بي حجرين ... (رواية)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 07:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2006, 04:34 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بي حجرين ... (رواية) (Re: هشام آدم)

    ___________________

    بطريقة أبوية حكيمة، ربّت العم صابر على كتف الريّس وهو يحكي له قصةً لم يستطع أن يحدد علاقتها بموضوع هجرته "أظّن أنها كانت ليلة قمرية عندما جلس ثلاثة رجال على ضفّة النيل من الناحية الشرقية، جذبتهم رائحة البنقو التي أشعلها أحدهم. قد يبخل أحدنا بطعام أو شراب، إنما هؤلاء لا يبخلون أبداً، هم أسخياء دائماً، على أي حال، فقد جلس ثلاثتهم على رملٍ بارد، مستمتعين بما يقذفه البحر على وجوههم من هواء لطيف يساعد على جعل جلستهم أكثر حميمية. كانت الأصوات تتجاذب بالترتيب على مسامع ثلاثتهم: صوت الأمواج، نهقة حمار من مكان غير بعيد، صوت اختبار ورق البرنسيس، نحنحات أحدهم الخجولة في انتظار أن يأتي دوره، نباح كلاب متفرقة، وسؤال احترافي محبب: "نلف واحدة ولمن تنتهي نلف التانية، ولا نولّع تلاتة سيجارات مرّة واحدة؟" وما أن اتفقوا حتى بدأت جنائز التبغ الملفوف بعناية تدور بينهم، كلّما سلّم أحدهم جاره واحدة، استلم الأخرى في عقبها مباشرةً. وفي كل مرة كان أحدهم يصرخ بنشوة قائلاً: "دي سيجارة كااااافرة!!" وما أن فعل البنقو فعله في رؤوسهم حتى بدؤوا يتعرفون على بعضهم البعض. أقّلهم كلاماً وأكثرهم سعادة "هارون" الذي كان كمن يقرأ رسالة مكتوبة بخطٍ رديء على ضوء شمعةٍ لا تكف الهواء عن مغازلتها فيميل لهبها ذات اليمين وذات الشمال، بالكاد ينطق الكلمات العربية بشكل صحيح، بينما تمتع الآخران بلكنة غليظة. وفيما وقف الأول قائلاً: "سأكون رئيساً للسودان ذات يوم." نهض الآخر بجديّة أكثر وهو يقول: "وأنا سأكون قائداً لجيشٍ يحرر فلسطين." بينما اكتفى هارون بضحكة متهكمة وهو يقول :"أما أنا فكنتُ وانتهيت!" واكتفى الريّس بابتسامة مجاملة دون أن يفهم مغزى القصة. مؤخراً، كان ميل العم صابر لسرد القصص الغابرة، وطريقته الغامضة في سردها هو ما يزيد من قناعة عمّال الميناء بخرفه، غير أن أحدهم لم يتجرأ يوماً ليسأله عن سبب حزنه القابع تحت ابتسامته الوقورة أو عن سر نظراته للبحر تلك. "الصيادون أوفر حظاً من غيرهم" هكذا كان يقول دائماً عندما يتذمر أحدهم. ولأنه كان صياداً متمرساً ذات يوم؛ فهو يعلم تماماً ما يشعرون به من عبثية.

    كان الريّس بطريقةٍ ما مدركاً لما يحتويه عالمه وحياته من أفعال روتينية اعتاد عليها بسبب أنه لا يملك البديل، بل لم يفكر في هذا البديل من قبل. حتى علاقته غير الشرعية مع شاهيناز البدوي كانت علاقة روتينية صرفة. فمنذ أن التقاها صدفة أمام دكان البصاولي تحاول شراء العشاء. حاول، بدافع الشهامة المنطوية على تودد ماكر، أن يساعدها، فأخذ عنها السلطانية وزاحم الشباب الذين كانوا يسدون مدخل الدكان، وملئ لها بقرشين فول وربع كيلو حلاوة طحنية، ومنحته ابتسامتها الشاكرة جرأة على تجاوز هذه المساعدة إلى حد عرض خدماته لتوصليها إلى المنزل، وكردٍ للمعروف بالمقابل المنتظر حاولت شاهيناز إغرائه ببعض الملامسات الجسدية التي كانت تأتي وكأنها مصادفة. استطاع الريّس أن يحصل منها على قبلة ساخنة سريعة وموعد بلقاء قريب قبل شارعٍ واحد من منزلها. شاهيناز التي كانت قد بدأت تتردد على إحدى المنازل التي يحرسها الريّس حتى عودة أصحابها من السفر، كانت تتجاهله في الحي، وهذا التكنيك الذي تتبعه الساقطات ليس بجديد على الريّس نفسه، وهو الذي كان يعرف مسبقاً أن فتيات الحي الساقطات لا يمكنّ أحداً من أبناء الحي، بل يجعلن الأحياء البعيدة مسرحاً لعملياتهن السرّية، فيما يبدين أمام أبناء الحي نفسه كراهبات، غير أنّ الريّس لم يكن نزيهاً في علاقته معها، إذ أخبر بعض أصدقائه بمغامراته الغرامية معها. وظلّت شاهيناز مستمرة في التواصل معه حتى ذلك اليوم الذي قدّمها لأصدقائه وطلب منها مضاجعتهم جميعاً. فخرجت ولم يعد يراها بعد ذلك إلاّ برفقة صديقاتها حيث يصعب عليه الاختلاء بها في محاولة لإعادة المياه إلى مجاريها. ولم يمض أكثر من أسبوع واحد حتى أقام علاقة عابرة مع أخرى التقاها في مركبة عامة، ويذكر دائماً أنها كانت المبادرة بالمغازلة. غير أنها لم تدم معه أكثر من ثلاثة أيام متباعدة.


    رغم أن النساء في حياة الريّس لم يشكّلن هاجساً على الإطلاق، إلاّ أنه كان لا يفوّت فرصة تتاح له أبداً. أمّا أكثر الفتيات صلة به فقد كانت فايزة كيكيا، الفتاة الأريترية التي تبيع الشاي مع أمها في إحدى مواقف المواصلات العامة، وتعيش في منطقة "أولي" شديدة الفقر. فايزة كيكيا واحدة من المئات الذين نزحوا بأسرهم إلى السودان، أحست مذاق اليتم بعد أن قتل والدها الجندي في جيش التحرير الأريتري وأحد رفاق عواتي، عام 1961م في معركة أدال كارمرويت. فايزة الفتاة الناهدة التي تمتاز عن بقية الفتيات اللواتي عرفهن الريّس، إضافة إلى فتنتها، بسرعة بديهة يشهد لها به كل من عرفوها بالكاد تتذكر تفاصيل والدها الشكلية غير أنها لم تنس منزلها في أسمرا وشجرتا النيم خارج بيتها حيث كانت تلعب مع الأطفال. وما يزال الريّس يتذكر ذلك اليوم الذي التقى فيه بهذه الفاتنة الأريترية عندما حاول تقبيلها بالقوة بينما كانت تحاول أن تجمع أوانيها في طريق عودتها إلى المنزل ليلاً. ولم تتوانى عن صفعه عندما أرهقها إلحاحاً، بينما توقف الريّس متحيزاً للثأر ومضمراً في صدره تجاهها غلاّ من النوع الذي يزول مع انقضاء الليل وتأثير الخمر. وربما وافقت على طلبه فقط لترتاح من إلحاحه الذي لم ينقطع لأسبوعٍ بأكمله. ذلك اليوم طلبت منه أن يأتي إلى منزلها ليلاً متوخياً الحذر، بعد أن بتأكد من خلو الشارع من الفضوليين. ورغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يواعد فيها الريّس فتاة ليلية، إلاّ أنه كان يشعر بقشعريرة مراهقة تسري في أوصاله، وهو ينتظر موعد انتهائها من عملها. وعندما وصل إلى المنزل، وجدها قد تركت الباب مفتوحاً بمقدار ما يسمح له بمعرفة ذلك. فتح الباب ببطء شديد سمع معه صوت صرير الباب الزنكي المتهالك، كان هذا الصوت يثيره أكثر من الإضاءة الزيتية الخافتة داخل المنزل. وما أن بلغ منتصف الردهة حتى رآها وهي تمشي على أطراف أصابعها طالبة منه أن يدخل من مدخل ما مغطى بالقماش دون أن يصدر أي ضجة. فامتثل على الفور وكان هذا الحذر المشوب بالصمت والأضواء الخافتة ما جعل حيوان الريّس ينتصب حتى قبل أن يتلامسا. وما أن تسلّمت نقودها حتى بدأت تداعبه بحرفية لم يعتد عليها الريس حتى بلغ شبقه قبل أن ينزع عنه ثيابه. واستمر الريّس في مواصلة الأريترية الحسناء إلى أن توطدت العلاقة بينهما فأصبحت لا تتقاضى منه نقوداً كما كانت تفعل في السابق.






