غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 06:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2010, 07:25 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل

    نشرت صحيفة الأحداث مقال للكاتب مصطفي عبد العزيز البطل هذا نصه .....

    Quote:

    (1)

    التقيت الأديب والسياسي والسفير والإعلامي الراحل الدكتور علي أبوسن مرة واحدة في حياتي (أفضِّل استخدام لقب الدكتور في الإشارة إليه برغم عدم ثبوت حصوله على درجة الدكتوراه. وفي كتابه موضوع المقال يرد عنوان رسالة الدكتوراه التي شرع في إعدادها بجامعة لندن وهو "العلاقات السودانية الاثيوبية في عهد الدولة المهدية"، بيد أنه ليس هناك ما يؤيد أنه أنجزها فعلاً). كان لقاءً عابراً غير ذي أثر أوجبته المصادفة المحضة. وقتها لم يكن الرجل في ذهني شيئاً مذكورا. لم أكن حتى قد سمعت باسمه، وإن كان وجوده في المكان الذي رأيته فيه دلّني على انه ربما كان من ذوي الهيئات. غير أنني تنبهت الى عبارة تناهت الى مسمعي عرضاً، صدرت عن وكيل وزارة الخارجية آنذاك، ميرغني سليمان خليل، إذ قال لبعض مجالسيه من الدبلوماسيين السودانيين: (إذا كان دكتور علي أبوسن قد أشاد بخطاب رئيس الوزراء أمام المؤتمر فلا بد انه كان خطاباً استثنائيا). واستنتجت من التعليق، ومن لغة الوجوه والأجساد، أن علي أبوسن هذا من الذين لا يعجبهم العجب، ولا الصيام في رجب. كل ما عَلَق بذهني عن الرجل بعد أن وقعت عيناي عليه انه كان بهيّ الطلعة، على درجة عالية من الوسامة. كان "منظرانياً جميل المنظر". (العبارة الأخيرة استخدمها الراحل البروفيسور عبد الله الطيب في كلمةٍ له يرثي فيها الراحل الآخر محمد عبد الحي).

    (2)

    الزمان: يونيو من العام 1986م، والمكان أديس أبابا. كنت ضمن آخرين جلوساً ووقوفاً في إحدى أبهاء القاعة الكبرى التي انعقد فيها مؤتمر القمة الإفريقي ذلك العام. لم يكن لي علم بالصفة التي أتت بعلي أبي سن الى هناك، ولا بالدور الذي نهض اليه، وأكبر الظن أنه دورٌ ذو واشجة بإحدى المنظمات الإقليمية أو الدولية التي كان الكثير من قادتها وكادراتها يصولون - مثل الطواويس - في حللهم الفاخرة بين القاعات والأبهاء والغرف المغلقة. غير أن الزمان دار دورته بعد ذلك فعرفت من هو الدكتور علي أبوسن. قرأت له وقرأت عنه. أعجبت به وتعجبت منه. ثمّنت بعض بضاعته فاشتريتها، وبخّست بعضها الآخر فرددتها. ولا ضرر ولا ضرار. تلك هي الحياة وذلك هو قانونها (‏ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) 'البقرة 251'.

    ينتمي الرجل أصلاً وأرومة الى أسرة أبي سن ذات الصيت والصدى. وبيت السنّاب، كما قد علم الناس، هو البيت القائد في قبيلة الشكرية العتيدة التي تضمها أكناف البطانة بين النيل الأزرق ونهر العطبرة . تخرَّج في كلية دار العلوم بمصر في العام 1958م ثم التحق مباشرة بهيئة الإذاعة البريطانية حيث عمل ردحاً من الزمان، تزامل خلاله مع بعضٍ من بني جلدته، ومن هؤلاء الراحلين الطيب صالح، وصلاح أحمد محمد صالح، وأحمد قبانى. وذلك قبل أن تستقطبه في سلكها الدبلوماسي وزارة الخارجية السودانية حيث كان عطاؤه ومعاشه سنين عددا، ألحقها بسنواتٍ أخريات عمل خلالها خبيراً بجامعة الدول العربية. ولما شارف على الربع الأخير من حياته، هبط بشمال الوادي، حيث معشوقته مصر، ونشط هناك في دوائر العمل السياسي الحزبي المناوئ لنظام الإنقاذ، فكانت داره بشارع فوزي رماح بمدينة المهندسين بالقاهرة خليةً نشطة من خلايا حركة المقاومة السياسية. ثم ألقى عصا التسيار بثغر مصر الشمالي الذي اختاره مستقراً ومقاماً ثاب اليه في خواتيم عهده بالدنيا التي فارقها متوسداً ثرى مقبرة المنيرة بالإسكندرية في منتصف أغسطس من العام 2004م. وقد كانت لصاحبنا في دنياه الفانية طموحاتٌ كبار، سياسية وأدبية ومهنية، أدرك بعضها فأصابه، واستعصى عليه بعضها الآخر فأخطأه. وذلك أيضاً منصوص عليه في قانون الدنيا ولوائحها.

    (3)

    هل سمعت، أعزك الله، بالحوار الذي دار، ذات يوم من أيام الديمقراطية الثالثة، بين الراحل الكاتب الصحافي الإسلاموي محمد طه محمد أحمد والسيد الصادق المهدي؟ كان محمد طه يملأ الدنيا بكتاباته السياسية التي تشبه القنابل العنقودية، وتتساقط بغير احتراس أو تمييز فوق رؤوس كثير من السياسيين والناشطين في العمل العام، ولكنه كان في ذات الوقت يُعنى ببعض جوانب الأدب والثقافة فيكتب عن أدب نجيب محفوظ وروايات إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وما أشبه. ويبدو أن السيد الصادق المهدي كان مطلعاً على بعض هذه الكتابات. وقد تصادف أن التقى المرحوم محمد طه بالسيد الصادق على حفافي مناسبة اجتماعية، فقال له السيد الصادق: (يا محمد كتاباتك في مجال الأدب كويسة جدا، حقو تركز على الأدب وتخلي الحاجات التانية). لم يخف على محمد طه بطبيعة الحال المعنى والمضمون الماكر القابع في عبارة المهدي، وقد كان رحمه الله ذكياً لمّاحاً حاضر البديهة، فسارع على الفور بالرد: (يا سيد الصادق كتّر خيرك. لكن خليني أكلمك النصيحة. أنا الأدب ما بخليهو، وقلة الأدب ما بخليها).

    كانت عبارات الراحل العزيز في حواره الطريف الساخر مع حفيد المهدي هي أول ما تبادر الى ذهني وأنا أقلّب صفحات كتاب الدكتور علي أبوسن (المجذوب والذكريات: أحاديث الأدب والسياسة)، الذي لا يحمل أية إشارة الى الدار التي أصدرته، إذ إنه طبع ونشر، فيما يبدو، على نفقة المؤلف ووزعت منه نسخ محدودة، ثم لم يُعد طبعه. ولعل ندرة النسخ المتداولة من هذا الكتاب هي التي حدت بالصديق المهندس حاتم شريف، الذي بعث الي بنسختيه من الجزأين الأول والثاني، فجاءتا تتهاديان فوق سماوات الدنيا الجديدة، من صحارى تكساس الى سهول منيسوتا، هي التي حدت به الى ان يأخذ عليّ العهود المُحكمة والمواثيق الغلاظ بأن أرد له كتابه، بعد أن أفلفله، وأحسن فلفلته، دون مماطلة أو التواء.

    وقد نظرت في كتاب أبي سن فوجدته يجمع بين الأدب وقلته، تماماً مثلما جمعت مقالات الراحل محمد طه محمد أحمد بين القيمتين. أوقفنا المؤلف على قدراته الأدبية الرفيعة، كما أشهدنا في ذات الوقت على "قلّة أدبه". تجد بيد دفتي الكتاب الكثير من العلم النافع والمعارف الخصيبة التي تحرك العقل وتغذي الوجدان وتستثير الخيال. ولكنك تقف عند أجزاء اخرى منه فتحتار ويحتار دليلك. وتسأل نفسك: أجدٌّ هذا أم هزْل؟ هل طالعت فعلاً ما تراءى لي انني طالعته، أم هي التهيؤات والخيالات والهلاوس؟! ولكنني عدتُ بعد ذلك الى مقالٍ قديم تناول فيه الناقد المُفلق عبد المنعم عجب الفيا ذات الكتاب تحت عنوان "علي أبو سن ومصطفى سعيد" (2003م)، فوجدته قد كتب: (أما عنصر الإثارة في الكتاب فيأتي من الصراحة التي تصل الى حد التجريح، والحديث عن الذات باعتداد وثقة غير مألوفة، والكشف عن جوانب لم تكن معروفة في حياة المشاهير من رموز التاريخ والسياسة والأدب). ثم أضاف: (وأظن أن هذه الجرأة وهذه الصراحة المتناهية في الحديث عن الذات والآخرين هي الثغرة التي ستنفذ منها سهام النقد والهجوم على المؤلف). ولن أخيّب للناقد عجب الفيا رجاءه ولن أبطل توقعه، بل أنفذ من خلال "الثغرة" المزعومة لأتعامل مع ما يسميه هو "الجرأة والصراحة المتناهية"، وأميل أنا الى تسميته "قلة الأدب".

    (4)

    بين دفتي دفتر أبي سن من الكلام ما لا يشك أحد في أن المسؤولين عن تحرير الصحف عندما يقعون على مثله فإنهم يؤشرون عليه بالقلم الأحمر بلا تردد وبغير إبطاء: (لا يصلح للنشر). ولكن أبا سن رآه صالحاً. هذا شأنه، وكل شاةٍ معلَّقة من عرقوبها. وما كنا لنرى في الأمر غضاضة، وكثيرٌ منه يهون لو أنه كان محض رأي المؤلف ومحصول فكره. ولكنه غير ذلك. فالرجل يبذل في كتابه رسائل خاصة بعث بها اليه في مراحل باكرة من حياته رجالٌ من ذوي الشارات في سوحنا السياسية والاجتماعية والثقافية. رسائل من ذلك الصنف الذي يتبادله الصديقان الحميمان، وسر واحدهما وحماقاته وسقطاته وخطاياه عند الآخر. تجد بين نثيرها بعضاً مما لو قيل باللسان قيل همساً، وفي البال أن السُترة مطلوبة، و(الحيطان لها آذان).

    ما قولك - أعزك الله - في رسالة تبعث بها الى رفيق صباك، وكاتم سرك، وانت في صهوة الشباب، تكتب له عن حوار دار بينك وبين فتاة عرفتها، تصفها لصاحبك بأنها "فنانة" و"مثقفة"، تقرأ لها شيئاً من إنتاجك الثقافي، وأنت نفسك تصف بعض جوانب ذلك الإنتاج بالخروج عن نسق القيم المألوفة في حيواتنا الاجتماعية، فتقول في خطابك ان الفتاة انفعلت بما سمعت فهتفت لا إرادياً "أحَّي"، فأبديت استغرابك للفتاة كونها مثقفة وتقول "أحّى"، فاستدركت الفتاة وقالت "سجمي"! ما قولك لو أن العمر امتد بك، بعد ذلك، عبر فورات الشباب الى مدارج الكهولة ثم الى مهاوي الشيخوخة، ثم فوق آلة حدباء الى مثواك الأخير، ثم أتاك منكر ونكير وأنت في هدأة القبر، ينبئانك أن رسالتك إياها أودعها صاحبك في كتابٍ منشور وأشاعها بين الخلق؟! واسمع صاحبي فلان يقول (ويعني شنو؟). يعني شنو؟ إذن فخذ هذه: يكتب الصديق للصديق عن حبشية عرفها في الخرطوم وافتتن بها. يصف جسدها وصفاً حسياً، ثم يتغزل في روحها من مدخل الجسد (من خلال جسدها الصافي رأيت روحها الصافية). ويشيد بكونها تنتقي فلا تدخل اليها كل من هب ودب، شأن الاثيوبيات اللائي عرفتهن الخرطوم في الزمن الذي مضى (إنها تعشق ولا تدخل إلا من يروق)! ويغضب الصاحب لأن الحكومة رحّلت الحبشيات ومنعت البغاء، ويقسم أن من منعوا البغاء هم الداعرون (أجاعوا الشعب وأبأسوه، ولم يعطوا إلا قبحاً، ورموا قبحهم ودعارتهم على أمثال مجدلينة، وأقسم بالواحد الأحد أن عانة مجدلينة أفضل وأزكي من لحى هؤلاء)!

    تقرأ في الرسائل كلاماً كثيراً عن علاقات الرجلين النسائية. خاصةً في حالة أبي سن الذي يطرح نفسه على انه دونجوان زمانه وكازانوفا عصره. بل إنه مضى قدماً لا يلوي على شئ فزعم أنه هو نفسه الذي عناه غارسيا ماركيزنا، الطيب صالح، عندما كتب عن شخصية مصطفى سعيد، مؤكداً أن الطيب صالح ذكر ذلك بعظمة لسانه له ولبعض خاصة أصدقائه. ولكن ما ذنب الآخرين الذين لا يد لهم ولا كراع في مهرجان الفضائح هذا. لا سيما إن كان هؤلاء الآخرون من قادتنا ورموزنا القومية في مضامير السياسة والثقافة؟ في إحدى الرسائل سؤال عن امرأة إنجليزية، اسمها كاثلين، كانت موضع اهتمام المؤلف وصاحبه. ولكن في معرض التعريف بهذه المرأة ترد الإشارة من غير داعٍ وبلا مسوّغ مفهوم الى انها كانت في الأصل صديقة للسيد سر الختم الخليفة رئيس الوزراء والسفير الأسبق إبان وجوده في لندن، ثم بعد عودة الأخير الى السودان وانقطاع العلاقة، اتخذها السفير جمال محمد أحمد صديقة له هو أيضاً! (يا ترى هل كانت سليلة السكسون هذه متعهدة للسفارة السودانية، أم ماذا؟). أما عن رسائل المجذوب الى رفيقته الإنجليزية روزميري، التي نشرها أبو سن بذباباتها، فحدّث ولا حرج.

    وقد حيّرني حيرةً جاوزت المدى أن أبا سن ترخّص ترخصاً لا رشد بعده، فلم يجد حرجاً من أي نوع في أن يجاهر بإعجابه بل وافتتانه بجمال القائدة الشيوعية فاطمة أحمد إبراهيم، في عهد شبابه وشبابها. ولم يجد بأساً من الإقرار بأنه حاول أن "يشاغلها" فردته رداً غير لطيف (حدجتني بنظرة إهمال وصمت ارتجت لهما أعماقي). يقول: (كنت أخفي افتتاني بعذوبة جمالها الساحر). ويمضي قُدُما فيربط ذلك الجمال بمنطقة رفاعة التي اشتهرت نساؤها بالجمال، أو كما قال: (.. بنات رفاعة هن أجمل الكائنات)!

    (5)

    كتب شيخنا الدكتور عبد الله علي إبراهيم أن السجن المايوي تطاول عليه وعلى أصحابه الشيوعيين في حقبة السبعينيات، فكان هناك صاحب له مسجون يناديه الى كنبة متطرفة في باحة السجن اعتاد أن يثوب اليها في ساعات العصاري قائلاً: "يا عبد الله تعال أقعد معاي نتمحّن"! وها أنا أناديك أنت - أيها الأعز الأكرم - لنتمحن معاً في جانب آخر من جوانب الرسائل. ولنترك غراميات أبي سن والمجذوب المذاعة على الملأ وسنعود إليها لاحقاً لو نسأ المولى في آجالنا. نعرف من الرسائل المتبادلة أن الأستاذ محمد المهدي المجذوب ورفيقه علي أبوسن كانا عضوين في لجنة النصوص بالإذاعة. وعندما غادر أبو سن ليعمل بسفارة السودان بلندن كان من الطبيعي أن تكون ذكريات لجنة النصوص مادة من مواد الرسائل المتداولة. ومن بدائه الأشياء أن ترد في هذه الرسائل ملاحظات وتعليقات وخاطرات حول الشخوص والمواقف والأحداث. ومن الطبيعي أيضاً أن تكون بعض هذه التعليقات والملاحظات سالبة في مضمونها الاجتماعي، مما يدخل في ذلك الباب الواسع العريض الذي تعرفه شعوب الأرض قاطبة باسم "النميمة". غفر الله للصديقين الراحلين أبي سن والمجذوب، ولنا جميعا، فكلنا نمّامون. وخير النمّامين التوابون. واخوتنا في شمال الوادي يجعلون للنميمة مفرداً فيقولون عن القطعة الواحدة من النميمة "نمّاية"، فتجد الواحد منهم يحدث الآخر: (تعال أسمع النمّاية دي).

    اسمع يا هداك الله، هذه "النمّاية" كما وردت في إحدى رسائل المجذوب الخاصة التي لم يتورع صاحبه عن إذاعتها. ومحور الحديث هنا هو الأديب السوداني الفذ الراحل حسن نجيلة، وكان عضواً في لجنة النصوص الى جانب المجذوب وأبي سن: (حسن نجيلة مغرور، عميق الغرور، متحذلق ومعجب بنفسه. يتحدث بكلام خارم بارم، هو ثقيل، هل رأيت أثقل منه؟). ثم وعلى مذهب "الأعور الجنبك" كتب: (وهل رأيت أسمج من الولد بدر الدين سكرتير لجنة النصوص)؟ وخذ هذه النمّاية عن الشاعر الضخم الراحل إبراهيم العبادي (العبادي رجل جلف، سكران، نرجسي، قبيح. النرجسية أصلها - كما أزعم - للجمال، ولكن نرجسية العبادي للقبح). أما الشاعران الكبيران الدكتور الزين عباس عمارة وصديق مدثر فهذا هو نصيبهما من النميمة: (تركيبة تشوبها السطحية وعدم الفصاحة، وينقصها الفن).

    وأحاديث الأدب والسياسة، وقلة الأدب والكياسة عند أبي سن تطول. [ نواصل]



    نقلاً عن صحيفة "الاحداث" - 26/05/
                  

05-31-2010, 07:27 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    وهنا مقال السمؤال ابو سن زميل البورد رداً علي مقال البطل في صحيفة الأحداث الصادرة اليوم :

    Quote:

    غاب أبوسن ولعب أبوضنب (1)

    ذكر الكاتب مصطفى البطل في مقاله «أحاديث الأدب وقلة الأدب» بصحيفة الأحداث الغراء في عددها رقم 1072 بتاريخ 26 مايو 2010، أن لقاءه بالراحل علي أبوسن مؤلف كتاب «المجذوب والذكريات»، كان «لقاءً عابراً غير ذي أثر أوجبته المصادفة البحته». وعندي أن البطل كان دقيقاً جداً في وصفه لهذا اللقاء حيث لا أتوقع أن يكون لقاءه بعلي أبوسن غير لقاء عابر، وأسباب ذلك لا تغيب على ذي فطنة وأهمها أنه ليس ثمة ما يجمع بين الإثنين لا مقاماً ولا مقالاً ولا مجايلة. ليس في ذلك انتقاص من قدر البطل، أكثر من وضع الأمور في نصابها وإبعاد للندية التي حاول أن يوهم بها القارئ في مستوى العلاقة بينه و بين علي أبوسن.
    وغالب تقديري أن البطل قد «تحسس» بعض الشئ مما قد يكون حسبه - والنفس أمارة بالسوء - «تجاهلاً» من علي أبوسن أوغر عليه صدره مما جعله يستطرد وينقب في أحقيته بالدرجة العلمية التي لم يدّعها أبوسن يوماً، متسائلاً عما إذا كان أبوسن قد نالها أم لا، وهو لعمري استطراد وتنقيب لا يقدم ولا يؤخر في موضوع المقال، ولا يشف إلا عن غرض كاتبه.
    ومصطفى البطل الذي مدد رجليه في عتمور الجدب المعرفي الذي خلفته تركة عشرين عاماً إنقاذية ليكون من أبرز كتابنا في هذا العهد البئيس، سيتحفنا بسلسلة مقالات عن كتاب «المجذوب والذكريات» مهد لها بالرقم (1)، سيتحتم علينا قراءتها حتى نقف وقوفاً متئداً على بعض نماذج الكتابة المغرضة ونفضح دوافعها ومن وراءها.
    يوحي البطل للقارئ بأنه يطلع للمرة الأولى على هذا الكتاب، فيقول في سياق تمهيده لاستخدام عبارة «قلة الأدب»، في حوار نسبه للمرحوم محمد طه محمد أحمد مع الصادق المهدي: «كانت عبارات الراحل العزيز في حواره الطريف الساخر مع حفيد المهدي هي أول ما تبادر الى ذهني وأنا (أقلّب)! صفحات كتاب الدكتور علي أبوسن (المجذوب والذكريات: أحاديث الأدب والسياسة)، الذي لا يحمل أية إشارة الى الدار التي أصدرته، إذ إنه طبع ونشر، فيما يبدو، على نفقة المؤلف ووزعت منه نسخ محدودة، ثم لم يُعد طبعه. ولعل ندرة النسخ المتداولة من هذا الكتاب هي التي حدت بالصديق المهندس حاتم شريف، الذي بعث الي بنسختيه من الجزأين الأول والثاني، فجاءتا تتهاديان فوق سماوات الدنيا الجديدة، من صحارى تكساس الى سهول منيسوتا، هي التي حدت به الى أن يأخذ عليّ العهود المُحكمة والمواثيق الغلاظ بأن أرد له كتابه، بعد أن أفلفله، وأحسن فلفلته، دون مماطلة أو التواء».
    وهذا إيحاء مضلل وينطوي على كثير من التدليس وعدم الأمانة. فمن يقرأ المقال يتصور أن البطل يطلع للمرة الأولى على مؤلف الراحل علي أبوسن» المجذوب والذكريات» وهذا غير صحيح. فهل نسيَ البطل أو تناسى أنه قد استشهد بكتاب «المجذوب والذكريات» استشهاداً نيراً قبل ما يقارب العام؟ ومن عمق الكتاب إذ جاء في مقاله المنشور بصحيفة الأحداث ونقله موقع سودانايل بتاريخ 8 يوليو 2009م في مقاله (منصور خالد لا يرقص الكمبلا) الذي يتولى فيه الدفاع عن الدكتور منصور خالد مقتبساً من كتاب «المجذوب والذكريات» ومستشهداً برسائل المجذوب لعلي أبوسن قائلا:
    «في واحدة من رسائله الى علي أبوسن قال المجذوب: (أنا أزعم بأن سبب الفوضى في السودان هو جهل الناس بالتاريخ، وقد زاد جهلهم به حين كتب عنه شبيكة)، «المجذوب والذكريات: أحاديث الأدب والسياسة، الجزء الأول - ص182».
    فما الذي يجعل البطل يقرأ كتاب «المجذوب والذكريات» ويفيد منه بما يؤكد أهمية إيراد آراء الراحل العبقري محمد المهدي المجذوب في شأننا العام، دون أن يرى «قلة الأدب» تلك، ودون أن يشير إلى أن ثمة بالكتاب ما يخدش الحياء أو يؤذي الصديق، ثم يمر على ذلك ما يقارب العام سوّد فيه البطل الصحف (حقيقة لا مجازاً) بمقالات راتبة، سطر فيها ما سطر وكتب فيها ما كتب دون أن يكتب حرفاً واحداً عن الكتاب أو كاتبه. فما الذي جدّ، أو بالأحرى ما الذي قلّ؟ هل قلّ الأدب أم قلّت الحيلة؟ أم أن التسرب المزعج للكتاب رويداً رويداً واتساع رقعة تبادله بين الناس قد أزعج بعض المتضررين فأوحوا إلى البطل لينال من صاحب الذكريات ببعض سهامهم وما علق في نفوسهم!
    ليت البطل يدري أن الراحل علي أبوسن ما كان ليضيره أن يطلق عليه أحدهم ما يطلق من الكلام المرسل، وما كان سيحفل بمثل الإطلاقات المجانية خصوصاً من «المحرشين» وقد اعتاد عليهم، لم يزعجه يوماً لا الفيل ولا ظله. فقد نذر حياته لصدق نادر، واتساق فريد بين الكلمة والموقف، وشجاعة كانت مثار إعجاب الكثيرين ودفع ثمن كل ذلك حياً وميتا. كتب عنه الدكتور عبد السلام نور الدين، الذي عرف باستقامة الرأي واستقلاله، وشجاعة هي الأخرى قادته إلى دياسبورا وجدها أرحم كثيراً من تيه النفاق السياسي الراهن، قال د. نور الدين عن أبوسن:
    ((إن شخصية ومأساة الأديب والكاتب الراحل علي أبوسن جد مركبة إذ لا تسمح له طبيعته البدوية الارستقراطية أن يكون أقل من حسن ظنه بنفسه لذا لم يلق بنفسه في حبائل مؤسسة الدولة المصرية، ولم يتمرغ يوماً في معاطن الانتهازية السودانية، ولم يصادق يوماً عدواً له مبرراً ان ذلك من نكد الدنيا عليه. ولم يك باحثاً عبر السياسة والعمل العام عن خلاص فردي أو شخصي له)) انتهى كلام الدكتور عبد السلام نور الدين. ولعمري إن د. عبد السلام قد لخص أهم مفاتح شخصية علي أبوسن بهذه الأسطر التي سجلها بتلقائية وهو يرثي الراحل رثاء من يعرف قدر نفسه وأقدار الرجال.
    نعود لنقول، راهن علي أبوسن على اتساقه الداخلي ورثى للاضطراب البين في شخصية البعض من المثقفين السودانيين، ذلك البعض الذي وصفه في كتابه بأنه «ضعيف جداً أمام إغراءات السلطة، مسفُُ في أفانين التسلق و»المحلسة».
    يقول البطل الذي يذكر أنه كان حاضراً (ضمن آخرين) مؤتمر القمة الأفريقي الذي عقد في العام 1986م، بأديس أبابا، إنه لم يكن له علم بالصفة التي أتت بعلي أبوسن إلى هناك! ورغم أن معلومة كتلك كانت مبذولة لمن يريدها ولا تتطلب جهداً كبيراً، لكن الواقع أن البطل كان في شغل بإثارة السؤال نفسه عن الإجابة، لا لشئ إلا ليوحي بأن ليس ثمة ما يبرر وجود أبوسن في ذلك المؤتمر، ولن نتساءل، لماذا، لأننا كما أسلفنا أن الغرض مرض.
    كنت أتوقع ممن يكتب بهذه الطمأنينة عن شخصية بالغة التعقيد مثل شخصية علي أبوسن، أن يلم ببعض المعلومات البديهية عنه. فعلي أبوسن كان من الخبراء في الشؤون الأفريقية منذ وقت مبكر. وهو المؤسس (حقيقة لا مجازاً) للإدارة الأفريقية بالجامعة العربية، ومهندس أول مؤتمر قمة عربي أفريقي من خلال عمله المباشر مع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الراحل محمود رياض. وقد قدم أبوسن للجامعة العربية آنئذ أول خارطة طريق لسبر أغوار العلاقات العربية الأفريقية عبر الكتاب الذي أصدره مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بعنوان «العرب وتحديات الحوار مع أفريقيا». عمل مستشاراً للمصرف العربي الأفريقي بالخرطوم حتى انقلاب الإنقاذ، حيث غادر السودان لمصر، ليساهم في انطلاق العمل المعارض وكان له شرف المشاركة في إعداد وإذاعة أول بيان للمعارضة من الخارج من خلال موقعه كناطق رسمي باسمها. كان خلال كل ذلك ناشطاً في التأسيس لفلسفة جديدة تقوم عليها العلاقات العربية الأفريقية بعيداً عن مخططات الهيمنة الإستعمارية التي كان يرى أنها تسعى لحفر أخاديد لفصل أفريقيا عن محيطها العربي. فهل غابت معلومات بديهية كهذه عن البطل الذي يبدو أنه كان متابعاً جيداً لعلي أبوسن لدرجة معرفة عنوان سكنه في القاهرة ومتابعاً انتقالاته في مصر حتى انتقاله الأخير للرفيق الأعلى ودفنه بمقبرة المنارة، وليس المنيرة، بالإسكندرية!
    على أية حال تلك كانت صفة علي أبوسن حين يحضر أي محفل يتناول الشأن الأفريقي العربي، فليت البطل أخبرنا عن الصفة التي أتت به هو إلى ذلك المؤتمر، قبل أن يسهب في السؤال عن البديهيات وإطلاق المرسل والمجاني من الكلام.
    يقول البطل الذي أفرزه الراهن السوداني ككاتب (كبير)، أنه (نظر)! في كتاب علي أبوسن فوجده، «يجمع بين الأدب وقلته! مثلما جمعت مقالات الراحل محمد طه محمد أحمد بين القيمتين. أوقفنا المؤلف على قدرته الأدبية الرفيعة، كما أشهدنا في ذات الوقت على (قلة أدبه)» هكذا!
    وبرغم صعوبة المقارنة في السياق والمضمون بين الاثنين نقول إن «قلة الأدب» التي أطلقتها كوصف لعلي أبوسن يا «بطل»، هي حكم قيمة ما في ذلك شك، وحكم القيمة ينطوي على مفهومِ مطلقهِ أكثر من عكسه لواقع معين. وإذا الأمر كذلك ليتك تخبرنا أي الشُرف أطللت منها على «قلة أدب» علي أبوسن؟ وبعين من الساخطين عليه رأيته؟ ثم نتساءل عن معايير «قلة الأدب» التي تفرد بها علي أبوسن، وسمحت للـ»بطل» «المؤدب» أن يجلده بسياط غلاظ وأن ينصب نفسه حارساً للأخلاق يقيم أحكامه في من يخالف نسقه الفريد في تقييم الأخلاقي واللا أخلاقي.
    نقول إنه ربما فتح شهية البطل «المحرَّش»، للنيل من الراحل علي أبوسن، هو لجوء الأخير، الذي كان يقف وحيداً على مسافة من كل مراكز القوى في المعادلة السياسية والثقافية في السودان، في مذكراته للكتابة المفتوحة عن نفسه وعن الآخرين دون أية قيود.
    المذكرات نوع من الكتابة الصعبة بطبيعتها، لأنه لا أحد سيكتب مذكراته في محيط معزول، ولأن حياة الفرد هي سلسلة طويلة من التجارب تتكامل في منظومة واحدة هي الذاكرة، وهي بطبيعتها تتشكل من خلال احتكاك الفرد وتجاربه مع الآخرين، والفرق دائماً في أدب المذكرات بين كتابة وأخرى هو في درجة البلاغة والوضوح وتحريك الكامن والمستتر والغرائبي والفريد والملفت، وفي إعادة إنتاج ما يمر بالكاتب من حوادث الدنيا وأحاديثها. كثيرون كتبوا مذكراتهم ومرت بلا حادث ولا حديث. وقليلون هم من حركت كتاباتهم الواقع حولهم وحفزت لتغييره. الفيصل في ذلك هو مقدرة الكاتب على التعبير وتحمله لنتائج ما يكتب وكم كان عليٌ قميناً بذلك وواجه أساطين السياسة والمجتمع السوداني ودفع ثمن ذلك ما دفع من التهميش والتشويه ومحاولات اغتيال الشخصية. وفي كتابة المذكرات، من الطبيعي أن يخلق الكاتب حالة من الجدل حول ما كتبه وحول مدى أحقيته في نشر رسائل أو معلومات عن غيره ويتحول بذاته لمادة تتضارب حولها الآراءControversial . فعلي أبوسن لم يكن أول من نشر رسائل في مذكراته هذا تقليد تليد تكرر كثيراً في التاريخ وقد أفادت منه البشرية كثيراً، ومجتمعنا لم يكن استثناءً.
    لم يستوعب البطل للأسف الشديد، الإشارة الذكية للناقد الفذ الصديق العزيز عبد المنعم عجب الفيا، الذي كان من أوائل من كتبوا عن «المجذوب والذكريات»، كتابة جزلة تعامل فيها مع الكتاب بجدية تامة ككتاب مذكرات وقرأه في هذا السياق وسبر أغوار العميق والملغز والمعقد فيه، وذهب في تحليل عميق للونية الكتابة التي دمجت في بعض أجزاء الكتاب بين الكاتب وشخصية مصطفى سعيد الروائية، في رواية «موسم الهجرة للشمال» للراحل الطيب صالح. لم يتنبه البطل لقول عجب الفيا حين ذكر:
    «أما عنصر الإثارة في الكتاب فيأتي من الصراحة التي تصل الى حد التجريح، والحديث عن الذات باعتداد وثقة غير مألوفة، والكشف عن جوانب لم تكن معروفة في حياة المشاهير من رموز التاريخ والسياسة والأدب. ثم أضاف: (وأظن أن هذه الجرأة وهذه الصراحة المتناهية في الحديث عن الذات والآخرين هي الثغرة التي ستنفذ منها سهام النقد والهجوم على المؤلف».
    فهل كان الفيا نفسه عاجزاً عن قول الكلام السهل المرسل من شاكلة «قلة الأدب» ونحوها، أم أنه آثر نوعاً من التعامل الذكي مع المسائل الخلافية في أدب المذكرات. لم يسعف البطل ذكاؤه وحسه العام، لاستيعاب حساسية الأمر رغم إشارة الفيا الواضحة، ولكن أنى لصاحب الغرض ذلك؟! يقول «البطل» بعنترية وعدم اكتراث يحسد عليهما: «لن أخيب للفيا رجاءه (هكذا) ولن أبطل توقعه – هكذا وكأن الفيا قد ترجاه ليفعل! - يقول: «بل أنفذ من خلال «الثغرة» المزعومة لأتعامل مع ما يسميه هو - أي الفيا - «الجرأة والصراحة المتناهية»، وأميل أنا الى تسميته «قلة الأدب« .
    نتساءل وما الذي يعصم قولك هذا يا «بطل» آخر الزمان من وصفه بالوقاحة والإسفاف وقلة الأدب الصراح؟
    من المؤسف جداً أن يميل مثل البطل الذي تحمل سيرته الذاتيه الكثير من الألقاب، إلى مثل هذه الشتيمة الصريحة في نفس الوقت الذي يقيم فيه كل حيثيته على أحكام قيمة لا ثابت فيها غير نسبيتها. لن ندخل في مزايدة مسفَّة في سوق الشتائم هذا رغم سهولته وفرادة القاموس العربي فيه، فذلك مدخل لن نسمح لأنفسنا بمجاراة الـ»بطل» فيه. ولكننا نعجب لمن يحرص على أدنى قدر من المصداقية أن يستسهل هذا الولوغ في الشتيمة والإطلاقات! ذاك لعمري ضرب من العوار أو (العوارة) بكلامنا الدارجي. قال فيه الشاعر:
    «لا تشتمن عرضي فداك أبي.. فإنما الشتم للقوم العواوير».
    يمارس البطل أعلى درجات نفاق المثقف وعلى رؤوس الأشهاد. فبالأمس يتكئ على الكتاب ليستشهد بما يتباكى اليوم على نشره. ويستعين ببعض مضمون الكتاب في حرب الوكالة التي يديرها إنابة عن البعض ويعود بعد عام ليدين عين ما استشهد به دون أن يرف له جفن. فتحت أي مبرر يمكن أن نضع مثل هذا السلوك المضطرب؟
    يكتب البطل في مقال حواري له مع الكاتب الصحفي الأستاذ فتحي الضو: (إلا أن هناك خلاف بيّن في الرؤى، عند تشخيص الهم الوطني، بيني وبين صاحبي. إذ بدا لي من خلال متابعة متأنية مستطردة لإسهاماته ككاتب قيادي خلال العامين المنصرمين أن فتحي، الذي كتب في الماضي كتاباً كاملاً عنوانه (محنة النخبة السودانية)، أصبح يرى أن محنة السودان في حاضرها تبدأ وتنتهي عند الحركة الإسلامية و(العصبة ذوي البأس) من رجالها. والفقير لربه يرى أن محنة السودان تبدأ وتنتهي عند مثقفيه ومتعلميه وفي طليعتهم من يُفترض أنهم قادة الرأي والفكر ومهندسو الحراك السياسي والثقافي بين قواه المدنية بشكل عام، وأن عجز هذه القوى وخبالها، وأخشى أن أقول هشاشة النسيج الخلقي في قماشتها، وتفشي الروح الانتهازية بين صفوفها هو الذي قاد السودان إلى مشهده الراهن).
    فهل غادر بعض مثقفينا من متردم (الهشاشة والعجز وروح الانتهازية) واهتبال السوانح، ضاربين بكل قيم الرصانة والتحقق والتريث وصدق الدافع عرض الحائط؟! كم كان حرياً بالبطل أن يضم نفسه لتلك الزمرة من المثقفين الذين عاب عليهم هشاشة الأخلاق والروح الانتهازية وغيرها من المثالب.
    ثم نأتي للمضحك المبكي في نقد البطل لما حمله كتاب «المجذوب والذكريات»، بقوله (إن المسؤولين عن تحرير الصحف عندما يقعون على مثله فإنهم يؤشرون عليه بالقلم الأحمر بلا تردد و بغير إبطاء «لا يصلح للنشر»)! ألا يستحي هذا «البطل»؟ ليستشهد على صدق كتابه بقلم الرقيب الصحافي سئ السمعة لتعضيد باطله؟ وهل يظن أنه كانت ضمن أولويات الراحل علي أبوسن أن يتعطّف عليه رقيب النشر الصحافي، بعطية المزين هذه؟ ثم متى كان قبول النشر الصحفي أو رفضه معياراً لتمييز الجيد عن الردئ في الكتابة؟ هل يخفى على البطل الكم الهائل من تراث الإنسانية القيم الذي تم حجبه عن الصحافة بذات القلم الأحمر؟؟
    فلتهنأ أنت يا «بطل» باحتفاء مقص الرقيب بمقالاتك الحماسية، فذاك شنٌ وافق طبقه. أما علي أبوسن فقد بصق على النفاق بكافة أشكاله، ولا عزاء عنده لأصحاب الأجندة الخفية والممسكين بالعصا من المنتصف.
    يتبع...

