|
العنصرية وتغيير المواقف ما بين الجلابة والقراقير
|
يقول الله تعالى "إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"في هذه الآية يقرر القرآن الكريم حالة اللاوعي واللاشعور وعدم الإدراك على أن هذا الذي يقوم به الناس فساد وضرر. وكذلك يقول سبحانه وتعالى : "وإن تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً". وهذا يدل على صعوبة الانتقال من الضلال المترسخ في اللاوعي الى الهدى الذي لم تتضح بعد معالم نفعه وفائدته. والقرآن يقول: "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتـهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم". في هذه الآية يتحدث القرآن عن الصعوبة في التغيير لا عن الاستحالة لأنه هنا يضع نهاية للعجز عن الإدراك واستمرار العمى والصمم عندما تبلغ النتائج الضارة درجة غير قابلة للاحتمال. هنا يفتح القرآن الباب الذي كان مغلقاً، أي يضطر الإنسان الى التخلي عن الضلال بعد عذابات وخسائر لا تطاق، فيضطر بعضنا و تحت وطأة العواقب غير المحتملة الى تغيير مواقفه.
قبل أن أدخل في تفسير موسع لمعاني الآيات السابقة دعوني استعرض بعض التعريفات لمعنى كلمة العنصرية
(العنصرية هي حين تفصل الأعراق غيرها من الأعراق، هذا أشبه بالتفرقة، لا يريد الأشخاص الاختلاط بسبب ألوانهم وهم لا يريدون مشاركة الأشخاص الآخرين لأنهم يظنون أنهم أفضل من الآخرين)
تعني شعبين منفصلين يعيشان معاًوالحاجز هنا أيضاً اللونين الأبيض والأسود هو تصنيف البشر بناء على أعراقهم وألوان بشرتهم وجنسهم وديانتهم.
هي شكل كريه من أشكال تكسير الحياة وجمالياتها وظاهرة نفسية تتسم بأقسى قدر من انهيار العاطفة السوية وبالسم النفسي والعنصري لا يعي غالبا وضعه كمختل خاصة في مناخ مماثل يعزز هذا الخروج من الطبيعة النظيفة ويضع له مسوغات براقة العنصري يعي أحيانا على شكل ومضة وضعه المختل والمهشم لكن هذا الوعي يُدفع نحو القاع في جو الغبار والكراهية العامة وصراخ الابادة.
تتعكز دائما خلف فكرة أو أيديولوجيا أو بنية ثقافية وهذه تقوم بوظيفة( التبرير) والتسويغ وتقديم الحجج والبراهين المزيفة والمقبولة لكي تستمر لعبة التنكر( التنكر للجنس وللهوية عامة) هي شكل سافر من أشكال القبح والعنصري لا يعي دائما هذا الشكل المزري فيه إلا في مواجهة مجتمع صحي معافى حتى في هذه الحالة تقوم الفكرة المرضية بوظيفتها المعهودة وهي التبرير ومد يد العون النفسي بما يعزز سقوط الإنسان في مستنقع الكراهية للآخر.
العنصري لا يعرف الآخر أو لا يستطيع وصفه إلا في مفهوم واحد هو العدو وهذا التعريف يجعل الآخر نهبا مشاعا وملكية خاصة للعنصري وحين يكون المختلف عدوا يكون كل شيء فيه مباحا النساء والأطفال والشيوخ والطبيعة والتاريخ والأرض والمُلك.
|
|
|
|
|
|
|
|
|