و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: حديث المدينة من أين أتى هؤلاء ؟؟ عثمان ميرغني هذه مؤامرة ضد الدين.. ما تفعله هيئة علماء السودان.. فحسب بيانٍ منسوبٍ للهيئة قالت إنَّ الخروج في المظاهرات حرام.. وأنَّ على الحكومة ضربها بيدٍ من حديد.. وأنَّ من ينظِّمون هذه المظاهرات هم (من أعداء الله).. وهم من (الحاقدين العابثين بأمن الوطن..) لم أفهم من البداية السبب الذي دعا الهيئة لإصدار البيان.. هل تصدر الهيئة مثل هذه البيانات (عند الطلب) .. عندما تتقدَّم لها بعض الجهات بـ(طلب إصدار بيانٍ أو فتوى) فتصدر بياناً أو فتوى في موضوع معيَّن.. بالمقاس المطلوب.. مثل الفتوى الشهيرة التي حرَّمت على رئيس الجمهورية السفر إلى دولة قطر للمشاركة في القمة العربية.. فألقى بها الرئيس وراء ظهره وسافر.. تاركاً الفتوى تغوص في حياءٍ .. الواضح الآن، من مثل هذه البيانات والفتاوى أن جهةٍ ما تظن أن ربط بعض القضايا والخلافات السياسية وطليها باسم الدين.. تساهم في ترجيح كفة حزب ضد آخر.. أو فكر ضد فكر.. أو سياسة ضد سياسة..أو تمنع مظاهرة مضادة .. و تُخرج مظاهرة مساندة .. الواقع أنَّ هيئة علماء السودان بهذه البيانات تضرب الدين في مقتل.. وتجعل منه أنشوطة سياسية مثل تلك التي يستخدمها الهنود الحمر في اصطياد الثيران.. من على ظهر الخيول الجارية.. الخلافات التي تجري على المسرح السياسي لا تُعبِّر عن أي مرجعية فكرية أو دينية .. هي خلافات وتقديرات تكتيكية سياسية تخيب أو تصيب بحسب الحال.. وليس من الحكمة مطلقاً منح جهة حصانة دينية أو طلاء Label يفترض أن كل ما تفعله حلال، وبل فرض على المسلمين.. وكل ما يفعله غيرها حرام.. رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه.. والأعجب، لدرجة الدهشة المحيِّرة.. أنَّ الهيئة لا تصدر بيانات في مواقف أخرى كثيرة تحتاج فيها الحكومة للنصيحة وبذل الكلمة السديدة.. بصورة قد يفسِّرها البعض أن الهيئة (موظف عام) في البلاط الحكومي .. محكوم بإرادة سيده .. وفي تقديري أن هذا أحد أهم الأسباب التي جعلت المجتمعات الأوروبية والغربية الأخرى أكثر منَّا رُقياً إنسانياً وحضارياً.. أنَّ المؤسسات – عندهم - التي تجعل نفسها قيِّمة على المثل والأخلاق والضمير عادة تتحرى أقصى قدر من الحيدة و تجنُّب المؤثرات التي تجعل منها حارساً لمصالح فئة أو حكومة أو جماعة.. تقيس مؤسساتهم نجاحها في مهامها بالمسافة التي تفصل بينها وبين أجندة الأطراف التي تحاول أن تستخدمها لصالحها.. وهذا يسمونه – يا سادتي في هيئة علماء السودان – توازن القوى Checks and balances أن تعمل مؤسسات الدولة (في الحكومة والمجتمع) باستقلال ودون تداخل مصالح .. حتى تضبط كل مؤسسة أداء الأخرى بصورة تلقائية.. لكن عندما تتحول الدولة كلها إلى (شيالين) خلف المغني.. مثل الذي يقفون خلف فنانين شعبيين .. فإنه أقصى ما يفعلونه هو ترديد ما يريده المغنى.. التيار