تقرير ملتقى حال الأمة بين المحن والمنح - أقامته مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بالتعاون مع المنتدى الع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 06:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اخبار و بيانات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2017, 05:54 PM

اخبار سودانيزاونلاين
<aاخبار سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 4567

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تقرير ملتقى حال الأمة بين المحن والمنح - أقامته مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بالتعاون مع المنتدى الع

    04:54 PM August, 08 2017

    سودانيز اون لاين
    اخبار سودانيزاونلاين-فنكس-اريزونا-الولايات المتحدة
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ملتقى حال الأمة بين المحن والمنح
    مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بالتعاون مع المنتدى العالمي للوسطية
    الثلاثاء 1 أغسطس 2017م
    دار اتحاد المصارف- الخرطوم

    تقرير الندوة الكامل من إعداد المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي


    كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي الافتتاحية بعنوان: وا أمتاه
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
    اخواني، واخواتي، أبنائي، وبناتي،
    السلام عليكم ورحمة الله،
    أنا سعيد بهذا اللقاء، فيه وجوه نيرة التي ألتقيناها كثيراً في المناسبات المختلفة، ولكن لأول مرة نلتقي للمدارسة لا للمجاملات الكثيرة في المجتمع السوداني. المجتمع السوداني مجتمع تسامح العلاقات الاجتماعية جعلت بين أفراده جميعاً علاقات طيبة ومستمرة.
    أشكر مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم (وهي مؤسسة تساهم مساهمة نوعية أكبر من الوزارة المسماة)، بالتعاون مع المنتدى العالمي للوسطية، على تنظيم هذا اللقاء، ودعوة صفوة من مفكرين ومثقفين ودعاة لدراسة نصوص حول حالة الأمة، أرجو أن يكون ما فيها مفيد، وأرجو أن نستفيد من مداخلاتكم، فالمؤمن مرآة أخيه، والحكمة: نصف رأيك عند أخيك – أو أختك، وكلنا نرجو أن نؤجر من باب (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)[1].
    1. الإسلام تمدد في العالم المعمور في 80 عاماً أكبر مما حققت الإمبراطورية الرومانية في عشرة أضعاف تلك المدة.
    ومنذ أن تهاوت الدول الإسلامية التاريخية تمدد الإسلام سلمياً في جنوب شرق آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء، وهو اليوم يتمدد في أوربا وأمريكا، ما أفزع بابا الفاتيكان السابق، فخرج عن وقار منصبه مهاجماً الإسلام باللاعقلانية ونهج العنف في محاضرته في سبتمبر 2006م، لعله بالإسلاموفوبيا يصد تيار المد الإسلامي.
    كتاب كثيرون قرعوا أجراساً مماثلة:
    · "موت الغرب" بقلم باتريك بوكان عام 2002م. موضوع الكتاب: إن تدني نسب توالد سكان الدول الغربية، وغزو اللاجئين يهدد بلدانهم وحضارتهم.
    · "يوريبيا" بقلم بات مائير، 2006م: إن أوروبا سوف تفقد هويتها لتصير يوريبيا لا أوروبا.
    · "آخر فرصة للغرب" بقلم توني بلانكي. موضوعه: النازيون أخفقوا في احتلال أوروبا. لكن الإسلام المتحمس قد يفعل ذلك.
    هنالك كتب كثيرة تدق نفس الأجراس.
    2. في الحضارة الغربية من ينظر للإسلام بأعين موضوعية بل بإعجاب:
    · قال روبرت بريفولت في كتابه "تكوين الإنسانية": التنوير الحقيقي لأوربا حدث نتيجة الإحياء العربي الثقافي لها عبر أسبانيا.
    · ووثق توماس ارنولد في كتابه "الدعوة للإٍسلام" أن الإسلام انتشر بالقوة الناعمة لا بحد السيف.
    · وقال مونتجمري واط في كتابه "تأثير الإسلام على أوروبا القرون الوسطى": آن الأوان أن نعترف بديننا الحضاري والثقافي للعالم الإسلامي.
    ولكن المفكرين الإستراتيجيين، لا سيما المتعاطفين مع الحركة الصهيونية، نحتوا مفهوم صراع الحضارات، واعتبروا الإٍسلام أخطر من الشيوعية، وخطره ازداد بعد انهيارها. هذا ما عبر عنه برنارد لويس. قال: المسلمون منذ عهد الرسالة المحمدية مسكونون بالسيطرة على العالم. المسلم المعاصر غاضب لأنه فقد المكانة العالمية لصالح الآخرين. لذلك هم يعادوننا ويكرهوننا. أي ليس لأي أسباب أخرى إنما لمجرد هذا السبب.
    السياسيون الإمبرياليون يرون أن العالم الإسلامي خطر على هيمنتهم، الحضارات الأخرى كلها اكتفت بأن تكون بصورة ما تابعة، فهم يرون أن العالم الإسلامي خطر على هيمنتهم كما أن موارده وموقعه الجيوسياسي مطلوب للسيطرة الإستراتيجية.
    وأهم وسائل تركيع المنطقة هي: حروب الجيل الرابع ووسائلها الآتي:
    · دول وطنية هشة، قياداتها بلا شرعية شعبية حقيقية، بل معتمدة على مظلتهم الدفاعية.
    · أوضاعهم الاجتماعية تقوم على قلة ثرية وكثرة فقيرة فالحالة حرب اجتماعية باردة مستمر في هذه المنطقة كما قال شاعرنا:
    أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْشُ
    ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا
    أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْرُ
    وأحْيا بمَوتِها الآثاما
    · وضع الثروة النفطية تحت الحماية وتغريب الثروة بكل الوسائل الممكنة. يخلق اصحاب هذه الثروة مطالب استهلاكية لكي يحصلوا على هذه الأموال.
    · تشجيع النزاعات الطائفية والقومية في المنطقة بهدف تقسيم المقسم. بل يباع السلاح الفتاك لطرفي النزاع على حد قول الشاعر:
    يكفيك أن عِدانا أهدروا دمنا ونحن من دمنا نحسوا ونحتلبُ
    وفي الطريق إلى هذه الأهداف فإن المنطقة الآن مشتعلة في مواجهات طائفية وقومية لا يمكن أن تنتهي إلى نصر حاسم لأحد طرفيها، بل استنزاف متبادل يرجى أن ينتهي إلى تقسيمات.
    لذلك قال ريتشارد نكسون في كتابه "نصر بلا حرب" معلقاً على الحرب العراقية الإيرانية: هذه الحرب بالنسبة لنا أمنية، والأمنية الثانية ألا ينتصر أحد طرفيها.
    وفي إفادة إعلامية في 27/11/2011م قال هنري كسنجر: النتيجة المتوقعة هي أن تسيطر أمريكا على سبع دول شرق أوسطية للتحكم في مواردها، وأن يصير نصف الشرق الأوسط تحت سيطرة إسرائيل.
    هذه المخططات يساعد الغلاة ووسائلهم الإرهابية في تحقيقها.
    معظم الغلاة ليسوا متواطئين مع المشروع الإمبريالي، ولكن مهما كانت أهدافهم مشروعة فإن وسائلهم تساهم في هشاشة دول المنطقة، وتبرير مزيد من التدخلات الأجنبية.
    القاعدة تكونت لمواجهة الغزو السوفيتي لأفغانستان، ووجدت دعماً أمريكياً وعربياً كبيراً. ولكن العقيدة التي قاتلوا بها هي إجلاء الغزاة من أرض المسلمين، وبعد ذلك وجهت القاعدة نفس العقيدة ضد الأمريكان لاعتبارهم الداعمين لحكام وموالين لهم ولوجودهم العسكري في المنطقة.
    القاعدة في أرض الرافدين تحولت لداعش استجابة لمظالم سنية في المنطقة تكونت بعد احتلال العراق.
    3. إذا تركت الأمور كما هي الآن فإن المخططات الإستراتيجية المعادية سوف تكمل مهمتها:
    ومَنْ رَعَى غَنَماً في أَرْضِ مَسْبَعَةِ ونامَ عَنْها تَوَلَّى رَعْيَها الأَسَدُ
    صحيح أننا نتطلع لخيرية موعودة: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)[2]. ولكن لهذه الخيرية استحقاقات. لا توجد خيرية مجانية.
    أهم هذه الاستحقاقات سبعة:
    • المراجعات المذكورة في البيانين الملحقين بهدف إبرام ميثاق المهتدين، وإبرام مصالحة تضع حداً للمواجهات الحالية. أي بين الجماعات الإسلامية.
    • صحوة ثقافية توفق بين النقلي، والعقلي وتحقق توطين التكنولوجيا الحديثة في بلداننا.
    • إصلاح سياسي يقيم ولاية الأمر على المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون.
    • إصلاح اقتصادي يحقق التنمية والعدالة داخل الأوطان وفيما بينها ويوقف نزيف تغريب الثروة.
    بعد الحرب الأطلسية الثانية صرفت الولايات المتحدة ما يعادل تريليون دولار لتأهيل اقتصاد البلدان الأوربية التي دمرتها الحرب. والاتحاد الأوربي صرف بالتريليونات لإلحاق اقتصاد جنوب وشرق أوروبا بها. وكذلك فعلت ألمانيا الغربية لإلحاق اقتصاد ألمانيا الشرقية بها.
    • عزل التيارات الدينية المعادية بموجب إبرام ميثاق الإيمانيين مع المعتدلين. أي بين أتباع الملل المختلفة.
    • التعاون مع التيارات الغربية والعالمية الأخرى تحت مظلة وئام الحضارات.
    • دعم تعاون عالمي حول سلامة البيئة واستنجاز الملوثين وعدهم بالعدالة المناخية.
    4. وجود السلاح النووي لدى أطراف معادية لبعضها الآخر يجعل الخيار العسكري الشامل خياراً انتحارياً للبشرية. وخيار الوسائل الإرهابية يأتي بنتائج عكسية.
    الخيار الأوسط، أي الأفضل، هو القوة الناعمة وفي هذا المجال فإن الإسلام طاقة روحية، وفكرية، وثقافية، لا تجارى. إسلام يقوم على فهم اجتهادي لنصوص الوحي، وإحاطة بالواقع، والتزاوج بينهما كما قال الإمام ابن القيم. والواقع قال عنه الإمام الغزالي: أما الواقع في رتبة الضرورات لا يستبعد أن يستصحبه اجتهاد وإن لم يشهد له أصل معين.
    هذا وبالله التوفيق.


    بروفسور الحبر يوسف نور الدائم:
    الحمد لله، نحمده ،ونستعينه، ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا هو، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيه بإحسان.
    الشكر الجزيل لأخوتنا الكرام على المنصة وعلى غير المنصة ممن أتى لمناقشة هذا الموضوع الحيوي المهم.
    أولا نتقدم بالشكر الجزيل والتقدير الجم لأخواننا في أروقة. ولا نريد أن نكافيء الحسنة بالحسنة ولا الحسنة بالسيئة، إنما نريد طريقة موضوعية بها ننظر للأمور بحيث يكون الموجب موجباً والسالب سالباً.
    الإمام الحبيب السيد الصادق المهدي معروفٌ بأنه يعد للأمر عدته. يعني ما رأيناه في يوم من الأيام يأتي هكذا بلا ورقة ولا قلم (كالحبر يوسف) مثلاً، بل يأتي وقد هيأ نفسه للحديث، وفي هذا قطعاً قولاً واحداً احترام لجمهور المستمعين. وفي ذات الوقت لا نريد أن نقصم ظهره بشيء من المديح كما فعل أخونا الكريم في المؤسسة، لا أريد أن أقصم ظهره كما قصم ظهري أخي الكريم الذي قدمني للمنصة، إن كنت لا محالة فاعلا فقل أحسبه كذلك والله حسيب، فلان الذي هو إمام وهو كذا، وهذا طبعاً ليس من باب الجلافة:
    بذا فامدحيني واندبيني فإنني فتىً تعتريني هزة حين أمدح
    السيد الصادق المهدي أشار إشارات كثيرة جداً إلى بعض الغربيين ممن ينظر نظرة عادلة للإسلام. وهناك من ينظر للغرب كأنه كله عدو يتربص بنا الدوائر. وليام مونتجمري واط الذي أشار إليه في حديثه وكان مشرفا على الأخ البروفسور عبد الرحيم علي وعلى كثير من السودانيين، كان يقول I am a muslim but not with a capital M، (أنا مسلم ولكن ليس بكابيتال إم). إسلام لوجه الله رب العالمين، هذا الذي يجمع بينه وبين العالمين.

    أنا أظن أن واحدة من كبريات المشاكل التي تقابل الناس ما يسمى بالآفات القلبية عند اهل التصوف خاصة، كآفة الحسد مثلاً، وهو موجود عندنا نحن معشر السودانيين بنسبة عالية جدا، أي واحد نال قدراً من علم أو من معرفة أو من مال او من ملك أو كذا، ينظر اليه الناس نظرة لا تخلو من حسد، ولذلك يحتاج كثير منا أن يدافع عن نفسه بأن يمدح نفسه . بروفسر عبد الله الطيب قال

    انت سخي اريحي محسن تطل على آفاق عصرك من عل

    لأنه شعر بأن هناك ناس يتربصون به.

    كذلكم بالنسبة للأخ الإمام مثلاً، هناك بعض الناس يحسده على المكانة التي أتاها الله سبحانه وتعالى له، مكانة اجتماعية، سياسية، كذا، ولذلك نحن مطلوب منا أن ننزل الناس منازلهم وأن نعترف بالفضل لأهل الفضل، وهذه صفة من الصفات التي لا تتوافر عندنا كثيراً. كذلك الرجل الذي جاء بالشاة وبالذئب، فعدا الذئب على الشاة التي أرضعته فقال له:

    بقرتَ شويهتي وفجعتَ قلبي وأنت لشاتنا رجلٌ ربيب ُ
    غذيتَ بدرها وربيتَ فينا فمن أنباكَ أن أباكَ ذيب ُ
    إذا كان طباع طباع سوء ٍ فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ

    محتاجين أن يعترف الناس بعضهم ببعض بالفضل. تجربة طويلة مثلا في العمل السياسي، عقود من الزمان كلها نجعلها ورائنا ظهريا لا لسبب إلا لهذه الآفة آفة التحاسد، نحن نحتاج أن ننقي نفوسنا من صفة الحسد وصفة الاستعلاء، (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ):

    كلكم يمشي رويد.. كلكم يطلب صيد.. غير عمرو بن عبيد

    عمرو بن عبيد بن بغته أين هو من هؤلاء الذين يعملون في الساحة؟

    نحتاج اننا ننقي هذه النفوس. ومن اكبر الآفات التنازع الله عز وجل يقول (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) ذهاب الريح وذهاب القوة بالتنازع.

    ولذلك كان بعض من الخوارج يقول:

    قل للمحلين قد قرت عيونكم بفرقة القوم والبغضاء والحرب

    ما كان أغنى رجالا قل سعيهم عن الجدال وأغناهم عن الخطب

    إني لأهونكم في الأرض مضطربا مالي سوى فرسي والرمح من نشب

    ماله سوى فرسه ورمحه. محتاجين أن نحاول جاهدين أن نتخلص من مثل هذه الآفات القلبية. ومحتاجين أن نحدد الهدف، يكون عندنا هدف واضح المعالم بين القسمات نسعى إليه بمرجعية. نحن معشر المسلمين مثلاً عندنا الكتاب والسنة، لكن فهمنا للكتاب والسنة (خشوم بيوت) لا يكاد الناس يتفقون على شيء، وهذا أظن أن واحد من أسبابه أننا نسعى في سبيل شخصنة المواضيع. كل واحد منا يريد أن ينال حظاً من المجد والمال والاسم وكذا، كله يحتاج إلى شيء من قوة نفسية هائلة لتحول بينك وبين هذا التحاسد والتباغض.

    بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنا لاحقان بقصيرا

    فقلت له: لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا

    هناك إنسان ما عنده كبير غرض في مسألة الحكم كلها، ولكن مسألة الحكم مسألة ضرورية لا بد للناس من إمام، لا بد من قيادة، نحتاج أن تكون قيادتنا القيادة الرشيدة ذات المواصفات المعينة ممكن الانسان يكون محاضر ممتاز يحسن الحديث، ولكنه لا يحسن العمل ولا الإدارة فهذه محتاجة منا لشيء من النظر.

    تعاملنا مع الخارج كيف نتعامل مع الآخرين؟ هناك بعض الدول تنظر الينا نظرة دونية حتى هذه الأجهزة أنا أذكر كنا في احدى الرحلات في احدى دول الخليج التي بينها الآن ما بينها من تنازع، كان يظن أن هذا السوداني لا يحسن التعامل ولا حتى مع المايكرفون يرى أنها أجهزة حساسة لا بد ان تتعامل معها برفق، فهذه الصورة يجب أن تتغير تعاملنا كاننا رعاة كأننا ناس اجلاف ولا نحسن التعامل مع التكنلوجيا الحديثة، بل نحسن التعامل مع هذا كله بإذنه سبحانه.

    علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم. القلم بعضهم يظنه التعامل الورقي فقط بالقلم، لذلك قال الشاعر محمد أحمد محجوب

    يا سارق القلم قد جهلت مكانه لا يعمل الصمصام الا في يدي

    هذه فيها نفرة شوية، هذا السيف القاطع لا يعمل إلا في يدي أنا وإذا ذهب لآخر يمكن يبقى.. أظن أننا نحتاج لأن نؤازر بعضنا بعضا ونكتاتف ونجمع صفنا لمواجهة هذا الوضع الماساوي الذي يحيط بنا احاطة السوار بالمعصم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    الأستاذة فاطمة سالم: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، وعلى رسول الله الموصوف بالعظيم، ومع كوننا نختتم جلساتنا بسورة العصر لا تكون مجالساتنا حول قيمة التواصي.
    شاكرة للأستاذين عبد المحمود والسموأل الذي دعاني لهذه الكوكبة المتنوعة التي تشكل حقلا معرفيا للدراسة. اشكر السيد الامام على هذه المبادرة المهمة والأمة تحتاج لهذه المبادرات الفكرية والمعرفية مع استغراقهم في النظر بغلبة السياسة والصراع السلطوي. الزهد في التعامل مع الثقافة والمعرفة أودت بالناس إلى هذا الحال. الورقة فيها فكرة مركزية وسأحاول أن لأقول أفكارا مجملة. ربما المشتغلون في الحراك اليومي في التيارات الفقه مشغولون بقضايا اللحظة وأحاول أن أنظر بصورة أخرى. والتواصل ببعض الالتفاتات الناصحة وليست صادمة.
    جزء من الاشكالات التي لم ننتبه اليها في ظاهرة تشكل التيارات والفرق أننا لم ننظر لنظرة القرآن لذلك، فنظرة القرآن أن تعيش الاختلاف وليس التنازع ...حذر القرآن من ظاهرة التشيع والفرق وأن يكون كل حزب بما لديهم فرحون، و"ما كان المؤمنيين أن ينفروا كافة". في الدين، ولكنه في نفس الوقت نظر بإيجابية للفرق: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين". الاتفاق في الدين غير موجود لذلك من الطبيعي أن تحل حالة التنازع لغياب العناية باستنباط المفاهيم المعرفية- ظاهرة التفكر غير موجودة لذلك تسود ظاهرة التنازع وذهاب الريح التي أشار إليها الشيخ الحبر. ولا يزالون مختلفين، ولذلك خلقهم.
    الصراع السلطوي والسياسي والزهد في التعامل مع الثقافة والمعرفة جعل الأمة في هذا التراجع وهذا الحال .هذه فكرة مركزية ومهمة.
    عدم الاشتغال الكافي باستنباط المفاهيم من داخل النص القرآني.. هذه التيارات محتاجة لأن تنظر في وجودها من هذه الزاوية. هل هذه هي الطريقة المثلى التي علينا تعليمها أن أن هناك مساحات أخرى للالتقاء؟ انظروا للطريقة التي يتحاور بها المختلفون برغم انهم من اهل قبلة واحدة لكن طريقة ادارة الحوارات تنتهي حد الاحتراب وتستدعي ان ننظر نظرا مخالفا.

    هناك آفات معرفية أخرى ساهمت في ظاهرة التفرق السالبة ومنها غلبة الذهنية السلطوية التي يسرت استحلال الدم بهذه الطريقة ومسألة استحلال الدم بهذه الطريقة التي لا تجد لها دفعا حقيقيا وهي مسألة محيرة، وليست وقفا على جماعات التطرف بل حتى في الثقافة السياسية، وكيف أن النظم السلطانية تستحل دم المعارض والمخالف حتى تلك التي تتوسل بالأفكار الإسلامية لم تنتبه إلى استحلال الدم وقتل الناس بغير الحق. هذه الظاهرة تنسحب على الأحوال المعرفية الاجتماعية والثقافية والتربوية.

    مناهج التربية والتعليم خالية من هذه المعاني ومن الثقافة التي تؤهل أبناء الجيل القادم لكي يديروا خلافاتهم بل هناك توارث لعصبية الخلاف. في بعض الاستضافات شكى لي بعض الأبناء أنهم محزونون لأنهم يضطرون لوراثة خلافات آبائهم مع آخرين. إذا لم ننتبه لذلك ستكون النتائج سيئة.
    لا بد من الخروج بالكياسة المطلوبة والفطانة المطلوبة، حالة العداء فكرة موجودة "قلنا اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو.." لا داعي للتوسع فيها بل التعامل معها بوعي.
    من الاشكالات من الناحية المعرفية جعل الاسلام موازياً للغرب، وهذه أصبحت ظاهرة مزعجة، ينسى الناس كثيرا أن هذا الدين للناس كافة، وحتى هذا البيت الحرام هو للناس كافة.
    هناك الغرب الثقافي والغرب الاجتماعي والغرب من جزء من أمة الاسلام. فالإسلام ليس منحصراً بالجغرافيا. ومن الخطأ التلازم بين العروبة والإسلام. كثير من الكتاب حينما يتحدثون عن تاريخ الوجود الإسلامي يقولون عندما دخل العرب الأندلس .. بينما المسلمون من فتحوا الأندلس وليس العرب ونحن نكرس لهذه المقولات الخاطئة في مناهجنا الدراسية.
    هذه المعاني مهمة لأنها مؤثرة.
    أختم بإشارة مهمة أشكر لانتباه الاخوين إني أمثل ولاية المؤمنين والمؤمنات فهذا المعنى الغائب، وأذكر أن النساء كن حاضرات كمرجعية ثقافية لا تابعات مثلما كانت ام المؤمنين السيدة عائشة وحتى عندما دعا عمرو بن عبدالعزيز عمرة بنت عبدالرحمن لجمع الحديث. ولا بد أن ننتبه لذلك.

    الدكتور الشيخ إسماعيل الماحي رئيس جماعة أنصار السنة في السودان:

    أشكر الله سبحانه وتعالى اولا ثم للأخوة في منبر الوسطية ومؤسسة أروقة للثقافة والعلوم لهذه الدعوة واشكر لهم شكرا خاصا الاخ الصديق عبد المحود ابو على التبكير بايصال الورقة الكبيرة والنافعة للسيد الإمام الصادق المهدي، ونشكر له هذه الدراسة ونعم هو دائما ما يحضر ويجود ويجهز وكما ذكر استاذنا الحبر احتراما للعقول.

    أحد الفضلاء قال الفقرا لقوا حاجات ما لقوها الناس الثانين، الفقير يصعد المنبر يوم الجمعة يخاطب الناس فعلتكم وتكرتكم، ولا احد يقول له نقطة نظام. فشكراً للإمام على هذه الفرصة.

    ايضا جهزت لحديثي هذه النقاط:

    نعم يجب ان ننزعج للمشكلات ونتفاعل معها ولا نكون باردين ولكن ليس لدرجة تمنعنا من الايجابية ( فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) و(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا). الإنسان يتألم ولكن المنح في طي المحن (وبشر الصابرين) اذا صبر الانسان فالمحن في جوفها المنح، والأمل يحيا به الأفراد والمجتمعات، ونحن نعيش بالأمل والأمل في الله سبحانه وتعالى، سيدنا يعقوب قال لبنيه (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) نصر الله وفرجه قريب لا نشك في ذلك أبداً. نتحرك ونراعي سنن المدافعة التي بثها الله في الكون.

    أركز في أصل الورقة وفي عمومها. فيها هدايات كثيرة. إن أطياف المجتمع لو جلست وتحاورت بصدق وصراحة سيظهر ان اللحظات التي نتفق فيها اكبر من التي نختلف عليها. قضية المصادر ركزت عليها الورقة وهي مما يهمنا وهي قضية مهمة نحن نسعى لاستمرار الحياة الإسلامية وأن نعيش في الاسلام. يجب أن نقف ونراجع أين نحن من الكتاب والسنة لأننا مع المصارعة والمكابدة قد ننسى، لا بد أن نراجع. ثم طريقة الاجتهاد والفقه والاستنباط التي ترجع للقرآن والسنة تفيدنا في كثير مما يشكل علينا الآن. مثل نظام الحكم. في الإسلام ليس هناك نظام محدد للحكم وإنما جملة مباديء يريدها الله سبحانه وتعالى فيمن يتولى (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) إقامة العدل من المباديء المهمة فاستخراج الحق وإرجاع الحقوق لأصحابها أمر مطلوب. كذلك النظام الاقتصادي وهناك نصوص كثيرة في شأنه وأشير لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ) ومنها (مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ) وهذه الأسئلة تحتوي كل الاقتصاد: مصادر الأموال وتأتي فيها سرقة حقوق الناس والاختلاس والربا والميسر وغسيل الأموال كلها فيها؛ وكذلك إنفاق الأموال وهل كان في حرام، في إسراف وكل ما يستوعب أوجه الإنفاق.

    لدينا ثراء معرفي وفكري في ديننا ولكن المشكلة فينا نحن المسلمين قد لا نعرف حكم الله وقد لا نعرف الواقع. فلا نستطيع أن نقوم بتنزيل حكم الله على الواقع، والإسلام صالح لكل زمان ومكان في هذا الاستنباط. المسألة مثل دوائر الكهرباء، حيث ينبغي أن أدرس الواقعة المعينة وأجد السلك المناسب واوصله بالسلك المناسب. التوصيل الخاطيء للأسلاك خطر.

    لا نريد ان نحمل كثيرا على الآخرين ممكن اقول هذه الجماعة اخطأت في هذا الجانب لكن لا اشن عليها حملة. مثلا السلفية أقول إن كل الناس سلفيين حتى الذين ينتسبون للشيوعية سلفيين فالشيوعية ليست فكرة نشأت الآن بل هي فكرة موروثة..

    في قضية العلاقة مع الآخر الديني وغير الديني هنالك دائرة ضيقة للمسلمين، وأوسع لأهل الكتاب، وأوسع للمواطنين معي، كلها فيها مجالات للتعاون معها.

    في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم المنافقون حينما انخذلوا لما دعوا للقتال قيل لهم إن كنتم لا تريدون ان تقاتلوا في سبيل الله فقاتلوا أو ادفعوا لتدافعوا عن أملاككم. ثم إنه بعث أصحابه لملك الحبشة وهو نصراني وشهد له بالعدل، فكانوا مسلمين أقلية في بلد فيها اغلبية غير مسلمة: احترموا البلد ودعوا فيها حتى أسلم النجاشي، اذا كانت الأكثرية مسلمة تُعطى الحق في تطبيق الشريعة مع حفظ حقوق الآخرين مثلما كان في المدينة.

    الدكتور الشيخ محمد المصطفى الياقوتي:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وبعد. أيها الحضور الشيوخ الأجلاء، الأخوة والأخوات، لا بد أن نشكر المولى سبحانه على هذا الوجود الأنيق الناضر ومن كان سبباً فيه الأخ السموأل في مؤسسة أروقة، على هذه المبادرة الطيبة التي تنضاف إلى بقية مبادراته السابقة، والشكر مستحق أيضا للسيد الحبيب الإمام الصادق المهدي الذي ظل دائما ينشط في المجالات الثقافية والسياسية والحراكات الاجتماعية فما فتر، وظلت رحلته قاصدة جزاه خيراً على هذا التثقيف في نواح متعددة في المجتمع ولا يستغرب منه ذلك لأن التبر من معدنه لا يستغرب.

    هذا الموضوع آني وندعو الله ان يؤتي ثمره ونقتنص هذه الفرصة ونقدم للإنسانية سهمنا الوافر الجميل الذي يتناسب مع عظمة الإسلام.

    أهمية الموضوع تكمن في أن الأمة الإسلامية تتفرق شيعا فكريا واجتماعيا مما ينعكس على ادائها السياسي، وتكمن في أن الحوار خصيصة قرآنية فالقرآن فتح أبواب الحوار حتى للمخالف الملي بله الذين ينتمون لملة واحدة خلف رسول واحد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهم أحرى ان يكون بينهم التناغم والحوار. الحوار يمكننا ان ننظر الى مسالة الاختلاف والحوار يكون من اجل انجاز اشياء ويقودنا هذا لمسالة الاتفاق والاختلاف من ناحية انطلوجية علمية يذهب كثيرون الى أن الاصل في هذا الامر هو التنوع والقران يؤكد ذلك، لذلك ينبغي ان نتعاذركما قال سيدي علي وفا وهو من قيادات الصوفية الكثيرة: حيثما وجدت المماثلة والمقابلة فثم المغايرة، ويقول سيدي محي الدين بن عربي الأصل في الأمر المغايرة.

    وقال الإمام الشاطبي: مهما وجد من متماثلين فلا بد من اختلاف، ولو متخالفين لا بد ان يكون هناك أمر شبه.. واذا كان هناك احتجاج بان هناك نادرة، فالدرهم والدينار حينما يتشابهان يقع اختلاف، والسماحات الشرعية سمحت بذلك. لذلك لا بد لنا من قراءة صحيحة في موروثاتنا في القران وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، والفرقة الناجية تكون فرقة collective مجموعة من كل التيارات الحركية الموجودة. الرسول يقول من مات يشهد الا اله الا الله وأني رسول الله دخل الجنة، هذه اذا قوبلت : بواحدة ناجية ان شاء الله كل هذه الفرق تكون ناجية.

    الورقة ضافية ومحشودة ومكنوزة تحتاج لحوارات. مسالة الوحي مسلمة ومسالة العقل أضاف اليها الالهام. العقل أساسي في فهم الدين والذي يصادر العقل لا يستطيع.. تحدث الحارث بن أسد عن مسألة العقل وقال: الحجة حجتان عيان ظاهر أو خبر قاهر، والعقل مضمن بالدليل والدليل مضمن بالعقل ، والعقل هو المستدل، والعيان والخبر هما علة الاستدلال وأصله ومحال كون الفرع مع عدم الأصل.

    لا بد من حضور العقل وهذا هو الأمر الذي اراه معطلا عند كثيرين ويقود للمشاكسات المستمرة.

    العقل الإلهامي تكلم عنه العلامة النسفي عن طريق التزكية والأذكار يكون صاحبه مهيأ لالتقاط المفاهيم من كتاب الله.

    لا بد من اهمية حضور العقل. واذا تكلمنا عن القياس لا بد ان ننظر الى المقيس والمقيس عليه والحكم والعلة.. وكلها من قبيل العقل.

    الناظر لحياتنا يجد طفرة هائلة بدلت العالم مما يقتضي ان تكون عندنا عقول جاهزة لإدارة هذا الواقع.

    مسالة الاهتمام بالعقل من يتجاوزه لا يستطيع ان يبرهن على ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان، ومجال التغييرات تجعل فتاوى المرأة مختلفة.

    نحن الآن نغفل فكرة كيفية توصيل الدعوة للآخرين لا بد ان نستمسك بالقواعد التي جاءت من الماضي فالأقدمون كانوا اجدر وكانوا فاقهين.

    المسافة بين ذهاب الحبيب صلى الله عليه وسلم ووجود سيدنا عمر بن الخطاب كانت قصيرة ومع ذلك طفر طفرات هائلة ملاحظا اختلاف حالة الناس. الحبيب صلى الله عليه وسلم حينما يقول عليكم بسنتي وسنة الراشدين من بعدي يعني المنهج الذي كان حاضرا للإجابة على جميع الأسئلة.

    اذا اختلت قضية المرجعيات لا سبيل للتلاقي على كلمة ولا على رؤية واضحة.

    تنبيه على مسالة: هل كل الاشكالات عند المستنبطين وعلماء الشريعة فحسب؟

    هناك اخفاقات سياسية تعبر عن انتهازية واضحة حاولوا ان يستجلبوا لها مظلات شرعية وتحتاج الى مراجعات في عوالم العلماء الشرعيين وعوالم السياسة، ولا بد من مراجعة مسالة الدعوة وان الاهتمام يكون بالقضايا الاساسية ان يرجع الناس لحضرة الله ويقيميوا العلاقة معه ثم يفكروا في نظام الحكم.

    اقترح ان تتواصل الحوارات في هذه الورقة وتكون نقاشات على طريقة خذ وهات من جميع الموجودين حتى نصل الى خلاصات.



    البروفسر عبد الرحيم علي:

    يسرني أن أبدا بشكر مؤسسة أروقة والمنتدى العالمي للوسطية أن أشركونا في مناقشة هذه الورقة المتينة التي نشكر عليها الإمام الصادق المهدي وفي الحقيقة أحاطت بقضايا زمانها من الجوانب الفكرية والسياسية والاقتصادية وكل ما يؤثر على الحراك العالمي، فيها اشارات سريعة وخلاصات مضغوطة ومحشودة في المعاني وتحتاج لتوسعة في النقاش والحوار كما قال الشيخ الياقوتي، وفيها بالإضافة لمحاولات التشخيص إشارات لمباديء الحلول في هذه القضايا، هذه الاشارات للاتجاه للحل تحتاج للكثير من الحوار.

    والورقة خلاصة حوارات عالمية تعرض لها، وخالط أهلها، وناقشها فهي ليست خلاصة كتب ولكن خلاصة حوار واقعي في الميدان بين الطوائف والأمميات، وهذه مشكلة عصرنا.

    لا استطيع تناول جميع النقاط المهمة في الورقتين لكن اضع هوامش على بعض النقاط منها مثلا قضية الشريعة وان تطبيق الشريعة فيها كثير من التعبوية. أوافق وأرى أن كلمة تطبيق الشريعة فيها علة وكلمة تطبيق هي مصدر العلة، فنحن لا نقول نطبق الطريق بل نتبع الطريق (جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا) وتطبيق فيها مناظرة بين الشريعة والقوانين وهذا ليس صحيحا فالشريعة أوسع من القوانين، نحتاج لاتباع الشريعة واستنان نهجها.

    لا شك أن القضيى ليست في المفهوم وإنما اساليب الجماعات في فهم الأمر.

    تناول الجهاد واوافق ان بعض الجماعات الاسلامية استندوا على ان آية السيف نسخت جميع آيات التسامح وجعلوا الجهاد عدوانيا لإرغام الناس على الدخول في الإسلام وهذا خطأ في فهم هذه الآيات. الجهاد هو دفاع (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)أذن للذين يقاتلون، (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، قلت لا يمكن ان يكون منسوخا قوله تعالى ان الله لا يحب المعتدين. وهذا محتاج لحوار كثير جدا بين التيارات الإسلامية.

    المشروع الذي تدعو له الورقة نحتاج له في السودان. اجتماعنا هذا نعمة من حيث حرية الحوار واجتماع الفرق المختلفة للنقاش. المزاج السوداني جعل التطرف والقبول غير مقبول نعم نشات مدارس غالية لكنها لم تضرب جذورها في المجتمع وسرعانما وضعت في الهامش. الصراع في العالم الإسلامي بين اسلاميين وعلمانيين لا ينطبق على السودان لأن علمانية السودان ليست علمانية ككثير من البلدان، واسلامية السودانيين ليست كاسلامية كثير من البلدان. قلت ممازحاً البعض في تونس ان علمانيي السودان هم اسلاميون في تونس!

    اسلامية السودان شاركت في الحكم واضطرت الى كثير من التنازلات التي لم يضطر لها الآخرون. وكذلك صوفية السودان ليست من النوع التي يصعب تاويل مقولاتها، وكذلك سلفية السودان الشيخ الهدية رحمه الله كان شيخا سمحا مداعبا سهلاً وهذا لا نجده في المدارس السلفية في البلدان الأخرى لا نقد ولا تجريح.

    السودان بقدرة على السماحة والتفاهم بين الجماعات تؤهله للحوارات التي تكاد تكون مفقودة في غيره، خاصة بعد ما حدث في الشام وفي مصر فالحوارات تكاد تكون مفقودة.

    ما وصل له الإمام في اخر الورقة الثانية أقرب الى الحزن حيث يقول اجتمعنا كثيرا وناقشنا كثيرا.. وحتى الغافل منا يشعر بهذا الخطر العظيم خطر التقسيم والحروب والقوميات المتصارعة في كثير من اطراف العالم الاسلامي اضافة لخطر التدخل العسكري والوصاية على كثير من العالم الاسلامي اما بسبب الطاقة او لأسباب أخرى. هذا الخطر جعل التطلع لاجتماع اهل القبلة لينشئوا منهجا سليما في التحاور فيما يختلفون فيه .. لعل السودان يكون مناسبا لهذا.

    كثير من الخلافات تأتي من باب الاختصاص في مجال من المجالات او التركيز على مطلب من مطالب التدين.

    الحركة الاسلامية في السودان نشات استجابة لتحدي العلمانية واليسار، وكانت اسلوبا من استلهام الدين في العصر لذلك لم تلزم افرادها بمنهج معين، انضم لها كثير من الصوفية ومن السلفيين، واحتوت على حوارات بين مالكيين وصوفية وسلفيين بين من يقبض ولا يقبض، كانت محاولات في التقريب في الفقه مثل كتاب سيد سابق ولكن هذا لم يوحد الرؤيا في الفقه ولم يمنع ان يكون كثير من افراد الحركة باورادهم وبافكارهم التي جاؤوا بها.

    اود ان اكرر شكري للإمام على هذه الورقة ودعوتي معه لحوار يستمر ان شاء الله تكون في شكل اشارات تؤدي لما يشبه اجماع أهل القبلة.



    دكتور عادل حسن حمزة (من علماء الصوفية الشباب)

    الشكر الجزيل لفضيلة الامام الصادق المهدي لهذه الاطروحة تحت عنوان حال الإمة بين المحن والمنح والآخر تحت عنوان مشروع حوار أهل القبلة، والثالث تحت عنوان نداء استنهاض الأمة. ونشكر أروقة على دعوتنا للحوار وهي هموم العالم الإسلامي الآنية خاصة في السودان وتأتي خصوصية السودان من ان له خصوصية في التعايش السلمي وقبول الآخر لحد كبير بخلاف ما يحدث في بقية العالم الإسلامي.

    لا بد ان نسمي الاشياء باسمائها ولكي نعالج هذه القضايا الشائكة والخطيرة ان نضع يدنا على مكمن الداء ثم نبحث عن الدواء. اذا كان اهل السياسة تنادوا لحوار له خصائصه ومنطلقاته منهم من قبل ومن ابى، لكن الحوار في الدين ووحدة اهل القبلة يختلف كثيرا. اذا كان الحوار السياسي ينطلق من قسمة السلطة والثروة والمحاصصة فالحوار في الدين يختلف وينبغي ان ناتي له بكل صدق واخلاص لنقدم للأمة ما يبدل حالها لأحسن الأحوال.

    جاءت الدعوة من الإمام الصادق للالتقاء والتحاور. والنظر في امر الطوائف مهم ويمكن تاسيس آلية حوارية ننتهي بعدها لوضع توصيات تغيير تغييرا حقيقيا. لا نكتفي بالأشواق والكلمات لممثلين من الطوائف المختلفة. اذا لم يحدث تدارك للخلافات والاختلافات التي بدأت تظهر في السودان والبروف عبد الرحيم علي كان متفائلا جداً، ولكن اقول من باب تكملة الصورة ان التفاؤل مطلوب صحيح لكن يكذبه الواقع الذي نعيشه الآن. الاختلاف يسير بهذه الطوائف لوضع خطير. بدأنا نسمع عن بعض العمليات التفجيرية وحرق لبعض الأضرحة وفي الاسواق كثير من الحلقات التي تعقد لمهاجمة الرموز الاسلامية السابقين والحاليين والشتائم. لا نريد ان نحدد طوائف بعينها فهي تختلف.

    طائفة الصوفية واهل التصوف عرفت بالتسامح منذ عهد بعيد. أول مؤلف للإمام سراج الدين الطوفي ت 87هـ تحدث عن هذه الطائفة ومنهجها الرفق واللين والالتزام بالدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة. السلف من هذه الأمة الصحابة الكرام والتابعون من أسسوا لهذه المعاني التي جاء اهل التصوف لتحقيقها بين الناس تسامحا ولينا ودعوة بالحكمة. لم يعرف تاريخهم انهم كونوا جماعة متطرفة ولا خلية إرهابية ولا قاموا بتفجيرات الأمر الذي اوصل المسلمين لهذا الوضع في السودان فهناك بوادر ظهرت واذا لم نعرف اصل هذه المشكلات والطوائف التي لجات للشدة والغلظة والفهم المغلوط للولاء والبراء وللجهاد، اذا لم يحدث تدارك لهذه الاخطاء فالخطر قائم.

    هذه الطائفة على النقيض اخرجت للمجتمعات الاسلامية هذه الجماعات المتطرفة واصبحنا ننتقدها وتناسينا المنبع الذي خرجت منه هذه الجماعات التفجيرية والارهابية.

    من الجماعات من عرف واشتهر بالدعوة للتجديد، وفي ورقة الامام قرانا عدم الالتزام بمذهب معين. في العالم الاسلامي اكثر الدول استقرارا كالمغرب هي التي التزمت بمذهب فقهي معين، فالدعوة للخروج عن المذاهب هي دعوة للخروج عن القانون.

    ارجو ان يستمر الحوار ليتنظم جميع الجماعات والكيانات الدينية في السودان.

    دكتور عبد الحي يوسف:

    هو الآن خارج السودان في تركيا ولكنه اعد ورقة يتلوها الشيخ عبد المحمود أبو:

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه اجمعين. أما بعد.
    فقد اطلعت على الورقتين اللتين رقمهما بقلمه الإمام الصادق المهدي والموسومة أولهما بعنوان: (مشروع حوار أهل القبلة) وأغلب ما ورد في ثناياها إنما هي جملة قضايا محل اتفاق بين أهل القبلة، لكن ثمة موضع واحد يحتاج إلى مراجعة، وذلك أنه في الصفحة السادسة من الورقة قد عدّ الالهام من ضمن مصادر المعرفة، وقد نسب هذا الرأي للإمامين مالك والشافعي رحمهما الله ونقل نصا من مالك ولم يؤثقه من أي المصادر أخذه!! ومع الإقرار بأن فضل الله واسع وأن الله تعالى يفتح على من شاء من عباده بما شاء من مكاشفة أو فراسة أو رؤى صادقة، إلا أن القول بعد الاهام من مصادر المعرفة يفتح باباً لا يغلق يلج منه الدجاجلة والمشعوذون والمتقولون على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، مما تعاني منه بلادنا وغيرها في القديم والحديث.
    وأما الورقة الثانية الموسومة بعنوان: (نداء استهاض الأمة) فإن لي ملاحظات على عدة مواضع:
    أولها: إطلاق اسم الدين الإبراهيمي على اليهو]ية والنصرانية والاسلام في مناقضة صريحة لمنطوق القرآن (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) مع النصوص الأخرى الموضحة كفر الطائفتين بما لا يدع مجالا لمثل هذا القول، وفي الحديث الصحيح (لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي أونصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار) نصوص كثيرة لست بحاجة إلى سردها تباعا: إحالة على فطنة كاتب الورقة.
    ثانيها: الدعوة إلى التقارب السني الشيعي باعتراف أهل السنة بالمذاهب الشيعية، وإقرارهم بأن بمكانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والعجب لا ينقضي من هذا الكلام !! فكأن كاتبه انس من أهل السنة عدم اعتراف بمكانة علي رضى الله عنه، ترى هل النصوص الواردة في فضل على رضى الله عنه قد رواها الجن المستتر أو قد رواها ائمة السنة المعتبرون في دواوين السنة المشهورة كالصحيحين والسنن والمسانيد والمصنفات؟؟ ثم أنه يدعو لاسقاط التسنن الاموي!! ترى اين سمع الإمام أهل السنة يسبون عليا أو آل البيت الكرام ؟؟ ولماذا يحيل على تاريخ الله أعلم بحقيقته؟
    ولماذا يأخذ المعاصرين بجريرة السابقين؟؟ هل سمع أحدا من أهل السنة يذكر علياً أو آل البيت عليهم السلام بسوء؟ ثم أنه يطوي الخلاف طياً ويحاول – على اغماض – أن ينكر ما بين السنة والشيعة من خلافات على الاصول في قولهم بتحريف القرآن وتعبدهم بسبب الصحابة الكرام مما تطفح به كتبهم وتنطق به فضائياتهم بالليل والنهار مما لم يعد يجدي معه الانكار!!
    ثالثها: في الصفحة الثالثة عشرة ينكر حد الرلادة، وأني لأرجو مراجعة هذه المسألة التي نقل فيها الاجماع ائمة الإسلام المعتبرون: وذلك حذرا من الوعيد القرآني (ومن يشاقق الرسلو بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) ثم لو كان قصد الإمام من ذلك تقريب الشقة مع الغربيين؛ فدون ذلك خرط القتاد بعد ما ظهرت جلسات اخيرة لمجلس الشيوخ في أمريكا ينعون فيه على السعودية أن مناهجها قد تضمنت نصوصا تدعو إلى رجم الزاني وقتل من يعمل علم قوم لوط، وان نصوصا أخرى تذكر أنالمسيحية دين محرف!! ترى لو ارضيناهم باسقاط حد الردة فماذا نحن صانعون في تلك المآخذ التي أبدوا بعضها ولا يزال في جعبتهم الكثير، وقد اراح نفسه من اعتقد يقينا صدق قول ربنا الكريم (ولن ترضى عنك الهيود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
    ثم إن في الورقة مواضع جديرة بالتعليق لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وفي الاشارة غنى عن العبارة. والله من وراء القصد.
    وبعد: فإني شاكر لهيئة شئون الانصار دعوتهم أياي للتعليق على الورقة التي أعدها إمامهم ولولا سفر لزمني الوفاء بموعده لكنت من الحاضرين.
    أسال الله تعالى لي ولهم وللمسلمين اجمعين خير الخيرين، وسعادة الدارين، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



    دكتور علاء الدين محمد أبو زيد، من فقهاء المذهب المالكي

    اطعلت على الورقتين وهناك نقاط كثيرة اريد ان اعلق عليها منها ما استشهد به في الورقة:

    ومالك وسائر الأئمة وأبو القاسم هداة الأمة

    فواجب تقليد حبر منهم كذا قضى القوم بلفظ يفهم

    هناك تحريف في النص الوارد في الورقة ولا أدري هل هناك روايات مختلفة. ولكن هذه المقولة لا بد منها: من لم يصل لدرجة المجتهد فلا بد أن يكون متبعاً، قال تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) الذي لا يصل درجة المجتهد والمتبع ماذا يفعل؟ لا بد أن يقلد وساكتب ورقة في هذا الاطار حتى اوضح هذا الأمر وهو يدرس في معاهدنا الخاصة ونوصل الطلبة درجة الاشباع في هذه المفاهيم وهم الآن دعاة.

    سعدت أنه في صفحة 11 قال وهو يتحدث عن المهدية هذه الدعوة لا علاقة لها بمهدي آخر الزمان، يعني جدك ليس المهدي المنتظر الذي يظهر آخر الزمان وكثير من الأنصار يعتقدون بذلك، فهي نقطة ممتازة.

    في الورقة بعض الاشارات للأخوان المسلمين والحركة الصوفية كويسة تحتاج لشيء من الاسهاب.

    لا افهم مصطلح اهل القبلة ماذا يعني؟ كذلك مفهوم الطائفة لا اظن نحن طوائف نحن مدارس فقهية الطائفة لها مرجعيتها المفهومة على اي حال جزاكم الله خير.



    مداخلات الحضور

    الأستاذ نزار بابكر:

    أبدا بنقطة الا نتنازع فنفشل وتذهب ريحنا. تكون هاك نقطة حد ادني تجمعنا وهو عبارة الديمقراطية، لأنه من غير الديمقراطية النزاع يحل عن طريق البندقية. مفروض يكون بينا الحد الأدنى من الاتفاق. وإذا اختلفت مع الجهة الفلانية يكون الخلاف على الأفعال وليس الافكار، في مصر حدثت إطاحة بنظام ديمقراطي لانهم اختلفوا مع الجماعة في فكرهم وهذا نفاق سياسي، الديمقراطية لم تات بي فاتفقت واطحت به، او نختلف مع شخص في فعله كما في الانقاذ في السودان فنحن نختلف مع الانقاذ ليس في فكرها ولكنها أطاحت بالديمقراطية وقتلت الشعب السوداني بدم بارد. نحاربها ليس في فكرها ولكن فيما بدر منها من سلوك عدواني.

    الدكتور محمد مضوي:

    الكلام الذي قيل واضح اننا نعيش مشاكل كبيرة وفي وضع مأزوم، فهناك أزمة تربية وأزمة حكم وأزمة تربية دينية واخلاقية وثقافية وأزمة تربية عسكرية وتربية سياسية وطنية ازمات نعيشها سببها البعد عن الاصالة والجذور والجري خلف الفكر الوافد وعن الدين الوسطي (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) كثير من الافعال والأخطاء بعيدة عن طبيعة الشعب السوداني لو كانت افكارهم اصيلة ما كانوا اخطاوا في حق الشعب السوداني وفي حق الدين. والحل هو العودة للاصول: الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما.

    على الجماعات الإقصائية والتكفيرية مراجعة نفسها لتدخل بصدق في الحوار الذي اقترحه الامام واساتذتنا الذين ثنوا تلك الاقتراحات. اعلق على ورقة شيخ عبد الحي في الكلام عن الالهام، يكون أوفق لو بدلنا كلمة الهام باستلهام ينبع من المفكر نفسه والتراث الاسلامي مليء بتجارب في ذلك.

    كذلك ما ورد عن الشيعة في حديثه. فالشيعة مذاهب مختلفة الامام الصنعاني شيعي والإمام الأشعري شيعي وهو من المتبحرين في الفقه والاستنباط ، لا بد ان يعطي الناس اعتبارا لهذه المسائل.

    بالنسبة لمن تكلم عن المهدي الرسول صلى الله عليه وسلم قال تركت فيكم سنتي وسنة المهديين الراشدين من بعدي، فهناك مهدي وسط الامة ومهدي آخر الأمة الذي يبايع بالقوة فهو يعلن هن نفسه ويبايع وهو إمام.


    د. بدر الدين طه
    أولا إنها جلسة مباركة ومحضورة بالمهتمين، حينما يكون هناك عمل كبير واستراتيجي فإن واحدة من العلل انقطاع مثل هذه الأعمال الكبيرة. نريد الارتفاع عن المطالب الشخصية إلى القضايا الكبيرة فكيف نفعل ذلك؟ الشيخ عبد المحمود واستاذ السموأل وكلنا مسؤولين أنه كيف يستمر هذا الحوار في داخل السودان وخارجه حتى يؤتي ثماره لأننا لازم نكون كبار حقيقة. عندما يجتهد شخص مثل الإمام الصادق ويقدم مثل هذه الورقة والعصارة ويأتي ناس مثل هذه الوجوه ويخرجوا عن أطرهم الضيقة، ليناقشوا قضايا فكرية كبيرة. افتكر لن تعود هذه الأمة إلى مجدها وقوتها الى أن تكون فاعلة وقادرة على أن تعطي إلا بالاستناد إلى حوار فكري جاد لكن (الدرش) اليومي هذا لن يوصلنا لنتائج، لقد شهدنا 60 سنة من الاستقلال وقد عاصرنا الإمام الصادق في البرلمانات، هذا الدرش اليومي أوصلنا وغيرنا من الدول لهذه النتائج المتراجعة، نريد أن نقف في هذه النقطة أولاً ولو نعمل لها جلسة منفردة، لتنظيم كيف ينبغي لنا أن نمضي لأمام بمثل هذه الأفكار، ولو عقدنا جلسة شعبية تجمع كل هؤلاء الناس، والواحد سعيد جداً أن يرى هذه القمم تحضر وتناقش وبجدية وبرغبة، مسألة الوسائل الحقيقية التي يحدث بها التغيير والإصلاح لأنفسنا ولسوداننا ولأمتنا الإسلامية.
    في الكلام عن الاجتهاد فإن هذا هو وقته، لا يعتقد أحدهم أنه يقف في محطة معينة. والائمة أنفسهم قالوا ذلك، قالوا لو خالف كلامنا هذا الكتاب والسنة اضربوا به عرض الحائط، وقالوا أن كل أمر مرتبط بزمانه ومكانه، والأحكام تتغير. نحتاج لاجتهاد كبير. بغض النظر عما قاله بعض الأخوة انتقاداً لبعض ما أورده الإمام ولا أريد الخوض في تفاصيله لكني أريد أن أقول إننا نحتاجه وأقوله باعتباري أحد العاملين في مجال الاقتصاد الاسلامي. أقول إن الاقتصاد الإسلامي محتاجين فيه لاجتهادات ضخمة. اليوم العالم يتغير في مجال التطور والتكنلوجيا والمعاملات المالية والشبكات، العالم انفجر في الاقتصاد ونحن لا زلنا بعيدين جدا عن أي علاقة بمجال الاقتصاد وعلى هذا قس، وأرى أن الجمود هو الذي يتركنا خارج المنظومة ويجعلنا متراجعين. والاجتهاد العصري المربوط فعلا بالأصل ولكنه مجتهد ليلبي احتياجات العصر هو المطلوب. الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، سيدنا عمر عمل اجتهادات واسعة، وبعده، ولذلك إذا الاجتهاد وقف معناها القضية وقفت. فالناس لا ينبغي أن يلغوا مثل هذا المعنى وكثير من أخوانا المفكرين الموجودين لو اتفقنا معهم أن الاجتهاد الواسع هو واجب هذه الأمة في مثل هذه الأيام التي توسع فيها العلم وحركة الحياة بشكل كبير.
    الإمام سرد وأتى بكلام علماء غربيين مرموقين جداً أشادوا بالإسلام وقالوا هذا النهج صحيح. وفعلاً (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) باستحقاقاتها، الإمام شخص حالة الأمة وأتى بالحل. وأوافق من قال ولعله الأخ الحبر أن الورقة فعلاً متينة، لكن كيف تخرج هذه الورقة لتعمل هذا العمل. نحن محتاجين لأمرين: استنهاض الأمة لا يتم إلا بعمل كبير جداً، أن تصحو هذه الشعوب، وإلا فإننا لن نستطيع أن نتحرك لقضية الاستصلاح ولقضية الاستخلاف ولقضية أن تكون الأمة الإسلامية فاعلة وممكن أن تعطي، أن تصحو هذه الشعوب وتأخذ هذا الفكر وتتحرك به مثلما كان الصحابة. المسألة الثانية: المراجعات..حينما أرى كثير من الوجوه هنا من قيادات التيارات الإسلامية. واتفق مع من قال إنها متصالحة فعلاً ولكنها تحتاج لمزيد من التقارب ومزيد من الحوار ومزيد من الثقة، وحينها سيكون هناك عمل كيبر جداً فهم قيادات مرموقة وممكن أن يكون لها أثر، المراجعات المطلوبة ينبغي أن تكون داخل التيارات ومراجعات لكل هذه التيارات مجتمعة على قلب رجل واحد. اختم بأننا لن نخرج مما نحن فيه لإصلاح الأمة الإسلامية إلا بعمل إسلامي يحركه فكري يستند إلى مرجعيات وإلى اجتهادات وإلى رؤية ثاقبة وإلى وحدة صف حقيقية يتقدم بها الرجال نحو الإصلاح بقلوب مؤمنة. وشكراً جزيلاً.

    أستاذ معمر موسى محمد
    أنا مهتم بفكر الامام الصادق ومداخلتي أصوغها في اسئلة:
    تكلم الإمام عن مفهوم الأمة، فهل نحن نتكلم عن المسلم صاحب العقيدة ((كمتدين)) أم كمسلم صاحب مشروع سياسي؟ لو كنا نتكلم عن متدين فهو يمكن أن يكون في امريكا في فرنسا في أي دولة، لكن في حالة الحديث عن مشروع سياسي فهذا مختلف.
    أرى أن الاستشهاد الذي استخدمه الإمام فيما يتعلق بالنظرة الغربية الايجابية والسلبية فيه هشاشة نوعا ما. فالمشروع الذي استعمرت به البلدان الأوربية هو مشروع عقل أوربي قدم نموذجاً حداثياً قائماً على فكرة أساسية وهي أن المركزية الغربية هي المركزية المطلوبة صاحبة الرسالة، وبالتالي يجب أن تكون موضوع المعرفة.
    هل المسلمين الآن أو الجماعات الاسلامية محتاجة لفقه ائتلاف أم فقه اختلاف؟ وما هي مضامين الاتفاق بين الناس؟ خصوصاً أن الاختلاف على مستوى نظرية المعرفة الآن فهو ليس اختلافا سياسيا.
    المقدمات النظرية ذاتها، الإمام الصادق قدم مقدمة نظرية محاولا الإجابة على سؤال نظرية المعرفة، وهذا سؤال مهم جداً ومتشابك في المضابط الإسلامية، السؤال له وقد اشتغل على أربعة محاور الوحي والعقل والالهام والتجربة.. في حالة التعارض بين مصادر المعرفة ، ما هي معالجتك لهذا الإشكال وهذا سؤال قائم منذ لحظة ابن رشد؟
    أغلب الجماعات الإسلامية دائماً في مشاريعها السياسية تعتمد على أنها مشاريع مصدرها الله، وبالتالي أهمية مقولات الاسلاميين ليس بقدرتها على التفسير والفهم في إنتاج إجابات على أسئلة الواقع: سؤال الحرية وسؤال العدالة، وسؤال الدولة نفسه، ارى أن معالجة هذه الأزمة أن مضامين خطابات الإسلاميين لا تقاس بمقولة أن مصدرها الله بل تقاس بمقدمة مهمة جداً إلى أي مدى هؤلاء الإسلاميين يحملون خطابات تجيب على أسئلة الواقع الآن.


    د. عبد الله صالح
    قدم الأخ الإمام مقدمتان ونتيجة. في المقدمة الأولى: الغرب مفهوم تقليدي متجاوز على مستوى المفاهيم، الغرب الآن نخن الجيل الثالث غير المفاهيم على المستوى الديمغرافي وعلى مستوى المشاريع.
    الاسلاموفوبيا مرض غربي نعم ناقشناه سوياً في برنامج حوال الحضارات في حلقة في قناة النيل الأزرق، ولكن الإسلاموفوبيا مرض ولكنها استراتيجيا عرض.
    أنت تقول المحنة والمنحة، نعم نحن أيضاً نتداعى العرب والغرب. الإسلاموفوبيا والغرب هذه كلها في مقدماتك بمعلوماتها التي صممت بها المشروع تبدو جيدة في العرض ولكن النتائج التي خلصت إليها هي التي أدت إلى ما نحن إليه من حوار يجافي الواقع. كيف ولماذا؟ راشد الغنوشي قدم تحليلاً دقيقاً للواقع وقدم لنا درساً اسلامويا راقيا في كيفية التعامل والاستشراف من الواقع. استشراف رؤية استراتيجية جديدة لبناء الوطن، بناء الدولة وليس الأمة لأن مصطلح الأمة هذا قال فيه ما قال الأشعري.
    المسألة حوارية جدلية ديالكتيكية، ليست بهذه الصورة ليست بهذه البساطة.
    توصية نحن حقا في حاجة لمنبر آخر نستهدي فيه بالأرقام الإحصائيات والحقائق والوقائع وليس بالمقدمة النظرية التي تؤدي إلى نتائج أكثر ما تكون أدبية شفاهية غير نعم نحترمها على مستوى الحوار لكنها غير منتجة ولا تؤدي لعلاج الواقع.

    أستاذ الزبير محمد
    أشيد بالحوار الذي دعا له الإمام الصادق المهدي بين الطوائف الاسلامية وإزالة الصراع، وحزين جداً لوجود الأخوان المسلمين كجزء من الصراع الطائفي، وكنا ننتظر أن يكونوا جزءً من الحل.
    أعلق على ما قاله عبد الحي يوسف غير صحيح وكلامه عن الشيعة غير صحيح. علي السستاني وكلكم تعرفونه، عندما سب ياسر الحديد أم المؤمنين السيدة عائشة أصدر فتوى وقال يحرم النيل من رموز أهل السنة وقال أهل السنة نفوسنا ودماؤنا. القائد علي خامئيني أصدر فتوى بتحريم زواج المتعة. والسيد حسن نصر الله وتعرفون أن وضعه الأمني حرج جداً القى خطبة كاملة يدافع عن أم المؤمنين ويقول السيدة عائشة ويذكر عمر وأبو بكر ويترضى عنهم.
    أما موضوع تحريف القرآن الكريم بالنسبة للشيعة، ونحن في الحركة الاسلامية نقول لهذا الموضوع أنسنة القرآن الكريم. هذا الموضوع بدأ قديماً ولم يبدأ حديثاً، والروايات التي تتكلم عن تحريف القرآن الكريم في مصادر أهل السنة والجماعة كلها، كلنا سمعنا بالأحاديث التي تتكلم عن أن سورة الأحزاب كانت مثل سورة البقرة. والآيات التي لم تكتب. وهذا يعني تحريف. الامام الخميني رحمه الله عنده رأي صريح وقال لا يمكن أن يقع التحريف في القرآن الكريم. والشيخ القبيسي أيضاً في كتاب العقائد قال إن القرآن الذي وقع بين أيدينا هو كل القرآن الذي نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
    لقد جربنا الصراع الطائفي وإلى ماذا أودانا، وقطر لما دخلت الصراع الطائفي ماذا حصل لها من السعودية، وإيران التي تتهم بأنها طائفة وشيعية وتسب الصحابة.. القرضاوي سب ايران سامحه الله ولمن قوطعت قطر إيران هي التي أنقذتهم.
    موضوع أهل السنة والجماعة. من هم هل السلفيين أو الصوفيين هم أهل السنة والجماعة؟ أنا لست سنياً ولا شيعياً، وأرى أنه على أهل السنة والشيعة أن يتحاوروا ويتفقوا فيما بينهم. فقليل من الشيعة يسب الصحابة، وليس كل الشيعة يسب الصحابة.

    م. نور الدائم عبد الحميد
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أولاً نشكر الإمام الحبيب السيد الصادق المهدي لأنه دائماً مهموم بقضية الوسطية وتعميق مفهوم الاعتدال والوسطية والتغيير الاجتماعي والاصلاح بين الناس ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يتفرغ الإمام الصادق المهدي للكتابة حتى نستفيد من هذا العلم.
    ربنا سبحانه وتعالى قال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) و(لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ) والإصلاح والوسطية (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ* وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) ونهى عن التنازع وذهاب الريح أيضاً.
    هنالك القرآن والأحاديث، والأحاديث دونت بعد أكثر من 120 عام من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان فيها كثير منها باطلة وموضوعة. والامام الألباني أخرج كثير سلسلة من الكتب عن الأحاديث الباطلة والموضوع .وهناك حديث درسناه وامتحنا فيه: إياكم وخضراء الدمن، قيل وما خضراء الدمن قال: المرأة الحسناء في منبت السوء، ولكن (َلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ) فما ذنبها؟ وقضية حديث الردة يتعارض مع ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) وحديث رجم الزاني.. أحاديث آحاد هل معقول نتابعها من البداية إلى النهاية؟
    القرآن يرد الحجة بالحجة : (وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ) لكن عبد الحي يقول اقتلوه وأقيموا عليه الحد!
    اختلف الأنبياء سيدنا موسى وهارون واختلف سيدنا سليمان وداؤود أيضاً.
    ألتمس من الإمام الصادق المهدي أن يكتب ورقة عن الفقه الهاروني لأنه أسلم قراءة بين وحدة الصف ووحدة الشرعية، وحدة الكلمة والتوحيد، (هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) أمتكم أمة واحدة توحيد الصف، وأنا ربكم فاعبدون وحدة العقيدة. قدم وحدة الصف والجماعة.

    أستاذ أمجد حسين
    بسم الله الرحمن الرحيم. الحلول واضحة: في كيف نحول المحن إلى منح؟ كحد أدنى العودة بقوة وحقيقية للكتاب والسنة المطهرة، ثانياً (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَۖ)[3]، الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ونحتاج إلى المرونة وشكراً جزيلاً.

    أستاذ أيمن عبد العظيم
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه والإمام الكليني في الكافي مشترك بين السنة والشيعة وهو منحة، والمحن التي نراها اليوم نتيجة البعد عن هذا الحديث :يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ"[4] صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    تعقيب الإمام الصادق المهدي على المداخلات
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصبحه ومن والاه.
    الدليل على تسامح أهل السودان الذي أشار إليه كثير من المتحدثين هو أن الذين تحدثوا حتى الآن سبعة عشر شخصاً، جميعاً تحدثوا بوجوه مبتسمة، وبكلام معتدل، وبأمل في الاتفاق. هذا مؤكد دليل على هذه الروح المتسامحة في ثقافتنا. ولا شك أن هناك خلافاً ولكن هذا الخلاف لم يؤد إلى لغة نابية، ولا إلى تنابز، ولا إلى إدانات حتى الذي أراد أن ينتقد غلف ما انتقد بغلافٍ من السكر، حتى لا يصير ما يقول شيئاً مزعجاً للطرف الآخر، وهذه روح طيبة للغاية، وهذا لا يعني أن الناس غير متحمسين لآرائهم، ولكن يدل على هذا التسامح.
    سأمرُّ بسرعة على الكلمات التي ينبغي أن أعلق عليها. الاستاذ الحبر تحدث عن أشياء كثيرة مقبولة كما أرى ولكن التركيز كان على حسد السودانيين، صحيح السودان فيه درجة عالية من الحسد، وأنا أفسر تفسيراً ايجابيا لأن الحسد أصلاً موجود "وقديماً كان في الناس الحسد" مثلما قال ابن أبي ربيعة وكذلك الإمام علي: "اللهم كثر حسادي"، و"كل ذي نعمة محسود". لكن في رأيي السودانيون عندهم درجة عالية من الإحساس بالمساواة: الكبير الجمل! ولذلك فإنهم يرون أن أي إنسان فات ينبغي أن يُحد، وأفسر هذا الموضوع بأن الحسد موجود نعم عندنا، ولكن لأننا نصر على أننا متساوين، وطبعاً الناس متفاوتون، ولذلك ينشأ هذا الشعور. ولكن على أي حال هو –أي شيخ الحبر- يؤيد وحدة الكلمة وضرورة السير في هذا الدرب.
    الاستاذة فاطمة، وقد صارت الوحيدة التي تحدثت للغرابة مع وجود سيدات، ولكنها انتصرت لضرورة (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍۚ)[5]. وهذه الحقيقة تنفي أية محاولة لجعل المرأة دائماً تحت وصاية الرجل. والحقيقة أن هذه الولاية مشتركة، موجود اختلاف نعم ولكنه اختلاف تكامل.
    الشيخ اسماعيل بلغة تشبه سلفية أهل السودان وهي حقيقة ليس فيها التكفير. صحيح بعض الذين يتحدثون عن سلفية في السودان لديهم هذه اللهجة ولكن كثيرون منهم على سنة الشيخ الهدية الذي ترك سلفية سودانية. والحقيقة كثير من قادة الفكر السوادني سودنوا نظريات في الخارج فيها درجة عالية من التطرف. لذلك في تأبين المرحوم محمد إبراهيم نقد قلت إنه سودن الماركسية وهذه حقيقة، وهناك من سودنوا البعثية مثل المرحوم محمد علي جادين، وهكذا. أي هناك ناس كثيرين في السودان استوردوا فكراً من الخارج ولكن طبعوه بالتسامح السوداني. واعتقد أن ما قاله -الشيخ إسماعيل- ليس فيه نغمة طرد الآخر من غير السلفية.
    الدكتور محمد المصطفى الياقوتي أصّل للتنوع وهذه حقيقة، واقترح أن نواصل هذا الحوار عبر آلية، أوافق على هذا واعتقد أن هذا يتطلب من منظمي هذا الموضوع البحث عن هذه الآلية التي يمكن أن تستولد المواصلة حتى لا تنتهي هذه المناسبة مع نهاية الاجتماع.
    البروف عبد الرحيم لا شك أيضاً تحدث بلغة فيها تأييد عام لما جاء في النصوص، واستشهد بالأخطاء التي وقعت فيها شعارات تطبيق الشريعة، وضرورة تصحيح النهج، وتصحيح المسائل المتعلقة بجهاد الطلب وهكذا. وأعتقد عموماً أن الكلام الذي قاله صحيح ودائماً كنت أكرر هذا الكلام أن البعثي السوداني ليس كالبعثي المشرقي، والشيوعي السوداني ليس كالشيوعي المشرقي ولا المغربي.
    في مرة ذهبت إلى بيروت وصادف في الطائرة معي الأخ عبد الرحمن الوسيلة رحمه الله، من الشيوعيين، وفي المطار عقدت مؤتمراً صحفياً لأتحدث، وكان هناك واحد يمثل الحزب الشيوعي اللبناني جاء ليقابل الوسيلة، وبعد أن تكلمت كلامي، تحدث الوسيلة بكلام فيه نوع من التوافق مع ما قلت. فغضب ممثل الحزب الشيوعي اللبناني كيف تتطابق آراؤك مع آراء الرجعية. فقال له الوسيلة يا أخي نحن جايين من بيئة مختلفة عن بيئتكم من فضلك افهم بيئتنا، وافهم أننا عندنا هذا التوافق والتسامح، فنحن مختلفين نعم ولكن بدون إدانات.
    الاخ عادل حسن حمزة، مؤكد يؤيد الحوار وينادي باستجابة عملية ويدافع عن التصوف، ولكنه ينتقد بصورة واضحة نهج غلاة السلفية، وينتقد أن الورقة انتقدت المذهبية. أنا لم انتقد المذهبية، بالعكس، أقول إم القبائل والمذاهب وهذه المسائل نتيجة حتمية للتنوع ولكن الذي أرفضه ما جاء في "جوهرة التوحيد" الإلزام بالمذهيبة يكون الناس ينتمون إلى المذاهب بصورة اختيارية نعم، ولكن لا يكون الزاماً، وكذلك الالزام بالعصبية فالقبائل أمر ضروري (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ)[6] ولكن البغيض هو التعصب؛ فالتعصب في المذهب والتعصب في القبيلة هذا سيئ، أما الانتماء القبلي والانتماء المذهبي فمقبول للغاية. ولكن أمرين ينبغي الالتزام بهما: لا إلزام، مثلاً لو أردت أن أعقد لزواج لازم أقول على مذهب فلان، ففي رأيي الإلزام هو الأمر المرفوض، أما الانتماء المذهبي فحتماً سيكون، وحتماً سيكون التقليد، ولكن هذا ينبغي ألا يكون إلزامياً لئلا يكون قفل باب للاجتهاد. فأرجو يكون واضحاً أنه لا مانع أبداً فالمذاهب عملت عملاً جليلاً جداً، ولكن المرفوض هو الالزام والتعصب.
    الأخ عبد الحي يوسف، أشكره على ما ورد، ولكن الصورة الرافضة تماماً للإلهام غير صحيحة، طيب هل نلغي الآذان! من أين جئنا بالآذان؟ جاء من إلهام صحابي. الرسول صلى الله عليه وسلم تحدث عن محدثين وتحدث عن البشائر، والرؤى الصادقة بشائر، يعني هذا كله جزء من عملية الإلهام (اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ)[7] وهذا النور هو الإلهام. المهم يجب أن نعترف بذلك.
    الإنسان قبل الوحي. قبل الوحي لازم نتحدث عن صورة الإنسان، ما هي صورة الإنسان؟ ربنا خلق النور، خلق هذا الكون بالتسلل الآتي: في الأول الطبيعة ثم الإنسان والطبيعة آية من آيات الله (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّۗ)[8] وخلق الإنسان ثم جاء التنزيل على الإنسان، الإنسان الذي جاءه التنزيل هذا عنده ثلاث صفات واحدة: (وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِۖ)[9] فيه قبس من روح الله وإلا نعتبر آدم طين فقط ، آدم ليس طيناً فقط نفخ فيه روحه وأعطاه العقل وأعطاه الحرية (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْۚ)[10]. يعني الانسان فيه هذه الصفات فإذن ينبغي أن نقبل. أما كونه هناك ناس ممكن يسيئوا بالكلام عن الالهام بدجل فهذا صحيح ولكن لا يمكن أن نمنع التملك لأن الناس ممكن تسرق، هذا أمر وهذا أمر آخر. صحيح ممكن يكون هناك دجل كبير جداً وكثير جداً، وسيحصل، ولكن يجب أن نعترف أن للإلهام دوراً، ونعترف أيضاً أن هذا الدور دور غرف منه كثيرون، والحقيقة يجب أن نعترف بفضل الحركة الصوفية، لقد زرنا الاتحاد السوفتي أثناء الحكم السوفيتي ووجدنا أن المسلمين حفظوا الدين عن طريق الطرق الصوفية، لأنه كان أي مظهر آخر من مظاهر الدين ممنوع وهكذا. وهذا نفسه حصل أيضاً في تركيا الكمالية. وكذلك نشر الإٍسلام السلمي في جنوب شرق آسيا وأفريقيا شمال الصحراء وفي السودان، ففي السودان دخل الإسلام حقيقة بصورة سلمية وللطرق الصوفية في ذلك دور كبير، وهذا هو دور أهل الإلهام، الذين يعتبرون أنفسهم بالرؤى الصادقة وبالإلهام وبهذه المعاني استطاعوا أن يتحركوا وأن يحدثوا أعمالاً مفيدة "وبثمارها تعرفونها" صحيح هناك دجل كبيراً لدى كثير من الناس لكن هذا لا ينفي حقيقة أن للإلهام دوراً.
    أما الهجوم على التقارب السني الشيعي لأن بعض الشيعة؛ وبعض الشيعة صحيح يقولون كلاماً سيئاً جداً، مثلما أن بعض أهل السنة يقولون كلاماً سيئاً، وحينما تحدثت عن التسنن الأموي ففي العهد الأموي كان هناك إلزام للخطيب أن يلعن علي بن أبي طالب ويلعن كذلك من هم على شيعته، هذه حرب باردة قديمة.
    الغريبة أن الأخ عبد الحي يتحدث عن أن الشيعة يشتمون آل البيت ويشتمون الصحابة ويأخذ عليهم هذا، وطبعاً هذا فعلاً مرفوض، ولكنه يستهشد بالشيعة الآن بأنهم يتخذون هذا الموقف، ومثلما قال ابننا المتحدث، وسأتطرق لحديثه، دافع عن أنه الآن يوجد شيعة يفعلون ذلك.. ألا تعلمون أن السيد مقتدى الصدر اليوم في السعودية ومقتدى الصدر أخذ موقفاً، وهو من أهم قادة الشيعة في العراق. ويتحدث بوضوح تام عن السيدة أم المؤمنين عائشة بلغة تكريمية ويتحدث عن تسلسل الأئمة الخلفاء الراشدين كما هو، فكيف ندين كل الشيعة؟ والإمام الخميني أيضاً قال لازم أن الناس يصلوا وراء بعض وهكذا.
    صحيح هناك شيعة غلاة مثلما هناك سنة غلاة ولذلك نحن نقول نحن نريد المعتدلين من الطرفين لكي ننقذ أهل القبلة من هذه الحرب التي لا نتيجة لها ولا تفضي إلى شيء. اليوم هناك عدد كبير جداً من الشيعة يرون بوضوح تام ضرورة وحدة المسلمين، والخميني أبعد منتظري لأنه تحدث بلغة أن ولاية الفقيه في المسائل الشعائرية ولكن في المسائل الأخرى الولاية ولاية الأمة، وهكذا.
    لا يمكن أن نغمض أعيننا عن هذه المسائل التي يمكن أن تساعدنا في توحيد أهل القبلة وفقط نتمسك بالفكرة القديمة: روافض ونواصب، وهذه في النهاية لا نهاية لها.. من صفين حتى اليوم الحرب قائمة فهل نستمر في هذا البله؟ ضروري أن نوقفه لأن هذه حرب ممكن تكون مستمرة، لذلك أنا أقول إن رفض التقارب هذا غير صحيح، والمذاهب الشيعية التي أتحدث عن رفض قبولها ما هي؟: المذهب الجعفري والزيدي. المذهب الجعفري من أهم مصادر المذهب الحنفي، جعفر الصادق حتى هو ذاته قال فيه الإمام أبو حنيفة: "لولا السنتان لضاع النعمان" يعني السنتين اللتين قضاهما مع جعفر الصادق. والمذهب الزيدي أقرب ما يكون لأهل السنة.
    وعلى أية حال في الأزهر فإن شيخ شلتوت رحمه الله جعل هذين المذهبين يدرسان ضمن المذاهب الإسلامية. فالحقيقة أننا لازم نعترف بأن هناك معتدلون في أهل السنة ولكن هناك متطرفين في أهل السنة يكفرون كل إنسان، يكفر السني ويكفر الشيعي، ويكفر الصوفي ويكفر آخرين كثيرين، ولكن هناك معتدلين.
    والسيد حسن روحاني أو الرئيس حسن روحاني هذا انتصر في الانتخابات بشعارات اعتدال، ولا بد أن ندرك هذه الاشياء وأن نفهم الواقع ونتعامل مع الوقع، نعم هناك شيعة يكفرون السنة وسنة يكفرون الشيعة، ونحن نريد أن ننقذ الإٍسلام من هذا التكفير والتكفير المضاد. وبعدين يقول حد الردة يستشهد فيه بـ(وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)؟[11] هل هذا الكلام فيه حد؟ فيه نعم إدانة للردة ولكن ليس فيه عقوبة دنيوية للردة لأن (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِۖ)[12]، (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْۚ)[13]. المهم في هذا الموضوع هو يتحدث عن حد الردة مبنياً على هذه الآية، هذه الآية تتحدث عن إدانة نعم ولكن إدانة أخروية وليست إدانة دنيوية، ليس فيها هذا الموضوع الذي هو يعتقد أنه أساس.
    هناك موضوع مهم وهو موضوع المهدية: الاخ علاء الدين عبد الله أبو زيد تكلم عن اتباع المذاهب وقد تطرقت لهذا الموضوع، ولكن موضوع المهدية قدمت في الموضوع دراسات من فقه المهدية، أولاً لا يمكن أن يكون هناك إنسان غاب قبل 14 قرن ولم يمت (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)[14] الموت سنة الحياة. ثم هل ممكن آخر الزمن يأتي شخص من هذا النوع؟ وحجتي أنه: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ)[15] فقد انكشفت أوراق الامتحان. ولكن المهدية حسب دعوة الإمام محمد المهدي كما أوضحت هي دعوة لإحياء الدين بوسائل ذكرها هو وأنا أدافع عن هذه الدعوة وحتى هذه أقول أنه نحن كأنصار عملنا مراجعات مثلما نطلب من الناس الآخرين كلهم أن يعملوا مراجعات، والمراجعات تسمح لنا أن نتحدث أي نعم هذه هي الدعوة وهذا هو معناها، والإمام عبد الرحمن قام بعمل مراجعة على أساس يقبل بموجب ذلك التنوع والتعددية والتعايش مع الآخرين، نحن نريد أن نقبل هذا الكلام بهذه الصورة، وفي ذلك كتابات كثيرة والكلام لا يمكن أن يكون مختصر هنا لكني أصدرت كتاب "يسألونك عن المهدية" تناول هذا الموضوع تفصيلاً.
    ابننا نزار بابكر تحدث عن أن الديمقراطية أساس الحل .. النظام السياسي الذي يتعامل بموجبه الآخرون يجب أن يكون محدداً ومفصلاً ويتم فيه النص على المساءلة والمشاركة والشفافية وسيادة حكم القانون، هذا هو الأساس المطلوب.
    الاخ بدر الدين طه بدون شك قال كلاماً واضحاً جداً في ضرورة الاستعداد للتفاهم ويفيد بالحاجة للإتفاق ويقبل ضرورة المراجعات، كلنا نراجع حسب التجربة كلنا نراجع لكي نستطيع أن نستفيد من التجربة ولا نصر على مواقفنا.
    الأخ معمر موسى عمل أسئلة كثيرة جداً وممكن أن أجيب علي هذه الاسئلة ولكن يا ابني عندي كتاب عنوانه "أيها الجيل" أرجو أن تقرأ هذا الكتاب ففيه إجابة على كل اسئلتك، وهو أصلاً لمخاطبة جيلك وقد تطرق لكل هذه القضايا: السياسة عند المسلمين، والمشروع السياسي، ومسائل الغرب والعلاقة مع الغرب، والتعارض بين العقل والنقل.. إلخ، ولأنه لا يوجد زمن الآن وقد قيل لي إن الصالة زمن إغلاقها أزف، ولكني أحيلك لهذا الكتاب وسوف يسلمك ابني محمد زكي نسخة منه. للإجابة على كل الاسئلة التي تكرمت بها، قال لي الأخ سموأل هذه اسئلة منكر ونكير، ولكني أراها أسئلة مشروعة جداً.
    طبعاً ابننا الزبير قال كلاماً معقولاً حول توضيح موضوع الشيعة. ولكن بالمناسبة في (غروزني) عقد اجتماع فيه عُزل الوهابية فلم يدعوهم وذلك لأنهم اعتبروا أن الوهابية ليسوا من أهل السنة والجماعة، وقامت "شِبْكة" كبيرة جداً وطبعاً بعض الوهابية يكفرون الأزهر لأن الأزهر قائم على الأشعرية. هذه هي المواقف التي ينبغي أن ننقذ أنفسنا منها، أي في داخل أهل السنة والجماعة هناك تكفير لبعضنا البعض، كذلك فيما بين السنة والشيعة، اليوم التكفير المتبادل بين السنة والشيعة معناها حرب، هذا يساوي حرب، فهل نحن مستعدين لذلك؟ وهناك ناس مستعدون لكي يبيعوا لنا نحن الاثنين السلاح لأنه أحسن لهم أن نتقاتل.
    أنا حقيقة كما قلت لن أستطيع المرور على كل المداخلات وقد تبقت المداخلات الخامسة والسادسة والسابعة عشر، ولكني اشيد بالحديث الذي أدلى به الأخ أيمن وقد أتى بحديث صحيح، أن المسلم حقيقة من صلي صلاتنا واستقبل قبلتنا وذبح ذبيحتنا، هذا هو المسلم. ودائماً ما أقول تفصيلاً هنالك خمس أمور ينبغي أن تحسم قضيتنا: التوحيد، والنبوة، والمعاد، والأركان الخمسة، ومكارم الاخلاق. هذه مفروض تجعلنا حسب هذا الحديث مسملين، نختلف اختلافات اجتهادية فليكن، ولكل منا لديه أفكار ورؤى.
    وما أرجوه في ختام هذا الكلام أن يتكرم الحاضرون بقراءة متأنية لهذه النصوص لأن هذا الكلام له ما بعده، وأيضاً أرجو أن نعمل على تكوين تيار إسلامي الهدف منه أن يجمع ولا يفرق باعتبار ان التفرقة في هذه الظروق معناها الحالقة.
    والسلام عليكم.

    ملحوظة: فيما عدا كلمة الإمام الافتتاحية، فكل المداخلات وتعقيب الإمام عليها تم تدوينها أو تفريغها من تسجيلات صوتية أو بالفيديو من قبل المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي، مع شكر سكرتارية المنتدى العالمي للوسطية الذين استفدنا من تدويناتهم أحياناً.

    [1] سورة البقرة الآية (3)
    [2] سورة آل عمران الآية (110)
    [3] سورة آل عمران الآية (159)
    [4] صحيح بخاري
    [5] سورة التوبة الآية (71)
    [6] سورة الحجرات الآية (13)
    [7] سورة الحديد الآية (28)
    [8] سورة الحجر الآية (85)
    [9] سوروة السجدة الآية (9)
    [10] سورة الكهف الآية (29)
    [11] سورة الأنفال الآية (13)
    [12] سورة البقرة الآية (256)
    [13] سوروة الكهف الآية (29)
    [14] سورة الزمر الآية (30)
    [15] سوسرة الانعام الآية (158)





    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 08 اغسطس 2017

    اخبار و بيانات

  • كمال عمر: رئيس البرلمان ديكتاتور ولائحته استبدادية
  • وزير الصحة ولاية الخرطوم يدشن الحملة الكبرى لمكافحة البعوض والحشرات بالولاية
  • وجّهت بالقبض على أي شخص لا يحمل البطاقة المصرية السلطات المصرية تواصل حملاتها التصعيدية بمثلث حلايب
  • معتمد امبدة يدشن مشروع إفطار عزة للتلميذ بمدرسة رابعة العدوية بنات أساس
  • وزارة التربية: نواجه تحديات في السلم التعليمي والمنهج الجديد
  • حسبو محمد عبدالرحمن يعلن مصادرة السيارات غير المقننة في دارفور دون تعويض5
  • لجنة برلمانية تؤكد أن الوضع الاقتصادي غير ميئوس منه عبد الرحيم حمدي يتوقع أن يصل سعر الدولار إلى (5


اراء و مقالات

  • تيارات الفكر و أثرها في مشروع النهضة في السودان 1- 6 تيار القومية العربية و دوره في نهضة السودان
  • الأراضي الرطبة- قناة جونقلي ومعاهدة رامسار بقلم الكاتبة :درة التاج عثمان
  • حرامية السودان (2) بقلم الطيب محمد جاده
  • المبادئ التي تعرقل محاكمة الفاسدين والمجرمين من أعضاء النظام الحاكم مستقبلا بقلم د.أمل الكردفاني
  • الحالة الفلسطينية واستراتيجيات النهوض بقلم: طلال أبو ركبة*
  • الجنجوِيدى حَسَبُو نائب رئيس السودان يَعْلِنُ مَوْجَةً أخْرَى من الشَرِّ ! بقلم عبد العزيز عثمان
  • فى إنتظار الموظف .. بقلم عمر الشريف
  • التطبيع مع إسرائيل بين رؤية الدكتور يوسف الكودة والدكتور محمد علي الجزولي بقلم يوسف علي النور حسن
  • ولو بالقوة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • الرد على (مساعد السديرة) .. (2) بقلم د. عارف الركابي
  • خطاب لمدير مخابرات سلفا بالخرطوم بقلم إسحق فضل الله
  • مع شرطة المرور بقلم الصادق الرزيقي
  • ولكن من يزور البجراوية ؟..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • الزعبوط !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين المهدي ومنصور خالد ! بقلم الطيب مصطفى
  • اللا دينية الثالثة بعد المسيحية والاسلام بقلم د.أمل الكردفاني
  • خور الورل : البركان الثائر!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • معركة الأقصى قيادة رشيدة وشعبٌ عظيمٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • وقفة توضيحية لهذا الرجال الهمام البلال الزين صغيرون. بقلم يوسف شوبرا
  • إسترخاص ليس إلا .. !! - بقلم هيثم الفضل
  • ثم دفنوه ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • حمير الوالي ( حميركو ) بقلم هاشم علي السنجك
  • هل نعيد بناء مشروعنا الوطني، وكيف ننهض به؟!بقلم الدكتور أيوب عثمان كاتب وأكاديمي فلسطيني

    المنبر العام

  • مسلسل عشم، هل هو من ضحايا حالة الانفصام و أوهام التوجه الحضاري؟؟
  • اغرب تصريحين
  • من متوفي دماغيا بمستشفى في مكة : استئصال الكليتين والرئتين والقلب للاستفادة من الصمامات
  • لماذا يعزف المغتربون السودانيون عن تحويل العملات الصعبة بواسطة البنوك ؟
  • فستان اللاجئات ... Refugee Dress
  • في رحاب الصادقين ..(2) الشهيد محمد حسن هيكل
  • شايفك كتّرتها
  • الشرطة. تلقي القبض علي خاطف وقاتل الطفل
  • ساهمت قطر بشكل أساسي في بقاء الحكم الكيزاني للسودان حتى الان
  • رسالةٌ “صادمةٌ” من الجبير إلى المُعارضة السورية: الأسد باقٍ وعَليكم التعايش مَعه..
  • وول ستريت جورنال: بن سلمان وبن زايد: هكذا تعارفا.. هكذا يريدان إعادة تشكيل المنطقة
  • نافذة صلاح جادات الاخبارية ... اخبار اليوم ... صور وفيديوهات .
  • عبدالرحيم حمدى قال سيصل سعر الدولار ٥٠ جنيها اذا استمر الوضع هكذا
  • مغالطات حول زيارة البشير الى المغرب
  • غندور: فريق محامين أميركي خفّض غرامة تفجيرات نيروبي لملياري دولار
  • برلمانيون : نفايات الخرطوم (وصمة عار) ومخجلة للحكومة
  • حسبو يعلن مصادرة سيارات “بوكو حرام” غير المقننة في دارفور دون تعويض
  • الطفل بدرى المخطوف(صور)
  • داعشي: حكومة عبد الرحيم تصر على دعم الظالم ودهس المظلوم
  • قبل مثولها امام البرلمان ليت الوزيرة تحاسب المتسببين فى تلف الذرة بالقضارف
  • هل تسمح دول حصار قطر للبشير بترشح مرة اخرى عندهم الجيش السودانى والفريق طه
  • أحداث معسكر خور الورل بولاية النيل الابيض ... !!
  • عرض عام مختصر للمدة التي حكم فيها نظام مايو ٦٩ - ٨٥ (بالفيديو)
  • اكتشاف قرية قديمة عمرها 14 ألف عام في كندا...ويقدر الباحثون أن القرية أقدم من أهرامات الجيزة
  • عبدالرحيم حمدي زول كيشة في الإقتصاد .. ما فاهم غير سياسة تحرير العملة

    Latest News

  • SPLM-N condemns killing of rebel NCO in Sudan
  • Suffi sects Deny establishment of political party
  • Purchasing power weakens again in Sudan’s Kordofan
  • Investment Minister Disusses Horizons of Joint Cooperation with Delegation of (PTA Bank)
  • Sudanese MPs protest Parliamentary procedures
  • King Salman receives president of the Republic in Tanjier
  • Sudan V-P in North Darfur to prepare for illegal arms collection
  • Minister for Foreign Affairs receives Swiss Ambassador to Sudan























  •                   

    العنوان الكاتب Date
    تقرير ملتقى حال الأمة بين المحن والمنح - أقامته مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بالتعاون مع المنتدى الع اخبار سودانيزاونلاين08-08-17, 05:54 PM


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de