يديك لى طول العمر وفى الدنيا يوم ما يالمك 0000000 امى الله يسلمك

Quote: - يا وليدي وكتين ربيناكم ما كان عندنا شي.. كنا عدمانين المليني.. ما خلينالنا شي ما سويناهو بعنا البيض والفسيخ والشاي... فشان تقروا.. لكن نحمد الله يا وليدي الله ما خيب رجانا قريتو وكبرتو وشلتونا في كبرنا.. عمك محجوب مسميني عطشقي الطيارة فشان قاعدي اسافرلكم واقعد كل مرة شويي مع واحد منكم.. - لكن انت يمة جيتوا من البركل ليه - يا وليدي ابوك ركب راسو وقال علي يجي الخرتوم وقال عشان الاولاد يقروا - لكن البركل ما كانت فيه المدارس - انا شن عرفني يا وليدي هو كان قاري وجاء خمخمنا من هناك وجينا هني - هسا ان بقينا قلنالك ارجعي ترجعي - كيفن ما برجع ما ياها بلدي ... علي الرجعي صعبي شويي لانه سوينالنا جيران واحباب هنا وكمان انتو وليداتكم ولفوا علي هني.. وانا ما بقدر علي الشلهيت دة.. - طيب انا ما قلتلك تسافري تقعدي معاي في المغرب مالك حرنتي - يا وليدي ماني مابيي علي انا اتعودت علي الجيران والحبان هني... كفاية قعدت معاك سبعة سنين هناك.. يا وليدي هني ان بقيت زهجاني ادخل علي خالتك ام النصر ولا خالتك مدينة واتونس زين معاهن واجي مبسوطي.. هناك مقابلي الحيط والتلفزيون... ذلك كان آخر حوار بينننا... بعده بيوم غادرت السودان عائدا للمغرب... بعد اربعة اشهر اصيبت بكسر في رجلها واجريت لها عملية وهاتفتها: - يا وليدي نحمد الله ما تشيل هم انا كويسي وعافي منك وراضي عليك شهرين بعدها دخلت في غيبوبة والجرح لم يلتئم... قررت الرجوع للسودان لزيارتها لم يسغفني القدر وكان الأجل اسرع من خطواتي وجاءني صوت شقيقي الكبير ابراهيم: طارق الدوام لله بت ابو دية في ذمة الله انهرت تماما وبكيت كما لم ابك من قبل... واخذت سيارتي وبدات اجوب شوارع الرباط لم ادر الى اين انا ذاهب ..وبعد ساعتين وجدت نفسي دون وعي مني امام مكتب الخطوط القطرية كانت الرحلة اشبه بجهنم رغم انني تعودت عليها منذ زمن بعيد... لكن الرجوع كان مختلفا هذه المرة وكان الحزن يعتصرني... نزلت في مطار الخرطوم دون الفرحة التي كانت تنتابني في المرات السابقة.. لم امازح ضباط الشرطة والجمارك كعادتي.. خطوت خارج القاعة متثاقلا... تلقفني نسيبي حاتم سيد احمد.. دمعت عيناي دون ان اقول له شيئا.. دلفنا الى سيارته وكان مهند ابن شقيقي ابراهيم هناك ارتمى علي دون أن يقول شيئا وبدأ بالبكاء.. قطعنا المسافة بين المطار والامتداد دون ان اتمعن في الجديد كعادتي.. حين وصلت السيارة الامتداد ووجدت صيوان المأتم امامي تأكدت من ما كنت غير قادر على تصديقه... هب الجميع الي... لم ارى من الجميع غير شقيقي ابراهيم ارتميت في احضانه وشرعنا نبكي بصوت محموم.. ثم تلقفني شقيقي لطفي.. حينها انهرت تماما.. وحين وصلت لشقيقاتي كان الكابوس قد بدأ يكشف عن حقيقته... بكينا حتى فقد البكاء قيمته وطعمه... قلت لهم خذوني الى قبرها... كان شاهد القبر يحمل الرقم 4652 جلست قبالة راسها وسلمت عليها: يمة انا طارق جيت اسلم عليك زي زمان..صدري كله تبلل من دموعي.. قرات عليها ما تيسر من القرآن وترحمت عليها.. دعوت الله ان يرحمها ويبني لها قصرا في الجنة ويتقبلها قبولا حسنا... ... عام مضى.. رحمة الله عليك يا عشة بت يوسف ابودية