    .

    (عدل بواسطة هشام آدم on 11-28-2006, 04:57 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 10:45 AM
  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 11:16 AM
    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 11:46 AM
      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 12:30 PM
        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-26-06, 01:34 PM
          Re: بي حجرين ... (رواية) ابو جهينة11-27-06, 02:16 AM
            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 05:04 AM
              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 06:47 AM
                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 06:52 AM
                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 07:36 AM
                    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 09:28 AM
                      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-27-06, 10:31 AM
                        Re: بي حجرين ... (رواية) عبد المنعم ابراهيم الحاج11-27-06, 08:43 PM
                          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 03:15 AM
                            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 04:34 AM
                              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 06:11 AM
                                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 06:30 AM
  Re: بي حجرين ... (رواية) Mohammed Elhaj11-28-06, 10:45 AM
    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-28-06, 12:25 PM
  Re: بي حجرين ... (رواية) Mohammed Elhaj11-28-06, 03:39 PM
    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-29-06, 03:48 AM
      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-29-06, 07:16 AM
        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-29-06, 07:20 AM
          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-29-06, 09:18 AM
            Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول11-29-06, 10:15 AM
              Re: بي حجرين ... (رواية) منى أحمد11-29-06, 03:37 PM
                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 03:24 AM
              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 02:39 AM
                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 04:12 AM
                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 05:32 AM
                    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 07:10 AM
                      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 07:55 AM
                        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 07:58 AM
                          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 08:02 AM
                            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم11-30-06, 08:09 AM
                              Re: بي حجرين ... (رواية) عبد المنعم ابراهيم الحاج11-30-06, 05:52 PM
                                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-01-06, 02:03 PM
                                Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول12-02-06, 10:34 AM
                                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:19 AM
                                    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:32 AM
                                      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:34 AM
                                        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:37 AM
                                          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-04-06, 06:42 AM
                                            Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول12-04-06, 09:43 AM
                                              Re: بي حجرين ... (رواية) Safa Fagiri12-04-06, 12:29 PM
                                                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-05-06, 04:36 AM
                                              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-05-06, 04:32 AM
  Re: بي حجرين ... (رواية) ايوب عبدالرحيم12-05-06, 04:51 AM
    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-05-06, 11:20 AM
      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-25-06, 09:22 PM
        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-26-06, 05:56 PM
          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-26-06, 07:05 PM
            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-27-06, 07:19 PM
              Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول12-28-06, 03:25 PM
                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-29-06, 01:57 PM
                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-29-06, 02:16 PM
                    Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-29-06, 02:22 PM
                      Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم12-29-06, 02:24 PM
                        Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-23-07, 03:32 PM
                          Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-23-07, 05:13 PM
                            Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-23-07, 06:04 PM
                              Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-24-07, 03:29 PM
                                Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-24-07, 07:40 PM
                                  Re: بي حجرين ... (رواية) هشام آدم01-24-07, 08:16 PM
                                    Re: بي حجرين ... (رواية) أحمد النور منزول01-30-07, 02:01 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de