كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: متابعة ذكريات خاصة في رضا - الجزء الثاني.. (Re: ابي عزالدين البشري) (Re: ابي عزالدين البشري)
|
عزيزي أبي ، تحية طيبة وبعد، يطيب لكل متتبع لتوثيقك الرائع حول بخت الرضا أن تفرد زاوية صغيرة مفتاح لحوار واسع حول حقيقة وقصة هذا الاسم الخالد الذي ظل وسيظل يأخذ بأفكار المترددين على هذه المدينة (بخت الرضا) وكل الناس، والعجيب أن تتميز بخت الرضا بنوع من التفرد قل تكراره في مدننا وهو أن قاطنيها على مر الأجيال كانوا في الغالب مهاجرين وعابري سبيل وإلى عهد قريب، فهي مدينة الأراضي فيها من مزارع ومنشئات ومباني ومسطحات وخدمات وأنشطة وكل شيء فيها للدولة ممثلة بإدارة المعهد (في السابق) / الجامعة (حالياً) وهي مدينة مهنية خدمية بنسبة مائة بالمائة، لا مجال فيها للتجارة والربح والخسارة فرأسمالها هو الإنسان وريعها هو الكتاب والخريج ونتاجها بالمحصلة النهائية هو العلم والفكر والمعرفة الإنسانية وعطائها حتى عهد قريب كان يصل لكل إنسان في السودان بشكل مباشر أو غير مباشر (المنهج، الكتاب، المعلم والطالب والموهوب في كل الدروب وأخيراً الخريج) بل يكفي سمعتها إذا ذكر اسمها خاصة خارج البلاد عند كل العباد وهنا لا يفوتنا أن نجير للاسم فضله كعنصر أساسي في إصدار ومنح التأشيرة للمعلم عندما تكون وجهته الدول العربية وبالأخص الخليجية وذلك لمجرد أن يكون إسم بخت الرضا معنوناً بين أوراقه. وسكان بخت الرضا كانوا حتى عهد ليس ببعيد كلهم ضيوف مكرمين يتشكلون من تلاميذ الروضة والمدرسة والمعهد ومن الأساتذة والمعلمين والمشرفين والموجهين التربويين والمتدربين وحتى العميد، جميعهم ضيوف على مختلف البرامج والمشارب والأهداف التي كانت سبب في ارتباطهم وتواجدهم ببخت الرضا، والكل منهم يكمل فترة دورته ولسان حاله يقول ليتها أيام لا تكتمل حتى لا يفارق بخت الرضا وريثما يعودون ليواصلوا مسيراتهم ونشاطاتهم في دورات حياتهم بأماكن أخر في دوامة هذه الحياة، وليأتي ليحل أماكنهم في بخت الرضا من بعدهم أناس آخرون سوا في الروضة والمدرسة والمكتب والمعهد وهكذا تتواصل الحياة في رحاب بخت الرضا جيلاً بعد جيل، ومن هنا يأتي تميز المدينة التي لا تعرف الروتين المدينة التي يتجدد فيها لقاء الآخرين مع الآخرين، مدينة يتواصل فيها الأمل وتتلاقى فيها التطلعات، مدينة العلم والثقافة والتجديد، مدينة كل الناس. ولا شبيه لبخت الرضا في هذا السودان الفسيح إلا ما ندر مثلما في حالة 24 القرشي المدينة التي يدار منها امتداد المناقل بمشروع الجزيرة، فهي أيضاً مدينة مهنية إدارية يتوارث أرضها وجدرانها وهواؤها الضيوف وعابري السبيل ولإن تشرف إسم المعهد بـ بخت الرضا فالأخيرة تشرفت باسم الشهيد محمد طه القرشي بعد تغير إسمها من 24 عبود لـ 24 القرشي عقب ثورة أكتوبر إحياءً لذكري الشهيد القرشي (أول من استشهد في ليلة 21 أكتوبر 1964م أثناء محاولات ناس جهاز الأمن فض الندوة الشهيرة التي أقيمت بالبركس في الميدان الأخضر الواقع بين داخليتي كسلا والقاش حيث استشهد القرشي قرب داخلية بحر الجبل وعلقت في مكان استشهاده لوحة خالدة كتبت كلماتها آنذاك بدمه الطاهر وتقول:
وتصارع الشهداء في عمر الزهور بكل صوب - والراية الشماء خافقة تظلل كل درب
أما الدليل على تفرد المدينتين وبقائهما متميزتين بالمهنية، أن بخت الرضا مدينة تربوية علمية بينما 24 القرشي مدينة إدارية، وإن لم تندمج الأولى مع الخليلة الجارة مدينة الدويم فإن الايرة هي الأخرى ظلت بمنأى عن مدينة ابو الحسن التي لا يفصلها عنها إلا الترعة الكنار (الرئيسية للمشروع) ومن هنا إتكسبت المدينتين خصوصيتهما. وعودة لقصة اسم بخت الرضا، فالرأي السائد أن هذا الاسم يعود لسيدة فاضلة تدعى رضا كانت أكثر إنسان نال تقدير واحترام الناس آنذاك لما كانت تقدمه من خدمات جليلة لذلك المجتمع الصغير في ذلك الركن النائي من المدينة وتمثلت خدماتها في بيع بعض الأغراض البسيطة التي اعتادت جداتنا وقتها على فرش الأرض لها مباسط لبيع المنتجات المحلية مثل القاوون والدردقو والفول المحمص والمدمس والنبق والدوم واللالوب والقنقليس والعرديب والقضيم والدانكلي المسلوق وأتصور أن من بين ما كانت تعرض بضع قراطيس ومداد وظروف خطابات وإن جاز لنا أن نطلق لخيالنا العنان لذلك الزمان أن نتخيل توفير وتحضير والدتنا رضا لطعمية ولقيمات خفيفات تقدم لفك الريق في الصباح والفطور، وهي بذلك قد ملكت قلوب الناس ونالت رضاهم فكانت الأم والشخصية المقربة التي اجتمع عليها القوم فكافئوها أجمل ما تكون المكافأة أن أطلقوا أسمها على هذا الوليد التليد (معهد التربية) فكان السعد أيما سعد لجدتنا رضا، وفيما بدا أن الكثيرين لم يكتفوا بإطلاق إسم رضا على هذا الصرح فأصبغوا على أسمها البخت - إمعاناً وتأكيداً وجزماً في التكريم - فجاءت الكنية تسبق الرضا لتمتد إلينا بخت الرضا وكلنا بالرضا لأمنا رضا ومن رحم رضا كلنا أبناء ولأسم رضا نحن الفداء إن هب النداء.
الفصل المميز: مدينة بخت الرضا تقع شمال مدينة الدويم ويحدها النيل الأبيض من الشرق ومبروكة الخضراء بامتدادها الجديد من الشمال وترعة مشروع الدويم من جهة الغرب وهذه جميعها حدود طبيعية بعضها تزامن مع إنشاء معهد التربية بخت الرضا (1934م) مثل مشروع الدويم الذي أعقب الفيضان الناشئ عن بناء خزان جبل الأولياء خلال نفس الفترة بغية التحكم في تصريف مياه النيل، والحدود الأخرى كانت موجودة مسبقاً مثل مبروكة التي كانت تحتل موقع المعهد الحالي فتنازل أهلها طوعاً عن الموقع لبناء المعهد فضربوا بذلك أروع المثل في التضحية بالأرض ونكران الذات وآثروا الرحيل شمالاً لأجل أن تقوم بخت الرضا منارة للعلم (وأسم مبروكة أطلقه الشيخ السماني ود الشيخ برير إذ بارك الموقع الجديد لأهله فجاءت التسمية مبروكة وسماني القوم من بين القوم وبهم وفيهم ........ والرواية للمهندس/ محمد عمرعبدالله ود منصور). أما المزارع التجريبية التابعة للمعهد والواقعة إلى الجنوب منه قبالة مدينة الدويم فتقضي فكرة إنشائها إلى الفصل بين المدينتين حتى تصبح لبخت الرضا خصوصية في تهيئة مناخ هادئ يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي أنشئ من أجلها المعهد. وإذا ما أريد لهذا الصرح الشامخ أن يبقى فلتحرص جميع الإدارات المتعاقبة على المدينة بالإبقاء على هذه المزارع فاصلاً بين المدينتين تحقيقاً لهذه الأغراض وليسود هذا التوجه خطط وأفاق السلطات المختصة بالمدينة من لجان إعمار وإسكان وبلديات بغض النظر عن ضيق فرص توسع المدينة أفقياً ناحية الشمال والجنوب وليكن في التوسع الرأسي للمساكن أو التمدد غرباً وشرقاً بالضفة الأخرى للنيل الأبيض ألف مخرج. أما ما يرشح في الأفق من وقت لآخر بالنية لتوزيع الأراضي الزراعية المعنية لمساكن درجة أولى من شأنه أن يخل بهذا التوجه وليحرص المسئولين على ألا يتعد حد المدينة شمالاً شارع الإسفلت المتاخم للمزارع برغم التجاوز الذي أجتاح الملاعب القريبة من كلية الاقتصاد (الدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطتين سابقاً).
وقفة صمت: ظل كوخ العم توم (Mr. Grifth) حتى وقت قريب منارة شامخة في بخت الرضا وأختفي هذا الصرح بوقت ليس ببعيد. الشعوب تحافظ على موروثاتها بالمحافظة عليها بالصيانة الملائمة والترميم والحماية من تأثيرات التعرية وتدخلات الطقس والمناخ، بل وبالتشريعات – إن دع الأمر – للحماية من تدخل الإنسان، فلماذا ترى غابت التشريعات؟ هل من مجيب!! وننتظر إجابة من القائمين على بخت الرضا وقتما أزيل الكوخ ولتأتي الشهادة من كل وجيع وهم كثر ويهم هنا في الأمر كثيراً الآراء الجريئة لأهلنا وذوينا في حي العاملين ببخت الرضاء والحوض ومبروكة البيضاء والخضراء ومن هنا التحية للصامدين عبر الآجال أهلنا الكسواب وآل الفكي وكل من لم يرد اسمه وله القدح المعلى في خدمة هذا الوطن الصغير الكبير بخت الرضا، اللهم أرضى عنهم وعنا أجمعين..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة ذكريات خاصة في رضا - الجزء الثاني.. (Re: ابي عزالدين البشري) (Re: ابي عزالدين البشري)
|
عزيزي أبي ، تحية طيبة وبعد، يطيب لكل متتبع لتوثيقك الرائع حول بخت الرضا أن تفرد زاوية صغيرة مفتاح لحوار واسع حول حقيقة وقصة هذا الاسم الخالد الذي ظل وسيظل يأخذ بأفكار المترددين على هذه المدينة (بخت الرضا) وكل الناس، والعجيب أن تتميز بخت الرضا بنوع من التفرد قل تكراره في مدننا وهو أن قاطنيها على مر الأجيال كانوا في الغالب مهاجرين وعابري سبيل وإلى عهد قريب، فهي مدينة الأراضي فيها من مزارع ومنشئات ومباني ومسطحات وخدمات وأنشطة وكل شيء فيها للدولة ممثلة بإدارة المعهد (في السابق) / الجامعة (حالياً) وهي مدينة مهنية خدمية بنسبة مائة بالمائة، لا مجال فيها للتجارة والربح والخسارة فرأسمالها هو الإنسان وريعها هو الكتاب والخريج ونتاجها بالمحصلة النهائية هو العلم والفكر والمعرفة الإنسانية وعطائها حتى عهد قريب كان يصل لكل إنسان في السودان بشكل مباشر أو غير مباشر (المنهج، الكتاب، المعلم والطالب والموهوب في كل الدروب وأخيراً الخريج) بل يكفي سمعتها إذا ذكر اسمها خاصة خارج البلاد عند كل العباد وهنا لا يفوتنا أن نجير للاسم فضله كعنصر أساسي في إصدار ومنح التأشيرة للمعلم عندما تكون وجهته الدول العربية وبالأخص الخليجية وذلك لمجرد أن يكون إسم بخت الرضا معنوناً بين أوراقه. وسكان بخت الرضا كانوا حتى عهد ليس ببعيد كلهم ضيوف مكرمين يتشكلون من تلاميذ الروضة والمدرسة والمعهد ومن الأساتذة والمعلمين والمشرفين والموجهين التربويين والمتدربين وحتى العميد، جميعهم ضيوف على مختلف البرامج والمشارب والأهداف التي كانت سبب في ارتباطهم وتواجدهم ببخت الرضا، والكل منهم يكمل فترة دورته ولسان حاله يقول ليتها أيام لا تكتمل حتى لا يفارق بخت الرضا وريثما يعودون ليواصلوا مسيراتهم ونشاطاتهم في دورات حياتهم بأماكن أخر في دوامة هذه الحياة، وليأتي ليحل أماكنهم في بخت الرضا من بعدهم أناس آخرون سوا في الروضة والمدرسة والمكتب والمعهد وهكذا تتواصل الحياة في رحاب بخت الرضا جيلاً بعد جيل، ومن هنا يأتي تميز المدينة التي لا تعرف الروتين المدينة التي يتجدد فيها لقاء الآخرين مع الآخرين، مدينة يتواصل فيها الأمل وتتلاقى فيها التطلعات، مدينة العلم والثقافة والتجديد، مدينة كل الناس. ولا شبيه لبخت الرضا في هذا السودان الفسيح إلا ما ندر مثلما في حالة 24 القرشي المدينة التي يدار منها امتداد المناقل بمشروع الجزيرة، فهي أيضاً مدينة مهنية إدارية يتوارث أرضها وجدرانها وهواؤها الضيوف وعابري السبيل ولإن تشرف إسم المعهد بـ بخت الرضا فالأخيرة تشرفت باسم الشهيد محمد طه القرشي بعد تغير إسمها من 24 عبود لـ 24 القرشي عقب ثورة أكتوبر إحياءً لذكري الشهيد القرشي (أول من استشهد في ليلة 21 أكتوبر 1964م أثناء محاولات ناس جهاز الأمن فض الندوة الشهيرة التي أقيمت بالبركس في الميدان الأخضر الواقع بين داخليتي كسلا والقاش حيث استشهد القرشي قرب داخلية بحر الجبل وعلقت في مكان استشهاده لوحة خالدة كتبت كلماتها آنذاك بدمه الطاهر وتقول:
وتصارع الشهداء في عمر الزهور بكل صوب - والراية الشماء خافقة تظلل كل درب
أما الدليل على تفرد المدينتين وبقائهما متميزتين بالمهنية، أن بخت الرضا مدينة تربوية علمية بينما 24 القرشي مدينة إدارية، وإن لم تندمج الأولى مع الخليلة الجارة مدينة الدويم فإن الايرة هي الأخرى ظلت بمنأى عن مدينة ابو الحسن التي لا يفصلها عنها إلا الترعة الكنار (الرئيسية للمشروع) ومن هنا إتكسبت المدينتين خصوصيتهما. وعودة لقصة اسم بخت الرضا، فالرأي السائد أن هذا الاسم يعود لسيدة فاضلة تدعى رضا كانت أكثر إنسان نال تقدير واحترام الناس آنذاك لما كانت تقدمه من خدمات جليلة لذلك المجتمع الصغير في ذلك الركن النائي من المدينة وتمثلت خدماتها في بيع بعض الأغراض البسيطة التي اعتادت جداتنا وقتها على فرش الأرض لها مباسط لبيع المنتجات المحلية مثل القاوون والدردقو والفول المحمص والمدمس والنبق والدوم واللالوب والقنقليس والعرديب والقضيم والدانكلي المسلوق وأتصور أن من بين ما كانت تعرض بضع قراطيس ومداد وظروف خطابات وإن جاز لنا أن نطلق لخيالنا العنان لذلك الزمان أن نتخيل توفير وتحضير والدتنا رضا لطعمية ولقيمات خفيفات تقدم لفك الريق في الصباح والفطور، وهي بذلك قد ملكت قلوب الناس ونالت رضاهم فكانت الأم والشخصية المقربة التي اجتمع عليها القوم فكافئوها أجمل ما تكون المكافأة أن أطلقوا أسمها على هذا الوليد التليد (معهد التربية) فكان السعد أيما سعد لجدتنا رضا، وفيما بدا أن الكثيرين لم يكتفوا بإطلاق إسم رضا على هذا الصرح فأصبغوا على أسمها البخت - إمعاناً وتأكيداً وجزماً في التكريم - فجاءت الكنية تسبق الرضا لتمتد إلينا بخت الرضا وكلنا بالرضا لأمنا رضا ومن رحم رضا كلنا أبناء ولأسم رضا نحن الفداء إن هب النداء.
الفصل المميز: مدينة بخت الرضا تقع شمال مدينة الدويم ويحدها النيل الأبيض من الشرق ومبروكة الخضراء بامتدادها الجديد من الشمال وترعة مشروع الدويم من جهة الغرب وهذه جميعها حدود طبيعية بعضها تزامن مع إنشاء معهد التربية بخت الرضا (1934م) مثل مشروع الدويم الذي أعقب الفيضان الناشئ عن بناء خزان جبل الأولياء خلال نفس الفترة بغية التحكم في تصريف مياه النيل، والحدود الأخرى كانت موجودة مسبقاً مثل مبروكة التي كانت تحتل موقع المعهد الحالي فتنازل أهلها طوعاً عن الموقع لبناء المعهد فضربوا بذلك أروع المثل في التضحية بالأرض ونكران الذات وآثروا الرحيل شمالاً لأجل أن تقوم بخت الرضا منارة للعلم (وأسم مبروكة أطلقه الشيخ السماني ود الشيخ برير إذ بارك الموقع الجديد لأهله فجاءت التسمية مبروكة وسماني القوم من بين القوم وبهم وفيهم ........ والرواية للمهندس/ محمد عمرعبدالله ود منصور). أما المزارع التجريبية التابعة للمعهد والواقعة إلى الجنوب منه قبالة مدينة الدويم فتقضي فكرة إنشائها إلى الفصل بين المدينتين حتى تصبح لبخت الرضا خصوصية في تهيئة مناخ هادئ يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي أنشئ من أجلها المعهد. وإذا ما أريد لهذا الصرح الشامخ أن يبقى فلتحرص جميع الإدارات المتعاقبة على المدينة بالإبقاء على هذه المزارع فاصلاً بين المدينتين تحقيقاً لهذه الأغراض وليسود هذا التوجه خطط وأفاق السلطات المختصة بالمدينة من لجان إعمار وإسكان وبلديات بغض النظر عن ضيق فرص توسع المدينة أفقياً ناحية الشمال والجنوب وليكن في التوسع الرأسي للمساكن أو التمدد غرباً وشرقاً بالضفة الأخرى للنيل الأبيض ألف مخرج. أما ما يرشح في الأفق من وقت لآخر بالنية لتوزيع الأراضي الزراعية المعنية لمساكن درجة أولى من شأنه أن يخل بهذا التوجه وليحرص المسئولين على ألا يتعد حد المدينة شمالاً شارع الإسفلت المتاخم للمزارع برغم التجاوز الذي أجتاح الملاعب القريبة من كلية الاقتصاد (الدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطتين سابقاً).
