جلست على كرسى الاعتراف و اصلحت الوشاح الاسود الذى كان يغطى شعرها لانها فى بيت الله و لبيت الله كل الاحترام. رغم ذاك الفاصل الذى كان يفصل بينها و بين القسيس الا انها كانت ترتعد يائسة و نحيبها الصامت يعلو ليكون نشيجا صامتا يمزق القلوب فبدا القسيس يهدئها قائلا اهدئى يابنيتى و قولى لى ما الذى يعذبك وثقى بان الرب سيساعدك و يخفف عنك كل الالام و سينير لك كل الطرقات المظلمة لانك عرفتى طريقه دون ان تتوهى في مطبات الحياة . مسحت اليزابث دموعها لانها شعرت بكلماته تصل الى اعماقها دون اى حواجز شغرت بالراحة ولم تعلم بان هذه الفرصة التى منحتها لنفسها ستغير حياتها بالكامل وستضيف اليها الكثير بدات تسرد له حكايتها "سابداء لك من البداية منذ كنت شابة... منذ شعرت و لاول مرة باننى مغرمة و متيمة " توقفت قليلا عن الحديث لكى تستطيع تجميع ذكرياتها بترتيب لانها بدات تنهمر عليها فلم تعلم من اين تبداء و تابعت حديثها قائلة "احببت ذاك الرجل الذي دخل قلبي و حياتي دون استئذان فقلب حياتي راس علي عقب, احببته بقوة بصدق كمن لم يعشق ولن يعشق مرة اخرى لكن رغم ذاك الحب الذى كان ولايزال بداخلى باعمق اعماقى لم استطيع الاعتراف او التلميح له. وعلى اثر هذه الجملة صمتت و نزل من عينيها دمعة خنقتها و لم تستطع على اثرها الحديث فرن صمت عميق قطعه القسيس بصوته الهادى الرزين الابوى. "لماذا لم تستطيعى الاعتراف الحب ليس بعيب بنيتى الحب اقدس ما قد يحس به الانسان. الحب هو الذى يهب الحياة ذاك المذاق الذى يشعرنا بالسعادة و اننا نستطيع المسير قدما نحو الافضل". فابتسمت ابتسامة حزينة فقال لها القسيس نم خاف الستار " اعتقد انك الن تبتسمين او فى حالة استغراب و اندهاش نحن الرهبان بشر بنيتى والحب موجود دائما و يحيا معنا لان الله يحبنا"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة