بي حجرين ... (رواية)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-27-2006, 06:52 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بي حجرين ... (رواية) (Re: هشام آدم)

    _________________


    خرج مكي عبد السلام – حسب رواية أبيه – ذلك اليوم وقت القيلولة دون أن يبلغ أحداً عن وجهته، في حين ظنّ الجميع أنه في الجوار. "ولكن كانت تبدو عليه علامات الانزعاج" – قال الشيخ عبد السلام - ، لم يكن أحد ليتوقع نيّة مكي المسبقة في الذهاب إلى البحر، لا سيما وأن البحر لم يكن مناسباً للسباحة ذلك اليوم تحديداً. "وللبحر ساعات لا يقبل فيها مزاحاً من أحد." كان الشيخ عبد السلام منهمكاً في رقع شبكة الصيد الممزقة، عندما دخل عليه أحد صبية الحيّ لاهثاً، بعد أن جّر سلك الباب بقوة:

    * ألحق يا عم عبد السلام .. مكي ولدك بيغرق.

    عندها ترك الشيخ عبد السلام ما كان في يديه، وركض دون أن يرتدي حذاءه – كان غالباً ما ينساه - . كان الشيخ عبد السلام يعلم أن البحر من جهة الميناء غريق جداً، إذ أنه كان معداً فقط لاستقبال السفن الضخمة، كما أن رصيف الميناء مرتفع جداً، وليس من السهل على أحد يسقط في ذلك المكان أن يتشبث بشيء، وكان يتساءل - وهو يركض حافي القدمين - ما إذا كان ولده العشريني قد ينجو رغم براعته في السباحة! ولمّا وصل إلى هناك وجد نفراً من الناس واقفين على الرصيف، بعضهم ينظر إلى الأسفل، وآخرون يتحدثون إلى بعضهم البعض، وما أن رأوا عبد السلام، حتى توقف الجميع عن الكلام. ولكنه لم يجد لولده أثراً، ما خلا فردة حذاء كانت في جانبٍ ما من الرصيف.

    وفي رواية نفرين، كان مكي يتشاجر مع أحدهم، عندما نادت عليه، فلم يجبها، وانطلقا إلى ناحية الميناء. كانت نفرين، معتادة على شكاوى الجيران المتكررة من مكي الذي لم يكن يرحم أبنائهم، فقد كان "مفترياً" حسب رأي الجيران، و "ذا دم حار" على رأي أصدقائه المقرّبين. ما تبقى من ذكرى مكي عبد السلام، فردة حذاءه التي عاد بها عبد السلام، وندم وإحساس متعاظم بالذنب ظلّ يرافق نفرين، حتى سنوات قريبة جداً. وربما كانت الحسنة الوحيدة لوفاته هو التفات الأبوين إلى محجوب، ورغبة أبيه في تعليمه الصيد حتى لا يعوز. وكانت نفرين تردد دائماً عندما يخرج محجوب الريّس إلى البحر "البحر شايل مني قلبين، واحد جوّاهو، وواحد فوقو .. يا ربّ تسلّم، يا ربّ تسلّم."

    خرج الريّس بعد أن ارتدى ملابسه متوجهاً إلى الميناء. وفي طريقه، كان يلقي التحية على الجميع. كان يشعر ببقايا سعادة ليلية إفرنجية، ما تزال واضحة في بريق عينيه. ويركض فجأة خلف دراجة ياسر الصاوي، ويمتطي خلفه :
    * وين يا بو السيك ... صباحنا قششششطة
    - خير اللهم أجعلو خير .. مالك يا زول الليلة قايم منشرح كده، حلمان بي بت إبليس ولّه شنو؟
    * والله يا بو السيك كان بت إبليس ما تعرف!!

    وعلى بعد خطوات من الطريق المؤدية إلى الميناء يقفز الريّس من الدراجة، وهو يضربه على ظهره بطريقة مازحة : "تشااااااو". بينما يكمل الصاوي إلى منتصف المدينة، حيث يعمل مراسلاً في إحدى البنوك. "أبو السِيك" لقب أطلقه عليه رفاقه في نادي ديم بوليس بعد هزيمة مُني بها في لعبة الوست west. وربما كانت تلك هي الهزيمة الأندى في تاريخ النادي منذ تأسيسه، لذا فإن اللقب التصق به من يومها كما تلتصق دودة القز بأوراق التوت الأبيض. ياسر إبراهيم الصاوي أحد المقرّبين للريّس، وهو شخص مرح جداً وهادئ فيما عدا لعبة الوست؛ فهو يفقد أعصابه بسرعة، وقد يُضرب عن الطعام إذا هُزم. وهو دائم الاعتقاد بأنّ ثمة مؤامرات تُحاك من ورائه، وأن شلّة النادي يشتركون جميعاً في عملية غش واسعة النطاق من أجل هزيمته فقط من أجل تثبيت اللقب عليه. ورغم أن أبو السيك هادئ بطبعه إلاّ أنه سهل الاستثارة. ولأن أصدقاءه يعرفون عنه ذلك، فهم يتعمّدون إثارته دائماً، فقط ليضحكوا على تأتأته في الكلام عندما يُستثار أو يغضب.