وقفة صمت: ظل كوخ العم توم (Mr. Grifth) حتى وقت قريب منارة شامخة في بخت الرضا وأختفي هذا الصرح بوقت ليس ببعيد. الشعوب تحافظ على موروثاتها بالمحافظة عليها بالصيانة الملائمة والترميم والحماية من تأثيرات التعرية وتدخلات الطقس والمناخ، بل وبالتشريعات – إن دع الأمر – للحماية من تدخل الإنسان، فلماذا ترى غابت التشريعات؟ هل من مجيب!! وننتظر إجابة من القائمين على بخت الرضا وقتما أزيل الكوخ ولتأتي الشهادة من كل وجيع وهم كثر ويهم هنا في الأمر كثيراً الآراء الجريئة لأهلنا وذوينا في حي العاملين ببخت الرضاء والحوض ومبروكة البيضاء والخضراء ومن هنا التحية للصامدين عبر الآجال أهلنا الكسواب وآل الفكي وكل من لم يرد اسمه وله القدح المعلى في خدمة هذا الوطن الصغير الكبير بخت الرضا، اللهم أرضى عنهم وعنا أجمعين..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة ذكريات خاصة في رضا - الجزء الثاني.. (Re: ابي عزالدين البشري) (Re: ابي عزالدين البشري)
|
عزيزي أبي ، تحية طيبة وبعد، يطيب لكل متتبع لتوثيقك الرائع حول بخت الرضا أن تفرد زاوية صغيرة مفتاح لحوار واسع حول حقيقة وقصة هذا الاسم الخالد الذي ظل وسيظل يأخذ بأفكار المترددين على هذه المدينة (بخت الرضا) وكل الناس، والعجيب أن تتميز بخت الرضا بنوع من التفرد قل تكراره في مدننا وهو أن قاطنيها على مر الأجيال كانوا في الغالب مهاجرين وعابري سبيل وإلى عهد قريب، فهي مدينة الأراضي فيها من مزارع ومنشئات ومباني ومسطحات وخدمات وأنشطة وكل شيء فيها للدولة ممثلة بإدارة المعهد (في السابق) / الجامعة (حالياً) وهي مدينة مهنية خدمية بنسبة مائة بالمائة، لا مجال فيها للتجارة والربح والخسارة فرأسمالها هو الإنسان وريعها هو الكتاب والخريج ونتاجها بالمحصلة النهائية هو العلم والفكر والمعرفة الإنسانية وعطائها حتى عهد قريب كان يصل لكل إنسان في السودان بشكل مباشر أو غير مباشر (المنهج، الكتاب، المعلم والطالب والموهوب في كل الدروب وأخيراً الخريج) بل يكفي سمعتها إذا ذكر اسمها خاصة خارج البلاد عند كل العباد وهنا لا يفوتنا أن نجير للاسم فضله كعنصر أساسي في إصدار ومنح التأشيرة للمعلم عندما تكون وجهته الدول العربية وبالأخص الخليجية وذلك لمجرد أن يكون إسم بخت الرضا معنوناً بين أوراقه. وسكان بخت الرضا كانوا حتى عهد ليس ببعيد كلهم ضيوف مكرمين يتشكلون من تلاميذ الروضة والمدرسة والمعهد ومن الأساتذة والمعلمين والمشرفين والموجهين التربويين والمتدربين وحتى العميد، جميعهم ضيوف على مختلف البرامج والمشارب والأهداف التي كانت سبب في ارتباطهم وتواجدهم ببخت الرضا، والكل منهم يكمل فترة دورته ولسان حاله يقول ليتها أيام لا تكتمل حتى لا يفارق بخت الرضا وريثما يعودون ليواصلوا مسيراتهم ونشاطاتهم في دورات حياتهم بأماكن أخر في دوامة هذه الحياة، وليأتي ليحل أماكنهم في بخت الرضا من بعدهم أناس آخرون سوا في الروضة والمدرسة والمكتب والمعهد وهكذا تتواصل الحياة في رحاب بخت الرضا جيلاً بعد جيل، ومن هنا يأتي تميز المدينة التي لا تعرف الروتين المدينة التي يتجدد فيها لقاء الآخرين مع الآخرين، مدينة يتواصل فيها الأمل وتتلاقى فيها التطلعات، مدينة العلم والثقافة والتجديد، مدينة كل الناس. ولا شبيه لبخت الرضا في هذا السودان الفسيح إلا ما ندر مثلما في حالة 24 القرشي المدينة التي يدار منها امتداد المناقل بمشروع الجزيرة، فهي أيضاً مدينة مهنية إدارية يتوارث أرضها وجدرانها وهواؤها الضيوف وعابري السبيل ولإن تشرف إسم المعهد بـ بخت الرضا فالأخيرة تشرفت باسم الشهيد محمد طه القرشي بعد تغير إسمها من 24 عبود لـ 24 القرشي عقب ثورة أكتوبر إحياءً لذكري الشهيد القرشي (أول من استشهد في ليلة 21 أكتوبر 1964م أثناء محاولات ناس جهاز الأمن فض الندوة الشهيرة التي أقيمت بالبركس في الميدان الأخضر الواقع بين داخليتي كسلا والقاش حيث استشهد القرشي قرب داخلية بحر الجبل وعلقت في مكان استشهاده لوحة خالدة كتبت كلماتها آنذاك بدمه الطاهر وتقول:
وتصارع الشهداء في عمر الزهور بكل صوب - والراية الشماء خافقة تظلل كل درب
أما الدليل على تفرد المدينتين وبقائهما متميزتين بالمهنية، أن بخت الرضا مدينة تربوية علمية بينما 24 القرشي مدينة إدارية، وإن لم تندمج الأولى مع الخليلة الجارة مدينة الدويم فإن الايرة هي الأخرى ظلت بمنأى عن مدينة ابو الحسن التي لا يفصلها عنها إلا الترعة الكنار (الترعة الرئيسية للمشروع) ومن هنا إتكسبت المدينتين خصوصيتهما. وعودة لقصة اسم بخت الرضا، فالرأي السائد أن هذا الاسم يعود لسيدة فاضلة تدعى رضا كانت أكثر إنسان نال تقدير واحترام الناس آنذاك لما كانت تقدمه من خدمات جليلة لذلك المجتمع الصغير في ذلك الركن النائي من المدينة وتمثلت خدماتها في بيع بعض الأغراض البسيطة التي اعتادت جداتنا وقتها على فرش الأرض لها مباسط لبيع المنتجات المحلية مثل القاوون والدردقو والفول المحمص والمدمس والنبق والدوم واللالوب والقنقليس والعرديب والقضيم والدانكلي المسلوق وأتصور أن من بين ما كانت تعرض بضع قراطيس ومداد وظروف خطابات وإن جاز لنا أن نطلق لخيالنا العنان لذلك الزمان أن نتخيل توفير وتحضير والدتنا رضا لطعمية ولقيمات خفيفات تقدم لفك الريق في الصباح والفطور، وهي بذلك قد ملكت قلوب الناس ونالت رضاهم فكانت الأم والشخصية المقربة التي اجتمع عليها القوم فكافئوها أجمل ما تكون المكافأة أن أطلقوا أسمها على هذا الوليد التليد (معهد التربية) فكان السعد أيما سعد لجدتنا رضا، وفيما بدا أن الكثيرين لم يكتفوا بإطلاق إسم رضا على هذا الصرح فأصبغوا على أسمها البخت - إمعاناً وتأكيداً وجزماً في التكريم - فجاءت الكنية تسبق الرضا لتمتد إلينا بخت الرضا وكلنا بالرضا لأمنا رضا ومن رحم رضا كلنا أبناء ولأسم رضا نحن الفداء إن هب النداء.
الفصل المميز: مدينة بخت الرضا تقع شمال مدينة الدويم ويحدها النيل الأبيض من الشرق ومبروكة الخضراء بامتدادها الجديد من الشمال وترعة مشروع الدويم من جهة الغرب وهذه جميعها حدود طبيعية بعضها تزامن مع إنشاء معهد التربية بخت الرضا (1934م) مثل مشروع الدويم الذي أعقب الفيضان الناشئ عن بناء خزان جبل الأولياء خلال نفس الفترة بغية التحكم في تصريف مياه النيل، والحدود الأخرى كانت موجودة مسبقاً مثل مبروكة التي كانت تحتل موقع المعهد الحالي فتنازل أهلها طوعاً عن الموقع لبناء المعهد فضربوا بذلك أروع المثل في التضحية بالأرض ونكران الذات وآثروا الرحيل شمالاً لأجل أن تقوم بخت الرضا منارة للعلم (وأسم مبروكة أطلقه الشيخ السماني ود الشيخ برير إذ بارك الموقع الجديد لأهله فجاءت التسمية مبروكة وسماني القوم من القوم وبهم وفيهم ........ والرواية للمهندس/ محمد عمرعبدالله ود منصور). أما المزارع التجريبية التابعة للمعهد والواقعة إلى الجنوب منه قبالة مدينة الدويم فتقضي فكرة إنشائها إلى الفصل بين المدينتين حتى تصبح لبخت الرضا خصوصية في تهيئة مناخ هادئ يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي أنشئ من أجلها المعهد. وإذا ما أريد لهذا الصرح الشامخ أن يبقى فلتحرص جميع الإدارات المتعاقبة على المدينة بالإبقاء على هذه المزارع فاصلاً بين المدينتين تحقيقاً لهذه الأغراض وليسود هذا التوجه خطط وأفاق السلطات المختصة بالمدينة من لجان إعمار وإسكان وبلديات بغض النظر عن ضيق فرص توسع المدينة أفقياً ناحية الشمال والجنوب وليكن في التوسع الرأسي للمساكن أو التمدد غرباً وشرقاً بالضفة الأخرى للنيل الأبيض ألف مخرج. أما ما يرشح في الأفق من وقت لآخر بالنية لتوزيع الأراضي الزراعية المعنية لمساكن درجة أولى من شأنه أن يخل بهذا التوجه وليحرص المسئولين على ألا يتعد حد المدينة شمالاً شارع الإسفلت المتاخم للمزارع برغم التجاوز الذي أجتاح الملاعب القريبة من كلية الاقتصاد (الدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطتين سابقاً).
وقفة صمت: ظل كوخ العم توم (Mr. Grifth) حتى وقت قريب منارة شامخة في بخت الرضا وأختفي هذا الصرح بوقت ليس ببعيد. الشعوب تحافظ على موروثاتها بالمحافظة عليها بالصيانة الملائمة والترميم والحماية من تأثيرات التعرية وتدخلات الطقس والمناخ، بل وبالتشريعات – إن دع الأمر – للحماية من تدخل الإنسان، فلماذا ترى غابت التشريعات؟ هل من مجيب!! وننتظر إجابة من القائمين على بخت الرضا وقتما أزيل الكوخ ولتأتي الشهادة من كل وجيع وهم كثر ويهم هنا في الأمر كثيراً الآراء الجريئة لأهلنا وذوينا في حي العاملين ببخت الرضاء والحوض ومبروكة البيضاء والخضراء ومن هنا التحية للصامدين عبر الآجال أهلنا الكسواب وآل الفكي وكل من لم يرد اسمه وله القدح المعلى في خدمة هذا الوطن الصغير الكبير بخت الرضا، اللهم أرضى عنهم وعنا أجمعين..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشهد خريفي من الدويم ـ من كتاب أوراق من الدويم الجزء الثاني (Re: ابي عزالدين البشري)
|
استاذي الغالي / ابي عزالدين لك التحية والتقدير وكل الحب والاحترام والله انك لفخر لنا وللدويم فلقد احسست بان المشهد حقيقي وتذكرت ميدان ابو قرشين ، ودار الرياضة والتاج سعيد ولقلقة والطاهر عبد البين وخالد قدوني وميرغني شنقر ودكان الماظ وجدي علي محمد احمد (الصائغ) وعزالدين شبيكة ومصطفي دفع الله و الطيب مرزوق والجوكري وكومي والدلامي والشبر صلاح المحينة والله جابو والطيب علي وعمك ابوزيدوبابكر علوب وصديق البصير والدقيل وكافتيريا المدينة وباكمبا وعلاء كوكو وكراع جمل وعبد الستار حسين الزبير وعبد المنعم والطاهر نديم وابو حسبو وابراهيم برير وحامد سائق لوري المؤسسة (لوري اللقيمات)والطيب الصديق وجقدول وبرجاس وحسين قطان وجماعة البرش والزهارين والاذاذين ودقون وحسين عبد العزيز وبير ام صبا ودكان حسين سعد وعصير السيد وليمون عمر المرين
والله لقد جمعتنا بدنيا كم اشتقنا لها وباصداقاء كم افتقدناهم مثل متوكل بحر وهو صديق عزيز وزميل دراسة استاذي الطيب برير يوسف نزار وعمار يس النور نتمني ان يدوم الوصل عبر بوستاتك الجميله اخوك ابو التومات
| |
|
|
|
|
|
|
من ثمرات بوست هباني(الدويم شات)، أحمد الشايقي (Re: ابي عزالدين البشري)
|
text here
Quote: الأخ الكريم هشام هباني,
مركز شـات يقع في (الضهرة) عند انتهاء الأراضي الطينية غرباً , وتأسـس في التركية السابقة بعساكر السناجك الشايقية ومثل الوجود العسكري في النيل الابيض وبداية الطريق إلى كردفان ومخـزن الامدادات للقوافل المتجهـة غرباً ,
كان النيل الأبيض (قبل بناء خزان جيل أوليا ذو مجري صيفي يتسع بشكل كبير ويفيض افقيا لأكثر من عشرة كيلومترات على طول امتداده ثم ينحسر تاركاً الأراضي جرفاً طويلا ليناً تزرع عليه الذرة (الصفراء وتنتج انتاجاً مهولا كان يكفي كل وسط السودان من محصول الذرة لكن هذه الظاهرة هي التي جعلت من الصعب قيام المدن على جانب النيل الأبيض قبل الخزان وكانت على النيل قرى ومرافئ صغيرة, تتبع لقرى تقع في الأراضي الرملية غرباُ ,
سمي مركز شات مرفأه على النيل الدويم والتسمية من المديرية الشمالية التي تنتشر فيها الدويمات كـدويم (ودحاج) وغيرها وكانت المراكب ترسو عليه لتبدأ رحلة الشحن بالجمال غرباً حتى الأبيض, لعب مركز شات دورا كبيرا في مواجهة الثورة المهدية فجهز وأمد كل الحملات التي واجهت الإمام المهدي في قدير وكان احد أبنائه هـو البيك محمد عثمان قائد حملة قدير وجد السيد أحمد عثمان بخيت, وفي تجهيز حملة هكس كذلك الذي نزل بها متوجها غرباً وكان قائد حاميتها السنجك عثمان ود حمد كما نزل بهاالسنجك سراج أغـا والسنجك صالح المـك, وكلهم من القادة العسكريين المشاهير, في المهدية أغار القائد الأنصاري أحمد ود المكاشفي على مركز شات في (كتلة شات) المشهورة في التاريخ لتهيئة الطريق لجيش الإمام المهدي المتقدم من شيكان تجاه الخرطوم, ودارت بها معارك شديدة أدت إلى إبادة كل الحامية, وبالفعل فقد نزل بها الإمام المهدي في طريق تقدمه نحو الخرطـوم ومن ثم توجه للترعة الخضراء ومنها إلى أم درمان. فانتهت أهمية مركز شات التاريخية مع الكتلة وبدأت الأهمية والتركيز ينشأ للدويم من بعدهــا.
هـذا عن النشأة والتسمية أحمد محمود الشايقي |
Quote: الأخ الكريم هشام هباني,
جزيل الشكر على البوسـت الرائع بشأن مدينة الدويم التي أهـدت للسودان رموزه العزيزة بدءا من رئيس الوزراء الدبلماسي العالمي الاديب والشاعر والمهندس والقانوني, الاستاذ محمد أحمد المحجـوب ورئيـس الوزراء الخبير التعليمي في حكومـة أكتوبـر , السيد سـر الختم الخليفة الحسـن,
كما أهـدت للوطـن درة التعليم وخاصرته ومبتدأه بالسودان العريض معهد التربية بخت الرضـا موئل تدريب المعلمين ووابتكار المناهج وتدريبها,
وأجيال طويلة من القادة والمفكرين والأدباء والشعراء والقادة العسكريين والوزراء والتنفيذيين على مـر العصـور.
وحتى الذين لم يولدوا بها ولم يستقروا بها فقد كانت الدويم وبخت الرضـا جزءا من فترات زاهرة في حياتهـم
وأذكر على سبيل المثال لا الحصـر عملاقنا الشاعر ادريس جماع والعالم مندور المهدي والعميل ابراهيم مصطفى شرف الدين والفيلسوف الدكتور أحمـدالطيب والعالم نصر الحاج على وأساتذنا فاروق عثمان الحسين وعبد الله البشير النويري , عليه رحمة الله, وميرغني محمد الحسـن وجمع غفير يطول ذكرهـم. أحمد محمود الشايقي
|
** وأواصل
| |
|
|
|
|
|
|
من ثمرات بوست هباني(الدويم شات)، مشاركة الأستاذ الرائع كبر.. (Re: ابي عزالدين البشري)
|
Quote: الدويم..كلما ذكرتها .. توقف حمار كلامي في العقبة .. أبداكي من وين .. يا مدينة.. يا ألق .. في مياسم الذاكرة.. التحية لكل الأصدقاء .. هنا .. خصوصا .. صديقنا هشام هباني .. و المفرح .. الإحساس الجميل .. بأني اٍلتقيت .. أي واحد منكم في دروبها ( ولا أقول شوارعها..لما في الدروب من حميمية و اٍلفة).. في الشهادة السودانية.. في امتحان اللغة العربية سؤال في الكناية عن مدينة النور .. و بلا تردد كتبت .. الدويم.. و لغاية هسع ما عارف المصححين .. أدوني غلط ليه.. حينما أرسل لي صديقي أبكر أدم مسودة رائعته ( الضفة الأخرى)..أول ما تبادر لذهني أن سألته : انت كنت في الدويم سنة كم؟ و كنت ساكن وين؟.. و للعجب أبكر ادم لم يكن من أهالي الدويم..!! كنت يوما أدعي ( ولا زلت) بأنها المدينة الوحيدة التي أحفظها عن ظهر قلب.. و كلما قابلت أحد أبنائها و بناتها .. يبدا الحكي .. و قطع شك لو ما اتعارفنا .. تطلع بينا معرفة مشتركة ..و اخر من تحدثت معه في هذا الخصوص.. أخونا و صديقنا و أستاذنا دكتور أبوذر الغفاري بشير .. و الذي كان يتعجب من ذاكرتي التي كان تحفظ بعض من تفاصيل الدويم.. و قطع شك يا هشام .. لمن لاقيتك في القاهرة .. على عجل .. أيام مركز الثقافات ( مركز الزين صالح)..كان ممكن نتحاكا عن تلك المدينة الصفية .. و لكن..!!
و كنا نهتف يا هشام ( النيل .. النيل .. أبونا خليل).. و الحمدلله .. لم نقل أبونا نميري .. مع انو كان عامل فيها ابو العالم كلها.. نعم .. خليل الثانوية العامة بنات.. و الثانوية العليا بنات .. و خليل الإبتدائية بنين .. الدويم اتنين.. الدويم تلاتة..
ترعرنا.. في أحيائها .. الحي التامن.. و أذكر طاحونة .. جدنا علوب .. و التي كان يعمل فيها اٍبنه عمنا عطايا .. والد صديقنا عويس عطايا .. و الأصدقاء .. محمد و طارق بابكر علوب.. و أولاد علم الهدى.. عصام ( طلس) و كان أكبر مننا شوية .. و كذلك بشير .. و صديق .. و نور الدين.. و أيضا .. الأصدقاء عادل أحمد علي ( حديد) و شقيقه عاطف .. و كان والدهما نقابي شهير في بخت الرضا.. و بشرى عمر البشرى .. و صلاح عبد الرحمن ( السماك) .. و جيراننا و أصدقائي .. على ابراهيم .. و عادل ابراهيم (أبو شقة) .. و الصديق طارق على سيد .. كنا نلعب في ميدان نادي الوطن .. في غرب الحي .. و بعده .. معهد التربية دنقلا ( و كان في المدرسة الصناعية لمدة ست أعوام.. قبل ارجاعه لدنقلا) .. ويقع غرب خليل الثانوية العامة بنات.. و من أستاذته أذكر .. أستاذنا مهدي مدثر ( و كان العميد) .. و قبله في العمادة أستاذنا .. مهدي غندور ..و استاذنا خلف الله القريش.. و من شخصيات الإدارة .. عمنا التاج حسين ( المحاسب) والد عادل و عماد التاج ( و الذي كان دفعتنا في الدويم النموذجية)..و كذلك اولاد السيد محمد السيد الشعار.. خصوصا عاصم.. الذي كان يجلب لنا الكوتشينة الأنيقة .. و التي بها صور سمروات كينيا.. و الأصدقاء..مهندس حاتم فضل النور.. و شقيقه دكتور عبدالله (والدهما كان مدير الشعبية الثانوية بنين).. و دفعتنا من اولاد الحي التامن .. الصديق العزيز أبو القاسم أسماعيل المتعافي .. و الصديق العزيز عبد العزيز بله ( ود الدنيقله)..و الصديق علاء الدين جعفر ( و كان جوار بيت ناس ود الريس) في الحي التامن .. كان لنا فريق كرة قدم .. و يقيم مهرجانه السنوي باٍنتظام ( لآحظ نحن تلاميذ ابتدائي) .. و اسم الفريق ( الكفاح) .. و كان كابتن الفريق تاج السر البعيو ( شقيق صلاح المحينة لاعب الأشبال) .. و كنا نلعب فرقتين على كيس حلاوة .. و بعض الهدايا الرمزية .. و كان معنا بعض من أولاد عمنا سليمان السباعي ( لكن الذاكرة خانتني في تذكر أسمائهم) .. و لازلت أذكر حينما نخرج في حملة التبرعات .. و نحمل الكرة و خطاب يوضح غرضنا.. و نحوم في السوق ..
في الحي التامن .. أذكر مبارياتنا مع اولاد حلة القرعاب .. و كالعادة .. لآزم القرعاب يطلعوا غالبين .. و اٍلا .. ح ننجلد عن بكرة أبينا .. لكن مرة مقلبانهم مقلب السنين .. و ذلك في حرب الطين أيام الخريف .. فقد تفتقت ذهنية صديق علم الهدي عن حيلة عجيبة و غريبة .. و أمرنا أن نضع حجر داخل كل قنبلة طين.. و كذلك ارشدنا على ضرورة أن نكون قريبين من بيوت حلتنا .. و أول حجر انطلق .. كان الدم طوالي .. و دخلنا بيوت حلتنا .. و لكن عاني من تلك المسألة الأصدقاء .. عادل ابراهيم ( أبو شقة) .. و احمد ابراهيم .. و عاطف احمد على .. و كانوا تلاميذ في مدرسة خليل الإبتدائية بنين .. و التي أغلب تلاميذها من حلة القرعاب ..
انتقلنا للحي التاسع .. جوار نادي الأشبال .. تحديدا على بعد مربوع من فوال عمنا الطيب عوض ريد .. و حيطة بالحيطة مع عمنا محجوب سيد أحمد ( ولا أدري ما هي علاقته بالبنطونات) .. و كان عندنا فريق الزمالك .. و اذكر كان كابتن الفريق أخونا مرتضى .. و أخوه عثمان ( الذي سمعت به في كلية التربية جامعة الخرطوم حينما دخلت الجامعة)و هما من أسرة زهران..و أستاذنا الطيب زهران.. و أخونا صلاح محمد عيسى ( أيوه.. لكن غير الفنان الشهير).. و كنا جيران لأستاذنا الوسيلة ( حارس الأشبال ) و الذي خلفه أخوه شمس الدين في الحراسة .. و بالقرب من منزل حيدر قيطامة .. و كذلك عمنا محي الدين عبد الله ( لاعب الهلال) و في نفس الحي كان يسكن حنن ( لآعب الأشبال) و الذي زاملتني شقيقته الأستاذة اشراقة على أبو طه .. و الأستاذة اٍثار كانت دفعة قدامنا في الكلية.. و منزلهم جوار الأميرية بنات..و كذلك صديقي صلاح الدومة(كلوكة) و الذي زاملت شقيقته الأستاذة أميمة الدومة المحامية.. و كان نادي الأشبال مؤسسة بحق و حقيقة .. فيه مناشط للأطفال في عمرنا .. و كنا نتجول فيه عادي .. و لا أحد ينهرنا .. أو يطردنا .. فقط مرة واحدة كدت أن أخسر متعة اللعب تلك .. و كنا نتمرن بالقرب من النادي .. و كان رئيس النادي .. عمنا عبد العظيم .. يتفرج علينا و يتابعنا باٍهتمام .. و بعد التمرين .. سألني من دون البقية .. تيمك شنو يا اٍبني ؟ .. فقلت بلا تردد .. الوطن.. فجذبني عمنا .. قائلا: يا اٍبني وطن اٍيه.. العالم كلها أشبال.. و كان متعة الحياة .. أن نتفرج في العمالقة .. بعد التمرين .. الدولي عبد الله كريشنقا.. أبكر باتا .. الوسيلة .. و عبد الله المنيورت.. قبل الزمالك .. كنت ألعب في فريق النيران .. و كان كابتنه صديقي عبد الوهاب .. و مثلما كان القرعاب آفة الحي التامن .. كان فريق تكساس آفة النيران ..
في الحي التاسع .. كان هنالك البيت الشهير .. المواجه للشارع الرئيسي غرب نادي الأشبال.. و افتتح بجواره مركز صحي الحي العاشر .. و كان على الباب حرف ( ن) .. و رغم صغر سننا .. كنا ندرك بعض الأمور .. خصوصا الطوابير التي تستصف في منتصف النهار .. أحيانا .. نجدعهم بالحجار و نركض .. و أحيانا .. نمرر الحكاية .. و أذكر مرة مرقت علينا واحدة من الخالات اٍياهم .. و كانت فاتية .. و علقتنا علقة السنين .. و الغريبة في نفس المربوع كان ميز القضاة ..
ثم اٍنتقلنا الى شندي فوق .. و من الأصدقاء .. أذكر قاسم اسماعيل ادم ( الفريني) .. و الذي اكتشفت انه دفعتي في الجامعة ( تربية رياضيات) و شقيقه مهندس المعتمد .. و الإخوة .. عبد العال حسين .. و مصطفى عثمان ( ود الفكي) و شقيقه عمر ( الكيني) .. و احمد .. و شقيقه حمزة.. و نصر الدين عثمان ريحان .. و صديقي بدر الدين سعيد.. و صديقي عثمان عبد اللطيف ( الحلبي) و الذي سأل سؤال لازال يدور بخاطرى .. و قال وقتها ( انتو يا جماعة الله خلقنا.. لكن خلق روحو كيف؟) ..و اكتشفت أيام الجامعة أن زميلتنا الأستاذة لبني موسى الفكي ( بت الجبهة الديموقراطية) كانت من بنات حينا في شندي فوق.. و هو نفس الحي الذي يسكن فيه كابتن جعفر نحلة..
و عاصرنا انشاء .. وحدة مطافي الدويم .. في أول شندي فوق .. و جوار مصانع نديم .. و كذلك السنما الجديدة ..حجر أساس مدرسة صفية ( و هي زوجة رجل البر دكتور خليل عثمان) الثانوية بنين ..
و كذلك وصول التاكسي النهري .. أما التاكسي الجوي .. فقد كان عادي في الدويم.. و كذلك طائرة خليل الشهيرة ..
كنا نذهب روتو .. مع عمنا عثمان حامد بليحة ( حردرت) .. و كان يعمل سائقا في الإصلاح الزراعي .. و أذكر مرة ساقنا أنا و ابنه مصطفى .. و جعلنا حراس على جرادل البقنية .. و ذلك لثقته بأمانتنا .. و عند الوصول أكتشف أن جردل ( نص) بحاله قد اختفى .. و قلنا .. أنكشح .. و لكن لخبرته الطويلة .. جلدنا جلدة سخنة .. و هو يقول : انكشح ..عرفناهو .. لكن عويناتكم الحمر ديل انكشحت فيهم شطة..
و عاصرنا .. حجر أساس مصنع النسيج .. و بدايات حي أبو جابرة .. و كان فريق الجهاد قد تأسس هو الآخر لتوه .. و كان درجة تالتة .. و كذلك فريق الثوار .. الذي حضرت له مبارة واحدة .. هزم فيها الأشبال .. و كان عوض رجب حارس فريق الرابطة.. و أدين لنادي الشاطي بالحي التامن .. لأنه المكان الوحيد الذي أتاح لي مشاهدة التلفزيون لأول مرة .. و يا ريبت تتذكروا معاي اسم حارسه .. و كان قصير القامة .. أشبه تماما بحارس المكسيك الشهير .. ز في الحي التامن تعلمنا الذهاب الى السنما.. و كانت بقرشين و نص.. , اول فيلم دخلته ( أبو ربيع) بطولة فريد شوقي.. حينما ظهر لاعب المريخ الدولي بابكر الحلو ( باكمبا) .. أول ما تبادر لذهني .. جيمس باكمبا .. و حتى الآن أصر بأن بينهما شبه كبير في الملامح .. و كانت الإشاعة تقول أن جيمس باكمبا .. عازف ساكسفون ماهر .. و يقال أنه كان ممرض .. و ما يؤكد ذلك .. أنه في حالة صفائه .. يرتدي قميص أبيض و رداء أبيض ( غسيل و مكوة) .. و هو زي الممرضين الشهير في ذلك الزمان .. و يقال انه من الكنغو..
و من ظواهر الدويم .. أذكر عمنا ود الفضيل .. و الذي كان يكتب في عمته .. و جيب الصدر في جلابيته .. كلمة الموت .. و يخيطها بحرير أحمر جميل .. و كان ينادي الناس لصلاة الفجر و هو يتجول بحماره الأبيض..و كنا نهوى سرقة البرتقال من بيت طرزان .. و هو من الغوامض التي تشغل ذهني حتى اللحظة .. ( من يعرف عنه أرجو أن يحدثنا باٍستفاضة .. خاصة موتره الأسود).. في الحفلات المدرسية كنا نشارك .. و أذكر في حفل بمدرسة الدويم الريفية .. كان تلاميذ الدويم النموذجية .. يغنون نشيد ( بلادي) .. و كان طفل يخرج من اخر الصفوف .. و يتقدم المجموعة .. و يكور قبضة يده اليمنى و يهتف بحماس.. بلادي .. بلادي فداك دمي .. و هبت حياتي فدا فأسلمي .. و قد تم تصوير ذلك النشيد في السنما المتجولة ( هل يذكر أحدكم السنما المتجولة).. و كان ذلك الطفل هو كاتب هذه السطور..و أتمنى من كل من لديه علم عن ذلك الفيلم .. يقول لينا .. لأن المسألة جابت ليها فهم حقوق و كده..
و كنا في العصاري .. في وسط السوق .. نشاهد الإخوة و الأخوات الجمهوريين و الجمهوريات.. الشباب ببناطلينهم و قمصانهم الأنيقة .. و البنات بالثياب البيضاء الناصة .. و هم يحملون كتب الأستاذ .. و يدعون للفكرة .. هم علقوا بالذاكرة عنوان للنقاء و الجمال .. و حتى الآن لم أجد من يخيب ظني فيهم ..
و كنت أتسائل عن تسمية بصات رمبيك..
التحية لكل أستاذتي الأجلة .. أمين على الريس ( شقيق صلاح) و لا عب فريق الوطن .. ( بالمناسبة أنا وطنابي و نص) ..و استاذتنا فاطمة .. و التي على يدها نلت أول علقة في حياتي المدرسية .. و أستاذنا محمود احمد السايح .. و أستاذنا محمد نور السماني .. و أستاذنا الرشيد عمر البشرى ( الذي علمني الشجاعة الأدبية .. و لازلت أحتفظ بأحد نتائجي المدرسية و فيها تعليقه - يتميز بنشاط مسرحي و موهبة خلاقة .. نتمنى له المزيد من النجاح).. و شقيقه الأستاذ صلاح البشرى .. و الأستاذ بدوي ( لاعب النيل الشهير ) و قريب الأصدقاء الطريفي و عبد الباقي دراج ( و الذي سمعت أنه ضابط بالشرطة ) و أستاذنا مصطفى الجلال.. و كان مدير المدرسة أستاذنا المرضي..و هو من عائلة السباعي الشهيرة..
كنا في بخت الرضا .. نهر دينار .. و بالمناسبة .. أقول لأخونا حيدر حماد .. طلعت حنكوش يا حبة .. و خصوصا نهر عنجة كان نهر الحناكيش .. أنهار المدرسة الإبتدائية .. دينار.. دقنة .. الزاكي .. المهدي .. الخليفة.. و أبوقرجة ( ان لم تخني الذاكرة).. و تحول نهر دينار بكامله ليكون نواة لمدرسة الدويم النموذجية المزدوجة..
نشوفكم..
كبر
|
وبدوري أشكر صديقي الرائع الأستاذ محمد النور كبر، نيابة عن كل أهل الدويم، ودمت يا حبيب.
و أعود إلى ما كنت فيه، بعد هذه السياحة في بوست الأخ هشام هباني، بعنوان، الدويم شات والركوب عجلات.
| |
|
|
|
|
|
|
ذكريات خاصة في رضا (6).. (Re: ابي عزالدين البشري)
|
كنت أقول دائما إن الذين درسوا ببخت الرضا في ذلك العهد، قد أتيح لهم ما لم يتح لغيرهم ممن درسوا في مدارس أخرى، وسيأتي بيانه أن شاء الله. أول هذه الأشياء، هذا الموقع الريفي الفريد للمدرسة، بل المعهد كله، حتى أضحى مدينة كاملة، مستقلة عن الدويم. منذ أول يوم لي في المدرسة، بدأت أتعلم الكثير وأرى الكثير مما لم أعرفه في الدويم. نمر في طريقنا أول الأمر بالمقابر، وكثيرون مثلي، لم يروا المقابر، قبل سن المدرسة، فيستمع لأشياء كثيرة تتعلق بالموت والحياة و عالم الأموات. و للأطفال، إذا مروا بالمقابر في ذلك الزمان طقوس وأساطير. و أذكر أنني قد أشرت بإصبعي نحو المقابر، مرة، فهب التلاميذ فيَّ هبةً، لا يمكن أن أنساها، مهما طال الزمان، وتشاءموا من فعلتي وطلبوا مني أن أكفر عن فعلتي تلك، بعض أصبعي ؛ ففعلت. ثم استفسرت؛ فقالوا لي إن من يشير إلى الأموات، فإنه يدعوهم إلى قتل أهله جميعا. و حمدت الله أن أكرمني بهؤلاء العارفين فنبهوني وإلا فقدت أهلي. كنا نمر بالساقية سابقة الذكر، ولن يمر صبي بهذه الساقية العجيبة، ولا تثير فضوله وتكثر أسئلته حولها وكيفية عملها و... ولم أعاصر الساقية الكبيرة تعمل. ولكني رأيت الشادوف وعجبت له ولدولابه كيف ينكفئ على فيه في الماء، يغرفه ثم يرسله إلى الجداول، ليسقي الزرع ويعيد الحياة لليابس من النبات. و لا أستثني أفعال الحرث التي يمر بها التلميذ، منها الحرث الآلي بالتراكتور والحرث بالثيران، رمي البذور والحصاد. كما أن المدرسة نفسها كانت تدرب الطالب على الزراعة، وتمنحه حوضين؛ فيزرعهما و يكون العائد له. وليس هنالك طالب في المدرسة لا يشارك في حصاد القطن، فهو إجباري. لا يمكن لطالب، يدرس في بخت الرضا، إلا وأن يتعلم الكثير عن دواب الأرض، الحيات والثعابين، العقارب، السحالي، و دواب أخرى منها واحدة يخافها الأطفال وينسجون حولها الأساطير يسمونها (أم بيروون). يقولون إنها إذا عضت أحدهم، فإنها لا تدع أصبعه أو ما عضته من جسده؛ حتى ينهق حمار الوحش (حمار الوادي)، ولا أدري ما العلاقة بينهما. الفأر ،القنفذ، الصبرة، الضب، الضفدعة، الورل، الكبجل..... وبقي اسم حشرة، كثيراً ما أنفقنا الساعات بجوار مخبئها. كانت هذه الحشرة تسمى (أبو الحداد)، تسكن في التراب، وأظنها تأكل النمل. نستدل على بيتها، بشكل التراب الذي يكون مغزلي الشكل، ناعم الترب. فإذا أردنا استخراجها من بيتها، أنزلنا خيطا في الحفرة، وجعلنا نربت بالأيادي على الترب و نضرب ضربا خفيفا، ونحن نردد: - أبو الحداد ، دقي لي مرواد أبو الحداد ، دقي لي مرواد أبو الحداد ، دقي لي مرواد وكنا نظن أن هذه الأغنية، هي التي تخرج الحشرة من جحرها، فلا يطول بنا الغناء؛ حتى تتعلق الحشرة بالخيط؛ فنهلل فرحين بها، وكأننا ظفرنا بالدنيا كلها. والحادثة على بساطتها وسذاجتها معا، ورغم أن الحشرة لا تفيدنا في شيء بعد ذلك ، إلا أن هذا الفعل يعبر عن تلك الخبرة التي يكسبها التلاميذ، من خلال وجودهم بتلك البيئة، و تنم عن معرفة، بسلوك كل دابة في الأرض، مما وفر الحماية لهم من الدواب الضارة في الأرض. إضافة إلى فرصة نادرة وفرتها ذات البيئة، لمعرفة الطيور، الأشجار والنباتات؛ فيفوقون غيرهم من التلاميذ (أعني الذين لم يدرسوا في بيئة مشابهة)، بمعرفة تعود عليهم بالنفع، في مقبل حياتهم. فقد كانت بخت الرضا كلها، حديقة، مزرعة وغابة، رغم أننا إذا ذكرنا كلمة حديقة، قصدنا حديقة المعلمين، وإذا ذكرنا عبارة غابة، انصرف الذهن إلى ذلك الجزء الذي يلي مباني سادسة القديمة و ما جاور حوض السباحة. كنت لما أذكر لغيري من الناس الذين لم يدرسوا في بخت الرضا، أننا كنا لا نشتري شيئاً من السوق، مطلقا، خاصة ما يتعلق بالدراسة. تصرف لنا الكتب والكراسات وأدوات الهندسة كاملة (المنقلة، البرجل، المثلث، مسطرة الحديد)، أقلام الرصاص، أقلام الثري أتش، أقلام الكوبياء، الممحاة، كراسة الرسم، الألوان، فرش الرسم، ريشة الكتابة وبوصة الخشب لتحسين الخط، أوراق الفلوسكاب... و تصرف لنا ، في الصف الرابع، نوته رائعة لا يمكن لتلميذ أن ينساها، تسمى المدونة الطبيعية، يدون فيها التلميذ أحوال الطقس يوميا. كان الحبر، يصب في دواة، توضع في حفرة، توجد على كل درج. وكانت الأدراج مصممة؛ بحيث يجلس كل خمسة تلاميذ على كنبة و يكون أمامهم درج من هذه الأدراج. و إذا أراد التلميذ زيادة من الحبر، يحملها إلى بيته، فهو يأخذ حاجته من زجاجة كبيرة، وضعت أمام كل نهر. لكل فصل من فصول المدرسة مكتبة خاصة به، ولكل نهر مكتبته، بالإضافة إلى المكتبة الأسطورية، التي حوت مجموعة من الكتب، ندر أن توجد في غيرها. وتسمى المكتبة المركزية. كنا في حصة الأعمال، أكثر حظا من غيرنا، إذ توفر بخت الرضا للطالب الطين الصلصال، بكميات هائلة. وإذا أردنا التشكيل بطين الثرى أو اللبن، فهنالك جدول قريب من صالات أعمال الطين، يتوفر فيه المطلوب. و إذا كان الدرس لأعمال القصب، فالمزارع قريبة من صالات الأعمال على بعد لا يزيد على العشرين مترا. يصنع التلميذ صفارة (زنبارة) من القصب ، يظل يبريها من الداخل (بمفراكة) مكونة من حامل القندول. يصنع نظارة ، طائرة، طائرا أو مروحة (دنانة). أما حصة أعمال الورق فتكون داخل الفصل، إذ يصنع التلميذ، بنهاية الدرس، إبريق شاي، مركباً، مركبا شراعية، طائرة أو طقطاقة. أما في حصص الرياضة و المناشط التابعة لها، يجد التلاميذ صنوفا من الألعاب وأدواتها متوفرة، ومنها: كرة القدم، كرة اليد، كرة السلة، الكرة الدوارة (فلفلفت)، فقد أقيمت لها أعمدة خاصة، علقت فيها كرة القماش بحبل قصير والمضرب إلى جوارها. هنالك غرفة للجمباز (جمنيزيم) والجمباز الأرضي، مجهزة بكل شيء يخص الجمباز، الحصان ، الياي الخشبي، الياي التربل... و بالغرفة أيضا القرص، الجلة، قصبة الزانة، العقلة والمتوازي... بالإضافة إلى ذلك، ففي بخت الرضا حوض سباحة، لا يتوفر مثله في أي مدرسة أخرى. هذا الحوض مقسوم إلى قسمين. قسم ضحل نوعيا للمبتدئين، وآخر شديد العمق للمحترفين. و بالحوض منصة للقفز. كانت الرياضة، متعة حقيقة و مصدر فرحة لكل طالب. يحضر الناس من كل حدب وصوب؛ ليروا إبداعات التلاميذ، في المناسبات. وأهمها عيد بخت الرضا، ذلك اليوم المشهود، والتقليد المعهود. فيه أيضا تظهر إبداعات التلاميذ، من المدارس الابتدائية، المتوسطة والثانوية ومشاركات المعلمين، من مسرح، إنشاد، أشعار وغناء. و يحضر العيد، شخصيات هامة، قد يكون من بينها وزير التربية والتعليم. ولا يقتصر عمل المسرح على الأعياد، فقط، بل يمتد طول العام. و قد لا يصدق من لم يدرس في بخت الرضا، أننا شهدنا في طفولتنا ليالي كاملة باللغة الإنجليزية، ومسرحيات تستمر لساعتين. و لا زلت أذكر وأنني طفل صغير رجعت أردد بعض الأناشيد مع أترابي، وكأننا نعي معناها، ضمن فقرات قدمها طلاب المدارس الوسطي، منها:
Row, row your boat
Gently, gently
أو كنا نحفظ نذرا من أغنية أخرى، لم نفهم معناها إلا بعض مرور سنوات:
Stop, stop Come into my shop *** I have golden rings Beautiful things
و أشياء من هذا القبيل، ولكننا لا نحفظ أكثر من المطلع الذي يؤديه التلاميذ، بلحن رائع ومؤثر، بمصاحبة الموسيقى. و أواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات خاصة في رضا (6)..صور (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
Quote: ( إزدد غباً تزدد حباً )
|
دكتور أبو بكر سلام عليك أيها المُـمـَيـَّز، ولم تـُمـَيـِّز نفسك يوماً. زادك الله رفعة بتواضعك. قد يقولون ما قالوا، إيمانا بصدق المقولة؛ ولكن غيرهم كان يرى أن في القرب منفعة: بكل تداوينا فلم يشفِ ما بنا على أن قرب الدار خير من البعدِ ولكن العقاد، قال: إني وإن كنت أحمد للقرب يدا فإني أحمد للفراق أياديا وما بين المدعي الأول والثاني، قضية أخرى، هي قضية من تعمد أن ينسى ولم يقدر، كما قال رامي على لسان سيدة الغناء العربي: لقيت نفسي في عز جفاك بفكر فيك وأنا ناسي عزيزي إن قربت مني أمنحك حبا، مضمخاً بفرحة اللقاء. و إن بعدت عني أمطرتك وبل الحب، مشفوعاً باللوعة. صديقي وأخي الغالي، أفتقدك في وجودك وغيابك، لأني لم أمتع نفسي بك بعدُ.
Quote: مذاقه حلو وريحه مسك وعنبر |
أيها الأترجة والتمرة معا. لا غرابة إن كانت النحلة، تميز بين الزهور، وتحسن إخراج ما تمصه من رحيق، و لسنا قادرين –بني البشر- على تمييزه ولا حسن استغلاله.
Quote: ولكني أخاف العقارب |
و لا عجب في ذلك، فخلقك وخلق العقارب لا يلتقيان. العقرب يوصف بها الغادر – حاشاك- ، و لدغتها تؤلم وتقتل. أما أنت فلا أشبهك بالنحلة، رغم أن النحلة في قرصتها شفاء، احترازاً من قول بعض العلماء، أنها تقتل من هو مصاب بحساسية ضد النحل، (و التداوي بإبر النحل أضحى علما قائما بذاته). و مثلك لا يعرف اللدغ، اللسع أو القرص ولا أجد لك شبيها، فأنت هو أنت – كما نحبك-. ولك كل ودي، فاقترب أو ابتعد في حيز جغرافيا الكون، كما شئت، ولكن محلك القلب.
Quote: وهي سرقة بيضاء فاقع لونها.. |
إن كنت أعيبك بسرقة يوما؛ فقدرتك على أن تسرق قلوب محبيك، ومن عجب لا يلومونك.
Quote: إلا إني لن أبرح مكاني المثول حتى يأمر شيخي بمثولي في حضرته
|
لا أدري لماذا يحاصرني الفيتوري، في أنفاسك ؛ بل في روح (الشيخ)، حين يهتز (المقام). في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق فحلقت بلا قدم .. ورقصت بلا ساق و في هذا قد نقول ونقول ولا يثمر الكلام. كرم من الشيخ أن يدعو (المريد) شيخا؛ فذلك يشحذ الهمم ويفجر الطاقات. أقبلها في (الحضرة) العامة؛ حتى أكتشف عجزي في (خلوتي).
| |
|
|
|
|
|
|
الخال العزيز/ الطيب عبد الرحيم، فاجأتني.. (Re: ابي عزالدين البشري)
|
Quote: عزيزي أبي ، تحية طيبة وبعد، يطيب لكل متتبع لتوثيقك الرائع حول بخت الرضا أن تفرد زاوية صغيرة مفتاح لحوار واسع حول حقيقة وقصة هذا الاسم الخالد الذي ظل وسيظل يأخذ بأفكار المترددين على هذه المدينة (بخت الرضا) وكل الناس، والعجيب أن تتميز بخت الرضا بنوع من التفرد قل تكراره في مدننا وهو أن قاطنيها على مر الأجيال كانوا في الغالب مهاجرين وعابري سبيل وإلى عهد قريب، فهي مدينة الأراضي فيها من مزارع ومنشئات ومباني ومسطحات وخدمات وأنشطة وكل شيء فيها للدولة ممثلة بإدارة المعهد (في السابق) / الجامعة (حالياً) وهي مدينة مهنية خدمية بنسبة مائة بالمائة، لا مجال فيها للتجارة والربح والخسارة فرأسمالها هو الإنسان وريعها هو الكتاب والخريج ونتاجها بالمحصلة النهائية هو العلم والفكر والمعرفة الإنسانية وعطائها حتى عهد قريب كان يصل لكل إنسان في السودان بشكل مباشر أو غير مباشر (المنهج، الكتاب، المعلم والطالب والموهوب في كل الدروب وأخيراً الخريج) بل يكفي سمعتها إذا ذكر اسمها خاصة خارج البلاد عند كل العباد وهنا لا يفوتنا أن نجير للاسم فضله كعنصر أساسي في إصدار ومنح التأشيرة للمعلم عندما تكون وجهته الدول العربية وبالأخص الخليجية وذلك لمجرد أن يكون إسم بخت الرضا معنوناً بين أوراقه. وسكان بخت الرضا كانوا حتى عهد ليس ببعيد كلهم ضيوف مكرمين يتشكلون من تلاميذ الروضة والمدرسة والمعهد ومن الأساتذة والمعلمين والمشرفين والموجهين التربويين والمتدربين وحتى العميد، جميعهم ضيوف على مختلف البرامج والمشارب والأهداف التي كانت سبب في ارتباطهم وتواجدهم ببخت الرضا، والكل منهم يكمل فترة دورته ولسان حاله يقول ليتها أيام لا تكتمل حتى لا يفارق بخت الرضا وريثما يعودون ليواصلوا مسيراتهم ونشاطاتهم في دورات حياتهم بأماكن أخر في دوامة هذه الحياة، وليأتي ليحل أماكنهم في بخت الرضا من بعدهم أناس آخرون سوا في الروضة والمدرسة والمكتب والمعهد وهكذا تتواصل الحياة في رحاب بخت الرضا جيلاً بعد جيل، ومن هنا يأتي تميز المدينة التي لا تعرف الروتين المدينة التي يتجدد فيها لقاء الآخرين مع الآخرين، مدينة يتواصل فيها الأمل وتتلاقى فيها التطلعات، مدينة العلم والثقافة والتجديد، مدينة كل الناس. ولا شبيه لبخت الرضا في هذا السودان الفسيح إلا ما ندر مثلما في حالة 24 القرشي المدينة التي يدار منها امتداد المناقل بمشروع الجزيرة، فهي أيضاً مدينة مهنية إدارية يتوارث أرضها وجدرانها وهواؤها الضيوف وعابري السبيل ولإن تشرف إسم المعهد بـ بخت الرضا فالأخيرة تشرفت باسم الشهيد محمد طه القرشي بعد تغير إسمها من 24 عبود لـ 24 القرشي عقب ثورة أكتوبر إحياءً لذكري الشهيد القرشي (أول من استشهد في ليلة 21 أكتوبر 1964م أثناء محاولات ناس جهاز الأمن فض الندوة الشهيرة التي أقيمت بالبركس في الميدان الأخضر الواقع بين داخليتي كسلا والقاش حيث استشهد القرشي قرب داخلية بحر الجبل وعلقت في مكان استشهاده لوحة خالدة كتبت كلماتها آنذاك بدمه الطاهر وتقول:
وتصارع الشهداء في عمر الزهور بكل صوب - والراية الشماء خافقة تظلل كل درب
أما الدليل على تفرد المدينتين وبقائهما متميزتين بالمهنية، أن بخت الرضا مدينة تربوية علمية بينما 24 القرشي مدينة إدارية، وإن لم تندمج الأولى مع الخليلة الجارة مدينة الدويم فإن الايرة هي الأخرى ظلت بمنأى عن مدينة ابو الحسن التي لا يفصلها عنها إلا الترعة الكنار (الرئيسية للمشروع) ومن هنا إتكسبت المدينتين خصوصيتهما. وعودة لقصة اسم بخت الرضا، فالرأي السائد أن هذا الاسم يعود لسيدة فاضلة تدعى رضا كانت أكثر إنسان نال تقدير واحترام الناس آنذاك لما كانت تقدمه من خدمات جليلة لذلك المجتمع الصغير في ذلك الركن النائي من المدينة وتمثلت خدماتها في بيع بعض الأغراض البسيطة التي اعتادت جداتنا وقتها على فرش الأرض لها مباسط لبيع المنتجات المحلية مثل القاوون والدردقو والفول المحمص والمدمس والنبق والدوم واللالوب والقنقليس والعرديب والقضيم والدانكلي المسلوق وأتصور أن من بين ما كانت تعرض بضع قراطيس ومداد وظروف خطابات وإن جاز لنا أن نطلق لخيالنا العنان لذلك الزمان أن نتخيل توفير وتحضير والدتنا رضا لطعمية ولقيمات خفيفات تقدم لفك الريق في الصباح والفطور، وهي بذلك قد ملكت قلوب الناس ونالت رضاهم فكانت الأم والشخصية المقربة التي اجتمع عليها القوم فكافئوها أجمل ما تكون المكافأة أن أطلقوا أسمها على هذا الوليد التليد (معهد التربية) فكان السعد أيما سعد لجدتنا رضا، وفيما بدا أن الكثيرين لم يكتفوا بإطلاق إسم رضا على هذا الصرح فأصبغوا على أسمها البخت - إمعاناً وتأكيداً وجزماً في التكريم - فجاءت الكنية تسبق الرضا لتمتد إلينا بخت الرضا وكلنا بالرضا لأمنا رضا ومن رحم رضا كلنا أبناء ولأسم رضا نحن الفداء إن هب النداء.
الفصل المميز: مدينة بخت الرضا تقع شمال مدينة الدويم ويحدها النيل الأبيض من الشرق ومبروكة الخضراء بامتدادها الجديد من الشمال وترعة مشروع الدويم من جهة الغرب وهذه جميعها حدود طبيعية بعضها تزامن مع إنشاء معهد التربية بخت الرضا (1934م) مثل مشروع الدويم الذي أعقب الفيضان الناشئ عن بناء خزان جبل الأولياء خلال نفس الفترة بغية التحكم في تصريف مياه النيل، والحدود الأخرى كانت موجودة مسبقاً مثل مبروكة التي كانت تحتل موقع المعهد الحالي فتنازل أهلها طوعاً عن الموقع لبناء المعهد فضربوا بذلك أروع المثل في التضحية بالأرض ونكران الذات وآثروا الرحيل شمالاً لأجل أن تقوم بخت الرضا منارة للعلم (وأسم مبروكة أطلقه الشيخ السماني ود الشيخ برير إذ بارك الموقع الجديد لأهله فجاءت التسمية مبروكة وسماني القوم من بين القوم وبهم وفيهم ........ والرواية للمهندس/ محمد عمرعبدالله ود منصور). أما المزارع التجريبية التابعة للمعهد والواقعة إلى الجنوب منه قبالة مدينة الدويم فتقضي فكرة إنشائها إلى الفصل بين المدينتين حتى تصبح لبخت الرضا خصوصية في تهيئة مناخ هادئ يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي أنشئ من أجلها المعهد. وإذا ما أريد لهذا الصرح الشامخ أن يبقى فلتحرص جميع الإدارات المتعاقبة على المدينة بالإبقاء على هذه المزارع فاصلاً بين المدينتين تحقيقاً لهذه الأغراض وليسود هذا التوجه خطط وأفاق السلطات المختصة بالمدينة من لجان إعمار وإسكان وبلديات بغض النظر عن ضيق فرص توسع المدينة أفقياً ناحية الشمال والجنوب وليكن في التوسع الرأسي للمساكن أو التمدد غرباً وشرقاً بالضفة الأخرى للنيل الأبيض ألف مخرج. أما ما يرشح في الأفق من وقت لآخر بالنية لتوزيع الأراضي الزراعية المعنية لمساكن درجة أولى من شأنه أن يخل بهذا التوجه وليحرص المسئولين على ألا يتعد حد المدينة شمالاً شارع الإسفلت المتاخم للمزارع برغم التجاوز الذي أجتاح الملاعب القريبة من كلية الاقتصاد (الدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطتين سابقاً).
وقفة صمت: ظل كوخ العم توم (Mr. Grifth) حتى وقت قريب منارة شامخة في بخت الرضا وأختفي هذا الصرح بوقت ليس ببعيد. الشعوب تحافظ على موروثاتها بالمحافظة عليها بالصيانة الملائمة والترميم والحماية من تأثيرات التعرية وتدخلات الطقس والمناخ، بل وبالتشريعات – إن دع الأمر – للحماية من تدخل الإنسان، فلماذا ترى غابت التشريعات؟ هل من مجيب!! وننتظر إجابة من القائمين على بخت الرضا وقتما أزيل الكوخ ولتأتي الشهادة من كل وجيع وهم كثر ويهم هنا في الأمر كثيراً الآراء الجريئة لأهلنا وذوينا في حي العاملين ببخت الرضاء والحوض ومبروكة البيضاء والخضراء ومن هنا التحية للصامدين عبر الآجال أهلنا الكسواب وآل الفكي وكل من لم يرد اسمه وله القدح المعلى في خدمة هذا الوطن الصغير الكبير بخت الرضا، اللهم أرضى عنهم وعنا أجمعين.. الطيب عبد الرحيم خلف الله
|
الخال الغالي لك التحية والود المقال وافر المادة. لا أقصد أن أثني عليه، فإني أصغر من ذلك ولكني سأبدأ بقصة رضا نفسها، كما سمعتها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشهد خريفي من الدويم ـ من كتاب أوراق من الدويم الجزء الثاني (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الاستاذ المبدع ابي الاحباب المتداخلون
اشكركم علآ هذا السرد الجميل هذا تدوين مهم للتاريخ الاجتماعي لمدينتنا اتمني ان تواصلو فيه ونحن معكم
ياسلام... والله ابداع
وهذه مناسبة لاحي صديقي وابن دفعتي في الدويم شمال الباشمهندس الامين سليمان لعوته (السعوديه حاليا) واقول له سعدت بحضورك هنا
ومن ابناء دفعتناأذكر : حاتم سيد قطان محمد عبد المجيد الطيب الدوشي شاكر الناجي الصادق عبد الوهاب المجاهد عصام عبد الماجد(ودالحاجة) علي يحيى(كارب صليبو) عمر مصطفى التجاني ابراهيم عز الدين... حيدر عبد الحميد علي (ود صاحب الفرن الفي السوق) محمد عظيم احمد جباره مجذوب شمس الدين الرشيد علي العبيد بله عبد الله بله بله( الرولا) عبد الرزاق صالح سليمان الامين سليمان لعوته الطريفي غندور...(رحمه الله)
عبد الله حامد ابوكساوي عليه الرحمه والشقيق الاصغر لهاشم بدر الدين(نسيت اسمو ومزل غندور
ناسي الباقين وكان المدير الاستاذ الجليل فاروق الحسين (رفاعه) وصاحب البوفيه العم النذير(مبروكه) ومن الفراشين ناس الضو ابوكساوي
يالها من أيام
| |
|
|
|
|
|
|
عزيزي الفنان، مأمون.. بقيت تنسى؟.. (Re: Mamoun Ahmed)
|
أغرب ما لا حظته أنني لما أسأل الآخرين عن زملائهم في المدرسة، وجدت أنهم جميعا يتذكرون فترة المتوسط (الثانوي العام)، بكل تفاصيل الأسماء، ولكن إذا سألت أحدهم عن الثانوي أو الجامعة ، فقد لا يتذكرون إلا اسما أو اسمين، والذين يتذكرونهم غالبا لأنهم أقارب، أصدقاء أو أن العمل جمعهم من جديد.
الاسم المذكور لا أظنه عز الدين ولكن يمكن أن يكون الطيب عز الدين. أما عز الدين فهو واحد من أربعة في الدويم، واحد منهم منزله غرب المقابر، قريبا من بيت ناس غندور، يعمل بالجمارك . وهنالك عز الدين موسى أخو الطيب موسى ووالده نجار بالحي السابع و لم يدرس بالدويم شمال، بل بالشعبية، وآخر اسمه عز الدين كان حارس مرمى بالجهاد ودرس بالريفية وهو أصغر سنا، ويسكن مربع 3 جوار منزل اللقماوي ومقابل زريبة الحطب . وهنالك عز الدين إبراهيم(سيكا) واستبعده. عز الدين كرار أكبر منك سنا، عز الدين أحمد موسى درس بالريفية، حاول يا أستاذ تتذكر، ولو كان من خارج الدويم، تذكر منطقته وأنا أكمل الباقي، (قصرت معاك يا أخوي؟)
أما قائمة فصلي في مدرسة الدويم (1) في الفصل (أ)،من الصف الأول للصف الثالث، فقد نقل بعضهم وتوفي الآخر ونقل إلينا البعض: الطاهر محمد أحمد الطريفي محمد حمدان الماحي عبد الله الماحي آدم علي أبي عز الدين البشرى أحمد حسن سر الختم عبد الرحمن أحمد شرفي أحمد عبد المجيد حميده أحمد محمد إبراهيم أزهري حامد محمود (ود الكلس) أزهري عبد الله برير بابكر سيد قطان ( قلة) بابكر عبودي أحمد بدر الدين إسماعيل مالك بله أحمد الأمين تاج السر حاج خالد خيار كاب الضعيف سيف جبريل وانتقل إلى الخرطوم شيخ الدين عامر عثمان عمر عمر الأمين عمر محمد أحمد صالح فضل الله إبراهيم فضل فضل المولى فضل الله مختار محمد أحمد مزمل آدم مزمل مصطفى عابدين سلمان مصطفى عمر - رحمة الله ميسرة محمد أحمد نصر الدين صالح حميدة الصادق أحمد
ومن الفصل (ب)أذكر بعضا:
أما من الفصل ب فأذكر منهم سيف الدين محجوب الجوخ ميسره علام أحمد الوسيله الشيخ السيد إسماعيل قسم الله أشرف شرف الدين فخر الدين محمد أحمد
.... من الصف الثالث سفيان مكي البلولة آدم بدر الدين المنا سموءل خلف الله القريش شاكر مصطفى عماد عبد الرحيم عبد العليم ود السما والدفعة التي جاءت بعدنا الرشيد مبارك الحاج أحمد النور كريم الدين عمر الطيب عمر حذيفة الشيخ السيد
ملحوظة: اقتصرت على هؤلاء لأنهم من الدويم و أواصل، بإذن الله.. *** عدلت لأنني سحبت لقبا، قد يكرهه صاحبه، وقد نسيه الناس..
(عدل بواسطة ابي عزالدين البشري on 02-12-2007, 09:30 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|