مشهد خريفي من الدويم ـ من كتاب أوراق من الدويم الجزء الثاني

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-23-2007, 09:33 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغالي الصادق خليفة، شكرا لك في صباح... (Re: ابي عزالدين البشري)

    ابن عمي الغالي/ المهلب
    سلام
    أخي، كم طال الزمن ولم نلتقِ.
    قاموس كامل للأعلام، يحفز الذاكرة، يستفز الأشجان في مراقدها ويثير شهية الكتابة، فمع كل اسم ذكريات، حكايات وقصص. لن تمضِ رسالتك أدراج الرياح؛ فإنها طُعْمٌ يغري مخيلتي، كما يغري الساردين سمكة (العجل)، في (الصندل).
    أشكرك وانتظرك للتداعي المثير، اكتب – أنت – و لن أخذلك مجاراة، سأقوم بها على حياء، فذاكرتكم لا زالت غضة.
    لا زلت أذكر المحيط الضيق بمنزلكم القديم، جوار منزل جدكم، بشجرتيه الغريبتين عن الدويم، شجرة العنب ، وشجرة أخرى أظن أنني نسيتها. ولكن لا زلت أذكر جدتكم الحاجة (عمتي) وهي تجتهد أن تغطي الثمر بقطعة وتربطها ، حتى لا يأكلها الطير. ربما كانت الثمرة (قشطة). ولكني سأحتاج إلى أن أشغل (السوبر ذاكرة)، فانتظرني حتى أبلع القرص العجيب، واستحضر في ذكرياتي المنازل المجاورة، منزل ناس عبد الرحمن حسن العاقب، من شرق. منزل دقاش الذي له بابان من الشمال والجنوب، منزل حاج أبكر ومنزل محمد عطا المنان، ثم بيت إسماعيل الطيب ودكان حاج ميرغني، صاحب أول (كولبوكس) في الدويم. كنت أطالع كلمة كولبوكس وقد كتبها الأستاذ الفنان ود إبراهيم السواري. و أرجو أن لا انسى ورشة النجارة وشرقها دكان محمد زين للجلود...... ولي وقفة مع جامع أبهل.

    و نلتقي.. ولكن يبقى الشكر، قبلا وبعدا.. وسلام على التومات.

                  

02-05-2007, 08:17 AM

الطيب عبد الرحيم خلف الله
<aالطيب عبد الرحيم خلف الله
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 1030

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متابعة ذكريات خاصة في رضا - الجزء الثاني.. (Re: ابي عزالدين البشري) (Re: ابي عزالدين البشري)

    عزيزي أبي ، تحية طيبة وبعد،
    يطيب لكل متتبع لتوثيقك الرائع حول بخت الرضا أن تفرد زاوية صغيرة مفتاح لحوار واسع حول حقيقة وقصة هذا الاسم الخالد الذي ظل وسيظل يأخذ بأفكار المترددين على هذه المدينة (بخت الرضا) وكل الناس، والعجيب أن تتميز بخت الرضا بنوع من التفرد قل تكراره في مدننا وهو أن قاطنيها على مر الأجيال كانوا في الغالب مهاجرين وعابري سبيل وإلى عهد قريب، فهي مدينة الأراضي فيها من مزارع ومنشئات ومباني ومسطحات وخدمات وأنشطة وكل شيء فيها للدولة ممثلة بإدارة المعهد (في السابق) / الجامعة (حالياً) وهي مدينة مهنية خدمية بنسبة مائة بالمائة، لا مجال فيها للتجارة والربح والخسارة فرأسمالها هو الإنسان وريعها هو الكتاب والخريج ونتاجها بالمحصلة النهائية هو العلم والفكر والمعرفة الإنسانية وعطائها حتى عهد قريب كان يصل لكل إنسان في السودان بشكل مباشر أو غير مباشر (المنهج، الكتاب، المعلم والطالب والموهوب في كل الدروب وأخيراً الخريج) بل يكفي سمعتها إذا ذكر اسمها خاصة خارج البلاد عند كل العباد وهنا لا يفوتنا أن نجير للاسم فضله كعنصر أساسي في إصدار ومنح التأشيرة للمعلم عندما تكون وجهته الدول العربية وبالأخص الخليجية وذلك لمجرد أن يكون إسم بخت الرضا معنوناً بين أوراقه.
    وسكان بخت الرضا كانوا حتى عهد ليس ببعيد كلهم ضيوف مكرمين يتشكلون من تلاميذ الروضة والمدرسة والمعهد ومن الأساتذة والمعلمين والمشرفين والموجهين التربويين والمتدربين وحتى العميد، جميعهم ضيوف على مختلف البرامج والمشارب والأهداف التي كانت سبب في ارتباطهم وتواجدهم ببخت الرضا، والكل منهم يكمل فترة دورته ولسان حاله يقول ليتها أيام لا تكتمل حتى لا يفارق بخت الرضا وريثما يعودون ليواصلوا مسيراتهم ونشاطاتهم في دورات حياتهم بأماكن أخر في دوامة هذه الحياة، وليأتي ليحل أماكنهم في بخت الرضا من بعدهم أناس آخرون سوا في الروضة والمدرسة والمكتب والمعهد وهكذا تتواصل الحياة في رحاب بخت الرضا جيلاً بعد جيل، ومن هنا يأتي تميز المدينة التي لا تعرف الروتين المدينة التي يتجدد فيها لقاء الآخرين مع الآخرين، مدينة يتواصل فيها الأمل وتتلاقى فيها التطلعات، مدينة العلم والثقافة والتجديد، مدينة كل الناس.
    ولا شبيه لبخت الرضا في هذا السودان الفسيح إلا ما ندر مثلما في حالة 24 القرشي المدينة التي يدار منها امتداد المناقل بمشروع الجزيرة، فهي أيضاً مدينة مهنية إدارية يتوارث أرضها وجدرانها وهواؤها الضيوف وعابري السبيل ولإن تشرف إسم المعهد بـ بخت الرضا فالأخيرة تشرفت باسم الشهيد محمد طه القرشي بعد تغير إسمها من 24 عبود لـ 24 القرشي عقب ثورة أكتوبر إحياءً لذكري الشهيد القرشي (أول من استشهد في ليلة 21 أكتوبر 1964م أثناء محاولات ناس جهاز الأمن فض الندوة الشهيرة التي أقيمت بالبركس في الميدان الأخضر الواقع بين داخليتي كسلا والقاش حيث استشهد القرشي قرب داخلية بحر الجبل وعلقت في مكان استشهاده لوحة خالدة كتبت كلماتها آنذاك بدمه الطاهر وتقول:

    وتصارع الشهداء في عمر الزهور بكل صوب - والراية الشماء خافقة تظلل كل درب

    أما الدليل على تفرد المدينتين وبقائهما متميزتين بالمهنية، أن بخت الرضا مدينة تربوية علمية بينما 24 القرشي مدينة إدارية، وإن لم تندمج الأولى مع الخليلة الجارة مدينة الدويم فإن الايرة هي الأخرى ظلت بمنأى عن مدينة ابو الحسن التي لا يفصلها عنها إلا الترعة الكنار (الرئيسية للمشروع) ومن هنا إتكسبت المدينتين خصوصيتهما.
    وعودة لقصة اسم بخت الرضا، فالرأي السائد أن هذا الاسم يعود لسيدة فاضلة تدعى رضا كانت أكثر إنسان نال تقدير واحترام الناس آنذاك لما كانت تقدمه من خدمات جليلة لذلك المجتمع الصغير في ذلك الركن النائي من المدينة وتمثلت خدماتها في بيع بعض الأغراض البسيطة التي اعتادت جداتنا وقتها على فرش الأرض لها مباسط لبيع المنتجات المحلية مثل القاوون والدردقو والفول المحمص والمدمس والنبق والدوم واللالوب والقنقليس والعرديب والقضيم والدانكلي المسلوق وأتصور أن من بين ما كانت تعرض بضع قراطيس ومداد وظروف خطابات وإن جاز لنا أن نطلق لخيالنا العنان لذلك الزمان أن نتخيل توفير وتحضير والدتنا رضا لطعمية ولقيمات خفيفات تقدم لفك الريق في الصباح والفطور، وهي بذلك قد ملكت قلوب الناس ونالت رضاهم فكانت الأم والشخصية المقربة التي اجتمع عليها القوم فكافئوها أجمل ما تكون المكافأة أن أطلقوا أسمها على هذا الوليد التليد (معهد التربية) فكان السعد أيما سعد لجدتنا رضا، وفيما بدا أن الكثيرين لم يكتفوا بإطلاق إسم رضا على هذا الصرح فأصبغوا على أسمها البخت - إمعاناً وتأكيداً وجزماً في التكريم - فجاءت الكنية تسبق الرضا لتمتد إلينا بخت الرضا وكلنا بالرضا لأمنا رضا ومن رحم رضا كلنا أبناء ولأسم رضا نحن الفداء إن هب النداء.

    الفصل المميز:
    مدينة بخت الرضا تقع شمال مدينة الدويم ويحدها النيل الأبيض من الشرق ومبروكة الخضراء بامتدادها الجديد من الشمال وترعة مشروع الدويم من جهة الغرب وهذه جميعها حدود طبيعية بعضها تزامن مع إنشاء معهد التربية بخت الرضا (1934م) مثل مشروع الدويم الذي أعقب الفيضان الناشئ عن بناء خزان جبل الأولياء خلال نفس الفترة بغية التحكم في تصريف مياه النيل، والحدود الأخرى كانت موجودة مسبقاً مثل مبروكة التي كانت تحتل موقع المعهد الحالي فتنازل أهلها طوعاً عن الموقع لبناء المعهد فضربوا بذلك أروع المثل في التضحية بالأرض ونكران الذات وآثروا الرحيل شمالاً لأجل أن تقوم بخت الرضا منارة للعلم (وأسم مبروكة أطلقه الشيخ السماني ود الشيخ برير إذ بارك الموقع الجديد لأهله فجاءت التسمية مبروكة وسماني القوم من بين القوم وبهم وفيهم ........ والرواية للمهندس/ محمد عمرعبدالله ود منصور). أما المزارع التجريبية التابعة للمعهد والواقعة إلى الجنوب منه قبالة مدينة الدويم فتقضي فكرة إنشائها إلى الفصل بين المدينتين حتى تصبح لبخت الرضا خصوصية في تهيئة مناخ هادئ يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي أنشئ من أجلها المعهد. وإذا ما أريد لهذا الصرح الشامخ أن يبقى فلتحرص جميع الإدارات المتعاقبة على المدينة بالإبقاء على هذه المزارع فاصلاً بين المدينتين تحقيقاً لهذه الأغراض وليسود هذا التوجه خطط وأفاق السلطات المختصة بالمدينة من لجان إعمار وإسكان وبلديات بغض النظر عن ضيق فرص توسع المدينة أفقياً ناحية الشمال والجنوب وليكن في التوسع الرأسي للمساكن أو التمدد غرباً وشرقاً بالضفة الأخرى للنيل الأبيض ألف مخرج. أما ما يرشح في الأفق من وقت لآخر بالنية لتوزيع الأراضي الزراعية المعنية لمساكن درجة أولى من شأنه أن يخل بهذا التوجه وليحرص المسئولين على ألا يتعد حد المدينة شمالاً شارع الإسفلت المتاخم للمزارع برغم التجاوز الذي أجتاح الملاعب القريبة من كلية الاقتصاد (الدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطتين سابقاً).

    وقفة صمت:
    ظل كوخ العم توم (Mr. Grifth) حتى وقت قريب منارة شامخة في بخت الرضا وأختفي هذا الصرح بوقت ليس ببعيد. الشعوب تحافظ على موروثاتها بالمحافظة عليها بالصيانة الملائمة والترميم والحماية من تأثيرات التعرية وتدخلات الطقس والمناخ، بل وبالتشريعات – إن دع الأمر – للحماية من تدخل الإنسان، فلماذا ترى غابت التشريعات؟ هل من مجيب!! وننتظر إجابة من القائمين على بخت الرضا وقتما أزيل الكوخ ولتأتي الشهادة من كل وجيع وهم كثر ويهم هنا في الأمر كثيراً الآراء الجريئة لأهلنا وذوينا في حي العاملين ببخت الرضاء والحوض ومبروكة البيضاء والخضراء ومن هنا التحية للصامدين عبر الآجال أهلنا الكسواب وآل الفكي وكل من لم يرد اسمه وله القدح المعلى في خدمة هذا الوطن الصغير الكبير بخت الرضا، اللهم أرضى عنهم وعنا أجمعين..
                  

02-05-2007, 08:27 AM

الطيب عبد الرحيم خلف الله
<aالطيب عبد الرحيم خلف الله
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 1030

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متابعة ذكريات خاصة في رضا - الجزء الثاني.. (Re: ابي عزالدين البشري) (Re: ابي عزالدين البشري)

    عزيزي أبي ، تحية طيبة وبعد،
    يطيب لكل متتبع لتوثيقك الرائع حول بخت الرضا أن تفرد زاوية صغيرة مفتاح لحوار واسع حول حقيقة وقصة هذا الاسم الخالد الذي ظل وسيظل يأخذ بأفكار المترددين على هذه المدينة (بخت الرضا) وكل الناس، والعجيب أن تتميز بخت الرضا بنوع من التفرد قل تكراره في مدننا وهو أن قاطنيها على مر الأجيال كانوا في الغالب مهاجرين وعابري سبيل وإلى عهد قريب، فهي مدينة الأراضي فيها من مزارع ومنشئات ومباني ومسطحات وخدمات وأنشطة وكل شيء فيها للدولة ممثلة بإدارة المعهد (في السابق) / الجامعة (حالياً) وهي مدينة مهنية خدمية بنسبة مائة بالمائة، لا مجال فيها للتجارة والربح والخسارة فرأسمالها هو الإنسان وريعها هو الكتاب والخريج ونتاجها بالمحصلة النهائية هو العلم والفكر والمعرفة الإنسانية وعطائها حتى عهد قريب كان يصل لكل إنسان في السودان بشكل مباشر أو غير مباشر (المنهج، الكتاب، المعلم والطالب والموهوب في كل الدروب وأخيراً الخريج) بل يكفي سمعتها إذا ذكر اسمها خاصة خارج البلاد عند كل العباد وهنا لا يفوتنا أن نجير للاسم فضله كعنصر أساسي في إصدار ومنح التأشيرة للمعلم عندما تكون وجهته الدول العربية وبالأخص الخليجية وذلك لمجرد أن يكون إسم بخت الرضا معنوناً بين أوراقه.
    وسكان بخت الرضا كانوا حتى عهد ليس ببعيد كلهم ضيوف مكرمين يتشكلون من تلاميذ الروضة والمدرسة والمعهد ومن الأساتذة والمعلمين والمشرفين والموجهين التربويين والمتدربين وحتى العميد، جميعهم ضيوف على مختلف البرامج والمشارب والأهداف التي كانت سبب في ارتباطهم وتواجدهم ببخت الرضا، والكل منهم يكمل فترة دورته ولسان حاله يقول ليتها أيام لا تكتمل حتى لا يفارق بخت الرضا وريثما يعودون ليواصلوا مسيراتهم ونشاطاتهم في دورات حياتهم بأماكن أخر في دوامة هذه الحياة، وليأتي ليحل أماكنهم في بخت الرضا من بعدهم أناس آخرون سوا في الروضة والمدرسة والمكتب والمعهد وهكذا تتواصل الحياة في رحاب بخت الرضا جيلاً بعد جيل، ومن هنا يأتي تميز المدينة التي لا تعرف الروتين المدينة التي يتجدد فيها لقاء الآخرين مع الآخرين، مدينة يتواصل فيها الأمل وتتلاقى فيها التطلعات، مدينة العلم والثقافة والتجديد، مدينة كل الناس.
    ولا شبيه لبخت الرضا في هذا السودان الفسيح إلا ما ندر مثلما في حالة 24 القرشي المدينة التي يدار منها امتداد المناقل بمشروع الجزيرة، فهي أيضاً مدينة مهنية إدارية يتوارث أرضها وجدرانها وهواؤها الضيوف وعابري السبيل ولإن تشرف إسم المعهد بـ بخت الرضا فالأخيرة تشرفت باسم الشهيد محمد طه القرشي بعد تغير إسمها من 24 عبود لـ 24 القرشي عقب ثورة أكتوبر إحياءً لذكري الشهيد القرشي (أول من استشهد في ليلة 21 أكتوبر 1964م أثناء محاولات ناس جهاز الأمن فض الندوة الشهيرة التي أقيمت بالبركس في الميدان الأخضر الواقع بين داخليتي كسلا والقاش حيث استشهد القرشي قرب داخلية بحر الجبل وعلقت في مكان استشهاده لوحة خالدة كتبت كلماتها آنذاك بدمه الطاهر وتقول:

    وتصارع الشهداء في عمر الزهور بكل صوب - والراية الشماء خافقة تظلل كل درب

    أما الدليل على تفرد المدينتين وبقائهما متميزتين بالمهنية، أن بخت الرضا مدينة تربوية علمية بينما 24 القرشي مدينة إدارية، وإن لم تندمج الأولى مع الخليلة الجارة مدينة الدويم فإن الايرة هي الأخرى ظلت بمنأى عن مدينة ابو الحسن التي لا يفصلها عنها إلا الترعة الكنار (الرئيسية للمشروع) ومن هنا إتكسبت المدينتين خصوصيتهما.
    وعودة لقصة اسم بخت الرضا، فالرأي السائد أن هذا الاسم يعود لسيدة فاضلة تدعى رضا كانت أكثر إنسان نال تقدير واحترام الناس آنذاك لما كانت تقدمه من خدمات جليلة لذلك المجتمع الصغير في ذلك الركن النائي من المدينة وتمثلت خدماتها في بيع بعض الأغراض البسيطة التي اعتادت جداتنا وقتها على فرش الأرض لها مباسط لبيع المنتجات المحلية مثل القاوون والدردقو والفول المحمص والمدمس والنبق والدوم واللالوب والقنقليس والعرديب والقضيم والدانكلي المسلوق وأتصور أن من بين ما كانت تعرض بضع قراطيس ومداد وظروف خطابات وإن جاز لنا أن نطلق لخيالنا العنان لذلك الزمان أن نتخيل توفير وتحضير والدتنا رضا لطعمية ولقيمات خفيفات تقدم لفك الريق في الصباح والفطور، وهي بذلك قد ملكت قلوب الناس ونالت رضاهم فكانت الأم والشخصية المقربة التي اجتمع عليها القوم فكافئوها أجمل ما تكون المكافأة أن أطلقوا أسمها على هذا الوليد التليد (معهد التربية) فكان السعد أيما سعد لجدتنا رضا، وفيما بدا أن الكثيرين لم يكتفوا بإطلاق إسم رضا على هذا الصرح فأصبغوا على أسمها البخت - إمعاناً وتأكيداً وجزماً في التكريم - فجاءت الكنية تسبق الرضا لتمتد إلينا بخت الرضا وكلنا بالرضا لأمنا رضا ومن رحم رضا كلنا أبناء ولأسم رضا نحن الفداء إن هب النداء.

    الفصل المميز:
    مدينة بخت الرضا تقع شمال مدينة الدويم ويحدها النيل الأبيض من الشرق ومبروكة الخضراء بامتدادها الجديد من الشمال وترعة مشروع الدويم من جهة الغرب وهذه جميعها حدود طبيعية بعضها تزامن مع إنشاء معهد التربية بخت الرضا (1934م) مثل مشروع الدويم الذي أعقب الفيضان الناشئ عن بناء خزان جبل الأولياء خلال نفس الفترة بغية التحكم في تصريف مياه النيل، والحدود الأخرى كانت موجودة مسبقاً مثل مبروكة التي كانت تحتل موقع المعهد الحالي فتنازل أهلها طوعاً عن الموقع لبناء المعهد فضربوا بذلك أروع المثل في التضحية بالأرض ونكران الذات وآثروا الرحيل شمالاً لأجل أن تقوم بخت الرضا منارة للعلم (وأسم مبروكة أطلقه الشيخ السماني ود الشيخ برير إذ بارك الموقع الجديد لأهله فجاءت التسمية مبروكة وسماني القوم من بين القوم وبهم وفيهم ........ والرواية للمهندس/ محمد عمرعبدالله ود منصور). أما المزارع التجريبية التابعة للمعهد والواقعة إلى الجنوب منه قبالة مدينة الدويم فتقضي فكرة إنشائها إلى الفصل بين المدينتين حتى تصبح لبخت الرضا خصوصية في تهيئة مناخ هادئ يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي أنشئ من أجلها المعهد. وإذا ما أريد لهذا الصرح الشامخ أن يبقى فلتحرص جميع الإدارات المتعاقبة على المدينة بالإبقاء على هذه المزارع فاصلاً بين المدينتين تحقيقاً لهذه الأغراض وليسود هذا التوجه خطط وأفاق السلطات المختصة بالمدينة من لجان إعمار وإسكان وبلديات بغض النظر عن ضيق فرص توسع المدينة أفقياً ناحية الشمال والجنوب وليكن في التوسع الرأسي للمساكن أو التمدد غرباً وشرقاً بالضفة الأخرى للنيل الأبيض ألف مخرج. أما ما يرشح في الأفق من وقت لآخر بالنية لتوزيع الأراضي الزراعية المعنية لمساكن درجة أولى من شأنه أن يخل بهذا التوجه وليحرص المسئولين على ألا يتعد حد المدينة شمالاً شارع الإسفلت المتاخم للمزارع برغم التجاوز الذي أجتاح الملاعب القريبة من كلية الاقتصاد (الدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطتين سابقاً).

    وقفة صمت:
    ظل كوخ العم توم (Mr. Grifth) حتى وقت قريب منارة شامخة في بخت الرضا وأختفي هذا الصرح بوقت ليس ببعيد. الشعوب تحافظ على موروثاتها بالمحافظة عليها بالصيانة الملائمة والترميم والحماية من تأثيرات التعرية وتدخلات الطقس والمناخ، بل وبالتشريعات – إن دع الأمر – للحماية من تدخل الإنسان، فلماذا ترى غابت التشريعات؟ هل من مجيب!! وننتظر إجابة من القائمين على بخت الرضا وقتما أزيل الكوخ ولتأتي الشهادة من كل وجيع وهم كثر ويهم هنا في الأمر كثيراً الآراء الجريئة لأهلنا وذوينا في حي العاملين ببخت الرضاء والحوض ومبروكة البيضاء والخضراء ومن هنا التحية للصامدين عبر الآجال أهلنا الكسواب وآل الفكي وكل من لم يرد اسمه وله القدح المعلى في خدمة هذا الوطن الصغير الكبير بخت الرضا، اللهم أرضى عنهم وعنا أجمعين..
                  

02-06-2007, 06:57 AM

الطيب عبد الرحيم خلف الله
<aالطيب عبد الرحيم خلف الله
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 1030

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متابعة ذكريات خاصة في رضا - الجزء الثاني.. (Re: ابي عزالدين البشري) (Re: ابي عزالدين البشري)

    عزيزي أبي ، تحية طيبة وبعد،
    يطيب لكل متتبع لتوثيقك الرائع حول بخت الرضا أن تفرد زاوية صغيرة مفتاح لحوار واسع حول حقيقة وقصة هذا الاسم الخالد الذي ظل وسيظل يأخذ بأفكار المترددين على هذه المدينة (بخت الرضا) وكل الناس، والعجيب أن تتميز بخت الرضا بنوع من التفرد قل تكراره في مدننا وهو أن قاطنيها على مر الأجيال كانوا في الغالب مهاجرين وعابري سبيل وإلى عهد قريب، فهي مدينة الأراضي فيها من مزارع ومنشئات ومباني ومسطحات وخدمات وأنشطة وكل شيء فيها للدولة ممثلة بإدارة المعهد (في السابق) / الجامعة (حالياً) وهي مدينة مهنية خدمية بنسبة مائة بالمائة، لا مجال فيها للتجارة والربح والخسارة فرأسمالها هو الإنسان وريعها هو الكتاب والخريج ونتاجها بالمحصلة النهائية هو العلم والفكر والمعرفة الإنسانية وعطائها حتى عهد قريب كان يصل لكل إنسان في السودان بشكل مباشر أو غير مباشر (المنهج، الكتاب، المعلم والطالب والموهوب في كل الدروب وأخيراً الخريج) بل يكفي سمعتها إذا ذكر اسمها خاصة خارج البلاد عند كل العباد وهنا لا يفوتنا أن نجير للاسم فضله كعنصر أساسي في إصدار ومنح التأشيرة للمعلم عندما تكون وجهته الدول العربية وبالأخص الخليجية وذلك لمجرد أن يكون إسم بخت الرضا معنوناً بين أوراقه.
    وسكان بخت الرضا كانوا حتى عهد ليس ببعيد كلهم ضيوف مكرمين يتشكلون من تلاميذ الروضة والمدرسة والمعهد ومن الأساتذة والمعلمين والمشرفين والموجهين التربويين والمتدربين وحتى العميد، جميعهم ضيوف على مختلف البرامج والمشارب والأهداف التي كانت سبب في ارتباطهم وتواجدهم ببخت الرضا، والكل منهم يكمل فترة دورته ولسان حاله يقول ليتها أيام لا تكتمل حتى لا يفارق بخت الرضا وريثما يعودون ليواصلوا مسيراتهم ونشاطاتهم في دورات حياتهم بأماكن أخر في دوامة هذه الحياة، وليأتي ليحل أماكنهم في بخت الرضا من بعدهم أناس آخرون سوا في الروضة والمدرسة والمكتب والمعهد وهكذا تتواصل الحياة في رحاب بخت الرضا جيلاً بعد جيل، ومن هنا يأتي تميز المدينة التي لا تعرف الروتين المدينة التي يتجدد فيها لقاء الآخرين مع الآخرين، مدينة يتواصل فيها الأمل وتتلاقى فيها التطلعات، مدينة العلم والثقافة والتجديد، مدينة كل الناس.
    ولا شبيه لبخت الرضا في هذا السودان الفسيح إلا ما ندر مثلما في حالة 24 القرشي المدينة التي يدار منها امتداد المناقل بمشروع الجزيرة، فهي أيضاً مدينة مهنية إدارية يتوارث أرضها وجدرانها وهواؤها الضيوف وعابري السبيل ولإن تشرف إسم المعهد بـ بخت الرضا فالأخيرة تشرفت باسم الشهيد محمد طه القرشي بعد تغير إسمها من 24 عبود لـ 24 القرشي عقب ثورة أكتوبر إحياءً لذكري الشهيد القرشي (أول من استشهد في ليلة 21 أكتوبر 1964م أثناء محاولات ناس جهاز الأمن فض الندوة الشهيرة التي أقيمت بالبركس في الميدان الأخضر الواقع بين داخليتي كسلا والقاش حيث استشهد القرشي قرب داخلية بحر الجبل وعلقت في مكان استشهاده لوحة خالدة كتبت كلماتها آنذاك بدمه الطاهر وتقول:

    وتصارع الشهداء في عمر الزهور بكل صوب - والراية الشماء خافقة تظلل كل درب

    أما الدليل على تفرد المدينتين وبقائهما متميزتين بالمهنية، أن بخت الرضا مدينة تربوية علمية بينما 24 القرشي مدينة إدارية، وإن لم تندمج الأولى مع الخليلة الجارة مدينة الدويم فإن الايرة هي الأخرى ظلت بمنأى عن مدينة ابو الحسن التي لا يفصلها عنها إلا الترعة الكنار (الترعة الرئيسية للمشروع) ومن هنا إتكسبت المدينتين خصوصيتهما.
    وعودة لقصة اسم بخت الرضا، فالرأي السائد أن هذا الاسم يعود لسيدة فاضلة تدعى رضا كانت أكثر إنسان نال تقدير واحترام الناس آنذاك لما كانت تقدمه من خدمات جليلة لذلك المجتمع الصغير في ذلك الركن النائي من المدينة وتمثلت خدماتها في بيع بعض الأغراض البسيطة التي اعتادت جداتنا وقتها على فرش الأرض لها مباسط لبيع المنتجات المحلية مثل القاوون والدردقو والفول المحمص والمدمس والنبق والدوم واللالوب والقنقليس والعرديب والقضيم والدانكلي المسلوق وأتصور أن من بين ما كانت تعرض بضع قراطيس ومداد وظروف خطابات وإن جاز لنا أن نطلق لخيالنا العنان لذلك الزمان أن نتخيل توفير وتحضير والدتنا رضا لطعمية ولقيمات خفيفات تقدم لفك الريق في الصباح والفطور، وهي بذلك قد ملكت قلوب الناس ونالت رضاهم فكانت الأم والشخصية المقربة التي اجتمع عليها القوم فكافئوها أجمل ما تكون المكافأة أن أطلقوا أسمها على هذا الوليد التليد (معهد التربية) فكان السعد أيما سعد لجدتنا رضا، وفيما بدا أن الكثيرين لم يكتفوا بإطلاق إسم رضا على هذا الصرح فأصبغوا على أسمها البخت - إمعاناً وتأكيداً وجزماً في التكريم - فجاءت الكنية تسبق الرضا لتمتد إلينا بخت الرضا وكلنا بالرضا لأمنا رضا ومن رحم رضا كلنا أبناء ولأسم رضا نحن الفداء إن هب النداء.

    الفصل المميز:
    مدينة بخت الرضا تقع شمال مدينة الدويم ويحدها النيل الأبيض من الشرق ومبروكة الخضراء بامتدادها الجديد من الشمال وترعة مشروع الدويم من جهة الغرب وهذه جميعها حدود طبيعية بعضها تزامن مع إنشاء معهد التربية بخت الرضا (1934م) مثل مشروع الدويم الذي أعقب الفيضان الناشئ عن بناء خزان جبل الأولياء خلال نفس الفترة بغية التحكم في تصريف مياه النيل، والحدود الأخرى كانت موجودة مسبقاً مثل مبروكة التي كانت تحتل موقع المعهد الحالي فتنازل أهلها طوعاً عن الموقع لبناء المعهد فضربوا بذلك أروع المثل في التضحية بالأرض ونكران الذات وآثروا الرحيل شمالاً لأجل أن تقوم بخت الرضا منارة للعلم (وأسم مبروكة أطلقه الشيخ السماني ود الشيخ برير إذ بارك الموقع الجديد لأهله فجاءت التسمية مبروكة وسماني القوم من القوم وبهم وفيهم ........ والرواية للمهندس/ محمد عمرعبدالله ود منصور). أما المزارع التجريبية التابعة للمعهد والواقعة إلى الجنوب منه قبالة مدينة الدويم فتقضي فكرة إنشائها إلى الفصل بين المدينتين حتى تصبح لبخت الرضا خصوصية في تهيئة مناخ هادئ يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي أنشئ من أجلها المعهد. وإذا ما أريد لهذا الصرح الشامخ أن يبقى فلتحرص جميع الإدارات المتعاقبة على المدينة بالإبقاء على هذه المزارع فاصلاً بين المدينتين تحقيقاً لهذه الأغراض وليسود هذا التوجه خطط وأفاق السلطات المختصة بالمدينة من لجان إعمار وإسكان وبلديات بغض النظر عن ضيق فرص توسع المدينة أفقياً ناحية الشمال والجنوب وليكن في التوسع الرأسي للمساكن أو التمدد غرباً وشرقاً بالضفة الأخرى للنيل الأبيض ألف مخرج. أما ما يرشح في الأفق من وقت لآخر بالنية لتوزيع الأراضي الزراعية المعنية لمساكن درجة أولى من شأنه أن يخل بهذا التوجه وليحرص المسئولين على ألا يتعد حد المدينة شمالاً شارع الإسفلت المتاخم للمزارع برغم التجاوز الذي أجتاح الملاعب القريبة من كلية الاقتصاد (الدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطتين سابقاً).

    وقفة صمت:
    ظل كوخ العم توم (Mr. Grifth) حتى وقت قريب منارة شامخة في بخت الرضا وأختفي هذا الصرح بوقت ليس ببعيد. الشعوب تحافظ على موروثاتها بالمحافظة عليها بالصيانة الملائمة والترميم والحماية من تأثيرات التعرية وتدخلات الطقس والمناخ، بل وبالتشريعات – إن دع الأمر – للحماية من تدخل الإنسان، فلماذا ترى غابت التشريعات؟ هل من مجيب!! وننتظر إجابة من القائمين على بخت الرضا وقتما أزيل الكوخ ولتأتي الشهادة من كل وجيع وهم كثر ويهم هنا في الأمر كثيراً الآراء الجريئة لأهلنا وذوينا في حي العاملين ببخت الرضاء والحوض ومبروكة البيضاء والخضراء ومن هنا التحية للصامدين عبر الآجال أهلنا الكسواب وآل الفكي وكل من لم يرد اسمه وله القدح المعلى في خدمة هذا الوطن الصغير الكبير بخت الرضا، اللهم أرضى عنهم وعنا أجمعين..
                  

