|
الأمين العام:رسالة بمناسبة يوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان ال
|
الأمـــــم المتحـدة
الأمين العام
رسالة بمناسبة يوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب 12 أيلول/سبتمبر 2013 تلقيه السيدة ريبيكا غرينسبان، المديرة المعاونة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
يجيء الاحتفال بيوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب هذا العام في وقت يشهد تكثيفا للجهود الدولية الرامية إلى التعجيل بخطى التقدم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول نهاية عام 2015، وهو الموعد النهائي المتفق عليه دوليا. ويتزامن مع ذلك تولي الجنوب دورا أكبر في المشهد الإنمائي العالمي. وفي العديد من البلدان النامية ترتفع الدخول ويتراجع الفقر وتنتعش الآمال. وتحقق هدف تقليل الفقر المدقع إلى النصف. كما تحققت المساواة في التعليم الابتدائي، من حيث انتظام البنات والبنين في المدارس. وتناقصت بشدة معدلات وفيات الرضع، حيث تمكنت خمس من تسع مناطق نامية من تقليل معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى النصف. وبات بإمكان أكثر من بليوني شخص الحصول على مياه الشرب النظيفة. وبفضل هذه الإنجازات وغيرها من الإنجازات الاقتصادية التي حققها جنوب الكرة الأرضية، نشأت طبقة متوسطة تتزايد بسرعة فازدادت بها قوة الأصوات المطالبة بمزيد من الحريات والإنصاف والعمل اللائق وتشكيلة واسعة من السلع والخدمات التي لا غنى عنها للتقدم البشري الحقيقي. ورغم هذه الاتجاهات الإيجابية، لا يزال 1.2 بليون شخص واقعين في مصيدة الفقر المدقع. وتدور حاليا مناقشات عالمية واسعة النطاق لتحديد خطة إنمائية لما بعد عام 2015 من شأنها تحفير الجهود الإنمائية على جميع المستويات في السنوات والعقود القادمة. وفي الوقت الذي تتبلور فيه هذه الخطة، يبدو المجتمع الدولي متحدا بالفعل حول ضرورة أن يظل التعاون فيما بين بلدان الجنوب جزءا لا يتجزأ من الشراكة العالمية من أجل التنمية. وتتوجه البلدان النامية حاليا إلى بعضها البعض التماسا لدروس يمكن الاستفادة بها فيما يتصل بالسياسات والبرامج المبتكرة للتصدي للتحديات الإنمائية الملحة. فقد ساعد البرنامج البرازيلي Bolsa Familia (البدل العائلي)، وهو نموذج للتحويلات النقدية، في تحسين تغذية الأطفال وتعليمهم في البرازيل، وقد نُقل هذا النظام إلى أفريقيا بنجاح. كما يمنح برنامج الضمان الوطني للعمالة الريفية في الهند كل أسرة هندية ريفية بموجب القانون الحق في مزاولة عمل لا يتطلب مهارة لمدة 100 يوم سنويا في برامج الأشغال العامة. وأسفر تركيز الصين على تطوير الهياكل الأساسية في البلدان النامية الأخرى عن تحسن الإمداد بالكهرباء وزيادة خطوط السكك الحديدية وتقليل أسعار خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية. وتتوافر حلول إضافية على نطاق جنوب الكرة الأرضية بإمكانها، لو أُحسن توظيفها، أن توفر إسهامات حقيقية في التصدي لطائفة متنوعة من الشواغل الملحة، بدءا من الجوع والصحة وانتهاءً بالتعليم والطاقة المستدامة. ويوفر التعاون فيما بين بلدان الجنوب حلولا حقيقية وملموسة لتحديات إنمائية مشتركة. ويشكِّل تبادل أفضل الممارسات، وتمويل مشاريع رائدة في البلدات النائية، وتوفير رأس المال للتوسع في المشاريع الناجحة، والإمداد بالمنافع العامة الإقليمية، واستحداث التكنولوجيات المناسبة وتطويعها، فرصا يحتاج المجتمع الدولي إلى أن يستفيد منها بشكل أفضل. إنني في يومنا هذا، يوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، أدعو جميع الشركاء إلى مضاعفة جهودهم للاستفادة من كنوز المعرفة والخبرة والفكر الإنمائي في جنوب الكرة الأرضية.
|
|
|
|
|
|