    لا أحد يستطيع أن يحدد على وجه الدقّة أين أو كيف التقى الريّس و أبو السيك لأول مرّة، غير أن أقرب الروايات إلى التصديق هو التقائهما في عراك مراهقين كانت السبب فيه أنثى وقع الريّس في غرامها، في دائرة رقص جماعية في أحد أعراسِ حي مجاور. وكان بادياً أن الفتاة أعجبت بطريقة رقصه المدروسة، وتقبّلت ابتساماته السرّية لها بابتسامات سريعة وخاطفة. وبمزاج توددي قدّم إليها وردة بائسة خلف صيوان الحفل، عندما لمحهما أحدهم، فأبلغ أخاها أبو السيك الذي تأتأ وهو يطلب من الريّس ملاقاته خارج الصيوان لتصفية حساباتهما. ويقال أنهما ظلا يتعاركان حتى بلغ منهما الجهد مبلغه. فتوقفا وانصرفا فجأة كأنهما اتفقا على مواصلة العراك في وقتٍ آخر أو ربما إلغاءه. لم يكن الريّس وقتها "الريّس"، كما لم يكن أبو السيك "أبو السيك". ولأن إيمان الصاوي كانت معتادة على مغازلات الشباب، فإنها لم تأبه كثيراً، لدرجة أنها تركت الوردة البائسة منسية في مكانٍ ما في الحفل. لم تكن إيمان وقتها تعشق غير متوددٍ سرّي واحد، فنان مغمور كانت قد التقت به في إحدى الأعراس، ولكنهما انفصلا بعد علاقة شهرية لأسباب مجهولة. حتى إيمان نفسها لم تكن تعرف سبباً منطقياً لهذا الانفصال، بعض الصديقات خمّنّ أن تكون وردة محجوب الريّس هي السبب في غضبه. ولكنها عرفت بعد مضي أكثر من سنة على هذا الانفصال أن علاقتها بذلك الفنان المغمور لم تكن إلا نزوة مراهقة وغير ناضجة وحسب. غير أنّ علاقة محجوب الريّس وياسر إبراهيم الصاوي توطدت أكثر لا سيما بعد اشتراكهما في نادي الكشّافة ذاته. وبسبب صداقة هذين الولدين تصادقت نفرين مع فتحيّة والدة ياسر الصاوي. ولم تخلو حياة إيمان من مغامرات عاطفية، كان آخرها قبل أن تنهي دراستها الثانوية، عندما تعرّفت على شاب جامعي، شاعر مثقف وسيم. لم تكن ثقافة إيهاب عبد السلام هو ما جعلها تتعلّق به في البدء؛ إنّما وسامته، والهالة الكاريزمية التي يتمتّع بها. كما أنّها وجدت في الارتباط به، حظوة تميّزها عن قريناتها ممن كنّ يدعين الارتباط به، ورغبة كل واحدة منهن في أن تكون أثيرته وملهمته. ربما في المقابلة الخامسة أو السادسة لهما، بدأ إيهاب يناقشها حول مسألة الجنس، وعلاقة المادي بالروحي، والجسدي بالشعوري، عندما جحظت عيناها كحرباء متحفّزة، وقفزت من مكانها قبل أن يرتدّ إليه طرفه، لتصرخ في وجهه قائلة: "إنتا قايلني شنو؟"، فردّ عليها ببرود: "إنتِ اللي قايلاني شنو؟" وبصعوبة بالغة نجح في إقناعها بالجلوس، شريطة تغيير الموضوع:

    * فهمنا المشوّه للجنس هو البيخلينا نخاف حتى من الكلمة زاتا.
    - إيهاب .. لو سمحتا ما دايرة أسمع الكلمة دي .. ما تقولا قدامي تاني، بقوم أخليك وأمشي
    * أوكي .. أوكي