01-22-2007, 01:05 PM

مهلب خلف الله القريش
<aمهلب خلف الله القريش
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 243

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشهد خريفي من الدويم ـ من كتاب أوراق من الدويم الجزء الثاني (Re: ابي عزالدين البشري)

    استاذي الغالي / ابي عزالدين
    لك التحية والتقدير وكل الحب والاحترام
    والله انك لفخر لنا وللدويم
    فلقد احسست بان المشهد حقيقي
    وتذكرت
    ميدان ابو قرشين ، ودار الرياضة والتاج سعيد ولقلقة والطاهر عبد البين وخالد قدوني
    وميرغني شنقر ودكان الماظ وجدي علي محمد احمد (الصائغ) وعزالدين شبيكة ومصطفي دفع الله و الطيب مرزوق والجوكري وكومي والدلامي والشبر صلاح المحينة والله جابو والطيب علي وعمك ابوزيدوبابكر علوب وصديق البصير والدقيل وكافتيريا المدينة وباكمبا وعلاء كوكو وكراع جمل وعبد الستار حسين الزبير وعبد المنعم والطاهر نديم وابو حسبو وابراهيم برير
    وحامد سائق لوري المؤسسة (لوري اللقيمات)والطيب الصديق وجقدول وبرجاس وحسين قطان وجماعة البرش والزهارين والاذاذين ودقون
    وحسين عبد العزيز وبير ام صبا ودكان حسين سعد وعصير السيد وليمون عمر المرين

    والله لقد جمعتنا بدنيا كم اشتقنا لها وباصداقاء كم افتقدناهم مثل
    متوكل بحر وهو صديق عزيز وزميل دراسة
    استاذي الطيب برير يوسف
    نزار وعمار يس النور
    نتمني ان يدوم الوصل عبر بوستاتك الجميله
    اخوك ابو التومات
                  

01-23-2007, 09:50 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إعتذار وإعادة إهداء للأخ عادل عثمان.. (Re: ابي عزالدين البشري)




    الأخ عادل
    أعتذر لك إن لم تستطع الإستماع إلى اللحن لأن لحن الأستاذ حافظ أهدي لي وهو (AUTOSTART=true ) و لا أملك تغييره. ولكن في هذه الصفحة يمكنك سماعه بوضوح، وربما دعاني ذلك لإعادة ملفات رضا، فيديو أو صوت.
    ولك احترامي.
    إدريس إبراهيم
    في عمر الزهور..

                  

01-23-2007, 11:01 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من ثمرات بوست هباني(الدويم شات)، أحمد الشايقي (Re: ابي عزالدين البشري)

    text here


    Quote:

    الأخ الكريم هشام هباني,

    مركز شـات يقع في (الضهرة) عند انتهاء الأراضي الطينية غرباً , وتأسـس في التركية السابقة بعساكر السناجك الشايقية ومثل الوجود العسكري في النيل الابيض وبداية الطريق إلى كردفان ومخـزن الامدادات للقوافل المتجهـة غرباً ,

    كان النيل الأبيض (قبل بناء خزان جيل أوليا ذو مجري صيفي يتسع بشكل كبير ويفيض افقيا لأكثر من عشرة كيلومترات على طول امتداده ثم ينحسر تاركاً الأراضي جرفاً طويلا ليناً تزرع عليه الذرة (الصفراء وتنتج انتاجاً مهولا كان يكفي كل وسط السودان من محصول الذرة لكن هذه الظاهرة هي التي جعلت من الصعب قيام المدن على جانب النيل الأبيض قبل الخزان وكانت على النيل قرى ومرافئ صغيرة, تتبع لقرى تقع في الأراضي الرملية غرباُ ,

    سمي مركز شات مرفأه على النيل الدويم والتسمية من المديرية الشمالية التي تنتشر فيها الدويمات كـدويم (ودحاج) وغيرها وكانت المراكب ترسو عليه لتبدأ رحلة الشحن بالجمال غرباً حتى الأبيض,
    لعب مركز شات دورا كبيرا في مواجهة الثورة المهدية فجهز وأمد كل الحملات التي واجهت الإمام المهدي في قدير وكان احد أبنائه هـو البيك محمد عثمان قائد حملة قدير وجد السيد أحمد عثمان بخيت, وفي تجهيز حملة هكس كذلك الذي نزل بها متوجها غرباً وكان قائد حاميتها السنجك عثمان ود حمد كما نزل بهاالسنجك سراج أغـا والسنجك صالح المـك, وكلهم من القادة العسكريين المشاهير,
    في المهدية أغار القائد الأنصاري أحمد ود المكاشفي على مركز شات في (كتلة شات) المشهورة في التاريخ لتهيئة الطريق لجيش الإمام المهدي المتقدم من شيكان تجاه الخرطوم, ودارت بها معارك شديدة أدت إلى إبادة كل الحامية, وبالفعل فقد نزل بها الإمام المهدي في طريق تقدمه نحو الخرطـوم ومن ثم توجه للترعة الخضراء ومنها إلى أم درمان.
    فانتهت أهمية مركز شات التاريخية مع الكتلة وبدأت الأهمية والتركيز ينشأ للدويم من بعدهــا.

    هـذا عن النشأة والتسمية
    أحمد محمود الشايقي


    Quote:

    الأخ الكريم هشام هباني,

    جزيل الشكر على البوسـت الرائع بشأن مدينة الدويم التي أهـدت للسودان رموزه العزيزة بدءا من رئيس الوزراء الدبلماسي العالمي الاديب والشاعر والمهندس والقانوني, الاستاذ محمد أحمد المحجـوب ورئيـس الوزراء الخبير التعليمي في حكومـة أكتوبـر , السيد سـر الختم الخليفة الحسـن,

    كما أهـدت للوطـن درة التعليم وخاصرته ومبتدأه بالسودان العريض معهد التربية بخت الرضـا موئل تدريب المعلمين ووابتكار المناهج وتدريبها,

    وأجيال طويلة من القادة والمفكرين والأدباء والشعراء والقادة العسكريين والوزراء والتنفيذيين على مـر العصـور.

    وحتى الذين لم يولدوا بها ولم يستقروا بها فقد كانت الدويم وبخت الرضـا جزءا من فترات زاهرة في حياتهـم

    وأذكر على سبيل المثال لا الحصـر عملاقنا الشاعر ادريس جماع والعالم مندور المهدي والعميل ابراهيم مصطفى شرف الدين والفيلسوف الدكتور أحمـدالطيب والعالم نصر الحاج على وأساتذنا فاروق عثمان الحسين وعبد الله البشير النويري , عليه رحمة الله, وميرغني محمد الحسـن وجمع غفير يطول ذكرهـم.
    أحمد محمود الشايقي



    ** وأواصل
                  

01-23-2007, 11:17 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من ثمرات بوست هباني(الدويم شات)، مشاركة الأخ إدريس علم الهدى.. (Re: ابي عزالدين البشري)

    Quote:

    لماذا يبكي على هذه المؤسسة كل زائر لها؟!!!
    بخت الرضا كنز لم نعرف التعامل معه
    تحقيق: الوليد الخليفة
    ** عندما تتجاوز البداية الي داخل مدينة بخت الرضا فإنك تلج عالماً آخر رسمت خطوطه بدقة ليكون صرحاً يتطاول للخلود، اختيار المكان مساحة الأرض «3360000» متر «800» فدان.. العمران، التشجير، كل ما حولك يدل على أن وراء هذا الشموخ أهداف واضحة وبُعد نظر نفقده كثيراً. معسكر «غريفت» من رعى هذا الصرح أحد أبناء «جون» الذين ألقت بهم يد القدر في أرض السودان ليهدي الأمة السودانية كنزاً ما عرفوا التعامل معه.. ضم كل قيادات هذا البلد، بروفيسور «عبدالله الطيب» «سر الختم الخليفة» «جمال محمد أحمد» «إدريس جماع» وغيرهم كثير.
    فلنقف أعزائى ونحن في منتصف الطريق بين الماضي والمستقبل فنلقي أبصارنا نحو التاريخ، تاريخ 1934م ميلاد مؤسسة التربية السودانية في بخت الرضا التي كانت ثمارها هذه الطلائع التي ذكرناها ولنرفع أعناقنا لننظر الى المستقبل ماذا بقى من هذا الصرح حتي يعيننا في سباق الأمم وكما يقولون إذا كنا نريد أن نبني فنلبدأ بالتربية. بالأمس كان تصميم المناهج وتدريب المعلمين وعملية التقويم تتم هناك ، بعد أن آل الأمر لنا بعد الاستقلال أصابها ما أصاب مرافق كل هذا البلد من دمار في الوقت الذي وصلت فيه مرحلة النضج على خبرة نار السنوات، نتعدى عليها ايدينا ففي عام 1970م فصلت عن المعهد، عملية تصميم المناهج في مرحلة التصميم الأساسي «الابتدائي والمتوسط» لتعود بعد ثلاث سنوات فقط ومعها مناهج الثانوي أيضاً، وفي العام 1990م فصل عنها التدريب والتي لا أعرف ما هي ضرورة إنشائها هل كما حدد مؤتمر سياسات التعليم بأن يكون معلم الأساس جامعياً، ننظر الى مسألة الشهادة فقط دون التأهيل المهني والذي كان يتم بصورة مرضية وكاملة، يحدث هذا في الوقت الذي كنا نتوقع أن يطور معهد التربية بخت الرضا الى أكاديمية أو أرفع من ذلك فإذا به يشطر الى نصفين المركز القومي للمناهج والبحث التربوي وجامعة بخت الرضا وكلاهما قاصر عن أداء دور التربية. وأكبر شاهد على ذلك الواقع التربوي الذي نشهده في مدارسنا الآن. وبعد ذلك يقف معتمد محلية الدويم في حفل تأبين مدير المركز القومي للمناهج المرحوم «سلمان علي سلمان» ويقول: «لماذا يبكي على بخت الرضا كل زائر لها؟ أريد إجابة!! ونحن نريد إجابة أيضاً يا سيادة المعتمد.
    وقفة مع التاريخ
    ولنقف مع التاريخ لننظر لبخت الرضا كيف كانت؟ وكيف صارت الآن؟ فلنقف مع أحد عرابييها الاستاذ «عثمان أحمد الأمين» مدير قسم التراث والوثائق التربوية، ومع رواد التجربة الجديدة في كليات التربية أساس، د. آمنة مختار حسين عميد كلية التربية أساس جامعة دنقلا.
    يقول عثمان أحمد الأمين مدير قسم التراث والوثائق التربوية.
    أسس معهد التربية ببخت الرضا في عام 1934م 800 فدان تلخصت مهمة بخت الرضا في أول عهدها في الأهداف التالية:
    * تدريب مدرسي المدارس الأولية.
    * وضع مقررات وكتب للتلاميذ ومراشد للمدرسين بالمدارس.
    * تنظيم دورات تجديدية للمعلمين الذين لم يتلقوا التدريب ببخت الرضا، من أجل تحسين قدراتهم وتمكينهم من مواكبة تدريس أجزاء المقررات الجديدة.
    * «تريييف» التعليم الأولي، ووضع المناهج والكتب التي تخدم أغراض الترييف وقد تولدت لبخت الرضا أهداف أخرى إعداد المعلمين وتدريبهم وتطوير المناهج وهي: تدريب معلمي المدارس الوسطى وإصلاح مناهج التعليم الأوسط. والإشراف الفني «التفتيش الفني والتوجيه الفني» علي المدارس لمتابعة المنهج وتدريب المعلم، وطرائق التدريس، جمع تغذية راجعة لتطوير هذه الجوانب التربوية المختلفة كافة، ثم أسهمت بخت الرضا في تنمية المجتمعات المحلية ورعاية الشباب وذلك باهتمامها بتعليم الكبار ومحو الأمية وإنشاء أندية الصبيان، كما قام مكتب النشر ليضطلع بمهام إعداد كتب ومطبوعات تعليم الكبار ونشر ثقافة الطفل ونشر إنتاج بخت الرضا التربوي.
    مدرسة العرفاء
    قبل بخت الرضا كان يتم تدريب المعلمين في «مدرسة العرفاء» مدرسة تدريب معلمي المدارس الأولية بالخرطوم بكلية غردون الى أن حولت في عام 1934م الى بخت الرضا على توصيات لجنة «ونتر» والتي كان مستر غريفث مقرراً لها وهو معلم تدريب المعلمين بكلية غردون ومن ضمن توصيات اللجنة:
    * أن يعاد تقويم المعلم في المرحلة الأولية.
    * أن يقام مركز تدريب في منطقة ريفية بدلاً عن مدرسة العرفاء بالخرطوم وبناء على هذه التوصية اقترحت أماكن عدة لموقع مدرسة التدريب وأخيراً وقع الاختيار على موقع المعهد الحالي ببخت الرضا، وكانت هناك عدة أسباب لاختيار هذا الموقع منها موقع الدويم في وسط السودان ولأنها وسط ريفي يمثل معظم المناطق الريفية في السودان، وذلك لتدريب معلمين يصلحون للعمل في بلاد معظمها من القرى والأرياف. وأيضاً سهولة الحصول على عدد كاف من الأطفال لإمداد مدرسة تجري فيها التجارب وسهولة الحصول علي أراض زراعية تُسقى بالآلات والأمطار، وكذلك عطف القائمين علي الحكومة المحلية «آنذاك» على المؤسسة وتقديرهم للعمل الذي تقوم به.
    بدأ المعهد بكلية المعلمين الأولية ومدرسة أولية «نقلت من الدويم» وتبع ذلك إنشاء كلية المعلمين الوسطى 1949م ومعها ثلاث مدارس ليتدرب عليها وتجرب فيها المناهج هي: مدرسة الدويم الريفية الوسطى والنيل الأبيض والدويم شمال.
    كذلك انشئ مكتب للتوجيه الفني في المدارس الأولية والوسطى عمله جمع تغذية راجعة عن المناهج وتدريب المعلمين واستقطاب خبرة المعلمين في مدارس السودان المختلفة للعمل في مدارس بخت الرضا وأيضاً كان يقوم المعهد بتدريب مفتشي التعليم في المديريات.
    وفيما بعد فتحت فروع لمعهد التربية بخت الرضا في كل من الدلنج عام 1948م وشندي 1952م ومريدي 1954م والفاشر 1963م وكسلا 1963م.
    وقد تطور التدريب أفقياً ورأسياً خلال الفترة من 1934-1994م فقد كان يتم التدريب بعد المدرسة الأولية لمدة أربع سنوات عام 1934م وفي عام 1940م صارت خمس سنوات وفي عام 1944م صارت ست سنوات لتحقيق المزيد من الدراسة الأكاديمية والإعداد المهني واستمر الى 1968م حيث رفع الى أربع سنوات بعد الوسطى وسميت بثانوي المعلمين وفي عام 1974م سميت بمعاهد تدريب المعلمين الى كليات التربية مرحلة الأساس ولم يعد لبخت الرضا دور في عملية التدريب.
    أما في المرحلة المتوسطة فكان المعلم يعمل لمدة سنتين أو ثلاث ثم يلتحق بالمعهد ليدرب لمدة عامين حتى يصير معلماً مؤهلاً.
    المناهج.. المناهج
    بالنسبة للمناهج استمر من 1934 - 1970م لم يحدث أي تغيير في المناهج حتى تغير السلم التعليمي الى 6/3/3 وحصل تغيير في محتوى مناهج التعليم ونقلت المناهج للخرطوم برئاسة الوزارة أعيدت في عام 1973م مرة أخرى لبخت الرضا في عام 1973م عقد مؤتمر للمناهج ببخت الرضا وحدد غايات التربية وصيغت المناهج على هدى تلك الأهداف، واستمر العمل بهذه المناهج حتى عام 1990م عندما عقد مؤتمر سياسات التعليم ووفقاً لمقرراته غير السلم التعليمي الى ثماني سنوات للأساس «3» سنوات للثانوي وبناء على مقررات هذا المؤتمر أيضاً أسس المركز القومي للمناهج والبحث التربوي لعمل مناهج مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي.
    * من الذي يقوم بتصميم المناهج؟
    - يقوم بتصميم المناهج مختصو المناهج بالمركز وعدد مقدر من الأكاديميين من جامعات السودان المختلفة وخبراء تربويون.
    * وهل كانت لبخت الرضا صلات مع مؤسسات خارجية؟.
    - كان لمعهد بخت الرضا صلات أكاديمية مع جمهورية مصر العربية وعدد من دول شرق أفريقيا والجامعة الأمريكية ببيروت.
    * ما هي النشاطات التي كان يقدمها المعهد؟
    - هناك نشاطات عديدة يحتوي عليها برنامج التدريب بشقيه العملي والنظري «ورحلات التدريب على المهن المختلفة ونشاط جمعية نادي الزوارق ونادي صغار المزارعين والذي يقوم فيه الطالب بزراعة رقعة زراعية يكون حصادها بين الطالب والمركز. وأيضاً نشاط الجمعية العمومية لتعليم إدارة الاجتماعات وممارسة الحياة الديمقراطية.
    قيادات سودانية
    ضم معهد التربية ببخت الرضا العديد من القيادات السودانية في المجالات كافة فعلى سبيل المثال لا الحصر: «سر الختم الخليفة، بشير محمد سعيد، محمد عمر بشير، ود. جمال محمد أحمد ،والأديب العالمي الطيب صالح، والبروفيسور عبدالله الطيب، والمسرحي الفكي عبدالرحمن، أول مدير لجامعة الخرطوم، ونصر الحاج علي» كان من تلاميذ بخت الرضا وأول مدير للمعهد الفني، وهاشم ضيف الله أول عميد لمعهد التربية الرياضية وأول مدير لمعهد الموسيقى والمسرح الماحي سليمان يعمل مديراً للإذاعة العربية بإذاعة ألمانيا، والشاعر «إدريس جماع» ومحيي الدين فارس وفراج الطيب وغيرهم كثير.
    كليات التربية
    وعلى هامش الندوة التربوية ببخت الرضا التقيت د. آمنة مختار حسين عميد كلية التربية أساس، جامعة دنقلا، كان محور سؤالنا لها عن عملية التدريب في كليات التربية أساس التي أوكل لها أمر تدريب مرحلة الأساس قالت: الطالب يدرس المواد النظرية كاملة والمناشط التربوية «تربية فنية وموسيقى، ومسرح وتربية سودانية، أشغال هندسية، تربية رياضية زراعية أسرية» كذلك يقوم الطالب بدراسة منهج الحلقات، ولكن إشكالية التدريب في الإمكانات فقط وكذلك التعاون بين الجامعات ووزارة التربية والتعليم.
    * كيف يتم التقويم؟
    - هناك موضعان للتخصصات بالإضافة لموجهي العلوم التربوية وتقويم مدير المدرسة التي يتم بها التدريب.
    الماضي والحاضر
    ما بين الماضي والحاضر تقف معالم المستقبل تجربة طويلة من التجريب والفشل في ميدان التربية أقعدتنا من أن نأخذ مقعدنا بين الدول المتقدمة فهل درسنا التجربة اليابانية وأخذنا منها العبر. نأمل أن يكون ذلك!! وليرجع معهد التربية ببخت الرضا بصورة أحدث وإمكانات أكبر ويكون منطلقنا من هناك فما زلنا مجتمعاً ريفياً وما زالت أهداف إنشائه كما هي.


    http://www.rayaam.net/2004/09/19/tahgigat/hiwar2.htm

                  

01-23-2007, 11:38 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من ثمرات بوست هباني(الدويم شات)، مشاركة الأستاذ الرائع كبر.. (Re: ابي عزالدين البشري)

    Quote:

    الدويم..كلما ذكرتها .. توقف حمار كلامي في العقبة ..
    أبداكي من وين .. يا مدينة.. يا ألق .. في مياسم الذاكرة..
    التحية لكل الأصدقاء .. هنا .. خصوصا .. صديقنا هشام هباني ..
    و المفرح .. الإحساس الجميل .. بأني اٍلتقيت .. أي واحد منكم في دروبها ( ولا أقول شوارعها..لما في الدروب من حميمية و اٍلفة)..
    في الشهادة السودانية.. في امتحان اللغة العربية سؤال في الكناية عن مدينة النور .. و بلا تردد كتبت .. الدويم.. و لغاية هسع ما عارف المصححين .. أدوني غلط ليه..
    حينما أرسل لي صديقي أبكر أدم مسودة رائعته ( الضفة الأخرى)..أول ما تبادر لذهني أن سألته : انت كنت في الدويم سنة كم؟ و كنت ساكن وين؟.. و للعجب أبكر ادم لم يكن من أهالي الدويم..!!
    كنت يوما أدعي ( ولا زلت) بأنها المدينة الوحيدة التي أحفظها عن ظهر قلب.. و كلما قابلت أحد أبنائها و بناتها .. يبدا الحكي .. و قطع شك لو ما اتعارفنا .. تطلع بينا معرفة مشتركة ..و اخر من تحدثت معه في هذا الخصوص.. أخونا و صديقنا و أستاذنا دكتور أبوذر الغفاري بشير .. و الذي كان يتعجب من ذاكرتي التي كان تحفظ بعض من تفاصيل الدويم..
    و قطع شك يا هشام .. لمن لاقيتك في القاهرة .. على عجل .. أيام مركز الثقافات ( مركز الزين صالح)..كان ممكن نتحاكا عن تلك المدينة الصفية .. و لكن..!!

    و كنا نهتف يا هشام ( النيل .. النيل .. أبونا خليل).. و الحمدلله .. لم نقل أبونا نميري .. مع انو كان عامل فيها ابو العالم كلها..
    نعم .. خليل الثانوية العامة بنات.. و الثانوية العليا بنات .. و خليل الإبتدائية بنين .. الدويم اتنين.. الدويم تلاتة..

    ترعرنا.. في أحيائها .. الحي التامن.. و أذكر طاحونة .. جدنا علوب .. و التي كان يعمل فيها اٍبنه عمنا عطايا .. والد صديقنا عويس عطايا .. و الأصدقاء .. محمد و طارق بابكر علوب.. و أولاد علم الهدى.. عصام ( طلس) و كان أكبر مننا شوية .. و كذلك بشير .. و صديق .. و نور الدين..
    و أيضا .. الأصدقاء عادل أحمد علي ( حديد) و شقيقه عاطف .. و كان والدهما نقابي شهير في بخت الرضا..
    و بشرى عمر البشرى .. و صلاح عبد الرحمن ( السماك) .. و جيراننا و أصدقائي .. على ابراهيم .. و عادل ابراهيم (أبو شقة) .. و الصديق طارق على سيد ..
    كنا نلعب في ميدان نادي الوطن .. في غرب الحي .. و بعده .. معهد التربية دنقلا ( و كان في المدرسة الصناعية لمدة ست أعوام.. قبل ارجاعه لدنقلا) .. ويقع غرب خليل الثانوية العامة بنات.. و من أستاذته أذكر .. أستاذنا مهدي مدثر ( و كان العميد) .. و قبله في العمادة أستاذنا .. مهدي غندور ..و استاذنا خلف الله القريش.. و من شخصيات الإدارة .. عمنا التاج حسين ( المحاسب) والد عادل و عماد التاج ( و الذي كان دفعتنا في الدويم النموذجية)..و كذلك اولاد السيد محمد السيد الشعار.. خصوصا عاصم.. الذي كان يجلب لنا الكوتشينة الأنيقة .. و التي بها صور سمروات كينيا.. و الأصدقاء..مهندس حاتم فضل النور.. و شقيقه دكتور عبدالله (والدهما كان مدير الشعبية الثانوية بنين)..
    و دفعتنا من اولاد الحي التامن .. الصديق العزيز أبو القاسم أسماعيل المتعافي .. و الصديق العزيز عبد العزيز بله ( ود الدنيقله)..و الصديق علاء الدين جعفر ( و كان جوار بيت ناس ود الريس)
    في الحي التامن .. كان لنا فريق كرة قدم .. و يقيم مهرجانه السنوي باٍنتظام ( لآحظ نحن تلاميذ ابتدائي) .. و اسم الفريق ( الكفاح) .. و كان كابتن الفريق تاج السر البعيو ( شقيق صلاح المحينة لاعب الأشبال) .. و كنا نلعب فرقتين على كيس حلاوة .. و بعض الهدايا الرمزية .. و كان معنا بعض من أولاد عمنا سليمان السباعي ( لكن الذاكرة خانتني في تذكر أسمائهم) .. و لازلت أذكر حينما نخرج في حملة التبرعات .. و نحمل الكرة و خطاب يوضح غرضنا.. و نحوم في السوق ..

    في الحي التامن .. أذكر مبارياتنا مع اولاد حلة القرعاب .. و كالعادة .. لآزم القرعاب يطلعوا غالبين .. و اٍلا .. ح ننجلد عن بكرة أبينا .. لكن مرة مقلبانهم مقلب السنين .. و ذلك في حرب الطين أيام الخريف .. فقد تفتقت ذهنية صديق علم الهدي عن حيلة عجيبة و غريبة .. و أمرنا أن نضع حجر داخل كل قنبلة طين.. و كذلك ارشدنا على ضرورة أن نكون قريبين من بيوت حلتنا .. و أول حجر انطلق .. كان الدم طوالي .. و دخلنا بيوت حلتنا .. و لكن عاني من تلك المسألة الأصدقاء .. عادل ابراهيم ( أبو شقة) .. و احمد ابراهيم .. و عاطف احمد على .. و كانوا تلاميذ في مدرسة خليل الإبتدائية بنين .. و التي أغلب تلاميذها من حلة القرعاب ..

    انتقلنا للحي التاسع .. جوار نادي الأشبال .. تحديدا على بعد مربوع من فوال عمنا الطيب عوض ريد .. و حيطة بالحيطة مع عمنا محجوب سيد أحمد ( ولا أدري ما هي علاقته بالبنطونات) .. و كان عندنا فريق الزمالك .. و اذكر كان كابتن الفريق أخونا مرتضى .. و أخوه عثمان ( الذي سمعت به في كلية التربية جامعة الخرطوم حينما دخلت الجامعة)و هما من أسرة زهران..و أستاذنا الطيب زهران.. و أخونا صلاح محمد عيسى ( أيوه.. لكن غير الفنان الشهير).. و كنا جيران لأستاذنا الوسيلة ( حارس الأشبال ) و الذي خلفه أخوه شمس الدين في الحراسة .. و بالقرب من منزل حيدر قيطامة .. و كذلك عمنا محي الدين عبد الله ( لاعب الهلال) و في نفس الحي كان يسكن حنن ( لآعب الأشبال) و الذي زاملتني شقيقته الأستاذة اشراقة على أبو طه .. و الأستاذة اٍثار كانت دفعة قدامنا في الكلية.. و منزلهم جوار الأميرية بنات..و كذلك صديقي صلاح الدومة(كلوكة) و الذي زاملت شقيقته الأستاذة أميمة الدومة المحامية.. و كان نادي الأشبال مؤسسة بحق و حقيقة .. فيه مناشط للأطفال في عمرنا .. و كنا نتجول فيه عادي .. و لا أحد ينهرنا .. أو يطردنا .. فقط مرة واحدة كدت أن أخسر متعة اللعب تلك .. و كنا نتمرن بالقرب من النادي .. و كان رئيس النادي .. عمنا عبد العظيم .. يتفرج علينا و يتابعنا باٍهتمام .. و بعد التمرين .. سألني من دون البقية .. تيمك شنو يا اٍبني ؟ .. فقلت بلا تردد .. الوطن.. فجذبني عمنا .. قائلا: يا اٍبني وطن اٍيه.. العالم كلها أشبال..
    و كان متعة الحياة .. أن نتفرج في العمالقة .. بعد التمرين .. الدولي عبد الله كريشنقا.. أبكر باتا .. الوسيلة .. و عبد الله المنيورت..
    قبل الزمالك .. كنت ألعب في فريق النيران .. و كان كابتنه صديقي عبد الوهاب .. و مثلما كان القرعاب آفة الحي التامن .. كان فريق تكساس آفة النيران ..

    في الحي التاسع .. كان هنالك البيت الشهير .. المواجه للشارع الرئيسي غرب نادي الأشبال.. و افتتح بجواره مركز صحي الحي العاشر .. و كان على الباب حرف ( ن) .. و رغم صغر سننا .. كنا ندرك بعض الأمور .. خصوصا الطوابير التي تستصف في منتصف النهار .. أحيانا .. نجدعهم بالحجار و نركض .. و أحيانا .. نمرر الحكاية .. و أذكر مرة مرقت علينا واحدة من الخالات اٍياهم .. و كانت فاتية .. و علقتنا علقة السنين .. و الغريبة في نفس المربوع كان ميز القضاة ..

    ثم اٍنتقلنا الى شندي فوق .. و من الأصدقاء .. أذكر قاسم اسماعيل ادم ( الفريني) .. و الذي اكتشفت انه دفعتي في الجامعة ( تربية رياضيات) و شقيقه مهندس المعتمد .. و الإخوة .. عبد العال حسين .. و مصطفى عثمان ( ود الفكي) و شقيقه عمر ( الكيني) .. و احمد .. و شقيقه حمزة.. و نصر الدين عثمان ريحان .. و صديقي بدر الدين سعيد.. و صديقي عثمان عبد اللطيف ( الحلبي) و الذي سأل سؤال لازال يدور بخاطرى .. و قال وقتها ( انتو يا جماعة الله خلقنا.. لكن خلق روحو كيف؟) ..و اكتشفت أيام الجامعة أن زميلتنا الأستاذة لبني موسى الفكي ( بت الجبهة الديموقراطية) كانت من بنات حينا في شندي فوق.. و هو نفس الحي الذي يسكن فيه كابتن جعفر نحلة..

    و عاصرنا انشاء .. وحدة مطافي الدويم .. في أول شندي فوق .. و جوار مصانع نديم .. و كذلك السنما الجديدة ..حجر أساس مدرسة صفية ( و هي زوجة رجل البر دكتور خليل عثمان) الثانوية بنين ..

    و كذلك وصول التاكسي النهري .. أما التاكسي الجوي .. فقد كان عادي في الدويم.. و كذلك طائرة خليل الشهيرة ..

    كنا نذهب روتو .. مع عمنا عثمان حامد بليحة ( حردرت) .. و كان يعمل سائقا في الإصلاح الزراعي .. و أذكر مرة ساقنا أنا و ابنه مصطفى .. و جعلنا حراس على جرادل البقنية .. و ذلك لثقته بأمانتنا .. و عند الوصول أكتشف أن جردل ( نص) بحاله قد اختفى .. و قلنا .. أنكشح .. و لكن لخبرته الطويلة .. جلدنا جلدة سخنة .. و هو يقول : انكشح ..عرفناهو .. لكن عويناتكم الحمر ديل انكشحت فيهم شطة..

    و عاصرنا .. حجر أساس مصنع النسيج .. و بدايات حي أبو جابرة .. و كان فريق الجهاد قد تأسس هو الآخر لتوه .. و كان درجة تالتة .. و كذلك فريق الثوار .. الذي حضرت له مبارة واحدة .. هزم فيها الأشبال .. و كان عوض رجب حارس فريق الرابطة..
    و أدين لنادي الشاطي بالحي التامن .. لأنه المكان الوحيد الذي أتاح لي مشاهدة التلفزيون لأول مرة .. و يا ريبت تتذكروا معاي اسم حارسه .. و كان قصير القامة .. أشبه تماما بحارس المكسيك الشهير .. ز في الحي التامن تعلمنا الذهاب الى السنما.. و كانت بقرشين و نص.. , اول فيلم دخلته ( أبو ربيع) بطولة فريد شوقي..
    حينما ظهر لاعب المريخ الدولي بابكر الحلو ( باكمبا) .. أول ما تبادر لذهني .. جيمس باكمبا .. و حتى الآن أصر بأن بينهما شبه كبير في الملامح .. و كانت الإشاعة تقول أن جيمس باكمبا .. عازف ساكسفون ماهر .. و يقال أنه كان ممرض .. و ما يؤكد ذلك .. أنه في حالة صفائه .. يرتدي قميص أبيض و رداء أبيض ( غسيل و مكوة) .. و هو زي الممرضين الشهير في ذلك الزمان .. و يقال انه من الكنغو..

    و من ظواهر الدويم .. أذكر عمنا ود الفضيل .. و الذي كان يكتب في عمته .. و جيب الصدر في جلابيته .. كلمة الموت .. و يخيطها بحرير أحمر جميل .. و كان ينادي الناس لصلاة الفجر و هو يتجول بحماره الأبيض..و كنا نهوى سرقة البرتقال من بيت طرزان .. و هو من الغوامض التي تشغل ذهني حتى اللحظة .. ( من يعرف عنه أرجو أن يحدثنا باٍستفاضة .. خاصة موتره الأسود)..
    في الحفلات المدرسية كنا نشارك .. و أذكر في حفل بمدرسة الدويم الريفية .. كان تلاميذ الدويم النموذجية .. يغنون نشيد ( بلادي) .. و كان طفل يخرج من اخر الصفوف .. و يتقدم المجموعة .. و يكور قبضة يده اليمنى و يهتف بحماس.. بلادي .. بلادي فداك دمي .. و هبت حياتي فدا فأسلمي .. و قد تم تصوير ذلك النشيد في السنما المتجولة ( هل يذكر أحدكم السنما المتجولة).. و كان ذلك الطفل هو كاتب هذه السطور..و أتمنى من كل من لديه علم عن ذلك الفيلم .. يقول لينا .. لأن المسألة جابت ليها فهم حقوق و كده..

    و كنا في العصاري .. في وسط السوق .. نشاهد الإخوة و الأخوات الجمهوريين و الجمهوريات.. الشباب ببناطلينهم و قمصانهم الأنيقة .. و البنات بالثياب البيضاء الناصة .. و هم يحملون كتب الأستاذ .. و يدعون للفكرة .. هم علقوا بالذاكرة عنوان للنقاء و الجمال .. و حتى الآن لم أجد من يخيب ظني فيهم ..

    و كنت أتسائل عن تسمية بصات رمبيك..

    التحية لكل أستاذتي الأجلة .. أمين على الريس ( شقيق صلاح) و لا عب فريق الوطن .. ( بالمناسبة أنا وطنابي و
    نص) ..و استاذتنا فاطمة .. و التي على يدها نلت أول علقة في حياتي المدرسية ..
    و أستاذنا محمود احمد السايح .. و أستاذنا محمد نور السماني .. و أستاذنا الرشيد عمر البشرى ( الذي علمني الشجاعة الأدبية .. و لازلت أحتفظ بأحد نتائجي المدرسية و فيها تعليقه - يتميز بنشاط مسرحي و موهبة خلاقة .. نتمنى له المزيد من النجاح).. و شقيقه الأستاذ صلاح البشرى .. و الأستاذ بدوي ( لاعب النيل الشهير ) و قريب الأصدقاء الطريفي و عبد الباقي دراج ( و الذي سمعت أنه ضابط بالشرطة ) و أستاذنا مصطفى الجلال.. و كان مدير المدرسة أستاذنا المرضي..و هو من عائلة السباعي الشهيرة..

    كنا في بخت الرضا .. نهر دينار .. و بالمناسبة .. أقول لأخونا حيدر حماد .. طلعت حنكوش يا حبة .. و خصوصا نهر عنجة كان نهر الحناكيش ..
    أنهار المدرسة الإبتدائية .. دينار.. دقنة .. الزاكي .. المهدي .. الخليفة.. و أبوقرجة ( ان لم تخني الذاكرة).. و تحول نهر دينار بكامله ليكون نواة لمدرسة الدويم النموذجية المزدوجة..


    نشوفكم..

    كبر




    وبدوري أشكر صديقي الرائع الأستاذ محمد النور كبر، نيابة عن كل أهل الدويم، ودمت يا حبيب.


    و أعود إلى ما كنت فيه، بعد هذه السياحة في بوست الأخ هشام هباني، بعنوان، الدويم شات والركوب عجلات.

                  

01-25-2007, 03:33 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكريات خاصة في رضا.. (4) مع حيدر محمد عطا المنان.... (Re: ابي عزالدين البشري)


    جلست مع الأخ بشرى في بيته (عشته الخاصة) وتناولنا إفطارنا سريعا، ثم التفت إلي قائلا:
    - آها، إنت بعدين بتمشي معانا ولا مع جماعتك ديلاك؟
    لم أرد عليه إلا بعد تفكير؛ لأن الأمر لم يدر بتفكيري، أو لأنني كنت أفاضل بين الفرق ولا أعرف أيها أولى بالإتباع. هنالك أكثر من شلة لها علي ولاء. هنالك شلة قرابتي من حي أبهل وأصدقاؤهم، و لهم عزة في نفسي. هاشم ، محجوب ، بدر الدين حاج العاقب، فيصل محمد عطا المنان، حيدر عطا المنان، محمد ميرغني البشرى، محمد علي محمد أحمد، سعيد أبكر جبريل، بدر الدين الخليفه (قرين)، أزهري اللورد (عريبي). عادل الطيب جاه الرسول (اسكيمو)، محمد أبكر، مصطفى عثمان وأخوه عبد العزيز (رسس).... وكان لكل منا لقب. و هنالك قرابتي لأمي، من التخديرة التي أعدها مسقط رأسي، وباقي شلتهم، عبود و إسماعيل علي حامد، محمد دقون.... وهؤلاء استبعدتهم سريعا ، لأن منازلهم بعيدة عن منزلنا.
    و لكني كنت أميل إلى شلة (حي المعلمات)، وهم أولاد حارتي الذين ألعب معهم، محمد إبراهيم الجاك، عصام حسن حسين(يوسف)، الروم عبد الله، سبأ وموجو، الطيب و محمد عباس العبيد،حافظ الزبير، عبد الله الخليفة،عثمان (صوفه)، عبد القادر عبد الرحمن (رمصان)، محمد صلاح عثمان عدلان، محمد محمود (حنن) وعبد الله ، عادل محمد علي جبريل، أولاد النور السماني، عبد الله حسين الجاك وآخرون.
    حاولت أن أخرج نفسي من الحرج، بعد أن فهمت أن هذا الاجتماع، كان لكسب ولائي؛ فقلت بذكاء:
    - والله كدي نشوف لغاية بعدين.
    قال بشرى باعتداد، بعد أن أفهمني أنني أحتاج لشلة تحميني من المتربصين، وإلا أضحيت فريسة سهلة لباقي الشلل:
    - شلتنا دي تمام، فيها عتاولة من سنة رابعة، يعني ما في زول بقدر عليهم.
    وراح يحدثني عن القوة الخارقة لهاشم داوود، وأنه في مرة واحدة هزم شلة مكونة من سبعة أولاد. وأن اسكيمو كان يمسك كل ولدين، مثل الأراجيز ويجعل رءوس الأولاد تصدم ببعضها البعض مثل الدليب و..... و أسرعت بإعلان ولائي.
    كان بشرى خصب الخيال؛ فقد دعاه إخوتي وأبناء عمومتي بلقب جبران خليل جبران. و لكنه بدا لي عالما بكل شيء في الكون، فلا أسأله عن شيء؛ حتى يسهب في الشرح، ولا يدعني حتى يشبع فضولي للمعرفة. صاحبته كثيرا بعد ذلك، فحدثني عن الكثير، الغريب و المثير. حكى لي عن البعاعيت وكيفية الوقاية منهم، عن السحاحير وهؤلاء يمصون دم الإنسان، ولا يتركونه حتى يصير هيكلا عظميا ، عن مخلوق يسمى (كحلي المكحل بالعين الزرقا)، عن الجن، وأثار رعبي؛ لما قال لي :
    - شايف المحلة القاعدين فيها دي، بالليل بيجو الجماعة ديل (الشياطين) ويسوى حفلات غنائية ساهرة، يعني أنوار ومكرفونات وفنانين. أول ما يشوفوك يعزموك و تقعد معاهم ، لمن ساعة النوم تجي وينوموك في سرير من الدهب و يفرشو ليك ملاية من حرير ويريحوك بي ريحة حلوة. لكن لمن تصحى الصباح، تلقى روحك نايم في فطيسة وريحتك دي خليها ساكت. ريحة كعبة أصلها ما بتروح.
    أسرعت أسأله عن الطريقة التي أتخلص بها من الرائحة الكريهة، إذا وقعت في شرهم؛ فقال لي:
    - أيوه ، تمشي تتغسل في البحر سبعة مرات. وترجع البيت تستحما بي موية القرض وتقول يا ملائكة نظفوني، ومن يومها أحضرت القرض استعدادا لمثل هذا اليوم.
    صرت تلميذا مطيعا لبشرى (العالم)، لا أفارقه إلا قليلا، واعتقدت أنه من الصالحين الذين يحدثني عنهم. بل زاد إيماني به يوم ( الساقية)، أو هكذا كنا نذكره دائما.
    و أواصل...

                  

01-25-2007, 03:46 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات خاصة في رضا(5)، مع حيدر محمد عطا المنان.... (Re: ابي عزالدين البشري)


    يوم الساقية

    كان ذلك اليوم الخريفي (يوم الساقية)، من الأيام التي أعقبت ليلة ممطرة، فجرت المياه في كل مكان وزاد علوها، في المنخفض الذي يجاور منطقة الساقية الشهيرة. تكونت بركة هائلة ، كان طرفها من جهة الساقية ضحلا ولكن وسطها كان عميقا، يبلع الإنسان واقفا، دون ريب. كنا قد تأخرنا، في الغابة، بعد نهاية الدروس. خلا الشارع من المارة و كانت بخت الرضا هادئة، كأن لم يدخلها بشر من قبل.
    فجأة خلع (عريبي) ملابسه ووضعها قرب الساقية ونزل إلى الماء، وظل يمشي ؛ حتى ابتلعت المياه قامته الطويلة، ثم بدأ يسبح. كان يسبح في الماء ببراعة، فمرة على بطنه ومرة على ظهره. يميل حينا بجسده، يغطسه في الماء كله، ثم يخرج رجله في حركة دائرية جميلة. يضرب بها سطح الماء؛ فتسمع للضربة دويا. وهي لعبة معروفة (أم النو). لم يتردد كبار السن منا، بعد أن أغرتهم أم النو بالتباري ، في النزول إلى الماء، وتبعناهم. كنا في غاية المتعة، ونحن نلهو و تعلو صرخاتنا، بين حين وآخر. ولم نلحظ رجلا كان يقف في وسط المزارع ، يراقبنا ويدون في (نوتته) شيئا؛ حتى نبهنا لذلك صبي كان يراقبنا أيضا، ولا نعرفه.
    قال فيصل محمد عطا المنان:
    - الليـــــــــــــــــــله! إنتو عارفين ده منو؟ ده أستاذ الفكي، وكتب أسامينا كلنا.
    قال سعيد:
    - بكرة من الصباح، يندهوكم في الطابور، يمسكوكم أربعة ويجلدوكم بي سوط العنج. غايتو أنا بكرة عيان.
    لبسنا ثيابنا على عجل وطوينا المسافة ما بين الساقية و دار الرياضة عدوا، دون توقف. ولما لم نر أثرا لأستاذ الفكي، دخلنا بيت المحسن المرحوم حسيب جمال الدين (ود الأمير)، وشربنا ماء من الأزيار التي تركها سبيلا لكل شارب من تلاميذ رضا. ثم انصرفنا إلى بيوتنا، على أمل أن نلتقي في المساء، ليس للسمر كالعادة، ولكن لتدبير مخرج من هذا المأزق الخطير.
    لجأت إلى شيخي بشرى وسألته عن ترياق لنفسي المعذبة؛ فأدخل الطمأنينة على قلبي وقال لي:
    - أنا وأنت والله ما بننجلد.
    ولم أكن أتوقع أن يستثنينا المعلم من العقوبة وقد رآنا بأم عينه، وكنت في شك مما قاله بشرى بعد ذلك، ولكني كنت كالغريق تغريه القشة؛ فيظنها وسيلة للنجاة ويتعلق بها.
    استخرج بشرى مما يدخره بعض المال و أمرني أن أتبعه، وفعلت. ذهبنا إلى المسجد الكبير، وبجواره كان هنالك باعة (فراشة)، من بينهم أخو حاج أبكر جبريل. تلفت بشرى في المعروض من البضاعة؛ حتى رأى كتيبا صغيرا ؛ فرفعه. قبل الكتيب مرتين، ثم وضعه على جبهته وأمرني أن أفعل مثلما فعل. نقد البائع المبلغ ثم قفلنا راجعين. وفي الطريق قرأ لي عنوان الكتيب، وأنا لم أتعلم القراءة بعد، وقال لي:
    ده كتاب خطير جدا، اسمه (الحصن الحصين).
    ولم أطق صبرا من برود محدثي، الذي جئت أشكو إليه الهم والخوف معا، من سوط العنج.
    ابتسم صاحبي ورد علي بنفس البرود:
    - ما ده الموضوع ذاتو ، الأنحن جايين ليه، إنت بس اسمعني وقول معاي، ثم جلسنا بالقرب من جدار منزل المرحوم العمدة عمران، مقابل دكان عبد العال حاج الطيب. وواصل الشرح:
    الكتاب ده فيه هنا، آيات يعني من المصحف. قرآن يعني.. وكان ينظر إلى وجهه ليتأكد من أنني قد فهمت، ولكني أرحته، لما بادرته معلنا عدم مقدرتي على الفهم.
    قال لي بشرى:
    - لا إنت فاهم، بس اصبر، إنت مش ما عايز تنجلد بكرة؟ و استطرد:
    - هنا في حاجة اسمها السبع آيات المنجيات، الزول يقراهن ويمشي محل ما عاوز زول واحد بتصرف فيه ما في.
    كان بشرى يتلو وأنا أتلو خلفه؛ فيصححني إذا أخطأت. تلونا الكتاب من الغلاف إلى الغلاف.
    أصبح فجر اليوم التالي، وكنت أرجو أن لا يصبح. نبهتني والدتي أكثر من مرة إلى أن موعد الجرس قد أزف. وخرجت مكرها، متخاذلا أقدم رجلا و أؤخر أخرى، ولكن القدر كان يخبيء لي موعدا آخر. كان الأستاذ المرحوم عبد الله بيلو خارجا من دارهم، فقد رجع لأنه نسي شيئا هاما. رآني الأستاذ ؛ فدهش لتأخري حتى هذا الموعد. صحبته في الطريق إلى المدرسة وفي كل مرة كان يستحثني على الإسراع؛ حتى صرت أعدو خلفه؛ فقد كان سريعا، طويل الخطوة. وكلما اقتربت خطاي من المدرسة زاد وجلي. وفجأة رن الجرس الكبير وسقط قلبي بين يدي وسقطت حقيبتي من كتفي، وليس ثمة فرصة للتردد أو الهروب. وقفت بين التلاميذ في الطابور خائفا أترقب. خرج أستاذ الفكي من المكتب. أدار نظره بين الصفوف ثم قال:
    - في غنم أمبارح كانوا بيعوموا، في الموية الراكدة ، جنب الساقية. يعني بيعرضوا نفسهم لي الغرق والبلهارسيا والأمراض. ديل بشر؟
    أجاب كل الطلاب بصوت واحد:
    - لا يا أستاذ.
    قال الأستاذ:
    - خليهم يطلعوا لي هنا.
    ولم يخرج أحد.
    قال أستاذ الفكي:
    طيب أنا حا أطلعهم ..
    تحرك من محله و شرع يتفرس في وجوه التلاميذ. وبين لحظة وأخرى يأمر أحدهم بالوقوف وسط الطابور. ثم اتجه إلى الصف الذي أقف فيه، ولو لبثت عينه لحظة واحدة عند صفي، لخرجت إليه من طوعي، فقد يبس لساني في موضعه و تصلبت رجلاي وزاغت عيناي وتصبب عرقي. ولكن الرجل أدار عينيه سريعا إلى صف آخر، فقد كانت عيناه تبحثان عن طوال القامة، فإنه لم يستطع أن يتبين وجوه الصبية الذين كان يسبحون في الماء؛ فقد كان بعيدا عنهم وهرب الصبية قبل أن يصل إليهم.
    لم يتعرف أستاذ الفكي على شخصي ولم يتعرف على بشرى الذي كان ينتظر جرس الفسحة؛ ليقول لي:
    آها بعد كده عندك شك في الآيات المنجيات؟
    ولم يكن عندي أدنى شك ، و زاد إيمان بأن بشرى رجل من الصالحين، وذهبت بعد رجوعي من المدرسة مباشرة؛ لأشتري ذلك الكتاب (الحصن الحصين)، حتى قبل معرفتي بالكتابة. وكان ذلك أول كتاب أقتنيه.
    شكرا لك أخي الحبيب بشرى ؛ فقد أهديتني سعة من الخيال، أفادتني كثيرا في حياتي.
    و أواصل....




    شكراً أخي بشرى محمد عطا المنان ومتعك الله بالعافية..


    لا زلت أحتاج إليك وأشتاق دوما
                  

01-28-2007, 06:24 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تنويه، لا بد منه... (Re: ابي عزالدين البشري)

    اللهم ارحم موتانا، جميعا


    إخوتي الكرام
    لا أود أن أظلم ذاكرتي بحبس ما تجيش به النفس، أو أخنق الذكرى في مراقدها، بسبب منهج سردي محدد أو ضابط أخلاقي متعمد، اللهم إلا ما يعيب فاصلة في الحديث أو يسيء إلى قارئ. وما أتي منها (النفس)، عفو الخاطر، فليعذرني القارئ والمستمع على سواء. ولا يخلو مثلٌ من هذا؛ فمجرد الإقدام على كتابة تاريخ كهذا، يحتاج إلى كنز كثير من العُدَّة، بعد شحذ الذاكرة ثم التحصن، بزاد من الشجاعة وفير، و زمن ليس بالقصير. أردت أن يكون الحديث استرسالا، بسطت له الحبل وأزحت عنه المتاريس؛ عله يبحر على خضم المخزون، من طفولتي. ويرسو على مرافئ ، تكون فيها إضاءة، تعود بالنفع من ذكرها. وهذا السبب ليس عذرا أسوقه ولا اعتذاراً، أقدمه شفاعة لمقالاتي، على بساطتها، لتجوزها أو شططها. و لكنه الاعتراف بالعجز والتقصير. فمثل هذا الحديث وإن كان ذكريات خاصة، إلا أنه يشتمل على ذكر آخرين، شاركوني فيها تفاصيل الأحداث، و ربما لم يودوا أن يتحدثوا عنها. و عذري في ذلك أنني لا يمكن أن أرضي الجميع بما يريدون ولا يمكن أن أسترضيهم جميعا فيوافقون.
    و قد آتي على ذكر أسماء الناس، في معرض الذكريات مجملا غير مفصل، ومنهم من أصابه مرض و الأليق بي أن أستشفي لهم، ومنهم من رحل عن الفانية والأجمل أن أترحم عليهم، كما يتخيل المتلقي. و لكني – للأسف – أحكي عن زمن بعيد، موغل في القدم. انقطعت علاقتي بالكثيرين فلا أعرف أحوالهم، لا أتحقق من حياة أحدهم أو وفاته. و بعض أعلم وفاته ولكني خلال السرد، دون قصد، أستشعر وجودهم، وأمني نفسي ببقائهم أحياء، إلى جنبي. فعفواً، إن لم أترحم على أحدهم، في ذات الوقت. فأسأل الرحمة للأحياء منا والأموات على السواء، كما أسأل العافية للأحياء. بل حتى القريب من الأحداث، أتحايل عليه ، بغير قصد، فتمر النفس بذكرى قريبين فارقتهم، ولكنهم ظلوا أحياء – عندي – لا أنساهم. منهم أصدقاء؛ مثل أستاذي وصديقي فضل الله أحمد جقدول، صديقي الأستاذ الفنان حسين قطان، صديقي وأستاذي محمد مختار وداعة الله، زميلي، قريبي وحبيبي مهدي الأمين الأصم، والقائمة تطول. و لكن، بعد الإيمان والرضا، فالحقيقة أنهم رحلوا. وهم يحتاجون إلى الرحمة، فلا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم ارحمهم واغفر لهم. أنتم السابقون ونحن اللاحقون بإذن الله.


    اللهم أكرم نزلهم، واجعل البركة في الباقين آمين
                  

01-28-2007, 06:51 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكريات خاصة في رضا (6).. (Re: ابي عزالدين البشري)



    كنت أقول دائما إن الذين درسوا ببخت الرضا في ذلك العهد، قد أتيح لهم ما لم يتح لغيرهم ممن درسوا في مدارس أخرى، وسيأتي بيانه أن شاء الله.
    أول هذه الأشياء، هذا الموقع الريفي الفريد للمدرسة، بل المعهد كله، حتى أضحى مدينة كاملة، مستقلة عن الدويم.
    منذ أول يوم لي في المدرسة، بدأت أتعلم الكثير وأرى الكثير مما لم أعرفه في الدويم. نمر في طريقنا أول الأمر بالمقابر، وكثيرون مثلي، لم يروا المقابر، قبل سن المدرسة، فيستمع لأشياء كثيرة تتعلق بالموت والحياة و عالم الأموات. و للأطفال، إذا مروا بالمقابر في ذلك الزمان طقوس وأساطير. و أذكر أنني قد أشرت بإصبعي نحو المقابر، مرة، فهب التلاميذ فيَّ هبةً، لا يمكن أن أنساها، مهما طال الزمان، وتشاءموا من فعلتي وطلبوا مني أن أكفر عن فعلتي تلك، بعض أصبعي ؛ ففعلت. ثم استفسرت؛ فقالوا لي إن من يشير إلى الأموات، فإنه يدعوهم إلى قتل أهله جميعا. و حمدت الله أن أكرمني بهؤلاء العارفين فنبهوني وإلا فقدت أهلي.
    كنا نمر بالساقية سابقة الذكر، ولن يمر صبي بهذه الساقية العجيبة، ولا تثير فضوله وتكثر أسئلته حولها وكيفية عملها و... ولم أعاصر الساقية الكبيرة تعمل. ولكني رأيت الشادوف وعجبت له ولدولابه كيف ينكفئ على فيه في الماء، يغرفه ثم يرسله إلى الجداول، ليسقي الزرع ويعيد الحياة لليابس من النبات. و لا أستثني أفعال الحرث التي يمر بها التلميذ، منها الحرث الآلي بالتراكتور والحرث بالثيران، رمي البذور والحصاد. كما أن المدرسة نفسها كانت تدرب الطالب على الزراعة، وتمنحه حوضين؛ فيزرعهما و يكون العائد له. وليس هنالك طالب في المدرسة لا يشارك في حصاد القطن، فهو إجباري.
    لا يمكن لطالب، يدرس في بخت الرضا، إلا وأن يتعلم الكثير عن دواب الأرض، الحيات والثعابين، العقارب، السحالي، و دواب أخرى منها واحدة يخافها الأطفال وينسجون حولها الأساطير يسمونها (أم بيروون). يقولون إنها إذا عضت أحدهم، فإنها لا تدع أصبعه أو ما عضته من جسده؛ حتى ينهق حمار الوحش (حمار الوادي)، ولا أدري ما العلاقة بينهما. الفأر ،القنفذ، الصبرة، الضب، الضفدعة، الورل، الكبجل.....
    وبقي اسم حشرة، كثيراً ما أنفقنا الساعات بجوار مخبئها. كانت هذه الحشرة تسمى (أبو الحداد)، تسكن في التراب، وأظنها تأكل النمل. نستدل على بيتها، بشكل التراب الذي يكون مغزلي الشكل، ناعم الترب. فإذا أردنا استخراجها من بيتها، أنزلنا خيطا في الحفرة، وجعلنا نربت بالأيادي على الترب و نضرب ضربا خفيفا، ونحن نردد:
    - أبو الحداد ، دقي لي مرواد
    أبو الحداد ، دقي لي مرواد
    أبو الحداد ، دقي لي مرواد
    وكنا نظن أن هذه الأغنية، هي التي تخرج الحشرة من جحرها، فلا يطول بنا الغناء؛ حتى تتعلق الحشرة بالخيط؛ فنهلل فرحين بها، وكأننا ظفرنا بالدنيا كلها.
    والحادثة على بساطتها وسذاجتها معا، ورغم أن الحشرة لا تفيدنا في شيء بعد ذلك ، إلا أن هذا الفعل يعبر عن تلك الخبرة التي يكسبها التلاميذ، من خلال وجودهم بتلك البيئة، و تنم عن معرفة، بسلوك كل دابة في الأرض، مما وفر الحماية لهم من الدواب الضارة في الأرض. إضافة إلى فرصة نادرة وفرتها ذات البيئة، لمعرفة الطيور، الأشجار والنباتات؛ فيفوقون غيرهم من التلاميذ (أعني الذين لم يدرسوا في بيئة مشابهة)، بمعرفة تعود عليهم بالنفع، في مقبل حياتهم. فقد كانت بخت الرضا كلها، حديقة، مزرعة وغابة، رغم أننا إذا ذكرنا كلمة حديقة، قصدنا حديقة المعلمين، وإذا ذكرنا عبارة غابة، انصرف الذهن إلى ذلك الجزء الذي يلي مباني سادسة القديمة و ما جاور حوض السباحة.
    كنت لما أذكر لغيري من الناس الذين لم يدرسوا في بخت الرضا، أننا كنا لا نشتري شيئاً من السوق، مطلقا، خاصة ما يتعلق بالدراسة. تصرف لنا الكتب والكراسات وأدوات الهندسة كاملة (المنقلة، البرجل، المثلث، مسطرة الحديد)، أقلام الرصاص، أقلام الثري أتش، أقلام الكوبياء، الممحاة، كراسة الرسم، الألوان، فرش الرسم، ريشة الكتابة وبوصة الخشب لتحسين الخط، أوراق الفلوسكاب... و تصرف لنا ، في الصف الرابع، نوته رائعة لا يمكن لتلميذ أن ينساها، تسمى المدونة الطبيعية، يدون فيها التلميذ أحوال الطقس يوميا.
    كان الحبر، يصب في دواة، توضع في حفرة، توجد على كل درج. وكانت الأدراج مصممة؛ بحيث يجلس كل خمسة تلاميذ على كنبة و يكون أمامهم درج من هذه الأدراج. و إذا أراد التلميذ زيادة من الحبر، يحملها إلى بيته، فهو يأخذ حاجته من زجاجة كبيرة، وضعت أمام كل نهر.
    لكل فصل من فصول المدرسة مكتبة خاصة به، ولكل نهر مكتبته، بالإضافة إلى المكتبة الأسطورية، التي حوت مجموعة من الكتب، ندر أن توجد في غيرها. وتسمى المكتبة المركزية.
    كنا في حصة الأعمال، أكثر حظا من غيرنا، إذ توفر بخت الرضا للطالب الطين الصلصال، بكميات هائلة. وإذا أردنا التشكيل بطين الثرى أو اللبن، فهنالك جدول قريب من صالات أعمال الطين، يتوفر فيه المطلوب. و إذا كان الدرس لأعمال القصب، فالمزارع قريبة من صالات الأعمال على بعد لا يزيد على العشرين مترا. يصنع التلميذ صفارة (زنبارة) من القصب ، يظل يبريها من الداخل (بمفراكة) مكونة من حامل القندول. يصنع نظارة ، طائرة، طائرا أو مروحة (دنانة). أما حصة أعمال الورق فتكون داخل الفصل، إذ يصنع التلميذ، بنهاية الدرس، إبريق شاي، مركباً، مركبا شراعية، طائرة أو طقطاقة.
    أما في حصص الرياضة و المناشط التابعة لها، يجد التلاميذ صنوفا من الألعاب وأدواتها متوفرة، ومنها:
    كرة القدم، كرة اليد، كرة السلة، الكرة الدوارة (فلفلفت)، فقد أقيمت لها أعمدة خاصة، علقت فيها كرة القماش بحبل قصير والمضرب إلى جوارها. هنالك غرفة للجمباز (جمنيزيم) والجمباز الأرضي، مجهزة بكل شيء يخص الجمباز، الحصان ، الياي الخشبي، الياي التربل...
    و بالغرفة أيضا القرص، الجلة، قصبة الزانة، العقلة والمتوازي...
    بالإضافة إلى ذلك، ففي بخت الرضا حوض سباحة، لا يتوفر مثله في أي مدرسة أخرى. هذا الحوض مقسوم إلى قسمين. قسم ضحل نوعيا للمبتدئين، وآخر شديد العمق للمحترفين. و بالحوض منصة للقفز.
    كانت الرياضة، متعة حقيقة و مصدر فرحة لكل طالب. يحضر الناس من كل حدب وصوب؛ ليروا إبداعات التلاميذ، في المناسبات. وأهمها عيد بخت الرضا، ذلك اليوم المشهود، والتقليد المعهود. فيه أيضا تظهر إبداعات التلاميذ، من المدارس الابتدائية، المتوسطة والثانوية ومشاركات المعلمين، من مسرح، إنشاد، أشعار وغناء. و يحضر العيد، شخصيات هامة، قد يكون من بينها وزير التربية والتعليم. ولا يقتصر عمل المسرح على الأعياد، فقط، بل يمتد طول العام. و قد لا يصدق من لم يدرس في بخت الرضا، أننا شهدنا في طفولتنا ليالي كاملة باللغة الإنجليزية، ومسرحيات تستمر لساعتين. و لا زلت أذكر وأنني طفل صغير رجعت أردد بعض الأناشيد مع أترابي، وكأننا نعي معناها، ضمن فقرات قدمها طلاب المدارس الوسطي، منها:

    Row, row your boat


    Gently, gently


    أو كنا نحفظ نذرا من أغنية أخرى، لم نفهم معناها إلا بعض مرور سنوات:


    Stop, stop
    Come into my shop
    ***
    I have golden rings
    Beautiful things


    و أشياء من هذا القبيل، ولكننا لا نحفظ أكثر من المطلع الذي يؤديه التلاميذ، بلحن رائع ومؤثر، بمصاحبة الموسيقى.
    و أواصل..

                  

01-28-2007, 07:47 AM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات خاصة في رضا (6).. (Re: ابي عزالدين البشري)

    Quote: و أواصل

    إلى مطلع الفجر.. ايها المسكون بالإبداع..
                  

01-28-2007, 01:39 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأخ إسماعيل وراق، هدفي إرضاؤكم.. (Re: إسماعيل وراق)


    الأخ الإعلامي والصحفي المهذب/ إسماعيل وراق
    كبرتُ وشاخت الذاكرة، رغم ثناء بعضهم عليها. بعض المعالم باهتة وبعضها ضبابي المظهر وبعضها لا يبين منه شيء البتة. بعض الذكريات واضحة وضوح الشمس ولا أستطيع نسيانها، وها أنا أتوه في هذه الغابة علي أفوز منها بصيد، ولو كان مثل (أبو الحداد)، فهو ذو قيمة عندي. وأرجو أن يكون كذلك عند غيري.
    ولك حبي أيها المسكون بحب الدويم.

    و أواصل..

                  

01-28-2007, 01:54 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات خاصة في رضا (6)..صور (Re: ابي عزالدين البشري)


    ومع العقارب ذكريات خاصة أيضا، تأتي في حينها.



                  

01-30-2007, 02:39 PM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات خاصة في رضا (6)..صور (Re: ابي عزالدين البشري)

    أخي الحبيب
    وشيخي العتيد أبا عمر

    لا يعرف الجفاء إلى قلبي سبيلا فلا تقل أني غبت جفاءً ولكن كما يقول أهل الصفة ( إزدد غباً تزدد حباً ) .. أتابع سرد الذكريات وأنا مستلقٍ في فيء ظلالها وهي تساقط علينا رطباً جنيا .. مذاقه حلو وريحه مسك وعنبر.. أرهف السمع وأسترق النظر وهي سرقة بيضاء فاقع لونها.. ولكني أخاف العقارب والحيايا وبرغم خوفي إلا إني لن أبرح مكاني المثول حتى يأمر شيخي بمثولي في حضرته !!.. مع حبي وودي
    ابوبكر يوسف

    (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 01-30-2007, 02:44 PM)

                  

01-31-2007, 02:41 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات خاصة في رضا (6)..صور (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    Quote:

    ( إزدد غباً تزدد حباً )



    دكتور أبو بكر
    سلام عليك أيها المُـمـَيـَّز، ولم تـُمـَيـِّز نفسك يوماً. زادك الله رفعة بتواضعك.
    قد يقولون ما قالوا، إيمانا بصدق المقولة؛ ولكن غيرهم كان يرى أن في القرب منفعة:
    بكل تداوينا فلم يشفِ ما بنا على أن قرب الدار خير من البعدِ
    ولكن العقاد، قال:
    إني وإن كنت أحمد للقرب يدا فإني أحمد للفراق أياديا
    وما بين المدعي الأول والثاني، قضية أخرى، هي قضية من تعمد أن ينسى ولم يقدر، كما قال رامي على لسان سيدة الغناء العربي:
    لقيت نفسي في عز جفاك بفكر فيك وأنا ناسي
    عزيزي
    إن قربت مني أمنحك حبا، مضمخاً بفرحة اللقاء. و إن بعدت عني أمطرتك وبل الحب، مشفوعاً باللوعة.
    صديقي وأخي الغالي، أفتقدك في وجودك وغيابك، لأني لم أمتع نفسي بك بعدُ.


    Quote:

    مذاقه حلو وريحه مسك وعنبر



    أيها الأترجة والتمرة معا.
    لا غرابة إن كانت النحلة، تميز بين الزهور، وتحسن إخراج ما تمصه من رحيق، و لسنا قادرين –بني البشر- على تمييزه ولا حسن استغلاله.


    Quote:

    ولكني أخاف العقارب



    و لا عجب في ذلك، فخلقك وخلق العقارب لا يلتقيان. العقرب يوصف بها الغادر – حاشاك- ، و لدغتها تؤلم وتقتل. أما أنت فلا أشبهك بالنحلة، رغم أن النحلة في قرصتها شفاء، احترازاً من قول بعض العلماء، أنها تقتل من هو مصاب بحساسية ضد النحل، (و التداوي بإبر النحل أضحى علما قائما بذاته). و مثلك لا يعرف اللدغ، اللسع أو القرص ولا أجد لك شبيها، فأنت هو أنت – كما نحبك-.
    ولك كل ودي، فاقترب أو ابتعد في حيز جغرافيا الكون، كما شئت، ولكن محلك القلب.


    Quote:

    وهي سرقة بيضاء فاقع لونها..



    إن كنت أعيبك بسرقة يوما؛ فقدرتك على أن تسرق قلوب محبيك، ومن عجب لا يلومونك.


    Quote:

    إلا إني لن أبرح مكاني المثول حتى يأمر شيخي بمثولي في حضرته



    لا أدري لماذا يحاصرني الفيتوري، في أنفاسك ؛ بل في روح (الشيخ)، حين يهتز (المقام).
    في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
    فحلقت بلا قدم .. ورقصت بلا ساق
    و في هذا قد نقول ونقول ولا يثمر الكلام.
    كرم من الشيخ أن يدعو (المريد) شيخا؛ فذلك يشحذ الهمم ويفجر الطاقات. أقبلها في (الحضرة) العامة؛ حتى أكتشف عجزي في (خلوتي).

                  

02-04-2007, 08:37 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخال العزيز/ الطيب عبد الرحيم، فاجأتني.. (Re: ابي عزالدين البشري)

    Quote:

    عزيزي أبي ، تحية طيبة وبعد،
    يطيب لكل متتبع لتوثيقك الرائع حول بخت الرضا أن تفرد زاوية صغيرة مفتاح لحوار واسع حول حقيقة وقصة هذا الاسم الخالد الذي ظل وسيظل يأخذ بأفكار المترددين على هذه المدينة (بخت الرضا) وكل الناس، والعجيب أن تتميز بخت الرضا بنوع من التفرد قل تكراره في مدننا وهو أن قاطنيها على مر الأجيال كانوا في الغالب مهاجرين وعابري سبيل وإلى عهد قريب، فهي مدينة الأراضي فيها من مزارع ومنشئات ومباني ومسطحات وخدمات وأنشطة وكل شيء فيها للدولة ممثلة بإدارة المعهد (في السابق) / الجامعة (حالياً) وهي مدينة مهنية خدمية بنسبة مائة بالمائة، لا مجال فيها للتجارة والربح والخسارة فرأسمالها هو الإنسان وريعها هو الكتاب والخريج ونتاجها بالمحصلة النهائية هو العلم والفكر والمعرفة الإنسانية وعطائها حتى عهد قريب كان يصل لكل إنسان في السودان بشكل مباشر أو غير مباشر (المنهج، الكتاب، المعلم والطالب والموهوب في كل الدروب وأخيراً الخريج) بل يكفي سمعتها إذا ذكر اسمها خاصة خارج البلاد عند كل العباد وهنا لا يفوتنا أن نجير للاسم فضله كعنصر أساسي في إصدار ومنح التأشيرة للمعلم عندما تكون وجهته الدول العربية وبالأخص الخليجية وذلك لمجرد أن يكون إسم بخت الرضا معنوناً بين أوراقه.
    وسكان بخت الرضا كانوا حتى عهد ليس ببعيد كلهم ضيوف مكرمين يتشكلون من تلاميذ الروضة والمدرسة والمعهد ومن الأساتذة والمعلمين والمشرفين والموجهين التربويين والمتدربين وحتى العميد، جميعهم ضيوف على مختلف البرامج والمشارب والأهداف التي كانت سبب في ارتباطهم وتواجدهم ببخت الرضا، والكل منهم يكمل فترة دورته ولسان حاله يقول ليتها أيام لا تكتمل حتى لا يفارق بخت الرضا وريثما يعودون ليواصلوا مسيراتهم ونشاطاتهم في دورات حياتهم بأماكن أخر في دوامة هذه الحياة، وليأتي ليحل أماكنهم في بخت الرضا من بعدهم أناس آخرون سوا في الروضة والمدرسة والمكتب والمعهد وهكذا تتواصل الحياة في رحاب بخت الرضا جيلاً بعد جيل، ومن هنا يأتي تميز المدينة التي لا تعرف الروتين المدينة التي يتجدد فيها لقاء الآخرين مع الآخرين، مدينة يتواصل فيها الأمل وتتلاقى فيها التطلعات، مدينة العلم والثقافة والتجديد، مدينة كل الناس.
    ولا شبيه لبخت الرضا في هذا السودان الفسيح إلا ما ندر مثلما في حالة 24 القرشي المدينة التي يدار منها امتداد المناقل بمشروع الجزيرة، فهي أيضاً مدينة مهنية إدارية يتوارث أرضها وجدرانها وهواؤها الضيوف وعابري السبيل ولإن تشرف إسم المعهد بـ بخت الرضا فالأخيرة تشرفت باسم الشهيد محمد طه القرشي بعد تغير إسمها من 24 عبود لـ 24 القرشي عقب ثورة أكتوبر إحياءً لذكري الشهيد القرشي (أول من استشهد في ليلة 21 أكتوبر 1964م أثناء محاولات ناس جهاز الأمن فض الندوة الشهيرة التي أقيمت بالبركس في الميدان الأخضر الواقع بين داخليتي كسلا والقاش حيث استشهد القرشي قرب داخلية بحر الجبل وعلقت في مكان استشهاده لوحة خالدة كتبت كلماتها آنذاك بدمه الطاهر وتقول:

    وتصارع الشهداء في عمر الزهور بكل صوب - والراية الشماء خافقة تظلل كل درب

    أما الدليل على تفرد المدينتين وبقائهما متميزتين بالمهنية، أن بخت الرضا مدينة تربوية علمية بينما 24 القرشي مدينة إدارية، وإن لم تندمج الأولى مع الخليلة الجارة مدينة الدويم فإن الايرة هي الأخرى ظلت بمنأى عن مدينة ابو الحسن التي لا يفصلها عنها إلا الترعة الكنار (الرئيسية للمشروع) ومن هنا إتكسبت المدينتين خصوصيتهما.
    وعودة لقصة اسم بخت الرضا، فالرأي السائد أن هذا الاسم يعود لسيدة فاضلة تدعى رضا كانت أكثر إنسان نال تقدير واحترام الناس آنذاك لما كانت تقدمه من خدمات جليلة لذلك المجتمع الصغير في ذلك الركن النائي من المدينة وتمثلت خدماتها في بيع بعض الأغراض البسيطة التي اعتادت جداتنا وقتها على فرش الأرض لها مباسط لبيع المنتجات المحلية مثل القاوون والدردقو والفول المحمص والمدمس والنبق والدوم واللالوب والقنقليس والعرديب والقضيم والدانكلي المسلوق وأتصور أن من بين ما كانت تعرض بضع قراطيس ومداد وظروف خطابات وإن جاز لنا أن نطلق لخيالنا العنان لذلك الزمان أن نتخيل توفير وتحضير والدتنا رضا لطعمية ولقيمات خفيفات تقدم لفك الريق في الصباح والفطور، وهي بذلك قد ملكت قلوب الناس ونالت رضاهم فكانت الأم والشخصية المقربة التي اجتمع عليها القوم فكافئوها أجمل ما تكون المكافأة أن أطلقوا أسمها على هذا الوليد التليد (معهد التربية) فكان السعد أيما سعد لجدتنا رضا، وفيما بدا أن الكثيرين لم يكتفوا بإطلاق إسم رضا على هذا الصرح فأصبغوا على أسمها البخت - إمعاناً وتأكيداً وجزماً في التكريم - فجاءت الكنية تسبق الرضا لتمتد إلينا بخت الرضا وكلنا بالرضا لأمنا رضا ومن رحم رضا كلنا أبناء ولأسم رضا نحن الفداء إن هب النداء.

    الفصل المميز:
    مدينة بخت الرضا تقع شمال مدينة الدويم ويحدها النيل الأبيض من الشرق ومبروكة الخضراء بامتدادها الجديد من الشمال وترعة مشروع الدويم من جهة الغرب وهذه جميعها حدود طبيعية بعضها تزامن مع إنشاء معهد التربية بخت الرضا (1934م) مثل مشروع الدويم الذي أعقب الفيضان الناشئ عن بناء خزان جبل الأولياء خلال نفس الفترة بغية التحكم في تصريف مياه النيل، والحدود الأخرى كانت موجودة مسبقاً مثل مبروكة التي كانت تحتل موقع المعهد الحالي فتنازل أهلها طوعاً عن الموقع لبناء المعهد فضربوا بذلك أروع المثل في التضحية بالأرض ونكران الذات وآثروا الرحيل شمالاً لأجل أن تقوم بخت الرضا منارة للعلم (وأسم مبروكة أطلقه الشيخ السماني ود الشيخ برير إذ بارك الموقع الجديد لأهله فجاءت التسمية مبروكة وسماني القوم من بين القوم وبهم وفيهم ........ والرواية للمهندس/ محمد عمرعبدالله ود منصور). أما المزارع التجريبية التابعة للمعهد والواقعة إلى الجنوب منه قبالة مدينة الدويم فتقضي فكرة إنشائها إلى الفصل بين المدينتين حتى تصبح لبخت الرضا خصوصية في تهيئة مناخ هادئ يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي أنشئ من أجلها المعهد. وإذا ما أريد لهذا الصرح الشامخ أن يبقى فلتحرص جميع الإدارات المتعاقبة على المدينة بالإبقاء على هذه المزارع فاصلاً بين المدينتين تحقيقاً لهذه الأغراض وليسود هذا التوجه خطط وأفاق السلطات المختصة بالمدينة من لجان إعمار وإسكان وبلديات بغض النظر عن ضيق فرص توسع المدينة أفقياً ناحية الشمال والجنوب وليكن في التوسع الرأسي للمساكن أو التمدد غرباً وشرقاً بالضفة الأخرى للنيل الأبيض ألف مخرج. أما ما يرشح في الأفق من وقت لآخر بالنية لتوزيع الأراضي الزراعية المعنية لمساكن درجة أولى من شأنه أن يخل بهذا التوجه وليحرص المسئولين على ألا يتعد حد المدينة شمالاً شارع الإسفلت المتاخم للمزارع برغم التجاوز الذي أجتاح الملاعب القريبة من كلية الاقتصاد (الدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطتين سابقاً).

    وقفة صمت:
    ظل كوخ العم توم (Mr. Grifth) حتى وقت قريب منارة شامخة في بخت الرضا وأختفي هذا الصرح بوقت ليس ببعيد. الشعوب تحافظ على موروثاتها بالمحافظة عليها بالصيانة الملائمة والترميم والحماية من تأثيرات التعرية وتدخلات الطقس والمناخ، بل وبالتشريعات – إن دع الأمر – للحماية من تدخل الإنسان، فلماذا ترى غابت التشريعات؟ هل من مجيب!! وننتظر إجابة من القائمين على بخت الرضا وقتما أزيل الكوخ ولتأتي الشهادة من كل وجيع وهم كثر ويهم هنا في الأمر كثيراً الآراء الجريئة لأهلنا وذوينا في حي العاملين ببخت الرضاء والحوض ومبروكة البيضاء والخضراء ومن هنا التحية للصامدين عبر الآجال أهلنا الكسواب وآل الفكي وكل من لم يرد اسمه وله القدح المعلى في خدمة هذا الوطن الصغير الكبير بخت الرضا، اللهم أرضى عنهم وعنا أجمعين..
    الطيب عبد الرحيم خلف الله



    الخال الغالي
    لك التحية والود
    المقال وافر المادة. لا أقصد أن أثني عليه، فإني أصغر من ذلك ولكني سأبدأ بقصة رضا نفسها، كما سمعتها

                  

02-04-2007, 08:44 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
امرأة اسمها بخت الرضا.. (Re: ابي عزالدين البشري)

    سمعت من والدي المرحوم ، بإذن الله، عز الدين البشرى أن مستر قريفث، قدم راكبا حصانه يستطلع المنطقة كلها ويستكشفها إلى أن وصل إلى موضع رضا الحالي. كانت المنطقة كبيرة وواسعة ، غير أنه لاحظ أن هنالك كوخا صغيرا (قطية)، شرق موقع مسجد رضا الحالي. قصد الكوخ‘ فوجد امرأة مسنة، أحسنت استقباله و أكرمته. حلبت له بنفسها ولم يكن معها أحد ولا يعرف واحد من أهل الدويم قصتها ولا يعرفون لها أهلا. حدثها السيد قريفث عن عزمه إقامة مدرسة في هذا الموضع، فرحبت بالفكرة وشجعته. توقع السيد قريفث من المرأة الأمية أن تعارضه؛ إذا فاوضها في أمر أرضها الزراعية ومسرح ماشيتها. ولكنه فوجئ بتحمس المرأة للفكرة. فأقام قريفث البناء و بدأه بمباني سادسة القديمة، ثم تتابع البناء، حتى اكتملت الداخليات؛ فبيوت المعلمين، وكان آخر بناء أقامه هو مباني السنتين والمكاتب شرقه، جوار المسرح. ولا زالت بخت الرضا تتسع ويظهر فيها كل يوم جديد؛ حتى دعم ذلك ببناء المدارس الوسطى ، الدويم شمال والنيل الأبيض، وبنيت فيما بعد مدرسة النيل الأبيض الثانوية.
    ولكني لم أجد من يؤكد لي حقيقة القصة، بنفس التفاصيل، سوى الحاجة بره بشير – رحمها الله- فقد كانت تعمل في ديم بكر، مع نفر كريم من السيدات، منهن السيدة بيت الأمان، جدة أخينا محمد دراج، وأخت السيدة بره، وهي من شبشة، والحاجة أم بلينة بت عمر وأخريات. كن يصنعن الكسرة والملاح للطلاب الذين يسكنون في الداخلية.
    حكت لنا السيدة بيت الأمان، أن السيد محمد توم التجاني، تولى منصب وزير التربية والتعليم؛ فزار معهد التربية بخت الرضا. دخل محمد توم داخليات ديم بكر؛ فلم يملك نفسه من البكاء. وسأل عن هؤلاء السيدات؛ فأخبروه أنهن سرحن من العمل و أصبح أمر تغذية التلاميذ موكولاً إلى متعهد، يحضر لهم الخبز؛ فلم تعد هنالك حاجة لهؤلاء النسوة. وهنالك طباخون تابعون للمعهد، يقومون بصنع الطعام. ركب السيد الوزيرسيارته وبحث عن بيت السيدة بيت الأمان، ولم يكن الأمر شاقا عليه. عرف الوزير السيدة بيت الأمان لما رآها قادمة نحو بيتها ولكنها لم تعرفه؛ فأجهش بالبكاء؛ فدعته إلى دخول البيت وقامت بواجب الضيافة، ثم استفهمت الرجل عن حقيقة أمره. أجلسها الوزير إلى جانبه، وسألها عن النساء الباقيات وكان يدعوهن (الخالات)، فأخبرته عن حال كل منهن، وكلهن يعملن بسوق النسوان، سوى واحدة توفيت. طلب السيد محمد توم من بيت الأمان أن تدعوهن جميعا للحضور غدا بمباني المعهد، في مكتب العميد. حضرت النساء، فأحسن استقبالهن وصرف لهن مكافآت مالية قيمة. وقال للسيدة بيت الأمان:
    يا خالة أنا عايز أبني مدرسة في الخرطوم وأسميها بي اسمك (بيت الأمان)، عشان انتي القدمتيه للتعليم ما هين، عندك مانع؟
    وافقت السيدة بيت الأمان، بحياء شديد وقالت له:
    البتشوفو يا ولدي.
    سافر السيد محمد توم التيجاني إلى الخرطوم وبعد شهور حضر إلى الدويم وزارها في منزلها، محملا بالهدايا واعتذر لها قائلا:
    - والله يا والدة المدرسة سويتها و قلت ليهم سموها بيت الأمان، لكني اليوم وأنا ماري بيها، لقيتها كاتبنها بالغلط (بيت الأمانة)، لكن أول ما أرجع أقول ليهم غيروا الاسم وحاسبوا المسئول عن الغلط.
    أصرت السيدة بيت الأمان، على أن لا يغير الاسم وقالت للوزير:
    أكان داير رضاي وعفوي ، ما تغيروا تاني.
    ورضخ الوزير لطلبها.
    - كانت بيت الأمان تحكي تلك القصة بروية ولكنها لما بلغت قولها ذلك، استبد بها الفرح وظهرت النشوة في عينيها وهتفت:
    - شفت يا ولدي الرجال زمان كيف والتعليم ذاتو كان كيف؟ التعليم كان هيبة. وبخت الرضا دي وحات اسم الله زي ما تقول كدي شيتا خلقوا براه، من زمن قريفث ولي زمن محمد توم التيجاني .
    كنت أستغرب اعتراضها على تغيير الاسم؛ لكن السيدة أم بلينة عمر ذكرت شيئا، يبين نفسية النساء، في ذلك الزمن، فقالت:
    - أصلها بيت الأمان خايفة من الموت، لأنو البسمو عليه دايرون اكتلوه . وضحك من كان بالمجلس وضحكت. ولم أعد حديثها إلا طرفة؛ فسألت السيدة بيت الأمان؛ فقالت:
    - القصة وما فيها يا وليدي، محمد توم زِعِل من الزول السوى الغلطة دي زَعَل شديد، أنا قمت طيبت خاطرو وقلت ليه بيت الأمان وبيت الأمانة كلو واحد. وكمان الزول ده وزير وقال إنو لما يرجع يحاسب الزول السوى الغلطة دي، وأنا ما دايراهو يأذي ليه زول بي سببي... وامكن يقطع عيشو كمان، وقطع الرزق يا ولدي مصيبة. الحمد لله الوزير بقى ود حلال وبرد قلبي وقلب خالاتك.. ياما شقينا، نقوم والدنيا ظلام، ننطقع لي بخت الرضا ، حتى كان الدنيا برد ولا كان مطر، من زمن قريفث. وأخيرا طردونا طردة كلب. الله يخليك يا محمد توم ود حواء.
    قلت لها ومن أين عرفت اسم أمه، فردت:
    - أي زول ما عارف اسم أمو تقول ليه ود حواء. حواء أم الناس ديل كلهم، ويوم القيامة بنادوهم بي اسم أماتم (أمهاتهم) وأنا دعيت ليه بي اسم الأم عشان الملايكة تقول آمين. عرفت؟
    لاحظت في حديثها أنها ذكرت مستر قريفث ولم تقل قريفث مجردة من اللقب، فقلت لها:
    انتي يعني بتعرفي قريفث؟
    أصابتني الدهشة، لما ذهبت السيدة إلى ركن قصي وأحضرت لي صورا فوتوغرافية، كانت تقف فيها السيدة بيت الأمان بجوار مستر قريفث وقد ترجل عن حماره، لما رآها.
    وقالت لي :
    - ياهو ده مستر قريفث، كان لما يشوفني ينزل من حماره ويطلع برنيطته (قبعته) من راسو، ويجي يقعد جنبي و يتونس، والصور ديل صورنا ليهم واحد خواجة نسيت اسمو.
    قلت للسيدة بيت الأمان:
    - اتونس، يعني إنت بتعرفي إنجليزي؟
    ردت قائلة:
    - والله ما ظنيتو بيغباني إلا الحديث القاسي (تعني أنها لا تجهله وتفهمه إلا الصعب منه).
    ثم استطردت:
    - لكن مستر قريفث كان بتكلم معانا بالعربي زي كلامي وكلامك ده. غايتو كان راجل عجيب ومتواضع. يوم فارقنا ورجع بلدو قال لينا :
    - آها يا خالات ودعتكن الله ، أبقوا عشرة على الوليدات ديل الله بيسألكم منهم، بالمناسبة هو خواجة يعني نصراني عديل كدي، ما مسلم.
    ألا رحم الله السيدة بيت الأمان وكل من رحل من دنيانا ممن ذكرت، ورسالتي لأبناء دراج بأن يبحثوا عن هذه الوثائق. التحية لهم والتحية لأولاد ناصر، أستاذي بدوي وأستاذي أحمد، بل لكل الأسرة التي كانت منها بيت الأمان. خلدها التعليم ببناء مدرسة تحمل اسمها فزاد على اسمها تاء فأصبحت بيت الأمانة ولكنه لم يخطئ ، فالاسم الأخير أيضا ملك لها.
    خلدت نساء سميت بأسمائهن مدارس، بيت الأمان، صفية- زوجة المرحوم الدكتور خليل عثمان وبخت الرضاوكلهن من الدويم.
    أما الدكتور خليل عثمان- رحمه الله- فلي معه وقفة خاصة بإذن الله.
    و أواصل

                  

02-04-2007, 09:38 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخال الطيب، زملاء الدراسة في الإبتدائية.. (Re: ابي عزالدين البشري)


    ذكريات خاصة في رضا 7
    لم تمضِ إلا أيام قلائل؛ حتى أعيدت تسمية فصلنا، إلى مشكور بدلا عن دينار و تم تحويل بعض الطلاب إلى صفنا و غادرنا آخرون إلى فصول أخرى، ولا أدري بالضبط ما السر. تغيرت القائمة لمدة عامين ثم تم تغيير جديد، في القائمة. وبقي معي من التلاميذ والتلميذات.
    إبراهيم عثمان عمار
    إبراهيم حسن إبراهيم
    أبو عبيدة الصول (وهو أخو المرحوم مهدي الصول وانتقل إلى الخرطوم)
    محمد الصديق وانتقل والده إلى الخرطوم
    بدر الدين الطيب العنان
    سليمان مضوي
    الهادي مضوي
    سليمان الدريب
    سليمان إسماعيل
    علوان عبد العزيز
    أحمد حسن الجنيد
    نصر الدين محمود
    محمد ميرغني البشرى
    محمد حسين حسن عمران
    عبد المجيد دياب
    محمود السر ووالده صاحب الورشة المشهور
    عوض عبد الكريم برير (عصيدة)
    الرشيد أحمد علام
    مصطفى أحمد علام
    عبد الله إبراهيم إبراهيم حاج الطاهر (التقيل)
    ميرغني آدم(من روتو)
    صلاح الدين أحمد عبد القادر
    بدرالدين إسماعيل مالك
    بابكرعلي
    طارق أحمد
    مدثر جبريل
    مبارك غبوش
    محجوب أحمد
    عثمان محمد علي
    منير أحمد منير من المليح
    محمد أحمد (أبو طويلة) وهجر المدرسة في الصف الرابع.
    فيصل عبد الله ود الزير
    النور إسماعيل
    أزهري عبد الله حسين
    يوسف شاهين أحمد (من روتو)
    عبد الرسول محمد
    عبد المجيد دياب
    نجاة يوسف
    وناسة مالك
    عابدات موسى
    سعاد موسى
    سمية موسى
    عواطف أحمد
    أميمة دياب
    فوزيةعلي
    سمية يوسف حموده
    وأواصل..

                  

02-06-2007, 12:26 PM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخال الطيب، زملاء الدراسة في الإبتدائية.. (Re: ابي عزالدين البشري)

    ما شاء الله يابي
    و الله رجعتي لدمتوا طرينة بدرالدين و د العنان
    انت عند الورقة و لا شنو
    شحتو
                  

02-08-2007, 08:16 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شحتو حبابك.. (Re: ابي عزالدين البشري)



    صديقي العزيز عبد الباقي شحتو
    وأنت شفت حاجة (يا حياة)، نسبة لأخيينا بله الحياة؟ لسه البقية جاية ...
    بالمناسبة ، كيف كانت رحلة إسبارطا لأحمد إسماعيل عبد الواحد، برفقة الفرقة ، إبراهيم حسن العبيد والطيب عبد الرحيم والبقية الباقية؟



    شحتو حبابك ،، مشتاقين كتير..
                  

02-08-2007, 09:24 PM

Mamoun Ahmed
<aMamoun Ahmed
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشهد خريفي من الدويم ـ من كتاب أوراق من الدويم الجزء الثاني (Re: ابي عزالدين البشري)

    الاستاذ المبدع
    ابي
    الاحباب المتداخلون


    اشكركم علآ هذا السرد الجميل
    هذا تدوين مهم للتاريخ الاجتماعي لمدينتنا
    اتمني ان تواصلو فيه
    ونحن معكم

    ياسلام... والله ابداع


    وهذه مناسبة لاحي صديقي وابن دفعتي
    في الدويم شمال
    الباشمهندس
    الامين سليمان لعوته
    (السعوديه حاليا)
    واقول له سعدت بحضورك هنا

    ومن ابناء دفعتناأذكر :
    حاتم سيد قطان
    محمد عبد المجيد
    الطيب الدوشي
    شاكر الناجي
    الصادق عبد الوهاب المجاهد
    عصام عبد الماجد(ودالحاجة)
    علي يحيى(كارب صليبو)
    عمر مصطفى
    التجاني ابراهيم
    عز الدين...
    حيدر عبد الحميد علي (ود صاحب الفرن الفي السوق)
    محمد عظيم احمد جباره
    مجذوب شمس الدين
    الرشيد علي العبيد
    بله عبد الله بله
    بله( الرولا)
    عبد الرزاق صالح سليمان
    الامين سليمان لعوته
    الطريفي غندور...(رحمه الله)

    عبد الله حامد ابوكساوي عليه الرحمه
    والشقيق الاصغر لهاشم بدر الدين(نسيت اسمو
    ومزل غندور


    ناسي الباقين
    وكان المدير الاستاذ الجليل
    فاروق الحسين (رفاعه)
    وصاحب البوفيه العم النذير(مبروكه)
    ومن الفراشين ناس الضو ابوكساوي


    يالها من أيام
                  

02-12-2007, 08:32 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عزيزي الفنان، مأمون.. بقيت تنسى؟.. (Re: Mamoun Ahmed)

    Quote:

    عز الدين... ؟




    أغرب ما لا حظته أنني لما أسأل الآخرين عن زملائهم في المدرسة، وجدت أنهم جميعا يتذكرون فترة المتوسط (الثانوي العام)، بكل تفاصيل الأسماء، ولكن إذا سألت أحدهم عن الثانوي أو الجامعة ، فقد لا يتذكرون إلا اسما أو اسمين، والذين يتذكرونهم غالبا لأنهم أقارب، أصدقاء أو أن العمل جمعهم من جديد.



    الاسم المذكور لا أظنه عز الدين ولكن يمكن أن يكون الطيب عز الدين. أما عز الدين فهو واحد من أربعة في الدويم، واحد منهم منزله غرب المقابر، قريبا من بيت ناس غندور، يعمل بالجمارك . وهنالك عز الدين موسى أخو الطيب موسى ووالده نجار بالحي السابع و لم يدرس بالدويم شمال، بل بالشعبية، وآخر اسمه عز الدين كان حارس مرمى بالجهاد ودرس بالريفية وهو أصغر سنا، ويسكن مربع 3 جوار منزل اللقماوي ومقابل زريبة الحطب . وهنالك عز الدين إبراهيم(سيكا) واستبعده. عز الدين كرار أكبر منك سنا، عز الدين أحمد موسى درس بالريفية، حاول يا أستاذ تتذكر، ولو كان من خارج الدويم، تذكر منطقته وأنا أكمل الباقي، (قصرت معاك يا أخوي؟)


    أما قائمة فصلي في مدرسة الدويم (1) في الفصل (أ)،من الصف الأول للصف الثالث، فقد نقل بعضهم وتوفي الآخر ونقل إلينا البعض:
    الطاهر محمد أحمد
    الطريفي محمد حمدان
    الماحي عبد الله الماحي
    آدم علي
    أبي عز الدين البشرى
    أحمد حسن سر الختم
    عبد الرحمن أحمد شرفي
    أحمد عبد المجيد حميده
    أحمد محمد إبراهيم
    أزهري حامد محمود (ود الكلس)
    أزهري عبد الله برير
    بابكر سيد قطان ( قلة)
    بابكر عبودي أحمد
    بدر الدين إسماعيل مالك
    بله أحمد الأمين
    تاج السر حاج خالد
    خيار كاب الضعيف
    سيف جبريل وانتقل إلى الخرطوم
    شيخ الدين عامر
    عثمان عمر
    عمر الأمين
    عمر محمد أحمد صالح
    فضل الله إبراهيم
    فضل فضل المولى فضل الله
    مختار محمد أحمد
    مزمل آدم مزمل
    مصطفى عابدين سلمان
    مصطفى عمر - رحمة الله
    ميسرة محمد أحمد
    نصر الدين صالح حميدة
    الصادق أحمد


    ومن الفصل (ب)أذكر بعضا:

    أما من الفصل ب
    فأذكر منهم
    سيف الدين محجوب الجوخ
    ميسره علام أحمد
    الوسيله الشيخ السيد
    إسماعيل قسم الله
    أشرف شرف الدين
    فخر الدين محمد أحمد

    ....
    من الصف الثالث
    سفيان مكي
    البلولة آدم
    بدر الدين المنا
    سموءل خلف الله القريش
    شاكر مصطفى
    عماد عبد الرحيم عبد العليم ود السما
    والدفعة التي جاءت بعدنا
    الرشيد مبارك الحاج
    أحمد النور كريم الدين
    عمر الطيب عمر
    حذيفة الشيخ السيد

    ملحوظة: اقتصرت على هؤلاء لأنهم من الدويم
    و أواصل، بإذن الله..
    ***
    عدلت لأنني سحبت لقبا، قد يكرهه صاحبه، وقد نسيه الناس..

    (عدل بواسطة ابي عزالدين البشري on 02-12-2007, 09:30 AM)

                  

02-12-2007, 09:50 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جمعية الجغرافيا بالدويم (1)، إهداء اللأخ مأمون أحمد.. (Re: ابي عزالدين البشري)



    الجالسون من اليمين إلى اليسار:
    1 - عمر الأمين
    2 - أُبَيّ عز الدين
    3 - أحمد حسن سر الختم
    4 - الأستاذ الرائع، مهدي إسماعيل حامد، حفظه الله.
    5 - بابكر سيد قطان (قله)
    6 - سفيان مكي

    الواقفون من اليمين لليسار:
    1 - أشرف شرف الدين
    2 - فخر الدين محمد أحمد
    3 - آدم حسن
    4 - الطاهر أحمد
    5 - شاكر مصطفى
    6 - سموأل خلف الله القريش
    7 - سيف الدين محجوب الجوخ
    8 - ميسرة علام أحمد

    بالمناسبة ، كانت الصورة في الإجازة الصيفية باستديو بيكاسو، وكنا في طريقنا لمحلج القطن إذا قابلنا السيد المدير، وأجرينا معه حوارا مطولا، اقترح أسئلته الأستاذ مهدي و حفظنا الأسئلة عن ظهر قلب؛ فأعجب المدير بالأسئلة وقدم هدية قيمة للمدرسة. خرجنا بنفس السيارة لنزور مكتب الإصلاح الزراعي و....
    و أواصل
    ملحوظة : ربما عدت لتعديل الصورة..

                  

02-14-2007, 10:49 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بيت التراث- بخت الرضا (إعادة)، الأستاذ عثمان أحمد الأمين (Re: ابي عزالدين البشري)
                  

02-14-2007, 11:20 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بيت التراث- بخت الرضا (إعادة)، الأستاذ عثمان أحمد الأمين (2) (Re: ابي عزالدين البشري)


                  

02-14-2007, 12:49 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيت التراث- بخت الرضا (إعادة)، الأستاذ عثمان أحمد الأمين (2) (Re: ابي عزالدين البشري)

    الاخ أبى
    تحيات زاكيات
    شكرآ على الاغنية البديعة والتاريخية. اهديها انا بدورى للاخت غادة نورى واتمنى لها عاجل وكامل الشفاء.
    اتابع باعجاب هذه السيرة الدويمية العطرة. واصل يا رجل. خضر الله قلمك وذراعك..
                  

02-15-2007, 03:15 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عادل عثمان الإنسان، غادة نوري الملاك.. (Re: ابي عزالدين البشري)

    غادة نوري درس لن ننساه


    اللـــــــــــــــه!
    تجملتُ فلم أقل آهـِ ، وإن كانت الآهة لا تليق بالرجل الشرقي، إلا أنها في هذا المقام ، تشِذُّ. لأنها لفرح يعقب الحزن. فعذراً.
    أخي الإنسان/ عادل
    غادة نوري
    واحدة من الآلاف الذين يموتون، في اليوم ألف مرة . مرة بما يجدون من المرض، مرة بالإهمال ومرات ب...
    غادة نوري نموذج لامرأة علمت الرجال معنى الرجولة، عند احتضار النخوة وموت الهمم. لكنها عادت في أبهى صورة لتثبت أن هناك قلوبا لا زالت بخير. أهدت للجبناء معنى الشجاعة وردت للبائسين بهرة الأمل.
    قلب غادة الذي ظنناه واهيا بالمرض، كان أقوى القلوب، و أرقها في الوقت ذاته.
    غادة ذكرتني بضعفي، الضعف البشري وحقارة معدني الطيني، لعلي أحاول أن أحرق ذلك الصلصال بجمر الإنسانية و ألونه بحب الناس كلهم.غادة هزت شجاعتي وهزمت حروفي.
    كانت تصلني بعض الصور ، تصور ضعفها ، وهي على الملاءة البيضاء ، ولكني بمداومة النظر ، رأيتها عملاقا و معلما ،يستلقي على الفراش، ليلقي على الناس درسا رائعا ، لن يسمعوه في (المدرجات) والفصول.
    اعذرني أخي عادل فلو استرسلت في هذا لقلت شيئا، في حق غادة، لا يصنف إلا غَزَلاَ صراحاً. وهو نفس السبب الذي منعني ، قبلُ ، أن أعلق عنها ، ولو بكلمة، حابسا أنفاسي وأنا أتابع رحلة انتصارها على المرض.
    ولكني أهدي لغادة، ولكل الرائعين (يا اخي بعد الشر عليك) من آخر تسجيل لمحمد الأمين، بعد انتصاره على المرض.
    جئت لتذكرني ، بما لا ينسى مطلقا.
    ولك رائع الود ولغادة ألقه.
    و أرجو لكم العافية جميعا.
    و إلى الفيديو والصوت...



                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de