|
Re: من العلمانية إلى الدولة المدنية، و من الديمقراطية إلى الشورى.. تحليل الانحدار و الارتباط (Re: محمد حسبو)
|
شكرا لكل من تابع ونسبة لاهمية الموضوع المطروح فاننى لمزيد من الفائدة اورد مقال لى نشر فى صحيفة الاضواء بالخرطوم وبعض المواقع على الانترنت بتاريخ 21/1/2007 ولا زلنا فى انتظار كل من له من الاسباب ما يدعونا الى التمسك بالعلمانية كمصطلح يمكن تداوله وتنزيله الى ارض الواقع السودانى حتى نصل الى حوار اكثر ثراء وجدية مع تحياتى.....البراق .فالى المقال المذكور:
هل يمكن التنبوء بانشقاق جديد داخل الحزب الشيوعى السودانى البراق النذير الوراق
كنت قد تحدثت فى مقال نشر فى صحيفة الايام بتاريخ 31/7/2006,عن سير التحضير للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعى, فى اعقاب الحملات المتعددة التى بدأ يشنها بعض اعضاء الحزب من الشباب على القيادة, منتقدين النهج الذى تتبعه فى تحضيرها لهذا الحدث الفارق فى تاريخ الحزب, وقد تعدت هذه الحملات هذا المنحى وتجاوزته الى النقد المباشر لاشخاص بعينهم فى مواقفهم السياسية والفكرية, وإن كنا ندعو الى إشاعة النهج الديمقراطى فى مؤسسة لها من العراقة والتاريخ النضالى و الوحدة الفكرية والتنظيمية ما يجعل بعض المؤسسات المشابهة تتوارى خجلا عند المقارنة, فاننا نقف فى إمتعاض, وفى حزن بعض الاحيان عندما نسمع او نقراء كتابات لاقلام واعدة تنضح بالنضج الفكرى, تميل فى بعض الاحيان الى المهاترات, وفى احيان اخرى للشتائم المباشرة, لا يسع الاعداء المباشرون للحزب, إلا الوقوف دهشة أمامها, وبهذا يصبح هناك سؤال مشروع عن الذى يحدث, فهل هو انقسام, ام ثورة داخلية شاملة للتغيير, ام هو نوع من اثبات الذات, فلقد خبر هذا الحزب الانقسامات منذ خمسينات القرن الماضى, طالت حتى الإنقسام على مستوى القيادة, كما حدث فى مطلع السبعينات, حتى وصل الى انشقاق كوادر فى التسعينات من نفس القرن, كان من السهل التنبؤ لها بتسنم قيادة الحزب فى وقت لاحق, ولكنه لم يشهد تكتيك مشابه لما يقوم به الشباب بالحزب اليوم, نعم يجوز لنا تسميته بالتكتيك الذى ربما يكون برئ المقاصد او لايكون, ولكنه يصب فى خانة واحدة, ألا وهى حل القيادة الحالية باسرع ما يمكن وهدم كل طوبة حاولت بناءها على المستوى الفكرى والسياسى وحتى التنظيمى,حتى وان حاولت بعض هذه الاقلام التمويه بغير ذلك , إن تاريخ الحزب الشيوعى السودانى مثلا يتحدث عن مقالات متبادلة لقياديين فى الحزب, هما عبد الخالق محجوب واحمد سليمان المحامى, كان من الممكن مع هذه المقالات الشديدة اللهجة, التكهن بما حدث لاحقا من إنقسام على مستوى القيادات قاده احمد سليمان, وكان واضحا اّنذاك أن التيار الذى قاد الإنقسام كان يسير فى وجهة, بعيدة عن خط الحزب المعروف, مما سهل على القواعد تجاوز الأمر سريعا دون كوارث, وتلاه إنقسام مجموعة المرحوم الخاتم عدلان, الذى بدأ بورقة فى مجلة الشيوعى, إحدى الإصدارات الداخلية للحزب, وانتهى بتكوين تنظيم (حق) الذى لم يستطع أن يصمد طويلا وانقسم على نفسه, وبعدها تشتتت قيادته بين فريقين, ومنهم من قضى نحبه, ومنهم من ينتظر, ومنهم من إدعى ترك العمل التنظيمى لحين إشعار اّخر, اما اليوم فالامر مختلف, فهؤلاء الشباب يصرون على عدم تركهم صفوف الحزب, ويصرون على نشر كل الغسيل على الصحف السيارة والانترنت, وفى الجلسات الخاصة والعامة, والقيادة تتسلى بتجاهلهم, وكأن الأمر لا يعنيها, مع أن هؤلاء الشباب, يثيرون قضايا غاية فى