    بمرور أسابيع قليلة، لم يكن صعباً على إيهاب أن يكتشف أن ثمّة مشكلة تواصل، وأن الفارق الثقافي بينهما كالنهر الراقد بلؤم بين ضفتين يشكّل حاجزاً يصعب تخطّيه، وفي أول فرصة صارحها بهذا الاكتشاف مطالباً بإنهاء العلاقة أو تحييدها. غير أنّها بغنجٍ لا يصعب على مثلها تصنّعه أقنعته بأنها سوف تفعل ما بوسعها لتتأقلم مع طريقة تفكيره. ولم يمض أسبوع على هذا الوعد، حتى صارحته بفشل محاولاتها واستحالة الاستمرار. عندها ابتسم إيهاب وهو يقول: "ليس المهم لماذا تنتهي العلاقة، المهم من الذي ينهيها ! حسناً .. لكِ ذلك" ولم تستطع إخفاء دهشتها أو ربما إعجابها بفطنته التي كانت واحدة من المزايا التي تميّزه عن البقية. وانفصلا رغم احتفاظ إيمان بود محنّط لهذا الشاب الذي بهرها ببروده الواثق، ومنطقه اليقيني الذي لا يتزعزع. وكأنّه يعرف سر الأشياء، ويعرف سرّ حركتها. وما كان يُدهشها أكثر أنها لم تره مندهشاً قط، وكأنه يرى العالم بمنظار مقعّر، يتيح له رؤية ما لا يستطيع الآخرون رؤيته، أو كأنّ كلّ ما يراه رآه مسبقاً لأكثر من مرّة. لذا فإنها طلبت منه بأن يظلا صديقين، ولكنه، وبطريقته الرومانطيقية، أقنعها بعدم جدوى ذلك طالما أنّ السرّية والخفاء سيكونان القاسم المشترك بين العلاقتين. وربما كان اختفائه عن الحي هو ما ساعد إيمان على نسيانه ولو جزئياً.





    .
                  

العنوان الكاتب Date
بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 10:45 AM
  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 11:16 AM
    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 11:46 AM
      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 12:30 PM
        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 01:34 PM
          Re: بي حجرين ... (رواية) ابو جهينة11-27-06, 02:16 AM
            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 05:04 AM
              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 06:47 AM
                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 06:52 AM
                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 07:36 AM
                    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 09:28 AM
                      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 10:31 AM
                        Re: بي حجرين ... (رواية) عبد المنعم ابراهيم الحاج11-27-06, 08:43 PM
                          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 03:15 AM
                            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 04:34 AM
                              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 06:11 AM
                                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 06:30 AM
  Re: بي حجرين ... (رواية) Mohammed Elhaj11-28-06, 10:45 AM
    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 12:25 PM
  Re: بي حجرين ... (رواية) Mohammed Elhaj11-28-06, 03:39 PM
    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-29-06, 03:48 AM
      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-29-06, 07:16 AM
        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-29-06, 07:20 AM
          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-29-06, 09:18 AM
            Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول11-29-06, 10:15 AM
              Re: بي حجرين ... (رواية) منى أحمد11-29-06, 03:37 PM
                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 03:24 AM
              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 02:39 AM
                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 04:12 AM
                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 05:32 AM
                    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 07:10 AM
                      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 07:55 AM
                        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 07:58 AM
                          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 08:02 AM
                            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 08:09 AM
                              Re: بي حجرين ... (رواية) عبد المنعم ابراهيم الحاج11-30-06, 05:52 PM
                                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-01-06, 02:03 PM
                                Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول12-02-06, 10:34 AM
                                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:19 AM
                                    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:32 AM
                                      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:34 AM
                                        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:37 AM
                                          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:42 AM
                                            Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول12-04-06, 09:43 AM
                                              Re: بي حجرين ... (رواية) Safa Fagiri12-04-06, 12:29 PM
                                                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-05-06, 04:36 AM
                                              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-05-06, 04:32 AM
  Re: بي حجرين ... (رواية) ايوب عبدالرحيم12-05-06, 04:51 AM
    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-05-06, 11:20 AM
      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-25-06, 09:22 PM
        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-26-06, 05:56 PM
          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-26-06, 07:05 PM
            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-27-06, 07:19 PM
              Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول12-28-06, 03:25 PM
                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-29-06, 01:57 PM
                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-29-06, 02:16 PM
                    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-29-06, 02:22 PM
                      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-29-06, 02:24 PM
                        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-23-07, 03:32 PM
                          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-23-07, 05:13 PM
                            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-23-07, 06:04 PM
                              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-24-07, 03:29 PM
                                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-24-07, 07:40 PM
                                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-24-07, 08:16 PM
                                    Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول01-30-07, 02:01 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de