودة بالكتاب؟ أو حتي ما هي علاقة الجريح بالكتاب؟).
    وفق هذا الاتجاه نجد أن الناشر بدوره قد دافع عن الإتهمات التي وجّهت له بخصوص تأخر حركة المطابع في السودان، إذ يقول الأستاذ نور الهُدى:(المطابع في السودان متقدمة، فمثلاً مطبعة السودان للعملة مطبعة متقدمة ومتطورة ويكاد لا يوجد لها مثيل في كثير من الدوّل)، إلا أن نور الهدى يعزي تلك الرتابة في صناعة الكُتب إلا العديد من الأسباب التي يقول عنها:(الآلة لا تصنع الكتاب لوحدها ولكن هنالك أشياء أخري، مثل توارث المهنة التي نفتقدها كثيرا في السودان؛ نسبة لهجرة الفنيين المهرة في الطباعة، بحثاً عن الوضع الأفضل أو هنالك من خرج من المهنة بسبب الصالح العام) ويُضيف: (أما بخصوص الورق فإن الإشكال هو الضرائب المفروضة علي الورق وعلي جميع مدخلات الإنتاج.(
    راشد مصطفى بخيت، نفَّى بعضاً من الاتهامات التي وجّهت لإتحاد الكتّاب السودانيين والتي مفادها أن إذا ما وجدت اتحادات قويّة للكتّاب والناشرين فإن الدولة بلا شك ستضطر _ بفعل ضغط تلك الاتحادات _ لرفع كل أشكال الضغوط التي تمارسها عليها، لكن راشد يقول:( أغلب الاتحادات السودانيّة الموجودة اليوم، ليست إتحادت نقابيّة ذات مطالب تسعى لتحقيقها؛ فهي مسجلة لدَى وزارة الثقافة والشباب والرياضة وفقاً لقانون تسجيل الجمعيات الثقافية؛ والمناداة والضغط على الوزارة ليس من اختصاصها)، ويعزي راشد إلى أن وزارة الثقافة هي السبب الرئيس في تدهوّر طباعة ونشر الكتاب في السودان إذ يقول:( المشكلة أنه بالرغم من أن الوزارة الاتحادية من مهامها أن تولي الكتاب أهميةً قصوى في خطتها، لكنها عملت على عكس ذلك واتجهت إلى زيادة قيم مُدخلات الإنتاج، كالورق، الأحبار، ونسبة لارتفاع تلك المدخلات فإننا نجد أن السودان هو الأعلى درجة من ناحيّة ارتفاع الأسعار والتكلفة).


    سألنا د. محمد المهدي البشرى، عن تجربته في النشر والطباعة فقال: (سبق وأن تعاملت مع العديد من دور النشر في السودان، كان من أبرزهم، دار جامعة الخرطوم، ودار حصاد للنشر، وغيرُهم، ولديَّ العديد من المشاكل والأزمات التي واجهتني في كل الكُتب التي قُمت بطباعتها ونشرها، حتى أن آخر كتاب قمت بطباعته "كتاب الشمعة والظلام"، وهو عبارة عن مقالاتٍ نقديّة، صدر عن دار حصاد للنشر، هذا الكتاب لم يوزع إطلاقاً، وهو متكدّس الآن في منزلي، والسبب أنني دخلت في مغامرة حقيقة إذ وافقت على ما عرضه عليّ الناشر تفادياً للتكلفة وهو أن أقوم بتوزيع هذا الكتاب على طريقتي الخاصّة، لكنني فشلت في ذلك وهو متكدّس الآن بصورة كبيرة في المنزل، وفي كل مرّة أقوم بطباعة كتاب، تكون غالبية التكاليف مدفوعةً مني، أحياناً يكون هنالك دعم من الناشر، لكن الأزمة الأساسية في السودان هو أن الدولة بمختلف مؤسساتها المعنيَّة لم تُولي أمر الطباعة والنشر اهتماماً كبيراً، خاصة وأن قنوات التوزيع في السودان ضئيلة ولا تُوزع بشكل كبير). وعندما سألناه عن السبب الرئيس الذي يجعل من دور النشر في السودان متأزمة إلى هذا الحد، قام بإرجاع المشكلة إلى الدولة وقال:( مؤسسات الحكومة لم تساهم في عملية النشر في السودان، بل ساهمت في زعزعتها بصورة كبيرة). وعندما سألناه عن ما إذا كان يجني أرباحاً عن الكُتب التي يقوم بطباعتها ونشرها، فقال:(سيحدّث ذلك في دولة حريصةً على حقوق الكاتب وملكيته الفكرية؛ ففي السودان نجد أن أقل عائد هو ما يجده الكاتب، هذا إن كان هنالك عائد أصلاً) ويضيف:( الموزَّع يأخذ 35% من الأرباح، والبقيّة تذهب للطابع والناشر، واهم من يظن أنه سيكسب أرباحا من الكتابة في السودان).
    بهذا فقد أجمع الكثيرين من الكُتَّاب والنَاشرين والمُهتمين على أنّ أوضاع الطباعة والنشر في السودان متدّهورة إلى حد كبير، وأتفق أكثرهم على أن السبب في هذا التدهوّر هو الجّهات المختصّة، وقد اتضح ملياً أنّ الدولة ووفق ما قالوا فإنها زعزعت حركة الطباعة والنشر وأهملتها بصورة مريعة، هذا الإهمال الذي أُرجع إما لإهمال الدولة المُفرط والمعتاد تجاه العديد من القضايا، أو عن قصد منها، لأسباب ومخاوف تخصّها إذا ما عملت على تطوير حركة النشر والطباعة في السودان.
                  

العنوان الكاتب Date
ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-02-10, 08:14 PM
  Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-03-10, 07:42 AM
    Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-10-10, 04:39 PM
      Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. ناذر محمد الخليفة08-10-10, 04:43 PM
        Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-10-10, 04:53 PM
      Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-10-10, 04:43 PM
        Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-10-10, 04:45 PM
          Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. ناذر محمد الخليفة08-10-10, 04:58 PM
            Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-17-10, 02:28 PM
              Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. صالح عمار08-19-10, 03:38 PM
                Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-20-10, 10:17 PM
                  Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. adil amin08-21-10, 09:16 AM
                    Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-26-10, 12:58 PM
                      Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. صالح عمار08-26-10, 06:52 PM
                        Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. صالح عمار08-26-10, 07:31 PM
                          Re: ملف تعارُف ثقافي بأجراس الحريّة يعاود الصدور الثلاثاء وكل ثلاثاء .. هشام الطيب08-29-10, 12:39 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de