|
جريمة الخرطوم وجرحى جيش التحرير و الدماء الرخيصة
|
جريمة الخرطوم وجرحى جيش التحرير و الدماء الرخيصة هارون سليمان
في تاريخنا القريب والبعيد ، اقترن اسم حي المهندسين بجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في حق السودانيين الهاربين من جحيم إرهاب الدولة أو القادمين سهواً إلى عرين الإرهاب متتبعين أثر قياداتهم الذين انقطع بهم السبل في معتقلات القصور الكبيرة في الخرطوم العاصمة ، حيث تأتي جريمة حي المهندسين بأمدرمان التي ارتكبها أجهزة النظام في حق معاقين ومصابين وجرحى العمليات من إبطال جيش تحرير السودان الذين ضل بهم الطريق إلى عاصمة الإرهاب وقادهم سراب الأمل والآلام اليومية إلى عاصمة السلام الإعلامي ،ليستقر بهم المقام ضيوفا وغرباء عند قادتهم الذين أضافوا معاناة جديدة فوق معاناتهم قبل أن تسوقهم قدر الأيام إلى مصيرهم المحتوم في إطار إرهاب الدولة وسياسية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ..، تأتي هذه الجريمة كامتداد طبيعي لتلك التي حدثت في دارفور المحرقة والمقابر الجماعية والجثث المتناثرة مع اختلاف الزمان والمكان وتحت مسمى السلام وفي مسافة بين نوايا النظام المبطنة بالانتقام والغدر وغفلة القيادة التي انقطعت وانفصلت من قواعدها في الداخل والخارج ومن ميدان التحرير واعتكفت في الخرطوم تحت رحمة الجلادين من غير قرار ولا أمر ولا مقومات للنهي عن منكر القصر ولا صوتاً في مجلس وزراء المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والنفعيين ، فجلبت بذلك جملة من المتاعب وحزم من الإهانات لنفسها قبل الثورة وكشفت لنظام الإنقاذ أسرار ضعفها ومكامن هوانها وقلة حيلتها وسطحية أفكارها و فقدانها لآليات درء الخطر لروحها، ناهيك عن ارواح جرحى ومصابي جيش التحرير مع اظهار عدم قدرتها لممارسة سياسة الدولة السودانية المليئة بالمكائد والمكر وفنون الممكن التي لا يمكن أن يمارسها كل من تجاوز المؤسسات والأبطال وأهمل القدرات والجهود الثورية وتجاهل تكاليف الثورة الباهظة ومعاناة اللاجئين والنازحين والسجناء وغرد مع الانتهازيين إلى بحور المصالح والمنافع ، مما شجعت بذلك أجهزة النظام إلى ارتكاب تلك الجريمة الكبيرة في حجمها الإرهابي وعدد الأرواح البريئة التي أزهقت ومستوى الإذلال والتحقير والاستفزاز التي مورست ، والصغيرة في نظر المرتكبين والانتهازيين من ثورة التحرير ، حيث لا يعرف من يديرون الثورة من شارع البلدية ، حتى هذه اللحظة حجم الجريمة وعدد القتلى والجرحى ومصير المعتقلين ومن هم تحت أنقاض المبنى التي هدمت على رؤوسهم ولا هوية من احترق بهم العربة ، ويناشدون من وراء ذلك المؤتمر الوطني بتسليم جثث القتلى ويطالبون بضمان سلامة المعتقلين والكف عن ملاحقة بقية أفراد بعثة الخرطوم الانتهازية ، بل قادهم الفضيحة إلى عقد مؤتمر صحفي ،صرحت قيادة الحركة الرشيدة الواعية بعض البالونات الإعلامية عن قرب حرب وهمية في الخرطوم مع مناشدة سراب من الجماهير الذين انصرفوا منذ أيام انشغالهم وانهماكهم في السلطة والمال للتحلي بالصبر، وإعلان الأسف وإشهار الاستنكار والترحم على أرواح الشهداء ،مقدمين مطالب الهوان من شباك الإعلام والصحافة إلى المؤتمر الوطني ،مؤكدين رغبتهم في تطبيق الإتفاقية وكأنهم متهمين بالتنصل، مرددين بعد الأغنيات السياسية القديمة مثل( عدم احترام المؤتمر الوطني لحقوق الإنسان وكبت الحريات العامة والخاصة وحرية التعبير وخطوات التحول الديمقراطي وعدم رغبة النظام في الاستمرار في عملية السلام من خلال اعتداءاته المتكررة للحركة وكأنهم ليسوا جزءاً من أكذوبة حكومة الوحدة الوطنية ) مطالبين بلجنة تحقيق محايدة وطرف ثالث لإعادة سيادة دار الحركة والأجهزة والمستندات والأسرار التي صودرت وإزالة العوائق لتتمكن الحركة من الوصول إلى القتلى والجرحى والمعتقلين، وتصديق وتصريح من المؤتمر الوطني لتفقد ممتلكات الحركة في المنزل المهدم بالدبابات والمدافع ، رافضين الإدارة السيئة للأزمة خارج المؤسسات الرسمية في الوقت الذي يديرون الثورة بأكملها خارج مؤسساتها وأجهزتها الشرعية ،مجيرين خسائرها في الأرواح والممتلكات لصالح الأفراد و مطامع الانتهازيين ، وذلك لتضليل أنفسهم وتخفيف درجة الانهزام النفسي وإعادة أمل الاستمرار إلى حين كارثة مفاجئة أخرى لم تتعرف الكهنة ضحاياها بعد ، كما ذهب بعضهم من وراء الحجاب إلى المنظمات والضمائر الإنسانية مطالبين النجدة للتعرف على مصير جثث وجرحى ومعتقلي جيش التحرير واكتفى البعض بتأمين منازلهم وأرواحهم الفردية ومسارات تحركهم حتى لا يشملهم المداهمات القادمة في ظل إصرار أجهزة النظام من ملاحقتهم بعد إنزالهم من مرتبة صناع السلام وشركاء الحكومة إلى مرتبة مليشيات يحملون السلاح خارج قانون الخرطوم من دون إذن أو علم المؤتمر الوطني و التي على أساسها استباح النظام الأرواح البريئة وصادر الدار والممتلكات والأسرار كخطوة تجريبية نحو مصادرة المنازل والوظائف وغيرها من أدوات الجذب التي أتت بالناس إلى الخرطوم . فنحن بدورنا نستنكر ونشجب على هذه الجريمة .على رغم من أن وزير داخلية النظام أكد في جريدة السوداني العدد 492 على أن ارتكاب هذه الجريمة سبقتها تفاهمات سياسية مع قيادة الحركة !!
رحم الله شهداء التحرير السابقين والقادمين من أزقة الإهمال وعاجل الشفاء للجرحى الذين زاد الخرطوم مسحات جرحهم،،... وكلنا على يقين من أن المصير مؤلم إذا ما أوكل الأمر لغير أهله أو رفضت المرأة المطلقة من مغادرة منزل زوجها بحجة تربية ما رزقوا من الأولاد رغم نداءات وليها المتكررة ( تشبيه لعلاقة المؤتمر الوطني وقيادة الحركة في الخرطوم ونداءات أعضاء الحركة المتكررة لتصويبها ) أو تقدمت قطار الأطماع الشخصية على قطار القضية العادلة أو أعتاد الناس الذل والإهانة والقتل في الخرطوم وجعلوها من بديهيات السياسة أو انحرفوا عن المسار لهثاً وراء الدنيا الانتقالية أو نزلت قيادة حركة بأكملها إلى مرتبة الأفراد لتطالب وتستنكر مع العامة
منقول من سودان جيم
|
|
|
|
|
|
|
|
|