                  

05-31-2010, 07:52 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    157.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    السموأل أبو سن
                  

05-31-2010, 08:01 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    5.gif Hosting at Sudaneseonline.com

    مصطفي عبد العزيز البطل
                  

05-31-2010, 08:13 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)
                  

05-31-2010, 08:14 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)
                  

05-31-2010, 08:38 PM

ادريس عوض

تاريخ التسجيل: 09-01-2009
مجموع المشاركات: 57

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    في انتظار رأيك أستاذ زهير



    مع ودي
                  

06-03-2010, 10:14 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: ليت البطل يدري أن الراحل علي أبوسن ما كان ليضيره أن يطلق عليه أحدهم ما يطلق من الكلام المرسل، وما كان سيحفل بمثل الإطلاقات المجانية خصوصاً من «المحرشين» وقد اعتاد عليهم، لم يزعجه يوماً لا الفيل ولا ظله. فقد نذر حياته لصدق نادر، واتساق فريد بين الكلمة والموقف، وشجاعة كانت مثار إعجاب الكثيرين ودفع ثمن كل ذلك حياً وميتا.


    لا يعرف قدر الرجال غير الرجال

    رحمك الله استاذي علي ابوسن
                  

05-31-2010, 08:34 PM

Omayma Alfargony
<aOmayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    شكرا استاذ زهــــــــــــــــــــير.

    :).
                  

05-31-2010, 08:45 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: Omayma Alfargony)

    الأستاذ ادريس عوض تحياتي ...

    يبدو أن المقال بداية لمقالات عديدة من الطرفين لذا من المفيد الإنتظار حتي إنتهاء هذا السجال الصحفي الملتهب ... علي الرغم من طول المقالين إلا أن النقطة الأساسية التي يقوم عليها المقالين هي ما يجب نشره وما لا يجب ... مبدئياً أعضد الرأي القائل بالنشر .. ليس إنتصاراً لرأي صديقي السموأل وإنما من موقف مبدئي ...
                  

05-31-2010, 08:46 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    الأستاذة أميمة

    شكراً لمرورك ...
                  

05-31-2010, 09:05 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    زهير زناتي :
    Quote: مبدئياً أعضد الرأي القائل بالنشر
    ليس إنتصاراً لرأي صديقي السموأل وإنما من موقف مبدئي ...


    أقف ذات الموقف المبدئي الذي وقفه الزناتي ومن قبله الراحل علي أبوسن
    و أضيف تحية لسؤال أبوسن فقد كتب ردآ رصينآ
                  

05-31-2010, 09:10 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    كنت قد قرأت مقال اابطل منذ يومين ..

    وظللت أتحرق شوقا معرفة هذا الرجل الذى كل ما حاول ناقده ان يقلل من قيمته ...ازداد القارىء تلهفا لمعرفة السر الذى حدا به لفعل ذلك ...هذا كان قد حدث لى ....

    حتى قرأت هذه الفقرة من مقال السموأل ..والحمدلله على السموأل الذى حول مقال البطل الى .... (هباءا منثورا ونسيا منسيا):

    Quote: فعلي أبوسن كان من الخبراء في الشؤون الأفريقية منذ وقت مبكر. وهو المؤسس (حقيقة لا مجازاً) للإدارة الأفريقية بالجامعة العربية، ومهندس أول مؤتمر قمة عربي أفريقي من خلال عمله المباشر مع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الراحل محمود رياض. وقد قدم أبوسن للجامعة العربية آنئذ أول خارطة طريق لسبر أغوار العلاقات العربية الأفريقية عبر الكتاب الذي أصدره مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بعنوان «العرب وتحديات الحوار مع أفريقيا». عمل مستشاراً للمصرف العربي الأفريقي بالخرطوم حتى انقلاب الإنقاذ، حيث غادر السودان لمصر، ليساهم في انطلاق العمل المعارض وكان له شرف المشاركة في إعداد وإذاعة أول بيان للمعارضة من الخارج من خلال موقعه كناطق رسمي باسمها. كان خلال كل ذلك ناشطاً في التأسيس لفلسفة جديدة تقوم عليها العلاقات العربية الأفريقية بعيداً عن مخططات الهيمنة الإستعمارية التي كان يرى أنها تسعى لحفر أخاديد لفصل أفريقيا عن محيطها العربي. فهل غابت معلومات بديهية كهذه عن البطل الذي يبدو أنه كان متابعاً جيداً لعلي أبوسن لدرجة معرفة عنوان سكنه في القاهرة ومتابعاً انتقالاته في مصر حتى انتقاله الأخير للرفيق الأعلى ودفنه بمقبرة المنارة، وليس المنيرة، بالإسكندرية!

    (عدل بواسطة Tumadir on 05-31-2010, 09:26 PM)

                  

05-31-2010, 09:07 PM

ادريس عوض

تاريخ التسجيل: 09-01-2009
مجموع المشاركات: 57

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    http://www.sudaneseonline.com/db/attention/100_Point.gif

    الأستاذ زهير
    لك التحية
    لم أقصد جزئية ما يجب نشره أو ما لايجب ..
    ولكني عنيت رأيك الشخصي بعد أن قرأت المقال الأول والثاني
    أو با لأحرى تقييمك لوجه نظر كل كاتب من ناحية الخطأ والصواب

    لك شكري وتقديري
                  

05-31-2010, 09:17 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: ادريس عوض)

    الأستاذ إدريس ...

    وجهة نظري واضحة لا لبس فيها .. فقد قلتها في الفقرة السابقة أن مقال الأستاذ مصطفي البطل يقوم علي نقطة اساسية وهي ما لا يجب نشره .. وأن الأستاذ علي أبو سن قال ما لا يجب أن يقال وهي الفكرة المحورية للمقال وأنا أقف ضده ... أما عنه ككاتب فهو مجيد ومن افضل الذين يكتبون في صحافة الخرطوم هذه الأيام إن اتفقت معه أو أختلفت وهو موقفي الغالب حول كتاباته ..

    اما السموأل ففي رأي كتب مقالا ممتازاً وهو كاتب مقل وكسول ونتمني أن نقرأ له دائماً ... وأن كنت أعيب عليه بعض المخاشنات في المقال أعلاه والتي بكل تاكيد لا تشبهه ...
                  

05-31-2010, 09:59 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: اما السموأل ففي رأي كتب مقالا ممتازاً وهو كاتب مقل وكسول ونتمني أن نقرأ له دائماً ... وأن كنت أعيب عليه بعض المخاشنات في المقال أعلاه والتي بكل تاكيد لا تشبهه ...

    السموأل مثقف واعي يتحسس موطأ قلمه جيداً قبل الكتابة، وهو لا ينجر وراء عواطفه، و بألتاكيد يتعمد هذه المخاشنة، لأسباب أوضحها في المقال أعلاه، و هي مخاشنة فرض عين: فدونها تصبح المسافات ضبابية بين البطل والراحل أبوسن.
    -----
    لكم الشكر

                  

06-01-2010, 01:15 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)

    الزناتي
    سلام
    ادب المذكرات لايخضع او يقاس بالادب وقلته.
    اوالتحسس من تناول فلان او علان
    غادة السمان نشرت رسائلها الغرامية ،الحميمة جدا
    مع الشهيد غسان كنفاني ،في نهاية الثمانينات وهي
    متزوجة من رجل اخر، معني كده في عرف البطل ان غادة السمان
    مره مطلوقة ساي!!!!! ولاكيف؟
                  

06-01-2010, 02:16 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: MAHJOOP ALI)

    حديد لاقى حديد. والبطل وأبوسن فى خشم القربه ونحن جلوس بين قامشة وكبد ألبل والقامشه فى شيشه.. أتحفونا.. ورحم الله على أبوسن الذى سن سننا فى القول والفعل بمعرفة يقينيه يتجدد الرجوع إليها والوقوف عليها بمواقيت وطرائق مختلفه. التحيه للبطل وللسمؤال أبوسن والرحمه للمرحوم الأستاذ على أبوسن.....................................




    منصور
                  

06-01-2010, 04:29 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: munswor almophtah)

    متابعين يا زهير
    ولسموال ابو سن كل التحايا والتقدير
                  

06-01-2010, 04:37 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: munswor almophtah)

    كتب < البطل > عن < علي أبو سِن > : :
    Quote: ينتمي الرجل أصلاً وأرومة الى أسرة أبي سن ذات الصيت والصدى. وبيت السنّاب، كما قد علم الناس، هو البيت القائد في قبيلة الشكرية العتيدة التي تضمها أكناف البطانة بين النيل الأزرق ونهر العطبرة . تخرَّج في كلية دار العلوم بمصر في العام 1958م ثم التحق مباشرة بهيئة الإذاعة البريطانية حيث عمل ردحاً من الزمان، تزامل خلاله مع بعضٍ من بني جلدته، ومن هؤلاء الراحلين الطيب صالح، وصلاح أحمد محمد صالح، وأحمد قبانى. وذلك قبل أن تستقطبه في سلكها الدبلوماسي وزارة الخارجية السودانية حيث كان عطاؤه ومعاشه سنين عددا، ألحقها بسنواتٍ أخريات عمل خلالها خبيراً بجامعة الدول العربية. ولما شارف على الربع الأخير من حياته، هبط بشمال الوادي، حيث معشوقته مصر، ونشط هناك في دوائر العمل السياسي الحزبي المناوئ لنظام الإنقاذ، فكانت داره بشارع فوزي رماح بمدينة المهندسين بالقاهرة خليةً نشطة من خلايا حركة المقاومة السياسية. ثم ألقى عصا التسيار بثغر مصر الشمالي الذي اختاره مستقراً ومقاماً ثاب اليه في خواتيم عهده بالدنيا التي فارقها متوسداً ثرى مقبرة المنيرة بالإسكندرية في منتصف أغسطس من العام 2004م.



    كتب < السمؤال أبو سِن > عن < علي أبو سِن > :
    Quote: فعلي أبوسن كان من الخبراء في الشؤون الأفريقية منذ وقت مبكر. وهو المؤسس (حقيقة لا مجازاً) للإدارة الأفريقية بالجامعة العربية، ومهندس أول مؤتمر قمة عربي أفريقي من خلال عمله المباشر مع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الراحل محمود رياض. وقد قدم أبوسن للجامعة العربية آنئذ أول خارطة طريق لسبر أغوار العلاقات العربية الأفريقية عبر الكتاب الذي أصدره مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بعنوان «العرب وتحديات الحوار مع أفريقيا». عمل مستشاراً للمصرف العربي الأفريقي بالخرطوم حتى انقلاب الإنقاذ، حيث غادر السودان لمصر، ليساهم في انطلاق العمل المعارض وكان له شرف المشاركة في إعداد وإذاعة أول بيان للمعارضة من الخارج من خلال موقعه كناطق رسمي باسمها. كان خلال كل ذلك ناشطاً في التأسيس لفلسفة جديدة تقوم عليها العلاقات العربية الأفريقية بعيداً عن مخططات الهيمنة الإستعمارية التي كان يرى أنها تسعى لحفر أخاديد لفصل أفريقيا عن محيطها العربي. فهل غابت معلومات بديهية كهذه عن البطل الذي يبدو أنه كان متابعاً جيداً لعلي أبوسن لدرجة معرفة عنوان سكنه في القاهرة ومتابعاً انتقالاته في مصر حتى انتقاله الأخير للرفيق الأعلى ودفنه بمقبرة المنارة، وليس المنيرة، بالإسكندرية!

    السيرة الذاتِية الكتبا < البطل > عن < علي أبو سِن > ما بتخلينا نعتمِد كلام < السمؤال > إن < البطل > مُحرش مِن جهةٍ ما ... وبعد ده كلام < السمؤال > تشتيت للكورة ساي ، لأن فحوى كلام < البطل > فوق قله أدب < علي أبو سِن > الكتبو ، أها كان علي أبو سِن شغال في الجهة الفُلانِية وكان ... وكان ... وكان ده ما بفيد المقال في رقبتو ... خلينا يا < السمؤال > في النص مُش في سيرة صاحِب النص < أبو سِن > أو البطل < أبو ضنب > وبسأل الناس الفوق دي والحيجو وبسأل السمؤال < الحركة > السواها < علي أبو سِن > بنشر رسائِل خاصة جِدًا مرسلة ليهو مِن أصدقائِهِ ... النشر ده بصح ولا ما بصح ، يعني أخلاقي ولا غير أخلاقي
    Quote: فالرجل يبذل في كتابه رسائل خاصة بعث بها اليه في مراحل باكرة من حياته رجالٌ من ذوي الشارات في سوحنا السياسية والاجتماعية والثقافية. رسائل من ذلك الصنف الذي يتبادله الصديقان الحميمان، وسر واحدهما وحماقاته وسقطاته وخطاياه عند الآخر. تجد بين نثيرها بعضاً مما لو قيل باللسان قيل همساً، وفي البال أن السُترة مطلوبة، و(الحيطان لها آذان).

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 06-01-2010, 04:56 AM)
    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 06-01-2010, 05:04 AM)

                  

06-01-2010, 05:31 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عزام حسن فرح)

    يقول < السمؤال > عن < البطل > :
    Quote: وأسباب ذلك لا تغيب على ذي فطنة وأهمها أنه ليس ثمة ما يجمع بين الإثنين لا مقاماً ولا مقالاً ولا مجايلة.

    ثُم يعود ويُقِر < للبطل > :
    Quote: البطل الذي تحمل سيرته الذاتيه الكثير من الألقاب

    ـــــــــــــــ
    كتب < السمؤال > عن < البطل > :

    Quote: وينقب في أحقيته بالدرجة العلمية التي لم يدّعها أبوسن يوماً، متسائلاً عما إذا كان أبوسن قد نالها أم لا، وهو لعمري استطراد وتنقيب لا يقدم ولا يؤخر في موضوع المقال، ولا يشف إلا عن غرض كاتبه.


    والسؤال ، هل إيراد < السمؤال > لسيرة < علي أبو سِن >
    Quote: فعلي أبوسن كان من الخبراء في الشؤون الأفريقية منذ وقت مبكر. وهو المؤسس (حقيقة لا مجازاً) للإدارة الأفريقية بالجامعة العربية، ومهندس أول مؤتمر قمة عربي أفريقي من خلال عمله المباشر مع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الراحل محمود رياض. وقد قدم أبوسن للجامعة العربية آنئذ أول خارطة طريق لسبر أغوار العلاقات العربية الأفريقية عبر الكتاب الذي أصدره مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بعنوان «العرب وتحديات الحوار مع أفريقيا». عمل مستشاراً للمصرف العربي الأفريقي بالخرطوم حتى انقلاب الإنقاذ، حيث غادر السودان لمصر، ليساهم في انطلاق العمل المعارض وكان له شرف المشاركة في إعداد وإذاعة أول بيان للمعارضة من الخارج من خلال موقعه كناطق رسمي باسمها. كان خلال كل ذلك ناشطاً في التأسيس لفلسفة جديدة تقوم عليها العلاقات العربية الأفريقية بعيداً عن مخططات الهيمنة الإستعمارية التي كان يرى أنها تسعى لحفر أخاديد لفصل أفريقيا عن محيطها العربي

    بفيد تصنيف كِتابة < علي أبو سِن > وبتبرِر فضايحو لأصحابو :
    Quote: فالرجل يبذل في كتابه رسائل خاصة بعث بها اليه في مراحل باكرة من حياته رجالٌ من ذوي الشارات في سوحنا السياسية والاجتماعية والثقافية. رسائل من ذلك الصنف الذي يتبادله الصديقان الحميمان، وسر واحدهما وحماقاته وسقطاته وخطاياه عند الآخر. تجد بين نثيرها بعضاً مما لو قيل باللسان قيل همساً، وفي البال أن السُترة مطلوبة، و(الحيطان لها آذان).
                  

06-01-2010, 05:58 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عزام حسن فرح)

    يا < السمؤال > ما تبرر خطأ < علي أبو سِن > في فضايحو لأصحابو الكتبوها ليهو وهُم آمِنين وفي زمن غير الزمن ... يقول < السمؤال > :
    Quote: نأتي للمضحك المبكي في نقد البطل لما حمله كتاب «المجذوب والذكريات»، بقوله (إن المسؤولين عن تحرير الصحف عندما يقعون على مثله فإنهم يؤشرون عليه بالقلم الأحمر بلا تردد و بغير إبطاء «لا يصلح للنشر»)! ألا يستحي هذا «البطل»؟ ليستشهد على صدق كتابه بقلم الرقيب الصحافي سئ السمعة لتعضيد باطله؟ وهل يظن أنه كانت ضمن أولويات الراحل علي أبوسن أن يتعطّف عليه رقيب النشر الصحافي، بعطية المزين هذه؟ ثم متى كان قبول النشر الصحفي أو رفضه معياراً لتمييز الجيد عن الردئ في الكتابة؟ هل يخفى على البطل الكم الهائل من تراث الإنسانية القيم الذي تم حجبه عن الصحافة بذات القلم الأحمر؟؟


    ويقول < البطل > عن كِتاب < علي أبو سِن > :
    Quote: فالرجل يبذل في كتابه رسائل خاصة بعث بها اليه في مراحل باكرة من حياته رجالٌ من ذوي الشارات في سوحنا السياسية والاجتماعية والثقافية. رسائل من ذلك الصنف الذي يتبادله الصديقان الحميمان، وسر واحدهما وحماقاته وسقطاته وخطاياه عند الآخر. تجد بين نثيرها بعضاً مما لو قيل باللسان قيل همساً، وفي البال أن السُترة مطلوبة، و(الحيطان لها آذان).


    الشخصيات الجات في كِتاب < علي أبو سِن > وفضحا في القِبل الأربعة ... تفتكِر موقِف أبناء هذِهِ الشخصِيات وأحفادُم شنو؟
    البفيد القارئ شنو لامِن أكتب كِتاب أقول فوقو < زيد > كان مُصاحِب < فلانة > ولامِن فات صاحبا فُلان ... والله كِتابة < علي أبو سِن > ما فوقا مُروة كلو كلو مِتلها مِتِل كِتابة < شوقي بدري في كِتابو < حكايات أم درمان > الفضح فوقو خلق الله
                  

06-01-2010, 07:59 AM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عزام حسن فرح)

    أن تكتب مشككا في درجة فلانا العلمية و عن حضوره هنا او هناك بغير صفة لتوحي لقارئك أن فلانا هذا ممن يتظاهرون بما ليس فيهم و غير ذلك من امور الغمز و اللمز فقد يعد ذلك "بطولة" في نظر البعض . و لكنه قطعا ليس من البطولة في شئ اذا كان فلانا ذلك قد رحل عن هذه الدنيا و لم يعد في إمكانه أن يرد عليك مزاعمك.
    كان لزاما على السمؤال أن يتصدى لمن يحاول تشويه سيرة و صورة المرحوم علي ابوسن باعتبار صلة الدم و باعتبار المسؤولية عن تراث و تاريخ الرجل و السمؤال كان واحدا من اقرب الناس اليه و قد عاش معه في منزل واحد لفترة من الزمن .
    يبقى أن للجميع الحق في تناول الكتاب المذكور بالنقد و التقييم و الاتفاق و الاعتراض فذلك حق مكفول للجميع.
                  

06-01-2010, 10:28 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    سيف النصر محي الدين محمد أحمد
    Quote: يبقى أن للجميع الحق في تناول الكتاب المذكور بالنقد و التقييم و الاتفاق و الاعتراض فذلك حق مكفول للجميع.

    ده الكلام المفيد ...


    أنا بفتكِر كلام < علي أبو سِن > ما فوقو مُروة تب ... جوابات رسلا ليهو أصحابو أيام شبابُم فوقا جهالات وفُسق ، يِقوم يُنشُرا للعامه ، تحت عِنوان < أدب > وده نفس رأي في كِتاب < شوقي بدري > < حكاوي أم درمان > والإتنين -علي أبو سِن + شوقي بدري- بناضمو في ناس ماتو مِن سنين ...

    غرض ونوايا < البطل > مِن تناولو لِكِتاب < علي أبو سِن > ما بقدر زول يتأكد منها أبدًا ومهما إنقال فوق نواياهو بتكون مُجرد ظنون وتخمينات ... لكِن ... المؤكد جِدًا ، ما كتبهُ < علي أبو سِن > في كِتابو وفضح بيهو بشر (أبناء أحفاد ونسابا) وحفظ أصحابو الكانو ماتو وقت نشر كِتابو

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 06-01-2010, 10:34 AM)

                  

06-01-2010, 11:38 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عزام حسن فرح)


    الأربعاء, 26 مايو 2010 12:22

    الأخ الأستاذ مصطفى البطل
    بعد التحية
    بدايةً أعرب عن احترامنا لكتاباتك العاكسة ثراءً محموداً حول اجتماعيات أهل عطبرة وطرفاً محدوداً من ثقافات السودان, ومداخلات سلسة قد إختلقتم بها لذاتك إسماً مقروءً، كما تجذبنا مقالاتكم وإفاداتك السياسية لاسيما حول مايو البائدة حيث أنها تحمل شهادة شاهد من أهلها قد ألهمه المولى التوبة والحصافة وامتطى جواد النضال الوطني ورفض الشمولية بعد أن كان سادناً من العاملين في إدارة شئون مجلس الوزراء فيها وكما عهدنا للعمل في هكذا المرفق كما عهدنا شرط الإنتماء. اما اليوم وبعد الإطلاع على محررك عن المرحوم الزعيم علي أبوسن، وبكل صراحة المُشفق على أداب تخليد الرموز وأعلام الإهتمام المدني ورعيل ثوابت الليبرالية وتأمين مبادئ الحريات الشخصية لرفاهية المجتمع، لقد تجنيت يا مصطفى على المألوف وتعديت على حدود الأدب إلى قلة الأدب مُنكباً في وحل المستنقع الآسن وخباثة إغتيال وكشط صفحات حسن الذكرى، وتجاوزتم أدب الحديث المأثورأن أذكروا محاسن الموتى وهذا من أرفع قيم المجتمع أما تجريح الآخرين من أسفل وأحط مكروهات البشر. يا مصطفى فالتعلم أن لاعلاقة أسرية لنا بالأكرمين السِناب بيت الوعي مَعلَم الوطنية غيرسانحة مجاورتهم ومساكنتهم في سهل البطانة المضيافة بعد تهجيرنا القسري وآل أبو سن أقدروأولى بالرد على متاهات منشوركم. إلا أن معرفتنا بالمرحوم أستاذنا على أبوسن بالإنتساب إلى المدرسة الإتحادية الجامعة والوقوف على سيرة نضاله الناصعة في مناطحة سدنة مايو والشموليين في معية جماعة اللجنة الستينية والحزب الوطني الإتحادي بعد الإنتفاضة المبروكة، إلى جانب دوره الرائد في أعمال التجمع الوطني بعد إنتكاسة يونيو، تدفعني لأصرخ في وجهك، يا زول هذا عيب إن ما قد تجاسرت عليه قلة أدب أكثر من رد الصحافي صاحب الوفاق للصادق المهدي، وفيه نشاذ وخروج عن المألوف وتواصل الباطل بل و قدر من ثقافة المايويين وقد ظننا أنه قد إمتد زمان دحرهم والخلاص من سُخفهم.

    لفائدتك يا مصطفى، لمثل ما ذكرته في سيرة المرحومين سرالختم الخليفة وعلى أبو سن من رفث القول باب ثابت في أرشيف ملفات تقاريرأجهزة المتابعة الأمنية منذ بدايات الخدمة المدنية والمودعة في دورالوثائق والأرشيف، وهي بيانات كانت موضع إهتمام مهنية المخابرات الأجنبية والمحلية كآلية للإغتيال المعنوي، إلا أن مبدأ السماح بالإطلاع عليها في عُرف وأداب الأرشيفيين محكوم بمعايير، أساسها إنتهاء مدى تاريخي يتجاوز الثلاثين عاماً أو حياة جيلٍ كامل على أقل تقدير بعد قفل الملف الشخصي بوفاة الشخص المعني حتى وإن كانت لشخصية عامة. أفترض فيك النباهة ولا إحتاج للإسهاب في التعليل. أذكر هنا قصة حدثت في دار الوثائق القومية. إشتركت الدار بعرض ملفات الشخصيات القائدة في معرض عيد إستقلال أول يناير بعد الإنتفاضة و كان عرضها داخل حاويات زجاجية لا يسمح بالإطلاع عليها رغم أنها وعلى عادة زوارالمعارض كانت عرضة لمحاولات التصفيح وطالبنا الكثيرون من أصحاب الأغراض المشبوهة بذلك. لم يؤذن بذلك لأحد مسئول كان أومن العامة، إلا أنه وبعد نهاية دوام المعرض وفي طريق عودة الملفات إلى مستودعاتها تم إكتشاف محاولة سرقة ملف الزعيم الأزهري، ترتب عليها فصل الموظف المُكَلَف بإرجاعها بعد التأكد من شبهة التآمرمع صحيفة حزبية كان ديدنها نشر الغسيل واللمز والغمز رئيس التحريرفيها محترفٌ ومازال لمضغ لحوم البشر أحياءً كانوا أوأمواتاً من أقران ذاك الصحفي المعترف في مقالكم بعدم التطهر من رذيلة قلة الأدب وقد كانت أصلاً ومنهجاً لإفساد تجربة الديمقراطية. أتفق معك أخي مصطفي أن في العديد من مؤلفات المذكرات الذاتية كثيراً من الحكاوي، وأظنك توافقني الرأي في أن أغلبها قد تمحورت في نطاق مساحات الشئون العامة ومن المصلحة التركيز عليها دون سواها.

    لو ذهب أهل الرأي العام يا مصطفى مذهبكم في هكذا المحاور لفاضت أوعية البيانات وقواعد المعلومات وصفحات الجرائد في تناول سيرة الحاكمين للسودان قسراً في عصرنا هذا، هم زملاء لنا ورفقاء من جيلنا على مدى المراحل، ولو ذهب أهل الرأي الصالح إلى تشريح رموز المنظمات المتطرفة يميناً ويساراً أومايويةً أويونيويةً أوإسلاموية بذات المداخل لماتوا خجلاً وانزوا عن مسرح العمل العام إستحاءً من نظرات الشماته. في هكذا المنهج خروج عن الجادة وانصرافية عن الموضوعية، وعليه أخشى أن يندرج مقالكم يا مصطفي ضمن باب شيئ في نفس يعقوب، ورغم رائحة ذات المنحى النافذة من بين سطور مقالكم، أرجو لكم الترفع والتحيه والنصح وفي الدين النصيحة.

    محجوب بابا
    أرشيفي سوداني بالمهجر
    محمول0097339347132
    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
                  

06-01-2010, 11:57 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: munswor almophtah)

    تقديري اللامحدود لكل من مر وأضاف ... لحين عودة في المساء .... أترك بريدي لمن يود المشاركة من خارج المنبر


    [email protected]
                  

06-01-2010, 12:07 PM

مشاعر بدوي
<aمشاعر بدوي
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: munswor almophtah)

    Quote: متابعين يا زهير
    ولسموال ابو سن كل التحايا والتقدير
                  

06-01-2010, 01:01 PM

Osama Siddig
<aOsama Siddig
تاريخ التسجيل: 10-08-2006
مجموع المشاركات: 1078

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: مشاعر بدوي)

    شابت مقالى البطل و الســمؤال بعض العيوب , ولكنى أشهد لكليهما بتمكنه من ناصية الكتابة و تطويع الكلمة لتحقق أغراض كل منهما.
                  

06-01-2010, 01:53 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: مشاعر بدوي)

    Dear Zuhir
    Greetings from Beirut
    Thanks for sharing this important topic. I also commend the contribution of Mustafa, and Abu Sin. I have met the late Dr. Ali Abu Sin twice, and found him an
    intelligent, wellcultured, and yes, a controversial figure. I share the view of my buddy Mahjoop regarding writing the memoirs. I should remind the participants in this discussion that the best memoirs written ever in Sudan is the memoirs of the father of the women's education in Sudan, a nother
    intellectual from our beloved city of Rufaa, Shaikh Babiker Badri
    Regards
                  

06-01-2010, 07:43 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    ترجمة غير رسمية لمداخلة المعز ابونورة اعلاه :

    عزيزي زهير
    تحية من بيروت
    شكراً لك علي إشراكنا في هذا الموضوع . وكذلك أثني علي مساهمتي مصطفي وأبو سن . قابلت الأستاذ علي أبو سن في أخريات أيامه مرتين ، ووجدته إنسان ذكي ومثقف بشكل جيد . نعم شخص مثير للجدل .
    أتفق مع رؤية صديقي محجوب ، وأحب أن أذكر المشاركين بأن أفضل من كتب مذكرات شخصية في السودان إلي الآن هو رائد تعليم البنات وأحد مثقفي مدينتناالحبيبة رفاعة الشيخ بابكر بدري
    تحياتي
                  

06-01-2010, 07:59 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: وظللت أتحرق شوقا معرفة هذا الرجل الذى كل ما حاول ناقده ان يقلل من قيمته ...ازداد القارىء تلهفا لمعرفة السر الذى حدا به لفعل ذلك ...هذا كان قد حدث لى ....


    العزيزة تماضر لا يمكن التقليل من قيمة شخص بقامة أبو سن بمقال في صحيفة مهما كانت الصحيفةأو كاتبه ... فالإنسان يبني مجده من خلال عمل دؤوب ولسنوات طوال ....
                  

06-01-2010, 08:04 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: السموأل مثقف واعي يتحسس موطأ قلمه جيداً قبل الكتابة، وهو لا ينجر وراء عواطفه، و بألتاكيد يتعمد هذه المخاشنة، لأسباب أوضحها في المقال أعلاه، و هي مخاشنة فرض عين: فدونها تصبح المسافات ضبابية بين البطل والراحل أبوسن.
    -----
    لكم الشكر


    أعرف سموأل جيداً لذا كنت اود أن أنبهه حتي لا ينزلق أو يجر لمهاترات .. فهو شخص مهذب والمخاشنة ستقود لمخاشنة مضادة ثم يتحول الأمر لمهاترات وشتائم متبادلة لا اعتقد أن ود أبو سن أو البطل من روادها ... نتمني أن يكون النقاش علي هذا المستوي من اللغة الرفيعة ....

    تحياتي وتقديري متوكل

    (عدل بواسطة زهير الزناتي on 06-01-2010, 08:18 PM)

                  

06-01-2010, 08:14 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: الزناتي
    سلام
    ادب المذكرات لايخضع او يقاس بالادب وقلته.
    اوالتحسس من تناول فلان او علان
    غادة السمان نشرت رسائلها الغرامية ،الحميمة جدا
    مع الشهيد غسان كنفاني ،في نهاية الثمانينات وهي
    متزوجة من رجل اخر، معني كده في عرف البطل ان غادة السمان
    مره مطلوقة ساي!!!!! ولاكيف؟



    العزيز محجوب

    اتفق معك ابو نورة وأجد نفسي اقف لجواركما...
                  

06-01-2010, 08:18 PM

Abdelmuhsin Said
<aAbdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)
                  

06-01-2010, 09:19 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: Abdelmuhsin Said)

    Quote: حديد لاقى حديد. والبطل وأبوسن فى خشم القربه ونحن جلوس بين قامشة وكبد ألبل والقامشه فى شيشه.. أتحفونا.. ورحم الله على أبوسن الذى سن سننا فى القول والفعل بمعرفة يقينيه يتجدد الرجوع إليها والوقوف عليها بمواقيت وطرائق مختلفه. التحيه للبطل وللسمؤال أبوسن والرحمه للمرحوم الأستاذ على أبوسن.....................................



    والتحية لك منصور
                  

06-01-2010, 09:21 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: Abdelmuhsin Said)

    Quote: متابعين يا زهير
    ولسموال ابو سن كل التحايا والتقدير


    شكرا كيكي

    وفي الإنتظار
                  

06-02-2010, 01:36 AM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    قرأت مقال ألبطل ووجدت فيه مخالفة لـمنهج نقد ألـمذكرات.. فعندما صدر هذا ألكتاب كنا بالقاهرة وجلسنا لعلي أبوسن لأكثر من جلسة نقدية ضمت صديقي ألذي ذهب إلي هناك سامي سالـم وأحمد الطيب عبد الـمكرم ويحي فضل الله وناقشنا هذا ألكتاب وكل من زاويته فسامي سالـم جلس مع ألـمجذوب ولديه مخطوط عنه بعنوان(ألـمجذوب يدخن النارجيله) ويحي فضل وبحكم واقعيةشخوصه القصصية كان يقارب الكتاب من تلكم ألزاوية أما عبدالـمكرم فكانت مقاربته تـميل للنقد ألأدبي مستشهدا بسونتات شكسبير وعشيق الليدي تشارلي..أما شخصي فكنت أقارب الكتاب بـمذكرات الـمؤرخ السوداني محمد عبدالرحيم عنبر عن ثورة أربعة وعشرين وإيراده لأسماء الناس ألذين خانوها إضافة لذلك كنت أقرأ الكتاب من خلال خطابات تـمت بين الـمجذوب ومحمد عبدالحي وفيها يبدو الـجذوب ألآخر أللطيف ألظريف وما أحلي قلة أدب الـمجذوب حين يقل أدبه... إستمرت تلكم ألـمساجلات لأكثر من جلسه وفيها تجلي ألأستاذ علي أبوسن كمحاور متمكن من مادته غير خجول منها فاتحا الباب للقادمين من ألأجيال ليقرأوا ألـمسكوت عنه في عمقنا السياسي والإجتماعي
                  

06-02-2010, 03:57 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: abdalla elshaikh)

    عزيزي زهير كيف حالك

    أخشى أنك ضلّلت (misled) -بالتأكيد بحسن نية- الكثير من المتداخلين (وربما البوست نفسه) عندما حكمت بأن
    "النقطة الأساسية التي يقوم عليها المقالان هي: ما يجب نشره وما لا يجب"، رغم أنها موضوع جيد لبوست منفصل بذاته، ولكن لا أعتقد أنها النقطة الأساسية لمقال "صديقنا" سمؤال، تحياتي لك وله.
                  

06-02-2010, 12:53 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: معاوية الزبير)

    عزام سلام ....

    اعتقد أن معرفة السيرة الذاتية لبعض الكتاب يفيد كثيراً في فهم مقاصدهم ... خاصة باب المذكرات لذا لا غضاضة في تناول البطل وسموأل لسيرة ابو سن الذاتية ...لا اعتقد أن ابو سن قد قام بفضح اصدقائه في القبل الأربعة ... أو قلل من شأنهم ... لأن الثقافة السائدة في ذلك الوقت تختلف كثيراً عما سائد اليوم إضافة إلي أن قامات سامقة مثل هؤلاء الشعراء والأدباء لن تؤثر علي مكانتهم مثل هذه الرسائل ..علي العكس تماماً مثل هذه الرسائل تعكس لنا الوضع الثقافي والسياسي والاجتماعي في تلك الحقبة وتساعدنا علي فهمه وفهم ما دار فيه .. وكذلك في قراءة منتوجه الثقافي ... لك ودي
                  

06-02-2010, 01:37 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    مقال البطل اليوم في الأحداث :

    Quote: بعيداً عن الأدب وقلّته (2-1)

    (1)
    كنت قد زوّدت «الاحداث» بمقال من ثلاث حلقات بعنوان (أحاديث فى الادب وقلِّة الادب)، ثم تهيأت للانصراف الى عطلتى السنوية التى اقضيها هذا العام، بعيدا عن لوحة مفاتيح الحاسوب وشاشته، متنقلاً بين سان فرانسيسكو، عاصمة الجماعة إياهم الذين دعا عليهم الشيخ عبد العزيز بن باز المولى عزّ وجل أن يخسف بهم أرض الساحل الغربى للولايات المتحدة، وبين تورنتو القرية الدولية متعددة الاصول والاعراق وزهرة مدائن كندا. ولكن خابت خطتى وطاش سهم التدبير الذى دبرته لزاويتى الاسبوعية اذ وجدت نفسى على حين غرة بغير مادة لزاوية هذا الاسبوع والاسبوع الذي يليه. الأمر وما فيه - أعزك الله - أننى تفكرت وتأملت، ثم عزمت وتوكلت، ثم قررت الامتناع عن نشر الحلقتين الثانية والثالثة من سلسلة «الأدب وقلّته». وأنا افعل ذلك على غير رغبةٍ منى، ولكننى انما استجيب بنفسٍ راضية وروحٍ طيبة لرجاء ثلةٍ كريمة من أصدقائى، لهم عندى معزةٌ خاصة، أثمّن نصحهم، وأقدر مشاعرهم واحملها فى سويداء القلب، ولا أرد لهم رجاءً.
    ولست- على أية حال - اول من أعدّ سلسلة مقالات فى التعقيب على كتاب الراحل على ابوسن (المجذوب والذكريات: أحاديث الأدب والسياسة)، ونشر الحلقة الاولى منها، ثم عاد فبدل موقفه وامتنع عن نشر الاجزاء الاخرى. سبقنى الى ذلك من هم أفضل منى، منهم عالمٌ جليل وأديبٌ فطحل ذى قلمٍ رصين، هو شيخنا الدكتور عبدالله حمدنا الله، الذى استفزته مادة الكتاب فكتب قطعة نقدية محكمة الجودة بالغة الثراء ثم شرع فى النشر. ولكنه عرّج على دار جريدة «الصحافة» بعد ذلك فانتزع منها بقية الحلقات. وفى مراسلات خاصة بينى وبين شيخنا حمدنا الله استفسرته عن سبب توقفه عن مواصلة نشر مادته، فكانت اجابته:( عندما كتبت تلك الحلقات كنت موقناً بأن لعلى ابوسن قلماً يستطيع ان يرد الصاع صاعين، وكنت متهيئاً لذلك. ولكننى ما كنت اعلم انه كان وقتها طريح المستشفى يعانى آلام المرض. ومن عادتى الا اقارع الضعفاء والذين لا يستطيعون ان يدافعوا عن انفسهم). وقد قدرت للعالم الجليل موقفه ذاك حق قدره، غير انه كان من رأيى ان يستأنف شيخنا نشر الحلقات بعد وفاة ابى سن، على أساس ان الكتاب منشور ومطروح فى الاسواق بقاهرة المعز وعدد من المدن العربية، وان غياب المؤلفين عن مسرح الحياة لا ينبغى أن يقف حائلا دون عرض آثارهم مما اودعوه فى كتبهم امام موازين النقد. ولو كانت وفاة المؤلفين سبباً للامتناع عن تقويم الآثار المنشورة ونقدها لفسدت سماءُ العلم وافتقرت أرض الثقافة.
    (2)
    ويبدو ان الله كتب فى لوحه المحفوظ على ناقدى كل مؤلفات ابى سن، لا ذلك الكتاب وحده، ان يشرعوا فى النقد ثم يرتدوا على أعقابهم بعد ان يخطوا فى ذلك السبيل خطوتهم الاولى. فقد سبق ان قام ابو سن بنشر كتاب آخر، أطلق عليه عنوان «مراسلات الترابى»، ضمّنه مكاتيب دارت فى الزمن القديم بينه وبين الدكتور حسن الترابى. والاحتفاظ برسائل الاصدقاء الشخصية ثم نشرها فى القراطيس واذاعتها على الناس سنةُ ماضية فى حياة ابى سن أبطلها الموت. ثم الحق أبوسن كتابه بمقال شهير اشتمل على «رسالة مفتوحة للترابى». وعند نشر الكتاب والرسالة المفتوحة قام الكاتب الاسلاموى المعروف الدكتور محمد وقيع الله، باعداد سلسلة حلقات يرد فيها على أبى سن رداً صارماً عنيفاً. وفور نشر الحلقة الاولى من تلك السلسلة، فى صيف العام 1988 بصحيفة «الراية» الناطقة آنذاك بلسان حزب الجبهة القومية الاسلامية، تلقى وقيع الله توجيهاً من الدكتور حسن الترابى شخصياً، عبر قناة من قنوات التنظيم الاسلاموى، يلزمه بالتوقف عن النشر. فانصاع الرجل لأمر شيخه وقائده، وامتنع عن تزويد الصحيفة بالحلقتين المتبقيتين. وكان الترابى الذى شغل وقتها منصب النائب العام قد مارس نفوذه مباشرةً وقام بحظر الكتاب عن التداول داخل السودان، كما تولت جهاتٌ - لا يصعب استكناه هويتها - مهمة الطواف على الاسواق وشراء واعدام العدد المحدود من النسخ التي كانت قد وجدت طريقها بالفعل الى مراكز التوزيع.
    وكتاب «مراسلات الترابى» لعلى ابي سن قصيدة أولها ايمان وآخرها كفر. جاء فى مقدمته:( صاحب هذه الرسائل شق طريقه الى القيادة بتفوقه الفكرى وبمقدرته الفائقة على توقيت المبادرات. وبهذا التفوق الفكرى والتكتيكى استطاع ان يبنى تنظيماً محكماً وضع به قدماً راسخة داخل الحياة السياسية السودانية). ولكن نشر ابى سن للرسائل الخاصة التى بعث بها اليه الترابى فى فترات باكرة من حياته (سنلقى فى مقالنا القادم ان شاء الله ببعض الاضاءات حول الظروف والمسوغات التى قامت فى كنفها تلك الصداقة التى ربطت بين الرجلين فى خمسينيات وستينات القرن المنصرم)، نقول ان مبادرة ابى سن بنشر تلك الرسائل الحقت بالشيخ الترابى أفدح الاضرار اذ القت بظلال سالبة على مصداقيته الشخصية وكفاءته الخلقية واستقامته الفكرية. وبعض هذه الرسائل تكشف عن شخصية ميكافيللية، لا سيما تلك التى يشرح فيها ويبين مُرامه من كونه اختار جماعة الاخوان المسلمين، مع ضآلة شأنها مجالاً لحركته التنظيمية وفضاءً لطموحه السياسى عقب عودته من فرنسا فى النصف الاول من الستينات، خلافاً لغيره من شباب المثقفين من أنداده الذين اختاروا الانضمام الى الاحزاب الوطنية الكبرى. وقد اصاب الترابى عين الثور، كما يقول الفرنجة، وهو يسطر بعض تحليلاته واستنتاجاته ورؤاه لما عسى ان تنداح عنه عجلة الزمان ، اذ صدقته الايام وكان محقاً تماماً فى غالب ما ذهب اليه، لكأنه كان - وهو يكتب تلك الرسائل- يحدق بعينيه داخل كرة المستقبل البلورية. بيد ان مصدر الازعاج الوحيد هنا هو ان ما جاد به الترابى فى بعض رسائله لصديق شبابه، على حدة ذكائه وبراعته، يعكس فى جوهره حالةً ذهنية متمركزة حول الذات، تطغى عليها روح الأنا، وتدور فى مدار التطلع الشخصى والطموح الذاتى الانتهازى المحض، فتنحسر عنه «الفكرة» ويغيب عنه «المبدأ». لا غرو اذن ان الشيخ أجفل واضطرب اذ علم بوجود الرسائل وبأنها وجدت طريقها الى دفتى ذلك الكتاب الذى مارس فيه صديق الشباب ابو سن شغبه الأثيم وهوايته المرذولة فى هتك الستور وحرق الجسور.
    وكنت اود ان انقل اليك - ايها العزيز الأكرم - بعض نماذج مما ورد فى فقرات الكتاب، خاصة وقد أصبحت النسخ المتداولة منه فى يومنا هذا أندر من لبن الطير، غير اننى لم اعثر علي نسختى ضمن الكتب الموجودة بدارى فى منيابوليس. ولكننى ارجو ان يهدى الله صديقنا الدكتور محمد وقيع الله فيرعى حقوق الزمالة، وقد عملنا معاً - محمد وأنا - محاضرين بكلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بجامعة ام درمان الاسلامية، فيعيرنى نسخته من الكتاب، أو يهدينى اياها قولاً واحدا. لا سيما وانه نقض عهد شيخه السابق وقلب عليه ظهر المجن، بعد ان شبّ عن الطوق واحتاز هو نفسه من الالقاب ما يضارع به الشيخ ويبزه. وقد أجرت صحيفة «الميثاق» اليمنية مؤخراً حواراً نقلته عنها صحيفة «الرائد»، الناطقة بلسان الحزب الحاكم مع الدكتور وقيع الله أسبغت عليه فيه صفة «المفكر العربى»، فجاء العنوان الرئيس (حوار مع المفكر العربى محمد وقيع الله). وقد سارعت من فورى بتهنئة زميلى السابق باللقب الجديد، وابلغته بأننى على أكمل استعداد لمبايعته مفكراً عربياً لو انه وافقنى على تخصيص صفة «المفكر الافريقى» وقصرها على صديقى الأثير، وصديقه اللدود، الدكتور عبد الوهاب الافندى.
    (3)
    وهذا النوع من السلوك السلطوى والممارسة الوصائية على المجتمع، أعنى جمع الكتب من الاسواق واعدامها بغية محاصرة المعلومات المكنونة فى بطونها والتحكم فى حركة تدفقها - كما جرت الوقائع فى حالة كتاب «رسائل الترابى» لابى سن - ليست من الممارسات المستجدة على الواقع السودانى. ففى زمنٍ مضى تضافرت رؤوس بعض الاسر السودانية فقامت بتمويل حملة جمعت من الاسواق ومراكز التوزيع كتاب «الفلاتة الفولانيون فى السودان» الصادر عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة فى العام 1996، ومؤلفه الدكتور محمد أحمد بدين، حتى لم تبق منه نسخة واحدة فى مكتبات الخرطوم. والكتاب فى أصله عبارة عن بحث أكاديمى كان الدكتور بدين قد أعده باللغة الانجليزية لنيل درجة علمية معينة من مؤسسة اكاديمية، وقد تمت ترجمته لاحقاً الى العربية. ذكر المؤلف ان دافعه لنشر الكتاب بالعربية هو رفع الضيم عن قبيلة الفلاتة السودانية، التى يعتقد انها ضحية لسوء فهم واسع اذ يجهل الكثيرون جذورها ودورها فى تاريخ السودان وواقعها الحاضر وامتداداتها داخل التشكيل الاجتماعى الماثل. ولم يتسنّ لى شخصيا ان احصل على نسخة من ذلك الكتاب الذى وصفه لى بعض من اطلعوا عليه بأنه ذو قيمة ثقافية وعلمية عالية. وقد تناهى الىّ مما ذكر هؤلاء ان المؤلف أشار فى مبحثه ذاك الى ان هناك عدداً كبيراً من الاسر ذات الصيت فى المجتمعات المدينية السودانية تمتد اصولها وتنتسب عرقيا لقبيلة الفلاتة، وسمّى بعضها بأسمائها. غير أن تلك الأسر التى سبق لها ان زعمت لنفسها أنساباً اخرى تمتد الى الجزيرة العربية وأشرافها واستركنت الى تلك المزاعم واستأنست بها، لم ترض عن الكتاب، اذ لم يوافق هواها ما اورده المؤلف، وهو من زمرة العلماء وأهل الذكر فى هذا المضمار، من استخلاصات ونتائج وادلة. ولا عجب، فأنساب الجزيرة العربية تشكل الهوى الغالب عند قطاعات واسعة من أهل السودان.
    (4)
    لم يكن مقصدنا قط ونحن نكتب الثلاثية التى حجبناها عن النشر، ان نسىء الى بعض رموزنا السياسية والثقافية والاجتماعية، وان نبشّع بها، كما تراءى للبعض. وانما اردنا أن نُفصح عن عقيدتنا، وأن نسندها بالبراهين الناطقة والحجج الناهضة على أن ابا سن أخفق اخفاقا مزرياً فى عرضه للثروة المهولة التى وجدها بين يديه، من رسائل المجذوب اليه والى السيدة الانجليزية روزميرى، وان معالجته لامر هذه الرسائل اتسم بالفجاجة والركاكة وضعف الحساسية، ولا نقول الخبث. بل ان تدبيره الذى خرج علينا به فى شأن هذه الرسائل يقرب - فى زعمنا - الى ان يكون فتحاً فى «أدب الخيانة» منه الى «أدب الرسائل». ثم اردنا بعد ذلك ان نمضى قدماً فنبين ملاحظاتنا ومآخذنا على شخصية ابى سن نفسه، ونتناول بالتقويم عطاءه السياسى والثقافى، ونمحص فى ذلك تمحيصاً نميز فيه بين الحقائق الراسخة، والتخاليط والاوهام.
    كان فى عزمنا أن نتطرق الى «أدب الرسائل»، هو بابٌ قائم بذاته فى الآداب العالمية، وتنقسم فى التراث العربى الى أصناف ثلاثة: الرسائل الديوانية والرسائل الاخوانية والرسائل الادبية. ويشكل هذا المورد من الادب رافداً غنياً يكشف عن زوايا باهرة من مناطق التراث الانسانى العالمى بوجه الاجمال، وربما ساهم فى كشف بعض جوانب تلك الزوايا فى التراث العربى والتراث السودانى بوجه التخصيص. وقد حفظ الادب العالمى بمداد من ذهب الرسائل المتبادلة بين شوبان والاديبة أمانتين دوبان المعروفة في الأوساط الأدبية والثقافية باسمها المستعار (جورج ساند)، وتلك المتبادلة بين الشاعر ريلكا ومعشوقته سالومى. كما خلد التراث العربى جانباً من ذلك الادب، لعل من اشهره فى تاريخنا المعاصر رسائل عباس محمود العقاد ومصطفى صادق الرافعى الى مي زيادة، ورسائل الشاعرة فدوى طوقان والناقد انور المعدّاوى، ورسائل مروان كنفانى وغادة السمان، وكثيرٌ غيرها. وهو بلا بغير شك من الأدوات الجادة التى يمكن ان تكون خير معين للاجيال الطالعة على الالمام بجوانب محورية من حياة العمالقة من اهل الابداع.
    (5)
    من كُتاب السودان الذين اهتموا بأدب الرسائل مؤخرا الشاعر والروائى السفير جمال محمد ابراهيم، اذ كتب فى هذا المضمار مقالاً مستفيضاً متميزاً نشرته «الاحداث» فى سبتمبر من العام الماضى، استهله بهذه العبارة المتسائلة: (لماذا يرتبط أدب الرسائل عندنا فى العالم العربى بالفضائحية، او ينظر اليه وكأنه نوع من أدب الاعترافات الشخصية؟) وقد عالج جمال فى مقاله ذاك أمر رسائل الراحل محمد المهدى المجذوب الى القاصة والكاتبة العراقية ديزى الأمير، ورسائل آخرين غيره من المبدعين العرب الى نساءٍ مبدعات اخريات، معالجةً اتسمت بالحيوية والخصب والثراء. ولعل «الاحداث» تصنع معروفاً للمهتمين بهذا الشأن من شئون الثقافة فتعيد نشر ذلك المقال.
    ونحن نعلم مما ذكرته السيدة ديزى الامير نفسها ان هناك باقات من الادب الرفيع ضاعت هباءً منثورا، تمثلها الرسائل التى كان الراحل الاستاذ محمد المهدى المجذوب يبعث بها اليها بصورة راتبة، بعد ان تعرف اليها فى احدى المؤتمرات الثقافية التى شارك فيها ممثلاً السودان. وهى رسائل كثيرة العدد - بحسب الاديبة العراقية - التى فصلت فى أمر تلك الرسائل تفصيلا، وذلك فى مقال لها نشرته صحيفة «الناقد» اللبنانية فى ديسمبر 1994 (الشكر أجزله للاستاذ يوسف ادريس، بجامعة الدول العربية الذى مدنى بنسخة مصورة من المقال). وكانت صديقة المجذوب العراقية قد جنحت، باسلوبٍ راقٍ شفيف يتسم بالتثبّت المنهجى، الى محاولة تحليل شخصية المجذوب من وحى ما قرأت فى رسائله المستفيضة اليها. ثم كشفت فى مقالها ذاك للمرة الاولى ان الناقد المصرى الشهير الراحل رجاء النقاش كان قد الحّ عليها فى الحصول على تلك الرسائل الحاحاً جاوز المدى، فوافقت السيدة ديزى بعد طول تمنّع وبادرت فمدته بها فى مظاريف ثمينة سميكة. وقد نظر فيها النقاش ثم شرع فى اعدادها للنشر. ولكن المنية عاجلته فغاب عن الحياة، فاختفت الرسائل ولم يعرف احد بعد ذلك اليها سبيلا.
    [ نغيب الاربعاء القادمة فى عطلتنا الصيفية، ونواصل الجزء الثانى من هذا المقال الاربعاء التالية ان شاء الله].
                  

06-02-2010, 01:14 PM

SILVER MOON
<aSILVER MOON
تاريخ التسجيل: 02-24-2002
مجموع المشاركات: 300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    السموأل أبو سن
    بالجد قلم نووي وكلمات تحمل معانى ذهبية وتحليل رزين مصيب لهدفه
    نطمع فى وجودك فى ساحات الصحافة والمنتديات والأدب والحياء وأدب الحوار وأدب الاختلاف
    وأدب الصمت وأدب الكلام وادب قلة الادب..
                  

06-02-2010, 03:13 PM

osama fadlalla
<aosama fadlalla
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 857

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: SILVER MOON)

    كلام سمح ودسم

    تشكر زناتي
                  

06-02-2010, 03:13 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: SILVER MOON)

    Quote: أن تكتب مشككا في درجة فلانا العلمية و عن حضوره هنا او هناك بغير صفة لتوحي لقارئك أن فلانا هذا ممن يتظاهرون بما ليس فيهم و غير ذلك من امور الغمز و اللمز فقد يعد ذلك "بطولة" في نظر البعض . و لكنه قطعا ليس من البطولة في شئ اذا كان فلانا ذلك قد رحل عن هذه الدنيا و لم يعد في إمكانه أن يرد عليك مزاعمك.
    كان لزاما على السمؤال أن يتصدى لمن يحاول تشويه سيرة و صورة المرحوم علي ابوسن باعتبار صلة الدم و باعتبار المسؤولية عن تراث و تاريخ الرجل و السمؤال كان واحدا من اقرب الناس اليه و قد عاش معه في منزل واحد لفترة من الزمن .
    يبقى أن للجميع الحق في تناول الكتاب المذكور بالنقد و التقييم و الاتفاق و الاعتراض فذلك حق مكفول للجميع.


    د. سيف سلامات ...

    أتفق معك في أن الحديث الشخصي عن أشخاص رحلوا إلي الدار الآخرة ليس أمراً جيداً لأن هذا الشخص لن يستطيع الرد عليك .. أو الدفاع عن نفسه .. وهو يعتبر من باب النميمة ... أما تناول الكتاب ونقده فهو أمر لا تثريب عليه ... ويحق للسموأل الدفاع عن عمه الراحل ... كنت أتمني أن أجد نسخة من الكتاب لرفعه هنا ولكن للأسف باءت كل محاولاتي بالفشل .. إلا أن البحث جاري عنها ...

    لك مودتي ...
                  

06-02-2010, 03:27 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    زهير الزناتي ...
    كيف حالك؟ علك طَيِب ...


    Quote: لا اعتقد أن ابو سن قد قام بفضح اصدقائه في القبل الأربعة ... أو قلل من شأنهم ...

    وأنا ومجموعة هِنا ده بنعتقِد إنو مِتِل حديث < علي أبو سِن > ده قله أدب مو أدب (المجموعة الهِنا ظهرت لما إعْترضت على كِتاب شوقي بدري "حِكاوي أُم درمان")

    ـــــــــــــ
    Quote: أن الحديث الشخصي عن أشخاص رحلوا إلي الدار الآخرة ليس أمراً جيداً لأن هذا الشخص لن يستطيع الرد عليك .. أو الدفاع عن نفسه .. وهو يعتبر من باب النميمة ...

    سؤال : لامِن < علي أبو سِن > + < شوقي بدري > كتبو الكتبوهو ، الشخصِيات الإتْناولوها ، هل كانت حيه ولا ميتة؟
    (دخلت شوقي بدري ، لأنو حسب تصنيفك بِكون "أديب")

    سؤال مُباشِر ليك يا زهير : لو أنا نشرت خطاب إنت رسلتو لي ونحنا في الثانوي ، خِطاب فوقو حاجات مُخْجِلة ، بِكون مَوقِفك شنو؟
    غايتو إلا يِكون النِفاق ضرب سودانيز أونلايِن ضربه العدو ، لأن حدث كذا مره جات إشارة مِن إنو "فُلان" نشر في بوست رِسالة فُلان الرسلا ليهو في ماسنجر سودانيز أونلايِن ، النحنا فيهو ده. وتعال شوف الإدانات والشجب ما خلو فوقو صفحة يرقُد عليها.
                  

06-02-2010, 03:48 PM

ابراهيم على ابراهيم المحامى

تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 126

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عزام حسن فرح)

    متى يصمت هذا "البطل" عن هذه الادوار المشبوهة
                  

06-02-2010, 04:48 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: ابراهيم على ابراهيم المحامى)

    Quote: ففى زمنٍ مضى تضافرت رؤوس بعض الاسر السودانية فقامت بتمويل حملة جمعت من الاسواق ومراكز التوزيع كتاب «الفلاتة الفولانيون فى السودان» الصادر عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة فى العام 1996، ومؤلفه الدكتور محمد أحمد بدين، حتى لم تبق منه نسخة واحدة فى مكتبات الخرطوم. والكتاب فى أصله عبارة عن بحث أكاديمى كان الدكتور بدين قد أعده باللغة الانجليزية لنيل درجة علمية معينة من مؤسسة اكاديمية، وقد تمت ترجمته لاحقاً الى العربية. ذكر المؤلف ان دافعه لنشر الكتاب بالعربية هو رفع الضيم عن قبيلة الفلاتة السودانية، التى يعتقد انها ضحية لسوء فهم واسع اذ يجهل الكثيرون جذورها ودورها فى تاريخ السودان وواقعها الحاضر وامتداداتها داخل التشكيل الاجتماعى الماثل. ولم يتسنّ لى شخصيا ان احصل على نسخة من ذلك الكتاب الذى وصفه لى بعض من اطلعوا عليه بأنه ذو قيمة ثقافية وعلمية عالية. وقد تناهى الىّ مما ذكر هؤلاء ان المؤلف أشار فى مبحثه ذاك الى ان هناك عدداً كبيراً من الاسر ذات الصيت فى المجتمعات المدينية السودانية تمتد اصولها وتنتسب عرقيا لقبيلة الفلاتة، وسمّى بعضها بأسمائها. غير أن تلك الأسر التى سبق لها ان زعمت لنفسها أنساباً اخرى تمتد الى الجزيرة العربية وأشرافها واستركنت الى تلك المزاعم واستأنست بها، لم ترض عن الكتاب، اذ لم يوافق هواها ما اورده المؤلف، وهو من زمرة العلماء وأهل الذكر فى هذا المضمار، من استخلاصات ونتائج وادلة. ولا عجب، فأنساب الجزيرة العربية تشكل الهوى الغالب عند قطاعات واسعة من أهل السودان.


    في كِتاب شيخ العُلماء الدِكتور / عبدالله عبدالماجِد إبراهيم < الإعلام بِالأعلام .. مسيرة عُلماء السودان مِن تَنبَكْتو إلى أُمْ درمان > جاء تفصيل هذِهِ الأُسر الخَجِله مِن أصلِها ... لو الله مد في العُمر ، بنْفِتو كلو هِنا (أي في سودانيز أونلايِن) أو في غيرا

    كُنت بديت الشغلانا دي في العمود أدناه :

    كشف الغِطاء عن الهَوِية السودانِية

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 06-02-2010, 04:53 PM)

                  

06-03-2010, 00:19 AM

ياسر احمد محمود
<aياسر احمد محمود
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عزام حسن فرح)

    • ليس من اللائق أن يعمد علي أبوسن إلى نشر رسائل (خاصة)، لأن مثل هذه الرسائل تنطوي على أسرار شخصية يسبب نشرها حرج بالغ لمرسلها الذي لو كان يعلم بأن سريتها تُنتهك بمثل هذا الأسلوب الفج فربما صرف النظر عن إرسالها.
    • الرسائل التي نشرها أبو سن هي مصارحة بين أصدقاء تتيح لهم العلاقة بينهم الحديث في أي شئ، واحترام خصوصية الصداقة يوجب عدم إفشاءها.
    • ثم ما هي الفائدة التي تعود للقارئ (العام) من الإطلاع على رسائل (شخصية) بين إثنين.
    • والتحية للكاتب القدير مصطفى البطل الذي حاول أن يتصدى لذلك الإسفاف.
                  

06-03-2010, 11:18 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: ياسر احمد محمود)

    منصور شكراً لك لإيرادك مداخلة الأستاذ محجوب بابا الثرة .. وإن كنت أتحفظ علي بعض العبارات التي وردت بها ... لك ودي
                  

06-03-2010, 11:22 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    العزيز أسامة صديق

    كنت أتمني أن تفند هذه العيوب حتي تعم الفائدة ... لك مودتي علي هذه المشاركة ...

    (عدل بواسطة زهير الزناتي on 06-03-2010, 11:24 AM)

                  

06-03-2010, 11:22 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: ياسر احمد محمود)

    مشاعر لك ودي أعرف حساسية وضعك لصلتك بالطرفين ...

    شكراً لمرورك ...
                  

06-03-2010, 11:48 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: تحية من بيروت
    شكراً لك علي إشراكنا في هذا الموضوع . وكذلك أثني علي مساهمتي مصطفي وأبو سن . قابلت الأستاذ علي أبو سن في أخريات أيامه مرتين ، ووجدته إنسان ذكي ومثقف بشكل جيد . نعم شخص مثير للجدل .
    أتفق مع رؤية صديقي محجوب ، وأحب أن أذكر المشاركين بأن أفضل من كتب مذكرات شخصية في السودان إلي الآن هو رائد تعليم البنات وأحد مثقفي مدينتناالحبيبة رفاعة الشيخ بابكر بدري
    تحياتي

    شكراً المعز

    شهادتك في حق الراحل شهادة هامة ... ونتفق معك أن كتب المذكرات الشخصية في السودان تحتاج لكثير من الشجاعة والقوة حتي تقدم عليها رموزنا ... أعتقد أن بعضهم كتب ووصي بنشرها بعد موته إلا أن الآخرين ايضاًَ عجزوا عن نشرها ومنهم من أبادها ...
    لك ودي
                  

06-03-2010, 11:52 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    الأستاذ عبد الله الشيخ ... نتمني مزيداً من الإضاءات حول الكتاب بحكم قراءتك له ونقاشاتك مع الراحل أبو سن ... لأن عدد كبير من الناس لم تطلع وتحتاج لأن تعرف المزيد

    لك الشكر
                  

06-03-2010, 01:11 PM

Osama Siddig
<aOsama Siddig
تاريخ التسجيل: 10-08-2006
مجموع المشاركات: 1078

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    الأخ الأكرم زهير

    لك و لمشاركيك فى هذا الخيط التحية و الســلام

    لم اطلع على ردك لى الا اليوم

    أخطأ البطل فى التوقيت لانتقاده لمذكرات على أبو سن , بينما كان قد اقتبس منها مشيدا قبل اليوم.
    أخطأ سمؤال فى رده على البطل حينما لم يفند كلام البطل فى نقاطه التى ذكرها, كل من قرأ رد السؤال لا تفوت على فطنته أنه يرد من باب"عصبية القبيلة"

    مرة اخرى اقرر اننى استمتعت بمقالة كليهما فهما "بغض النظر عما حوياه من شوائب" يمثلان نوعا من الامتاع فى القراءة.

    لك وافر ودى
                  

06-03-2010, 01:59 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: Osama Siddig)

    301.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



    مقال البطل الذي أشار إليه السموأل في مقاله والذي استشهد فيه البطل بكتاب أبو سن .....
                  

06-03-2010, 02:03 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    المقال كاملاً

    Quote: الأربعاء, 08 يوليو 2009 06:55

    غربا باتجاه الشرق


    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته


    (1)


    في واحدة من رسائله الى على أبوسن قال المجذوب: (أنا أزعم بأن سبب الفوضى في السودان هو جهل الناس بالتاريخ، وقد زاد جهلهم به حين كتب عنه شبيكة)، "المجذوب والذكريات: أحاديث الأدب والسياسة، الجزء الاول - ص ١٨٢". وأحسب أن صاحب "الشرافة والهجرة" لم يقصد بعبارته تلك التطفيف من أعمال المؤرخ الكبير مكي شبيكة بقدر ما أراد أن يعبر عن أسفه لواقع جهل السودانيين بالتاريخ. ولكنني، خلافاً للمجذوب، ألتمس بغير كثير حذر التطفيف من قدر التصريحات التى أدلى بها أستاذنا وصديقنا ومرشحنا لرئاسة الجمهورية، الدكتور عبدالله علي إبراهيم، في محاضرته بعنوان: (الفكر والتاريخ: رؤية نقدية)، التي نظمها نادي الفكر بقاعة إتحاد المصارف السوداني بالخرطوم الأسبوع الماضي. إذ أقول مقتفياً عبارة المجذوب بأنني أخشى أن يزداد جهل الناس بالتاريخ وبأشياء أُخر، لو أنهم أصاخوا السمع لإفادات عبد الله وأخذوها مأخذ الجد.


    (2)


    قال الدكتور عبدالله علي إبراهيم إن الذين تدربوا على البحث من السودانيين كتبوا باللغة الإنجليزية فكانت الإنجليزية أداة تعبيرهم الفاعلة بقرينة أنها (لغة تفكير)، بينما أصبحت اللغة العربية (لغة هرج). ونعت مستوى تناول السودانيين للقضايا العامة إجمالاً نعتاً مقذعاً، كما وصف الحوارات والمناقشات المحررة باللغة العربية، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، بالافتقار الى الفكر والتمحور حول ذوات الأشخاص. وربما اختلف الأمر بعض الشئ لو أن حكم الدكتور المبرم إقتصر على حياتنا الماثلة كما نحياها فى يومنا هذا، إذن لهان الأمر، ولوقفنا جميعاً، نحن جمهرة المهتمين بمدخلات ومخرجات المشهد السياسي والثقافي المكتوبة والمنطوقة باللغة العربية، متأملين مستبصرين، ومسترشدين بتوجيهات مرشحنا الرئاسي. ولكن الدكتور يرى، ويا للهول، أن أحكامه تنسحب ليس فقط على الحال الراهن، بل انها تنسحب أيضاً إنسحاباً كلياً جامعاً على الواقع السياسي والثقافي السوداني على مدى نصف القرن المنصرم من عمر السودان. يقول عبد الله على إبراهيم يصف حال الكتابة السياسية والثقافية على طول الخمسين عاماً الممتدة من ستينات القرن العشرين وحتى اليوم:(إذا قرأت أية نظرية أياً كانت اجتماعية، سياسية، اقتصادية، إسلامية.. الخ، لا بد أن تجد انها تبدأ ببيت شعر. وفي رأيي يجب أن يُباد ذلك لأن فيه قدراً كبيراً من عدم المسئولية. يجب أن ننتقل الى النثر. وإذا نظرنا الى المبارزات التي كانت تقع بين المتحاورين منذ صلاح أحمد إبراهيم وعمر مصطفى المكي في الستينات وصولاً الى البطل [ ود. عبد الله حمدنا الله وفتحي الضو] اليوم، نجد أن الأفكار تجسدت في شخص ولم تستقل عن هؤلاء الأشخاص، وأصبحت تناقش وكأنها مبارزة وليست بهدف تفتيح الأفق وتوسيعه، وإنما هو الصراع من أجل الصراع ومن أجل أن يصبح البطلان كراقصي الكمبلا). لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. منذ صلاح أحمد ابراهيم وعمر مصطفى المكي في ستينات القرن الماضي وحتى اليوم لم يشهد السودان حوارات فكرية حقيقية تؤدي إلى توسيع المدارك وإشاعة الوعي وتفتيح الأفق، وإنما فقط مبارزات وهمية وصراعات شخصية بين راقصي كمبلا. ما أتعسنا إذن وما أشقانا.


    أول ما بدا لي بعد قراءة ملخص محاضرة عبدلله هو أن أشرع في استدعاء بعض شواهد التاريخ المعاصر من سجالات ومناظرات وحوارات بين عديد من القمم والرموز والشخصيات الفكرية والسياسية والأدبية الساطعة على توالي العقود المنصرمة والتي أنتجت زخماً فكرياً وثقافياً مهولاً، انداح سيالاً مدراراً على توالي الحقب من التلال السوامق الى السفوح الشعبية. تواردت على ذهني ما قرأت من مسطورات السجالات بين الشهيدين عبد الخالق محجوب والأستاذ محمود محمد طه، والتي نافح فيها الأخير عن آرائه الناقدة للفكر الماركسى وطرح فيها عبد الخالق رؤاه للقيم العدلية في الفكر الاشتراكي وسموه بالإنسان في كل مراقي الحياة. والسجالات بين الأستاذ محمود والدكتور حسن الترابي والتي اجتمعت مادتها في كتابين هما (أضواء على المشكلة الدستورية) و(زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان الثقافة الغربية، وفي ميزان الإسلام). والحوارات الشهيرة بين الرموز الصحافية والقانونية حول المساواة بين القضاء المدني والقضاء الشرعي، والتي تولى كبرها الدكتور سعيد محمد أحمد المهدي والأستاذ بشير محمد سعيد في مواجهة قيادات سياسية كإسماعيل الأزهري وخضر حمد. والمناظرات الفكرية والسياسية والقانونية الخصيبة حول قضية حل الحزب الشيوعي السوداني، بين الدكتور حسن الترابي والدكتور محمد إبراهيم خليل من ناحية، وعبد الخالق محجوب ومحمد إبراهيم نقد من جانب آخر. وسجالات عضو البرلمان المهندس حسن بابكر وآرائه الجريئة في مواجهة معارضيه بشأن ذات قضية حل الحزب الشيوعي. وحوارات الدكتور محمود برات والأستاذ مالك بدري مع مخالفيهم من الإسلاميين في شأن مناهج التوجيه الفكري والعملي في قيادة الحركة الإسلامية. والسجالات بين السيد الصادق المهدي وعدد من كتاب اليسار حول دعوة المهدي لنموذج (الإشتراكية السودانية) التي ترفض الصراع الطبقي، والتي احتج من خلالها المحاورون من اليسار بأن الاشتراكية لا جنسية لها، وأن الصراع الطبقي حقيقة واقعية يقر بها المفكرون الليبراليون قبل غيرهم، وان ماركس لم يأت بنظرية الصراع الطبقي كما يسود الاعتقاد، وإنما أتى بها المفكر الليبرالي فايداماير. وتحفظ الأضابير بطبيعة الحال مساجلات أحمد سليمان، فى طبعته الشيوعية، مع قادة حزبه من فوق منبر صحيفة (الأيام) والتي طرح فيها أفكاره الانقلابية علانيةً.


    ولئن انحسر الحوار الحر خلال سنوات الشمولية المايوية فلم تسع الساحة حوارات ديمقراطية مفتوحة، فإن هناك استثناءات ذات مغزى من بينها المجابهات الجريئة التي حملتها جريدة الصحافة بين الوزير مرتضى أحمد إبراهيم والصحافي أحمد علي بقادي، والحوارات بين العميد (م) مزمل سلمان غندور وآخرين. فضلاً عن سلسلة مقالات الدكتور منصور خالد والتي تصدى لها بالرد بعض رموز الحكم آنذاك كالدكتور إسماعيل الحاج موسى، بل وتصدى لها الرئيس الراحل نفسه من خلال خطب لقاء المكاشفة الشهرية التي كان يصوغها مستشاره الإعلامي محمد محجوب سليمان. كما شهدت حقبة الديمقراطية الثالثة حوارات ثرة حول عدد من القضايا الحيوية كالحوار بين السيد الصادق المهدي والسياسي الجنوبي بونا ملوال. والغريب أن ذات الحقبة كانت قد شهدت مساجلات حية على صفحات الصحف بين الدكتور عبد الله على إبراهيم نفسه والدكتورين عشاري محمد محمود وسليمان بلدو حول تقرير مذبحة الضعين والذي استبسل فيه الدكتوران في الدفاع عن تقريرهما في مواجهة زعم عبد الله بأن التقرير عملٌ سياسي منحاز يفتقر الى الموضوعية كما جرت حوارات أخرى لاحقاً في منتصف التسعينات بين السيد الصادق المهدي والراحل جون قرنق بشأن دور حزب الأمة في تعميق وتعقيد مشكلة الجنوب والتي نشرت رسائلها المتبادلة في كتاب. وفي غياب صحافة حرة في غالب سنوات العهد الانقاذى فقد شهدت قيمة الحوار ضموراً مشهوداً، وذلك حتى ضاقت محافل الاسلاميين الداخلية بنزاعات السلطة وطفا زيتها فوق سطح الماء فشهدت الساحة مناظرات سياسية شديدة الحيوية بين عدد من كادرات الحركة الإسلامية، ومثال ذلك السجال الذي أثاره كتاب "الثورة والإصلاح السياسي" للدكتور عبد الوهاب الأفندي وسال على ضفافه مداد كثيف من أقلام حركية إسلامية ذات أوزان فكرية وسياسية راجحة. ومثل ذلك أيضا المساجلات التي دارت على صفحات جريدة الصحافة بين الدكتور التجاني عبد القادر والدكتور أمين حسن عمر والتي ضمها مؤخراً كتاب (نزاع الإسلاميين في السودان، مقالات في النقد والإصلاح). وتلك التي دارت بين الناشط الديمقراطى الحاج وراق وعدد من كتّاب الإسلام السياسي. وذلك فضلاً عن عشرات المساجلات الثقافية والأدبية ومن أمثلتها المعارك النقدية حول شعر عبد الله الطيب بين محمد محمد علي والمجذوب وموضوعها ديوان عبد الله الأول (أصداء النيل) الذي زعم محمد محمد علي أن لغته متخلفة، بينما رآها المجذوب لغة شاعر مطبوع يعيش البداوة والجزالة. والحوارات بين الأديبين محمد عبد القادر كرف والشاعر محيي الدين فارس حول جدارة الشعر الحديث. والسجال الذي دار بين الأستاذ طه الكد والشاعر أبو آمنة حامد. وصولاً الى المساجلات المطولة بين الدكتور حيدر إبراهيم علي والدكتور عبد الله بولا التي بلغت تحريراً نحواً من ثمانمائة ألف كلمة وضمتها ملزمة كبرى اشتهرت في الدوائر الثقافية باسم "حوارية لاهاى". وقد عرف السودان المناظرات الأدبية من قديم العهود، حيث نشرت صحيفة (الفجر) في العام ١٩٣٥م وقائع سجال أدبي شديد الدسامة دارت وقائعه بين الأستاذ محمد أحمد محجوب الذى نافح عن استقلال الثقافة السودانية، والأستاذ حسن صبحي الذى استمسك بعروة الوحدة التاريخية بين الحضارتين السودانية والمصرية.


    ولكن الدكتور عبد الله علي إبراهيم يرى في كل هذه النماذج التي تم تحرير حواراتها باللغة العربية (لغة الهرج) أنها لا تعدو كونها شعراً سخيفاً لا يُجسد أية محتويات فكرية، وان غرضها أصلاً لم يكن تفتيح الأفق وتوسيعه، وانها في أساسها إنما كانت صراعا لوجه الصراع، ومن أجل أن يصبح أبطالها (راقصي كمبلا)!


    (3)


    هل يدهشك – يا رعاك الله - هذا التعميم التقريري السلطوي المتعسف؟ هل تحيرك هذه الجرأة العشوائية في الطرح وهذه الاطلاقية في الأحكام وهي تأتي متهادية من تلقاء الدكتور عبد الله علي إبراهيم؟ لو كانت تدهشك وتحيرك فأنت وشأنك، ولكنني منذ قرأت الورقة التي كتبها الراحل الأستاذ الخاتم عدلان تعليقاً على محاضرة للدكتور عبد الله قدمها بأبي ظبي في الحادي عشر من يوليو ٢٠٠١م وأطلق خلالها في الهواء فقاعات درامية كتلك التي أطلقها في منتدى نادي الفكر بالخرطوم الأسبوع الماضي، ومنذ عرفت عن فتوحات عبد الله (الفكرية) ما عرف الخاتم، لم تعد الحيرة والدهشة تجد بغيتها عندي كلما قرأت عن الرجل وعروضه الاكروباتية.


    كان عبد الله قد زعم في محاضرته أمام الجمع من المغتربين بأبي ظبي أن السودان الشمالي كله ينتمي الى الثقافة العربية الإسلامية انتماءً يمتنع معه التمييز بين شمالي وشمالي آخر، يسارياً أو يمينياً، حاكماً أو معارضاً، غنياً أو فقيراً، داعياً للدولة الدينية أومنادياً بالدولة العلمانية، وان كل الأخطاء والخطايا التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة ديمقراطية أو شمولية في حق الوطن، بما فيها مأساة جنوبي السودان، هي في نهاية المطاف مسئولية الشمال العربي الإسلامي يتحملها كل فرد من أهل السودان الشمالي. وأن أيادينا جميعاً في السودان الشمالي ملطخة بدماء قتلى حروب الجنوب وفظائعها. وعقابنا جميعاً واحد لأننا مشتركون في نفس الجريمة وبنفس المستوى. ولذلك فإن مصلحتنا الشخصية، مصلحة كل واحد منا، هي ألا يطالب بعقاب أحد لأنه ارتكب ذنباً في الجنوب لأن العقاب سيطالنا جميعا. وان ما قامت به الجبهة الإسلامية القومية في الجنوب بعد انقلاب الإنقاذ ليس أسوأ مما قامت به الأحزاب الأخرى يمينا ويسارا وأن عذرها في ذلك هو الشفرة الثقافية المركبة فينا جميعاً (تلخيص الخاتم عدلان، ٢٠٠١). وفي تلك الورقة – وبعد أن سخّف مقولة عبدالله التى تقف معلقة فى الهواء بغير ساقين، وبيّن زيفها وخطلها ومفارقتها للروح العلمية والقيم العدلية - عبّر الخاتم عن اعتقاد راسخ لديه، كونه عرف عبد الله عن قرب لعهد طويل وعايشه معايشةً لصيقة شخصاً وفكراً، بأن عبد الله ( يعتمد على تكتيكات معينة في تسويق أفكاره وفي الإيحاء للآخرين من خلال هذه التكتيكات بأنه عالم كبير لا يُشق له غبار، وانه مؤلف للنصوص الكبيرة، وأنه علم من أعلام التنوير في بلادنا)، وهي، بحسب الخاتم، ( أوصاف تجانب حقيقة عبد الله مجانبة تكاد تكون كلية ). والواقع يحدثنا بلا مراء أن عبد الله يسيطر عليه وهم المقولات الذاهلة، اذ يظن أن الفرقعات الاعلامية مثل إطلاق تصريحات فاقعة الألوان فى شكل ألعاب نارية بين الفينة والفينة، ومحاولة إكسابها جلال الثقافة عن طريق القولبة الدرامية والتقعر اللغوي ، كتلك التي أشرنا إليها، تجعل منه نجما ثقافيا وعلماً فكرياً، بل انها ربما قادت خطاه يوما ما الى رئاسة الدولة فيصبح معمّرنا القذافي الجديد! ومن رأي الخاتم أن التشويش الفكري الذي يعاني منه ويصدر عنه عبد الله ناتج عن افتقاره الى الأدوات الدقيقة التي تصنف المفاهيم وتحدد الدلالات وتزيل التناقضات. وهو ما ينتهي به دائماً الى تحليلات معطوبة ونتائج متنكبة لجادة الصواب. وليس أدل على ذلك من مزاعم عبد الله عن الشمال العربي الإسلامي التي تستند فى لبّها الى فكرة هجرتها البشرية وتركتها وراءها ظهريا وهي فكرة النقاء العرقي، وادعاءاته البلقاء – في مواجهة تاريخٍ معاش لم ترثُّّ صفحاته بعد– عن غياب أنموذج واحد لحوار لاجب ذى فكر جاد في جميع مسارح السياسة والثقافة على مدى نصف قرن من تاريخ السودان!


    (4)


    مهما يكن من أمر أطروحة الخاتم بشأن توهمات عبد الله وتوسله لمقام المفكر القومي بالتنطّع في التنظير والإغراب في التعبير، فإن المتابعة اللصيقة لآثاره المسطورة في الحقلين السياسي والثقافي خلال العقدين الأخيرين تؤشر الى اضطراب لا يخطئه الراصد لمواقف الرجل وتوجهاته. وقع انقلاب الحركة الإسلامية في السودان عام ١٩٨٩م والدكتور خارج لتوه من قلب حملة صحفية مستأسدة شنها ضد الجيش الجزائري الذي كان قد استولى على السلطة ليقطع طريق الحكم السياسي على الإسلاميين، تأسيساً على زعم بأنه يرفض الانقلابات العسكرية من حيث المبدأ، ولكن ما أن أذاع الانقلابيون بيانهم الأول في الخرطوم حتى سارع الى صفوفهم ينفق عليهم من شرعيته (الفكرية) بغير حساب. ونجد عبد الله في حاضره المعاش يعلن مفارقته للحزب الشيوعي ويلبس لبوس التدين السياسي، ثم نفاجأ به ينتقد الشيوعيين السودانيين على أساس أنهم ليسوا ماركسيين بما فيه الكفاية. ويكتب عبد الله كتاباً كاملاً يمجد فيه فكر الترابي الإسلاموي ويزكي تطبيقات الشريعة الإسلامية في السودان على يد القضاة الشرعيين، ولكنك تقلب صفحة الإهداء فتراه يهدي الكتاب إلى القائد الشيوعي عبد الخالق محجوب. ثم إذا به يمسك بخناق عبد الخالق، الذي يطلق عليه صفة "أستاذنا" فيبتذل فكره على رؤوس الأشهاد. ثم يعيد البصر كرتين ليقول بأن علاقته بالحزب الشيوعى كانت عبارة عن حالة تعاقد شخصي مع عبد الخالق. ويدور عبد الله دورةً عبثيةً كاملة فيصف نفسه على حين غرة بأنه ناصري الهوى. ويعلن الرجل عن محاضرة يلقيها بعنوان (في كون السودان ليس رجل إفريقيا المريض)، ويتداعى الحضور من المهتمين بمادة المحاضرة فيعاجلهم بأنه لا محاضرة ولا يحزنون وانه إنما دعاهم ليعلنهم بخبر ترشيحه لرئاسة الجمهورية وفتحه لباب التبرعات والهبات المالية الداعمة لحملته الانتخابية. غير أنه يفاجئ ناخبيه المفترضين بأنه لا يملك برنامجاً يطرحه عليهم ولا تصوراً محدداً للحكم، وان كل ما عنده هو "رؤية " لسودان جديد. ولكننا نعلم أن حكم البلدان وسياستها لا يتصل بالرؤى وإنما بالخطط والبرامج التطبيقية التي تحيل خيالات الرؤى الى منجزات ترفل على الأرض. جميع بني وطني لهم رؤى. رؤاهم أن يتحول السودان الى جنة. وكاتب هذه الكلمات له رؤية. رؤيتي أن يشرب كل سوداني من ماء النيل وأن يتملك منزلاً من طابقين وسيارة كورولا. وعبد الله أيضاً له رؤية، ولكنه لا يملك برنامجاً ذا خصائص تطبيقية نفحصه بمقتضاه ونقوّمه على أساسه. هو يريد منا فقط أن ننتخبه وأن نُوهطه على مقعد رئيس الجمهورية، فيغيظ منصور خالد ويفقع مرارته، ويصفي معه الحساب القديم، حساب "الملتقى الفكري" الذي طرده منصور من سكرتاريته عام١٩٧٠م، فكسر شوكته وحطم كبرياءه وأحدث فى خويصة ذاته جرحا نفسيا غائرا استعصى على الزمان مداواته.


    (5)


    وصف عبد الله في محاضرة نادي الفكر جميع الحوارات والسجالات التي شهدها السودان خلال نصف القرن الماضي بأنها كانت صراعاً من أجل الصراع، ومبارزات تمحورت حول الشخص، وأنها تفتقر الى الفكر، وان أطرافها لم يتجاوزوا كونهم راقصي كمبلا. كيف لا واللغة العربية أصلاً، بحسب عبد الله، (لغة هرج)! عظيم. هذا رأيه وهو فيه حر. ولكن ليسمح لنا عبد الله بأن نتوجه إليه بالسؤال: وماذا بشأن مبارزته مع الدكتور منصور خالد التي ظل خلالها ممتطياً صهوة جواده عامين متصلين، دلق خلالهما حبراً لم يدلقه ابن حجر العسقلاني. هلا تكرم المفكر الكبير فدلنا على مواقع (الفكر) في تلك المبارزة التي ملأ بها الدنيا وشغل الناس؟ لا بد أن يكون هناك (فكر) أليس كذلك؟ فلا يعقل يكون ذلك العمل الضخم بدوره من قبيل رقص الكمبلا أو (صراعاً من أجل الصراع). خاض عبد الله بنا في لجج حرب مستعرة ضد الدكتور منصور خالد بلغت ذروتها بنشره جزءاً من وثيقةٍ استخرجها من خزانة للوثائق الأمريكية باحدى المكتبات. استخدم عبد الله في المقال القصير الذي أبرز فيه وثيقته وعنوانه (منصور القوّال) عبارة (المخابرات الأمريكية) باللغة العربية أربعة عشر مرة بالتمام والكمال، وأورد مرادفها بالحروف الإنجليزية (سى آى ايه) مرة واحدة، وعبارة (عميل لإدارة من إداراتها) ويقصد المخابرات الأمريكية مرة واحدة، وكلمة (المخبر) و(المخبرون) مرتين، باجمالى يبلغ عشرين فى العدد لاستخدام ذات الالفاظ او المعانى. وزع صاحبنا العبارات توزيعاً ذكياً بين بداية المقال ومنتصفه وخاتمته. مثال ذلك: (علقت بمنصور تهمة العمالة للمخابرات الأمريكية). ثم: (وقفنا على وثائق [تثبت] أن منصور خدم المخابرات الأمريكية عام ١٩٥٣م). ثم: (لم يكن بوسع المخابرات الأمريكية أن تترك الحبل للشيوعيين على الغارب)، وهكذا. والوثيقة المشار إليها كتبها دبلوماسي أمريكي اسمه جورج سويني، ومع أن السيرة الذاتية لسويني هذا متاحة لكل من يعرف الطرقعة والغوغلة فى بطون الحواسيب، شأنها شأن السير الذاتية لغالب رجال الدبلوماسية الأمريكية الراحلين والأحياء، وتقول سيرته انه موظف فدرالى من كادرات الخدمة الدبلوماسية، ولد عام ١٩١٢م وتُوفيَ في ١٩٧٩م. ومع ذلك فإن عبدالله لم يطرف له جفن وهو يوحى لقارئه كتابةً بأن سوينى ضابط مخابرات يتبع للسى آى ايه. مع انه يعلم أنه موظف دبلوماسى يتبع لوزارة الخارجية، تماما كما يعلم ان الجاسوسية والدبلوماسية فى الولايات المتحدة خطين متوازيين، وان بين جهازيهما وعناصرهما البشرية ما صنع الحداد. والوثيقة نفسها لا تعدو كونها مذكرة دبلوماسية وليست تقريراً استخبارياً بالمعنى الاصطلاحي، بقرينة أنها موجهة من السفارة (مكتب الاتصال) بالخرطوم الى رئاسة وزارة الخارجية الأمريكية، شأنها في ذلك شأن المئات من وثائق الخارجية الأمريكية التي تعني بتوصيف وتحليل الأحوال السياسية في السودان التي ظل الصحافي محمد علي صالح يقوم منذ زمن بعيد بنقلها من الأرشيف الأمريكي و ترجمتها الى العربية دون عجيج أو ضجيج. بل ان الاستاذ محمد على صالح، وهو خبير مخضرم ومحلل معتق للنظم والشئون الامريكية لما يقرب من اربعة عقود من الزمان، كان قد وقع على ذات الوثيقة وقام بايرادها ضمن ترجماته على انها وثيقة كتبها دبلوماسى تابع لوزارة الخارجية وليس عميل للسى أى أيه يتبع لوكالة المخابرات. ولعل هذا ما حدا بالسوداني الأمريكى المقيم بمنطقة واشنطون عادل عثمان، أن يبادر وفي ظرف دقائق معدودة من نشر مقال عبد الله علي أحد المواقع الالكترونية الواسعة الانتشار، بكتابة وإرسال التعليق التالي: (كلام عبد الله عن عمالة منصور للمخابرات الأمريكية غريب. المخابرات الأمريكية لا تكشف أسماء عملائها، خاصة إذا كان العميل حياً ويشغل منصباً قيادياً في دولته. هذا التقرير من صميم عمل الدبلوماسيين في أي سفارة. مهمة أي دبلوماسي أن يكون على صلة بمواطني البلد الذي يعمل فيه وبالذات مثقفيه ومتعلميه وصناع الرأي من الصحفييين والكتاب والسياسيين....). وكاتب التعليق، مثل كثيرين غيره من الذين عاشوا في الولايات المتحدة لعهودٍ متطاولة، لا يجوز عليهم التخليط والهرج والتأثيرالايحائي وأشغال الاكروبات اللغوية. ولولا اننا لا نأخذ مأخذ الجد تقويم عبد الله وتصنيفه للغتين العربية والإنجليزية، لدفعنا في مقام التفسير بالزعم بأن عملية تدوير المعلومات الأصلية لدى السودانيين الأمريكيين والمحتوى التحليلي المصاحب لها، إنما يتم في المقام الأول باللغة الإنجليزية، التي يصفها عبد الله بأنها (لغة تفكير)، لا باللغة العربية التي نعتها بأنها (لغة هرج)!


    وقد ذكرت أول ما ذكرت عند وقوفي على قنبلة عبد الله الدخانية لقائي في مايو ١٩٨٩م بصحبة الاستاذ علي الجندي، السفير بوزارة الخارجية حاليا، بالمسئول عن الشئون السودانية في وزارة الخارجية الأمريكية بمكتبه بواشنطن، وكنا يومها في زيارة للولايات المتحدة بدعوة من وزارة خارجيتها. فاجأنا الدبلوماسي الأمريكي بسؤال عن رأينا حول تقرير الدكتورين عشاري وبلدو حول أحداث الضعين، فصمّ رفيقي السفير علي الجندي فمه إذ لم يعجبه السؤال، ولكنني برغم حساسية موقعى الوظيفى (ربربت) و(بعبعت) بغير مبالاة وفصّلت رأيي الذي لم يكن كله موافقاً لموقف الحكومة السودانية. وذكرت اللقاءات العديدة التى جرت بينى وبين عدد من دبلوماسيي الولايات المتحدة بالخرطوم وتخيلت ما يمكن أن يكون هؤلاء قد قاموا بتدوينه ونسبته الى شخصي.


    مهما يكن فإن مطالبتنا لعبد الله تظل قائمة بأن يبين لنا طبيعة المكوّن الفكري في صراع العامين الذي خاضه في مواجهة الدكتور منصور خالد ولم تحصد منه السياسة والثقافة غير الإساءات الغليظة المتعمدة لأسماء ولرموز سودانية سامقة لها تاريخها الناصع، غادر أغلبها دنيانا الى دار البقاء بعد حياة حافلة في دروب الجهاد الوطني قدمت خلالها شهد العطاء لأمتها في تجرد ونكران ذات. وذلك لمجرد أن أسماءها وردت في تقرير دبلوماسي أجنبي، كان يدون في دفتره ما يسمعه هنا وهناك من الشخصيات العامة في المحافل الرسمية والدور الخاصة، شأنه شأن غيره من أهل مهنته. شخصيات في قامة الأكاديمي والعالم الاقتصادي البارز سعد الدين فوزي، والقائد العمالي الوطني والصحافي الفذ فضل بشير، والإعلامي العملاق محمد خير البدوي مدّ الله في عمره، والقائد العسكري المثالى الأميرالاي عثمان حسين والإداري المحنك عبد القادر يوسف، والسفير المتميز وأحد مؤسسي وزارة الخارجية يوسف مصطفى التني، والأستاذ الجامعي والمربي الفاضل محمد خليل جبارة. وغيرهم من الأخيار ممن لم يبال عبد الله بتلطيخ ثيابهم بالوحل خدمةً لمآربه الذاتية القريبة، وسعياً لتصفية حسابات شخصية مع رئيسٍ له في عملٍ عام، لم يُعجبه أداؤه ولم يقبل رؤاه لادارة العمل فألزمه بالاستقالة، واستأجر بدلاً عنه من رآه قوياً أميناً وجديراً بالمسئولية.


    (6)


    رحم الله الخاتم عدلان القائل: (يعتمد عبد الله على تكتيكات معينة في تسويق أفكاره وفي الإيحاء للآخرين من خلال هذه التكتيكات بأنه عالمٌ كبير لا يشق له غبار، وانه مؤلف للنصوص الكبيرة، وأنه علم من أعلام التنوير في بلادنا). أترى أن منصور كان قد وقف على ربوة ذات القناعة فاستنكف أن يدخل إلى الحلبة ليرقص – مع عبدالله - الكمبلا؟


    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )


                  

06-03-2010, 04:12 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: عزيزي زهير كيف حالك

    أخشى أنك ضلّلت (misled) -بالتأكيد بحسن نية- الكثير من المتداخلين (وربما البوست نفسه) عندما حكمت بأن
    "النقطة الأساسية التي يقوم عليها المقالان هي: ما يجب نشره وما لا يجب"، رغم أنها موضوع جيد لبوست منفصل بذاته، ولكن لا أعتقد أنها النقطة الأساسية لمقال "صديقنا" سمؤال، تحياتي لك وله.


    استاذنا معاوية لا زلت اعتقد بانها المحور الأساسي لكلا المقالين .. وإذا ما كانت هنالك نقاط أخري فقد أثيرت عرضاً

    لك كل مودتي
                  

06-03-2010, 06:14 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    الاعزيز الفاضل الاستاذ زهير
    تحياتي وتقديري..
    حقيقة البوست كامل الدسم..والله تمنيت لو أن كل البوستات الحوارية بهذه الدسامة وهذا الأدب في الحوار الذي يعلمنا الاحترام تبادل الآراء دون إساءة وشتيمة..
    والغريبة أخي زهير أن العزيز السمؤل معنا في البحرين ولم أعرف ألبته أنه بن ذلك الرجل القامة، وبالفعل كما ذكر الاخوة المتداخلون أن المقال دسم وجميل للغاية وارتسمت فيه الكثير من المعاني..
    اما رد أستاذنا محجوب بابا أيضا جميل ورائع والذين يعرفون استاذنا محجوب لا يستغربون ما كتب فهو موسوعة سودانية في البحرين وقد عمل عقود من الزمان في دارالوثائق المركزية ومطلع على أمهات الكتب والمقالات والوثائق النادرة في تاريخ السودان الحديث وقديمه أيضاً.
    أشكرك لك أخي زهير هذا البوست الجميل والرائع..
                  

06-03-2010, 06:51 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: khalid abuahmed)

    عزام سلامات ...

    الشخصيات العامة تختلف عن غيرها ... ما يرد في مراسلات الأدباء ، الساسة وغيرهم مع بعضهم البعض تتناول في الغالب الأعم شأن عام .. وحتي الخاص منها يهم الكثيرين ... نري في الغرب أن حياتهم كتاب مفتوح حتي في حياتهم ... لذا لا أري غضاضة في مثل هذا التناول ... زائفة الثقافة السائدة في مجتمعاتنا قد لا تستثيغ مثل الوجبات الأدبية .. إلا أن ذلك لا يعني أهميتها لقراءة الكثير من الأحداث والقرارات ... وهي تختلف من ونسة خلق الله التانين .... لأنها لا تهم إلا أطرافها ...
    لك ودي
                  

06-03-2010, 07:04 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    العزيز
    silver moon

    Quote: السموأل أبو سن
    بالجد قلم نووي وكلمات تحمل معانى ذهبية وتحليل رزين مصيب لهدفه
    نطمع فى وجودك فى ساحات الصحافة والمنتديات والأدب والحياء وأدب الحوار وأدب الاختلاف
    وأدب الصمت وأدب الكلام وادب قلة الادب..


    أتفق معك في أن سموأل قلم لا يستهان به ... نتمني أن يخرج من قوقعة الموسمية ... ويرفدنا بكتاباته علي الدوام ...
                  

06-04-2010, 03:02 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    سلام يا زهير يا زميلي (كلها فرق خمس سنوات، أستاذ دي شنو؟)

    في مداخلتي ذهبت إلى القول إنني أخشى أن تكون ضلّلت المتدخلين أو البوست عندما كتبت –أنت- أن النقطة الأساسية في المقالين هي ما يجب وما لا يجب نشره في المذكرات، وقلت –أنا- أعتقد أنها غير ذلك، وكما ترى استخدمت مفردتي "أخشى" و"أعتقد" تجنبا للقطع في الحكم، لأن لكل قراءته.
    في رأيي أن النقطة الأساسية في مقال (رد) الصديق سموأل هي أن البطل محرّش من ناس أزعجهم تسرّب الكتاب-المذكرات، وأن غرض كتابته مرض، ولذلك طفق السموأل يكشف "سوءات" البطل فبدأ بأن استنكر تقليل الأخير من شأن الراحل علي أبو سن وكشف محاولة إيهامه الناس بوجود ندية مع الراحل (الذي لم يلتفت لوجود البطل أثناء مؤتمر القمة 86، مما "أوغر عليه صدره" وجعله قابلا للتحريش لاحقا).
    ثم عاب سموأل على البطل إيحاءه للقارئ أنه يطلع للمرة الأولى على كتاب "المجذوب والذكريات.."، ثم وصل القمة عندما لعن الزمن السوداني الراهن الذي أفرز البطل "ككاتب كبير".. الخ
    ولكن بالطبع عرّج سموأل على كتابة المذكرات واستحسن منها ما يظهر "مقدرة الكاتب على التعبير" و"درجة البلاغة والوضوح وتحريك الكامن والمستتر والغرائبي والفريد واللافت..". ولم يقل أبدا إنه مع أو ضد نشر الخاص في المذكرات ولكنه قال إن على الكاتب أن يتحمل نتائج ما يكتبه وإن عليا دفع ثمن ذلك.
    ولكن في كل الأحوال فإن البوست حرّك قضية مهمة جدا ومسكوتا عنها، وهو مبشّر بمداخلات ثرة من القراء ومن المعنييّن.
    وبالطبع لن يفسد اختلاف القراءات بيننا ودا. وشكرا على تفهمك تعبير ضلّلت مما شجعني على تكراره.

    مع كل المحبة.
                  

06-03-2010, 07:00 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: • ليس من اللائق أن يعمد علي أبوسن إلى نشر رسائل (خاصة)، لأن مثل هذه الرسائل تنطوي على أسرار شخصية يسبب نشرها حرج بالغ لمرسلها الذي لو كان يعلم بأن سريتها تُنتهك بمثل هذا الأسلوب الفج فربما صرف النظر عن إرسالها.
    • الرسائل التي نشرها أبو سن هي مصارحة بين أصدقاء تتيح لهم العلاقة بينهم الحديث في أي شئ، واحترام خصوصية الصداقة يوجب عدم إفشاءها.
    • ثم ما هي الفائدة التي تعود للقارئ (العام) من الإطلاع على رسائل (شخصية) بين إثنين.
    • والتحية للكاتب القدير مصطفى البطل الذي حاول أن يتصدى لذلك الإسفاف.


    الأخ ياسر سلام
    نحترم وجهة نظرك رغم إختلافنا معها ...
                  

06-03-2010, 08:47 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    اسامة فضل الله شكراً لك
                  

06-03-2010, 08:48 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    الأستاذ ابراهيم شكراً علي مرورك
                  

06-03-2010, 10:57 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    العزيز زهير
    استغربت جدا من كتابة البطل و هو ليس بالسوء و قلة القيمة التي غابه بها الاخ السمؤال ابو سن
    وكأن السر و الدافع يكمنا في اللقاء العابر الذي ذكره البطل، و الا ما الذي يدفع كاتب
    جاد مثل البطل لينبش في سيرة رجل رحل عن دنيان.. الغريب ان البطل يعيب على الراحل افشاء
    سر اصدقائه و نشر قول فاحش، وذلك في كتاب اكد البطل انه نشر في نطاق محصور
    ثم يتبرع البطل المتعفف بتوسيع قاعدة نشر الفحش و (قلة الادب).. و يعيب على الراحل ذكر
    اسماء بسيرة رموها وراء ظهر شبابهم لكنه لا يرى غيبا في ذكر نفس الاسماء و اصابها
    في غالبهم لم يفارقوا الشباب فحسب بل فارقوا الدنيا كلها...
                  

06-04-2010, 03:20 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: نصار)

    سلام يا زهير يا زميلي (كلها فرق خمس سنوات، أستاذ دي شنو؟)

    في مداخلتي ذهبت إلى القول إنني أخشى أن تكون ضلّلت المتدخلين أو البوست عندما كتبت –أنت- أن النقطة الأساسية في المقالين هي ما يجب وما لا يجب نشره في المذكرات، وقلت –أنا- أعتقد أنها غير ذلك، وكما ترى استخدمت مفردتي "أخشى" و"أعتقد" تجنبا للقطع في الحكم، لأن لكل قراءته.
    في رأيي أن النقطة الأساسية في مقال (رد) الصديق سموأل هي أن البطل محرّش من ناس أزعجهم تسرّب الكتاب-المذكرات، وأن غرض كتابته مرض، ولذلك طفق السموأل يكشف عورات البطل فبدأ بأن استنكر تقليل الأخير من شأن الراحل علي أبو سن وكشف محاولة إيهامه الناس بوجود ندية مع الراحل (الذي لم يلتفت لوجود البطل أثناء مؤتمر القمة 86، مما "أوغر عليه صدره" وجعله قابلا للتحريش لاحقا).
    ثم عاب سموأل على البطل إيحاءه للقارئ أنه يطلع للمرة الأولى على كتاب "المجذوب والذكريات.."، ثم وصل القمة عندما لعن الزمن السوداني الراهن الذي أفرز البطل "ككاتب كبير".. الخ
    ولكن بالطبع عرّج سموأل على كتابة المذكرات واستحسن منها ما يظهر "مقدرة الكاتب على التعبير" و"درجة البلاغة والوضوح وتحريك الكامن والمستتر والغرائبي والفريد واللافت..". ولم يقل أبدا إنه مع أو ضد نشر الخاص في المذكرات ولكنه قال إن على الكاتب أن يتحمل نتائج ما يكتبه وإن عليا دفع ثمن ذلك.
    ولكن في كل الأحوال فإن البوست حرّك قضية مهمة جدا ومسكوتا عنها، وهو مبشّر بمداخلات ثرة من القراء ومن المعنييّن.
    وبالطبع لن يفسد اختلاف القراءات بيننا ودا. وشكرا على تفهمك تعبير ضلّلت مما شجعني على تكراره.

    مع كل المحبة.
                  

06-04-2010, 08:07 AM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: معاوية الزبير)

    تحاتي زهير و جميع المتداخلين و المتابعين الأفاضل

    طالعت مقال البطل عن أبوسن في خيط مجاور و لم يجد عندي
    إستحسانا و قد عبرت عن ذلك للبطل بمداخلة هذا هو نصها ،،،،

    Quote:
    Quote: غربا باتجاه الشرق
    بعيداً عن الأدب وقلّته (1-2)
    مصطفى عبد العزيز البطل
    -------------------------------------------------------------------
    (1)
    ابا سن أخفق اخفاقا مزرياً فى عرضه للثروة المهولة التى وجدها بين يديه،
    من رسائل المجذوب اليه والى السيدة الانجليزية روزميرى، وان معالجته لامر هذه
    الرسائل اتسم بالفجاجة والركاكة وضعف الحساسية، ولا نقول الخبث.
    بل ان تدبيره الذى خرج علينا به فى شأن هذه الرسائل يقرب - فى زعمنا - الى ان
    يكون فتحاً فى "أدب الخيانة" منه الى "أدب الرسائل". ثم اردنا بعد
    ذلك ان نمضى قدماً فنبين ملاحظاتنا ومآخذنا على شخصية ابى سن نفسه، ونتناول
    بالتقويم عطاءه السياسى والثقافى، ونمحص فى ذلك تمحيصاً نميز فيه بين الحقائق
    الراسخة، والتخاليط والاوهام.
    ].
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

    أستاذي الفاضل مصطفي
    لك مني عاطر التحايا و فائق التقدير
    أول مقال قرأته لك و أنا في الخرطوم كان عن عبدالرحيم حمدي و هو حقيقة من المقالات التي
    أعجبتني و شدتني بعد ذلك لمتابعة كل مقالاتك اللاحقة ،،،
    كان ما أعجبني في المقال المذكور هو نجاح كاتبه في توصيل رسالته بأسلوب ساخر لكنه غير
    جارح غير مسئ و لذلك قد وجد قبولا واسعا بين أوساط القراء علي إختلاف مستوياتهم الثقافية
    و إتجاهاتهم الفكرية ،،، و خلال تلك الفترة التي قرأت فيها المقال في الخرطوم و قد كنت
    حينها في إجازة سنوية و متفرغا بحكم الإجازة لقراءة الصحف اليومية و متابعة الفضائيات و
    الفعاليات السياسية و الثقافية و الإجتماعية و التردد علي مجالس السودانيين بمختلف
    أشكالها و مناسباتها ،،، و كنت دائما أعبر فيها عن إعجابي بالكتابة الساخرة الهادفة غير
    الجارحة التي ميزت المقال المذكور و المقالات التي أعقبته و قد كانت وجهة نظري تلتقي
    دائما مع كل وجهات النظر في نفس الموضوع ،،،،
    ما ورد بحق أبو سن في المقال الحالي و خاصة في الفقرة المقتبسة أعلاه لم يجد إستحساناً لدي
    فهو لا يليق بالأسلوب الذي تعود عليه الناس في كتاباتك و الذي كان متصالحا مع المزاج
    السوداني عموما بكل مكوناته و جذوره ،،، و لا أعتقد بأن حجب مثل هذه المفردات الجارحة من
    المقال كانت ستخل بمضمونه فلم تكن مضطرا لذلك في إعتقادي من الأساس و ذاكرتك علي حد تقديري
    ظافرة بمفردات أخري مناسبة غير جارحة تجمع بين الموضوعية و السخرية و القبول ،،،
    أقول ذلك من باب النقد البناء فبالحوار و الجدل و النقد و النقد الذاتي يتطور الإنسان ،،،
    الجدل مع الذات و مع الآخرين فالمؤمن كما يقول الحديث "مرآة أخيه" ،،،
    لا يعتبر هذا دفاعاً عن أبو سن ففي الحقيقة لم أحظي بالتعرف إليه أو مقابلته طوال حياتي أو
    حتي القراءة له بل لم أعرف أنه كان كاتبا إلا من مقالاتك عنه،،، و لكنه مجرد حرص علي أدب
    الحديث و الحوار و النقد و فضلا عن ذلك هو حرص صادق علي أن يحتفظ المبدعين دائما بالصورة
    الجميلة التي يرسمونها في ذاكرة الناس بل أن يسعوا للسموء بها في عالم الجمال،،،
    مع خالص إعزازي و تقديري و إعتذاري إن كنت قد خرجت عن حدودي بهذه الكلمات

    Quote: توقيع الهادى هبانى

    In the End, we will remember not the words of our enemies, but the silence of our friends




                      

06-04-2010, 10:24 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22972

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: الهادي هباني)

    زهير
    لك التقدير
    ولكل المروا عبر هذه النافذة
    اتابع منذ فترة كتابات البطل النقدية والتمحيصية وهى محل اعجابى وتقديرى
    وهذ المتابعة دلتنى لكاتب وافر المفردة والصور البلاغية تتخللها موسيقى سرد
    تقودك الى اخر حرف كتبه اي السمؤال أبوسن.
    بس عنوان مقال السمؤال منفر بل ويدل على ان الامر ردحى فطير واستشهاده بالمثل
    الشعبى ( غاب أب شنب ولعب اب ضنب) حرم العديد من الباحثين عن هكذا تحاور تحقيقى
    اعود لنشر رسائل المبدعين او من اضحو رموز ابداعية او نضالية هل قراتم رسائل البروف
    الراحل عبد الله الطيب لطه حسين واستجداء عبدالله الطيب لطه حسين ان يكتب له مقدمة لكتابه
    (مدخل لفهم اشعار العرب) وقد نشرت تلك الرسائل مجلة القاهرة في بداية التسعينات لو شفتو
    عبدالله الطيب كم كان ضعيف وهزيل ومنكسر أمام طه حسين وكانه طفل يستجدى والده لشراء لعبة ..
    وبرضو عبدالله الطيب لم يعترض على نشر تلك الرسائل ولم يقول انها رسائل شخصية وكيف تنشر



                  

06-05-2010, 04:37 AM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: بدر الدين الأمير)

    كنت اتمنى أن يستمر الأستاذ البطل في نشر السلسلة بنفس الإطمئنان الذي نشر به المقال الأول، فالكثير من النفاظ أثارها السموأل تحتاج للتوضيح..
                  

06-05-2010, 07:04 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)

    Quote: الأخ الأكرم زهير

    لك و لمشاركيك فى هذا الخيط التحية و الســلام

    لم اطلع على ردك لى الا اليوم

    أخطأ البطل فى التوقيت لانتقاده لمذكرات على أبو سن , بينما كان قد اقتبس منها مشيدا قبل اليوم.
    أخطأ سمؤال فى رده على البطل حينما لم يفند كلام البطل فى نقاطه التى ذكرها, كل من قرأ رد السؤال لا تفوت على فطنته أنه يرد من باب"عصبية القبيلة"

    مرة اخرى اقرر اننى استمتعت بمقالة كليهما فهما "بغض النظر عما حوياه من شوائب" يمثلان نوعا من الامتاع فى القراءة.

    العزيز أسامة صديق

    لك وافر ودى


    نعم خطأ البطل واضحاً خاصة وأنه أوحي للقارئ بأنه أطلع علي الكتاب للمرة الأولي ...
    لا أعتقد أن دفاع السموأل عنه عمه لا ضير فيه خاصة وأنه لم يدافع عنه لعصبية وإنما لقناعة منه بأنه يستحق الدفاع ... لأنك لا يمكن أن تدافع عن الباطل مهما أوتيت من ملكات إذا لم يكن هنالك ما تدافع عنه ... أتفق معك في أن المقالات جيدة وتثري الساحة الأدبية والصحفية ..

    شكراً لمرورك الكريم
                  

06-05-2010, 07:15 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: الاعزيز الفاضل الاستاذ زهير
    تحياتي وتقديري..
    حقيقة البوست كامل الدسم..والله تمنيت لو أن كل البوستات الحوارية بهذه الدسامة وهذا الأدب في الحوار الذي يعلمنا الاحترام تبادل الآراء دون إساءة وشتيمة..
    والغريبة أخي زهير أن العزيز السمؤل معنا في البحرين ولم أعرف ألبته أنه بن ذلك الرجل القامة، وبالفعل كما ذكر الاخوة المتداخلون أن المقال دسم وجميل للغاية وارتسمت فيه الكثير من المعاني..
    اما رد أستاذنا محجوب بابا أيضا جميل ورائع والذين يعرفون استاذنا محجوب لا يستغربون ما كتب فهو موسوعة سودانية في البحرين وقد عمل عقود من الزمان في دارالوثائق المركزية ومطلع على أمهات الكتب والمقالات والوثائق النادرة في تاريخ السودان الحديث وقديمه أيضاً.
    أشكرك لك أخي زهير هذا البوست الجميل والرائع..


    شكراًُ الأستاذ الفاضل خالد أبو أحمد علي كريم مرورك ... يجب أن تكون لغة الحوار راقية حتي يؤتي أكله ... لأن الحوار أداة من أدوات تطوير الفكر والأدب ...
    الأستاذ علي أبو سن عم السموأل وإن كان في مقام والده .... السموأل إبن قامة من قامات الشرق لا تقل إن علي أبوسن إلا هو الشاعر الكبير وأستاذ الأجيال حسان أبو عاقلة أبو سن الذي تربت علي يديه في كسلا عشرات الأجيال ,,,,
    أضم صوتي لصوتك ونشكر البطل والسموأل ونتمني أن يتواصل الحوار دون أن ينزلق إلي تهاترات لا تسمن أو تغني ...

    لك مودتي مرة أخري وهذا البوست ثراءه يأتي من مثل مداخلاتك أنت والأخوة الأفاضل ...
                  

06-05-2010, 07:29 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: سلام يا زهير يا زميلي (كلها فرق خمس سنوات، أستاذ دي شنو؟)

    في مداخلتي ذهبت إلى القول إنني أخشى أن تكون ضلّلت المتدخلين أو البوست عندما كتبت –أنت- أن النقطة الأساسية في المقالين هي ما يجب وما لا يجب نشره في المذكرات، وقلت –أنا- أعتقد أنها غير ذلك، وكما ترى استخدمت مفردتي "أخشى" و"أعتقد" تجنبا للقطع في الحكم، لأن لكل قراءته.
    في رأيي أن النقطة الأساسية في مقال (رد) الصديق سموأل هي أن البطل محرّش من ناس أزعجهم تسرّب الكتاب-المذكرات، وأن غرض كتابته مرض، ولذلك طفق السموأل يكشف "سوءات" البطل فبدأ بأن استنكر تقليل الأخير من شأن الراحل علي أبو سن وكشف محاولة إيهامه الناس بوجود ندية مع الراحل (الذي لم يلتفت لوجود البطل أثناء مؤتمر القمة 86، مما "أوغر عليه صدره" وجعله قابلا للتحريش لاحقا).
    ثم عاب سموأل على البطل إيحاءه للقارئ أنه يطلع للمرة الأولى على كتاب "المجذوب والذكريات.."، ثم وصل القمة عندما لعن الزمن السوداني الراهن الذي أفرز البطل "ككاتب كبير".. الخ
    ولكن بالطبع عرّج سموأل على كتابة المذكرات واستحسن منها ما يظهر "مقدرة الكاتب على التعبير" و"درجة البلاغة والوضوح وتحريك الكامن والمستتر والغرائبي والفريد واللافت..". ولم يقل أبدا إنه مع أو ضد نشر الخاص في المذكرات ولكنه قال إن على الكاتب أن يتحمل نتائج ما يكتبه وإن عليا دفع ثمن ذلك.
    ولكن في كل الأحوال فإن البوست حرّك قضية مهمة جدا ومسكوتا عنها، وهو مبشّر بمداخلات ثرة من القراء ومن المعنييّن.
    وبالطبع لن يفسد اختلاف القراءات بيننا ودا. وشكرا على تفهمك تعبير ضلّلت مما شجعني على تكراره.

    مع كل المحبة.


    العزيز معاوية ... هي ليست خمس سنوات وإنما أقل ولكنها كافية لأن ننصبك أستاذاً علينا ... أعجبتني قراءتك للمقالين وإن كنت أختلف مع السموأل في أن البطل (محرش) لأن السموأل لم يذكر من (حرشه) ولماذا .. لذا استنتجت الأمر مجرد تحليل وربط لحوادث مع بعضها .. وليس هنالك ما يؤكد ذلك أو حتي ينفيه .. (وقد) وهي ايضاً غير قطعية بطبيعة الحال ... أن يكون البطل قد ثار وكتب لأجل شخص يعرفه غير راضي عما ورد في الكتاب ... ولكني استبعد مسألة التحريش (تلك) ...
    بالتأكيد إفترضت حسن النية في عبارتك (ضللت) وفهمتها في سياقها ... وأتمني أن تواصل في قراءتك ويبدو أن لديك الكثير لقوله.. وفي إنتظارك ... مع كامل المحبة ...
                  

06-05-2010, 07:41 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: أستاذي الفاضل مصطفي
    لك مني عاطر التحايا و فائق التقدير
    أول مقال قرأته لك و أنا في الخرطوم كان عن عبدالرحيم حمدي و هو حقيقة من المقالات التي
    أعجبتني و شدتني بعد ذلك لمتابعة كل مقالاتك اللاحقة ،،،
    كان ما أعجبني في المقال المذكور هو نجاح كاتبه في توصيل رسالته بأسلوب ساخر لكنه غير
    جارح غير مسئ و لذلك قد وجد قبولا واسعا بين أوساط القراء علي إختلاف مستوياتهم الثقافية
    و إتجاهاتهم الفكرية ،،، و خلال تلك الفترة التي قرأت فيها المقال في الخرطوم و قد كنت
    حينها في إجازة سنوية و متفرغا بحكم الإجازة لقراءة الصحف اليومية و متابعة الفضائيات و
    الفعاليات السياسية و الثقافية و الإجتماعية و التردد علي مجالس السودانيين بمختلف
    أشكالها و مناسباتها ،،، و كنت دائما أعبر فيها عن إعجابي بالكتابة الساخرة الهادفة غير
    الجارحة التي ميزت المقال المذكور و المقالات التي أعقبته و قد كانت وجهة نظري تلتقي
    دائما مع كل وجهات النظر في نفس الموضوع ،،،،
    ما ورد بحق أبو سن في المقال الحالي و خاصة في الفقرة المقتبسة أعلاه لم يجد إستحساناً لدي
    فهو لا يليق بالأسلوب الذي تعود عليه الناس في كتاباتك و الذي كان متصالحا مع المزاج
    السوداني عموما بكل مكوناته و جذوره ،،، و لا أعتقد بأن حجب مثل هذه المفردات الجارحة من
    المقال كانت ستخل بمضمونه فلم تكن مضطرا لذلك في إعتقادي من الأساس و ذاكرتك علي حد تقديري
    ظافرة بمفردات أخري مناسبة غير جارحة تجمع بين الموضوعية و السخرية و القبول ،،،
    أقول ذلك من باب النقد البناء فبالحوار و الجدل و النقد و النقد الذاتي يتطور الإنسان ،،،
    الجدل مع الذات و مع الآخرين فالمؤمن كما يقول الحديث "مرآة أخيه" ،،،
    لا يعتبر هذا دفاعاً عن أبو سن ففي الحقيقة لم أحظي بالتعرف إليه أو مقابلته طوال حياتي أو
    حتي القراءة له بل لم أعرف أنه كان كاتبا إلا من مقالاتك عنه،،، و لكنه مجرد حرص علي أدب
    الحديث و الحوار و النقد و فضلا عن ذلك هو حرص صادق علي أن يحتفظ المبدعين دائما بالصورة
    الجميلة التي يرسمونها في ذاكرة الناس بل أن يسعوا للسموء بها في عالم الجمال،،،
    مع خالص إعزازي و تقديري و إعتذاري إن كنت قد خرجت عن حدودي بهذه الكلمات



    أسعدتني هذه المداخلة فهي تعبر عن الكثيرين ... وكما تعودنا منك دائماً ... لك مودتي
                  

06-05-2010, 07:46 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: زهير
    لك التقدير
    ولكل المروا عبر هذه النافذة
    اتابع منذ فترة كتابات البطل النقدية والتمحيصية وهى محل اعجابى وتقديرى
    وهذ المتابعة دلتنى لكاتب وافر المفردة والصور البلاغية تتخللها موسيقى سرد
    تقودك الى اخر حرف كتبه اي السمؤال أبوسن.
    بس عنوان مقال السمؤال منفر بل ويدل على ان الامر ردحى فطير واستشهاده بالمثل
    الشعبى ( غاب أب شنب ولعب اب ضنب) حرم العديد من الباحثين عن هكذا تحاور تحقيقى
    اعود لنشر رسائل المبدعين او من اضحو رموز ابداعية او نضالية هل قراتم رسائل البروف
    الراحل عبد الله الطيب لطه حسين واستجداء عبدالله الطيب لطه حسين ان يكتب له مقدمة لكتابه
    (مدخل لفهم اشعار العرب) وقد نشرت تلك الرسائل مجلة القاهرة في بداية التسعينات لو شفتو
    عبدالله الطيب كم كان ضعيف وهزيل ومنكسر أمام طه حسين وكانه طفل يستجدى والده لشراء لعبة ..
    وبرضو عبدالله الطيب لم يعترض على نشر تلك الرسائل ولم يقول انها رسائل شخصية وكيف تنشر



    الأمير لك الود والتقدير ...
    إذا ما أتفقنا معك علي ثراء مفردة البطل وتمكنه من ناصية كتابة المقال وهو من القلائل المقروئين في صحافة الخرطوم .. إلا إننا نختلف معك حول (فطارة) عنوان السموأل الذي به من السخرية بمثل ما سخر البطل من علي أبو سن ... وإن كان في اعتقادي بأن السموأل لم يتجاوز الحدود في مقاله ...
    أتفق معك في إمر إعادة نشر رسائل المبدعين ...
    ولك الشكر علي مرورك الأنيق
                  

06-12-2010, 11:42 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    أدناه المقال الثاني للسموأل أبوسن والذي نشرته الأحداث
                  

06-12-2010, 11:46 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)

    Quote: نسبية الحكم «الأخلاقي» وموضوعية النقد (2)

    لن يكون من المناسب طالما تناولنا هذا الشأن، شأن الأدب وقلّته، أن نمر عليه دون أن نتوقف قليلاً عند ظاهرة صارت تميز كتابات الكثير من كتابنا يمكن أن ندرجها ضمن ما يعرف في حقل النقد الأدبي بـ»النقد الأخلاقي». و»النقد الأخلاقي» برغم محاولات التأصيل له ضمن إطار فني يمنحه خصائص مميزة كمنهج نقدي، إلا أنه لم يفلح في معالجة الأدب بأدوات الأدب وذلك لأنه قائم في الأساس على نفيه لشرط الحرية وتعاطيه للقيمة الأدبية من خلال منظار الأخلاق بكل ما فيه من نسبية.
    يرتدي كُتّاب النقد الأخلاقي لَبوس القيِّمين على الأخلاق في قراءة النصوص. ويمارسون النقد الأخلاقي بمفهوم «الفزعة» عند بعض القبائل السودانية حين ينهض الجميع ارتجالا لأداء واجب يتطلب السرعة والإنجاز، كإنقاذ شخص من خطر محدق أو مواجهة كارثة أو غيرها، وصار المثل السوداني يقول حين يفشل الأمر، ويصير تأثيره سلبياً «جابوه فزعة بقى وجعة».
    ولا تقوم ممارسة النقد الأخلاقي على القراءة التاريخية في التحليل والإستبانة، وإنما تنتزع الأشياء من سياقها التاريخي والاجتماعي وتزرعها في سياقات مغايرة. بل أكثر من ذلك يتحول النقد الأخلاقي في كثير من الأحيان إلى ممارسة سلطوية تجريمية، وانتقائية لا تحكمها القواعد أكثر مما تحكمها المزاجية وموقع من يَكتُب مما أو ممن يُكتَب عنه في موازنات القوى وتجليات السلطة المتعددة. في ظل وضعية النقد الأخلاقي هذه يصبح من الصعوبة بمكان الحديث عن شروط الحرية في الكتابة. وتصبح أمزجة الناس قوانين حاسمة، ويغرق بالتالي الموضوعي في الذاتي، والعام في الخاص، والمجرد في المغرض.
    وددت بهذه المقدمة النظرية أن أتجاوز سخونة الحديث المباشر، وأن أتجاوز أيضاً فخ الدوافع الذاتية التي قد تستغرقنا، بما لا يفيد تعضيد الفكرة ولا يصيب منها القارئ معرفة. وفضلت أن أفتح أشرعة الحوار لممارسة النقد والنقد الذاتي. ولمزيد من المسئولية تجاه الكتابة وتجاه الكلمة التي نسطرها، وليس خافياً على أحد ما تقود إليه الكلمة المكتوبة.
    السياق التاريخي وأهميته في التحليل:
    واحدة من أكبر إشكاليات تفكيرنا المعاصر تتمثل في غياب القراءة التاريخية للظواهر والأحداث، ولا يخفى على القارئ المنصف ما يؤدي إليه ذلك من ضعف التحليل وتهافت النتائج. ويغفل كثيرٌ من كتابنا، أهمية السياق التاريخي حين يوغل كثيراً في إطلاقاته وحين يحاكم بمعايير اليوم نصوصاً كُتبت في سياق مختلف تماماً عن الذي نعيشه الآن. ويغفل أيضاً عن التراجع الكبير الذي حدث لمجتمعاتنا بما يشابه الردة الحضارية وضمور الوعي الجمعي وغلبة ثقافة التكميم و التحريم و الإقصاء على مجمل حركتنا الثقافية. حُجبت كتابات شكلت جزءاً كبيراً من عافية الوعي في حقب الخمسينات و الستينات تحت مزاعم مخالفة الدين والأعراف. وأزيحت مؤلفات هامة جداً من أرفف المكتبات بدواعي المحافظة على الأخلاق. غابت و شُوِّهت كتب مثل، الإسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبد الرازق، وكل مؤلفات الشهيد محمود محمد طه والشعر الجاهلي لطه حسين، وألف ليلة و ليلة وأولاد حارتنا وغيرها من الكتب التي كانت في يوم غير يومنا هذا تتوسد أرصفة شوارع المدن لا في العاصمة الخرطوم وحدها بل في أقاصي الشرق والغرب وبقية مدن السودان وأنحائه البعيدة، ولو أنك سألت عن أمر كهذا اليوم لصار أمرك عجباً. وصارت إجازة إصدار الكتب الأدبية والعلمية تصدر من تحت قفاطين وعمائم رجال الدين. وتدريجياً انداحت لوثة التحريم و إفتئات غير ذوي الصفة على كل شئ حتى صار من الطبيعي أن يفتي من لا يعلم في ما لايعلم فيه، وصرنا نرى فتاوى دينية في مسائل علمية تطبيقية جداً تخص الطب والفلك والعلوم. وانتقلت حالة التخويف من كونه سلوكا تمارسه فئة بعينها على الآخرين إلى رقيب داخلي يمسك بتلابيب الأفراد ويفسد عليهم حتى أفراحهم الصغيرة.
    وقد تنبه مؤلف كتاب «المجذوب والذكريات» في كتابه لهذا الأمر بحساسية بالغة حيث ذكر:
    «الحديث عن المجذوب في ظل الحالة العقلية الراهنة للمجتمع السوداني والمجتمعات العربية عموماً في الثمانينات والتسعينات (ولاندري إلى متى؟) صعب للغاية. فالمجذوب عاش في عصر الحريات العامة. في عصر كان الإنسان العربي ينتمي فيه إلى المجرى العام للتاريخ الإنساني. أما الآن و بعد أن وجدت قوى التخلف فرصتها لفرض أولويات القرن السابع الميلادي على القرن العشرين، فستجد الأجيال الحالية صعوبة كبيرة في فهم المناخ الإجتماعي الذي سمح للمجذوب بأن يتغنى بالطريقة التي تغنى بها في شعره، و التمرد الذي جاهر به في حياته». علي أبوسن، المجذوب والذكريات الجزء الأول ص 14.
    وهذا الإستدراك، لمن يعتبر، يؤكد أن المؤلف حين كتب عن المجذوب كان شديد الحساسية تجاه الأمر، ولكن يظل من الطبيعي جداً اختلاف الناس في صحة أو خطأ تقديره ثم قراره بنشر مذكراته بصورتها التي نشرت بها. ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول أن يكون خلاف كهذا غير محض خلاف موضوعي. على أية حال، في وضعية كمثل التي أشار إليها المؤلف، أضاع كثيرٌ من المثقفين أهم عناصر قوتهم، وهي المقدره على الوقوف على مسافة بعيدة من الظواهر والأحداث بما يمكنهم من حسن القراءة والتأمل واستقامة التخريج، وهو ما يُحتِّمه عليهم التزامهم تجاه أنفسهم وتجاه مجتمعاتهم. فالمثقف الحقيقي يستفتي ضميره قبل كل شئ.
    اختطاف المجذوب (صورة المجذوب بعد المذكرات وقبلها):
    إن أحد أهم الأسئلة التي ينبغي الإجابة عنها في سياق الموضوع الذي نتناوله، هو عن مدى الإضافة التي أضافها كتاب الذكريات للباحثين والنقاد والمبدعين في تعزيز الصورة الذهنية للمجذوب كمبدع رافض وساخط عظيم. ومدى نجاحه في إلقاء الضوء على شخصية هذا الشاعر العملاق، والكيفية التي عكس بها روح المبدع القلق المتمرد الرافض. هذا شأن موضوعي ومبحث ستحفل به الأوساط الثقافية والأدبية كثيراً في سودان الغد، بعد أن يهدأ غبار النفوس الذي عتّم صفحة الحياة الأدبية والسياسية السودانية، ويلتفت الناس إلى الأهم. قدمت المذكرات المجذوب وغيره من الشخصيات العامة بما فيها شخص الكاتب نفسه كأناس عاديين. بضجة أرواحهم وضجرها، بأحلامهم الصغيرة والكبيرة، وبسقطاتهم وتجلياتهم. المؤلف لم يوفِّر نفسه من كل ذلك بل كان جزءاً وهو يحكي عن نفسه مثلما حكىعن الآخرين. فهل ما زلنا نعتقد أن رموزنا السياسية والثقافية ومبدعينا ومفكرينا هم مجموعة قديسين أصفياء أنقياء لا سقطات لهم ولا أخطاء؟ وهل مازلنا نعيش وهم أن كون هذه الرموز و هؤلاء المبدعين سينقص من مقدار منجزهم العام، كونهم قد أصدروا تعليقات هنا أو هناك أو ألفاظاً بعينها؟ اللهم إلا إذا حُشِرنا حشراً في «كستبانة» النقد الأخلاقي واستغرقنا عرّابوه؟
    بالنسبة لأي محلل منصف ستكون فصول الكتاب التي إقتربت من شخصية المجذوب ورصدت ردود أفعاله التلقائية والعفوية ومقدرته الكبيرة على تحليل الواقع الإجتماعي والسياسي ثم طرح محصلاته في تعليقات عابرة ذكية ساخرة وساخطة، ستكون مداخل لمقاربات جديده لشعره ومنجزه الأدبي. ولنكون أكثر دقة سنقول إن تمرد المجذوب ######طه لم يكشفه كتاب الذكريات لمن عرف المجذوب وقرأه، وإنما ساهم الكتاب في إجلائه من زوايا مختلفة وجديدة، وأعطى مدخلاً فريداً لقراءة المجذوب الإنسان داخل المبدع بصورة لم تكن لتتوفر من مداخل أخرى.
    ستظل محاولة إدانة الكتاب من باب كونه أفشى أسرار المجذوب أو أساء إليه، في حقيقتها محاولة لإختطاف المجذوب المبدع الرافض، من فضاء الحرية التي كان شديد التوق لها، لإدخاله ضمن منظومة الفهم الإنتقائي للأخلاقي واللا أخلاقي بحسب رواد « الفزعة».
    إن الضعف البين في حجة البطل والاضطراب الواضح في مقاله الأخير «بعيداً عن الأدب وقلته» الذي لم نصِب منه غير مواصلة الكاتب في إطلاق التعميمات بلا إستيثاق ولا تبصُّر، جعلنا في حيرة من أمرنا مما إذا كان البطل الذي قبل أن يفرغ من الكتابة عن الذكريات فتح مبحثاً جديداً ليتناول فيه موضوعاً آخر لعلي أبوسن، يهدف إلى تناول الموضوع، أم إلى تشويه الذات؟ ذاك باب من الكتابة المغرضة كما ذكرنا في مقالنا السابق لن يكون من السهولة إستيعاب دوافعه أو وسمها بالموضوعية. ومع ذلك يبدو الاضطراب بيناً في استشهاد البطل بحيث يصعب على القارئ فهم ما إذا كان البطل يشيد بـ «أبوسن أم يدينه!!
    يقول البطل تعليقاً على الكتاب الآخر الذي اسمه «رسائل الترابي والحركة الإسلامية الحديثة» وليس كما أسماه البطل- مواصلاً عدم دقته- «مراسلات الترابي» (نقول ان مبادرة إبي سن بنشر تلك الرسائل الحقت بالشيخ الترابي أفدح الاضرار إذ ألقت بظلال سالبة على مصداقيته الشخصية وكفاءته الخلقية واستقامته الفكرية. وبعض هذه الرسائل تكشف عن شخصية ميكافيللية، لا سيما تلك التى يشرح فيها ويبين مُرامه من كونه اختار جماعة الاخوان المسلمين، مع ضآلة شأنها مجالاً لحركته التنظيمية وفضاءً لطموحه السياسي عقب عودته من فرنسا في النصف الاول من الستينات، خلافاً لغيره من شباب المثقفين من أنداده الذين اختاروا الانضمام الى الاحزاب الوطنية الكبرى. وقد أصاب الترابي عين الثور، كما يقول الفرنجة، وهو يسطر بعض تحليلاته واستنتاجاته ورؤاه لما عسى ان تنداح عنه عجلة الزمان ، اذ صدقته الايام وكان محقاً تماماً في غالب ما ذهب اليه، لكأنه كان - وهو يكتب تلك الرسائل- يحدق بعينيه داخل كرة المستقبل البلورية. بيد ان مصدر الازعاج الوحيد هنا هو ان ما جاد به الترابي في بعض رسائله لصديق شبابه، على حدة ذكائه وبراعته، يعكس في جوهره حالةً ذهنية متمركزة حول الذات، تطغى عليها روح الأنا، وتدور في مدار التطلع الشخصي والطموح الذاتي الانتهازي المحض، فتنحسر عنه «الفكرة» ويغيب عنه «المبدأ». فتأمل!
    وما عرفنا البطل يستشهد بمقالة الدبلوماسي والكاتب جمال محمد إبراهيم ليثبت صحة فرضيته أم ليثبت بطلانها حيث يقول الدبلوماسي الأستاذ، جمال محمد إبراهيم، الذي تناول كتاب «المجذوب والذكريات» وكتب بحس وفطرة سليمين، في خاتمة مقاله وبعد عدة استشهادات من «المجذوب والذكريات»:
    «فما أدعانا، إذاً لأن نجدّ حثيثاً لنجمع هذا الإرث البديع لشاعرنا الراحل المجذوب، فليس في الأمر نبش في سيرته الشخصية، أو تقصي لاعترافات فضائحية، بل هو حرص على جميل إبداعه، والنضير من كتاباته التي تنزلت من فطرة قلمه، منسابة بلا تكلف ولا احتراز ولا تقية!»
    ليت «الأحداث» تستجيب لمناشدة البطل بإعادة نشر مقال الدبلوماسي الأستاذ جمال محمد إبراهيم ففيه من الإمتاع ما يقينا شرور النفوس، أغراضها وأمراضها.
    لا أحد كان سينكر على البطل قوله حين يقول ]وانما أردنا أن نُفصح عن عقيدتنا، وأن نسندها بالبراهين الناطقة والحجج الناهضة على أن أبا سن أخفق إخفاقا مزرياً في عرضه للثروة المهولة التى وجدها بين يديه، من رسائل المجذوب اليه والى السيدة الانجليزية روزميري، وان معالجته لامر هذه الرسائل اتسم بالفجاجة والركاكة وضعف الحساسية، ولا نقول الخبث[.
    نقول ألا أحد كان سينكر على البطل الإفصاح عن عقيدته رغم فسادها البين، فهي عقيدته! أو أن يعرض ما شاء من حججه وبراهينه، رغم ضعف الاستدلال فيها، أو أن ينشر رأيه في الطريقة التي عالج بها أبوسن مذكراته ورسائل المجذوب إليه. ولا أحد كان سيعيب عليه وصف هذه الطريقة بالأوصاف التي ساقها من «ركاكة، وفجاجة، وضعف حساسية»، لو أنه ناصح نفسه، وبذل شيئاً من الجهد في إثبات مزاعمه قبل أن يتخذ «قلة الأدب» «والتخوين» عنواناً سعياً وراء الإثارة والاستعراض. ولو أنه تبصر قليلاً لجنب نفسه كثيراً من المزالق التي ستخصم من رصيده ككاتب وستضع تساؤلاً كبيراً حول مدى تحريه الدقة ومدى تحققه مما يكتب.
    ولو أن البطل ورواد «فزعة» النقد الأخلاقي اطلعوا على كتابات الراحل الكبير الناقد رجاء النقاش، الذي قدم عملاق الرواية العربية، الراحل الطيب صالح للعالم العربي، و الذي ظل اسمه متوهجاً كأحد أهم منارات النقد العربي لعقود من الزمان، وقد كتب عن «المجذوب والذكريات» مجموعة حلقات متصلة في مجلة «الوطن العربي»، أجزم أنه كان ليصاب بالخجل الشديد من نفسه من البون الشاسع في التناول، ولوجد فيها درسًا مفيدا يكشف له عن اللبس التي يعاني منه هو وآخرون في تعريف الأخلاقي واللا أخلاقي. وكان سيخجل من آفاق الكتابة والتناول المتجرد والمبدع لأدب الرسائل وأدب الذكريات. وكان سيتواضع كثيراً من مثل هذا التيه الذي سدر فيه موزعاً إطلاقاته بطمأنينة يحسد عليها.
    لم نكن نود أن نفسد للبطل صفاء عطلته السنوية بأن نضطره إلى استبدال مقالاته التي بذل جهداً كبيراً في «تشوينها» بكل ألوان الشتائم والتصغير لكاتب الذكريات. كما لم يكن أبداً هدفنا أن نضيق عليه في مساحات الإعجاب الواسعة التي اعتاد الاستمتاع بتقريظ قرائه له فيها. إلى جانب أن زمننا نفسه لايسمح لنا بملاحقة كل ما يكتب لولا أنه اضطرنا في هذه المرة اضطرارا لذلك باستهانته بالكلمة والقارئ معاً ومحاولته المريبة تشويه الراحل علي أبوسن بحزمة من المزاعم الفاسدة التي لا تصمد أمام أي مساءلة أو مراجعة.
    وقد حاول البطل أن يجد نسقاً غيبياً ليبرر به خيبته وفشله في أن يدافع عن مقاله المجاني «أحاديث الأدب و قلة الأدب» ، «مصوراً ذلك بكونه إرادة الله حيث يقول «يبدو أن الله كتب في لوحه المحفوظ (هكذا) على ناقدي كل مؤلفات أبي سن، لا ذلك الكتاب وحده، أن يشرعوا في النقد ثم يرتدوا على أعقابهم بعد أن يخطوا في ذلك السبيل خطوتهم الاولى.... إلخ)، رابطاً إحجامه عن المواصلة في نشر مقاله، بموقف مزعوم أشار فيه لمقالات للدكتور عبد الله حمدنا الله تناول فيها كتاب «المجذوب والذكريات»، ومقال مزعوم آخر للدكتور محمد وقيع الله كان يود الرد فيه على كتاب «رسائل الترابي، والحركة الإسلامية الحديثة»، لولا أن أثناه الترابي نفسه عن ذلك!!
    وذلك باب من «الاستهبال»، غير المجدي ومحاولة مفضوحة للمزايدة في سوق الكلام المجاني سنجد أنفسنا مرة أخرى مضطرين لإثبات زيفها. فالبطل يتحدث عن مقالات مازالت موجودة في سوق «الله أكبر» الإسفيري، كتبها ونشرها في فبراير من العام 2004 د. حمدنا الله وتناول فيها كتاب «المجذوب والذكريات» أي قبل حوالي ست سنوات، وهي المقالات التي زعم البطل أن حمدنا الله أسرّ له بأنه نشر حلقتها الأولى ثم سحب الأخريات لدى علمه بأن علياً كان مريضاً.
    فما نجزم به هو أن د. حمدنا الله قد نشر مقالين بصحيفة الصحافة عن الكتاب تحت عنوان «همبتة المذكرات» وقد حدد ترقيمهما من اثنين سلفا (1-2). وبالتالي، فإننا نفهم وحسب أصول النشر أن مقال د. عبد الله حمدنا الله المذكور قد نشر بالكامل، وإلا كنا سنرى نوعاً آخر من الترقيم على صدر المقال يشي عن حلقات لم تنشر! فهذا زعم باطل كغيره من مزاعم البطل لا أدري أين نجد له موقعاً من التبرير.
    خلاصة القول، وأياً كانت الأسباب التي حدت بالبطل لأن يحجب بقية مقاله في الحلقتين اللتين أرسلهما كما ذكر للنشر، فإن هذا شأن يعنيه وحده ويعني أصدقاءه الذين لا يَرُد لهم طلب كما قال. ولو أن الأمر لديّ لأثنيته بشده على قراره هذا ولشجعته لينشر ماحجبه، لأنني على يقين أنه ليس لديه مايقوله أكثر مما قاله. لن يخرج البطل من الدائرة العبثية في فهمه للأخلاقي واللا أخلاقي ومن مزيد من التبذُّل في محاولته غير الحميدة للإساءة لكاتب الذكريات، وستكون كل مدوراته ومراوحاته للاستهلاك الذي لا يقدم ولا يؤخر.

                  

06-12-2010, 11:48 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)
                  

06-05-2010, 07:49 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    العزيز نصار

    Quote: العزيز زهير
    استغربت جدا من كتابة البطل و هو ليس بالسوء و قلة القيمة التي غابه بها الاخ السمؤال ابو سن
    وكأن السر و الدافع يكمنا في اللقاء العابر الذي ذكره البطل، و الا ما الذي يدفع كاتب
    جاد مثل البطل لينبش في سيرة رجل رحل عن دنيان.. الغريب ان البطل يعيب على الراحل افشاء
    سر اصدقائه و نشر قول فاحش، وذلك في كتاب اكد البطل انه نشر في نطاق محصور
    ثم يتبرع البطل المتعفف بتوسيع قاعدة نشر الفحش و (قلة الادب).. و يعيب على الراحل ذكر
    اسماء بسيرة رموها وراء ظهر شبابهم لكنه لا يرى غيبا في ذكر نفس الاسماء و اصابها
    في غالبهم لم يفارقوا الشباب فحسب بل فارقوا الدنيا كلها...


    يبدو أن بعضهم نبه البطل لهذه النقطة فأكتفي بمقالة واحدة ... وإن كنت أعتقد أن البطل سيعود مرة أخري لتناول الكتاب ولكن بشكل آخر ...

    (عدل بواسطة زهير الزناتي on 06-05-2010, 07:58 PM)

                  

06-05-2010, 08:09 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    Quote: كنت اتمنى أن يستمر الأستاذ البطل في نشر السلسلة بنفس الإطمئنان الذي نشر به المقال الأول، فالكثير من النفاظ أثارها السموأل تحتاج للتوضيح


    نشر البطل المقال أعلاه ووعد بجزء ثاني منه ... وهو ذي صلة بالموضوع ... وليس بعيد عنه
                  

06-06-2010, 09:50 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

                  

06-07-2010, 07:48 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

                  

06-13-2010, 02:30 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)



    السلام على الجميع بدون فرز .. والتحية لصاحب البوست

    الأستاذ السموءل .. لعلها المرة الأولي التي اقرأ لك ..
    فإن كان التقصير من عندي، فمن عندك الندرة ..
    أتمنى أن تخصص المزيد من الوقت للكتابة .. فبعض الكتابة عبادة ..

    الموضوع المطروح "الرسائل بين الرموز الفكرية والفنية والسياسية ومدى إمكانية نشرها"
    موضوع عميق أنا شخصيا أعرض عن تناوله في مداخلة .. فهو موضوع يختلف باختلاف الثقافات
    والمفاهيم الاجتماعية والمراحل التاريخية .. واتمنى من الله أن يمنحني الوقت للكتابة
    فيه .. فأفوز بلاشك بواحدة من الحسنيين على الأقل .. !

    أما بخصوص هوامش الموضوع، فقد كنت ولا زلت بصدد الكتابة عن عمليات "الوخز غير المداوي" الذي
    تتعرض له بعض الاقلام الناقدة للاوضاع السياسية الراهنة .. وقد قمت بعملية رصد شكلت مجتمعة
    حقيقة متماسكة تفضي إلى هدف واحد معلوم بالضرورة ..
    سوف انشر في هذا الرابط بإذن الله ما أكتبه في هذا الصدد .. بالاسماء والمقاطع التي كتبت

    تحياتي

    سالم أحمد سالم

                  

06-13-2010, 04:07 AM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: سالم أحمد سالم)

    كتب السموأل أبو سِن :
    Quote: ... ولا تقوم ممارسة النقد الأخلاقي على القراءة التاريخية في التحليل والإستبانة، وإنما تنتزع الأشياء من سياقها التاريخي والاجتماعي وتزرعها في سياقات مغايرة.

    ده كلام مُحْترم ... طَيِب ... لامِن شوقي بدري مثلاً يِكْتِب الليلة عن فضائِح الأربعينيات الكانت في المُجتمع الأُمْدُرماني <فُلان بن فُلان بِن فُلان كان بِتاع عرقي > < فُلان بِن فُلان كان حرامي > < فُلان بِن فُلان كان تاجِر بنقو > < فُلان بِن فُلان قتل في الإنداية فُلان بِن فُلان أخو الفنانة الشهيرة فلانه الفُلانِية > < فُلان أخو الوزير فُلان الفُلاني كان نشال محافِط > بتكون مقبولة كيف؟ ده بِالنسبة لِمن هوزز رِويسو إعْجابًا -كما فعلت أنا- بِالمُقْتبس أعلاه ، لِمن آمن بِأسباب النزول ... بِتاريخِية الأحداث ...

    أنا بفتكِر مِتِل كلام شوقي بدري الجا في كِتابو < حكاوي أُم دُرمان > ونشر أبو سِن لِلخِطابات الخاصة جِدًا ما فوقو أي نوع مِن الأدب والإحْتِرام هسِع وبعد كمين عُمُر ... لأني أنا وكُتار مِتلي -بِالرغم مِن تشدُق المُثقِفاتِية بِعلمانِية كَونِية- ما بنهتم بنِسبِية الأخلاق ، وليه نهتم طالما إنو < الله > تعالى أناب عنا في الحِته دي ، يعني أصبحنا لا نُشْغِل أنْفُسِنا بِما فرِغ مِنهُ غَيْرُنا ، الله تعالى وضع لينا مُسْتهْدِيات نباريها لِيَوم يبعثون ... حدثنا عن < الغَيبة > < البُهْتان > < إكرام المَيِت بِذكْر محاسِنو > ... خليهو ده -يعني كلام الله تعالى- كَدي نشوف < أخلاقنا > السودانِية بتسمح بنضمي مِتِل نضمي شَوقي بدري في < حكاوي أُم دُرمان > < مُروتنا > بتقبل نمرِر < إنو الشاعِر فلان كان سِكير > ... خليهو ده أنا كقارئ حأسْتفيد شنو مِن كَون أخو الوزير الفُلاني كان نشال في الترماج؟ وشَوقي بدري حي يُرزق وأبو سِن مات قريب والإتْنين كانو بحكو في ناس ماتو زماااان وبِخِلاف إنو ماتو كانو أصْدِقاهُم ... لو دايِر أوصف حاله شَوقي بدري سريع بقول إنو < زول شَمْشار > وعن أبو سِن < غير أخلاقي > لأنو نشر خِطابات مُرسله ليهو شخصِياً مِن أصدقاء وأحباب بتكلمو فوقا عن جهالات سووها أو تمنوها ... طبعًا لو كُنت هسِع إنْكِليزي أبًا وأُم مُمكِن أتقبل <شمْشره> شَوقي البدري (لاحظو شَوقي البدري ما كتب أي حاجة شينه عنو أو فوق أهلو ، كأنهُم نازلين مِن السما) لو كُنت إنْكِليزي مُمْكِن أتقبل <خِيانة> أبو سِن لأصدِقاء زمنو الجميل (لاحظو أبو سِن ما كتب عن روحو أي شئ شين)
                  

06-16-2010, 03:14 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عزام حسن فرح)

    أحاديث الأدب وقلة الأدب (2): هتر أبي سن الصغير وبطر أبي سن الكبير .. بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل


    الأربعاء, 16 يونيو 2010 06:33

    [email protected]
    (1)
    كنا قد أغلقنا ملف الراحل علي أبوسن وتركناه من ورائنا ظِهريَّا، ثم انصرفنا الى جديدٍ من أمرنا. وما أن فعلنا حتى برزَ لنا من بين الصفوف، من حيث لم نحتسب، فارسٌ من فرسان بيت أبي سن العتيد، أرادنا، من حيث لم نرد، أن نعود معادنا، وأن نرجع مرجعنا، فنضرب في بيداء الطيش والسفه المسمّاة "أحاديث الأدب"، وما هي من الأدب في شيء. كتَبَ السموأل أبوسن، يحُثني على استئناف سلسلة "الأدب وقلته": (لو أن الأمر بيدي لأثنيته بشدة عن قراره، ولشجعته لينشر ما حجبه). وأنا أقول لأبي الفوارس: "غالي والطلب رخيص". أمثلك يُرد له طلب؟ بل يُرد الآخرون عن بكرة أبيهم، وتكون الغَلَبةُ لأمرك يا سيّد البطانة. آمرنا فنطيع!
    ثم إنني أرحّب بحوار أبي الفوارس السموأل وأحتفي به أيَّما احتفاء، وأتفهّمُ دوافعه ومنطلقاته وأُقدِّرُها حقَّ قدْرِها. وكنتُ في سويداء قلبي أتمنى لو أنه جاءني متمهلاً مترفقاً، فلم يركب الى مضاربي حصان الغرور، ولم يعتمر في ساحتي عمامة الصلف، ولم يتَّخذ الى ملاقاتي طريقاً وعْراً محفوفاً بالمكاره، هو طريقُ المعانَفة والمجانفة والمهاترة والمكابرة، ولكن الله غالبٌ على أمره.
    هجمني الفارس المغوار - من خلال مقالين متتاليين - هجمةً كاد ينخلع لها فؤادي. ما تَرَك من المقذعات في نعتي ولا أبقى، فلم يبخل عليّ، أعزّه الله، من قاموس النكال بشيء. لم يقع على صفةٍ - ابتداءً من الضلال وانتهاءً بالجهل - إلا وبرّني بها. ثم، وكأن ذلك كله لا يكفيني، دَهَمني ابن الأكرمين بنبأ حزين، أطار من رأسي شعاع الوهم وأراني مُقامي بين الورى وأنزلني إياه محسوراً مدحورا، إذ قرَّر وقطع بأنني ثمرة من ثمرات "الجدب الثقافي والادقاع المعرفي الذي ضرب السودان خلال عشرين عاماً من عصر الإنقاذ البئيس". فالحمد لله الذي لا يُحمدُ على جدبٍ وإدقاعٍ سواه، ثم الحمد لله، وأشهد ألا إله إلاّ الله. (لم نشْرُف بعد بالتعرف على شاتمنا، ولكن من عرفوه أكدوا لنا أنه ثمرة من ثمرات عصر التنوير الذى انجب فولتير ومونتسكيو.. والسموأل أبوسن).
    (2)
    أسّس أبو الفوارس أطروحةً كاملة حول استشهاد لي بعبارة للراحل محمد المهدي المجذوب جاء فيها: (أنا أزعم بأن سبب الفوضى في السودان هو جهلُ الناس بالتاريخ، وقد زاد جهلهم به حين كتب عنه شبيكة). وذلك في مقال لي بعنوان (منصور خالد لا يرقص الكمبلا) نُشر في يوليو 2009م. وجوهر أطروحة أبي الفوارس هي أنني دلّست على القارئ فزعمت له أنني لم أطّلع على الكتاب إلا مؤخراً، بينما الحقيقة هي أنني قرأته قبل أكثر من عشرة أشهر بدليل أنني استشهدت به وقتها. ثم إنني، بحسب أبي الفوارس أيضاً، أشَدْتُ بالكتاب والكاتب. لماذا إذن صددتُ عائداً بعد عشرة أشهر لأتناول الكتاب بالنقد بعد سابق الثناء عليه وعلى مؤلفه؟ الإجابة حاضرة عند ابن الأكرمين، وهي أنني بدّلتُ موقف الثناء بموقف النقد في إطار دورٍ معين أضطلع به بإيعاز وتحريض من آخرين، حيث انني، والقول ما قال أبو الفوارس، أخوض (حرباً بالوكالة) نيابة عن هؤلاء. وقد صنفهم صاحبي تحت لافتة (المتضررين من الكتاب)، وهم (الذين أزعجهم التسرب المزعج للكتاب رويداً رويدا، واتّساعُ رقعة تبادله بين الناس، فأوحوا للبطل لينال من صاحب الذكريات ببعض سهامهم). وأخيراً أنعم علينا أبو الفوارس ببعض الإضاءات حول من عساها أن تكون تلك الجهات المتضررة التي تقف من ورائي فتحرضني، والتي بأمرها يأتمر قلمي، فأورد في هذا الصدد عبارةً جرَت على قلم عمه الراحل علي أبوسن يشير فيها الى الدكتور منصور خالد.
    وقد عجبت أولاً من عبارة "المتضررين من الكتاب" التي كررها السموأل في مقاله غير مرة، فهذه هي السانحة الأولى التي يتنامى فيها الى علمي أن للكتب مستفيدون ومتضررون. وفي معتقدي أن الكتب إنما تُؤلف لأغراض إشاعة الوعي والمعرفة، لا الإضرار بالناس. ولكنَّ صاحبي محقٌ على أية حال في وصفه لكتاب عمه، فإنما كتب الراحل علي أبوسن أغلب ما كتب لا لشيء إلا للانتقام ممن أذلوه ونغّصوا عليه عيشه ونزعوا عنه أرديةَ العز التي آمن بأن الله أراد له أن يكتسيها. ولهذا صدر أبوسن في كتاب ذكرياته عن فؤادٍ مقهور ونفسٍ موتورة. لم يرعَ حرمة الموت، فلاحق الموتى ونبش قبورهم، وأنشأ يمزق أكفانهم وينزع عن أجساد المقبورين أكبادها، فيلوكها كما لاكت هند كبد حمزة. لم يكن لأي من هؤلاء الراحلين كتبٌ وآثار إبداعية تُعرض للنقد، وإنما لاحقهم هُم، في أشخاصهم وذواتهم، ورماهم بكل رزية دون أن يطرف له جفن. ثم نهضَ الى الأحياء فما ترك في حقهم ولا أبقى، فصرّح وأوحى، وجاهر وخافت. لم يوفّرهم حتى من تهمات العنّة والعجز والضعف الجنسي، لكأنه كان حاضراً في غرف النوم يرصد درجات الانتصاب.
    (3)
    لم أستغرب لزعم أبي الفوارس أنني أكتبُ بأقلام المتضررين من كتاب عمه لا بقلمي. وكنت قد تساءلت بعد أن فرغت من كتاب أبي سن بجزأيه: لماذا أطلق عليه اسم "المجذوب والذكريات"؟ فالأقوم والأسلم والأكثر تعبيراً عن دوافع الكتاب وواقعه أن يكون العنوان "المنصور والذكريات". إذ إن من أبرز الغايات التي تغيّاها تصفية حسابات المؤلف القديمة مع الدكتور منصور خالد، الذي ترى اسمه يتقافز كالعفريت بين الأوراق، وقد أنعم عليه الكتاب بلقب "نخاس التخنث المياسي الدولي". لقد طمح أبو سن في دنياه أن يكون وكيلاً لوزارة الشباب في حكومة القاضي الإنقلابي بابكر عوض الله، عهدَ أنْ كان للمناصب رحيقها وبريقها، وتاقَ الى أن يرى نجمه يسطع بعد ذلك في بلاط السلطان المايوي. وحلم بأن يكون سفيراً في كبريات العواصم، وسعى حتى حفيت قدماه لأن يكون أميناً من أمناء الأمانات المتخصصة في تنظيم الاتحاد الاشتراكي على عهد النميري السالف التالف. وقد تحطمت كل أحلام أبي سن وطموحاته عند حجر المنصور الأسود. لا غرو إذن ان صار مقت المنصور وكراهيته ديناً اعتنقه الرجل وتبتل في محاريبه آناء الليل وأطراف النهار. وسنأتيك - أيها الأعز الأكرم - الى أمر الدكتور منصور خالد والراحل علي أبوسن، وستسمع منا حين نمحّص التاريخ تمحيصا، ونميط عن وجهه زبد الأساطير وعجين الخزعبلات التي حَشَا بها أبوسن الكبير كتابه، ثم نقود خطاك بعد ذلك الى المصادر والوثائق والشهود العدول. فانظرنا واصطبر، وما صبرك إلا بالله.
    والحق أنني لم أرَ كتاب الراحل أبو سن بعيني رأسي، ولم أطّلع على سطرٍ واحد منه، إلا عندما تسلمته من دائرة البريد الشهر الماضي، ولكنني كنت مطلعاً قبلها من مصدر ثانوي على عبارة المجذوب في شأن البروفيسور مكي شبيكة. وعندما خطر لي أن أوظّف تلك العبارة في مقالي المشار اليه بعثتُ بها الى أستاذنا الدكتور النور حمد - المحاضر بجامعة قطر - الذي أكد لي سلامة العبارة وصحة نسبتها، وقام عني مشكوراً بمهمة توثيق ما أردت الاستشهاد به وفقاً للأصول العلمية لتدوين المصادر، حيث انه يحوز نسخةً من الكتاب. والنور، إن لم تكن تعلم، من الثقات.
    وواضحٌ لمن قرأ استشهادي بتلك العبارة وتعقيبي عليها آنذاك انني لم أكن قد استوعبتها على وجهها الصحيح، بدليل انني كتبت بعدها مباشرة: (وأحسب أن صاحب "الشرافة والهجرة" لم يقصد بعبارته تلك التطفيف من أعمال المؤرخ الكبير مكي شبيكة بقدر ما أراد أن يعبِّر عن أسفه لواقع جهل السودانيين بالتاريخ). وكل من قرأ الكتاب بعد ذلك يعرف أنني أخطأتُ التفسير وأحسنت الظن في غير محل الإحسان، وان الأمر في حقيقته هو غير ما ظننت. فالمجذوب إنما قصد فعلاً التطفيف من قدر البروفيسور مكي شبيكة والحط من قدر عطائه العلمي. والعبارات التالية لتلك التي استشهدت بها، والتي أوردها أبوسن، كما قرأتها حين أتاني الكتاب، تحملُ قدحاً مقذعاً ومهيناً للعالم والمؤرخ الكبير، وتمسح الأرض بمقدراته الأكاديمية المختبرة وعطائه العلمي الباذخ، وتفتئت على الرجل، وتصفه بأنه لا يصلح لشيء غير "التشاشة" و"بيع اللوبيا والبصل"!
    ثم إن نقل عبارات معينة من مصادر أولية أو ثانوية وإيرادها ضمن المواد الأكاديمية أو الصحافية، بغرض الاستدلال بمضموناتها، لا تعني بأي حال من الأحوال أن من أورد النص المستشهد به يشيد بالكتاب أو يزكِّي مؤلفه. ولو نقلت – يا هداك الله - عبارة ما من كتاب "رأس المال" لكارل ماركس، أو نصاً من إنجيل برنابا، ثم استخدمته لأغراض أكاديمية أو صحافية، فإن ذلك لا يعني أنك تشيد بكارل ماركس وكتابه، أو تستحسن إنجيل برنابا وتعتنقه. صحيحٌ أنني "ثمرة من ثمرات الجدب الثقافي والإدقاع المعرفي الذي ضرب السودان خلال العشرين عاماً الأخيرة"، كما وصمني صاحبي، ولكن الجدب والإدقاع لم يصلا بي الى حد أن يسكن يافوخي مثل هذا الاعتقاد الفطير. وأنا لا أعلم من أين أتى السموأل بهذا الفهم العجيب فأخذ يبهتني، ويا له من بهتان، لمجرد أنني أوردتُ نصاً وقَعْتُ عليه في مصدر ثانوي، فيردد على الملأ، ويشيع بين الخلق أنني أشَدْتُ بعمّه وزكيت كتابه قبل عشرة أشهر، ثم نكصتُ على عقبي بعد ذلك ائتماراً بأوامر "المتضررين"!
    وقد بدا لي عندما وقفت عند تحليل السموأل لما قدّر هو أنها دوافعي ومنطلقاتي الشخصية؛ والأسانيد التي أوردها في صدد إثبات انغماسي في ما يسميه حرب الوكالة ضد الراحل علي أبوسن، ثم ما رأيت من ولوغه حتى أذنيه في بحيرة "نظريات المؤامرة" وأوهامها، بدا لي أنَّ هناك "جينات" قوية تربط أبا الفوارس بعمه أوثقَ رباط. وربما جادت دراسة حالة "البارانويا" والانسياق وراء التوهمات والوساوس عند الراحل وابن اخيه إلى فتح جديد في علم الوراثة وهندسة الجينات. وآية ذلك أن المطلع على كتاب "المجذوب والذكريات" تكاد تصدمه شدة ميل المؤلف وركونه الى الأوهام ونظريات المؤامرة، وكثرة ترديده في هذا الصدد لروايات ما أنزل الله بها من سلطان، مثل تتبع أجهزة المخابرات العالمية له، ورصدها لحركاته وسكناته وهو لا يزال موظفاً حكومياً صغيرا. وقد كتب ابوسن فى مذكراته حول قرار نقله، وهو فى درجة سكرتير ثانى، من سفارة السودان فى باريس الى رئاسة وزارة الخارجية بالخرطوم، ان زوجة اريك رولو، صديق الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران ورئيس تحرير "لوموند"، أخبرته شخصياً ان قرار نقله الى الخرطوم دبرته وتقف من ورائه المخابرات الامريكية والفرنسية معاً!
    (4)
    في مقاله الثاني الذي اختار له عنوان "نسبية الحكم الأخلاقي وموضوعية النقد"، عمَدَ أبو الفوارس الى تنويرنا عن مفاهيم النقد الأدبي، وتوقف فاستفاض عند مفهوم النقد الأخلاقي، وهو صنف من أصناف النقد الأدبي الذي تفضَّل فأدرج ما كتبنا تحت مظلته. ولكننا لا ندخر وقتاً فنقول أولاً بأن ما سطّرناه لم يكن نقداً أدبياً بأية حال من الأحوال وما ينبغي له، فللنقد الأدبي مناهجه وأساليبه وأدواته. ثم نقول ثانياً بأن ما كتبه الراحل علي أبوسن لا يمكن تصنيفه في خانة الأدب، ونحمد للرجل انه لم يزعم ذلك ابتداءً. يقع الكتاب ضمن تصنيف المذكرات (Memoirs)، وذلك ضربٌ من الكتابة (Genre) له حضوره وقرّاؤه ومحققوه. وهو يتناول سيرة أناس بالأسماء والصفات مما لا سبيل إلى التعامل معه كنص أدبي وفق شروط النقد الأدبي المجرد ككلٍ متكامل بعيداً عن الحقائق التاريخية أو الأفكار الأخلاقية المتعلقة سواء بسيرة المؤلف ذاته، أو من شملهم الكتاب بالذكر، وأي ذكر! بل هو سردٌ تأريخي فضائحي موثق في بعضه ومرسل في بعضه الآخر، لذا فقد أطلقنا عليه اسم (قلّة أدب)، ورأينا أن نعيد قراءته في سياق المنظومة الاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي أفرزته، وتلك التي اتخذها فضاءً لنشره وترويجه. (لو كنا قد نظرنا الى الكتاب كأثر إبداعي والتمسنا اليه طرق النقد الأدبي لرأيتنا، أعزك الله، وقد عجمنا كنانة بني ثقيف فتخيرنا لمقالنا هذا عنواناً من شاكلة "شقشقات النوارس في هرطقات أبي الفوارس").
    ثم ينسب إلينا صاحبنا في مقاله المار ذكره أننا نزعنا الأشياء من سياقها التاريخي والاجتماعي وزرعناها في سياقات مغايرة، وحاكمنا بمعايير يومنا البئيس نصوصاً كُتبت لزمانٍ غير زماننا وسياقٍ غير سياقنا. وقد هالنا أنه يضع عمه وكتابه في سرجٍ واحد مع المفكرين التنويريين من أمثال الأستاذ محمود محمد طه، صاحب "الرسالة الثانية"، والشيخ علي عبد الرازق مؤلف "الإسلام وأصول الحكم"، وسوامق الأدباء العرب مثل نجيب محفوظ، كاتب "أولاد حارتنا". وكما جار على هؤلاء وعلى أعمالهم الإبداعية "الجدب الثقافي والإدقاع المعرفي" الذي ضرب زماننا، كذلك كان حال أبي سن الكبير وكتابه الذي يتجاوز زماننا وفهومنا. ولم ينسَ أبوالفوارس، جزاه الله خيراً، أن ينبهنا في هذا الصدد الى (التراجع الكبير الذي حدث لمجتمعاتنا بما يشبه الردة الحضارية وضمور الوعي الجمعي)، فالأكثرية الغالبة في مجتمعنا اليوم تتقاصر مداركها عن استيعاب المعاني الفذة التي اشتملت عليها مذكرات العم، أو كما قال!
    ونحن نعلم أن الأستاذ محمود محمد طه جاء بطروحاتٍ فكريةٍ ودينية اهتزت لها المشارق والمغارب واستعصت على كثيرٍ من العقول. وفي وعينا أن الشيخ علي عبد الرازق استهدف عرش الملك فؤاد، وسفّه طموحه ومخططات مشايعيه لتنصيبه خليفة للمسلمين، فكتب في العام 1926م أطروحة زلزلت العالم الإسلامي من أدناه الى أقصاه حين جاهر بأن الخلافة ليست أصلاً في الإسلام. فأما "أولاد حارتنا" فإنها كرواية، وبإجماع كثير من المهتمين بالثقافة العربية، تشكل أثراً من الآثار الأدبية العميقة المثيرة للجدل الفلسفي والديني. فأين كتاب أبي سن، الذي يفترض أنه كتاب "ذكريات" من كل ذلك؟ أين الفكرة، وأين النظرية، وأين الآثار الإبداعية التي تستغلق علينا وتندُّ عن فهوم مجتمعاتنا فلا تدركها لأنها "كتبت لزمان غير زماننا"؟!
    (5)
    بخلاف رسائل المجذوب اليه، التي رصّها رصاً كما هي بذباباتها، ثم تناول بعض سطورها بتعليقات مرتجلة هنا وهناك على نحو يتكلف في بعض الأحيان الصبغة الأدبية، وسنعود الى هذه الرسائل ونتناول أمرها لاحقاً، فإن أبا سن يستعرض في الكتاب حياته ومغامراته في عدد من بلدان العالم. وتدور حياة الرجل كما طرحها حول محاور معينة، منها النساء والحب والجنس، ومنها طموحاته الشخصية في التقدم المهني والتطلع للعب أدوار بارزة في الحياة العامة، وما أصاب في ذلك المضمار من نجاحات وخيبات، ومنها صراعاته مع البشر في كل موقع وطئه بقدمه فوق أرض المعمورة، وهي في مجملها صراعات حول الأدوار والمواقع والتطلعات.
    ومن أقوى الملامح بروزاً في شخصية الرجل، كما تعكس المذكرات، النرجسية المفرطة وحب الذات والاعتزاز بالنسب الرفيع، وهو أمرٌ يقترن عنده بتحقير الآخرين والزراية بهم بقرينة أصولهم ال########ة المفترضة. تقرأ في المذكرات أصنافاً من عبارات الإطراء التي يشعر كثير من الناس بالحياء عندما يرددها الآخرون أمام مسامعهم، ولكنّ أبا سن لا يعرف الحياء الى نفسه باباً، فهو يحب الإطراء حباً لا مزيد عليه. والإطراء الذي يحتفي به أبوسن ينقسم الى أنواع منها إطراء الرجال على حسبه ونسبه وعلو كعبه، ومنها إطراءُ النساء على جبروته الذكوري وقدراته الاستثنائية على الفتنة (من بين من وقعنَ تحت فتنته الأميرة مارغريت شقيقة ملكة بريطانيا، ولا فخر)، ومنها الإطراء على قدراته النوعية الثقافية والعلمية، وغير ذلك كثير.
    (6)
    ذكرنا من قبل أن المؤلف نسب الى الراحل الطيب صالح قوله أن مصطفى سعيد الذي ورد في رواية "موسم الهجرة الى الشمال" هو نفسه علي أبوسن، وأن الطيب أسرّ له بذلك ثم صرَّح به لآخرين. وأنا أعرف بطبيعة الحال انك - أعزك الله - لم تقرأ مثل هذا الزعم عند أيٍ ممن تناولوا أدب الطيب صالح، بالرغم من الجدل المحتدم حول تلك الشخصية الأسطورية. والسبب في ذلك هينٌ ويسير، وهو أن أحداً من هؤلاء النقاد لم يصدق هذا الزعم أو يحمله على محمل الجد، وانهم أدركوا بغير كثير عناء أنه محض ادّعاء يندرجُ تحت بند النفخ والنفش (لأبي سن ادّعاءٌ آخر عن الطيب صالح، وهو أن الأخير كان يردد المقولة التالية: "نحن في السودان نصدر ثلاثة أشياء: القطن والصمغ العربي، وعلي أبوسن")!
    يحدثنا أبوسن في مذكراته عن حياته النسائية وعمق فتنته وتأثيره على الفتيات الأوربيات إبان حياته في لندن وباريس، فيصف نفسه بأنه "صاحب الحبال والحيل" وأن النساء كنّ يتعثرنَ بين حِيَله وحباله. ويقول إن الإعلامية اللبنانية الشهيرة ليلى طنوس كانت تُطلقُ عليه لقب (أبوعيون جريئة). كما أن نساء الإنجليز المأخوذات بسحره كنّ يتساءلن تساؤلات خلّدها هو في إحدى قصائده (كم يماشي هذا الشقي.. مستر أبوسن؟/ عشرين؟ لا.. أظن صاحباته خمسين)! ويعرفنا دونجوان زمانه عن بعض علاقاته النسائية المميزة، ومن بينها (تلك العلاقة التي حطَّمت أساطير كثيرة، ثم خلقت أساطير أكثر في جامعة لندن). ونعرف من المذكرات أن واحدة من صديقاته الكثر في لندن قالت له محتجة: (أنت تثير غيرة الرجال بمجرد وجودك وذلك يحرمني من الاقتراب منك)، وسألته أخرى: (أنا أريد أن أعرف ما هو السر الذي يجعل جميع الفتيات يتحدثن عنك)؟ ولقد ذكرنا لك عَرَضاً أن الأميرة مارغريت شخصيا، شقيقة ملكة بريطانيا، افتتنت بأبي سن وهي في عز مجدها وجمالها (يوم أن كانت مدار العيون ومستراح النظر، وحديث المجتمعات والصحافة في أوربا). وعندما التقى صاحبنا الأميرة ظلَّ ينظر اليها (بكل النيران التي أججتها الصحراء في ميراثي)، وانها تجاوبت وابتسمت وفهمت نظراته فرددتُ عليها (بجرأة واضحة ومباشرة). وأخبرنا أن زوجته لاحظت افتتان الأميرة به، وأن ذلك تسبب له في بعض المتاعب.
    وقد أفاض أبوسن وهو يحدثنا عن صديقته جيني هاريسون التي عاشَ معها أجمل أيام حياته في منطقة البحيرات بالنمسا. وقد استقل أبوسن وجيني في رحلتهما سيارة (داخلها بار كامل وجردل ملئ بمكعبات الثلج، بداخله زجاجتان نضّاحتان تمدان رأسيهما فوق الثلج كأنهما طائرا بطريق). وعلى ذكر الصهباء، فقد أكد لنا أبوسن انه كان يحتسي فقط الخمور المعتقة الراقية التي يحتسيها الملوك والأمراء وأغنى أغنياء المعمورة، وأنه زار منطقة "تل الحمار" في ألمانيا التي تنتجُ أعظم نبيذ في العالم، واقتنى مع إحدى صديقاته تسع زجاجات من النبيذ الفاخر. غير أنّ عشيقات أبي سن المفتونات لم يكنّ كلّهنّ أوربيات، بل كان في جمعهن بعض السودانيات من بنات الأُسر التي دأبت على إرسال بناتها الى إنجلترا. وقد جاء في وصف واحدة من عشيقاته السودانيات، وهي "تنتمي الى أسرة طيبة موسرة": (تنظر اليها فتشعر بملمس نعومة بشرتها في عينيك، تتحدث اليها فتشعر بنعومة روحها في أحشائك، تنظر اليك فتشعر بنعومة حالك في أوصالك، تتحدث اليك فتتذوق حديثها بلسانك. إذا كانت الأنوثة الكاملة ممكنة فقد تجسدت فيها، وسالت منها كأنهار النار من البراكين). وأكد لنا بأن هذه السيدة السودانية (كانت تعرف معنى المشاعر الجارفة منبعاً وتدفقاً ومصبّات). ثم أفادنا، افاده الله، بأنه قضى وطره من هذه المرأة، حيث كتب: (وكنت أنهلُ منها وأروى ظمأ عزوبتى)!
    (7)
    ولأن الأسرّة، بتشديد الراء، ومفردها سرير، تأخذ مكاناً جوهرياً في حياة المؤلف، فقد اهتم عند انتقاله للقاهرة بغرفة النوم وسريرها. وكان له سرير نحاسي ضخم أمتعنا بالحديث عنه، بفخرٍ شديد، على مدى أربع صفحات كاملة، اشتملت على نحوٍ من ألف وثمانمائة كلمة من كلمات مذكراته. وصفوة القول عن هذا السرير أنه لم يكن سريراً عاديا، فابن أبي سن لا ينامُ مثل عامة الناس فوق أي سرير. يقول المؤلف إنه اشترى من دكانٍ في وكالة البلح بامبابة سريراً نحاسياً، أخبره البائع المصري انه نفس السرير الذي ضاجعَ عليه الخديوي إسماعيل الإمبراطورة يوجيني إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون الثالث عند زيارتها لمصر لحضور احتفالات افتتاح قناة السويس في العام 1869م. وقد اقتنع صاحبنا اقتناعاً كاملاً بما ذكره له البائع المصري واشترى السرير على هذا الأساس. وكتب انه عندما دفع الثمن واستلم بضاعته أخذه صاحب المحل جانباً وذكّره بأنه أصبح المالك لهذا السرير الذي ضاجع فيه الخديوي إمبراطورة فرنسا، وأن عليه أن يحفظ لهذا السرير هيبته وكرامته وأن يتخير النساء اللائي سيضاجعهنّ فوقه. وقد هززتُ رأسى وضربت كفاً بكف عندما أكملتُ قراءة ذلك الجانب من المذكرات، وقلت لنفسي: لقد سمعت بالصعيدي المصري الذي باعوه الترام في ميدان العتبة، ولكني لم أكن قد علمت حتى قراءة ذلك الجزء من المذكرات عن الدبلوماسي السوداني الذي باعَه بنو بمبة فى وكالة البلح سرير الإمبراطورة يوجيني زوجة نابليون!
    غير ان الذي أدهشنى حقاً في محور النساء والحب والجنس من مذكرات أبي سن هو انه مع كل فتوحاته النسائية في الشرق والغرب انتاش بكلمات جارحة وحادة وزيراً سودانياً لأنه مارس الجنس مع امرأة إنجليزية أثناء زيارة له للندن، واتهمه بالإساءة لسمعة السودان. وقد أورد أبوسن اسم ذلك الوزير الثلاثي كاملاً، وذكر انه وبعض مساعديه أقاموا في دار السفير، وان الوزير استجلب الى دار السفير نساءً وضاجعهن. وقد استعصى عليّ أن أفهم سبب غضبة أبي سن على الوزير وتقريعه إياه، طالما انه هو نفسه كان يعيش حياته بالطول والعرض، دون ضابط ولا رابط. ثم إنني تذكرت أنه كان قد عاير وزيراً آخر في مكان مختلف من المذكرات بكونه - حسب ادّعاء أبي سن - عاجزٌ جنسياً. وقد أشفقت على وزراء السودان إشفاقاً شديداً بعد ذلك. ولا بدّ أنّ هؤلاء الوزراء قد حاروا وحار دليلهم مع أبي سن وتقلباته. فإذا استحصن الوزير وتمنّع عن النساء اتهمه بالعجز، وإذا انتفض وأتى بالنساء وبسطهن على الأسرّة واعتلاهن، اتهمه بالإساءة لسمعة السودان، فما يدري الوزير من هؤلاء الى مرضاة أبي سن سبيلاً!
    (8)
    وفي مسألة الاعتزاز بالأنساب الشريفة يلتقي أبوسن وصديقه المجذوب، ولا عجب إذن انهما يخاطبان بعضيهما بألقاب مثل "ابن سادات البشر". يقول ابوسن إن البريطانيين الذين يعرفون السودان، كانوا إبان حياته بين ظهرانيهم، لا ينادونه إلا بلقب "السير علي أبوسن"، باعتبار أنهم كانوا يعرفون انه من أسرة أبوسن ذات الحسب الرفيع. وهناك روايات للرجل حول معرفة الناس حول العالم لأسرته ونسبها وحقها في حكم السودان. من ذلك انه عندما ذهب لزيارة قبر جده أحمد باشا أبوسن المدفون في المقابر الملكية بالقاهرة التقى شخصية مصرية انفعلت به انفعالاً شديداً عندما علمت بنسبه وان تلك الشخصية قالت له: (أين أنتم؟ أين أنتم؟ أين أنتم؟ من هو إسماعيل الأزهري الذي أصبح حاكماً؟ ومن هو الميرغني؟ ومن هو المهدي؟ البلد دي حقتكم انتو. مالكم؟ ماذا دهاكم؟) والشخصية المصرية هنا تبدى استغرابها كيف أن حكم السودان آل الى آخرين، بينما المؤلف وأسرته هم الأحق بالحكم. وأبو سن يحتفي بتلك المقولة ويضمنها مذكراته ويشيد بالرجل. وكاتب المذكرات شديد الإيمان بنسبه القرشي، وليس من عادته أن يترك فرصة لإثبات قرشيته تمر دون أن يهتبلها، ولا ضير في ذلك بطبيعة الحال. وقد توسل الى اثبات نسبه القرشى بحديثٍ للزعيم إسماعيل الأزهري، فقال انه حدث الزعيم ذات يوم بأن والده كان يرسم على الرمال بـ"الحدّاثة"، فردّ عليه الأزهري: (هل تدرى أن "حداثة" السنّاب من صولجان قريش؟ اسمها المحجن، وهي عصا منحنية الرأس كالصولجان كان يستخدمها زعماء قريش). وبهذا الكشف المدوى فإن النسب القرشى الشريف يتحقق أيضاً وبصورة تلقائية لكل منسوبي قبائل البجا في السودان، والبشاريين في مصر، والبني عامر في إرتريا، بقرينة أن عادة الرسم بالعصا على الرمال أثناء الحديث في الملتقيات الخاصة والعامة هى من الصفات الراكزة والشائعة عند هذه القبائل. [ نواصل].

    نقلاً عن صحيفة "الأحداث" 16/06/2010
                  

06-17-2010, 05:50 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    .
                  

06-17-2010, 11:50 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)

    التحية للاخ/ زهير والاخوة المتداخلين..

    قرأت قبل قليل مقالة الاستاذ/ مصطفى البطل ورده علي مقالات الاستاذ/ السموأل ابو سن
    حول كتاب(المجذوب والذكريات) وكعادته رد البطل بكل وضوح على النقاط التى اثارها
    ضده السموأل واعتقد انه كان مقنعا موفقا جدا في ردوده ، بل ومفحما.. وخاصة فيما
    يتعلق بالتهمتين الاساسيتين ضده: الاولى اتهامه بالتدليس على القراء واشادته في السابق
    بالكتاب والثانية انه يكتب بالوكالة عن المتضررين من الكتاب.
    وسعدت جدا بأستجابته لاستفزاز او طلب السموأل بأستئناف المقالات حول الكتاب..
    فقد كنت اتمنى الحصول على نسخة من الكتاب نفسه ،ولكن اليوم بعد قراءتي لهذه المقالة
    والمتعه التي وجدتها في اسلوب مصطفى الساخر و الساحر في استعراض الكتاب ، شعرت
    انني اصبحت لست في حاجة لأغتناء الكتاب وانه من الافضل لي ان اكتفي بمتابعة بقية
    مقالات مصطفى حول الكتاب وتمثلت او انطبقت علي عبارة الاديب مصطفى لطفي
    المنفلـ طي:
    ( افضل عندي واحب ان أقرأ وصفا ممتعا لبستان من ان ارى البستان نفسه).







    .

    (عدل بواسطة حسن محمود on 06-18-2010, 00:01 AM)

                  

06-18-2010, 03:59 AM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: حسن محمود)

    Quote: شعرت انني اصبحت لست في حاجة لأغتناء الكتاب وانه من الافضل لي ان اكتفي بمتابعة بقية
    مقالات مصطفى حول الكتاب

    الأستاذ الفاضل: حسن محمود/ قراءة الأستاذ البطل للكتاب، لا تغني عن الكتاب:
    لا أملك كيبورد عربي للإسهاب: لكن وددت القول لو وجدت الفرصة في الحصول على الكتاب فلا تدع مقال البطل أن يمنعك عنه، المقال ينزع الأحداث من سياقها، والسياق لا تجده سوي في الكتاب
    سلمت
                  

06-18-2010, 05:37 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)

    الاستاذ / متوكل التوم
    خالص التحايا والود
    اكيد قراءة الكتاب مهمة و ستضيف الكثير .. ولكن كيف الحصول عليه؟
    لحظة كتابة المداخلة كنت واقع تحت تأثير سحر بيان مصطفى واعتقد
    بأننا موعودون بتشريح وعرض مشوق للكتاب في مقالات البطل القادمة..
    واعتقد ايضا ان السموأل قد جنى على نفسه وعلى عمه بدخوله هذه المعركة
    ( الخاسرة) مع البطل وطلبه المستفز بأستئناف المقالات.
                  

06-19-2010, 01:35 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: حسن محمود)

    شكراً لكل من مر .... هنالك مقال ثاني لسموأل أبو سن سأحاول إيجاده .,... كل من يجده أتمني أن ينزله أو يرسله لي علي الإيميل [email protected]
                  

06-20-2010, 12:43 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    slam Zanati
    you mean this one

    te: نسبية الحكم «الأخلاقي» وموضوعية النقد (2)

    لن يكون من المناسب طالما تناولنا هذا الشأن، شأن الأدب وقلّته، أن نمر عليه دون أن نتوقف قليلاً عند ظاهرة صارت تميز كتابات الكثير من كتابنا يمكن أن ندرجها ضمن ما يعرف في حقل النقد الأدبي بـ»النقد الأخلاقي». و»النقد الأخلاقي» برغم محاولات التأصيل له ضمن إطار فني يمنحه خصائص مميزة كمنهج نقدي، إلا أنه لم يفلح في معالجة الأدب بأدوات الأدب وذلك لأنه قائم في الأساس على نفيه لشرط الحرية وتعاطيه للقيمة الأدبية من خلال منظار الأخلاق بكل ما فيه من نسبية.
    يرتدي كُتّاب النقد الأخلاقي لَبوس القيِّمين على الأخلاق في قراءة النصوص. ويمارسون النقد الأخلاقي بمفهوم «الفزعة» عند بعض القبائل السودانية حين ينهض الجميع ارتجالا لأداء واجب يتطلب السرعة والإنجاز، كإنقاذ شخص من خطر محدق أو مواجهة كارثة أو غيرها، وصار المثل السوداني يقول حين يفشل الأمر، ويصير تأثيره سلبياً «جابوه فزعة بقى وجعة».
    ولا تقوم ممارسة النقد الأخلاقي على القراءة التاريخية في التحليل والإستبانة، وإنما تنتزع الأشياء من سياقها التاريخي والاجتماعي وتزرعها في سياقات مغايرة. بل أكثر من ذلك يتحول النقد الأخلاقي في كثير من الأحيان إلى ممارسة سلطوية تجريمية، وانتقائية لا تحكمها القواعد أكثر مما تحكمها المزاجية وموقع من يَكتُب مما أو ممن يُكتَب عنه في موازنات القوى وتجليات السلطة المتعددة. في ظل وضعية النقد الأخلاقي هذه يصبح من الصعوبة بمكان الحديث عن شروط الحرية في الكتابة. وتصبح أمزجة الناس قوانين حاسمة، ويغرق بالتالي الموضوعي في الذاتي، والعام في الخاص، والمجرد في المغرض.
    وددت بهذه المقدمة النظرية أن أتجاوز سخونة الحديث المباشر، وأن أتجاوز أيضاً فخ الدوافع الذاتية التي قد تستغرقنا، بما لا يفيد تعضيد الفكرة ولا يصيب منها القارئ معرفة. وفضلت أن أفتح أشرعة الحوار لممارسة النقد والنقد الذاتي. ولمزيد من المسئولية تجاه الكتابة وتجاه الكلمة التي نسطرها، وليس خافياً على أحد ما تقود إليه الكلمة المكتوبة.
    السياق التاريخي وأهميته في التحليل:
    واحدة من أكبر إشكاليات تفكيرنا المعاصر تتمثل في غياب القراءة التاريخية للظواهر والأحداث، ولا يخفى على القارئ المنصف ما يؤدي إليه ذلك من ضعف التحليل وتهافت النتائج. ويغفل كثيرٌ من كتابنا، أهمية السياق التاريخي حين يوغل كثيراً في إطلاقاته وحين يحاكم بمعايير اليوم نصوصاً كُتبت في سياق مختلف تماماً عن الذي نعيشه الآن. ويغفل أيضاً عن التراجع الكبير الذي حدث لمجتمعاتنا بما يشابه الردة الحضارية وضمور الوعي الجمعي وغلبة ثقافة التكميم و التحريم و الإقصاء على مجمل حركتنا الثقافية. حُجبت كتابات شكلت جزءاً كبيراً من عافية الوعي في حقب الخمسينات و الستينات تحت مزاعم مخالفة الدين والأعراف. وأزيحت مؤلفات هامة جداً من أرفف المكتبات بدواعي المحافظة على الأخلاق. غابت و شُوِّهت كتب مثل، الإسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبد الرازق، وكل مؤلفات الشهيد محمود محمد طه والشعر الجاهلي لطه حسين، وألف ليلة و ليلة وأولاد حارتنا وغيرها من الكتب التي كانت في يوم غير يومنا هذا تتوسد أرصفة شوارع المدن لا في العاصمة الخرطوم وحدها بل في أقاصي الشرق والغرب وبقية مدن السودان وأنحائه البعيدة، ولو أنك سألت عن أمر كهذا اليوم لصار أمرك عجباً. وصارت إجازة إصدار الكتب الأدبية والعلمية تصدر من تحت قفاطين وعمائم رجال الدين. وتدريجياً انداحت لوثة التحريم و إفتئات غير ذوي الصفة على كل شئ حتى صار من الطبيعي أن يفتي من لا يعلم في ما لايعلم فيه، وصرنا نرى فتاوى دينية في مسائل علمية تطبيقية جداً تخص الطب والفلك والعلوم. وانتقلت حالة التخويف من كونه سلوكا تمارسه فئة بعينها على الآخرين إلى رقيب داخلي يمسك بتلابيب الأفراد ويفسد عليهم حتى أفراحهم الصغيرة.
    وقد تنبه مؤلف كتاب «المجذوب والذكريات» في كتابه لهذا الأمر بحساسية بالغة حيث ذكر:
    «الحديث عن المجذوب في ظل الحالة العقلية الراهنة للمجتمع السوداني والمجتمعات العربية عموماً في الثمانينات والتسعينات (ولاندري إلى متى؟) صعب للغاية. فالمجذوب عاش في عصر الحريات العامة. في عصر كان الإنسان العربي ينتمي فيه إلى المجرى العام للتاريخ الإنساني. أما الآن و بعد أن وجدت قوى التخلف فرصتها لفرض أولويات القرن السابع الميلادي على القرن العشرين، فستجد الأجيال الحالية صعوبة كبيرة في فهم المناخ الإجتماعي الذي سمح للمجذوب بأن يتغنى بالطريقة التي تغنى بها في شعره، و التمرد الذي جاهر به في حياته». علي أبوسن، المجذوب والذكريات الجزء الأول ص 14.
    وهذا الإستدراك، لمن يعتبر، يؤكد أن المؤلف حين كتب عن المجذوب كان شديد الحساسية تجاه الأمر، ولكن يظل من الطبيعي جداً اختلاف الناس في صحة أو خطأ تقديره ثم قراره بنشر مذكراته بصورتها التي نشرت بها. ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول أن يكون خلاف كهذا غير محض خلاف موضوعي. على أية حال، في وضعية كمثل التي أشار إليها المؤلف، أضاع كثيرٌ من المثقفين أهم عناصر قوتهم، وهي المقدره على الوقوف على مسافة بعيدة من الظواهر والأحداث بما يمكنهم من حسن القراءة والتأمل واستقامة التخريج، وهو ما يُحتِّمه عليهم التزامهم تجاه أنفسهم وتجاه مجتمعاتهم. فالمثقف الحقيقي يستفتي ضميره قبل كل شئ.
    اختطاف المجذوب (صورة المجذوب بعد المذكرات وقبلها):
    إن أحد أهم الأسئلة التي ينبغي الإجابة عنها في سياق الموضوع الذي نتناوله، هو عن مدى الإضافة التي أضافها كتاب الذكريات للباحثين والنقاد والمبدعين في تعزيز الصورة الذهنية للمجذوب كمبدع رافض وساخط عظيم. ومدى نجاحه في إلقاء الضوء على شخصية هذا الشاعر العملاق، والكيفية التي عكس بها روح المبدع القلق المتمرد الرافض. هذا شأن موضوعي ومبحث ستحفل به الأوساط الثقافية والأدبية كثيراً في سودان الغد، بعد أن يهدأ غبار النفوس الذي عتّم صفحة الحياة الأدبية والسياسية السودانية، ويلتفت الناس إلى الأهم. قدمت المذكرات المجذوب وغيره من الشخصيات العامة بما فيها شخص الكاتب نفسه كأناس عاديين. بضجة أرواحهم وضجرها، بأحلامهم الصغيرة والكبيرة، وبسقطاتهم وتجلياتهم. المؤلف لم يوفِّر نفسه من كل ذلك بل كان جزءاً وهو يحكي عن نفسه مثلما حكىعن الآخرين. فهل ما زلنا نعتقد أن رموزنا السياسية والثقافية ومبدعينا ومفكرينا هم مجموعة قديسين أصفياء أنقياء لا سقطات لهم ولا أخطاء؟ وهل مازلنا نعيش وهم أن كون هذه الرموز و هؤلاء المبدعين سينقص من مقدار منجزهم العام، كونهم قد أصدروا تعليقات هنا أو هناك أو ألفاظاً بعينها؟ اللهم إلا إذا حُشِرنا حشراً في «كستبانة» النقد الأخلاقي واستغرقنا عرّابوه؟
    بالنسبة لأي محلل منصف ستكون فصول الكتاب التي إقتربت من شخصية المجذوب ورصدت ردود أفعاله التلقائية والعفوية ومقدرته الكبيرة على تحليل الواقع الإجتماعي والسياسي ثم طرح محصلاته في تعليقات عابرة ذكية ساخرة وساخطة، ستكون مداخل لمقاربات جديده لشعره ومنجزه الأدبي. ولنكون أكثر دقة سنقول إن تمرد المجذوب ######طه لم يكشفه كتاب الذكريات لمن عرف المجذوب وقرأه، وإنما ساهم الكتاب في إجلائه من زوايا مختلفة وجديدة، وأعطى مدخلاً فريداً لقراءة المجذوب الإنسان داخل المبدع بصورة لم تكن لتتوفر من مداخل أخرى.
    ستظل محاولة إدانة الكتاب من باب كونه أفشى أسرار المجذوب أو أساء إليه، في حقيقتها محاولة لإختطاف المجذوب المبدع الرافض، من فضاء الحرية التي كان شديد التوق لها، لإدخاله ضمن منظومة الفهم الإنتقائي للأخلاقي واللا أخلاقي بحسب رواد « الفزعة».
    إن الضعف البين في حجة البطل والاضطراب الواضح في مقاله الأخير «بعيداً عن الأدب وقلته» الذي لم نصِب منه غير مواصلة الكاتب في إطلاق التعميمات بلا إستيثاق ولا تبصُّر، جعلنا في حيرة من أمرنا مما إذا كان البطل الذي قبل أن يفرغ من الكتابة عن الذكريات فتح مبحثاً جديداً ليتناول فيه موضوعاً آخر لعلي أبوسن، يهدف إلى تناول الموضوع، أم إلى تشويه الذات؟ ذاك باب من الكتابة المغرضة كما ذكرنا في مقالنا السابق لن يكون من السهولة إستيعاب دوافعه أو وسمها بالموضوعية. ومع ذلك يبدو الاضطراب بيناً في استشهاد البطل بحيث يصعب على القارئ فهم ما إذا كان البطل يشيد بـ «أبوسن أم يدينه!!
    يقول البطل تعليقاً على الكتاب الآخر الذي اسمه «رسائل الترابي والحركة الإسلامية الحديثة» وليس كما أسماه البطل- مواصلاً عدم دقته- «مراسلات الترابي» (نقول ان مبادرة إبي سن بنشر تلك الرسائل الحقت بالشيخ الترابي أفدح الاضرار إذ ألقت بظلال سالبة على مصداقيته الشخصية وكفاءته الخلقية واستقامته الفكرية. وبعض هذه الرسائل تكشف عن شخصية ميكافيللية، لا سيما تلك التى يشرح فيها ويبين مُرامه من كونه اختار جماعة الاخوان المسلمين، مع ضآلة شأنها مجالاً لحركته التنظيمية وفضاءً لطموحه السياسي عقب عودته من فرنسا في النصف الاول من الستينات، خلافاً لغيره من شباب المثقفين من أنداده الذين اختاروا الانضمام الى الاحزاب الوطنية الكبرى. وقد أصاب الترابي عين الثور، كما يقول الفرنجة، وهو يسطر بعض تحليلاته واستنتاجاته ورؤاه لما عسى ان تنداح عنه عجلة الزمان ، اذ صدقته الايام وكان محقاً تماماً في غالب ما ذهب اليه، لكأنه كان - وهو يكتب تلك الرسائل- يحدق بعينيه داخل كرة المستقبل البلورية. بيد ان مصدر الازعاج الوحيد هنا هو ان ما جاد به الترابي في بعض رسائله لصديق شبابه، على حدة ذكائه وبراعته، يعكس في جوهره حالةً ذهنية متمركزة حول الذات، تطغى عليها روح الأنا، وتدور في مدار التطلع الشخصي والطموح الذاتي الانتهازي المحض، فتنحسر عنه «الفكرة» ويغيب عنه «المبدأ». فتأمل!
    وما عرفنا البطل يستشهد بمقالة الدبلوماسي والكاتب جمال محمد إبراهيم ليثبت صحة فرضيته أم ليثبت بطلانها حيث يقول الدبلوماسي الأستاذ، جمال محمد إبراهيم، الذي تناول كتاب «المجذوب والذكريات» وكتب بحس وفطرة سليمين، في خاتمة مقاله وبعد عدة استشهادات من «المجذوب والذكريات»:
    «فما أدعانا، إذاً لأن نجدّ حثيثاً لنجمع هذا الإرث البديع لشاعرنا الراحل المجذوب، فليس في الأمر نبش في سيرته الشخصية، أو تقصي لاعترافات فضائحية، بل هو حرص على جميل إبداعه، والنضير من كتاباته التي تنزلت من فطرة قلمه، منسابة بلا تكلف ولا احتراز ولا تقية!»
    ليت «الأحداث» تستجيب لمناشدة البطل بإعادة نشر مقال الدبلوماسي الأستاذ جمال محمد إبراهيم ففيه من الإمتاع ما يقينا شرور النفوس، أغراضها وأمراضها.
    لا أحد كان سينكر على البطل قوله حين يقول ]وانما أردنا أن نُفصح عن عقيدتنا، وأن نسندها بالبراهين الناطقة والحجج الناهضة على أن أبا سن أخفق إخفاقا مزرياً في عرضه للثروة المهولة التى وجدها بين يديه، من رسائل المجذوب اليه والى السيدة الانجليزية روزميري، وان معالجته لامر هذه الرسائل اتسم بالفجاجة والركاكة وضعف الحساسية، ولا نقول الخبث[.
    نقول ألا أحد كان سينكر على البطل الإفصاح عن عقيدته رغم فسادها البين، فهي عقيدته! أو أن يعرض ما شاء من حججه وبراهينه، رغم ضعف الاستدلال فيها، أو أن ينشر رأيه في الطريقة التي عالج بها أبوسن مذكراته ورسائل المجذوب إليه. ولا أحد كان سيعيب عليه وصف هذه الطريقة بالأوصاف التي ساقها من «ركاكة، وفجاجة، وضعف حساسية»، لو أنه ناصح نفسه، وبذل شيئاً من الجهد في إثبات مزاعمه قبل أن يتخذ «قلة الأدب» «والتخوين» عنواناً سعياً وراء الإثارة والاستعراض. ولو أنه تبصر قليلاً لجنب نفسه كثيراً من المزالق التي ستخصم من رصيده ككاتب وستضع تساؤلاً كبيراً حول مدى تحريه الدقة ومدى تحققه مما يكتب.
    ولو أن البطل ورواد «فزعة» النقد الأخلاقي اطلعوا على كتابات الراحل الكبير الناقد رجاء النقاش، الذي قدم عملاق الرواية العربية، الراحل الطيب صالح للعالم العربي، و الذي ظل اسمه متوهجاً كأحد أهم منارات النقد العربي لعقود من الزمان، وقد كتب عن «المجذوب والذكريات» مجموعة حلقات متصلة في مجلة «الوطن العربي»، أجزم أنه كان ليصاب بالخجل الشديد من نفسه من البون الشاسع في التناول، ولوجد فيها درسًا مفيدا يكشف له عن اللبس التي يعاني منه هو وآخرون في تعريف الأخلاقي واللا أخلاقي. وكان سيخجل من آفاق الكتابة والتناول المتجرد والمبدع لأدب الرسائل وأدب الذكريات. وكان سيتواضع كثيراً من مثل هذا التيه الذي سدر فيه موزعاً إطلاقاته بطمأنينة يحسد عليها.
    لم نكن نود أن نفسد للبطل صفاء عطلته السنوية بأن نضطره إلى استبدال مقالاته التي بذل جهداً كبيراً في «تشوينها» بكل ألوان الشتائم والتصغير لكاتب الذكريات. كما لم يكن أبداً هدفنا أن نضيق عليه في مساحات الإعجاب الواسعة التي اعتاد الاستمتاع بتقريظ قرائه له فيها. إلى جانب أن زمننا نفسه لايسمح لنا بملاحقة كل ما يكتب لولا أنه اضطرنا في هذه المرة اضطرارا لذلك باستهانته بالكلمة والقارئ معاً ومحاولته المريبة تشويه الراحل علي أبوسن بحزمة من المزاعم الفاسدة التي لا تصمد أمام أي مساءلة أو مراجعة.
    وقد حاول البطل أن يجد نسقاً غيبياً ليبرر به خيبته وفشله في أن يدافع عن مقاله المجاني «أحاديث الأدب و قلة الأدب» ، «مصوراً ذلك بكونه إرادة الله حيث يقول «يبدو أن الله كتب في لوحه المحفوظ (هكذا) على ناقدي كل مؤلفات أبي سن، لا ذلك الكتاب وحده، أن يشرعوا في النقد ثم يرتدوا على أعقابهم بعد أن يخطوا في ذلك السبيل خطوتهم الاولى.... إلخ)، رابطاً إحجامه عن المواصلة في نشر مقاله، بموقف مزعوم أشار فيه لمقالات للدكتور عبد الله حمدنا الله تناول فيها كتاب «المجذوب والذكريات»، ومقال مزعوم آخر للدكتور محمد وقيع الله كان يود الرد فيه على كتاب «رسائل الترابي، والحركة الإسلامية الحديثة»، لولا أن أثناه الترابي نفسه عن ذلك!!
    وذلك باب من «الاستهبال»، غير المجدي ومحاولة مفضوحة للمزايدة في سوق الكلام المجاني سنجد أنفسنا مرة أخرى مضطرين لإثبات زيفها. فالبطل يتحدث عن مقالات مازالت موجودة في سوق «الله أكبر» الإسفيري، كتبها ونشرها في فبراير من العام 2004 د. حمدنا الله وتناول فيها كتاب «المجذوب والذكريات» أي قبل حوالي ست سنوات، وهي المقالات التي زعم البطل أن حمدنا الله أسرّ له بأنه نشر حلقتها الأولى ثم سحب الأخريات لدى علمه بأن علياً كان مريضاً.
    فما نجزم به هو أن د. حمدنا الله قد نشر مقالين بصحيفة الصحافة عن الكتاب تحت عنوان «همبتة المذكرات» وقد حدد ترقيمهما من اثنين سلفا (1-2). وبالتالي، فإننا نفهم وحسب أصول النشر أن مقال د. عبد الله حمدنا الله المذكور قد نشر بالكامل، وإلا كنا سنرى نوعاً آخر من الترقيم على صدر المقال يشي عن حلقات لم تنشر! فهذا زعم باطل كغيره من مزاعم البطل لا أدري أين نجد له موقعاً من التبرير.
    خلاصة القول، وأياً كانت الأسباب التي حدت بالبطل لأن يحجب بقية مقاله في الحلقتين اللتين أرسلهما كما ذكر للنشر، فإن هذا شأن يعنيه وحده ويعني أصدقاءه الذين لا يَرُد لهم طلب كما قال. ولو أن الأمر لديّ لأثنيته بشده على قراره هذا ولشجعته لينشر ماحجبه، لأنني على يقين أنه ليس لديه مايقوله أكثر مما قاله. لن يخرج البطل من الدائرة العبثية في فهمه للأخلاقي واللا أخلاقي ومن مزيد من التبذُّل في محاولته غير الحميدة للإساءة لكاتب الذكريات، وستكون كل مدوراته ومراوحاته للاستهلاك الذي لا يقدم ولا يؤخر.
                  

06-20-2010, 03:01 PM

عبد الصمد محمد
<aعبد الصمد محمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1402

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)

    أليس البطل هو الكاتب الذي ذهب ليحضر مؤتمر الحكومة للإعلاميين السودانيين بالخارج؟؟؟ ونال بعدها في منبر سودانفور أوول نقد ######رية جعلته يهرب من المنبر ويحاول بعدها كتابة مقالات في صحيفة الكوز السابق وربما ما زال عادل الباز للظهور وكأنه معارض للحكومة
                  

06-20-2010, 05:17 PM

ibrahim alnimma
<aibrahim alnimma
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 5197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عبد الصمد محمد)

    Quote: السياق التاريخي وأهميته في التحليل:
    واحدة من أكبر إشكاليات تفكيرنا المعاصر تتمثل في غياب القراءة التاريخية للظواهر والأحداث، ولا يخفى على القارئ المنصف ما يؤدي إليه ذلك من ضعف التحليل وتهافت النتائج. ويغفل كثيرٌ من كتابنا، أهمية السياق التاريخي حين يوغل كثيراً في إطلاقاته وحين يحاكم بمعايير اليوم نصوصاً كُتبت في سياق مختلف تماماً عن الذي نعيشه الآن. ويغفل أيضاً عن التراجع الكبير الذي حدث لمجتمعاتنا بما يشابه الردة الحضارية وضمور الوعي الجمعي وغلبة ثقافة التكميم و التحريم و الإقصاء على مجمل حركتنا الثقافية. حُجبت كتابات شكلت جزءاً كبيراً من عافية الوعي في حقب الخمسينات و الستينات تحت مزاعم مخالفة الدين والأعراف. وأزيحت مؤلفات هامة جداً من أرفف المكتبات بدواعي المحافظة على الأخلاق. غابت و شُوِّهت كتب مثل، الإسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبد الرازق، وكل مؤلفات الشهيد محمود محمد طه والشعر الجاهلي لطه حسين، وألف ليلة و ليلة وأولاد حارتنا وغيرها من الكتب التي كانت في يوم غير يومنا هذا تتوسد أرصفة شوارع المدن لا في العاصمة الخرطوم وحدها بل في أقاصي الشرق والغرب وبقية مدن السودان وأنحائه البعيدة، ولو أنك سألت عن أمر كهذا اليوم لصار أمرك عجباً. وصارت إجازة إصدار الكتب الأدبية والعلمية تصدر من تحت قفاطين وعمائم رجال الدين. وتدريجياً انداحت لوثة التحريم و إفتئات غير ذوي الصفة على كل شئ حتى صار من الطبيعي أن يفتي من لا يعلم في ما لايعلم فيه، وصرنا نرى فتاوى دينية في مسائل علمية تطبيقية جداً تخص الطب والفلك والعلوم. وانتقلت حالة التخويف من كونه سلوكا تمارسه فئة بعينها على الآخرين إلى رقيب داخلي يمسك بتلابيب الأفراد ويفسد عليهم حتى أفراحهم الصغيرة. وقد تنبه مؤلف كتاب «المجذوب والذكريات» في كتابه لهذا الأمر بحساسية بالغة حيث ذكر:
    «الحديث عن المجذوب في ظل الحالة العقلية الراهنة للمجتمع السوداني والمجتمعات العربية عموماً في الثمانينات والتسعينات (ولاندري إلى متى؟) صعب للغاية. فالمجذوب عاش في عصر الحريات العامة. في عصر كان الإنسان العربي ينتمي فيه إلى المجرى العام للتاريخ الإنساني. أما الآن و بعد أن وجدت قوى التخلف فرصتها لفرض أولويات القرن السابع الميلادي على القرن العشرين، فستجد الأجيال الحالية صعوبة كبيرة في فهم المناخ الإجتماعي الذي سمح للمجذوب بأن يتغنى بالطريقة التي تغنى بها في شعره، و التمرد الذي جاهر به في حياته». علي أبوسن، المجذوب والذكريات الجزء الأول ص 14.


    الله الله لا فض فوك يااستاذ ....هذا هو بيت القصيد ،لو تبصر البطل هذا الفهم لما كتب ماكتب....
    فشكراً لكما الزناتي والسمؤال....
                  

06-22-2010, 09:01 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: ibrahim alnimma)

    أحاديث الأدب والسياسة -3-
    ... بقلم: السموأل أبوسن
    الثلاثاء, 22 يونيو 2010 15:33

    هوامل البطل وشوامل الكتابة



    كتبتُ في ردي على مقالة الكاتب مصطفى البطل "أحاديث الأدب وقلة الأدب"، حول الراحل علي أبوسن وكتاب "المجذوب والذكريات"، أن البطل قد خلع لباس الكاتب الموضوعي ولبس رداء العداء الشخصي للراحل علي أبوسن. وربطتُ ذلك بما بدا من دوافع غير أمينة أشرنا إليها في المقال، تضافرت مع دافعه الخاص. وفي رده اللاحق لم يستطع الرجل أن يخفي ما أشرنا إليه من مواجيده الشخصية التي طغت سحابتها على جل تناوله لكاتب "المجذوب والذكريات". وحين كشفنا عري بيانه وسوء مقاصده سعى جاهداً لجرجرتنا في حبائل مطاولاته ومرمى شتائمه وأوصافه المتهكمة، وكأنما جئناه في غارة. لم يقف عند ذلك بل أنعم علينا بإتهامه الجاهز بأنا أسرى نظريات التفسير التآمري للتاريخ وأن ذلك أمر يجري مجرى الدم في جيناتنا! فوا عجباً لمن يذبحك علانية ثم ينكر عليك الرد وإلا فأنك من المسكونين بنظرية المؤامرة!

    وقلنا أن البطل مستغرق في بركة النقد الأخلاقي الزائف، وأنه يتخذ أحكام القيمة الأخلاقية معايير يصدر بها أحكامه دون منهج ولا تبصر، فلا أحبط زعمنا، ولا رد قولنا بالحجة. بل طفق يستعرض وفق نهج يعرفه أشقاؤنا في مصر بـ "فرش الملاية"، في الهتر الذي يوسمنا به، بأن درب تقريعه على ترخصه في الكلام محفوف بالمكاره، وأرهبنا بمضاربه وساحات نزاله. وتلك مفردات تكشف للقارئ حقيقة استبطان بطل البيان لفكرة الاختلاف. لكننا لن نجاري البطل في شهوة الكتابة المتشفية لأن ليس ثمة ثأر أو غل لنا معه. وسيكون حادي دربنا في تقصِّيهِ الصبر، وتدبيرنا في تناوله سيكون جدُّ متئد لكشف خبث المسعى والغرض فيما يكتب وما يثير من عفرٍ مما سيجتلي القارئ مكامنه الحقيقية وأسبابه أيما إجتلاء.

    جَرَّد البطل في الرد علينا حملة! وأنعم علينا من تهكمه ما جعل كل نقدنا لمقاربته مذكرات علي أبوسن، محض هتر! أما أبوسن (الكبير، المتبطر) حسب البطل، فقد كان جل مخرجات (كاتب عموم السودان) من كتابه أنه صادر عن نفس موتورة ومقهورة، ولا ندري كيف يمارس البطر من كان مقهور النفس موتورها، ولكن ما ترانا فاعلون؟! فـفي غياب المنهجية والرويِّة في الكتابة يكون كل شئ جائز. لكن هذا شئ وما جاء في تلافيف رد البطل على المقال المذكور والانفعال الذي ظهر به شئ آخر، فتح لي باباً كبيراً من التساؤل والحيرة في مقدار الثقة بالنفس التي يتمتع بها من آنس في نفسه الفراسة اللازمة لإستفتاح مقالاته بعناوين إستفزازية من شاكلة قلة الأدب، ثم ما يلبث أن ينهار ويتوعد ويتدفق غضباً عند أول رد يساءل ماكتب ويمحص دوافعه وأسبابه في تحوير المعاني وإنتزاع النصوص من السياقات.

    يقول البطل: "والحق أنني لم أرَ كتاب الراحل أبو سن بعيني رأسي، ولم أطّلع على سطرٍ واحد منه، إلا عندما تسلمته من دائرة البريد الشهر الماضي، ولكنني كنت مطلعاً قبلها من مصدر ثانوي على عبارة المجذوب في شأن البروفيسور مكي شبيكة. وعندما خطر لي أن أوظّف تلك العبارة في مقالي المشار اليه بعثتُ بها الى أستاذنا الدكتور النور حمد - المحاضر بجامعة قطر - الذي أكد لي سلامة العبارة وصحة نسبتها، وقام عني مشكوراً بمهمة توثيق ما أردت الاستشهاد به وفقاً للأصول العلمية لتدوين المصادر، حيث انه يحوز نسخةً من الكتاب. والنور،إن لم تكن تعلم، من الثقات". إنتهى الإقتباس.

    لقد قلت في معرض نقدي لمقال (الكاتب الكبير): " يوحي البطل للقارئ بأنه يطلع للمرة الأولى على هذا الكتاب". وقلت: "وهذا إيحاء مضلل وينطوي على كثير من التدليس وعدم الأمانة". ومازلت عند رأيي لأنه أوحي بالفعل للقراء بأنه قرأ الكتاب. وكان الأحرى بالبطل، طالما قرر أن يعلن حربه على الكتاب وصاحبه، أن يحتاط ويتزود بشروط الكتابة المسئولة حتى يأمن هتر أمثالي من المهاترين. وكان يتوجب عليه أن يشير إلى طبيعة اقتباسه الـ Overseas من الكتاب في نفس متن مقاله وهذا من أمانة النقل. فلا تثريب أن تأخذ المعلومة بطريقة ما وتوظفها ولكن يكتمل التوثيق بشرح كيفية النقل بدلاً عن هذا التبرير الفطير، والاستدراك المتأخر والاحتماء بموثوقية النقل عن الدكتور النور حمد. ولكن يبدو أن البطل لا يرضى أن يقول عنه القراء انه لم يقرأ الكتاب فذاك في عرفه كُفر! وكبر مقتاً عنده. خلاصة القول، آمل ألا يزايد البطل على هذه المسألة والأسلم له إقراره بقصوره فيها.

    وربما يكون بعض "هترنا" هنا مما سيفيد منه البطل مستقبلاً سيما وأننا سنوشحه له بفريدة من فرائد أبي حيان التوحيدي حيث قال محذراً من التسرع والارتجال:" من يرد عليه كتابك فليس يعلم أسرعت فيه أم أبطأت، وإنما ينظر أصبت فيه أم أخطأت، أحسنت فيه أم أسأت. بإبطائك غير مضيع إصابتك، كما أن إسراعك غير معفٍ على غلطتك". فتمهل أيها البطلُ!

    ثم لابد لنا قبل أن نغادر هذه المسألة، أن نسأل بطل القراءة عابرة الأسطر والتعميمات المخلة، ليرينا أين بهتناه وادعينا إشادته بالكتاب؟ يقول البطل: " وأنا لا أعلم من أين أتى السموأل بهذا الفهم العجيب فأخذ يبهتني، ويا له من بهتان، لمجرد أنني أوردتُ نصاً وقَعْتُ عليه في مصدر ثانوي، فيردد على الملأ، ويشيع بين الخلق أنني أشَدْتُ بعمّه وزكيت كتابه قبل عشرة أشهر، ثم نكصتُ على عقبي بعد ذلك ائتماراً بأوامر "المتضررين"!

    يا للهول من سوء النقل، وغلظة التقول، لقد كتبت بالحرف الواحد:" فما الذي يجعل البطل يقرأ كتاب «المجذوب والذكريات» ويفيد منه بما يؤكد أهمية إيراد آراء الراحل العبقري محمد المهدي المجذوب في شأننا العام، دون أن يرى «قلة الأدب» تلك، ودون أن يشير إلى أن ثمة بالكتاب ما يخدش الحياء أو يؤذي الصديق، ثم يمر على ذلك ما يقارب العام سوّد فيه البطل الصحف (حقيقة لا مجازاً) بمقالات راتبة، سطر فيها ما سطر وكتب فيها ما كتب دون أن يكتب حرفاً واحداً عن الكتاب أو كاتبه. فما الذي جدّ، أو بالأحرى ما الذي قلّ؟ هل قلّ الأدب أم قلّت الحيلة؟"

    فأين بهتّ البطل وأين أشَعْت بين الخلق إشادته بكاتب الذكريات؟ وهل قولنا أنه أفاد من الكتاب يعني أنه أشاد به؟ أليس هذا أنموذج آخر ساطع للّفح وللكلام المجاني والإطلاق غير المؤسس؟؟

    غير أنني سأعمل جهدي على ألا يخرجني ذلك كله من الإطار الذي أتناول فيه مبحث كاتب الإثارة، عن كتاب "المجذوب والذكريات". فمبحثي ليس الرد على كل ما يكتبه عن الكتاب، فذلك أمر لا يجمُل بي إدعاؤه ولا ينبغي. وليس هو من معاني الإعتداد بالحرية كقيمة إنسانية أصيلة، ولا من مبدئية الإلتزام بإحترام الرأي الآخر والإختلاف في شئ. لكن وكما أسلفت في مقاليّ السابقين، أن البطل مغرض، وقد أثبت ذلك بحديثي عن إشاراته وتكراره لما سبق إثارته عن خلافات ومعارك علي أبوسن مع آخرين. ثم ما لبث الرجل، وكنت أحسبه أطول نفساً وأكثر عمقاً، أن سقط في أول رد له في شِباك غرضه منكشفاً على الملأ وهو "يعرض" بسيف "المنصور"، أو كما يسمي الدكتور منصور خالد، ويتباهى كيف أن الأخير كان كابوساً أفسد حياة الراحل علي أبوسن وقهر تطلعاته في أن يكون وكيل وزارة!! وتلك لعمري من المضحكات المبكيات مما سأعود له لاحقاً في هذا المقال.

    أعود لأقول، حين وضعت البطل في موضع الواقع في أسر النقد الأخلاقي فإنما أردت أن أشير إلى الخلل في تناوله لكتاب "المجذوب والذكريات" رغم أنه يتذكر أن هناك كتابة اسمها المذكرات وأن لها أصول. وأردت أن أبيِّن انعدام الاتساق في ما يكتب رغم ولعه الظاهري بالزخرف الإنشائي. وهذا جميعه من المحاذير التي ينبغي أن يتدبرها من اتخذ الكتابة باباً من أبواب الرزق رأفة بخلق الله القراء ممن أحسن الظن بالكاتب. فاعوجاج المنهج بل انعدامه لم نشتُم به البطل بل وصفناه به! ولكن الرجل حفيٌّ بالمغالطة وفيه صلف غريب ومزايدة على البديهيات ما فتئت تثير دهشتنا.

    ثم أننا ما دعونا البطل للمواصلة في موضوعه عن المذكرات إلا لتبيان ضعف حساسيته في مقاربة التجلي الإنساني للمؤلف ولحظات مكاشفته مع ذاته ومع الآخرين في مواضع عديدة من الكتاب. ولتبيان قصوره عن وضع ذلك في موضع المعرفة أو السؤال المنتج للمعرفة. وأيضا ما لمسناه من قصور واضح في تناول الأبعاد الفلسفية والوجودية الشائكة التي ينطلق منها المؤلف في كتابته عن حياته وعلاقته بمن وما حوله وهي مواقف عديدة حرَّض عليها المؤلف قارئه، وكانت جديرة بالتأمل. والقراءة التي تستنطق النصوص هي مما يتوقعه القارئ ممن يتصدى للكتابة عن المذكرات، وإلا فالكل قادر على الكتابة.

    وقلنا أن البطل ما في جعبته أكثر من مواصلة التخبط في فهمه الملتبس للأخلاقي واللا أخلاقي وها هو يؤكد قولنا مواصلاً تمدده ومقتاتاً لتخريجاته الشائهة ومزاعمه وتأويلاته من كتاب أبوسن نفسه حتى لم يبق للقارئ شيئاً من الكتاب. وكاتبنا المحترم في قراءته السالبة إنما يعيد صوغ أفكار الكتاب إعمالاً لرغباته هو، لا استشرافا لمرامي المؤلف ولو من باب الإشارة، رغم أن ذلك مما تمليه عليه الأمانة. وفي تشريحه الدعائي لنصوص الكتاب يتوسل للقارئ باستثارة عواطفه الدينية وموجبات "الفزعة" الأخلاقية، حين يرمي أبوسن بتهم من شاكلة نبش قبور الموتى، ولوك أكبادهم، وبئس البهتان. ليس هذا من استقامة التفكير ولا من أمانة المثقف في شئ. فهل جنينا على البطل في شئ إن قلنا وأكد لنا يراعه، أنه يحكي بعض ما خلفته تركة الجدب والخواء الثقافي؟

    وبرغم أن مصطفى البطل كاتب راتب، إلا انه يغفل أو يتغافل مرة أخرى مغزى استشهادنا بحديث أبوسن عن الوضعية الحالية للمجتمعات العربية. وهذا أمر لا يجادل فيه إلا من تخذ المغالطة والمزايدة على البديهيات ديناً. فمجتمعاتنا برغم تطورها التكنولوجي اليوم هي أكثر إنغلاقاً والتعصب الديني والعرقي وحتى السياسي وصل حداً لم يبلغه في الفترة التي عاصرها المجذوب. وحين إستشهدنا بالحجْب المقصود الذي تم لمجموعة من المؤلفات الفكرية ذات القيمة العلمية والفلسفية العالية، ماكان لنا غرض غير أن نعضد زعمنا، وهذا جزء هام من إتساق المنهج في الكتابة يعجم عودهها ويلجمها من الترهل وتبعثر المعنى. كان هدفنا الإشارة إلى توقعات كاتب الذكريات لمثل هذا الخطل في تناول الكتاب وفق عقلية المصادرة والتحريم، وهو عين ما يمارسه الآن البطل المتلبس برداء اللبرالية. ولم يكن في ذهننا أن نقارن بين هذا وذاك رغم يقيننا ألا شئ يمنعنا من المقارنة. فلا ينقص الإنسان إلا ضعف ثقته بنفسه، أو إحساسه الداخلي بضآلته أمام الآخرين بما يجعله يحجم عن مجرد مقارنته بالعظماء. لقد خيب أملي البطل بتناوله البروباغاندي "العادي" للكتاب وبكسله في إستنطاق مافيه، وبخيانته لدور المثقف ومداهنته أرباب "محنة" النقد الأخلاقي.

    ثم أعود لما أشرت إليه في مبتدر استعراضي لمَوْجدة البطل المحيرة تجاه أبوسن، من أمر خلاف الدكتور منصور خالد مع الراحل. وهو أمر لا يعنيني إلا بالقدر الذي أحتاجه لدحض غرض البطل، وخبث مقصده. وذلك حتى لا ينحرف مسار الموضوع إلى مراتع القيل والقال والجدل غير المنتج والتعاظل الممل. فالمعروف في أوساط الدبلوماسيين السودانيين الذين عاصروا الراحل أبوسن والدكتور منصور خالد في وزارة الخارجية أن الرجلين كانا على خلاف كبير كان سببه وفق شهادات عديدة، مجاهرة أبوسن برفض الأسلوب الذي كان يدير به الدكتور منصور خالد وزارة الخارجية إبان تسنمه لها في أوج العهد المايوي البائد. وهو خلاف بغير ما حاول البطل تضليل القارئ بتحجيم دور أبوسن فيه، كان محورياً وكانت له أصداءه داخل وزارة الخارجية وخارجها. لقد حدثني البعض عن ذلك حديث مشافهة لن آخذ به كثيرا لأني شديد الحرص على موثوق الكلام مع البطل في مقابل مجانيته المفرطة وهوامله المرسله.

    كتب الدكتور أحمد محمد البدوي، الذي أحسب أن البطل يعرفه حق المعرفة، كتابة مجردة من نفاق التقييم الأخلاقي حول صراع الراحل أبوسن و(المنصور) في سياق مقالة سطرها في رثاء أبوسن: "بيد أن هذه الأرستقراطية على الصعيدين: الاجتماعي والثقافي, لاتكتمل صورتها إلا بذكر الفروسية, ففي معمعة ثورة أكتوبر السودانية 1964, كان الدبلوماسي الوحيد الذي شارك فيها,متصدرا المواكب الزاحفة كأمواج النيل الهادرة الزاعقة! بقية الدبلوماسيين لاذوا بمكاتبهم, وأداروا للهبة ظهورهم خوفا وتقية وربما تأففا من مشاركة العامة والدهماء والرجرجة! وكان مشاركا في انتفاضة 1985 ضد النميري, في الشارع مع الطلاب و"الشماشة". وكان سبب إبعاده من وزارة الخارجية هو إقدامه على نقد الوزارة ووزيرها علانية أمام الوزير وفي اجتماع ترأسه رئيس الجمهورية. قد يدل ذلك على استقلالية في الرأي, وعلى نزعة من نزعات التحدي مركوزة في النفس, ولكنها في النهاية الأمر, مزية التمرد التي لا تكتمل إلا بالفروسية : فروسية العقل والوجدان. وفي حين لم يعد الناس يذكرون من : الحردلو إلا شاعريته الباهرة الدالة على بداوته, فإن علي أبو سن اشتهر بحداثته, ومظهره الارستقراطي المدني, الذي يكمن وراءه " شيخ عرب", بدوي حافظ متون, رحمه الله. وحياه الغمام".

    والمواجهة لمعلومية البطل عادة قديمة متأصلة في شخصية أبوسن لا شك أنها أفسدت عليه الكثير من فرص المناصب ونعميها!! فلم يكن "المنصور" مبتدأها وما كان منتهاها. فقد وسمت خصلة (الشقاء) تلك كل حياته، وعمقت في نفسه إيثار الوحدة على النفاق فندر أصدقاؤه وقل أصفياؤه، ولا ريب أن أمضى بقية حياته مستمسكاً بمبدئيته وروحه الصلبة التي لم يخسرها قط، مضى ولسان حاله يردد رائعة سيناترا My Way. ترك أبوسن منصبه في الخارجية مثلما ترك غيره من مناصب أكثر رفعة حين وجد نفسه في خيارات لم يفضل أحلاها المر.

    ماذا ترانا فاعلون، مع البطل؟ فهو في حر إحتفائه بـ"المنصور" أو كما يسمي الدكتور منصور خالد، أساء للرجل من حيث لا يدري إذ وضعه في موضع لن يستأنس به بذكائه ونظره البعيد. فـ"المنصور" بذل الكثير من الحبر والمواقف الكثير كي يحافظ على صورته كمفكر وشخصية سياسية متوازنة قبل أن يقدمه البطل، في مظهر فتوة وبلطجي وزارة الخارجية الذي نذر نفسه للإطاحة بـ (آمال وأحلام) الشقي أبوسن الذي أورده تمرده وحظه العاثر موارد الهلاك تلك في حجر المنصور الأسود كما أسماه البطل! على أنني أعيب على البطل أن ضنَّ على أبوسن حتى ببراحة الحلم فأودع خلاصة آماله في (وكيل وزارة) أو (أمين أمانه) وكان من الأكرم أن ينعم على الرجل وقد فارق الفانية بطموح الوزارة نفسها لا وكالتها؟ لكن البطل لم يكتف بذلك بل أرانا كيف أن المنصور الذي يصوره البطل كمتعهد تحطيم أحلام، كان بالمرصاد لابوسن حتى في حلم وكيل الوزارة أو أمين الأمانة فأراه فيه بأسه ومكر تدبيره! ونحن في تأملنا لهذه الحالة من الكتابة المتشفية، لو خُيِّرنا في وضع عنوان لمقاربة البطل "كتاب المجذوب والذكريات" لأسميناها "الدر المنثور في التمسح بحجر المنصور".

    ثم أن حديث البطل المتكرر عن نرجسية أبوسن التي ربطها ربطاً بحديثه عن أصله، أورثني حالة من الهم والإشفاق، مما ينم عن إحساس بالدونية والنقص يتلبسه ولا أجد له في قرارة نفسي سبباً، حتى أنه وصل حداً يدهش القارئ حين يتقول على أبوسن، فيقول:" ومن أقوى الملامح بروزاً في شخصية الرجل، كما تعكس المذكرات، النرجسية المفرطة وحب الذات والاعتزاز بالنسب الرفيع، وهو أمرٌ يقترن عنده بتحقير الآخرين والزراية بهم بقرينة أصولهم ال########ة المفترضة". ولا تدري نفسٌ لم يحس البطل بأن إعتزاز أبوسن بأصله هو خصم على أصل البطل أوغيره، وزراية بما يفترض أنه وضاعة أصله أو أصل غيره؟! ثم أن البطل لم يوضح أين حقّر علي أبوسن أصول الآخرين أو وصفها بالوضاعة. لم نخطئ مرة أخرى حينما وصفنا كلام الرجل بالاستسهال، وآمل ألا نضطر للتعديل والتصحيف في هذه الكلمة مستقبلاً. لكني لن أندهش هذه المرة من سوء القراءة وسوء الطوية معاً!

    وأخيراً فإن البطل الذي يعيب على أبوسن ويأخذ عليه مساسه بالآخرين في مذكراته، يبدو شديد المعرفة بأهمية أن تكون المذكرات خالصة بدون تذويق وتحسين. ويبدو عميق الإحساس بأهمية صدق المشاعر فيها، فها هو يقول في معرض تناوله كاتب مذكرات آخر: "وقد وصف صاحبنا رئيس وزراء الإنتفاضة بأوصاف ثقيلة بعض الشئ. ولا جناح عليه (..). فإذا لجأ كاتب المذكرات الى تغبيش المشاعر وتلوينها، وتذويق الإنطباعات وتحسينها، فقدت المذكرات قيمتها وأصبحت من مزجاة بضائع العلاقات العامة".

    فما باله ينكر على أبوسن أن يكتب مشاعره دون أن يلونها، وأن يسطر انطباعاته دون أن يحسنها؟ و ما باله يريد له أن ينزع من مذكراته قيمتها ويجعلها "من مزجاة بضائع العلاقات العامة"؟ لا يجد البطل غضاضة أبداً في إدانة أبوسن وأخذه كل مأخذ لأنه كتب مذكراته وشملت إنطباعاته عن العالمين. فهل بهتنا البطل حينما وصفنا سفره بانعدام المنهج والتقصد؟

    لقد منّيت نفسي بكتابة مسئولة تحملني مسئولية الرد المضني عليها، لكن وا أسفاه على تهالك البنيان رغم غزارة اللفظ و تقعر المفردة! تُرى، هل ثمة إضافة لدى البطل تؤكد مسئوليته ككاتب تجاه قارئه، بعد أن أراح "المتضررين"؟ أم تراه قد حزم أمره للمواصلة في تشويه سيرة الراحل علي أبوسن وكتابه، وليستشهد عليه بما كتبه بنفسه وبذله في كتابه للناس، ليحشو به مقالاته القادمة وبئس المسعى؟
                  

06-22-2010, 09:54 PM

Omayma Alfargony
<aOmayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: حسن محمود)

    * * * * *

    Well done Samau'al
                  

06-24-2010, 06:36 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: Omayma Alfargony)

    شكراً لكل من مر بهذا البوست والشكر للأخ حسن محمود علي إيراده للمقالات

    أعتقد أن البطل رغم أسلوبه الجميل إلا إنه يكتب متوتراً وهذا يؤثر علي بعض من موضوعيته وهو الذي بدأ بالهجوم الكاسح ... عكس السموأل الذي يكتب مرتاحاً رغم إنه في موقف الدفاع عن عمه الراحل ....
                  

06-24-2010, 10:39 PM

عبد الصمد محمد
<aعبد الصمد محمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1402

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    ياتري هل يشارك منصور خالد في هذا الحوار بشكل أو بآخر أم أنه لا يهمه؟
                  

06-24-2010, 10:39 PM

عبد الصمد محمد
<aعبد الصمد محمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1402

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: زهير الزناتي)

    ياتري هل يشارك منصور خالد في هذا الحوار بشكل أو بآخر أم أنه لا يهمه؟
                  

06-25-2010, 06:30 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: عبد الصمد محمد)

    ;
                  

06-26-2010, 07:16 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)

    Quote: أعتقد أن البطل رغم أسلوبه الجميل إلا إنه يكتب متوتراً وهذا يؤثر علي بعض من موضوعيته وهو الذي بدأ بالهجوم الكاسح ... عكس السموأل الذي يكتب مرتاحاً رغم إنه في موقف الدفاع عن عمه الراحل ....


    اخ زهير ..
    السموأل ابوسن كاتب متمكن وما في لك شك واتفق معك ان اسلوبه
    هادي ومرتاح مقارنة مع مصطفى البطل والذي ذ كر انه حاول ملك عنان نفسه
    ومسك غضبه في محاولته الرد على السموأل، وقد كان البطل موضوعيا و مقنعا
    في ردوده .
    . ولكن الا تتفق معي ان السموإل لم يكن موفقا في اختيار عنوان هادي
    او مناسب لمقالته الاولى في الرد على البطل..
    فالعنوان ينضح عداء واستعلاء ..ولا يليق ابدا معناه بكاتب كبير
    ومقتدر في مكانة مصطفى البطل ؟
                  

06-26-2010, 01:38 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: حسن محمود)

    هل نشر البطل مقاله الاخير قبل قراءة مقال السموال؟ إذ أنه لا يعقل أن يكون قرأ المقال وواصل الكتابة عن المنصور بهذا النهج التمجيدي:
    فكيف يمد كاتب كالبطل عنقه بهذه السهولة لسيف مخالفه؟:
    على البطل أن يجد مخارجة من هذا المطب الذي غمس نفسه فيه
                  

06-26-2010, 02:39 PM

عصام دهب
<aعصام دهب
تاريخ التسجيل: 06-18-2004
مجموع المشاركات: 10401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غاب أبو سن ولعب أبو ضنب مقال لسمؤال أبو سن رداً علي مصطفي البطل (Re: mutwakil toum)

    هو أخي و صديقي و زميلي و برلومي سمؤال أبو سن كما عهدته ..

    لم أسمعه يوماً متحدثاً إلا بالحق و منافحاً عنه ..

    و حيثما يكون الحق يكون ..

    وفيت و كفيت يا الدخري ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de