الأهمية, على المستوى الفكرى والسياسى والتنظيمى, قد تؤثر بجدية فى مصير الحزب, إن موقف الحزب مثلا من قضية العلمانية كان واضحا, وقد عانى الحزب كثيراً جراء تبنيه الصريح لها فى برنامجه, ويصبح من نافلة القول إن هذا الوضوح, كان أحد اسباب خروجه من البرلمان فى الديمقراطية الثانية, وقد دخل انتخابات 86 وهو يحملها بقوة فى مواجهة الاعداء التقليديين من اسلاميين وغيرهم, ولا نزال نذكر الى الاّن, صيحاتهم (أى الاسلاميين) عبر ميكروفونات غالية الثمن اّنذاك (لا شيوعية ولا إلحاد الإسلام فكرٌ جاد), وبرغم ذلك نجح الحزب فى الوصول للبرلمان بمقعدين, وذلك يعنى نجاح نسبى فى كسر الحاجز الذى حاول اعداءه بناءه بينه والجماهير, والذى يعود ربما لمقدرات خاصة يتميز بها العضوين الفائزين, او ربما يعود لترشح العضوين فى مناطق اكثر إستنارة من غيرها, وذلك لوجود الحزبين التقليديين واكتساحهم للانتخابات, وسنعود لهذا الموضوع فى مقال لاحق, ولكن ما يهمنا الاّن ان العلمانية اليوم بالحزب, مواجهة بسوط التجديد لمواكبة المتغيرات ,ومن الطبيعى ان يجد هذا الطرح الجديد, النقاش الكافى والتحليل الدقيق, ولكن من الغريب أن ياتى النقد الحاد لهذا الطرح, من الشباب الذين يعاصرون العولمة والثورة التكنولوجية والانترنت, ثم نأتى إلى كبار السن بالحزب, فنجد أغلبهم يؤيدون تغيير المصطلح لحساب مصطلحات جديدة, والشباب يعزون ذلك للايماءات الموحية بالموافقة, بحكم العادة, من كبار السن على كل ما تطرحه القيادة, ونفس الامر ينطبق على موضوعات اخرى, مثل تغيير الاسم ومشروع اللائحة والبرنامج, الذى يعتقد بعض الشباب إن اسلوب الوصاية يطغى على شكل طرح النقاش حولها, وهذا يقودنا بالتاكيد الى الظن بان ما يحدث ربما يكون ثورة شاملة للتغيير, هدفها وضع القيادة فى مرتبة العضوية العادية التى لا يمكنها تبنى اى شكل من اشكال الوصاية, والمدهش فى الأمر ان بعض هؤلاء الشباب, كانوا يقودون العمل التنظيمى على مستوى مؤسساتهم التنظيمية فى ما مضى من تاريخهم السياسى, فهل يا ترى مارسوا ما يتنادون به اليوم من فتح لكل الابواب المغلقة حينها, أم أنهم كانوا قراء ممتازين لكراسة العمل الحزبى, التى تكرس للقيادة, وتجعلها فى مرتبة الإمامة التى يوصمون بها القيادة اليوم, وهذا ما قصدناه بإثبات الذات فى المحور الثالث من الظنون الثلاثة التى اوردناها اعلاه, فلعل هؤلاء الشباب أحسوا بحاجتهم لإثبات ذواتهم, ولفت الإنتباه لمقدرتهم على المواجهة, نسبة للخبرة التى اكتسبوها فى هذا المجال, كيف لا؟, والشعور بضخامة الذات يسيطر على كتاباتهم ومناقشاتهم, إن اساليب العمل السرى كانت فى ما مضى, خط دفاعى ممتاز, فى مواجهة الأفكار التى من شأنها إرباك التنظيم الشيوعى, وبتهتك هذا الخط الدفاعى, وفقا لعوامل الانفتاح, وسهولة تناقل المعلومة, والحاجة الموضوعية للتقليل من السرية التى كبلت العمل لسنين, اصبح الحزب الشيوعى فى العراء, الذى نعتقد أنه بحكم التجربة, أقدر الأحزاب على مواجهته, وفى احلك الظروف, فهل يخرج الحزب الشيوعى من المؤتمر الخامس وهو فى قلب الحركة الجماهرية الواسعة, ام تتساقط بعض العضوية النشطة التى فترت من العمل الثورى الدءوب والتغيير الذى يعتمد على الصبر والجلد, تاركة هموم التغيير لاجيال جديدة قادمة,هذا ما ستسفر عنه الايام المقبلة التى نرجو ان تمر ليخرج هذا الحزب كاحد اكثر المؤسسات قوة فى التاثير على الجماهير ونشر الوعى الذى تبناه كخط استراتيجى منذ تكوينه.
|
|
|
|
|
|