إنّ حُمّى الإنتخابات التي أصابت شعوب السودان ـ حكومة ومعارضة ومهمّلي معسكرات وغلابة وأغنيا ومهاجرين ومُهجّرين ـ لا أظن أن أحداً سيبرأ منها عما قريب.. ولا أن أحدا أو حزبا أو عبقريا أو معاهد البحث العالمية المتخصصة في أحوال الشعوب وأمزجتها ـ بمستطيع بأن يحكي لنا: الحصل شنو، وبصورة واضحة وجلية!
وأنا كنت على قناعة، حتى ليلة أمس، بأن "قرار الإنسحاب" بالنسبة للحركة، كان قرارا مؤسسيّا، وبأن القيادة العليا للحركة الشعبية هي التي اتخذت ذلك القرار المؤسف، والذي أحبط الملايين من شعوب السودان وأهمدت "حملة الأمل والتغيير" وهدّت حيلنا جميعا.. أما أن يأتي القيادي: جيمس واني، نائب رئيس الحركة، ويقول لنا بغير ذلك، وفي حوار صحفي، فهذا هو الغريب في الأمر.. حاوره/ فتح الرحمن شبارقة:
Quote: لكن الحاصل الآن إن الروح المعنوية إنخفض بسبب كلام قادة القطاع الشمالي. فهم كانوا خائفين من التزوير، وأنا رأيي كان رغم إحتمال التزوير لكن لازم نمشي للإنتخابات. وعندما حصلت المقاطعة وإنسحاب الرفيق ياسر كثير من مؤيدي الحركة في قطاع الشمال ذهبوا وإنتخبوا مرشحين من المؤتمر الوطني والحزب الإتحادي وغيرهم. يوم إعلان الإنسحاب، أذكر أن شاهدت عرمان إلى جانب مشار في التلفزيون وقد بدا سعيداً فيما يبدو بذلك القرار؟ - ياسر من قرر الإنسحاب، ولم يقرر له أحد ذلك، فلماذا تريده أن يزعل. ونحنا قلنا له: كان ممكن تقول لنا من البداية لنختار الشخص المستعد يقيف . على ضوء كل ذلك، كيف تنظرون لمستقبل قطاع الشمال في الحركة؟ - سنناقش هذا الأمر في المؤتمر العام لمجلس تحرير الحركة الشعبية قريباً وسنقعد ونرى مايمكن عمله لرفع الروح المعنوية لعضويتنا في قطاع الشمال . * لرفع روحهم المعنوية، أم للنظر في تقرير مصيرهم؟
ومعنى هذا الكلام/اللغز: إما أن يكون المناضل/ واني يريد أن يتنصل من "تبعات هذا القرار"، وبأنه لم يكن موافقا عليه! أو أن الماضل/ عرمان، رفيق غير مُنضبط !
ولئن لم يكن هذا، أو ذاك، فالأمر أنكى.. فياسر عرمان لا يمكن أن يكون قد ترشح لرئاسة الجمهورية (المسكينة) دون علم قيادته، بل من الضروري أن تكون هي التي دفعته لذلك.. ولكن ليس لترؤس البلاد، بل لمآرب أخرى، وبعلمه أو بدونه، فالأمر سيان!
فمن المؤسي أن يكون "الصراع" بين أطراف قيادات الحركة قد وصل إلى درجة انعدام "الحد الأدنى" الذي كان يجمع بين الوحدوي والانفصالي.. وانقلبت الآية بعد رحيل قرنق: حين كان هو الرئيس، وذاك نائبه؛ فصار المتشائم هو الرئيس، وصاحبنا واني المتفائل هو النائب..
وغايتو، في البلد دي الواحد لازم يديها صنة، وبعدين نشوف ـ عشان نفهم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة