بسم الله الرحمن الرحيم كلمة الدكتور جبريل إبراهيم محمد رئيس الجبهة الثورية السودانية فى ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة فى دار حزب الأمة بتاريخ 31أكتوبر 2015م التحية لكم أيها الحفل الكريم ،وأنتم تحيون ذكرى ثورة اكتوبرالمجيدة ، وتعيشون لحظاتها . التحية الى شهداء الثورة السودانية ، من لدن الثورة المهدية الى يومنا هذا ، والذين قهروا الظلم وإرتحلوا وليبقى ويحيى الوطن . التحية الى شبابنا الثائر الذين سطروا بدمائهم الطاهرة ملاحم البطولة والشرف ، فى كل أصقاع الوطن وفى العاصمة المثلثة ، والذين ما زالوا يغرسون فى أرضنا العزيزة بذور التضحيات . التحية الى أهلنا الطيبين الصابرين على المهانة والمسغبة فى معسكرات النزوح واللجؤ . التحية الى الثكالى والارامل والأيتام الذين تتصاعد أعدادهم فى كل ساعة بفعل بربرية النظام وآلته الحربية والقمعية . التحية الى طلابنا وهم يعيشون أسوأ وأبغض صور عنصرية الحاكم ودولته . التحية الى الأسرى والسجناء فى وحدة زنازينهم وفى غياهب السجون . التحية الى شعبنا العظيم فى مدنه وبواديه وهو ينتظر الفجر الجديدة بلهفة وأمل . والتحية والشكر الجزيل للذين بادروا ودعوا ونظموا هذا اللقاء والذين تداعوا له من كل فج عميق . ونحن نحي ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة ، لابد أن نتذكر جميعاً أن الثورة تعنى التغيير الجذرى ، ويبدأ هذا التغيير بما غشى النفس من ذل وأنكسار ، وخوف وخنوع وإستسلام للواقع ، علينا إذاً أن نتهيأ لكسر حاجز الخوف والإنعتاق من كل قيد يحول دون إنطلاقنا نحو التغيير . النظام وفر لنا أسباب الإحتقان والغليان والانفجار ، وخيرنا بين الموت بسلاحه بشرف او الموت بالجوع والمرض والإحباط منكسرين ذليلين ، فأيهما نختار . لا شك عندى أن شعبنا يختار الموت بشرف وعز وكبرياء ويقول .... لا تسقنى ماء الحياة بذلة***** بل أسقنى بالعز كأس الحنظل ماء الحياة بذلة كجهنم ******* وجهنم بالعز أطيب منزل ولكن حتى يقف الشعب هذا الموقف الشجاع النبيل لابد له من قيادة موحدة وواعية بتحديات المرحلة ، أن تتوحد حول برنامج حد أدنى ، لأنه دون وحدة المعارضة يكاد يكون التغيير مستحيلاً، وما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب ، ولكى تتوحد المعارضة لابد لنا وللمعارضة أن تقدر عظم المسؤلية الملقاة على عاتقها، وتتجاوز ذواتها وأنانيتها ، ومصالحها التنظيمية الضيقة ، وتقدم مصلحة الوطن على مصلحتها الخاصة . ونحن فى الجبهة الثورية السودانية طليعة من طلائع الشعب السودانى للتغيير ، آلينا على أنفسنا أن نكون رهن إشارة الشعب . وأن نتقدم صفوف الثورة ، ونقدم أغلى التضحيات ، ونكون على العهد ، ولن نخون شعبنا ، ولن نقبل بأقل من تغيير شامل فى كل مناحى حياة شعبنا وبلادنا ، لن نقبل بحريات مجزأة ، تمنح وتسترد ، ولن نقبل ببلد يملكها البعض ويكون فيها البعض الآخر ضيوفاً على موائد اللئام ، لن نقبل بغير زوال دولة الكبت والإرهاب والابادة الجماعية والفساد والعنصرية ، وقيام دولة العدل والحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية . وأقول لكم أيها الاخوة والأخوات ، لا تنشغلوا ولا تنزعجوا لخلافاتنا التنظيمية الداخلية العابرة ، فالجبهة مشروع وطنى شامخ ، وأمل أمة وأداتها للتغيير ، ولن نسمح بالحيدة عن مسارها . ونبشركم بأننا أوشكنا على تجاوز خلافاتنا ، ولن تأثر هذه الخلافات البتة فى مشروعنا وتوجهنا وبرنامجنا وعلاقاتنا مع القوى السياسية ومع المحيط الأقليمى والدولى . أما ما يجرى فى قاعة الصداقة منذ العاشر من الشهر العاشر الجارى فلا يعدو أن يكون منلوجاً خاصاً، أو حواراً للذات ، يقوم به الحزب الحاكم ومن شايعه ولا يجوز لنا تسميته حواراً وطنياً ، فالفلم الذى يجرى عرضه الآن فى قاعة الصداقة نهايته ونتائجه محددة مسبقاً ، والبطل فى الفلم الهندى منتصر لا محالة . وسيتم إعادة إنتاج المؤتمر الوطنى بشئ قليل من مساحيق التجميل ، وهذا ما لا يمكن القبول به . الحوار الحقيقى الذى ننشده ، حوار لكل الشعب ولأجله ، حوار يملك زمامه الشعب من قواعده ، ليحدد مستقبله ومصيره بيده . لا حواراً يستأثر به النخب فى الصالات المغلقة . ويحدد مصير البلاد بتفويض مزور ، ويتقاسم فيه كعكة السلطة . نريد حواراً حراً متكافئاً محايداً ، يشارك فيه الجميع فى تحديد موضوعاته وإدارته وإجراءاته ومنابره وإطاره الزمنى وضماناته ، وتهيئة البيئة الخاصة بقيامه ، وهذا ما لم يحدث حتى الآن ، الضمانات التى نتحدث عنها ليست ضمانات السلامة الشخصية ، للمشاركين فى مؤتمر الحوار، رغم أهمية هذا النوع من الضمانات وإنما نتحدث عن ضمانات قيام حوار حقيقى يشارك فيه الشعب كله ، ويعبر فيه عن رأيه الحر بلا قيد ولا إكراه من جهاز الامن . نريد ضمانات بأن ما يخرج به المؤتمر سيجد طريقه للتنفيذ ، وحتى لو كان خصماً على الطرف الحاكم او لغيره . نريد أن نطمئن عبر إجراءات تشكيل الحوار ، أنه سيفضى الى تغيير فى طريقة حكم البلاد ، ويحقق الديمقراطية الحقة والشفافية ، والمحاسبة وعدم الافلات من العقاب ، نريد للحوارالحقيقى أن يميز بين القضايا التى لا تحسم إلاعن ىطريق المفاوضات بين الأطراف المتحاربة لأنها خاصة بالاقاليم المتأثرة بالحرب وسكانها وبين القضايا العامة ، التى يمكن التقرير فيها عبر الحوار والإتمار. الحوار الذى نريده لن يبدأ بعد ، ولن يبدأ إلا بعد قيام المؤتمر التحضيرى بمشاركة الجميع ، ليضع أُسس الحوار وضوابطه فى منبر لا يسيطر عليه أو يتحكم فيه أحد أطراف الحوار . ولن يبدأ إلا بعد أن تتهيأ له البيئة المواتية بإجراءات واضحة . ولن تتهيأ مثل هذه البيئة بإعلانات العلاقات العامة الفارغة التى يلجأ إليها النظام مثل إعلان وقف العدائيات من طرف واحد ، ولا زالت طائراته تقصف المدنيين يومياً فى جنوب كردفان ودارفور ، وتهجم متحركاته على مواقع الثوار فى النيل الأزرق .الحوار الوطنى الحقيقى الذى يكون إسماً على مسمى يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية من طرف النظام ، وإلى إستعداد حقيقى لدفع إستحقاقاته ، من كل أطراف الحوار. وأخيراً أقول لكم لا تفرحوا بأذونات عقد الندوات المحدودة وتعتبرونها إنفراجاً فى القبضة الأمنية ، فالحرية التى تمنح يملك مانحها حق الإسترداد ، ويجب ألا تقبلوا إلا بإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات والعودة الى وثيقة الحريات فى الدستور . إستغلوا هذه الكوة الصغيرة من الحريات لإنتزاع الحرية بالكامل ولا تنتظروا الحرية من أحد الدكتور جبريل إبراهيم محمد رئيس الجبهة الثورية السودانية رئيس حركة العدل والمساواة السودانية 31 ألأكتوبر 2015م دارحزب الامة ام درمان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة