و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: المعارضة السودانية.. هل تقدم «النموذج» للمعارضات العربية؟ محمد خروب ليس في وسع ''واحدة'' من المعارضات العربية، القانونية منها ام تلك التي تعمل تحت الارض، الادعاء بأنها قادرة على تهديد الاستقرار ''السلطوي'' العربي او التأثير في مساراته التي يقع الاستبداد وقمع الحريات العامة والانتهاكات الفظة لحقوق الانسان على رأسها.. كما ليس بمقدور احد في هذه المعارضات، الزعم بأن ضعفها الراهن وعزلتها الشعبية وتراجع اعداد منسوبيها وتراجع قدرتها على جذب الجماهير الى ساحة السياسة والمعترك الحزبي، سببه الوحيد مضايقات السلطة وتخلف قوانين الاحزاب، وتدخل الاجهزة الامنية وغيرها من التفسيرات والتبريرات التي لا تنجح تماما في اقناع المتابعين بأنه ثمة نيات او رغبات تتوفر لدى هذه الاحزاب للقيام بمراجعة جذرية وعملية نقد ذاتي شجاعة لبرامجها واعادة قراءة نقدية لمواقفها والتأشير على مواقع الخطأ او الفشل والتقصير، والاجابة على الاسئلة الكبرى التي ما تزال بغير اجوبة شافية ومقنعة ازاء حال الجمود والتكلس التي تعيشه على مستوى القيادة والكوادر وانخفاض بل انعدام منسوب الديمقراطية في صفوفها بدليل بقاء هرمها القيادي على حاله منذ عقود طويلة، ما يدفع لتفسيرات نحسبها واردة في مجملها، يقف في مقدمتها غياب ''البدائل'' بسبب من نقص العضوية او جفافها تماما وفي جانب آخر، يمكن التوقف عند اصرار هؤلاء الاباء المؤسسين (وكأنهم اسسوا لشركة تجارية او مشروع استثماري) على البقاء في مواقعهم حفاظا على امتيازاتهم التي لا تحصى وخشية من فقدان الأضواء والتحول الى ''بطل'' رواية ماكيز ''الجنرال لا يجد من يكاتبه'' او يهاتفه او يدعوه الى حفلات الاستقبال ورحلات الاستجمام والقاء المحاضرات او الاستماع اليها (لا فرق).. واذ تبدو مقارنة حال قادة المعارضة بحال قادة بعض الانظمة العربية، وبخاصة لجهة التمسك بالكرسي والدوس على كل الدساتير والاعراف والتقاليد الانسانية والديمقراطية والاخلاقية وتحويل البلاد الى مزرعة والعباد الى اقنان، صعبة وظالمة، فإن الوقت قد حان لأن تعيد المعارضات العربية، التي تعيش حالا غير مسبوقة بين التيه وفقدان البوصلة واستمراء حال تكرار الاسطوانة المشروخة، بأن استبداد الانظمة العربية ''وحده'' هو الذي يعطل حراكها ويعيق حركتها.. نقول: آن الوقت لاعادة تزييت ماكناتها التنظيمية والسياسية والفكرية والايديولوجية، حتى لا يتواصل تراكم الصدأ عليها فيكون مصيرها الاندثار او الموت البطيء او الشلل الذي بدأ يتسرب الى كثير من ''مفاصلها''.. ماذا عن السودان؟. ثمة في السودان معارضة نشطة قادرة على التحرك، وهي ربما في صدد استعادة زمام المبادرة، بعد ان ظهرت مؤشرات واضحة على ضعف شعبية النظام، وفقدان تحالفاته الهشة اصلا التماسك، ناهيك عن فشله في ادارة الازمات (وليس حلها) التي تعصف في اكثر من اقليم فيه. انتخابات نيسان المقبل (هذا ان جرت وهناك من ينادي بتأجيلها مثل حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي) شكلت فرصة امام المعارضة السودانية للالتقاء على برنامج واحد، بل ان معظم احزاب المعارضة ''الشمالية'' لا تخفي ''تغزلها'' بالحركة الشعبية لتحرير السودان، والاخيرة كذلك تجد فرصتها في دعم هذه الاحزاب في مواجهة حزب المؤتمر الوطني الحاكم (شريكها في الحكم)، بهدف اضعاف الرئيس البشير، بل ربما النجاح في هزيمته في الانتخابات الرئاسية الوشيكة.. جديد ''المعارضات'' السودانية هو ما سربته انباء صحافية عن ترشيح الصادق المهدي لمواجهة البشير. فهل تنجح المعارضة في اعادة الصادق المهدي عبر صناديق الاقتراع، بعد ان اطاحه البشير و''الترابي'' في انقلاب عسكري يوم 30 حزيران 1989؟. ربما.. لكن الأمر مرهون بمدى سيادة الديمقراطية وتوفر المثابرة.. * نقلا عن "الرأي" الأردنية