و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: حديث المدينة همس في المدينة..!! عثمان ميرغني هناك همس خجول دائر يتحدث عن تأجيل جزئي للإنتخابات.. بمعنى الإستمرار في انتخابات رئاسة الجمهورية وولاة الولايات .. مع تأجيل انتخاب المجالس التشريعية في مستواها الولائي .. والقومي "المجلس الوطني" .. الهمس مبني على أساس أن بعض الدوائر الجغرافية ليست آمنة بالوضع المناسب لإجراء المسابقة الإنتخابية فيها.. بالتحديد جزء صغير من دارفور الكبرى.. وأجزاء من جنوب السودان.. هذا الإتجاه خطير للغاية .. بل ربما يعني عملياً نسف الأمل في "العملية الانتخابية".. فعلاوة على أنه يرفع من التكلفة المالية للإنتخابات لما يعادل الضعف تقريباً.. فهو يجعل الوضع الدستوري للبلاد في غاية التعقيد.. إذ سيكون هناك رئيس جمهورية منتخباً وحكاماً للولايات، لكن بلا برلمان أو مجالس تشريعية.. غياب كامل لأحد أركان السلطات الثلاث .. ولن يثق الناس بعد ذلك في الإنتخابات التكميلية – إذا قامت – لأنها ستجرى تحت رعاية رئيس وولاة جدد لهم مصلحة مباشرة في التأثير على نتائج الإنتخابات التكميلية.. لفائدة الذين ربما لا يدركون أهمية الإنتخابات لإخراج السودان من مأزق الـ(لا) استقرار السياسي.. أكتب هذه الكلمات.. الإنتخابات ليس مقصوداً بها فوز أو خسارة أحد.. وغالباً لن يتغير الوضع بدخول أو خروج أحد.. لكن الهدف الأساسي منها هو تثبيت حالة "تداول السلطة" بالتي هي أحسن.. كل الانتخابات التعددية السابقة جرت في عهود حزبية - لاحظوا أنني لا أستخدم مطلقاً مصطلح "عهود ديمقراطية" لوصف تلك الفترات لأنها كانت حزبية لا علاقة لها بالديمقراطية إلا في شكلية الاقتراع للبرلمان). .. وهذه أول انتخابات في السودان تجري تحت كنف ذات السلطة التي جاءت واستولت على الحكم عسكرياً بالإنقلاب.. وإذا استثنيت حكومة المشير سوار الذهب باعتبار أنها (انتقالية) و كانت مناصفة مع الأحزاب.. فهذه أول انتخابات تجري تحت رعاية البدلة العسكرية في أعلى رأس الدولة.. ومن هنا فهي مصيرية – جداً –لإحداث النقلة المطلوبة التي تمنح الإحساس بتطبيع العلاقات بين الحكومة والمعارضة وانتظام الدورة الطبيعية لحكم قائم تتعايش معه معارضة دستورية.. من المصيري – جداً – دعم العملية الانتخابية لتكتمل حلقاتها في الموعد المحدد، أبريل القادم.. فمهما كان شكل أو لون أو طعم الحكومة التي تأتي بها الانتخابات .. فهي حكم منتخب.. يصلح ليكون أساساً لتدشين وطن مستقر .. له دستور دائم.. ومؤسسات ثابتة تولد وتتجدد بذات الطريقة التي تعيش بها الأمم المتحضرة في عالم اليوم.. لا زلت أدعو الحكومة أن تعجل بتمويل الأحزاب التي تسفر عن جديتها في الدخول للعملية الإنتخابية.. مهما كلفنا ذلك من مال أو مهما ضاع منه جزء مقدر بسبب الـ(لا) مسؤولية في العمل التنظيمي والمؤسسي لبعض الأحزاب.. لكن بدون تمويل ستجد كثير من الأحزاب الجادة نفسها مكتوفة الأيدي .. (العين بصيرة واليد قصيرة..) بشرط أن يكون التمويل جهراً بكل شفافية وعلى رؤوس الأشهاد.. في حسابات بنكية يراجعها ديوان المراجعة القومي.. التيار