كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: موقف نادي الجيش لمشاركة القوات المسلحة في المباراة الختامية (Re: moniem suliman)
|
اذا حصل ان خاض السودان حربا مع اي دولة في العالم يهزم هزيمة نكراء من المعركة الاولى . ومع الاعتراف ببسالة جيشه وقدرته وصبرهم على القتال لكن لم يحصل ان دخل الجيش السوداني في اي حرب مع دولة اجنبية اختبرت فيها قدرات جيشه .ذلك طوال عهده استمرت المؤسسة العسكرية في البلاد تحارب الامة السودانية . ازمتنا في العقيدة العسكرية . وفي الادارة العسكرية للجيش. وكلها تنبع من العقلية التي تحكم البلاد لخمسين سنة. وليس في الجندي. الجلابة والمستوطنون الغجر - أو الحلب كما يحلو للبعض - من سكان السودان لا يرتاد ابنائهم الجنودية في الجيش . يبرعون في تهريب أبناءهم عن واجباتهم الوطنية إلى التعليم العالي من اجل الخدمات الراقية . وعبر ما توفرت لهم من رساميل من عرق الجنقو وحصرية الانتاج الاقتصادي ومن موارد عملهم في الاغتراب يهربون اشقائهم نساء ورجالا الى الدول الاخرى في اوربا وامريكا الشمالية و بعض بلدان الخليج والشرق الاوسط ليواصلوا دعم مؤسسة الجلابة الحاكمة بالكوادر . والدعم المعنوي . ولا يقصرون في دعم مؤسستهم بالشتائم ذات البعد النسوي في بعضهم بعضا ،وفي حق المتمردين على الدولة والمؤسسة حتى وان اختلفوا مع الصنف الحاكم في الرأي وشخصية من يحكم الجلابة يتفقون على الصيغة الشاذة الحاكمة لانهم ينطلق مفاهيمهم للاشياء من ارضية واحدة. لا تجد ادني صفة اجتماعية محتملة تجمع بين أبناء المهمشين من جهة وأبناء الجلابة الشماليين والمستوطنين الغجر من جهة أخرى. الفقر والمرض والسذاجة والتخلف ابرز صفات الأوليين والتخمة والراحة والدعة والغنى الفاحش صفات الأخيرين. في صالتي المغادرة والاستقبال بمطار الخرطوم الدولي تلتقي أمة من الناس راحين وغادين إلى دول الصقيع في أوربا والشرق الأوسط أمة لا تجد ادنى ما يربطها بهذا الوطن الأفريقي الأسمر في حربه وفقره وشقائه .وبين المحمولين علي هيئة خراف عبر المطار من الجهة الاخرى الى حرائق الموت في الجنوب من القرويين والسود الفقراء . لا تقارب في تفكيرهم ،وفهمه وتقيمهم للأشياء وفي حديثهم وألبستهم وفحش غنائهم . هؤلاء هم هم الجلابة الشماليين وإخوانهم المستوطنون الغجر وجلهم طبقات و الثرية في ارض يقتله التخلف والحروبات الاهلية واؤلائك السود الفقراء المتخلفين من ادم واساخا وابكر وكوكو وجون وادروب هم ابناء السودان من بقية الاقاليم لا يعرفون السودان سوى حرب الجنوب . والخرطوم مدينة غريبة كانها ليستعاصمة لبلاد هم جزء منها. في اروقة الجامعات تجد اؤلائك من ابناء الجلابة الشماليين في شوارع الفيحاء وشارع العصافير في (المين روت ) يطلق البعض عليهم (حناكيش) غالبية مطلقة . وقلة في شارع افريقيا من فقراء الالقليم السودانية الاخرى يطلقون عليهم (خناشير) لكن العدد الكافي من المهمشين في الجيش يحاربون دفاعا عن وهما من اجل ان تسلم الحانكيش في العيش وتهنى . وفي شوارع المدينة يتاجرون الملابس القديمة ويبنون بيوت الفقراء ويغسلون سياراهم . بعض التجار الجوالة مقطوعي الازرع والارجل مفقوعي الاعين ممن ترطت لهم الحرب النحسة في جنوب البلاد تلك الاطراف المشوهة . الوطنية هي أن يكون أبناء الوطن الواحد على درجة واحدة من حبهم له ورعايته لهم وفي القيام بكافة الحقوق و الواجبات بالمساواة النسانية والعدالة. يمتون جميعا في فيتنام وينعمون بالحقوق جميعا اولا وطن يكون هنا . سبب أخر لولوج الغرابة إلى الجيش هو أن الغرابي مدمن حرب بطبيعته إذ يولد محاربا ويتربى في كنف محارب ومحاربة يعشقان القتال بالفطرة . وقد تكونت في ذاكرتهم الجماعية من قصص البطولات عن أجداده الخالدين في حرب ضد المد الاستعماري الانكليزي والفرنسي وإقامة دول رشيدة ذات طابع اثني : من عهود مملكة كسوفوروك الداجاوي ، إلى مجالدات الإمام الشهيد عبد الله بن تور شين التعايشي عليه رحمة الله. مرورا بسولونج وتيراب وقرد وإدريس وبحر الدين جوهر صفوة المحاربين. والحالة لكل اهلا لطبيعة الساحرة المتحاربة. بالاضافة الى سياسيات المؤسسة الاستعمارية غير الغرابي يتربى متجابنا متلايننا ، وان بقيت في ذاكرته الجماعية نضال مزيف تحكي حادثة هتاف امرأة واحدة في الماضي حين يهرب عن الدفاع عنها الرجال. وهل فلح قوم بطل ذاكرتهم امرأة. أخر ينشا في الحلية فهو في الخصام غير مبين. واخرون يحاولن انتاج بطل واسطروة من رجل يقتل غدرا ويسرق قوت ضيفه الضحية ويهرب تاركا نساءه واطفاله الضعفاء من شعبه لرحمة العدو. لكن هذا صفات الملوك لبعض اجزاء السودان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|