وداعا محمد علي جادين ايقونه البعث والمقاومه ورمز التجديد والاصلاح البعثي الديمقراطي واحد اعمدة اركان الحداثه والاستنارة والفكر السوداني
بقلوب المناضلين العامرة بالايمان والقابضه علي جمر القضيه والمجبوله علي اردة وسواعد ابناء الوطن ننعي الي جماهير شعبنا القائد الوطني والمفكر والسياسي الفذ المناضل محمد علي جادين الامين العام للبعث السوداني الذي فارق الحياة يوم الاحد 19 يونيو تاركا وراءة سفرا وارثا كبيرا من المؤلفات والكتب المترجمه والابحاث والدراسات والمقالات والمقابلات والاوراق الاقتصاديه المتخصصه باعتيارة مناضلا مثقفا اطل وخرج علينا من رحم ومعاناة وعرق دم الشوق الوطني وهو المفعم بالكبرياء والبساطه والزهد والتواضع والنبل ومحبه الوطن والناس وعفه اليد واللسان، كان رجلا ماهلا ويتمتع بهدؤء ومزايا اسرة وصوت خافت واخلاق رفيعه وقدرات هائله علي الاقناع علي من حوله من خلال خطابه الباهر والمؤثر وحضورة الطاغي والفاعل والمشع الذي يمسك بجوهر الاشياء والقضايا ببراعه استثنائيه وعمق في التحليل وقراءة المواقف ببصيرة نافذة وحكمه عقلانيه كان شغوفا بالمعرفه والاطلاع والانفتاح علي الاخر ومطالعه التجارب والتعلم والاعتبارمنها
ينتمي محمد علي جادين الي جيل الرواد الاوائل المؤسسين للبعث في السودان في البدايات من ستينيات القرن العشرين منذ بواكير شبابه الذي تفتح علي مشروع النهوض القومي في الاستنارة والعلمانيه والحداثه وحركه التغيير والتقدم والديمقراطيه واحد اهم القياديين الذين ساهموا في تشكيل المخيله البعثيه السودانيه، لقد نذر روحه وحياته ووقته وجهدة بالكامل لخدمه هذا المشروع بصدق وحس نضالي عالي وشفاف وغاص وانغمس في هذا الحلم وبذل حياته للشعب والحق والعداله والوطن، عرفته المعتقلات والسجون والاوكار والمخابي في ظل دكتاتوريه نميري ونظام الانقاذ والمؤتمر الوطني الظلامي والفاشي المستبد والفاسد في مسيرة عامرة بالمواقف ومواجهه الصعاب والتحديات فقد كان حزمه من النضال والتعب تحمل فيها مسؤولياته القياديه بجدارة واقتدار وتفاني في كل المنعطفات والمحطات والظروف، كان سودانيا خالصا لديه علاقات متعددة وراسحه وثابته مع كافه الوان الطيف السياسي تعبر بصدق علي الاتفتاح والتسامح وروح الايثار
ظل محمد علي جادين ملتفتا بعين فاحصه وقراءة صحيحه للمتغيرات واتخاذ المواقف السياسيه الصائبه في تظورات المشهد الفكري والسياسي من خلال التزامه بالديمقراطيه وبناء مشروع نهضوي متجدد للبعث من خلال التأكيد علي المكون العربي الافريقي لهويه السودان المركبه والمتشكله عبر التاريخ والوقفه والمراجعات والنقد لتجديد الافكار والمفاهيم والشعارات وتوطيد وتوطين البعث سودانيا والوعي بحقائق التنوع التاريخي والمعاصر للسودان والانفتاح علي الواقع وخصائص فكرة وثقافته وتراثه وتجربته كما تشمل هذة المراجعات قضيه المواطنه القائمه علي المساواة في الحقوق والواجبات في ظل الدوله المدنيه ، وقضايا الحرب والسلام ونظام الحكم وتقسيم السلطه والثروة ، والدستور القائم علي صيانه الحريات والنظام الديقراطي وسيادة حكم القانون واحترام حقوق الانسان، ورفض الانقلابات العسكريه ونبذ الارهاب والتطرف والعنف،علي طريق استعادة البعث لدورة واستنهاض وشحذ همته وحضورة الواعي،علي قاعدة تجديد المهمات والأهداف،باعتبارة واحد من اهم ركائزدعامات العقلانيه والاستنارة والحداثه والعلمانيه، كان متفائلا بالمستقبل وقوي التغييروهزيمه الاسلام السياسي واستشراف واقع بديل ديمقراطي لتحقيق اجندة السلام والحل السياسي الشامل بتفكيك دوله الانقاذ لمصلحه البديل الديمقراطي الشامل وفق استحقاقات متطلبات شعبنا وقرارات قوي نداء السودان والقرار الافريقي (539)
يشكل محمد علي جادين علامه فارقه وفارعه في تيار الفكر السياسي السوداني بانتاجه المعرفي الثر والجاد رصيدا للاجيال القادمه،كما فقد السودان برحيله أحد وابرز المترجمين الأذكياء متوقدي الذهن، لقد كان رقما مهما في المعادله السياسيه لديه كل مواصفات ومقومات القائد الذي تحدي المحن والشدائد لخلق منارات لتشكيل ورسم الحاضر وتكوين سيرة المستقبل علي طريق الوجود المغايروالواعد لسودان المستقبل والأمل
وداعا محمد علي جادين ستظل دائما في ضمائرنا وذاكرتنا انسانا وموقفا وفكرة لقد كنت مبعث الامل فينا ونحن اليوم اكثر تمسكا بعنوان المسيرة وحلم المشروع الديمقراطي وستبقي ذكراك حافزا ونبراسا ومشاعل تضي معالم الطريق
شكرا محمد علي جادين للرفقه وحضورك النضر الباهي وللمعرفه والعلم والثقافه الباذخه التي اضاءت فضاءاتنا بسلاح الوعي والايمان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة